عندما يسقط اوراق الخريف


////////////////////////////////

وقبل قدوم الليل بالآهات ...
قدرى  أن اعانق الفجر وفجرك ..وعندما  تعلو الأضواء  مسراج  حياتى باللمبات ... ..
  ----------------
 بدأ  سليمان  ذلك  الصبى
اليافع  يمسك بقلمة ليسجل
مشاعر  قلبة  بعد أن أهتز .. عدة مرات  فقد عاش منطويا  سنوات ...... لا يعرف شيئا 
شاهد الجنس الآخر ..ة  وفجأ
أمامة وبدون مقدمات يجد  نفسة تدق أقدامة
 
/////////////   2////////
===============

  --------------
أغوص  بجسمى فى  عمق
الذات  .. تستحثنى الكلمات
 وتسابقها  أمواج تسرى مع ألأصوات .. تستكشف معنى أتنفس  من  عبير  هذة الوريقات  .. أغصان كأنها أورق الشجر لا تتساقط إلا فى الخريف ومع تقلبات  الجو فيالها من تقلبات .. أسجل  أحداثا  عن ها وأدون هل فى الكواكب الأخرى أرقى كائنات وماهذة المخلوقات  التى  تعيش
على الأرض وكم تواجة بكل هذة التجديات ..
... وكم  تراودنى
قصص وحكايات .. اتابع
قلمى وهو يدونها وقد  تستوقفنى فى
بعض اللحظات بعط النقاط  وكم يجيش فى صدرى  من مشاعر وإنفعالات .. وكل ما أسجلة عما
صادفنى من  جمال فاق
حد  التصورات...


إنى أريد  لكِ   راحة  البال

ونظر الشاب سيد من خلال

فتحة من فتحات  الباب 

ومن خلال الكون العريض  وكيف لا

يريد  إلا   راحة  النفس

والبال  والعيش  الحلال

ولكن كم ضاقت بة الأحوال

فى القرية .. من سهام تلك النظرات بعد  أن فاز  بكل

هذا الجمال بالذات ..
.. لكن  شفيقة  قدمت الحب والعطاء والأخلاص  كمثال لأنها تربيتها   فى  بيت العز والأخلاق  والمال .. ..فوالدها رجل ثرى وكم تعيش فى كنف أمها فى دلال .. وكانت

لا تعرف  شىء عن الدنيا

إلا من خلال  مايعرفة  لها
زوجها سيد  وهو فى نظرها

سيد  الرجال .

----------------------
ضاقت    الحياة  بذلك الشاب  اليافع سيد .. ولكن
الصبية الصغيرة الجميلة شفيقة   لا
تمل ولا تضيق وكم كانت صلبة قوية .. كانت صابرة  تتحمل ..
كما كانت قوية الإحتمال ..
على كتفها لا تنوء بأثقل الأحمال
فكم  كانت تحمل أردب القمح
على كتفها دون مساعدة من أحد كما كانت تشد فوق كتفها الحمال وتذهب بة الى ماكينة الطحين لطحنة  وتجهيز  قدر  منة يكفى لعمل  الخبز  .. فى الحال
... وكانت دائما تقول : ناكلها بدقة وملح  ونعيش مستورين ..
مرتاحين  البال ......
 وكان زوجها  السيد  يتركها  فى  هذا البيت  المنعزل  .. والبعيد عن العمران  والشديد الإنعزال وهو مطمئن أن  فى البيت دقيق وخبز يكفى لشهور أو  أيام طوال  .. ودائما يقول: 
الدقيق فى البيت منشال  ..فأنا مستريح  .. وايجار بيتة  سهل المنال ...وكان    
الصبية شفيقة فى هذا المكان بالذات ترتعد  من الخوف وتموت  فى جلدها  ألآف
المرات ..
فكم قاست من الخوف ومُر الأهوال ..
وهى تبصر

بعض  الرجال تتلصص   وتحوم  حول المكان   ... من خلال  هذا الثقب فى الشباك أو فتحة فى الجدران وأن يبصروا  بعيونهم  من  تكون هذة الصبية الرائعة الجمال القابعة فى هذا البيت المتواضع  الحال ..أسحر أم هذا محط  خيال .. وكان النظر من خلال ثقب صغير  فى الباب أو الشباك  يعطيهم فرصة للتلصص  على هذا الجمال  الملفت  للأنظار  ولكن كم كان يسبب هذا اللصص كل وبال .. ولا ينصرفون  فى الحال 
.. وكانت الصبية  شفيقة   تموت فى جلدها
من تلصص  الرجال  عليها

وما يجر  هذا التلصص من  ألم وإنفعال  .. فتصرخ عندما يأتى زوجها
والدموع تنهمر  من عينيها كالسيل المنهمر  قائلة : إنت سايبنى لوحدى فى المخروبة دى ..تصدك أسنانها وترتجف ألأوصال فتسترد أنفاسها    قائلة : ارجوك  ياسيد   أنقلنى   من   المكان  أنا
مش قادرة أتحمل  أنا فى خطر  شديد  بشوف كل يوم أهوال ..  ممن  يتلصصون  من ورا  الباب .. انا بقيت فى وهم  والا
خيال .. وانا صابرة
صبر  الجمال
أرجوك لو صحيح بتحبنى ياسيد  ..إنقلنى وخلينا نعزل من المكان ..  أنا عايزة أعَزّل ياسيد من المكان ...   ينظر  اليها
زوجها السيد  برقة  ويقول :  طبعا بحبك ياست الستات
إمال انا سايب الدنيا كلها  وجاى  هنا  لية   .. تنظر الية شفيقة  بإستعطاف  طب نعزل فى  أى مكان  آمن  .. يقول
زوجها السيد  : ربنا يسهل يا شفيقة  ربنا معانا  ويحفظك لي يا أحب واحن
وأجمل  زوجة فى الدنيا كلها... تنظر إلية زوجتة
 بنظرة حانية وتقول  :  انا ممكن اصبر على  الأكل لو حربط  حزام على بطنى حزام أو حجر كمان  أنا مابشتكيش من حرمان  أنا خوفى  من حد  يتهجم عليّ أو يقتلنى فى الحال ..الخوف يقتلنى كل يوم ياسيد  من  الرجال .. اللى بيلفوا حوالين البيت ليل ونهار .. لما تكون موجود  خلاص مابخافش انا عارفة إنك سيد الرجال
.. وتسترد  قائلة : البيت شباكة واطى و اللى جواة  بيبان ..وانا مكشوفة قدام  الخلق ...أعمل إية يا سيد زهقت خلاص مش  ضايقة أنا  بسمع همهماتهم وهمساتهم وتنفسهم والسعال  ... كفايا ياسيد  كدة سايقة عليك  النبى تشوف لينا بيت آمن نعيش فية بهدوء  بعيد عن عنين الناس  يقول زوجها السيد متفحصا آثار الدموع التى تسيل  على خديها وتزيد من حمرتها إشتعال  : الناس  الناس أحنا سبناهم فى كرديدة هم  ورانا ورانا  أعمل أية فية فكرة ..
أنا قلت لك  كام مرة  .. البسى النقاب .. تنظر الية
متحفصة  ثم تردف قائلة :
البس النقاب جو بيتى ياسيد
طب ياسيدى موافقة إشترى لي نقاب..
   .. تهمس وتتمتم  شفيقة الزوجة الصغيرة التى  لم تكتمل
السن القانونية للزواج قائلة:
اللى تشوفة يا سيد  بس  نبعد  من هنا  ..  سرح السيد ونظر  الى زوجتة
 نظرة إمتنان  للة إنة منحة زوجة بهذا القدر الطاغى من الجمال لكن هيهات .. وكان السيد يحفظ القرآن كاملا   .. وإيمانة باللة  وضع على قلبة حجر  فهو يؤمن باللة وبقدرة خيرة وشرة   لكنة نظر الى  زوجتة وقال :    ربنا  يسهل  إحنا  آخر الشهر نعزل  ياشفيقة من السكن دة ..
 
     -------------
كانت على  شفيقة  أن تحشى لة  الكرنب  كما قال لها
زوجها  السيد  .. بعد أن أحضر لها   مستلزمات  الحشو   من( شبت وبقدونس
وكزبرة)  .. وكان عليها هى شراء الكرنب   من  مكان فى آخر الطريق الطويل الذى يمر بحقل بيع الخضروات وأن تنطلق  مبكرا   قبل عودة
الرجال  من أعمالهم ومحاولتهم التجول
حول البيت بإستمرار ... وكان  البيت
الصغير  الضيق  المتهالك
والتى تسكن فية  هذة الصبية الرشيقة القوام والفائقة الجمال .. تعيش فى بيت لة شباك واحد  صغير  جدا  وضيق .. واسلاكة  متهالكة  وقد تساقطت أجزاء  منة بعد شدة وجذبة من الشباب  للتلصص والنظر   الى ما بداخلة  ممن  يريدون أن  يشاهدوا هذا الجمال  الفائق   خلسة..أو من وراء ستار ..
ورتبت شفيقة  أمورها على  أن تستيقظ فى الصباح الباكر
وتذهب مسرعة  الى الحقل
القريب من  المنزل  حيث
ستجد   مساحات خضراء  مزروعة
من الكرنب على إمتداد  الجهة الأخرى
من البيت  حيث  يعتبر  هذا البيت  هو الوحيد  الذى أقيم
  فى هذة المنطقة النائية عن العمران   قد خصص
 لجمع المحصول
ولذلك تم تأجير هذا البيت بثمن  زهيد  لبعدة عن  العمران  ولم يكن فى الحسبان تأجيرة أبدا  للسكن  ..إلا أن صاحب السكن وجد  فى  قدوم السيد وزوجتة إستحسان .. وتفاؤل كان ..
هو السبب الوحيد  فى إستئجار هذا  البيت للسيد وزوجتة فى الحال ..   وقد حكى وذاع الخبر  بوجود مزارع لة الكثير من السوابق
يقال أنة قتال  قتلة .. وتناقلت أخبارة  والحكايات
روى عنة  حكايات وحكايات  موجودة  فى هذا المكان  بالذات ومما
والقول  عنة أنة  قتال قتلة ..

وكانت (شفيقة) .. تصدك أسنانها وترتعد فرائضها عندما تسمع  هذا الكلام وأنها محاطة بخطر من الخلف ومن الأمام  وتبدو مترددة فى الخروج  خوفا  من هذا  الرجل  الشقى   الذى  ذاع  صيتة على إنة سفاح
النساء وقاتل محترف ...
ولكن  حب شفيقة  لزوجها (السيد) .. وطلبة منها بأن يتناول  الغداء  (محشى الكرنب بالذات ) .. جعلتها تغامر  بالخروج لتلبى رغباتة فى تذوق الطعام الذى يحبة  وخاصة وإنة  أحضر الخضروات  لإعداد  المحشى ولحشو  الكرنب وطهو  الطعام الشهى الذى ينتظرة زوجها الحبيب .. وبسرعة إنطلقت شفيقة مرتجفة الأوصال  خوفا  ان تنال منها الأخطار وخاصة والمكان موحش  ملىء بالأشجار والزراعات  .. واستطاعت شراء كرنبة على وجة السرعة  وفى أثناء  العودة   كانت ترتجف خوفا وترتعد  فرائضها  وفى  اثناء سيرها  وهى تبتهل للة أن تعود  سالمة..

سمعت صوت أجش  ينادى عليها  : قفى عندك  يا ولية سمت الصوت كأنة الصاعقة  أصابها كطلقات النار ..فنظرت حولها وقد  فكت أوصالها  وبدت وكأنها عاجزة  عن  الجريان ..  وبدت عينيها الجميلتين هلعة  وهى تبصر  رجل مفتول العضلات  وشاربة  غليظ وطويل يقف علية  الصقر  كما يقولون .. ووجه
شاحب منحوت كالصخر وصارم  وقاسى
الملامح أجش النبرات  .. وبسرعة  عرفت وأدركت من هذا الشكل والصوت أنة السفاح  وقد  إنتهى عمرها  الآن .. إنة
(  أبو شمار ) .. الذى كثرت  عنة الأخبار 

ذلك الرجل  القتال قتلة  ..
فهلعت وغاصت فى ركبها وارتعدت فرائضها وتوقف لسانها بعد أن جف لعابها فجأة .. وتسمرت فى مكانها بعد أن جرى الخوف فى أوصالها ... ورأتة يحدقها  ويتفحصها جيدا ثم تمتم وقال :   سبحان اللة الخلاق  وخفض صوتة الأجش قائلا :  لا تخافى  يامرات  السيد  .. روحى وامشى  فى أمان اللة .. لا تخشى منى  شيئا  فقد
أذنت أنا لكِ
  بالإنصراف .. روحى  فى
رعاية اللة ...........
فقد أدركت  أن عمرها  إنتهى ولكن إستبشرت بهذة الكلمات وتركت ما إشترتة من الكرنب وقفزت كأنها تنط الحبال .. وقد سقط  من يدها الكرنب ولم تلتقطة  ولم تصدق ما سمعتة بأذنها ولاذت بالفرار  واخذت
تجرى وتجرى بما منحها اللة من قوة بعد أن  تجمدت أوصالها أكثر من  خمسة  دقائق حتى وصلت الى باب البيت لا هثة واغلقت الباب
خلفها بقوة .. وقد حدث لها إنهيار وأغمى عليها وفقدت وعيها ولم تدرى  ماذا  حدث  لها بعد   ذلك ..
  وراحت فى غيبوبة تامة ونوم  عميق تام  ... إستفاقت حين   طرق عليها  زوجها  السيد  الباب فلم
تسمع اى طرقات فى بادىء الأمر فأوجس السيد  زوجها خيفة عليهاوقال فى نفسة  ماذا حدث لشفيقة  وظل يطرق بشدة  وإشتد طرقا على الباب  حتى أستفاقت شفيقة وصرخت بفزع  وقالت : مين اللى  على الباب  .. فقال لها زوجها : أنا السيد
يا شفيقة  إفتحى .. ففتحت
الباب وهى مازالت  ترتجف .. وكأن مالم بها هو زلزال .. وقصت  لزوجها السيد  حكايتها  .. فربت على كتفها ونظر اليها بحنان وقال: ماتخافيش ياحبيتى حنعزال فى الحال .. ثم همس قائلا:
 أنا  لقيت  الكرنبة  ورا الباب ياشفيقة
فقالت لة بلهفة بالغة :  صحيح ياسيد .. الحمد للة  اصل انا
مامعيش فلوس  أجيب تانى غيرها   .. وأدركت إن أبو
شمار لم يكن يريد أن يؤذيها فحمدت اللة لنجاتها منة ..
وفطنت إلى  أن ابوشمار حملها بنفسة  وتركها  أمام الباب البيت  وانصرف دون أن يحدث لها إزعاج  ... وبدأ زوجها
سيد  منذ هذة اللحظة
 بالبحث عن بيت آخر  وهو   الوسيلة  الوحيدة لعودة الإطمئنان  الى  شفيقة زوجتة
وراحة البال ..  وفعلا إنتقلا

الى بيت آخر أكثر هدوءا  لكن   بأجر  مرتفع  نسبيا  ..
كان البيت الجديد  يخوص  فى الرمال  كما إعتاد الحال
البحث  عن  بيت  أجرة
زهيد  من المال ...كان الزوجين  سعيدين  بتغيير
المكان .......
وكم إستوقفنى هذا الجدال ..
كيف لهذا الجمال أن يكون  هذا  مسكنة   .. أصنع  هذا

فى  الحال أم أن هذا موضعة  أم مكمنة فى الرمال
   -------------
وها أنا  قد غمست فرشاتى فى  الألوان  أستقطب الظلال
وأرسم  الألوان لتبدو لوحات فيها  لفنان.. من هذة الروايات .. وأدون فى الحال فكرتك .. فكان قدرى  أن
أسجل  على هذا المنوال حكايتك :
حكاية  صبية  فاتنة الجمال

قدرها أن يكون الضنك نصيبها  والفقر  مثقل عليها كالجبال  .. لم يحن
  بعد يا فاتنتى  الترحال .. فقد أصبح
هذا المكان مسكنك ..  بالحب رسم  وبالألوان مزان ... وهكذا أمسكت  بفرشاتى  أستقبلك والملم  مكان  جبهتك ..
واعانق بضحكتك أعالى السحاب

وأرى فى زرقة  عينيكى الممتلئة
بالحب والإيمان .. وأضرب  مثالا  
لفطنتك .... ولم يكن فى ضوء القمر  إهمال .. نظر  السيد لزوجتة شفيقة فقد كانت النظرات  شفرات  تلتقطها  العينان  عندما تتعمق  فى لون

عينيها وكأن عيونها تستحم  فى زرقة أمواج  البحر المتلاطمة أو فى أعتى البحار  .. أم تضىء مسترشدة  بهذة النجوم  عندما  اليها يشار ..
فهى فى السماء نابضة ..
وينسكب بريقها  على الهضاب والجبال والوديان .. وحقيقة ثابتة إن أى
إمرأة  فى جمالها قد تعجبك فى الحال .. فشذى عطرها من المحال أن ترى
مثلة  فى المد  والإقبال .. إنة فواح  جذاب  من المحال  أن يعثر علي مثلة فى الحال ..وكأن لة خليط من أعشابة المتوجة قد يبحث عن مثلة  فى الهضاب والتلال  ... أو نظرت للألوان فى أعماق لوحتك  المرصعة بالماس  .. فقد كثر رسم لوحتك وهى من أروع اللوحات تبرز فيها فتنتك  وتستهل بطلعتك كل انواع الرقة والدلال ..كنت ابحث  فى
نوع الأعشاب فى الجبال أو عن  خلطة
أو وصفة أستقدمها  من عطر  الربيع  والجمال .. وتفتح  الأزهار  ..   البعيدة  والقريبة  المنال وابحث عن    أين  يقطن

العطار ..   ويخلط من ورود  وأزهار .. كنت أنظر  للحياة  بمنظار ..  أرى فية

كل الوجود أسرار  ...  ومن يعرف سرك  فأنتِ كالنهار  فى ضوئك وفى تسابيح

القلوب والأذكار .. أظل فى فكرك  حين تنهض الأفكار ..كنت اتابع  حفلات المساء  عندما يطول بى  الإنتظار ..

تنتهى مواسم الشتاء و توقف الأمطار ..أنتظر  مطلعك..

وأعرف من أين يبدأ المسار .

 ---------------
أغمس  قلمى  فى بحر  الكلمات وأغوص  بقدمى فى  عمق المحيطات ..أستشف العبارات أستكشف  أغوار الذات  والتقط بأناملى فصوص
  اللؤلؤات.. بعد  طول  معناة  وإنات  ...  كان

يشدنى  سحر هذا المنظر

فأسجل الكلمات  .. كانت
شفيقة  الزوجة الصبية  تعيش  حياة بائسة  ولكنها
كانت صابرة متحملة  راضية  وقد  أنجبت  بنين
وبنات ..  كان البيت  على
الرمال  والسقف لا يحجب
الأمطار .. وكان الأب  يفرش  لأولادة  وبناتة  تحت  السرير   وسادة  ويقوم  بتغطية الأطفال

ويتلقى المطر  المسال هو
وزوجتة  فتنتابة الكحة  والسعال ..  حتى ينتهى
موسم الأمطار ..  فقد  قاسى
الكثير وهو يضمد السطح  ببعض  أوراق الأشجار والعشب والخشب  ولكن  شدة الأمطار  كانت تزحزح

كل شىء لتصل  الأمطار
الى كل شىء  فقد تغرق السرير  تماما وقد تنزل الأم
لتضم   صغارها بين أحضانها  لتدفئتهم  .. واحيانا  الأب   يجمع  قطع
الأخشاب  والأوصال ويشعلها  فيبتهج
الأطفال بالدفء  ..ويقبلوا
للدفء فى إستهلال ..  ومهما
طال الشتاء ..  فقد  كان دفء  الحب بين الأسرة  أقوى مثال .. ..  ولا أحد يعرف  مايقاسون  منة وكأنة قد
أغلق عليهم أكبر الستار .. 

 .. وقد  رحل الأب 
ولم يكمل  الخمسينات .. رحل  وترك  لها  كوم من
اللحم لم  يجدوا بعد رحيلة حتى  الفتات .. نظرت شفيقة  الى أطفالها  الصغار ....
وكانت إبنتها فايزة  تبيع  الحلوى  عند مدرسة البنات
كى تحمل عن كاهل  أمها  عبء  هذة المشقات .. والشتات  ... وقد كبر إبنها
محمد  وبلغ الرابعة  عشر من  عمرة  .. وقد كان  أذكى  تلميذ  فى فصلة   لكن
حاجة الأسرة  لعملة بالذات
ليخفف  العبء عن كاهل الأسرة  ...  فكان  دائم  العمل  بعد الظهر  فى محل
لإصلاح السيارات ويدعى  صاحبة
بركات... الذى تبنى ذكاء محمد بالذات وأولاة رعاية خاصة  فأمدة بأدق  الأسرار عن السيارات وكم كان  يعلم أن  الطفل محمد يترك  المدرسة مرغما بيوفر لأمة  آخر الشهر مايتقاضى منة من
بضعة جنيهات ..  وبعد أن
تمكن  محمد  من تعلم  كيففية  إصلاح  عطل السيارات ...
سمع  ذات يوم عن  وجود   لا فتة مكتوب عليها إعلان
عن  أصحاب خبرة من الرجال فى إصلاح السيارات .. وكان المكان
لمن يريد العمل  فى إحد 
فى إحد الثكنات .. وكان لتلقى  الطلبات من الراغبين من خلال شباك  يعلو عدة أمتار . يستحيل الطفل محمد
الوصول الية ولا فى أصعب الحالات  والكل يقدم  طلب الوظيفة   من الشباك
وكان   علية أن يضع  قوالب الطوب و الحجارة  ويرصها فوق بعضها  حتى يستطيع تقديم  طلبة موقعا  أمام موظف الشباك الذى  يتلقى الطلبات  بالذات ..  لكن شاهدة  الموظف وهو يرى وجها  نحيلا   يقدم لة الطلب
..  نظر الى   وجه يدقق
 فوجد  اليدين الصغيرتين  الرقيقتين  تمتد  بالطلب
 فوجدة الصبى محمد   قد وضع
الحجارة  ليقف عليها  فقال:
لة يا  إبنى هذا العمل فقط للرجال
ولا تصلح للعمل  هنا فإشتد
بكاء الطفل محمد  وأنينة وانهار فى الحال  وقال: إن أبى مات  وانا الوحيد الذى أجرى للأنفاق علىإخوتى البنات   .. نظر الية مستقبل الطلبات  بعطف ورق

قلبة  لهذة التوسلات وأخذ طلبة  وقال لة  عليك الحضور   فى  3 /7  هذا

ولا تخلف الميعاد .....
وانتظر    الصبى الصغير
محمد  هذا الميعاد  وقلبة يخفق  ويشتد بة الرعشات كيف يثبت للجميع مهارتة
وخلفة عدد كبير من الخبرات ... فلا جدوى إلا بحاولة التفنن  فيما وصل إلية من إبداعات  فى هذا المجال وبما أمدة  بها  صاحب الورشة التى كان يعمل بها ويدعى بركات ..   وعلية  إصلاح
المعطب من السيارات ..

وكان على دراية تامة  كيف

يقوم بأعطاب السيارات وإصلاحها عن طريق  فص الثوم الذى علمة لة   إبها صاحب  ورشة إصلاح السيارات  .. وادرك  لعبتة المفضلة   فقد   وضع مايمكن  وضعة  عن طريق

خفة وزنة وسرعتة فى الإنطلاق   وإستطاع  وضع  فص الثوم  فى مكان يعرفة جيدا  ..
فلن يدور محركها قبل  تنظيفها من  فص الثوم الذى يفصل التيارالكهربائى ويوقف دوران  محركها هناك     ..

وتعثر العديد من المتسابقين   وقد بذلوا جهدا كبيرا دون
الوصول الى إصلاح هذة السيارة التى عليها الدور للإصلاح والمجهزة للإختبارات .. وجاء الدور علي  الطفل محمد     .. بعد   محاولات خداع  منة أنة يبذل جهد  وقبل أن ينتهى ماحدد للإختبار من  أوقات .. وادرك  أن لاجدوى من الإطالة فى الخداع  .. فالوقت محدد  وقام على الفور  بمسح زيت الثوم الذى علق بالجزء الذى  يحدث فية الإشتعال أو بدء تفعيل شرارة الإنطلاق وقام  بتشغيلها فجأة  فصفق لة الجميع وسجلوا لة النجاحات بإمتياز   والتحق  وهو صبى صغير بالعمل مع أعتى الرجال ..  كانت المواقف  المختلفة  تخلق  الرجالات ..  وكان على  الصبى  تحمل المسؤليات

إذ   أن  مبلغا  من المال  سيسهم  فى كل هذة  النفقات  وسيسد
الأحتياجات  ..  كانت الأم
الرءوم  ترفض أى إرتباط
أو زواج رغم  كثرة الخطاب لجمالها  الذى مازال يلفت الأنظار وذلك  من أجل أطفالها  الصغار ..
ورفضت كل عروض المتقدمين رغم ما في العروض من إغراءات يمكنها من أن تعيش عيشة  الملكات .. رفضت  شفيقة

كل  العروض وأغلقت الباب نهائيا  أمام كل العروض والطلبات  .. لم يعد يشغلها
إلا تربية أطفالها  وتعليمهم
مهما كانت التضحيات ...
كان سليمان  طفلها المدلل
تحكى لة أجمل الحكايات
وكانت حين تتكلم  ينصت
لها بإهتمام  .. ويستعذب كل ما تقولة وما تحكية من حكايات .. وكان أحمد ألأخ  الذى يلي سليمان
يصغرة بسنتين  .. كانت الأيام
تمرا  والسنين تدور  دوراتها
وتكثر على الأم  تحمل الإلتزامات ..  كان مايعطية  إبنها محمد  لا
يفى  بكل الإحتياجات ..
فهى ملزمة بتدبير الطعام
من هنا او هناك  وكان آخر
الشهر  لا تجد  أى نقود  لشراء  الطعام  .. وكانت
العمة    حميدة   عمة  الأولاد  تعيش فى بحبوحة وثراء  تام   فقد تزوجت من رجل  ثرى فهى تمتلك  مساحة  كبيرة من  الجمال














جعل   جميع الشباب  يلتف

حولها يريدون ودها  ولكنها
إختارت بعقلها وقلبها رجل
من أحسن الرجال صفات  ومال .. وتزوجت من عبدة أفندى فى الحال ..كان صاحب مصانع وشركات ..
ولم تستطع رغم ثرائها أن تزيد من النفقات فكانت تكنز  المال وتبخل فى أن تقدم الخير أو تعمل الخيرات ..   كانت بخيلة
تحب المال  حبا جما .......
وكانمت شفيقة عندما يضيق
عليها الحال ولم تجد ما يجعل  أولادها يتناولون  الوجبات  من الطعام .. وليس  معها من النقود ماتشترى فى الحال ..
فقد  كانت تذهب الي حميدة  تطلب  بعض الجنيهات لتسددها عندما يأتى اليها مال   كى تطعم الأطفال  الذين يتلوون جوعا  وكانت شفيقة  تحاول أن تستعطفها أن  تقرضها ولو  جنيها واحدا  تشترى  بة  الخضار  لتجهز
الطعام لأطفالها الجياع .....
وتنتظر  الأم أن تستجيب

لها  حميدة ..  رغم أنها تعلم  أن

شفيقة  لن  تتأخر  عنها  فى السداد .. فقد كانت تؤمن دائما أن  لايبقى الإنسان دينا علية معلقا  حتى ليسأل عنة يوم القيامة وعند الحساب ..بعد الممات ودائما تقوم بالسداد ..
وقبل أن ترسل الشمس  شعاعها  الذهبى  على المكان .. كان
قلب الأم   يدق  دقات  متلاحقة  حتى يرجع إبنها
فى المساء... وهكذا تترنح
نظرات الأم وهى جالسة عند  العمة حميدة  ...

ويطول الإنتظار  والعمة
حميدة  تتجاهل  النظرات ..
وكانت الست  تريزة  التى
تسكن  بمنزل  العمة  فى الدور  الثالث  .. تحب  شفيقة  وتوليها الإهتمام  وتعلم  جيدا أن حميدة   ستتجاهلها   حتى آخر النهار  والسوق  الخضار

سينفض أوعلى وشك الإنتهاء .. وهى دوما
تلمحها وهى  صاعدة
وكثيرا  ما تلمحها  وهى
هابطة من عند العمة حميدة  ودموعها  على خديها من
الإحباط تسيل كالأمطار .... وكانت تريزة تحب  شفيقة كثيرا  .. وعندما  أدركت ان  الست شفيقة وكانت تناديها الست  أم  محمد .. وقد  تغيبت عند العمة حميدة  ساعات
إنتابها القلق  لحظات ...
.. وصعدت اليها  الست  أم تريزة فى الحال فوجدت
الدموع الساخنة  تبلل وجنتيها فتقول  لها  تعالى
يا ست أم محمد  ... أنا عيزاكى   لأن الست حميدة
حطنشك  .. ولا داعى للإنتظار  ..  وتأخذها فتقدم
لها  الخمس جنيهات  والشاى   والكعك  .. إلا أن
شفيقة كانت عفيفة  النفس لا تأخذ مما قدم اليها  مهما كانت  تئن من الجوع ولا ظلت  على هذا الجوع عدة أيام .. وكانت تضرب بها المثل فى القناعة بما يفوق الخيال .. فبعد عدة محاولات   تقول لها خلاص
مادام إنت  مصممة ماتدوقيش  أى لقمة وانا  عارفة إنك على لحم بطنك
أنا مش حاغصبك ياست الستات وتهمس قائلة :

لها   ماتحاوليش  تستلفى  تانى  من الست حميدة   دى
ست معندهاش  قلب  أى شىء تعالى   عندى وانا عينيى  ليكى ..يا أم محمد إحنا حندبرها مع بعض واهى ماشية  يللا  غشان تقومى تشترى الخضار والحاجات .. واصبحت
الست  تريزة   هى الملجأ الوحيد لشفيقة    عند
الأزمات .. ومع ذلك  كانت
الست حميدة  تحب إبن خيها
سليمان وتتمنى لة أعلا  مكان
وعندما  تقوم   (مريام).. وهى إبنة  الست تريزة  تصعد  الى العمة  حميدة
لتقضيها بعض الطلبات ..
كانت تهمس  فى أذنها  قائلة
لو ماكنتيش يابت....؟

واللة كنت  جوزتك  سليمان
هو زين  الشباب وشاطر
فى المدرسة كمان .. تعرفى
إنة بيدى دروس كمان   بيدة نبيل  .. وحسن وهدى صقر
وكتير من الولاد  والبنات دة
مستقبلة  كبير  وحلو كمان ..
.. فكانت مريام  تنظر  الى
كلامها بإستحسان ..........
وتقول فى نفسها طب ياريت
دة سليمان زينة الرجال...
كان سليمان ذات بنيان  قوى

صلب  العود .. ذات ذكاء
حاد .. لكنة لم يدرك  اى
شىء  من  هذا  لأنة فى
موضع الضعف والفقر

والهوان .. وكان لايشعر أبدا
بالأمان ..  وعندما إقتربت
من سليمان أكثر فأكثر ..
وحدثها بإهتمام  أنة فقير

ولسة العمر قدام .... فقالت
لة بإبتسام  أنا بحبك ياسليمان
.. كان سليمان لا يستطع
الرد  لأنة كان يبصر أمة
وهى تستدان فى ذل وهوان

.. وكان يدرك  أنة  لو  تقرب
الى مريام  .. ستفجر أمها

غاضبة وتقول حتى إنت
ياسليمان  دة أنتوا  مش
لاقين تاكلوا ..........   
---------
فكان سليمان يشعر أن  هناك
فوارق  بينهما  كما لا يستطع
أن يبوح بمشاعرة الآن ....
    ------------------
إما العمة  منيرة  وهى أيضا  من العمات  وصاحبة
أملاك   ..فكانت  عندما تحتاج وتلجأ  اليها شفيقة
تذهب اليها  وتقول  شفيقة لها: إعطينى ولو نصف جنية أو أى حاجة  بس  عقبال مايجى إبنى محمد يحسن  العيال منتظرين  الطعام   تنظر اليها الست منيرة قائلة : واجيب  لك منين يا حسرة ياندمى هو
انا بنك  أنا على قد  الحال ..

...................
كانت  تسترخص الأشياء
أو تأخذ بواقى  الأسماك فالسمك آخر النهار سعرة
زهيد  جدا لا يتعدى القروش  كما كانت
تشترى بواقى   البطاطا ..
وتحضر معها الطماطم والخيار..
وتجهز لأولادها على  وجة
السرعة الغداء وعند العشاء كانت تكتفى  بأن تسلق لأولادها
البطاطا ... وهى عند أطفالها  قمة المراد ... كان
سليمان  ينظر  إلى أمة معاتبها العتاب الشديد .. .. قائلا : العيد  قادم يا أمى
وليس  عندى  شىء
البسة ولا  حذاء  .. فتقول
لة لما أخوك يقبض مرتبة إنشاء
اللة آخر الشهر  فيرد سليمان  قائلا : أنتى  قلتى
لى  الشهر اللى فات  والعيد
اللى فات والعيد دة قرب بالذات .. وانا عايز البس فية حذاء ..  إنت ناسية يا أمى إننى ما بكفكيش حاجات وأنا كمان  بحاول اساعدك
ما بطلبش منك فلوس  ولا قلم ولا أستيكة ولا علبة
الوان  ..ولا كراسات .. تنظر الية الأم  باسمة وتقول :  ربنا يخليك
لي وتعوضنى  خير  أنا  عارفة  أنك   بتختصر فى الورق وتمسحة  بالأستكية  وتكتب تانى  فى الكراسة  ينظر
اليها سليمان ويقول : الكلام دة   كان زمان أنا دلوقتى بحل  لزملائى المسائل  وآخذ  عليها مقابل من  كراسة  و قلم أو أستيكة
أو علبة الوان  .. وانشاء اللة

حعمل لهم حصة تقوية  بفلوس  بس لما أكبر شوية
كمان ..عشان  حيقتنعوا  
.. تنظر الأم الية بحنان وتقبلة بقبلاتها الدافئة قائلة : إنشاء اللة ياسليمان حتعوض أمك  عن
الحرمان
------------------
كان الليل قد أرخى سدولة
دون إستئذان .. وأغلقت إلأنوار حتى أنوار  الجيران .. فأوقد سليمان  لمبة  الكيروسين أو الجاز

مستعدا  لأن  يستذكر  دروسة  بأمان ... ويقوم
بذلك هو شديد  الإهتمام .. وأمة كم تشجعة وتقف خلفة وتقوم
بصنع الشاى  تشجيعا  لة
على  هذا الإهتمام .....
تحركت عقارب الساعة
الى الأمام   وسليمان يستذكر  دروسة بإهتمام
والدنيا حولة فى صمت تام

وكأنة يدخرهذا  الإهتمام للمستقبل  قبل

فوات الآوان  .. وكانت

أختة  عايدة  تستيقظ

 لمتابعة  دروسها بإنسجام

كان الجوع قد أنهكهما  فتقول  لة  أختة :  أكيد  إنت
جوعان زى ... فيحضرا
الملح بدقة  ويتناولان  بالخبز  ما يكفيهما  قبل المنام ...
تذكرت الأم  كيف كان الشقاء  مخيما  والبؤس
مجسما وكل شىء فى قلبها
محطما عندما تجد  فلذات
أكبادها  يفرحن  عند  تناول
الخبز   بالملح  والدقة  وكم
شعرت أنهم  حقا أيتام .. تذكرت  الأب  وكم عانى فى حياتة  من الترحال  لأيجاد
الكساء والطعام لأولادة  ..
لكن الحمل   قد ثقل  عليها
الآن ..فأصبحت من الهم لا تنام .. ثقل  الهم بها ..
وكثر الغم عليها   لكنها  صابرة  وتعلم أن اللة سبحانة  سيوافيها أجر  صبرها  إن
لم يكن فى الدنيا   ففى الآخرة  ويجزيها خير مقام... تنهدت
الأم وقالت : أعمل ليكو  الشاى   يا ولاد
  ---------------
فتقول عايدة : لا يا امى خلاص  حننام   
ترد الأم تقول صحيح ياولادى  لا الجعان  يجيلوا
نوم  ولا البردان  يجيلوا  نوم  ولا  الخايف كمان ..
والحمد للة إحنا لسة فى الصيف  ..  تعالوا ناموا واتدفوا   جنبى..
تتحرك الأيام ممسكة بالزمام ولا شىء  يبدو  فى الأفق .
حلو المقام  .. غير تلك  الأمانى والأحلام  .....
    --------------
تنكسر  أشعة الشمس على موج  البحر وحين يخضر
النبات ..فتومض  شعاعة

كالبرق على كل الجنبات ..

أعشق هذا الأسم  وتلك  الحكايات  .. واتلهف  على

هذا الرسم  .. حين يرسو

تاج الملكات .. أكتب الى

كل العشاق  وأمسك  بالسهم

حين  ينفذ  مخترق  الجبهات

أحلم  بالنور  ..  وذاك الضوء  النافذ  إلى  الصدر

واسجل روايات .. كم من  العمر مضى وانا ارقب  البحر  وتلك  السنوات  التى
تمر  مرا  .. باحثة فى الذات
.. ماذا دهاك أيها  العمر كم
كنت معمرا   حينذاك .. تسقطب  الأمواج  جبينك  الحر .. وترسم منحيات ..
ويلفعنى عطر  الدهر  فأجثو

وقد أرتكب بعض الحماقات

بدأ  سليمان يدون  تلك  المذكرات  وهو يعلم لا أحد
يهتم  بهذا الإثبات .. كان
الحلم واردا فى الفؤاد .. وكان  على  سليمان أن ينفذ
وعدة بعد  أن زاد  عمرة عدة  سنوات  ها قد أصبح فتى  يافع  .. الكل  يلقى
علية بالنظرات ..  كم يستدل
على عمرة  .. وكم  عمرة
من السنوات  .. كان قد بلغ
السادسة عشر  ربيعا  .. فتى  يافع   حلو القسمات ..
يحمل  فى عقلة  ما حفظة
من  قراءة  ومعلومات  ...
وكيف  يتقن إعطاء  الدروس  بالذات ...  فقد إنتقل  من  اعطاء  الدروس

مقابل قلم او أستيكة أو كراسات  .. الى مبالغ نقدية

وصلت  الى بضعة جنيهات

..  أقام  مجموعة دروس خصوصية  .. وفى إحد  المجموعات .. أبصر  فتاة
قادمة  تسأل  عن الأستاذ   سليمان .. فنظر اليها ماليا
وقال  : أنا الأستاذ  سليمان
وقالت لة  أنا أيضا   شربات
من قرية  ميت بشار   وقد
سمعت عنك  أنك تستخدم  اللوحات  فى الشرح ..وتقدم
أهم  المعلومات بطريقة حديثة  وقد جئت اليك  على أمل أن تعطينى درس  خصوصى  لا درس فى المجموعات  ..  وسوف  أعطيك  ثلاث جنيهات بخلاف  حق المواصلات

فإن قبلت  فهذا عنوانى هناك ...
-----------------------
كان قدر سليمان ألا يرفض

فقد يبلغ  أجرة  خمس  جنيهات  بما فيها  المواصلات  .. وتحقق حلمة  أن يساعد أمة فى النفقات ..  وفى أحد  الأمسيات  ..  وهو يعطى
فى المجموعات  المتأخرة
رجع  ألى منزلة  يتناول
قطعة جبن  فى هذا  العشاء
سمع طرقا  على الباب ..
فتح الباب فى ذعر  ..  فلم
يتوعد  أن  يقدم أحد  فى هذا
الميعاد ...  فوجد  شربات
أمامة  تقف فى ثبات  وقالت
لة : ممكن أدخل  فقال لها :
إنتى  مش عيزانى فى البيت أبات ...   أمى لو  صحيت  ستعطينى أقصى العقوبات .. ستطردنى  من البيت ولا اجد   لي مكان فية أبات ..
فقالت ببرود  : يعنى إية  هل  مش من الشهامة أن تترك  بنت  فى مهب الريح  أنا جيت  أزور  أخويا   المقيم  فى قسم  النحال
فوجدتة  مسافر هو وزوجتة
إنتظرتة عدة ساعات  وعندما  لم يحضر سألت الجيران .. فقالوا لى  إنة سافر هو وزوجتة  من ساعات .. ذهبت
لموقف الأتوبيسات  فعلمت
إن آخر ميعاد للأتوبيسات طلع من ساعات  وحاولت أجد حلا ..
لأنى مش عارفة أعمل  إية .. افتكرتك
فى الحال .. وطبعا معايا عنوانك كنت  إمال  أعمل إية ...أسيب نفسى للذئاب أو أبات  قدام  باب مسجد فى العراء  نظر اليها سليمان مهدئا  وقد تلاحظ  بكاؤها
بإنهمار .. وبعد تلك الكلمات إنهمرت بالبكاء  وكأنها  لأمطار  تهطل فى المساء .. نظر إليها سليمان

وقال: دقيقة واحدة  وألبس معطفى  وحمل نقود كافية
للوصول الى  قرية ميت 
بشار ..  سارا  فى تهامس
وتلامس وشعور بشىء قادم أو خطر من الأخطار ..كان الليل يضمهما  كنعقودان  متلازمان لا يفصلهما  إلا   الخيال .. فى تلازم لا  إنفصال .. وكان
سليمان يشعر بالرهبة والخوف فقد لا   يجد  لها توصيلة  أو مكان للمبيت   وترك لها  الخيار... بعد أن بحث
عن  كل  مكان  يمكن أن يجد  فية وسيلة  للمواصلات

وهو واثق أن ما معة هو  ثلاثة   جنيهات كافية  على أن يصل  بشربات الى مسكنها   بر الأمان .. وكان
على مقربة تاكسى خصوصى  .. فقال  للسائق:
ممكن توصلنا مخصوص لقرية ميت  بشار   فقال  لة
خصوصى   خمسة عشر  جنيها  .. وساومة  ان  يعطف عليهما  بشهامتة
فقال لة ثلاثة  عشر  وهذ إكراما  لكما .. فسألها سليمان  كم معكى من النقود
فقالت :  أربع  جنيهات  ...
فقل سليمان للسائق : معانا سبع جنيهات   فنهرهما قائلا :
أمشوا العبوا  بعيد  ياشطار والا أسلمكوا لقسم البوليس أحنا مش عايزين أخطار ..
إندهش سليمان  وذهل ..
فقد أعطى أمة خمس جنيهات
قبل أن تنام هل يوقظها  ثم
يعاود  مرة ثانية على التاكسى ... ولكن  الليل يسرى   ولا احد  يدرى  وكيف وقد  وصلت الساعة

الواحدة  بعد منتصف الليل

فقال لها سليمان عندى فكرة  جيدة  لا  بد  أن  ندخل بيت أمى   للبيات  فهو حل  ربما
لا يكون مضمونا لو إستيقظت فى الحال  لكن  هذا   هو الحل الوحيد  لأننا

بعد هذا الوقت ممكن يمسكنا عسكرى الدورية ونبات فى التخشبية

  فقالت شربات حندخل   البيت الزاى  ياسليمان
فى نص الليل
قال لها  سليمان: ربنا يستر
ندخل بشويش يعنى

  قال بهمس :

  نتسلل تعرفى  يعنى إية  قالت شربات  ببرود  تام:
وهى تدرك  معنى  التسلل
: ليلا .. ولكن رمقتة وقالت يعنى اية التسلل يا سليمان
قال سليمان يعنى  :
..  ندخل ن غير ماحد يحس بينا  ببطىء ونخش البيت فى هدوء  فقد تكون أمى نائمة فى أول الليل  ثم تصحى أصل نومها زى القطط كعادتها ( لتبشنقنى )..تقوم داخلة عشان
قالت  بإستفسار : يعنى إية
تبشنقك   قال سليمان : هى
كلمة دارجة تستخدمها أمى
كل ليل ومعناها  تلف رأسى بأى غطاء  من البرد  حتى لو كنا فى عز الصيف  هذا دأبها دائما  إما
أنا ففى الصيف  طبعا أخلع
الغطاء تأتى مرة أخرى وتقول إنت خلعت البشنقة وتعيدها مرة أخرى  هذة هى  أمى حنونة  لأبعد الحدود وطيبة  الى ما لا نهاية   هى أم رؤم حنونة
عايشة  لأولادها وبس هى
أم أكثر من مثالية لكنها صعبة جدا عند الغضب
 .. فلا بد أن نحترس لأنها قد تكون عنيفة لأبعد الحدود  إذا رأت
بنت معى  فى هذا الوقت من الليل أو حتى فى النهار  وبعد

أن  أفتح  الباب  .. تقومين أنت  بالتسلل خلفى .. وبعدها سنجد  كنبة صغيرة
مفروشة هى خاصة بنومى
وطبعا لن ننام على الأرض
سنحاول أن تكفينا الكنبة فأنت لست بالحجم الذى أخشى علية من  النوم  جوارى  ظهرك فى ظهرى
ويجب تصدقى  تماما أنا عندى مبادىء تكفى لأن
تثقى فى   طول العمر ...
لن تكون بيننا إلا خيوط الصباح سننهض ونذهب الى بيتك وأوصلك بسلام ..
لا تنسى  لأننا سندخل فى صمت مطبق بلا همسات او كلام ويجب أن تحاولى أن تنامى خلفى  على الكنبة  .. ونحاول أن نخفى رؤسنا حتى   يوشك  الفجر  ويبذغ
النهار  ونكون فى الأنتظار ..
كانت الأم  قد تعودت على
أن تشقر على أبنها ليلا  تغطية  إن وقع الغطاء وتبشقنة إن لم تجد الغطاء 
من الهواء  والبرد والأخطار حتى   فى الصيف أو الشتاء
لا تنام كالقطط  تسهر على
راحة  أولادها وبناتها  مهما
كلفها من عناء  وعثار .. ولا تثنيها فى ذلك المرض أو
 الأعذار ..  دلفا ودخلا معا  ونفذت كل كلمة بالحرف الواحد  وإطمئنت شربات الى السكون المحيط بها وأن سليمان  كالصنم خلفها لا يستدير ولا يدار  فغاصت  شربات فى نومها ولكن  لم يمن عليها القدر بالإستقرار وكم كانت تشعر بالدفء وهى  نائمة
خلفة وظهرها  فى ظهرة  ولم
تتنفس  أو تنطق خشية أن توقظ أم  سليمان  من نومها
فتصب عليها  الجحيم والنار  سمع  سليمان  صوت تنهدات أمة وتوجس  خيفة
فقام  بغلق الباب جيدا  ووضع  خلفة الكرسى الخشبى  مما اثار  الشك
والريبة والعثار  فقد  قامت أمة كعادتها  تطمئن على  سليمان وتغطية ... وكاد
الأمر يمر عاديا بسلام  لكنها  فوجئت  ان الباب متروس جيدا وتساءلت فى نفسها ماذا هو الذى خلف الباب مقام .. فقامت  بالضغط علية حتى فتح  وصدمت بالكرسى الذى  آثار ريبتها من أثر الإصطدام .. وباتت

شكوكها تزداد وتساءلت فى نفسها  لماذا  يغلق سليمان الباب ويوصدة بشدة وهو لم يفعل ذلك من قبل ...ولم تتكلم  الأم لأنها  لم تر   شيئا

أمامها يشار أو يسترعى الإنتباة ...
وقامت بتغطية  سليمان إلا  أن أناملها الرقيقة تعثرت فى شىء لم تألفة  فكان ما كان ولو  كان  سليمان وضع الكوفية  أو تبشنق كالمعتاد لمر الأمر  بسلام ..
لكنها   قد تعثرت يدها وهى تحيط بالكوفية  خلف رأسة  وهكذا  لمست  أناملها  رأس  شربات ...
لم تكن  شربات  جميلة  لكنها  كانت ناصعة البياض
وكل ما  أفقدها من جمال كان بسبب أنفها
الأفطس الجبار  الذى يشابة  الأثيوبيات أو السودانيات ..
 بارزاَ  يلفت الأنظار .. مما  قلل  من جمالها .. وكم شوة حسنها فقد ترك فى وجهها آثار ولم لذلك لم
يكن  سليمان يشعرنحوها بأى نبض يجذبة إليها وتمنى
لو قطع أنفها بمنشار لبدت
جميلة جدا تلفت الأنظار  وهكذا  لعبت  بجمالها الأقدار   فلم تكن فى يوم يفكر فيها سليمان  لكن كانت
حاجتة  إلى المال  فمبلغ خمسة جنيهات  فى هذا الزمن يصنع المحال وتغافل سليمان  نبض
قلبها الذى الى سليمان إختار
فلم تكن حجتها الى الدرس الا أن تكون بجوار  سليمان
الذى لم  يشعر بأى   إنجذاب نحوها ولا يستهوية هذا المسار   فقد  كان يحلم  بأنثى فاتنة
رائعة الجمال لها من الأوصاف  ماقد  يراة فى الخيال  يريد  أنثى  تسلب الألباب  وجهها مضىء كالنهار  .. جمالها ملفت الأنظار ..
تستحم فى موج  من الشعر
الأصفر  الهفهاف وعيناها
تشبة موج البحر عند الدوار أو فى زرقة السماء حين تشتد  الأمطار أو من شعاع الشمس حين على الغروب تستدار .. كان يرى أن عيون  الأنثى  هى المرآة الحقيقية لكى تلفت الأنظار وفى عيون أمة الزرقاء بالذات جمالا  يستدل بة حينما  لرفيقة حياتة يختار  .. يريد أنثى عيونها تفوق زرقة السماء  أو تلك فى لون   مياة البحر الهائجة عندما تقتلع الأمواج  والتيار ..   قوامها كغصن البان بة من الرشاقة مايفوق الوصف  فى الغزلان   فقد كان قلبة مكبلا  بأرق الأوصاف  فى هذا الزمان ..  .. لكن شربات   لا تلفت  نظر .. وكان سليمان  تستهوية المرأة كاملة
الأوصاف ..إما المرأة  التى
بها عيب حتى لو ضئيل جدا
ينفر منها تماما ولا تستهوية
فهى بالنسبة لة لا تلفت الأنظار  .. وقد تجعلة مقزز
منها  الليل والنهار .. ولا
يستطع الأقتراب منها فشعورة  نحوها  هو الفرار ..وهكذا كانت طريقة سليمان
ألا يبوح بما فى نفسة  من
الأسرار .. ولا يحاول  جرح
أى أنثى مهما كان عيبها واضحا  كالنهار ..
فسليمان  بأى حال  ..لأن كانت أحلامة تفوق الخيال
لا تستهان .. وكانت وكانت المعجبات  بة  من كل صوب

وحدب  ومن الأوصاف
ما يستهان
ففى سليمان  الشهامة والكرم ..
والمروءة   والإقدام  على فعل  الخير مهما كان.. فوالدة
كان الفارس المغوار فى عصرة فى زمن شديد الإعصار .. لة  فى الشجاعة والمروءة والكرم  ما تؤلف  لة   الروايات ..وتحكى فى كل الأقطار .. كان
كريما  لأبعد الحدود يقدم  الغير على نفسة  كما كان سليمان يسمع عن أبية بطولات نادرة  فى  الوقوف مع الحق  مهما لحق بة من أخطار .. وكان يقدم التضحيات  فى زمن قل فية
كل التضحيات .... كان القحط  شاملا .. وإرتفاع
الأسعار ..
فى هذة اللحظة الصادمة قامت أم سليمان   بالإنقضاض على شعر هذة الفتاة بعد أن سحبت الغطاء أضحت  الفتاة تتلوى وتصرخ وتستنجد بشهامة سليمان  الذى وضعها فى موضع حرج  واختبار ومابين الجنة والنار كانت الأحداث تدار واوضاع تندى لها الجبين وكانت الأم أيضا  تصرخ وتولول وتنادى على إبنتها
سعاد  وهى  تصرخ  قائلة : قيدى   اللمبة  يا سعاد  .. تعالى وشوفى
واصحى من النوم وأنت  ياعايدة شوفى أية
اللى اللى حصل وإية اللى بيعملة أخوكى سليمان فى بيت الشرف  ..  يا حسرتى ياخيبتى  فى إبنى عديم التربية والأخلاق والشرف   قام وجايب  واحدة تنجس  البيت  الطاهر  خلاص جاب لينا العار ..قومى
ياعايدة  أنتى لسة نايمة أصحوا يناس شوفوا الخراب  اللى حل بينا
إتنجس بيتنا خلاص .. يا
سعاد  شوفى ما يفعلة أخوكى سليمان .. قامت سعاد واستيقظت  واضاءت لمبة الجاز  و رفعت شريطها كالمعتاد و إرتفع ضوء 
اللمبة وظهرت الفتاة شربات
المذعورة  كأنها فرخة يتم ذبحها بسكين حاد .. فصرخ جميع من فى البيت
صرخات عالية إهتزت  لها
الجدران  وقالت الأم :  بيتنا
الطاهر  طول عمرة  طاهر يجى  وبينجسة أخوكى ياسعاد  قطعيها  حتت ما تخليش فيها حاجة   سليمة  عشان ما تجيش  هنا وتستغفلنا  تانى .. تحاملت  سعاد على نفسها  وتوترت أعصابها بعد أن سمعت هذة الكلمات  وهجمت  على  شربات  وأقتلعت جذور شعرها  وانهالت عليها لطما

وركلا  وضربا وسحلا .. وقام سليمان بنجدتها وأستطاع  بعنفوانة وقوتة
أن يخلصها  منهما وكانت
أختة  عايدة تراقب الموقف بذهول وظلت مذهولة لا تبدى  حراكا ولا تدخل فى المعركة  وحاول سليمان تسليكها منهما  بكل  محاولاتة وإستبسالة  فى الإنقاذ  وقوتة  والعنفوان  من براثن يد  أختة سعاد  وأمة  التى أعتبرت أن البيت اهان .. واستطاع سليمان ينقذها بأعجوبة ويكتب  لها النجاة
     -----------
وخرج بها من المكان  مع مصادفة  أول آذان للفجر  ..  ولمح  عسكرى
الدرك  شبحان  يلتهمان  الطريق فصاح  قائلا : من هناك
فقال سليمان : أنا سليمان
يا شويش  سعد
---------------
عبرا   سليمان  و شربات
الطريق فى تجاة محطة السكك  الحديدية  متباطئين

فموعد أول قطر  يقوم من الزقازيق  بعد  الفجر بساعة
والطريق  كلة  بطول  عشرين دقيقة ... فكانت  شربات  تقول لسليمان : دول ناس  متوحشين قوى يا سليمان
فيرد سليمان قائلا :  دول
أطيب ناس بس الصدمة حولتهم لكدة   ..  مش انت عارفة لكل فعل رد فعلة  وفى  الجهة المضاد ... قالت : دة بس مش فعل  دة خلع الشعر من جدورة شوف ياسليمان  شعرى قد نَحَل الزاى  أنا مش حعرف أعوضة  تانى  نظر اليها سليمان وقال  لها : إنشاء
اللة حتعويضة  بسرعة  البنات  بتعوض  شعرها بسرعة
قالت لة حادقة : مش حعوضة إلا
لو وافقت تتجوزنى  ويبقى دة التعويض  الوحيد لى ..
تمتم سليمان بكلمات لم تفهمها  .. ومرت الدقائق والساعات وقد إقترب سليمان  وشربات من منزل
أهلها  وكان يسأل نفسة كيف  يواجة أمها  فى هذة
الساعة وماذا يقول الآن ..
وصل  سليمان الى قرية ميت بشار  وقد إقتربت الساعة من  السادسة  صباحا  ...
وفزعت  .. أم شربات عندما  وجدت الأثنين معا
فصاحت قائلة : أخوكى جرى  لة أية يا شربات
ما بيتيش لية عند أخوكى  جاى الصبح بدرى    لية .. قالت شربات  لها ببرود :
:  اصل مالقتهوش فى البيت  الجيران بيقولوا سافر مصر عند أخوة الدكتور  عبد الهادى أبو الحاج ... ونظرت اليها بملل محدقة فى سليمان وقالت :
ومين اللى معاكى دة    قالت :  الأستاذ سليمان مدرسى هو إنت مش عرفاة والا اية  اللى بيدينى الدرس  الخصوصى
قالت  : واية جابو معاكى هو طولة  قصر والا  اية
دا الأستاذ  بتاعك طويل هو
أنا مش عرفاة والا  إية ..
  قالت لها : لأ  بس منزوى لأنة مكسوف وتانى ركبة
نظرت اليها أم حسنية وقالت : واية اللى صحاكى بدرى كنت بايتة عند  مين

قالت بكل هدوء وبرود : كنت  بايتة عند أم  سليمان دى ست طيبة جدا نيمتنى فى حضنها لغاية الصبح وبعدين فطرتنى أحلى فطور
انا قلت لها بلاش  عشان أقدر  أتغدى معى أمى وسليمان  عشان يدوق  طعم
البط  المتزغط  بأيدين أمى
 نظرت الأم  بإستغراب :
وفتحت الباب على مصرعية وقالت  : بس إنتى جاية بدرى قوى إنت كنتى نايمة على الرصيف  نظرت شربات وقالت : ما أنا قلت لك ياامى  أنا كنت بايتة فى حضن أم سليمان
نظرت اليها  أمها وقالت :

تسلم لي أم سليما خايفة عليكى مش  زى بنتها تمام

اللى يصلح  حالها ويحفظها ويكفيها شر ولاد  الحرام
فتحت الأم الباب وقالت:  خشوا يا ولاد  ..واستقبلتهم الأم حسنية  إستقبالا  حارا   عندما   علمت أن سليمان  حضر ليوصلها الى بيت أهلها وشكرتة على مروءتة  لكن شربات كانت صامتة
رغم الألم الذى تعانية من جراء خلع  خصلات شعرها
  وكانت أصعب مامر بها
فى كل حياتها  ولم تحكى  مامر
بها من أزمات إلا  داخل نفسها  بالذات ..
.. إلا أن الأم  أبصرت  أن
شعر إبنتها  لم يكن كعادتها

فسألتها  أنت قصيتى  شعرك والا إية .. قالت  شربات  لها :  ساويتة بس  يا امى ..أصلة كان منعكش
قالت لها أمها تنهرها : إنت أذعرتية  قوى يا بنتى  منك  للة ..
شعر  سليمان بتأنيب الضمير  وقال فى نفسة إن لم تكن  بهذا الأنف  الأفطس العريض  كالمنقار   كنت على  الفور  وافقت  على تعويضها  بالزواج منها لكن
نفسى أعمل لها إية مش متقبلة  أن اتزوج  منها وأعتبار  أن ماحدث هو قدرها  وماذا  نصنع للأقدار
إن نكلت بنا  و تولت عننا
الأنكار ..  فمن يقبل
بالتضحيات اللازمة  وحياتة  كلها ستكون عثار ..وإن تزوجتها  جراء ماحدث لها  بسببى ... كنت  غشيم ولم أفكر  وقد تطحنى الأفكار .. أعرف أننى السبب فيما يدار   فكيف  أضع كرسى  واسنكر الباب لألفت

الأنظار  وكأنى أغلقتة بمسمار إنة  لشىء ما  سيحدث لكنها ..  الأقدار  تلعب بنا كيفما تشاء  وهذا قدرى وقدرها فلنتحملة  معا .. وهذة فعلة الأقدار .. ومرت  ساعتين أو أكثر  وقدمت الأم  الأفطار   اللبن والقشطة  والجبن القريش
والعسل  الأسمر والعسل  النحل  يعقبة  الفطير عند
الظهيرة  .. وقامت  بتنظيف

الدجاج والبط  المعد  للطعام

فى الغداء ... كان يوما جميلا  لكنة مدجج بالمتاعب

من جراء التفكير .. وكيف سيعود  سليمان الى أمة  وهى  تعتقد أن إبنها   عاهر
وعار عليها  وقد   دنس بيت  العائلة يالها من  مصيبة وضعت فوق رأسة لا يتحملها بشر .. وكان
علية  المبيت  عند صديقة
محمد  غريب ..والذى سرد
لة تماما قصتة  بشفافية كاملة  مع شربات  .. وكيف إستقبلتة أم شربات  بما  طاب لة   من افخر
الطعام   الذى لم يتذوقة
فى حياتة من قبل مما سال
لعاب محمد  غريب  وسأل
سليمان هل لها  أخت : فقال
لة سليمان لها أخت أجمل
منها بكثير   .. فقال  محمد
غريب  : هذة فرصتنا  للذهاب  معا   الى هذة القرية واكون معك  كمدرس
مساعد   أو تعلمنى كيف   أعطى أختها  درس  ولو بالمجان ..
قال  سليمان لة : انت لم تتعود  على إعطاء  الدروس  فقال  محمد غريب
:  منك نتعلم  ياصيق العمر
...  دارت الأيام وسارت والجرح  لم يجف وكانت الأم شفيقة  تعامل إبنها بحذر تام  بعد
أن صدمت فية وفى فلذة كبدها  كيف يتجرأ ويفعل ماحرمة اللة  وهى العفيفة الشريفة التى رفضت  كل الخطاب والعرسان من أجل أن تكون لهم وتربيهم تربية حسنة وتراهم شباب واعدين ورجالا قوامين يسلكون الطريق الصحيح فى حياتهم متحصنين بالأخلاق والشرف والمبادىء ولكن قلبها مازال يهتز  بحبة  إبنها ويحنو

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

( عرائس القدس ). ------------ ستون عاما .. أو يزيد --- ----- عرائس .. القدس الفريد--- صوت يصرخ فى الوريد--- والطرحة البيضاء--------- تنزع من جديد--- والضفائر الغراء -------- على الكتف العنيد -- تلقى فى إشتياق ------- الى الحضن العتيد ومواكب الأعراس----- تنزع .. بالحديد -- لا موكب يمضى -------- ولا قدس .. تعيد--- والثوب .. ينقر --------- منفرا من الوجة البليد -- ----------- ستون عاما أو .. يزيد-- آهات عمرٌ .. تقتلع --- على السكك .. الحديد -- ----------- والارض تقمع من جديد ---- والعرش يقلع ... للعبيد -- ------------- على مرآى الجميع------- فمن للكرامة يستعيد -- ------------- والآن تهدم باحةالمسجد الأقصى ------------ وكيف للباحة .. معيد ---- أتى ربيع ثم ربيع -------- ينسدل فى الثوب الجديد --- وضفائر الشعر الطويل ---- تنسدل ع الكتف العنيد -- وثياب عرس تنتحل ---- ميل ..... الجريد --- والزفة الكبرى تقتل ------- كل باقات الورود --- ولا ........... تفيد ---- --------------- وحملة الأغراض أضحت أن تقتل الوجة السعيد ---------------------- ستون عاما أو يزيد ---- الكل كبل بالحديد --- وقذائف .. اليهود ----- تسحق أو .. تبيد ----- ------------ من أقصى الشمال أو الصعيد --- والقلب صابر قد .. يسيع ---- ربيعا أو بعدة .. ربيع ---- والصوت يأتى من بعيد --- والكل صامت يستريح --- ولاحل واضح قد يفيد --- إن كانت الاحلام يوما --- قد تعيد---- والشفاة تقهر كالجليد ---- والقلب قابع كالشريد ---- وهكذا يبدو .. اليهود --- يطلقوا سيلا من البارود -- والشعب أبدا لن يموت --- ولو كشرت أنياب الفهود --- وبدا الذئاب لها تقود ---- هنا تبدو معركة الصمود --- تسرى مع --------------- وهج الحصيد ----- فهل يخرج من -------- الرحم الوليد --- والكل يسعى ليستعيد ------- إنة يوم الوعيد ------ والوعد .. قد أضحى أكيد -- ستغنى القدس .. أحلى نشيد --- كم جريح وكم ..... شهيد --- وكم فى السجون من المزيد --- القدس أبدا لن .. . تبيد --- ستون عاما .. . أو يزيد --- والطرحة البيضاء ------------ تنزع من جديد ---- وعرائس القدس ... الفريد ---- تنزع شريان. . .. الوريد ---- -------------- إنة العشق ..... الوحيد ---- يحضن الصبح .. السعيد ---- ------------ مليون فارس ... فى الطريق -- يستنهض الشعب .. العريق --- يسترجع القدس .. العتيق --- ----------- مليون فارس على الجواد --- إنهم فرسان .... شداد --- رافعين راية ... الجهاد --- النصر أو ... الإستشهاد ---- ---------------- ماذا فعلت بنا ثورات الربيع --- على مرآى من العالم والجميع --- الكل شارى .... و لن يبيع --- والحق أبدا ... لن يضيع ---- يستنهض الفجر ... المضىء ---- يتبعة الخطو ... الجرىء ---- ========================== دمر الكلمات إن كانت لا تفيد --------------- --------------- دمر الكلمات ... دمرها . أقتلها ------ إن لم تكن الحروف فى مواضعها ------ كم من التشنجات .. كنت أسمعها ------ والقدس ترزخ تحت نيران غاصبها ------ طالت سنين القهر حتى فى أشهرها ------ حزنا عليكى ياقدس أين منقذها ------ والصهاينة تنشب كل .. أطافرها ------- ما أشد آلاما .. وما كل أكثرها ----- كلماتٌ تصرخ كنت ... أكتبها--------- بدماء فى القلب تمضى تسكنها -------- ------------------ أقتل فى فؤادك الصبر --------------- إن كان الصبر دوما لا يحركها ------- ليوثٌ نائمة فمن ..... سيوقظها ------ أنفض غبار ... اليأس ---------------- والقدس سوف تنهض بفرسانها ------ ----------------- مليون فارس ... فى الطريق ------- يستنهض الوطن ..... العريق --- يسترجع .. القدس .... العتيق ---- يستجمع ... الفجر .. المضىء ----- يستودع ... الليل .. العميق ----- يمتطى ...... شارة . الفريق------- فى هجوم ............. كالبريق ------ ------------ إنة وعدٌ أكيد عودة القدس الفريد ----- والطائر المنشود يبدو كالغريد ----- ------------ عرائس القدس .... الفريد ----- صوت يصرخ .. فى الوريد ----- والطرح البيضاء ----------------- تزهو من جديد ----- والوجة المطل على الإيمان ----- وليس الخوف من يوم العيد ----- سيتسابق الفتيان .... يوما ----- لتحقيق النصر .. الأكيد ----- وستتحرك الأزمان دوما ----- وستتحررين ياقدس قسما ------ وستحطمين سلسلة الحديد ----- ----------- الشمس لن تبدو فى غيوم ---- مليون فارس فى قدوم ---- وسلاح قاتل للخصوم ---- والعالم الحر -------------- معصوب العيون ---- الشمس تبدو.. فى بريق ---- والصحبة والقلب الصديق ---- مليون فارس فى الطريق ------ يستنهض الوطن الشقيق ------ يسترجع القدس العتيق ----- يستنشق الأنف الشهيق ----- بعد زحفٍ .. للفريق ---- مسترجع القدس العتيق ----- ------------ من حصن يبدو منيع ---- والكل صامت يبتلع ------ أهات شيخ يضجع ------ أو ..... طفلِ يبدو رضيع --- والكل يغرق مجتمع ---- ولا قلبٌ أضحى يسيع ------------- ============ ابراهيم خليل من مدونة الشاعر المصرى ابراهيم خليل ======================