قصتي مع الايام الفصل الاول
=================================================================================
\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\
الفصل الأول = قصتي مع الأيام
=============
دعوني للفرح أفرح
قلت لهم ( ماليش مكان
أو مطرح ) كنت
طفلاَ صغيراً أترقب
الأيام وما سوف يحدث حين تجلد
الأيام وتقتل الليالي
وتعدم الإنسانية على مذابح
الفلاة فلا حياة
ولا نجاة كنت
أنظر الي وجه
أمي الجميل مثل وجه القمر
وعيناها الزرقاء الرائعتين
وخدودها المتوردتين حين
تترقرق بالدموع وتمسح
بأناملها الرقيقتين آثار
بصقة من أبي
في وجهها المشع
نورا وضياءً وكنت
ارقب أمي وهي
تعاتب أبي عتابا رقيقا
قائلة : ( مش كدة يا سيد
وشي غرق تفافة
بلاش وشي عشان
ربنا يسامحك ) كنت
انظر اليها فى حسرة
فهى لم تفعل شيء يستحق
هذا فقد تأخرت
ثواني نتيجة رضاعة
أختي الصغيرة ومضت الأيام
بكل حلوه ومرها ورحل
أبي عن عالمنا وهو في اوج
شبابة وانا
مازلت طفلاً صغيرا لم
افهم ما يجري حولي وتحملت أمي عذاب
تربيتنا انا واخواتي ولم تملك
دخلاً وعشنا الفقر
الشديد والفاقة والحاجة
لإطعامنا فكانت تذهب
الي عمتي حميدة
كانت ثرية جدا ورائعة الجمال
مثل أمي لكن كان
حظها أفضل بكثير
من حظ أمى
فقد تزوجت رجلا مليونيرا
لشدة جمالها واناقتها
ولباقتها وحسن تعاملها
إلا ان أمي
فقد اصرت أمها زينب
ان تزوجها لأبن خالها
سيد وكانت شقراء
جميلة ايضا وكانت
أمى نسخة طبق الأصل منها ذات
جسد بض رشيق ناصع البياض ورغم
كثرة الخطاب إلا أن
زينب إصرت على ابي
سيد فهو سيد الرجال
وكان بحق سيد الرجال الا انه
كان فقيرا لم يوفر لها
حياة آمنة بعد مماتة فقد اضطرت
امي في فترات
الضيق الشديد لإطعامنا
حيث نشعر بالجوع ولا
طعام بالبيت مما
كانت تذهب الي
عمتي الثرية جدا
لتأخذ منها عشرة
قروش لشراء طعام
لنا ورغم ثراء
عمتي الشديد كانت
تتجاهل توسلها وتستعذب
تذللها وتتسافط دموع أمي
كقطرات اللؤلؤ على
جبينها الوضاء يصنع
مجري علي خدودها
المتوردتين فكنت أبكي بداخلي
فلا حول ولا قوة
لي وحفرت هذة الأحداث
مجري في مخيلتي
لا تمح ابدا وظللت
أتذكر ماجل بأمي من الآم
وعذابات يعجز عن
تحملها أعتي الجبال
كان كل اقراني يلبسون الجديد
فى الأعياد إلا أنا حتى حذائي
الممزق ونعل الحذاء
يظهر كعب قدمي
وهو ينتفض من احتكاكه
بالأرض وظلت كلمات
أمي ترن فى أذني (صاحب
بالين كداب وثلاثة منافق ) فقد كنت اقول لأمي الزاي
قالت ( إنتبه
الي العلم لا
البس وكانت تقول لأختي
الصغيرة لا تنتبهي الي
أناقتك أو النظر الي المرآة
فأنها تشغله عن دروسه
فاختاري أن تكوني مهمة
فى المجتمع بعلمك
أو اتكوني فاشله
بجهلك ) وكانت
نصائحها خير معين
لنا جميعا ولم اعد
اهتم بما يلبسة اصحابي
ولم تعد اختي
تنظر للمرآة لتري
وجهها لفترات طويلة حتى تخرجت
من دار المعلمات مدرسة وفشل أقرانها
مما كانوا يهتمون
بالمكياج والزينة فلكل
عصر ادواته وزينته وخاصة الزمن القديم كان
الفسق والتبرج لكن نصائح
الأم الغالية كانت كنزاً
ثميناً ومضت الأيام
حتي حصلت على
الثانوية العامة ولم استطع
الإلتحاق بالجامعة فلم نملك
قرشا واحدا ندخرة
وكان علي العمل
ثم دخول الجامعة
واستطاعت أمي تدبير
جنيها واحدا وقالت
لي هذا كل مانملك
فعليك البحث عن
عمل وحاولت البحث
عن عمل دون
جدوي كان الجوع والظمأ
والألم وقسوة الحياة وكانت
اعانى من الجوع
فتظل بطني خاوية
لمدة ثلاثه ايام لم اتناول
غير كوب الشاى كنت ابحث
فى كل مكان
فكانت كل السكك مغلقة
نمت على المصطبة
امام بيت أختي ليلا
وسيل المطر منهمر وليس يستر
جسدي سوى قميص
رقيق لا يقي
شدة البرد وعصف الرياح والمطر
( الحلقة القادمة بقلم
الشاعر المصري ابراهيم
خليل )======================
تعليقات
إرسال تعليق