====2==1



جعل   جميع الشباب  يلتف

حولها يريدون ودها  ولكنها
إختارت بعقلها وقلبها رجل
من أحسن الرجال صفات  ومال .. وتزوجت من عبدة أفندى فى الحال ..كان صاحب مصانع وشركات ..
ولم تستطع رغم ثرائها أن تزيد من النفقات فكانت تكنز  المال وتبخل فى أن تقدم الخير أو تعمل الخيرات ..   كانت بخيلة
تحب المال  حبا جما .......
وكانمت شفيقة عندما يضيق
عليها الحال ولم تجد ما يجعل  أولادها يتناولون  الوجبات  من الطعام .. وليس  معها من النقود ماتشترى فى الحال ..
فقد  كانت تذهب الي حميدة  تطلب  بعض الجنيهات لتسددها عندما يأتى اليها مال   كى تطعم الأطفال  الذين يتلوون جوعا  وكانت شفيقة  تحاول أن تستعطفها أن  تقرضها ولو  جنيها واحدا  تشترى  بة  الخضار  لتجهز
الطعام لأطفالها الجياع .....
وتنتظر  الأم أن تستجيب

لها  حميدة ..  رغم أنها تعلم  أن

شفيقة  لن  تتأخر  عنها  فى السداد .. فقد كانت تؤمن دائما أن  لايبقى الإنسان دينا علية معلقا  حتى ليسأل عنة يوم القيامة وعند الحساب ..بعد الممات ودائما تقوم بالسداد ..
وقبل أن ترسل الشمس  شعاعها  الذهبى  على المكان .. كان
قلب الأم   يدق  دقات  متلاحقة  حتى يرجع إبنها
فى المساء... وهكذا تترنح
نظرات الأم وهى جالسة عند  العمة حميدة  ...

ويطول الإنتظار  والعمة
حميدة  تتجاهل  النظرات ..
وكانت الست  تريزة  التى
تسكن  بمنزل  العمة  فى الدور  الثالث  .. تحب  شفيقة  وتوليها الإهتمام  وتعلم  جيدا أن حميدة   ستتجاهلها   حتى آخر النهار  والسوق  الخضار

سينفض أوعلى وشك الإنتهاء .. وهى دوما
تلمحها وهى  صاعدة
وكثيرا  ما تلمحها  وهى
هابطة من عند العمة حميدة  ودموعها  على خديها من
الإحباط تسيل كالأمطار .... وكانت تريزة تحب  شفيقة كثيرا  .. وعندما  أدركت ان  الست شفيقة وكانت تناديها الست  أم  محمد .. وقد  تغيبت عند العمة حميدة  ساعات
إنتابها القلق  لحظات ...
.. وصعدت اليها  الست  أم تريزة فى الحال فوجدت
الدموع الساخنة  تبلل وجنتيها فتقول  لها  تعالى
يا ست أم محمد  ... أنا عيزاكى   لأن الست حميدة
حطنشك  .. ولا داعى للإنتظار  ..  وتأخذها فتقدم
لها  الخمس جنيهات  والشاى   والكعك  .. إلا أن
شفيقة كانت عفيفة  النفس لا تأخذ مما قدم اليها  مهما كانت  تئن من الجوع ولا ظلت  على هذا الجوع عدة أيام .. وكانت تضرب بها المثل فى القناعة بما يفوق الخيال .. فبعد عدة محاولات   تقول لها خلاص
مادام إنت  مصممة ماتدوقيش  أى لقمة وانا  عارفة إنك على لحم بطنك
أنا مش حاغصبك ياست الستات وتهمس قائلة :

لها   ماتحاوليش  تستلفى  تانى  من الست حميدة   دى
ست معندهاش  قلب  أى شىء تعالى   عندى وانا عينيى  ليكى ..يا أم محمد إحنا حندبرها مع بعض واهى ماشية  يللا  غشان تقومى تشترى الخضار والحاجات .. واصبحت
الست  تريزة   هى الملجأ الوحيد لشفيقة    عند
الأزمات .. ومع ذلك  كانت
الست حميدة  تحب إبن خيها
سليمان وتتمنى لة أعلا  مكان
وعندما  تقوم   (مريام).. وهى إبنة  الست تريزة  تصعد  الى العمة  حميدة
لتقضيها بعض الطلبات ..
كانت تهمس  فى أذنها  قائلة
لو ماكنتيش يابت....؟

واللة كنت  جوزتك  سليمان
هو زين  الشباب وشاطر
فى المدرسة كمان .. تعرفى
إنة بيدى دروس كمان   بيدة نبيل  .. وحسن وهدى صقر
وكتير من الولاد  والبنات دة
مستقبلة  كبير  وحلو كمان ..
.. فكانت مريام  تنظر  الى
كلامها بإستحسان ..........
وتقول فى نفسها طب ياريت
دة سليمان زينة الرجال...
كان سليمان ذات بنيان  قوى

صلب  العود .. ذات ذكاء
حاد .. لكنة لم يدرك  اى
شىء  من  هذا  لأنة فى
موضع الضعف والفقر

والهوان .. وكان لايشعر أبدا
بالأمان ..  وعندما إقتربت
من سليمان أكثر فأكثر ..
وحدثها بإهتمام  أنة فقير

ولسة العمر قدام .... فقالت
لة بإبتسام  أنا بحبك ياسليمان
.. كان سليمان لا يستطع
الرد  لأنة كان يبصر أمة
وهى تستدان فى ذل وهوان

.. وكان يدرك  أنة  لو  تقرب
الى مريام  .. ستفجر أمها

غاضبة وتقول حتى إنت
ياسليمان  دة أنتوا  مش
لاقين تاكلوا ..........   
---------
فكان سليمان يشعر أن  هناك
فوارق  بينهما  كما لا يستطع
أن يبوح بمشاعرة الآن ....
    ------------------
إما العمة  منيرة  وهى أيضا  من العمات  وصاحبة
أملاك   ..فكانت  عندما تحتاج وتلجأ  اليها شفيقة
تذهب اليها  وتقول  شفيقة لها: إعطينى ولو نصف جنية أو أى حاجة  بس  عقبال مايجى إبنى محمد يحسن  العيال منتظرين  الطعام   تنظر اليها الست منيرة قائلة : واجيب  لك منين يا حسرة ياندمى هو
انا بنك  أنا على قد  الحال ..

...................
كانت  تسترخص الأشياء
أو تأخذ بواقى  الأسماك فالسمك آخر النهار سعرة
زهيد  جدا لا يتعدى القروش  كما كانت
تشترى بواقى   البطاطا ..
وتحضر معها الطماطم والخيار..
وتجهز لأولادها على  وجة
السرعة الغداء وعند العشاء كانت تكتفى  بأن تسلق لأولادها
البطاطا ... وهى عند أطفالها  قمة المراد ... كان
سليمان  ينظر  إلى أمة معاتبها العتاب الشديد .. .. قائلا : العيد  قادم يا أمى
وليس  عندى  شىء
البسة ولا  حذاء  .. فتقول
لة لما أخوك يقبض مرتبة إنشاء
اللة آخر الشهر  فيرد سليمان  قائلا : أنتى  قلتى
لى  الشهر اللى فات  والعيد
اللى فات والعيد دة قرب بالذات .. وانا عايز البس فية حذاء ..  إنت ناسية يا أمى إننى ما بكفكيش حاجات وأنا كمان  بحاول اساعدك
ما بطلبش منك فلوس  ولا قلم ولا أستيكة ولا علبة
الوان  ..ولا كراسات .. تنظر الية الأم  باسمة وتقول :  ربنا يخليك
لي وتعوضنى  خير  أنا  عارفة  أنك   بتختصر فى الورق وتمسحة  بالأستكية  وتكتب تانى  فى الكراسة  ينظر
اليها سليمان ويقول : الكلام دة   كان زمان أنا دلوقتى بحل  لزملائى المسائل  وآخذ  عليها مقابل من  كراسة  و قلم أو أستيكة
أو علبة الوان  .. وانشاء اللة

حعمل لهم حصة تقوية  بفلوس  بس لما أكبر شوية
كمان ..عشان  حيقتنعوا  
.. تنظر الأم الية بحنان وتقبلة بقبلاتها الدافئة قائلة : إنشاء اللة ياسليمان حتعوض أمك  عن
الحرمان
------------------
كان الليل قد أرخى سدولة
دون إستئذان .. وأغلقت إلأنوار حتى أنوار  الجيران .. فأوقد سليمان  لمبة  الكيروسين أو الجاز

مستعدا  لأن  يستذكر  دروسة  بأمان ... ويقوم
بذلك هو شديد  الإهتمام .. وأمة كم تشجعة وتقف خلفة وتقوم
بصنع الشاى  تشجيعا  لة
على  هذا الإهتمام .....
تحركت عقارب الساعة
الى الأمام   وسليمان يستذكر  دروسة بإهتمام
والدنيا حولة فى صمت تام

وكأنة يدخرهذا  الإهتمام للمستقبل  قبل

فوات الآوان  .. وكانت

أختة  عايدة  تستيقظ

 لمتابعة  دروسها بإنسجام

كان الجوع قد أنهكهما  فتقول  لة  أختة :  أكيد  إنت
جوعان زى ... فيحضرا
الملح بدقة  ويتناولان  بالخبز  ما يكفيهما  قبل المنام ...
تذكرت الأم  كيف كان الشقاء  مخيما  والبؤس
مجسما وكل شىء فى قلبها
محطما عندما تجد  فلذات
أكبادها  يفرحن  عند  تناول
الخبز   بالملح  والدقة  وكم
شعرت أنهم  حقا أيتام .. تذكرت  الأب  وكم عانى فى حياتة  من الترحال  لأيجاد
الكساء والطعام لأولادة  ..
لكن الحمل   قد ثقل  عليها
الآن ..فأصبحت من الهم لا تنام .. ثقل  الهم بها ..
وكثر الغم عليها   لكنها  صابرة  وتعلم أن اللة سبحانة  سيوافيها أجر  صبرها  إن
لم يكن فى الدنيا   ففى الآخرة  ويجزيها خير مقام... تنهدت
الأم وقالت : أعمل ليكو  الشاى   يا ولاد
  ---------------
فتقول عايدة : لا يا امى خلاص  حننام   
ترد الأم تقول صحيح ياولادى  لا الجعان  يجيلوا
نوم  ولا البردان  يجيلوا  نوم  ولا  الخايف كمان ..
والحمد للة إحنا لسة فى الصيف  ..  تعالوا ناموا واتدفوا   جنبى..
تتحرك الأيام ممسكة بالزمام ولا شىء  يبدو  فى الأفق .
حلو المقام  .. غير تلك  الأمانى والأحلام  .....
    --------------
تنكسر  أشعة الشمس على موج  البحر وحين يخضر
النبات ..فتومض  شعاعة

كالبرق على كل الجنبات ..

أعشق هذا الأسم  وتلك  الحكايات  .. واتلهف  على

هذا الرسم  .. حين يرسو

تاج الملكات .. أكتب الى

كل العشاق  وأمسك  بالسهم

حين  ينفذ  مخترق  الجبهات

أحلم  بالنور  ..  وذاك الضوء  النافذ  إلى  الصدر

واسجل روايات .. كم من  العمر مضى وانا ارقب  البحر  وتلك  السنوات  التى
تمر  مرا  .. باحثة فى الذات
.. ماذا دهاك أيها  العمر كم
كنت معمرا   حينذاك .. تسقطب  الأمواج  جبينك  الحر .. وترسم منحيات ..
ويلفعنى عطر  الدهر  فأجثو

وقد أرتكب بعض الحماقات

بدأ  سليمان يدون  تلك  المذكرات  وهو يعلم لا أحد
يهتم  بهذا الإثبات .. كان
الحلم واردا فى الفؤاد .. وكان  على  سليمان أن ينفذ
وعدة بعد  أن زاد  عمرة عدة  سنوات  ها قد أصبح فتى  يافع  .. الكل  يلقى
علية بالنظرات ..  كم يستدل
على عمرة  .. وكم  عمرة
من السنوات  .. كان قد بلغ
السادسة عشر  ربيعا  .. فتى  يافع   حلو القسمات ..
يحمل  فى عقلة  ما حفظة
من  قراءة  ومعلومات  ...
وكيف  يتقن إعطاء  الدروس  بالذات ...  فقد إنتقل  من  اعطاء  الدروس

مقابل قلم او أستيكة أو كراسات  .. الى مبالغ نقدية

وصلت  الى بضعة جنيهات

..  أقام  مجموعة دروس خصوصية  .. وفى إحد  المجموعات .. أبصر  فتاة
قادمة  تسأل  عن الأستاذ   سليمان .. فنظر اليها ماليا
وقال  : أنا الأستاذ  سليمان
وقالت لة  أنا أيضا   شربات
من قرية  ميت بشار   وقد
سمعت عنك  أنك تستخدم  اللوحات  فى الشرح ..وتقدم
أهم  المعلومات بطريقة حديثة  وقد جئت اليك  على أمل أن تعطينى درس  خصوصى  لا درس فى المجموعات  ..  وسوف  أعطيك  ثلاث جنيهات بخلاف  حق المواصلات

فإن قبلت  فهذا عنوانى هناك ...
-----------------------
كان قدر سليمان ألا يرفض

فقد يبلغ  أجرة  خمس  جنيهات  بما فيها  المواصلات  .. وتحقق حلمة  أن يساعد أمة فى النفقات ..  وفى أحد  الأمسيات  ..  وهو يعطى
فى المجموعات  المتأخرة
رجع  ألى منزلة  يتناول
قطعة جبن  فى هذا  العشاء
سمع طرقا  على الباب ..
فتح الباب فى ذعر  ..  فلم
يتوعد  أن  يقدم أحد  فى هذا
الميعاد ...  فوجد  شربات
أمامة  تقف فى ثبات  وقالت
لة : ممكن أدخل  فقال لها :
إنتى  مش عيزانى فى البيت أبات ...   أمى لو  صحيت  ستعطينى أقصى العقوبات .. ستطردنى  من البيت ولا اجد   لي مكان فية أبات ..
فقالت ببرود  : يعنى إية  هل  مش من الشهامة أن تترك  بنت  فى مهب الريح  أنا جيت  أزور  أخويا   المقيم  فى قسم  النحال
فوجدتة  مسافر هو وزوجتة
إنتظرتة عدة ساعات  وعندما  لم يحضر سألت الجيران .. فقالوا لى  إنة سافر هو وزوجتة  من ساعات .. ذهبت
لموقف الأتوبيسات  فعلمت
إن آخر ميعاد للأتوبيسات طلع من ساعات  وحاولت أجد حلا ..
لأنى مش عارفة أعمل  إية .. افتكرتك
فى الحال .. وطبعا معايا عنوانك كنت  إمال  أعمل إية ...أسيب نفسى للذئاب أو أبات  قدام  باب مسجد فى العراء  نظر اليها سليمان مهدئا  وقد تلاحظ  بكاؤها
بإنهمار .. وبعد تلك الكلمات إنهمرت بالبكاء  وكأنها  لأمطار  تهطل فى المساء .. نظر إليها سليمان

وقال: دقيقة واحدة  وألبس معطفى  وحمل نقود كافية
للوصول الى  قرية ميت 
بشار ..  سارا  فى تهامس
وتلامس وشعور بشىء قادم أو خطر من الأخطار ..كان الليل يضمهما  كنعقودان  متلازمان لا يفصلهما  إلا   الخيال .. فى تلازم لا  إنفصال .. وكان
سليمان يشعر بالرهبة والخوف فقد لا   يجد  لها توصيلة  أو مكان للمبيت   وترك لها  الخيار... بعد أن بحث
عن  كل  مكان  يمكن أن يجد  فية وسيلة  للمواصلات

وهو واثق أن ما معة هو  ثلاثة   جنيهات كافية  على أن يصل  بشربات الى مسكنها   بر الأمان .. وكان
على مقربة تاكسى خصوصى  .. فقال  للسائق:
ممكن توصلنا مخصوص لقرية ميت  بشار   فقال  لة
خصوصى   خمسة عشر  جنيها  .. وساومة  ان  يعطف عليهما  بشهامتة
فقال لة ثلاثة  عشر  وهذ إكراما  لكما .. فسألها سليمان  كم معكى من النقود
فقالت :  أربع  جنيهات  ...
فقل سليمان للسائق : معانا سبع جنيهات   فنهرهما قائلا :
أمشوا العبوا  بعيد  ياشطار والا أسلمكوا لقسم البوليس أحنا مش عايزين أخطار ..
إندهش سليمان  وذهل ..
فقد أعطى أمة خمس جنيهات
قبل أن تنام هل يوقظها  ثم
يعاود  مرة ثانية على التاكسى ... ولكن  الليل يسرى   ولا احد  يدرى  وكيف وقد  وصلت الساعة

الواحدة  بعد منتصف الليل

فقال لها سليمان عندى فكرة  جيدة  لا  بد  أن  ندخل بيت أمى   للبيات  فهو حل  ربما
لا يكون مضمونا لو إستيقظت فى الحال  لكن  هذا   هو الحل الوحيد  لأننا

بعد هذا الوقت ممكن يمسكنا عسكرى الدورية ونبات فى التخشبية

  فقالت شربات حندخل   البيت الزاى  ياسليمان
فى نص الليل
قال لها  سليمان: ربنا يستر
ندخل بشويش يعنى

  قال بهمس :

  نتسلل تعرفى  يعنى إية  قالت شربات  ببرود  تام:
وهى تدرك  معنى  التسلل
: ليلا .. ولكن رمقتة وقالت يعنى اية التسلل يا سليمان
قال سليمان يعنى  :
..  ندخل ن غير ماحد يحس بينا  ببطىء ونخش البيت فى هدوء  فقد تكون أمى نائمة فى أول الليل  ثم تصحى أصل نومها زى القطط كعادتها ( لتبشنقنى )..تقوم داخلة عشان
قالت  بإستفسار : يعنى إية
تبشنقك   قال سليمان : هى
كلمة دارجة تستخدمها أمى
كل ليل ومعناها  تلف رأسى بأى غطاء  من البرد  حتى لو كنا فى عز الصيف  هذا دأبها دائما  إما
أنا ففى الصيف  طبعا أخلع
الغطاء تأتى مرة أخرى وتقول إنت خلعت البشنقة وتعيدها مرة أخرى  هذة هى  أمى حنونة  لأبعد الحدود وطيبة  الى ما لا نهاية   هى أم رؤم حنونة
عايشة  لأولادها وبس هى
أم أكثر من مثالية لكنها صعبة جدا عند الغضب
 .. فلا بد أن نحترس لأنها قد تكون عنيفة لأبعد الحدود  إذا رأت
بنت معى  فى هذا الوقت من الليل أو حتى فى النهار  وبعد

أن  أفتح  الباب  .. تقومين أنت  بالتسلل خلفى .. وبعدها سنجد  كنبة صغيرة
مفروشة هى خاصة بنومى
وطبعا لن ننام على الأرض
سنحاول أن تكفينا الكنبة فأنت لست بالحجم الذى أخشى علية من  النوم  جوارى  ظهرك فى ظهرى
ويجب تصدقى  تماما أنا عندى مبادىء تكفى لأن
تثقى فى   طول العمر ...
لن تكون بيننا إلا خيوط الصباح سننهض ونذهب الى بيتك وأوصلك بسلام ..
لا تنسى  لأننا سندخل فى صمت مطبق بلا همسات او كلام ويجب أن تحاولى أن تنامى خلفى  على الكنبة  .. ونحاول أن نخفى رؤسنا حتى   يوشك  الفجر  ويبذغ
النهار  ونكون فى الأنتظار ..
كانت الأم  قد تعودت على
أن تشقر على أبنها ليلا  تغطية  إن وقع الغطاء وتبشقنة إن لم تجد الغطاء 
من الهواء  والبرد والأخطار حتى   فى الصيف أو الشتاء
لا تنام كالقطط  تسهر على
راحة  أولادها وبناتها  مهما
كلفها من عناء  وعثار .. ولا تثنيها فى ذلك المرض أو
 الأعذار ..  دلفا ودخلا معا  ونفذت كل كلمة بالحرف الواحد  وإطمئنت شربات الى السكون المحيط بها وأن سليمان  كالصنم خلفها لا يستدير ولا يدار  فغاصت  شربات فى نومها ولكن  لم يمن عليها القدر بالإستقرار وكم كانت تشعر بالدفء وهى  نائمة
خلفة وظهرها  فى ظهرة  ولم
تتنفس  أو تنطق خشية أن توقظ أم  سليمان  من نومها
فتصب عليها  الجحيم والنار  سمع  سليمان  صوت تنهدات أمة وتوجس  خيفة
فقام  بغلق الباب جيدا  ووضع  خلفة الكرسى الخشبى  مما اثار  الشك
والريبة والعثار  فقد  قامت أمة كعادتها  تطمئن على  سليمان وتغطية ... وكاد
الأمر يمر عاديا بسلام  لكنها  فوجئت  ان الباب متروس جيدا وتساءلت فى نفسها ماذا هو الذى خلف الباب مقام .. فقامت  بالضغط علية حتى فتح  وصدمت بالكرسى الذى  آثار ريبتها من أثر الإصطدام .. وباتت

شكوكها تزداد وتساءلت فى نفسها  لماذا  يغلق سليمان الباب ويوصدة بشدة وهو لم يفعل ذلك من قبل ...ولم تتكلم  الأم لأنها  لم تر   شيئا

أمامها يشار أو يسترعى الإنتباة ...
وقامت بتغطية  سليمان إلا  أن أناملها الرقيقة تعثرت فى شىء لم تألفة  فكان ما كان ولو  كان  سليمان وضع الكوفية  أو تبشنق كالمعتاد لمر الأمر  بسلام ..
لكنها   قد تعثرت يدها وهى تحيط بالكوفية  خلف رأسة  وهكذا  لمست  أناملها  رأس  شربات ...
لم تكن  شربات  جميلة  لكنها  كانت ناصعة البياض
وكل ما  أفقدها من جمال كان بسبب أنفها
الأفطس الجبار  الذى يشابة  الأثيوبيات أو السودانيات ..
 بارزاَ  يلفت الأنظار .. مما  قلل  من جمالها .. وكم شوة حسنها فقد ترك فى وجهها آثار ولم لذلك لم
يكن  سليمان يشعرنحوها بأى نبض يجذبة إليها وتمنى
لو قطع أنفها بمنشار لبدت
جميلة جدا تلفت الأنظار  وهكذا  لعبت  بجمالها الأقدار   فلم تكن فى يوم يفكر فيها سليمان  لكن كانت
حاجتة  إلى المال  فمبلغ خمسة جنيهات  فى هذا الزمن يصنع المحال وتغافل سليمان  نبض
قلبها الذى الى سليمان إختار
فلم تكن حجتها الى الدرس الا أن تكون بجوار  سليمان
الذى لم  يشعر بأى   إنجذاب نحوها ولا يستهوية هذا المسار   فقد  كان يحلم  بأنثى فاتنة
رائعة الجمال لها من الأوصاف  ماقد  يراة فى الخيال  يريد  أنثى  تسلب الألباب  وجهها مضىء كالنهار  .. جمالها ملفت الأنظار ..
تستحم فى موج  من الشعر
الأصفر  الهفهاف وعيناها
تشبة موج البحر عند الدوار أو فى زرقة السماء حين تشتد  الأمطار أو من شعاع الشمس حين على الغروب تستدار .. كان يرى أن عيون  الأنثى  هى المرآة الحقيقية لكى تلفت الأنظار وفى عيون أمة الزرقاء بالذات جمالا  يستدل بة حينما  لرفيقة حياتة يختار  .. يريد أنثى عيونها تفوق زرقة السماء  أو تلك فى لون   مياة البحر الهائجة عندما تقتلع الأمواج  والتيار ..   قوامها كغصن البان بة من الرشاقة مايفوق الوصف  فى الغزلان   فقد كان قلبة مكبلا  بأرق الأوصاف  فى هذا الزمان ..  .. لكن شربات   لا تلفت  نظر .. وكان سليمان  تستهوية المرأة كاملة
الأوصاف ..إما المرأة  التى
بها عيب حتى لو ضئيل جدا
ينفر منها تماما ولا تستهوية
فهى بالنسبة لة لا تلفت الأنظار  .. وقد تجعلة مقزز
منها  الليل والنهار .. ولا
يستطع الأقتراب منها فشعورة  نحوها  هو الفرار ..وهكذا كانت طريقة سليمان
ألا يبوح بما فى نفسة  من
الأسرار .. ولا يحاول  جرح
أى أنثى مهما كان عيبها واضحا  كالنهار ..
فسليمان  بأى حال  ..لأن كانت أحلامة تفوق الخيال
لا تستهان .. وكانت وكانت المعجبات  بة  من كل صوب

وحدب  ومن الأوصاف
ما يستهان
ففى سليمان  الشهامة والكرم ..
والمروءة   والإقدام  على فعل  الخير مهما كان.. فوالدة
كان الفارس المغوار فى عصرة فى زمن شديد الإعصار .. لة  فى الشجاعة والمروءة والكرم  ما تؤلف  لة   الروايات ..وتحكى فى كل الأقطار .. كان
كريما  لأبعد الحدود يقدم  الغير على نفسة  كما كان سليمان يسمع عن أبية بطولات نادرة  فى  الوقوف مع الحق  مهما لحق بة من أخطار .. وكان يقدم التضحيات  فى زمن قل فية
كل التضحيات .... كان القحط  شاملا .. وإرتفاع
الأسعار ..
فى هذة اللحظة الصادمة قامت أم سليمان   بالإنقضاض على شعر هذة الفتاة بعد أن سحبت الغطاء أضحت  الفتاة تتلوى وتصرخ وتستنجد بشهامة سليمان  الذى وضعها فى موضع حرج  واختبار ومابين الجنة والنار كانت الأحداث تدار واوضاع تندى لها الجبين وكانت الأم أيضا  تصرخ وتولول وتنادى على إبنتها
سعاد  وهى  تصرخ  قائلة : قيدى   اللمبة  يا سعاد  .. تعالى وشوفى
واصحى من النوم وأنت  ياعايدة شوفى أية
اللى اللى حصل وإية اللى بيعملة أخوكى سليمان فى بيت الشرف  ..  يا حسرتى ياخيبتى  فى إبنى عديم التربية والأخلاق والشرف   قام وجايب  واحدة تنجس  البيت  الطاهر  خلاص جاب لينا العار ..قومى
ياعايدة  أنتى لسة نايمة أصحوا يناس شوفوا الخراب  اللى حل بينا
إتنجس بيتنا خلاص .. يا
سعاد  شوفى ما يفعلة أخوكى سليمان .. قامت سعاد واستيقظت  واضاءت لمبة الجاز  و رفعت شريطها كالمعتاد و إرتفع ضوء 
اللمبة وظهرت الفتاة شربات
المذعورة  كأنها فرخة يتم ذبحها بسكين حاد .. فصرخ جميع من فى البيت
صرخات عالية إهتزت  لها
الجدران  وقالت الأم :  بيتنا
الطاهر  طول عمرة  طاهر يجى  وبينجسة أخوكى ياسعاد  قطعيها  حتت ما تخليش فيها حاجة   سليمة  عشان ما تجيش  هنا وتستغفلنا  تانى .. تحاملت  سعاد على نفسها  وتوترت أعصابها بعد أن سمعت هذة الكلمات  وهجمت  على  شربات  وأقتلعت جذور شعرها  وانهالت عليها لطما

وركلا  وضربا وسحلا .. وقام سليمان بنجدتها وأستطاع  بعنفوانة وقوتة
أن يخلصها  منهما وكانت
أختة  عايدة تراقب الموقف بذهول وظلت مذهولة لا تبدى  حراكا ولا تدخل فى المعركة  وحاول سليمان تسليكها منهما  بكل  محاولاتة وإستبسالة  فى الإنقاذ  وقوتة  والعنفوان  من براثن يد  أختة سعاد  وأمة  التى أعتبرت أن البيت اهان .. واستطاع سليمان ينقذها بأعجوبة ويكتب  لها النجاة
     -----------
وخرج بها من المكان  مع مصادفة  أول آذان للفجر  ..  ولمح  عسكرى
الدرك  شبحان  يلتهمان  الطريق فصاح  قائلا : من هناك
فقال سليمان : أنا سليمان
يا شويش  سعد
---------------
عبرا   سليمان  و شربات
الطريق فى تجاة محطة السكك  الحديدية  متباطئين

فموعد أول قطر  يقوم من الزقازيق  بعد  الفجر بساعة
والطريق  كلة  بطول  عشرين دقيقة ... فكانت  شربات  تقول لسليمان : دول ناس  متوحشين قوى يا سليمان
فيرد سليمان قائلا :  دول
أطيب ناس بس الصدمة حولتهم لكدة   ..  مش انت عارفة لكل فعل رد فعلة  وفى  الجهة المضاد ... قالت : دة بس مش فعل  دة خلع الشعر من جدورة شوف ياسليمان  شعرى قد نَحَل الزاى  أنا مش حعرف أعوضة  تانى  نظر اليها سليمان وقال  لها : إنشاء
اللة حتعويضة  بسرعة  البنات  بتعوض  شعرها بسرعة
قالت لة حادقة : مش حعوضة إلا
لو وافقت تتجوزنى  ويبقى دة التعويض  الوحيد لى ..
تمتم سليمان بكلمات لم تفهمها  .. ومرت الدقائق والساعات وقد إقترب سليمان  وشربات من منزل
أهلها  وكان يسأل نفسة كيف  يواجة أمها  فى هذة
الساعة وماذا يقول الآن ..
وصل  سليمان الى قرية ميت بشار  وقد إقتربت الساعة من  السادسة  صباحا  ...
وفزعت  .. أم شربات عندما  وجدت الأثنين معا
فصاحت قائلة : أخوكى جرى  لة أية يا شربات
ما بيتيش لية عند أخوكى  جاى الصبح بدرى    لية .. قالت شربات  لها ببرود :
:  اصل مالقتهوش فى البيت  الجيران بيقولوا سافر مصر عند أخوة الدكتور  عبد الهادى أبو الحاج ... ونظرت اليها بملل محدقة فى سليمان وقالت :
ومين اللى معاكى دة    قالت :  الأستاذ سليمان مدرسى هو إنت مش عرفاة والا اية  اللى بيدينى الدرس  الخصوصى
قالت  : واية جابو معاكى هو طولة  قصر والا  اية
دا الأستاذ  بتاعك طويل هو
أنا مش عرفاة والا  إية ..
  قالت لها : لأ  بس منزوى لأنة مكسوف وتانى ركبة
نظرت اليها أم حسنية وقالت : واية اللى صحاكى بدرى كنت بايتة عند  مين

قالت بكل هدوء وبرود : كنت  بايتة عند أم  سليمان دى ست طيبة جدا نيمتنى فى حضنها لغاية الصبح وبعدين فطرتنى أحلى فطور
انا قلت لها بلاش  عشان أقدر  أتغدى معى أمى وسليمان  عشان يدوق  طعم
البط  المتزغط  بأيدين أمى
 نظرت الأم  بإستغراب :
وفتحت الباب على مصرعية وقالت  : بس إنتى جاية بدرى قوى إنت كنتى نايمة على الرصيف  نظرت شربات وقالت : ما أنا قلت لك ياامى  أنا كنت بايتة فى حضن أم سليمان
نظرت اليها  أمها وقالت :

تسلم لي أم سليما خايفة عليكى مش  زى بنتها تمام

اللى يصلح  حالها ويحفظها ويكفيها شر ولاد  الحرام
فتحت الأم الباب وقالت:  خشوا يا ولاد  ..واستقبلتهم الأم حسنية  إستقبالا  حارا   عندما   علمت أن سليمان  حضر ليوصلها الى بيت أهلها وشكرتة على مروءتة  لكن شربات كانت صامتة
رغم الألم الذى تعانية من جراء خلع  خصلات شعرها
  وكانت أصعب مامر بها
فى كل حياتها  ولم تحكى  مامر
بها من أزمات إلا  داخل نفسها  بالذات ..
.. إلا أن الأم  أبصرت  أن
شعر إبنتها  لم يكن كعادتها

فسألتها  أنت قصيتى  شعرك والا إية .. قالت  شربات  لها :  ساويتة بس  يا امى ..أصلة كان منعكش
قالت لها أمها تنهرها : إنت أذعرتية  قوى يا بنتى  منك  للة ..
شعر  سليمان بتأنيب الضمير  وقال فى نفسة إن لم تكن  بهذا الأنف  الأفطس العريض  كالمنقار   كنت على  الفور  وافقت  على تعويضها  بالزواج منها لكن
نفسى أعمل لها إية مش متقبلة  أن اتزوج  منها وأعتبار  أن ماحدث هو قدرها  وماذا  نصنع للأقدار
إن نكلت بنا  و تولت عننا
الأنكار ..  فمن يقبل
بالتضحيات اللازمة  وحياتة  كلها ستكون عثار ..وإن تزوجتها  جراء ماحدث لها  بسببى ... كنت  غشيم ولم أفكر  وقد تطحنى الأفكار .. أعرف أننى السبب فيما يدار   فكيف  أضع كرسى  واسنكر الباب لألفت

الأنظار  وكأنى أغلقتة بمسمار إنة  لشىء ما  سيحدث لكنها ..  الأقدار  تلعب بنا كيفما تشاء  وهذا قدرى وقدرها فلنتحملة  معا .. وهذة فعلة الأقدار .. ومرت  ساعتين أو أكثر  وقدمت الأم  الأفطار   اللبن والقشطة  والجبن القريش
والعسل  الأسمر والعسل  النحل  يعقبة  الفطير عند
الظهيرة  .. وقامت  بتنظيف

الدجاج والبط  المعد  للطعام

فى الغداء ... كان يوما جميلا  لكنة مدجج بالمتاعب

من جراء التفكير .. وكيف سيعود  سليمان الى أمة  وهى  تعتقد أن إبنها   عاهر
وعار عليها  وقد   دنس بيت  العائلة يالها من  مصيبة وضعت فوق رأسة لا يتحملها بشر .. وكان
علية  المبيت  عند صديقة
محمد  غريب ..والذى سرد
لة تماما قصتة  بشفافية كاملة  مع شربات  .. وكيف إستقبلتة أم شربات  بما  طاب لة   من افخر
الطعام   الذى لم يتذوقة
فى حياتة من قبل مما سال
لعاب محمد  غريب  وسأل
سليمان هل لها  أخت : فقال
لة سليمان لها أخت أجمل
منها بكثير   .. فقال  محمد
غريب  : هذة فرصتنا  للذهاب  معا   الى هذة القرية واكون معك  كمدرس
مساعد   أو تعلمنى كيف   أعطى أختها  درس  ولو بالمجان ..
قال  سليمان لة : انت لم تتعود  على إعطاء  الدروس  فقال  محمد غريب
:  منك نتعلم  ياصيق العمر
...  دارت الأيام وسارت والجرح  لم يجف وكانت الأم شفيقة  تعامل إبنها بحذر تام  بعد
أن صدمت فية وفى فلذة كبدها  كيف يتجرأ ويفعل ماحرمة اللة  وهى العفيفة الشريفة التى رفضت  كل الخطاب والعرسان من أجل أن تكون لهم وتربيهم تربية حسنة وتراهم شباب واعدين ورجالا قوامين يسلكون الطريق الصحيح فى حياتهم متحصنين بالأخلاق والشرف والمبادىء ولكن قلبها مازال يهتز  بحبة  إبنها ويحنو
علية فهو فلذة كبدها وعلى الرغم أنها تبدى الصرامة فى تعاملها معة منذ وقوع الحادثة إياها ..إلا أن قلبها
يقطر دما إذا تأخر عنها لكنها لا تشعرة  بلهفتها علية  وكانت تقول  لة :  لن أقبل منك أى نقود أو
مال ما لم تكفر عن سيئاتك
وتترك  هذة البنت  العاهرة
التى ستجرك  الى المحرمات وتجعل آخرتك سوء  وعذاب
قال لها  سليمان :  نحن  فى
أجازة آخر السنة  يا أمى والكل منصرف  عن  الدروس
الخصوصية فى العطلة الصيفية  وهى المرة الوحيدة التى  تعطينى أجر ا
خمسة جنيهات ونصف ..
قالت الأم :  نصوم أحسن 
مش عايزة   ولا مليم  من
الفلوس  النجسة  .. توب
يا سليمان للة  أحسن فهو الغفور الرحيم ...  كان كلام  الأم
لم يقدم ولا يؤخر ولا يقنع
سليمان بشىء  .. فالعوز
والفقر والحاجة تمتد  سيقانها   لتنهش اليابس والأخضر  .. ولن تقو   الأيام    على  مهاجمة
المعدة بالصيام  ..  وقال
فى نفسة سأعطى شربات  خلسة  دون أن تعلم أمى حتى يمكننى  مساعدة أمى ..تحركت  الأيام فى إتجاهها
السالب  .. وكم دبرت لة المقالب ..  كان 
سليمان يصاحب صديقة محمد  غريب  ..  وكم نرى العجائب والطرائف  والغرائب من بعيدٍ أو من قريب  .. كانت أم شربات  وتدعى الحاجة تعيش  فى غرفتها الهادئة  وهى تؤدى فيها  فرائض الصلاة

وتعلق فى حجرتها  سبحة   طولها
عشرة أمتار  فى سقف  الغرفة  وبها حبات   خرز

تجاوز  ثلاثة الف  خرزة ..
وكانت لا تنتقل  من غرفتها
ألا  للوضوء .. ولا تنظر ماذا  يحدث  حولها  فهى  فى عالم خاص ملائكى  خالى من التناقضات وعندما يحضر  سليمان يذهب الى حجرتها  للسلام  وأخذ الأذن  بالأمان أنة  سبعطى  إبنتها  الدرس الخصوصى  وكان  سليمان منهمكا أن يعطى حصتة بإخلاص  دون  أن تساورة  أشياء أنة وحدة مع شربات  فى بيت طويل وعريض  وبها أكثر من عشر  حجرات ..تفانى فى  درسة ليثبت أنة معلم لة
مكان بين المدرسين الأفذاذ  .. واحيانا  تنظر الية  تلميذتة  شربات  تنتظر  همسة  أو لمسة  أو كلمة حلوة  تود  أن تسمعها البنات تنظر الية  بإستغراب
وتقول لة شربات .. مفيش وقت  للفسحة يقول لها  عشان  يبارك اللة فى القرش  اللى  بآخذة  .. تنظر  الية   وتقول لكن أختى  مسرورة بوجود   محمد  معها فهم يضحكان
ويلعبان  ويقهقهان  وأنت
صارم  جادا معى بالذات هل أنا  لم أعجبك أو شكلى مش زى البنات    حتى فى تعاملك  معى بتنسى إن الحياة  من دا ودة   .. ضحك ولعب وجد  وحب  ينظر اليها  سليمان :  لسة  الحب ماجاش   خلينا  فى الجد .. إن أخذنا  الحصة من دا ودا  
يبقى
لا داعى أن آخذ منك أجر على حصصى .. كان الوقت
يسرى وقد بدى  متأخرا ...
ولم  ينادى علية محمد   ينبة موعد إنتهاء الحصة  كالعادة ..  وعندما آن  الآوان
خرجا من البيت سليمان ومحمد يتلمسا  الطريق على    ضوء  القمر  .. قال  محمد
غريب  لو أملك المال لتزوجت أخت شربات  على الفور .. قال
سليمان :  إنت بتتكلم  جد   ..  أنت عارف أن أخوها
عبد الهادى مركزة كبير فهو أكبر الأطباء  فى مستشفى الدمرداش واخوها  عبد العظيم مدير التعليم الخاص  ودول محتاجين  من المال الكتير جدا  وانت لسة   لا تملك
من المهر شىء   قال لة محمد  غريب :  بس البنت حلوة قوى  قوى وقوامها يجنن جسمها بيكب  بياض
تصدق يا سليمان  أنا بحلم لم شفت  أشهى أنواع  الأنوثة  الحقيقية
.. نظر سليمان بشغف واهتمام وفضول وقال : هل
عريت جسدها  يا محمد  فقال محمد  : حذر  فذر  .. امال انا بقولك  كدة لية
وعشان إية    ... علم   سليمان  أن محمد غريب كان يستغفلة ويرتكب  الحماقات المحرمة ويستغل   طبية الأسرة  فى عدم  مراقبة من فى البيت فالأم نفيسة مشغولة دائما بالصلاة والتسابيح  وهى  فى وادى الآخريين فى وادى آخر.. وكانت
الأخت  تقول لأختها وتحاكيها عن  كل شىء  دون أن تدرى  أمها
عن ذلك شىء .. وما عاد
سليمان يأخذ  محمد غريب معة
فى جولاتة   لميت بشار ..
مما حنق  واغضب  محمد
وافشى اسرارة لأمة التى أقسمت  الا  يطأ  سليمان  قدمة لهذة
القرية  طول ماهى  تعيش على وجة الأرض  ... وعاهدها  سليمان على
ذلك  وإنقطعت  صلة  سليمان  بشربات  وهى أيضا لا تستطيع  حتى المرور  فى الشارع مما

حدث لها من عقاب قاسى لن تنساة طول العمر ...
ومرت الأيام  ..  والشهور

واصبح  سليمان  فى فراغ
عاطفى  وفراغ مالى   حتى

إنتهت  العطلة الصيفية  ويدأ

يمارس عملة من جديد  ...

فهو قد  أصبح  فى الثانوية

العامة وتحتاج الى جهد  جهيد  .. وعناية خاصة  وقد

حاول ان  يقنن مواعيد  المجموعات  الخصوصية

ومواعيد  عملة .. حتى يمر العام  بسلام  .. ويلتحق بأى
كلية  يستطيع   فها أن يدرس   ويدرس  ليوفر  لنفسة  مصاريف الدراسة والكتب .... وتحركت فى نفسة  كل الأحلام  والطموحات  وأصبح يكد ويتعب من أجل  تحقيق حلمة  .. ويعبر بة إلى  بر الأمان  .. تتحرك  عقارب
الزمان الى الأمام و كان وقت الظهيرة  قائظا
ولا  أحد  مستيقظا  .. أمسك
سليمان بأناملة   القلم وبدأ  يسرد  ما حدث لة مع الأيام 
.. كان كل  شىء أمامة ناقصا   إلا تلك الأوهام التى

تستعصية للإستسلام  .. وكان

علية العناد  ..  ومن النوم

القيام  ..  كانت أمة   تستعد

فى الزحام أن تدبر  لة  بعض  الجنيهات  لتقديم  أوراقة  للجامعة  .. وكنت الأم  تستعد  هى وباتها  للصيام  .. فلم يكن فى البيت

مليما واحدا  غير التى  دبرتة

من قوتها  على مر الشهور

والأيام  ...  أستيقظ سليمان عندما تسلل  نور الصبح  الى  عينية وركب قطار  السابعة  الذى ينهب الأرض
نهبا ..  حتى وصل الى محطة  رمسيس  او باب  الحديد   أو مجطة القاهرة
الآن  ... تجول على الأرفة
ودقق النظر  فى المكان  ..

وبعد  إنتهاء  الظهيرة  وتقديم  أوراقة  فى المكان

المخصص  لقبول الطلبات

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

( عرائس القدس ). ------------ ستون عاما .. أو يزيد --- ----- عرائس .. القدس الفريد--- صوت يصرخ فى الوريد--- والطرحة البيضاء--------- تنزع من جديد--- والضفائر الغراء -------- على الكتف العنيد -- تلقى فى إشتياق ------- الى الحضن العتيد ومواكب الأعراس----- تنزع .. بالحديد -- لا موكب يمضى -------- ولا قدس .. تعيد--- والثوب .. ينقر --------- منفرا من الوجة البليد -- ----------- ستون عاما أو .. يزيد-- آهات عمرٌ .. تقتلع --- على السكك .. الحديد -- ----------- والارض تقمع من جديد ---- والعرش يقلع ... للعبيد -- ------------- على مرآى الجميع------- فمن للكرامة يستعيد -- ------------- والآن تهدم باحةالمسجد الأقصى ------------ وكيف للباحة .. معيد ---- أتى ربيع ثم ربيع -------- ينسدل فى الثوب الجديد --- وضفائر الشعر الطويل ---- تنسدل ع الكتف العنيد -- وثياب عرس تنتحل ---- ميل ..... الجريد --- والزفة الكبرى تقتل ------- كل باقات الورود --- ولا ........... تفيد ---- --------------- وحملة الأغراض أضحت أن تقتل الوجة السعيد ---------------------- ستون عاما أو يزيد ---- الكل كبل بالحديد --- وقذائف .. اليهود ----- تسحق أو .. تبيد ----- ------------ من أقصى الشمال أو الصعيد --- والقلب صابر قد .. يسيع ---- ربيعا أو بعدة .. ربيع ---- والصوت يأتى من بعيد --- والكل صامت يستريح --- ولاحل واضح قد يفيد --- إن كانت الاحلام يوما --- قد تعيد---- والشفاة تقهر كالجليد ---- والقلب قابع كالشريد ---- وهكذا يبدو .. اليهود --- يطلقوا سيلا من البارود -- والشعب أبدا لن يموت --- ولو كشرت أنياب الفهود --- وبدا الذئاب لها تقود ---- هنا تبدو معركة الصمود --- تسرى مع --------------- وهج الحصيد ----- فهل يخرج من -------- الرحم الوليد --- والكل يسعى ليستعيد ------- إنة يوم الوعيد ------ والوعد .. قد أضحى أكيد -- ستغنى القدس .. أحلى نشيد --- كم جريح وكم ..... شهيد --- وكم فى السجون من المزيد --- القدس أبدا لن .. . تبيد --- ستون عاما .. . أو يزيد --- والطرحة البيضاء ------------ تنزع من جديد ---- وعرائس القدس ... الفريد ---- تنزع شريان. . .. الوريد ---- -------------- إنة العشق ..... الوحيد ---- يحضن الصبح .. السعيد ---- ------------ مليون فارس ... فى الطريق -- يستنهض الشعب .. العريق --- يسترجع القدس .. العتيق --- ----------- مليون فارس على الجواد --- إنهم فرسان .... شداد --- رافعين راية ... الجهاد --- النصر أو ... الإستشهاد ---- ---------------- ماذا فعلت بنا ثورات الربيع --- على مرآى من العالم والجميع --- الكل شارى .... و لن يبيع --- والحق أبدا ... لن يضيع ---- يستنهض الفجر ... المضىء ---- يتبعة الخطو ... الجرىء ---- ========================== دمر الكلمات إن كانت لا تفيد --------------- --------------- دمر الكلمات ... دمرها . أقتلها ------ إن لم تكن الحروف فى مواضعها ------ كم من التشنجات .. كنت أسمعها ------ والقدس ترزخ تحت نيران غاصبها ------ طالت سنين القهر حتى فى أشهرها ------ حزنا عليكى ياقدس أين منقذها ------ والصهاينة تنشب كل .. أطافرها ------- ما أشد آلاما .. وما كل أكثرها ----- كلماتٌ تصرخ كنت ... أكتبها--------- بدماء فى القلب تمضى تسكنها -------- ------------------ أقتل فى فؤادك الصبر --------------- إن كان الصبر دوما لا يحركها ------- ليوثٌ نائمة فمن ..... سيوقظها ------ أنفض غبار ... اليأس ---------------- والقدس سوف تنهض بفرسانها ------ ----------------- مليون فارس ... فى الطريق ------- يستنهض الوطن ..... العريق --- يسترجع .. القدس .... العتيق ---- يستجمع ... الفجر .. المضىء ----- يستودع ... الليل .. العميق ----- يمتطى ...... شارة . الفريق------- فى هجوم ............. كالبريق ------ ------------ إنة وعدٌ أكيد عودة القدس الفريد ----- والطائر المنشود يبدو كالغريد ----- ------------ عرائس القدس .... الفريد ----- صوت يصرخ .. فى الوريد ----- والطرح البيضاء ----------------- تزهو من جديد ----- والوجة المطل على الإيمان ----- وليس الخوف من يوم العيد ----- سيتسابق الفتيان .... يوما ----- لتحقيق النصر .. الأكيد ----- وستتحرك الأزمان دوما ----- وستتحررين ياقدس قسما ------ وستحطمين سلسلة الحديد ----- ----------- الشمس لن تبدو فى غيوم ---- مليون فارس فى قدوم ---- وسلاح قاتل للخصوم ---- والعالم الحر -------------- معصوب العيون ---- الشمس تبدو.. فى بريق ---- والصحبة والقلب الصديق ---- مليون فارس فى الطريق ------ يستنهض الوطن الشقيق ------ يسترجع القدس العتيق ----- يستنشق الأنف الشهيق ----- بعد زحفٍ .. للفريق ---- مسترجع القدس العتيق ----- ------------ من حصن يبدو منيع ---- والكل صامت يبتلع ------ أهات شيخ يضجع ------ أو ..... طفلِ يبدو رضيع --- والكل يغرق مجتمع ---- ولا قلبٌ أضحى يسيع ------------- ============ ابراهيم خليل من مدونة الشاعر المصرى ابراهيم خليل ======================