23 حديقة المنزل
عواصف الحياة تهب
=============
كانت المعاناة شىء من قسوة المجهول .. واللامبالاة شىء غير معقول .. والنظرة إلى الحياة بشوقِ فيها فضول .. وقد دأب سليمان على القول : قدر وكل شيء على الجبين مكتوب .. فسوف أصبر كما صبر أيوب
.. ونظر سليمان إلى ثنايا
الحب المجهول .. وأقر أن
الزمن يسخر منة ولا يستقر .. وهو لعوب
وتمتم بكلام مكتوب .. جذبتة حروفة لتقول : صرت من يومى غائبا عن الحاضر والعالم المعزول .. لكنى أبصرها بعيني كنجم ساطع منير وليسء فى إفول
-----------------
شدتنى بهرنتى جذبتنى
وقميصها الفضى يسلبنى أشياء فى نفسى
ينقلنى عبر الأجواء إلى سكنى المأمول ..
فبهلت وقاومت اغراء النفس الذى أستيقظ
وصورنى وفى رحلة إغراء تمضى فى النور..
لتأخذنى الى حيث أقمت .. همست هى فى أذنى ..
وقالت ساومنى يا .. هل أنت ماكنت أنا قدمت أو حتى رحلت
ضيقة غرفتها بالطبط .....نظرت أنا إليها ودققت
خلعت هى اثوابها وبقيت كالملط
وانا أتعثر فى نظراتى إليها من الجفاء ومن القحط
لم أرى أمرأة عارية فى حياتى قط ..
لا فى الطول ولا في العرض .. كانت
كحورية تملك جسدا ضوئيا ونورا
يرتد ... وسرت في رغبة قوية
تعلو تارة وتنخفض أو وتشتد .. لا أعرف ما هي وكيف
تركتنى أشعر بها لكن كنت أجهلها وأعد
ثوانى تقتلع فؤادى وترتد ... أبصر كل محنة حولى
تشتد وأماكن لوعة من كثرتها لا تعد .. وحلم
آخر يصحبنى لا يعرف أبدا متى يمتد....وموانى
أخرى تثقلنى وشواطىء ليس لها جزر أو مد ..
وفكرت مليا وبجد .. ياحلم العصفور
حين لا يبصر أحد .. ومضيت
اقاوم وأشد غطاء العين باليد
كانت توقظنى تشعرنى بالجنة
وبلذة ليس لها حد واسافر فى
عن الأنواء معزولا الحاضر والماضى وعن الغد
-----------------------
حاول سليمان الإنتقال إلى مكان آخر غير معزول بحثا عن الحب المجهول
---
إنتقل سليمان الى مدينة الأسماعلية للبحث عن عمل ولم يوفق فى الحصول على فرصة مناسبة .. وعندما علم أن أمة فى فراش المرض ..
تسلق سطح القطار القادم
الى بلدة .. وبين لحظات
الأمل واليأس وبينما القطار ينهب الأرض نهبا
ومشاعر كم تراودة وتشفق علية وتظمأ بخفقات للقاء أمة الحنون التى قاست المر فى سبيل تربية طفلها ومرارة الأيام التى تطبق ..
وشوقة الشديد لرؤيتها وبين
تمنياتة أن يسقط من بين عربات القطار ليموت شهيدا حتى يرحمة اللة من عذاب الدنيا وقسوتها ... فينال رحمة اللة
فى آخرتة .. فالدنيا لم تكن
سوى سلة للآلام التي كم عانى منها
منذ طفولتة وحتى الآن ...
واستمر القطار ينهب الأرض نهبا حتى وصل الى المحطة الأخيرة ......
وإذا بمباحث السكة الحديد تحضرة الى ناظر المحطة
ويتفحظة ناظر المحطة قائلا : انت إبن ناس لماذا
تركب فى الممنوع أنك تقتل نفسك وهذة مخالفة كبيرة فنظر إلية سليمان بعينين دامعتين وقال : هذة بطاقتى الشخصية واوراقى ومستنداتى وشهاداتى الدراسية كنت
أبحث عن عمل فلم أجد ..
تفحص ناظر المحطة أوراقة وقال سليمة وارجو الا تكرر هذة المخالفة مرة أخرى .. ونظر إلية سليمان شاكرا .. فهو ليس معة مبلغ المخالفة الذى يفوق ثمن تذكرة السفر .. وانصرف
سليمان وهو يحمل حسرة الأيام ... وعندما وصل الى بيت أمة فوجد عينيها
الجميلتين زائغتين وكأنما تبحث عن فلذة كبدها سليمان فألقى بنفسة بين أحضانها وإنهمر باكيا وقال : كنت أتمنى أن أعود اليك رجلا يا أمى ..
لكن الظروف أقوى منى .. فقبلتة أمة على جبينة وقالت لة : ياسليمان أنا
أخذت حقى فى الأرض
منذ أسبوعين .. كان ميراثي ضئيلا .. وأدخلت الكهرباء والماء
فى البيت فعيوننا عميت
من اللمبة الجاز .. وتبقى
خمسون جنيها نقسمها بيننا
حتى يفرجها اللة علينا ...
كان سليمان سعيدا بحصولة على خمسة وعشرين جنيها .. ربما كافية لكى يجد فرصة عمل أخرى فى أى مكان
ومرت ثلاث ليالى طوال على سليمان ومازال طيف سامية يطاردة وتمنى أن يراها مرة أخرى
ولو دفع نصف حياتة ثمنا لذلك .. كان يتذكر تلك الليلة وكان سليمان جائعا ودلف إلى مطعم صغير يطلب طبق فول وعيش وبينما هو يتناول لقمة يضعها فى فمة أبصر سيدة فاتنة تتناول طعامها فى تباطؤ كأنها تهضمها جيدا وتلاقت نظراتهما معا فكلاهما حائر يبحث عن ملاذ آمن بعد إنتهاء الطعام .. تحركت سامية وهذا إسمها لتلتقط قطعة خيار من أمام سليمان فقال لها بنظرة فاحصة : إتفضلي ..ودفع كلاهما حسابة وإنصرفا معا يتجاذبان أطراف الحديث وعلم قصتها المؤلمة وإنها هاربة من ضربات القدر .. وفضفض سليمان لها عن ضربات القدر لة وهو حاصل على شهادات تؤهلة للعمل لكن لم يجد فرصة واحدة وليس أمامة مكان للمبيت بعد أن نفذ المبلغ الذى كان معة .. فقالت لة : أحضر معى إلى غرفتى فى البدروم الذى أسكنها على شرط أن تقول أننى أختك إذا سألك أحد .. فكان سليمان مترددا كثيرا لكن قالت لة ربنا يستر وبكرا نشوف حنعمل إية .. ووافق سليمان .. وعندما قابلة البواب وسألة : أنت مين ونظر إلى سامية وقال لها بحدة مين هذا اللى جراة ورائك .. وبسرعة وعفوية أخرج سليمان بطاقتة وقال أنا أخوها سليمان وها هي بطاقتي .. وأخذا البواب وهو لا يعرف القراءة ونظر بها جيدا يتفحصها وقال بصوت الواثق من نفسة : صح إنت اخوها معلش ياابنى أصل ولاد الحرام ماخلوش حاجة من ولاد الحلال .. وكانت غرفة سامية ضيقة ومظلمة إلا من لمبة كهرباء مأخوذة من الجانب الخلفي للمدخل .. وهذا المساء عندما
دلفا معا الى غرفة البدروم
المظلمة .. وقامت سامية بفتح نور الغرفة فجأة ..
و بينما هو يرقب بحذر
مايجرى داخل المساحة الضيقة كانت على سامية أن تخلع ملابس الخروج
حتى تحتفظ برونقها .. ولهفتها التى أنستها تماما
أن هناك شابا غريبا قابعا
فى أركان الغرفة يرقبها عن
كثب .. ولم تدرك أن هذا الموقف لم يتعرض لة سليمان طوال حياتة .. وقد
تناست تماما أن رجلا معها .. فقامت بخلع ملابسها وإرتداء قميص
النوم الوحيد التى تحتفظ بة فى حجرتها .. فهى خرجت
من بلدها أثر طردها بعد
حادث مقتل زوجها على أنها نذير شؤم على البيت
وبعد أن تنازل عادل وهو من علياء القوم للزواج من فتاة يتيمة لا عائلة لها
وتحدى الجميع فهى تملك جمالا غير عادى ووجة
مضىء وجسد منير كأنة
اللؤلؤ فى ليلة مظلمة ....
وفى أثناء تغيير ملابسها
رأت سليمان وهو يراقبها بحذر
.. ورأى سليمان وشعر بمكمن الخطر ذلك الجسد البللورى اللؤلؤى الناصع البياض يتجلى مع ضوء المصباح المتوهج ويرسم
عنقودان لحبتين من الرمان
العاجى تقفزان وتفران من صدرها الرخامى المضىء وكأنها لآلىء خارجة من اعماق البحار المتدفقة فى إنبهار تزين الكون الشاسع وتنيرة
وتزيد الصدر بهجة وحبورا بجمال تدبيرة
مما جعل سليمان يترنح شوقا ليضم هاتين العنقودين النافرين إلى صدرة ليمتص منهما الرحيق وتلك الأنفاس التى تتلاحق مع ضربات القدر المميت وبدت دقات قلبة المتصاعدة عند الخطر .. ومن ذلك اليوم كان دائما يحلم ويتخيل هذا المشهد
المثير فلم يتعود أبدا أن يرى فى حياتة جسد أنثى
فاتنة أو غير فاتنة أو حتى قبيحة أو حتى دمية عارية
مما الهب مشاعرة وزاد شوقة الى العودة الى القاهرة والذهاب الى حى الزيتون وشارع طومان باى ويسأل عن مكتب المستخدمين ليتعرف على عنوان سامية او بيت مخدوميها حتى لو يراها مرة واحدة ثانية فى حياتة تكفى لكى يستنشق جمال الدنيا والحياة .. تحسس سليمان الخمسة وعشرين جنيها التى فى جيبة وودع
أمة شاكرا فضلها علية وإهتمامها القوى بة وقد إشتد عودها وقويت وإستردت صحتها برؤية إبنها سليمان .. وعندما حان موعد الرحيل
.. وودع سليمان أمة بعدما شعر بتحسنها .. وقبلها على جبينها قائلا : دعواتك يا أمى سبيل النجاح والتوفيق
ولن أعود يا أمى إلا رجلا
تعتمدين علية وسأعوضك
عن كل أيام الشقاء .. أنا أعرف كم عانيت الكثير وأتذكر تلك الأيام القاسية الصعبة التى كنت تعتصرين ألما عندما لا تجدين لأطفالك القوت الضرورى .. حيث لا يوجد طعاما فى البيت أو كسرة خبز .. كنت
تذهبين إلى عمتى حميدة
التى هى ميسورة الحال ومعها آلاف الجنيهات نتيجة ثراء زوجها رجل الأعمال فقد تزوجت من رجل أعمال ثرى لجمالها النادر .. ورغم أنك يا أمى أروع منها إلا أنك وافقت على الزواج من أبى الفقير ..
أنت يا أمي لك اللة تحملت البؤس والفقر والذل والحرمان من أجلنا فكنت تقضى الساعات الطوال عندما تذهبين إلى عمتى الثرية هذة تستجمعين الشجاعة الازمة لطلب نصف جنيها تسدين بة رمق جوعنا وحاجتنا إلى الطعام و تجمعى كلماتك المتعثرة والمتبعثرة لتخرج من لسانك وتطلبِ
النصف جنية من عمتى الثرية جدا وهى تنظر إليك بإمتعاضة ونفورا وكانت لا تهتم بك رغم أنها تعرف تماما تماما انك
سوف تردين لها المبلغ الضئيل جدا وحقها مجرد حلول الشهر وتسلمك المبلغ الضئيل الذى لا يكفى أى بيت .. فأنت دائما تنتظرين مبلغ الخمس جنيهات التى يرسلها أخى أحمد أول كل شهر لتماشين الحياة بهذا المبلغ الضئيل للصرف منة على خمس أطفال ومنهم من يتعلم فى المدارس ما أروعك أم تقودين الحياة بأعجوبة وتتحدين قسوة القدر بصبر وإيمان وتقوى وعندما يرسل اليك أخى أحمد الحوالة البريدية بمبلغ خمس جنيهات .. تقومين فى نفس اليوم بسداد الدين الذى عليك قائلة ماحدش يضمن عمرة لبكرة مامتش وعلى دين لأحد وعمتى تعلم إنك جادة ومؤمنة وصابرة ولم تصبر عمتى عليك حتى ليوم واحد لكن اللة كان يبارك فى القليل .. أعلم يا أمى أنك تحملت الكثير جدا
حتى خالى إستغل أزمتك وحاجتك للمال فباع نصيب إرثك من أرض أبيكِ بأبخس الثمن بمبلغ لا يتعدى واحد على مائة ألف
من حقك الأصيل .. منة للة ربنا سوف يحاسبة فى آخرتة ... نظرت الأم بعينين دامعتين وقالت تعرف يا سليمان لولا إن أبوك قام ببناء هذا البيت
لنا قبل أن يموت لكنا نتوسل ونستجدى من الناس الآن .. صحيح ترك لنا شقة واحدة صغيرة فى منزل بدور واحد فليس معنا من ينغص حياتنا
لكنا فى الشارع يا أبنى نظر
سليمان إليها بحنان وقبل يدها وقال أعلم يأمى إنك تتجرعين من مرارة الألم والبؤس والحرمان ولكن لك الجنة وبشر الصابرين إذا صبروا .. قالت لة صدق اللة العظيم واللة يا إبنى لا أريد إلا الستر من اللة واموت وانا مستريحة وخاصة عندما أجدك تعمل فى وظيفة وفى يدك قرش يغنيك عن سؤال اللئيم .. نظر إليها سليمان وودعها والدموع مازالت تترقرق
فى عينية وتذكر أنة ذاهب ليفارق أمة لكن ما باليد حيلة فأن طوفان من المشاعر تدفعة دفعا وبقوة هائلة تشدة الى قدر لا يعرف الى أين يقودة .. ولكن مازالت للتخيلات رسوما مضيئة فى ذهنة تحملة على المباغتة بالسرور رغم أنة هذة المرة لن يترك لنفسة العنان صريعة الهوى
او أن لم يجد عملا سيعمل
حتى لو حمالا على محطة السكة الحديد أو خادما فى البيوت لن يترك هذة الفرصة تمر منة وتتبخر
النقود فيعود ضائعا هائما خاويا على عروشة محبطا باليأس محطما للنفس بل هذة المرة سيقبل العمل حتى بدون شهادات فأن الشهادات لا فائدة منها تعلق فقط فوق الحوائط كديكور ليس إلا ... ومازال سليمان يترنح فى تفكيرة .. حتى قادتة قدماة الى منزل حبيبتة سامية
فى شارع طومان باى .. وهاهو الآن أمام العمارة ..
وهاهة غرفة البدروم لكن ليس معة المفتاح الذى يستطيع بة أن يفتح الباب ويدخلها .. وقد لمح وهو ينظر إلى ثقب المفتاح رسالة وصاح قائلا : هاهى ورقة تبرز من خلال فتحة الباب إنها رسالة من حبيبتة سامية ..إنتزعها بقوة ولهفة وحنان وكأن الأمر إختلط علية فلم يعرف اين هى .. حتى العنوان .. وبدأ يقرأ
الرسالة يقرأ سطورها تمام : حبيبى سليمان إننى كل يوم أنتظرك بفارغ الصبر والحنين يشدنى اليك كل يوم أكثر من السابق وكأنى صرت أحلم أننا لا بد سنلتقى .. أرجوك أصبر
أنا كل أسبوع أحضر الى غرفتى المتواضعة هذة التى ضمت رحيق أنفاسك ونظراتك لي يا خلبوص .. أنا شعرت إننى فتنتك وأعجبتك لكن صدقنى واللة دون قصد منى فأنا لم أتعود أن يكون
فى بيتى رجلا غريبا أو شابا وسيما مثلك
ولا أتخيل ذلك فحاولت تغيير ملابسى تلقائيا ليس لأستميل عواطفك للزواج منى لكن كنت أدعو اللة أن نكون لبعض أزواج أستظل بظلك من وهج النار وهجير شمس حياتى القاحلة بدون إعتبار لونيس ورجل أحبة ويحبنى هذة المرة طال علي ردك أين أنت يا أبن الأية تعبت قوى معاك ما كنت أنتظر شقاك.. وفقك اللة فى الحصول على عمل لنلتقى
بإذن الة عند المأذون ونكون أسرة سعيدة وأنجب لك أولا وبنات ولن تنتهى الحدوتة لأنى سأكون انا الملتوتة حبيبة قلبك وزوجة المستقبل سامية.
............ ظل سليمان يقرأ الرسالة مرات ومرات .. ويحوم حول البيت كل يوم
ربما تأتى فيتم اللقاء وكان ورغم جهدة الجهيد وبذلة المزيد من الجهد لكى يجد
عملا .. إلا أن الأبواب مازالت موصدة والاحلام بدأت تتبخر من مرقدها
ومشاعر الألم بدأت تلفة لفا وتقحمة وها هو الآن
أستنفذ عشرين جنيها مما
معة يسير بقدم هنا ويتأخر بقدم هناك ويسعى ليستخرج أوراق .. وداعبت عيونة كشوف معلقة على الجدار .. تمعن فيها وقرأ قائمة من
نجحوا فى الإختبار ليشغلوا وظيفة أمناء مخازن وكان
ترتيبة الرابع وهم يطالبون
خمسة أمناء مخازن فقط لشركة كبرى من بين مئات المتقدمين .. وحمد اللة أنة
وجد الفرصة سانحة لكى يعمل وينتج ويكون رجلا محترما فى المجتمع ومابين الأحلام المتأججة
والأمال المزعجة .. وثب من الفرحة فقد تحققت أحلامة قرأ القائمة المعلقة
مرات ومرات وتأكد تماما
أنة سيفوز بوظيفة محترمة
تتناسب ولو قليلا مع مؤهلة الدراسى ولكنها تبدو مقنعة
لتحقيق أحلامة وطموحاتة والفوز بحبيبة قلبة ورضاء أمة فقد يعوضها ايام البؤس والحرمان ... ودخل
المكتب لشؤون العاملين ..
يقدم أوراقة ... فقيل لة أحضر إستمارة 6 جند ... من بوستة العتبة البريد وتحرك بأقصى سرعة وإندفع بكل طاقات الشباب التى تبحث عن مكانها الطبيعى تحت قرص الشمس الساطع ..
واثناء تحركة كان هناك
الخامس والسادس واقفين يقدمان أوراقهما قائلين كلة تمام .. فنظر رئيس
شؤون العامليين ويدعى سعيد أفندى الى السادس قائلا :
إنت ترتيبك السادس احنا
عايزن الخمسة الأولي فقط
طبقا لترتيب النجاح .. سمع سليمان قول سعيد أفندى ان الشركة تتبع اللوائح والتعليمات وانها شركة محترمة ولا يمكن أن تتلاعب .. وبينما يهم بمغادرة المكتب أبصر
عادل وترتيبة السادس ممسكا بورقة العشرين جنيها ويدسها فى درج
رئيس شؤون العاملين فلم يعر سليمان إهتماما وقال فى نفسة ربما سيسلمة للبوليس لأنة يقدم رشوة ومضى جريا لأقرب مكتب بريد وأشترى إستمارة 6 جند ... ووقف يمد الأوراق .. فنظر الية
عم سعيد مسؤول التعيينات
وقال لة .. احنا أسفين الشركة .. أكتفت بالثلاثة فقط .. وأكتشف بعد ذلك
أن الخامس والسادس تم
تعينيهما واخذ الخامس والسادس مكانة .. فقد كتبوا التقرير
أن الرابع لم يحضر وربما
إستغنى عن العمل فى الشركة لذا قامت الشركة بإستكمال العدد من قائمة المجتازين للأختبارات وفقا للترتيب وضاع على سليمان فرصة العمل الوحيدة وضاع الحلم السوى .. الذى تمناة أن يكون رجلا عاملا نافعا لنفسة ولأهلة وللوطن ...
أدرك سليمان حجم الفساد
الذى بمخر فى الوطن وكيف أصبحت الرشوة عاملا فى ضياع الفرص وعدم العدالة فى التوزيع ..
رجع سليما محبطا محطما خائر القوى وذهب الى مكتب المخدومين بشارع طومان باى .. كتب أستمارة التخديم ورفض
مدير مكتب المخدمين أن يذكر المؤهلات والشهادات
وأكتفى بأن يقرأ ويكتب
.. وسألة عن عنوان سامية .. فنهرة قائلا : أنا قلت لك سابقا أن عنواين المخدومين هى سر من أسرار المكتب .. من يضمن الا تكون لصا قد
تقوم بمعرفة العنواين لإقتحام الشقق وسرقتها لا تسأل مرة ثانية .. وتعجب
لماذا تنسى سامية أن تذكر لة عنوان عملها أو البيت التى تعمل فية .. كما أنة
كان ينسى أن يذكرها بالعنوان كانت كل ردودة
على رسائلها : حبيبتى سامية .. انتظرك بحب وشوق وأكيد القدر سيجمعنا مرة ثانية حيث أن أنهار الحياة تجرى حيث المصب والأستقرار والحب والحياة المستقرة أننى أفتقدك واشعر بالضياع من بعدك واتمنى أن اراك فى أقرب وقت كى يطمئن قلبى المتلهف لرؤيك .. أحبك فاتنتى الجميلة / حبيك وزوجك فى المستقبل سليمان .... تذكر
سليما ن رسالتة اليها المشوقة بالحب والأمل دون أن يذكر لها كلمة أتركى عنوانك أحضر اليكى فى أسرع وقت .. وتوالت الأيام وقد
تم قبول سليمان للعمل عند السيدة الأرملة الثرية بثينة
والتى لها ثلات بنات قى مراحل الثانوى العام فتاة جميلة جدا وتدعى مديحة فى سنة أولى ثانوى ثم
سالمة سنة ثانية ثانوى عام ورقية سنة ثالثة ثانوى عام وكاظم فى الصف الثالت الإبتدائى...
قدم سليمان نفسة لبثينة ووضح لها ظروفة وقد إستطلعت على شهاداتة
وبطاقتة الشخصية وإطمئنت لة فقالت : عليك تنظيف
الحديقة وشراء الطلبات وعمل مساج لي يوميا ..
وكذاك ان كان عندك وقت تراجع للبنات وتستذكر دروسهم وسأزيد أجرك عشرين جنيها شهريا إضافيا .. وإن أخلصت فى عملك فستكون مقربا منى تماما وسوف تحظى بالرعاية إنت شاب وسيم وقوى وشديد الذكاء والخجل وربما هذا يؤهلك لأن تقتحم حياتنا وتكون واحدا منا بإذن اللة اعرف أن الحياة متقلبة فأصبر يا سليمان ربما هذا إختبار من اللة ... شكرها سليمان كثيرا وقال لها إنشاء اللة سأكون عند حسن ظنك ..
إستمر سليمان يعمل بجد وإجتهاد ... ويتفنن فى عمل المساج كانت بثينة شابة فى الأربعين فاتنة الجمال قاهرة الرجال لكنها
لم تكن فى نصف جمال سامية وروعتها لكن سليمان بدت أناملة تلامس
جسد بثينة الأبيض الطرى الوضاء وكأنة لهطة القشطة
.. واستمر يقاوم نفسة بإلا ينظر الى مفاتنها وأن يغمض عيناة وكانت بثينة تدرك ذلك رغم أنة قال لها ليس لي دراية بالمساج فقالت لة انة عمل لايحتاج
الى معرفة .. انة يحتاج فقط الى أنامل رقيقة تعرف مواطن الضعف وتقويها مما يسرى تيار كهربى يجدد النشاط والطاقة ويريح الأعصاب .. وبدت بثينة وكأنها فى قمة السعادة عندما يدلك سليمان ظهرها
الطرى البض .. ويتقدم نحو عنقها وهو يربت على كتفها ويتمتم قائلا : يارب
سامحنى لم أجد فرصة عمل واحدة وقد جربت أن أشترى خضار من فجل وجرجير وبصل لكنى كم مرة أخسر ولا أكسب
بحثت عن أى عمل فلم أجد
ولم اجد قرشا واحدا فى جيبى رغم أن آلاف الأثرياء يملكون الملايين والمليارات ولا يجدون وسيلة للأنفاق غير صالات القمار وشرب الخمر ... والقصور التى ترمح فيها الخيل .. وحرق اوراق البنكنوت لأشعال سيجار للراقصة أو الداعرة .. أنة مؤلم هذا الأمر العجيب إستيلاء فئة قليلة على اموال
الشعب وحرمان الفئات الغفيرة من العيش لتبحث فى القمامة عن طعام تسد بة بطونها الخاوية أنها لحياة أليمة .. وفى اثناء تمتماتة لاحظت بثينة خجلة وحياؤة فإزادت بة تعلقا وتمسكا وهياما .. أما بناتها
فكن يتسابقن لأعطاء سليمان لهن الدروس والأستذكار وكأنهن فى صراع وتسابق من منهن سيبدأ أولا .. وبدأ سليمان يعد لهن الحمامات فى موعدها وكثيرا منهن من كانت تتحرش بة فيأبى
الإذعان لهن فكن يتمسكن بة أكثر .. حتى طلبت منة الفتاة الكبرى بإلحاح وقد الزمتة
أن يلف جسدها
بالماء والصابون وإلا فإنها ستتسبب فى طردة من الخدمة فقال لها الطرد لي أسهل فقالت لة : وإن كان الطرد بفضيحة فما قولك ؟ .. فقال لها : ربنا يسهل هو المطلع .. فقالت لة يعنى إية أصوت وأجمع عليك الناس والخدامين فقال لها خلاص... خلاص مش محتاجة صراخ .. سأليف لك جسمك لكن لى شرط واحد هو ستر الجزء الأسفل منك هذا رجاء .. أرجوكى .. وفعلا تمت ستر الجزء الأسفل .. وكان هذا ثالث جسد لسليمان يشاهدة عاريا بعد رؤيتة لجسد حبيبتة سامية والست بثينة .. لكن هذا الجسد كان رائعا فاق ما رآة سليمان وغطى على كل شىء كان كالضوء المشع يطلب النجدة .. جسد كلة شهوة فاق الحد .. يتدلى منى كرتان مضيئتان تحملان كريزتان حمراوتان وكأن عنقودين من اللؤلؤ قفزا فى بحر من الظلمات بضوء مشع يفوق وصفة بكل الكلمات .. مما قد محا من الذاكرة تماما صورة حبيبتة سامية التى تستحم فى ضوء من النيون الأنثوى يفوق الخيال وظل يقارن بينهما هذة لفتاة بكر وهذة لسيدة مكتملة الأنوثة
لكن الفرق بينهما أن الأولى يمكن أن تكون زوجة لة أما
الفتاة البكر العذراء فهذا قمة المستحيل والتخيلات ومضت الأيام تلعب بذاكرتة الى الأمام ...........................
هناك بقية تأتى تباعا
بقلم
الكاتب والشاعر المصرى ابراهيم خليل.
تعليقات
إرسال تعليق