دسوقي العجلاتى الفصل =1=-


==
دسوقي  العجلاتى
===========
لم  اكن  أعرف  إني  صغير  الي  هذا  الحد  كنت  طفلا  فى  الرابعة من عمري   لكن أتذكر  جيدا   كيف أخذوني  الى  خيمة  فوق  سطح منزلنا  المكون  من  دور واحد  وفي  صحبة  سهير  الكرشاتي  طفلة فى السادسة  ووداد  وفايقة  لم يتجاوزن  الثامنة  واختاروا  سهير  وانا  كعروسين  ليلعبوا  بنا  ويفعلوا بنا  اشياء  لا اود  تذكرها  ويمدوا  يدنا  لنمارس   طقوس  غريبة  مازلت   اتذكرها  حتى الآن   ولكنها  معيبة  وكنت أنصاع  لما يطلبونه  مني  لأننى  لا اعرف  شىء  فى  هذه  الدنيا  وانا  طفل  صغير  ومرت  السنوات  وكبرت   سهير  ومازالت   صورتها  عالقة  فى مخيلتي   وتزوجت  ايضا  وتلتها  ودة  أو  وداد  وسبقتهما  الأخت  الكبرى  فايقة    كان  بيت  الكرشاتى شامخ  أمامنا   مكون  من  عدة طوابق  وهو منزل  فخم   لعائلة  ثرية  لغريب  الكورشاتي  كان   من  الثراء  قى هذا الوقت  أن إبنهم علي  يرتدى  بدلة  فخمة  وهو  مازال  فى العاشرة  من عمرة  وكنا نرتدى  البجامة  او الجلابية  الجديدة  فى العيد  ومرت  السنوان ونحن  نكبر  ونري  فتاة  جميلة  حولنا  تدعي  اصلاح   تلف القلوب  الصبية حولها  وتخطف  قلبي  البريء  ونلتف  حول المكان الذي  تذهب الية فى الأعياد   لكى نبصرها  ونستنشق   من الهواء   عطرها  وعبيره  الفواح   وظل  هذا الحال  ثلاث سنوات   حتى رحلت   إصلاح  من المكان  وعصفت بقلوب الجميع   وانقطعت  صلتها   بنا   ومهما مررنا  من امام  بيتها   لا نراها   ولا حتى  ظلها   حتي  اختفت  تماما  وفقدنا الأمل   فى لقائها   او حتى  رؤية   ظلها  ومرت الأيام   مؤلمة  قاسية نفكر فيها   وكأنها الأنثى  الوحيدة الجميلة  فى هذة الدنيا   الواسعة   وسقط  الأمل  وتبعثرت الأحلام لكل من الصبية    نبيل ابو الفتوح  وحديدة  وعلي  غريب  وفاروق الأبيض  وغيرة من شباب  الشارع   مرت السنوات  خانقة  ومات   دسوقي  العجلاتي  زوج   فايقة  وأتت   الي  المنزل   بنت  خالتها  تفوق   الجميع  جمالا  ورقة واناقة  وعيونها  الساحرة  الملونتين  تكشفان  عن نوع الجمال  السحري الذى اذهل  الجميع  كنت أنظر اليها  من خلال  جهاز   مكبر  فأبصرها  فتاة   فاتنة  رائعة  تنم   عن  جمال اسطوري   قوام  لا يقاوم   كانت  رائعة  حقا  ملفتة  حقا   بددت  صور  ماعاداها   وقلبت الموازين   كنت أنظر اليها  من خلال النظارة   المكبرة فأري جمالا   رائعا  يستهوينى  ويأخذ قلبي  بشدة الي حيث الخفقات   المتلاحقة  حتى   تمنيت أن تكون  لي   زوجة  لكن  هيهات  فأنا مازلت   طالبا  فى الثانوية   ولا   املك  قرشا  واحدا  لأتقدم اليها   وعندما   علمت   أنها  قد   قاموا   بتزوجيها   الي دسوقي العجلاتى   أسودت الدنيا فى عيني  وكدت لا ابصر  احد  سواها  فصعقت  صعقا   شديدا  وآثرت العزلة والإعتكاف  وفقدت الأمل  فى الحصول  علي مايتمناة   قلبي   واستسلمت  لقدرى  حتى قابلتني  فتاة تدعى  قدرية   ورحلة   منيا القمح   كرديدة  ثم   شربات  ورحلة  ميت بشار  شرقية  وما صادفني بين الحين  والحين  من مفاجآت  واحداث  غير متوقعة   ومرت   السنوات بجفاء  فلم يكن  فيها شىء مثمر ولم أرتكب شيء  محرم  كلها  كانت احاسيس  متواترة   ومحاولة اثبات  الذات  إلا أنها كانت   جميعا  فاشلة  بعد   عشر سنوات   توفى  دسوقى   العجلاتى   فقد  كان يكبرها  بثلاثين  عاما   وكانت  فى الخامسة  عشر من  عمرها  أحضروها  لتربية  أولاد  فايقة  ورضخت  لطلبهم  فقد كانت  يتيمة الأبوين  وعندما  توفي  والدها  احضروها  عنوها  فلم يكن  لأحد  يراعها غير اسرة  غريب الكرشاتي  هذه  لم تفارق صورتها   الجميلة الفاتنة ذهني  وكنت أريد  عمل  خطة  كي  لا تتم   عملية   الزواج   لكن السهم  نفذ  ةلم اكن بقادر  عمل شىء  وإلا تعرضت للسجن  فقررت الهروب الي   مكان نائى أكون   فية نفسى وأبدا   من جديد  حتى  علمت بموت   زوجها   فكيف الوصول   اليها  وأولاد  زوجها أصبحوا   فتية شباب اقوياء   كيف  سيستقبلونني  وفكرت  أن  احمل  كاميرتي  وأعمل صحفيا يريد   حديثا   لكن  كيف اختار  الحديث  وبأى لغة أتكلم   لازمني الصمت طويلا  وفكرت وفكرت   حتى  هداني  التفكير الى الذهاب الى بيت  رجل  امامها  كان يلعب معنا الكرة  تذكرت اسمة بأعجوبة   ودخلت  علية  قائلا   هل راودتك   فكرة  إقامة  اصدقاء  الملعب  منذ  عشر  سنوات   فقال  ما زلت  افكر  فى ايام الصبا  والشباب  وطلبت منة  أن يحضر  غادة   زوجة  المرحوم   دسوقي  فنظر الي  محدقا  وما صلة   الست  غادة   بموضوعنا   هذا  ولم   استطع إقناعه  وعندما  هممت   بالخروج  ابصرت  شابين  يافعين  يخرجان   من   منزل  دسوقي   العجلاتي  فأنتظرت  حتى  غادرا   المكان   وتقدمت  بشجاعة  وطرقت  الباب  خرجت  زوجة المرحوم   دسوقي   فقلت لها  هل تسمحين لي  بالدخول  لنتحدث  فنظرت الي  بريبة وشك  وقالت من أنت ؟ّ !  قلت  لها دققي  فى وجهى   هل  نسيتي   هذا الوجة   قالت  ربما  لا اتذكر  جيدا  فقلت لها  أنا  أخ  سعاد   فقالت  سعاد من ؟!  فقلت لها   قبل  زواجك  من المرحوم   دسوقي   كنت  أريد  الزواج  منك  وكنت  دائما اراقبك   فقالت بإبتسامة  أفتكرت  أنت ابو نظارة  فقلت لها  نعم   فقالت وماذا  تريد   مني الآن   فقلت لها   معى  مهرك  واريد الزواج منك  فقالت   كيف   اولادى  الكبار اكيد   سيمنعوني  بالقوة  قلت لها تعني أولاد   زوجك   فقالت  نعم   هم اصبحوا اولادى  لأني لم انجب  من المرحوم  فقلت  لها  ليكن   فلتنجبي مني  فقالت لا  مش  ممكن   انة  مستحيل  فقلت لها سأدعك تفكرين بجدية   أنت افنيت  شبابك  فى تربية  غير اطفالك  ورحلت دون اجابة  واضحة    وظلت  المساومات   ردحا من الزمن   قالت  فيه  دعنى  أعرفك   اكثر فأكثر   فأحذنا   معا   نؤسس  شقة  صغيرة   فى  مدينة  بعيدة  لا يعرقها   أحد  كانت شقة صغيرة لكنها  جميلة متواضعة أضترينا  دولاب  عمولة  وسرير   جاهز   وبطانية   وكذلك بعض الأواني  للطبخ  مع بوتجاز   صغير   والتقينا   أول  مرة  بعد   الموافقة  على الزواج  علي  كورنيش   النيل  مددت يدى لتتشابك  بأصابعها  فقالت بحدة  هذا لن يتم   قبل  عقد  القران  وحضور المأذون  نظرت الي  عيناها الساحرتين  فقالت  هل اعجبتك  عيوني  فقلت لها إننى أسبح   فى بحور  عينيك  فتقذفني  من شط  الي شط  وانا  بين الأمواج أغرق   حاولي أن تنتشليني  حبيبتي  فقالت بعد المأذون   سوف  ننهل  من الحب الصافي  الذى لم اذقه   طول  حياتي  جذبتني  شدتني الى عالمها   السحرى   لم   أقو   على المقاومة   استسلمت  لقدري  وتحركت  بالموتسكيل  بسرعة  هائلة   كي احضر  المأذون واتنين  شهود  وبين  عدم التركيز  والتخيل  كيف سيضمنا  الزواج   في  عناق   طويل   أصطدم   الموتسكيل   بجرار  ثقيل   ونقلت  الي المستشفى  وانا  في وضع  خطير   ولا استطيع  أن أبوح   بما   كان   يمكن  أن  يقيل   عثرتي  "  البقية   فى الحلقة القادمة   الشاعر   المصري  ابراهيم   خليل      =================================

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

( عرائس القدس ). ------------ ستون عاما .. أو يزيد --- ----- عرائس .. القدس الفريد--- صوت يصرخ فى الوريد--- والطرحة البيضاء--------- تنزع من جديد--- والضفائر الغراء -------- على الكتف العنيد -- تلقى فى إشتياق ------- الى الحضن العتيد ومواكب الأعراس----- تنزع .. بالحديد -- لا موكب يمضى -------- ولا قدس .. تعيد--- والثوب .. ينقر --------- منفرا من الوجة البليد -- ----------- ستون عاما أو .. يزيد-- آهات عمرٌ .. تقتلع --- على السكك .. الحديد -- ----------- والارض تقمع من جديد ---- والعرش يقلع ... للعبيد -- ------------- على مرآى الجميع------- فمن للكرامة يستعيد -- ------------- والآن تهدم باحةالمسجد الأقصى ------------ وكيف للباحة .. معيد ---- أتى ربيع ثم ربيع -------- ينسدل فى الثوب الجديد --- وضفائر الشعر الطويل ---- تنسدل ع الكتف العنيد -- وثياب عرس تنتحل ---- ميل ..... الجريد --- والزفة الكبرى تقتل ------- كل باقات الورود --- ولا ........... تفيد ---- --------------- وحملة الأغراض أضحت أن تقتل الوجة السعيد ---------------------- ستون عاما أو يزيد ---- الكل كبل بالحديد --- وقذائف .. اليهود ----- تسحق أو .. تبيد ----- ------------ من أقصى الشمال أو الصعيد --- والقلب صابر قد .. يسيع ---- ربيعا أو بعدة .. ربيع ---- والصوت يأتى من بعيد --- والكل صامت يستريح --- ولاحل واضح قد يفيد --- إن كانت الاحلام يوما --- قد تعيد---- والشفاة تقهر كالجليد ---- والقلب قابع كالشريد ---- وهكذا يبدو .. اليهود --- يطلقوا سيلا من البارود -- والشعب أبدا لن يموت --- ولو كشرت أنياب الفهود --- وبدا الذئاب لها تقود ---- هنا تبدو معركة الصمود --- تسرى مع --------------- وهج الحصيد ----- فهل يخرج من -------- الرحم الوليد --- والكل يسعى ليستعيد ------- إنة يوم الوعيد ------ والوعد .. قد أضحى أكيد -- ستغنى القدس .. أحلى نشيد --- كم جريح وكم ..... شهيد --- وكم فى السجون من المزيد --- القدس أبدا لن .. . تبيد --- ستون عاما .. . أو يزيد --- والطرحة البيضاء ------------ تنزع من جديد ---- وعرائس القدس ... الفريد ---- تنزع شريان. . .. الوريد ---- -------------- إنة العشق ..... الوحيد ---- يحضن الصبح .. السعيد ---- ------------ مليون فارس ... فى الطريق -- يستنهض الشعب .. العريق --- يسترجع القدس .. العتيق --- ----------- مليون فارس على الجواد --- إنهم فرسان .... شداد --- رافعين راية ... الجهاد --- النصر أو ... الإستشهاد ---- ---------------- ماذا فعلت بنا ثورات الربيع --- على مرآى من العالم والجميع --- الكل شارى .... و لن يبيع --- والحق أبدا ... لن يضيع ---- يستنهض الفجر ... المضىء ---- يتبعة الخطو ... الجرىء ---- ========================== دمر الكلمات إن كانت لا تفيد --------------- --------------- دمر الكلمات ... دمرها . أقتلها ------ إن لم تكن الحروف فى مواضعها ------ كم من التشنجات .. كنت أسمعها ------ والقدس ترزخ تحت نيران غاصبها ------ طالت سنين القهر حتى فى أشهرها ------ حزنا عليكى ياقدس أين منقذها ------ والصهاينة تنشب كل .. أطافرها ------- ما أشد آلاما .. وما كل أكثرها ----- كلماتٌ تصرخ كنت ... أكتبها--------- بدماء فى القلب تمضى تسكنها -------- ------------------ أقتل فى فؤادك الصبر --------------- إن كان الصبر دوما لا يحركها ------- ليوثٌ نائمة فمن ..... سيوقظها ------ أنفض غبار ... اليأس ---------------- والقدس سوف تنهض بفرسانها ------ ----------------- مليون فارس ... فى الطريق ------- يستنهض الوطن ..... العريق --- يسترجع .. القدس .... العتيق ---- يستجمع ... الفجر .. المضىء ----- يستودع ... الليل .. العميق ----- يمتطى ...... شارة . الفريق------- فى هجوم ............. كالبريق ------ ------------ إنة وعدٌ أكيد عودة القدس الفريد ----- والطائر المنشود يبدو كالغريد ----- ------------ عرائس القدس .... الفريد ----- صوت يصرخ .. فى الوريد ----- والطرح البيضاء ----------------- تزهو من جديد ----- والوجة المطل على الإيمان ----- وليس الخوف من يوم العيد ----- سيتسابق الفتيان .... يوما ----- لتحقيق النصر .. الأكيد ----- وستتحرك الأزمان دوما ----- وستتحررين ياقدس قسما ------ وستحطمين سلسلة الحديد ----- ----------- الشمس لن تبدو فى غيوم ---- مليون فارس فى قدوم ---- وسلاح قاتل للخصوم ---- والعالم الحر -------------- معصوب العيون ---- الشمس تبدو.. فى بريق ---- والصحبة والقلب الصديق ---- مليون فارس فى الطريق ------ يستنهض الوطن الشقيق ------ يسترجع القدس العتيق ----- يستنشق الأنف الشهيق ----- بعد زحفٍ .. للفريق ---- مسترجع القدس العتيق ----- ------------ من حصن يبدو منيع ---- والكل صامت يبتلع ------ أهات شيخ يضجع ------ أو ..... طفلِ يبدو رضيع --- والكل يغرق مجتمع ---- ولا قلبٌ أضحى يسيع ------------- ============ ابراهيم خليل من مدونة الشاعر المصرى ابراهيم خليل ======================