لكثبان الرملية --7-
-7-
من يزرع صبحا
من يضمد جرحا
من يصنع قمحا
من يبقى مرحا
من يصنع قدحا
أو يرود قدرا
أو يقبل مدحا
أو يبقى سمحا
كل مدائن الدنيا تتعشى تمرا
لكن كيف تبقى اليوم نمرا
كيف يعيش الانسان دهرا
دون هموم دون ان يبتل
اليوم مطرا أو قهرا..
تتحول أفئدة البشرية
الى قلوب فولاذية..
تتحرك قسرا .. لا
تعرف معنى للأنسانية
ولا عمرا .
تقتلع موائد نافذتى
اطارات ملامستى
للأشياء .. وتسابق
أوردتى فى صنع رداء
يتلون شعاع الصبح
الساطع فىالأرجاء
وحكايتى أيها الأدباء
كانت أمى جميلة كالبدر
تشع ضياءا .. وضياء
وعيون زرقاء بهيجة
تنثر كل الأضواء ....
لفتات سحر كالمرمر
جمالا فذا وبهاء ..
حقا مكتملة انوثة حواء
وابى قد رحل كريما
عن عالم كلة فناء
رفضت أمى كل أنواع
العرض الغراء .. ان
تصبح ملكة حاكمة
فى كل الأرجاء .. كى
تبقى حنانها مرحمة
لي عن طيب خاطر وولاء
ان تزرع بستانا لي لا ..
يحتاج الى عناء .. لم
تملك أمى القوت الا
بعد جهد وآلام وشقاء
فرحيل الأب كان مفاجأة
قدر لايرحم الا بذكاء
فقد ترك فراغا ومملكة
خاوية والكل سواء
كان محمود يجفف دمعة
ينتظر رجاء أن يهبط
أبا من أعلى سماء ..
وفى فضاء الكون أحكية
ورواية لمن جاء ....
هل يهيط أب من أعلى
ويعول الأسرة المجترة
لأى غذاء .. تتبخر أقنعتى
فمحمود يحكى كيف تعذب
وكيف تعلم وكيف عاش
فقيرا لايملك أى رداء..
نتح الزهر يعانق أعنقة
الفقراء .. وندى الصبح
يتقطر عطرا وياقاسم
أوردة ..الفجر الغراء
تتبخر أرديتى أتصلب
جوعا وعناء ويحملنى
ثلوج شتاء قارصة لا
اجد غطاء .. وأسير
وحيدا تقذفنى أموج
البؤساء .. ابحث فى
كتبى عن علم ينفعنى
ويكون رجاء أو قلب
يحملنى على أجنحتة
فى هواء طلق تطوينى
الأشياء وابتدع محمود
طريقة تدفعة كى يتخطى
الأسماء .. ان يتفوق وينهل
من علم يعطية جوازا لعبور
الأشياء . تعلم كيف يعطى
دروسا للطلبة تكسبة القوت
وتخفف عن كاهل امة كل
الأعباء .. وتسافر كل ..
الاحزان الى جهة نائية
جمعاء .. وجمع القدر
خيوط اللعبة بسخاء
شربات فتاة ريفية
تحتاج دروسا للثانوية
وتم لقاء ولقاء أعطاها
محمود فى علم الفيزياء
درسا لاينسى الأهداء
لكن النظرات كانت أقوى
لا الكل سواء هل كانت
أفعى أم من مملكة نساء
أعطتة مقدم شهرا عربونا
وزادتة رجاء ان تبقى ..
ديونا للغربة ومأدبة غذاء
وعزومة لا ترعى حقا
لجفاء .. مرت شهورا
لا شهرا فى جد وعطاء
وتجدول ايام أخرى بغباء
خرج الأثنان من السينما
ذات مساء .. المراكب
فضلى .. لا شىء يوصل
ولا أشياء ..فقرية ميت بشار
بعيدة عن كل ألأنحاء ...
انقطعت مواصلات عديدة
ولا رجاء لوصول فتاة ..
وحيدة يغتصبها الغرباء
فقد صنع محمود حيلة
فريدة كى ينقذها من
الدخلاء .. وهو يعلم
ان أمة أمرأة رقيقة
متدينة لا يعجبها الأشياء
وفى لحظة عجيبة شعرت
الأم ببلاء .. فتحت علية
حجرة نومة بجفاء فالحاسة
السادسة تقحمها وتحولها
لنداء .. فوجدت شربات
تكمن خلف غطاءة تكمش
وتشد الأرداف ويساء
الفهم وتلقفة أمة صارخة
صرخة رعداء .. وهو
لايعلم شيئا أبدا عن جنس
أو داء .. كطفل يتدلى كى
يحصى كما و ثناء كم تبدو
تجربتة فاشلة الا عن محاولة
مساعدة غراء لم تبن لها قيمة
على قواعد هشة ويشاء
المولى أن تضع ألأم
بذور الشك الجوفاء والأبن
أرتكب جريمة وهو منها براء
شدت ألأ م ضفايرها الرجفاء
وصرخت بأعلى صوتها ..
قائلة: ياناس ياهو ياجيران
بيتى الطاهر النظيف يدنسة
ابن غير بار بأمة التى ترملت
علية ولم يعطى لهذا اعتبار
سلك محمود خصلات شعرها
المتشابك فى أقنية وأصابع
أمة الكرماء وتطايرت بعض
شعيراتها الصفراء وتمسك
الابن بها لينقذها من كل
الأنواء .. نالت صفعا وركلا
وحذاء .. قد بذغ الفجر بعناء
ورحل محمود وشربات سواء
أتجها الى قطار الصبح الصاعد
فى الأجواء ليوصلها الى ...
مسكنها وهو مستاء .. لا
يعرف بالضبط جريمتة
وهل كانت نكراء أن
يأوى فتاة تطعمة وتعطية
أجرة بسخاء .. كم يحدث
لو ترك فتاة يافعة فى
ليل ممسى للغرباء هل
كان ضميرة سيقوى أن
يصحو ويرضى أن ..
ينساق كما شاء .. لا
يمكت أبدا لكريم أبن كريم
ان يترك زنبقة فى فضاء
أو يقتل صبحا ويمزقة اشلاء
اشلاء أو يذبح شاة فى البيداء
وفى أعتى فلاة ..لايمكن أبدا
لضمير حي ان يفعل هذا بل
يجعل روحة فداء ..
وصل محمود الى قريتها
وتجمع حولة نساء يصرخن
هل أنت خاطفها خاطف
فتاة عذراء فقالت شربات
بصفاء هذا مدرسى ياأمى
وحكيت لك عنة بحياء ..
والشعر المتهدل حول كتفيها
بثراء يحكى قصة أخرى هيفاء
وآثار مقاومة حقة بتراء ..
ورحيل أمتعة خاصة بيضاء
ووميض فجر قابع فى ليلة
غراء ملساء .. تنقشع الأودية
وتعانق أوردة خلفية عذباء
يلتف شباب القرية الخلفية
الجدباء وتحركهم غريزتهم
يقولون أضحت شربات
بنت الحسب والنسب والجاة
ذليلة أهواء ومراء .. وتحدد
حكم قا طع قد جاء من مجلس
آمر .. الا يرحل محمود الا
فى فناء أو يتزوج من شربات
فى الحال ويتم سعادة وهناء
وأمتلأ الجو ذغاريدا وغناء
وتوج محمولا برداء مقهورا
مستاء .. قدم المأذون يتمتم
لم يكتمل السن القانونى لزواج
فعليكم بكتابة عقد عرفى يضمن
للزوجة ولاء .. وتنفس محمود
الصعداء .. وقد أفلت من قيد
ومن كيد نساء ثم أردف محمود
قائلا : تركت كل ممالك ومساحات
شاسعة ورحلت بالأمتعة ..
الى مكان آخرلا يصرعة
كانت ألأخرى رحلة شقاء
وكؤس مترعة .. من عصب
عين الفجر وآتى بالقهر...
وعب كثيرا من ماء النهر
كان كل ذلك سببة الفقر ..
نعم الفقر كان رداءا أرجوانيا
يتقوقع فى دائرة مذرية لم
تيدى حراكا ولا دفاعا عن
انسانية .. كان الكل يشاهد
موضوعا بأذدواجية من
فعل الخير كمن فعل الشر
قد تختلف الوجهات البشرية
فالجهات الأصلية الشمالية
والجنوبية والشرقية والغربية
تتعامد فيها الأزمنة ويختلف
السمك عن العمق فى التسمية
وتعانق كف الشمس الرحمة
للأنسانية .. قد نتفق قد نختلف
ماهي المبادىء السامية .. .
كان كل شىء مسارا للسخرية
الجو والمطر الانسان والشجر
الغضب والضجر الحرية حين
تحتضر لتصبح كالعبودية وتلك
الحياة للغجر فى الفيافى وفى
الحضر وبكل تلقائية تنبعث
الاشياء فى السفر أو تلقى
بأمواحها العاتية كالقدر..
أو سيل ينهمر على الأودية
هرب محمود من الباغية
فهو مقبد بأيصالات أمانة
مزيفة أو قل لاغية لم
تكن حقيقية لكن تجبرة
فى خلال عام ترضية
ان يدون زواجا فى أوراق
رسمية أو يدفع عشرون الف
جنية توصية .. وهو لا يملك
جنيها واحدا أو عملة نقدية
سافر الى أسوان .. كان معهد
كيما مبتدءا ومجهول هوية
يقبل مجموع عال بالثانوية
ويشغلهم فى الشركة التابع
لها المعهد وبأجور مغرية
وتتذاكر للدارس مجانية
ذهابا وايابا ومبالغ رمزية
أستطلع محمود الأمر وسافر
بعد حصولة التذكية .. ورحل
لمكان أمين لا تصل الية يد
طاغية .. كان الحلم جميلا
ان يبدأ حياة راقية .. وكانت
وجبات غداء وعشاء للتقوية
ومعالم عز فى البادية لكن
القدر لة أشياء خافية ..
ففى هذة المرة لم تكن
فتاة عابرة عادية كانت
فتاة حسناء للغاية تعمل
صيدلانية وجهها الوضاء
يرسم صورة مرمرية ..
وكان اللقاء عاصفا والمعانى
جوهرية .. كان محمود شابا
يافعا ذو بنية فتية يعشق القمر
ولا يتردد فى الملاغية لايعرف
الا الصفاء والمشاعر السامية
كان يجهل الجنس تماما ولايعلم
الأمور كما هى ويظل حبيسا
على كلمات أمة الحانية حين
يسألها كيف يأتى الطفل وماهى
الناحية .. كانت تقول لة فى حياء
لأنها فى الأصل ريفية .. بين
الأب والأم يسقط ملاك الرحمة
مولودا كهدية ويبقية بينهما يرعى
تسلية للأب وللأم وترضية ..
رأى محود عبير الصيدلانية
وهداى التعبير عن بادية ..
حسناء وذكية وتمخض الأعجاب
بلقاء فى أماكن خلوية لكن فيها
نقاء وروية .. وذات مساء وفى
أحد المرات المتتالية شاهد أبن
العم فتاتة الحورية تسكن على
صدر شاب بضفاير مرئية..
فهاج وماج وسن مشاريع
للقتل الوهمية سيقتل محمود
وعبير أنهما خرجا عن..
قوانين سنت شرعية وان
القتل حلالا لمن خالف شرعا
حتى لو لم تكن هناك دلائل قوية
محمود ماذا يصنع بعد ان كان
الحلم قويا .. ايتبعثر فى الأرجاء
انة أنهى دراستة ويقدر أن يقتح
بيتا ويتحمل كل المسؤلية .. ويحب
عبير .. ويقاوم ألأفكار الغبية ..
التى تحرمة من حبة ومن الغية
فالقبيلة لا تملك ان تزوج قيس
الى ليلى فالغرباء دخلاء ليس
لهم مكان وهوية فالقتل ان
جاء فيا للقدر من سخرية
عرضت علية عبير السفر
أو الرحيل وستلحق بة
بعد وقت قليل وقدمت لة
الدليل على ولائها بهذا
المخطوط الجميل .. زوجى
العزيز النبيل .. وهبت نفسى
لك برغبتى وكامل ارادتى ولن
أميل لأحد غيرك حتى لو مر
زمن طويل فأنا لك وحدك
ولست للغير أمضاء محبوبتك
عبير..
تسلم محمود رسالتها ولأول
مرة يمارس الحب بالتقبيل
فقد وهبت نفسها لة ومن حقة
أن يثبت لها حبة ويرد الجميل
ركب محمود قطار الصبح
المنجة الى القاهرة والأمل
ينبعث بداخلة كحلم ثقيل ..
يتوة فى الخيلاء ويستجير
ويمنى النفس بما هو أعتى
وكبير..فقد كان أسيرا للحب ومغير
هبط محمود الدرج وبدأ يسير فى
الشارع الطويل والقاهرة مكتظة
وبها الكثير من المبانى الشاهقة
والناس والهم الكثير .. فقد ترك
كل شىء هناك ولم يأخذ الا اليسير
جفت نقودة بعد ليالى طوال وحلم
عسير .. ان تأتى عبير .. العنوان
معها دون تغيير هل هي قتلت..
واين الدليل .. هل يعود وليس
معة المال الوفير .. أرسل الى
صديق حميم لة يطمئنة عن
فتاة وكيف المصير .. جاءتة
صورة زفاف محبوبتة بثوب
قصير .. فعرف انها مؤامرة
عظمى وجهل كبير .. الفتاة
متعلمة ورضحت لهذا المصير
ونسيت فتاها ونسيت كثير ..
ووضعت هواها فى ثوب حقير
لم يستطع محمود ان يعود الى أمة
للتعبير عن أسفة وندمة وهذا التقصير
فى حقها وهى ضحت كثير .. كان
يرسل لها جنيهين شهريا تطير لها
بحوالة وشيك لكنة الآن لا يعمل
وعلية شيك بدون رصيد .. لو
شاهدة من أهل شربات لضاع
المصير .. ولم السباع جلد
الضباع وصار الطباع حلما
يسير .. وماذا سيحدث لو
كان اللقاء مرا عسير ..
تجرع محمود كل الألم والشقاء
وأصبح فى العراء ولا حامى
للضعفاء .. وعلية قضاء خمس
سنوات فى العمل فى شركة كيما
والبقاء فيها حتى نهاية المدة كما جاء
بالعقد المبرم بينها .. لكن العودة ..
ستكلفة شراء تذكرة ولقاء قاتل
فى عاصفة هواء باع مايملك ..
من ساعة يد دهبية كانت اهداء
وتعانق ليل آخر وأمسية بلهاء
وحمل خنجر قاتل فى رداء
ليدافع عن نفسة ين وقوع بلاء
وتحصن بآيات من ذكر الرحمن
وهداة التفكير الى النسيان وعاد
ليتسلم عملة بأمان وأعتذر عن
ايام سابقة وأوان .. ولكن القدر
كان يخبىء لة ما كان فزوج
عبير أغضبة هذا الأنسان كيف
يرجع محمود ليوثق صلتة ويجدد
عشقة الولهان .. وتصيدة بضربة
مؤلمة فىالحال .. فطعنة محمود
بخنجرة فى ساعدة الأيسر بجنان
وتحول ألأمر الى قتلة ان كان
عاد محمود الى القاهرة بأمان
بعد ان نقل المصاب الى المستشفى
وظل الموضوع فى طى الكتمان
حتى يكتمل القتل دون ان يدركة
انسان .. لكن محمود أدرك قبل
فوات أوان أنة لا جدوى ان يظل
فى أسوان بلا وطن أو عنوان
وعاد والحسرة تملأ قلبة ليسجل
فى عمق الأذهان قصة قلب تعرض
لكل ألم بشع وهوان .. هل يأتى يوما
كي ينسى أو تبقى الأحداث فى طى
النسيان .. عاد الى القاهرة وليس
معة الا جنيها واحدا كمان .. بقايا
مابيع بة ساعتة ومايستهان .....
جائع حيران .. وذهب ليأخذ
سندوتش فول وبيان .. وفجأة
تطلعت الية أمرأة تملك وجدان
وتقدمت نحوة .. قائلة: أسندوتش
واحد يكفيك أم انك لست بجوعان
تفضل تأكل معي طعامى الآن
فأنا لن تقبل نفسى أن آكل وحدى
مهما كان وقد وجدتك قربى على
مائدة يبدو أنك انسان جاد ومهذب
وفى وجهك شان . . ماأروع
قسماتك سبحان الرحمن أملاك
انت أم نوع من الجان أستأسر
قلبى وفؤادى الولهان ...قال:
ياأمرأة السحر المعقود يا
سلالة عمر وعقود .. لا أعرف
شيئا محدود .. من أنت ولماذا
أنا بالذات تبدين نصائح ووعود
لا أقبل أن آكل معكى فهناك حواجز
وسدود .. مهما كانت تنبعث أشعة
من عينيك السود .. فالسحر يقارن
بالموت .. وانا لا أريد أموت
فالموت الآن شيئا ممقوت
دعينى أرحل أمرأتى ربما
يوما سأعود وفى حقيبتى أمتعتى
وكلامى المعهود أن أفصح عن ذاتى
وعن حلم لفؤادى دهب وياقوت
ياحلمى الساطع أوردتى تتنفس
صبحا مشهود .. واطالع أبنيتى
فى كل زمان وعهود وأقدم
أطرحتى لأناس وشهود ...
قالت والحلم يركع فى دهاليز
الماضى القابع فى زمنى يا
شاب تتطلع الى مأذنتى فلكل
صدر للمرأة آذان ولكل نبض
فى جسد المرأة مكان والخيبة
ان تبدأ بالأدمان لاجدوى ان
تسكن صدر أمرأة كم تقوى
على النسيان . فى حياتك يافتاى
أمرأة قد توغل صدرك بالغليان
فعلى كف المرأة تنسى المرأة
وتبدأ مرحلة النسيان قال: لا
اعرفك تماما من أنت وكيف
تجاسرت وأفصحت ببيان
لا أعرف قدرك ولا أمرك
ولا أعرف بهتان ..
ا
من يزرع صبحا
من يضمد جرحا
من يصنع قمحا
من يبقى مرحا
من يصنع قدحا
أو يرود قدرا
أو يقبل مدحا
أو يبقى سمحا
كل مدائن الدنيا تتعشى تمرا
لكن كيف تبقى اليوم نمرا
كيف يعيش الانسان دهرا
دون هموم دون ان يبتل
اليوم مطرا أو قهرا..
تتحول أفئدة البشرية
الى قلوب فولاذية..
تتحرك قسرا .. لا
تعرف معنى للأنسانية
ولا عمرا .
تقتلع موائد نافذتى
اطارات ملامستى
للأشياء .. وتسابق
أوردتى فى صنع رداء
يتلون شعاع الصبح
الساطع فىالأرجاء
وحكايتى أيها الأدباء
كانت أمى جميلة كالبدر
تشع ضياءا .. وضياء
وعيون زرقاء بهيجة
تنثر كل الأضواء ....
لفتات سحر كالمرمر
جمالا فذا وبهاء ..
حقا مكتملة انوثة حواء
وابى قد رحل كريما
عن عالم كلة فناء
رفضت أمى كل أنواع
العرض الغراء .. ان
تصبح ملكة حاكمة
فى كل الأرجاء .. كى
تبقى حنانها مرحمة
لي عن طيب خاطر وولاء
ان تزرع بستانا لي لا ..
يحتاج الى عناء .. لم
تملك أمى القوت الا
بعد جهد وآلام وشقاء
فرحيل الأب كان مفاجأة
قدر لايرحم الا بذكاء
فقد ترك فراغا ومملكة
خاوية والكل سواء
كان محمود يجفف دمعة
ينتظر رجاء أن يهبط
أبا من أعلى سماء ..
وفى فضاء الكون أحكية
ورواية لمن جاء ....
هل يهيط أب من أعلى
ويعول الأسرة المجترة
لأى غذاء .. تتبخر أقنعتى
فمحمود يحكى كيف تعذب
وكيف تعلم وكيف عاش
فقيرا لايملك أى رداء..
نتح الزهر يعانق أعنقة
الفقراء .. وندى الصبح
يتقطر عطرا وياقاسم
أوردة ..الفجر الغراء
تتبخر أرديتى أتصلب
جوعا وعناء ويحملنى
ثلوج شتاء قارصة لا
اجد غطاء .. وأسير
وحيدا تقذفنى أموج
البؤساء .. ابحث فى
كتبى عن علم ينفعنى
ويكون رجاء أو قلب
يحملنى على أجنحتة
فى هواء طلق تطوينى
الأشياء وابتدع محمود
طريقة تدفعة كى يتخطى
الأسماء .. ان يتفوق وينهل
من علم يعطية جوازا لعبور
الأشياء . تعلم كيف يعطى
دروسا للطلبة تكسبة القوت
وتخفف عن كاهل امة كل
الأعباء .. وتسافر كل ..
الاحزان الى جهة نائية
جمعاء .. وجمع القدر
خيوط اللعبة بسخاء
شربات فتاة ريفية
تحتاج دروسا للثانوية
وتم لقاء ولقاء أعطاها
محمود فى علم الفيزياء
درسا لاينسى الأهداء
لكن النظرات كانت أقوى
لا الكل سواء هل كانت
أفعى أم من مملكة نساء
أعطتة مقدم شهرا عربونا
وزادتة رجاء ان تبقى ..
ديونا للغربة ومأدبة غذاء
وعزومة لا ترعى حقا
لجفاء .. مرت شهورا
لا شهرا فى جد وعطاء
وتجدول ايام أخرى بغباء
خرج الأثنان من السينما
ذات مساء .. المراكب
فضلى .. لا شىء يوصل
ولا أشياء ..فقرية ميت بشار
بعيدة عن كل ألأنحاء ...
انقطعت مواصلات عديدة
ولا رجاء لوصول فتاة ..
وحيدة يغتصبها الغرباء
فقد صنع محمود حيلة
فريدة كى ينقذها من
الدخلاء .. وهو يعلم
ان أمة أمرأة رقيقة
متدينة لا يعجبها الأشياء
وفى لحظة عجيبة شعرت
الأم ببلاء .. فتحت علية
حجرة نومة بجفاء فالحاسة
السادسة تقحمها وتحولها
لنداء .. فوجدت شربات
تكمن خلف غطاءة تكمش
وتشد الأرداف ويساء
الفهم وتلقفة أمة صارخة
صرخة رعداء .. وهو
لايعلم شيئا أبدا عن جنس
أو داء .. كطفل يتدلى كى
يحصى كما و ثناء كم تبدو
تجربتة فاشلة الا عن محاولة
مساعدة غراء لم تبن لها قيمة
على قواعد هشة ويشاء
المولى أن تضع ألأم
بذور الشك الجوفاء والأبن
أرتكب جريمة وهو منها براء
شدت ألأ م ضفايرها الرجفاء
وصرخت بأعلى صوتها ..
قائلة: ياناس ياهو ياجيران
بيتى الطاهر النظيف يدنسة
ابن غير بار بأمة التى ترملت
علية ولم يعطى لهذا اعتبار
سلك محمود خصلات شعرها
المتشابك فى أقنية وأصابع
أمة الكرماء وتطايرت بعض
شعيراتها الصفراء وتمسك
الابن بها لينقذها من كل
الأنواء .. نالت صفعا وركلا
وحذاء .. قد بذغ الفجر بعناء
ورحل محمود وشربات سواء
أتجها الى قطار الصبح الصاعد
فى الأجواء ليوصلها الى ...
مسكنها وهو مستاء .. لا
يعرف بالضبط جريمتة
وهل كانت نكراء أن
يأوى فتاة تطعمة وتعطية
أجرة بسخاء .. كم يحدث
لو ترك فتاة يافعة فى
ليل ممسى للغرباء هل
كان ضميرة سيقوى أن
يصحو ويرضى أن ..
ينساق كما شاء .. لا
يمكت أبدا لكريم أبن كريم
ان يترك زنبقة فى فضاء
أو يقتل صبحا ويمزقة اشلاء
اشلاء أو يذبح شاة فى البيداء
وفى أعتى فلاة ..لايمكن أبدا
لضمير حي ان يفعل هذا بل
يجعل روحة فداء ..
وصل محمود الى قريتها
وتجمع حولة نساء يصرخن
هل أنت خاطفها خاطف
فتاة عذراء فقالت شربات
بصفاء هذا مدرسى ياأمى
وحكيت لك عنة بحياء ..
والشعر المتهدل حول كتفيها
بثراء يحكى قصة أخرى هيفاء
وآثار مقاومة حقة بتراء ..
ورحيل أمتعة خاصة بيضاء
ووميض فجر قابع فى ليلة
غراء ملساء .. تنقشع الأودية
وتعانق أوردة خلفية عذباء
يلتف شباب القرية الخلفية
الجدباء وتحركهم غريزتهم
يقولون أضحت شربات
بنت الحسب والنسب والجاة
ذليلة أهواء ومراء .. وتحدد
حكم قا طع قد جاء من مجلس
آمر .. الا يرحل محمود الا
فى فناء أو يتزوج من شربات
فى الحال ويتم سعادة وهناء
وأمتلأ الجو ذغاريدا وغناء
وتوج محمولا برداء مقهورا
مستاء .. قدم المأذون يتمتم
لم يكتمل السن القانونى لزواج
فعليكم بكتابة عقد عرفى يضمن
للزوجة ولاء .. وتنفس محمود
الصعداء .. وقد أفلت من قيد
ومن كيد نساء ثم أردف محمود
قائلا : تركت كل ممالك ومساحات
شاسعة ورحلت بالأمتعة ..
الى مكان آخرلا يصرعة
كانت ألأخرى رحلة شقاء
وكؤس مترعة .. من عصب
عين الفجر وآتى بالقهر...
وعب كثيرا من ماء النهر
كان كل ذلك سببة الفقر ..
نعم الفقر كان رداءا أرجوانيا
يتقوقع فى دائرة مذرية لم
تيدى حراكا ولا دفاعا عن
انسانية .. كان الكل يشاهد
موضوعا بأذدواجية من
فعل الخير كمن فعل الشر
قد تختلف الوجهات البشرية
فالجهات الأصلية الشمالية
والجنوبية والشرقية والغربية
تتعامد فيها الأزمنة ويختلف
السمك عن العمق فى التسمية
وتعانق كف الشمس الرحمة
للأنسانية .. قد نتفق قد نختلف
ماهي المبادىء السامية .. .
كان كل شىء مسارا للسخرية
الجو والمطر الانسان والشجر
الغضب والضجر الحرية حين
تحتضر لتصبح كالعبودية وتلك
الحياة للغجر فى الفيافى وفى
الحضر وبكل تلقائية تنبعث
الاشياء فى السفر أو تلقى
بأمواحها العاتية كالقدر..
أو سيل ينهمر على الأودية
هرب محمود من الباغية
فهو مقبد بأيصالات أمانة
مزيفة أو قل لاغية لم
تكن حقيقية لكن تجبرة
فى خلال عام ترضية
ان يدون زواجا فى أوراق
رسمية أو يدفع عشرون الف
جنية توصية .. وهو لا يملك
جنيها واحدا أو عملة نقدية
سافر الى أسوان .. كان معهد
كيما مبتدءا ومجهول هوية
يقبل مجموع عال بالثانوية
ويشغلهم فى الشركة التابع
لها المعهد وبأجور مغرية
وتتذاكر للدارس مجانية
ذهابا وايابا ومبالغ رمزية
أستطلع محمود الأمر وسافر
بعد حصولة التذكية .. ورحل
لمكان أمين لا تصل الية يد
طاغية .. كان الحلم جميلا
ان يبدأ حياة راقية .. وكانت
وجبات غداء وعشاء للتقوية
ومعالم عز فى البادية لكن
القدر لة أشياء خافية ..
ففى هذة المرة لم تكن
فتاة عابرة عادية كانت
فتاة حسناء للغاية تعمل
صيدلانية وجهها الوضاء
يرسم صورة مرمرية ..
وكان اللقاء عاصفا والمعانى
جوهرية .. كان محمود شابا
يافعا ذو بنية فتية يعشق القمر
ولا يتردد فى الملاغية لايعرف
الا الصفاء والمشاعر السامية
كان يجهل الجنس تماما ولايعلم
الأمور كما هى ويظل حبيسا
على كلمات أمة الحانية حين
يسألها كيف يأتى الطفل وماهى
الناحية .. كانت تقول لة فى حياء
لأنها فى الأصل ريفية .. بين
الأب والأم يسقط ملاك الرحمة
مولودا كهدية ويبقية بينهما يرعى
تسلية للأب وللأم وترضية ..
رأى محود عبير الصيدلانية
وهداى التعبير عن بادية ..
حسناء وذكية وتمخض الأعجاب
بلقاء فى أماكن خلوية لكن فيها
نقاء وروية .. وذات مساء وفى
أحد المرات المتتالية شاهد أبن
العم فتاتة الحورية تسكن على
صدر شاب بضفاير مرئية..
فهاج وماج وسن مشاريع
للقتل الوهمية سيقتل محمود
وعبير أنهما خرجا عن..
قوانين سنت شرعية وان
القتل حلالا لمن خالف شرعا
حتى لو لم تكن هناك دلائل قوية
محمود ماذا يصنع بعد ان كان
الحلم قويا .. ايتبعثر فى الأرجاء
انة أنهى دراستة ويقدر أن يقتح
بيتا ويتحمل كل المسؤلية .. ويحب
عبير .. ويقاوم ألأفكار الغبية ..
التى تحرمة من حبة ومن الغية
فالقبيلة لا تملك ان تزوج قيس
الى ليلى فالغرباء دخلاء ليس
لهم مكان وهوية فالقتل ان
جاء فيا للقدر من سخرية
عرضت علية عبير السفر
أو الرحيل وستلحق بة
بعد وقت قليل وقدمت لة
الدليل على ولائها بهذا
المخطوط الجميل .. زوجى
العزيز النبيل .. وهبت نفسى
لك برغبتى وكامل ارادتى ولن
أميل لأحد غيرك حتى لو مر
زمن طويل فأنا لك وحدك
ولست للغير أمضاء محبوبتك
عبير..
تسلم محمود رسالتها ولأول
مرة يمارس الحب بالتقبيل
فقد وهبت نفسها لة ومن حقة
أن يثبت لها حبة ويرد الجميل
ركب محمود قطار الصبح
المنجة الى القاهرة والأمل
ينبعث بداخلة كحلم ثقيل ..
يتوة فى الخيلاء ويستجير
ويمنى النفس بما هو أعتى
وكبير..فقد كان أسيرا للحب ومغير
هبط محمود الدرج وبدأ يسير فى
الشارع الطويل والقاهرة مكتظة
وبها الكثير من المبانى الشاهقة
والناس والهم الكثير .. فقد ترك
كل شىء هناك ولم يأخذ الا اليسير
جفت نقودة بعد ليالى طوال وحلم
عسير .. ان تأتى عبير .. العنوان
معها دون تغيير هل هي قتلت..
واين الدليل .. هل يعود وليس
معة المال الوفير .. أرسل الى
صديق حميم لة يطمئنة عن
فتاة وكيف المصير .. جاءتة
صورة زفاف محبوبتة بثوب
قصير .. فعرف انها مؤامرة
عظمى وجهل كبير .. الفتاة
متعلمة ورضحت لهذا المصير
ونسيت فتاها ونسيت كثير ..
ووضعت هواها فى ثوب حقير
لم يستطع محمود ان يعود الى أمة
للتعبير عن أسفة وندمة وهذا التقصير
فى حقها وهى ضحت كثير .. كان
يرسل لها جنيهين شهريا تطير لها
بحوالة وشيك لكنة الآن لا يعمل
وعلية شيك بدون رصيد .. لو
شاهدة من أهل شربات لضاع
المصير .. ولم السباع جلد
الضباع وصار الطباع حلما
يسير .. وماذا سيحدث لو
كان اللقاء مرا عسير ..
تجرع محمود كل الألم والشقاء
وأصبح فى العراء ولا حامى
للضعفاء .. وعلية قضاء خمس
سنوات فى العمل فى شركة كيما
والبقاء فيها حتى نهاية المدة كما جاء
بالعقد المبرم بينها .. لكن العودة ..
ستكلفة شراء تذكرة ولقاء قاتل
فى عاصفة هواء باع مايملك ..
من ساعة يد دهبية كانت اهداء
وتعانق ليل آخر وأمسية بلهاء
وحمل خنجر قاتل فى رداء
ليدافع عن نفسة ين وقوع بلاء
وتحصن بآيات من ذكر الرحمن
وهداة التفكير الى النسيان وعاد
ليتسلم عملة بأمان وأعتذر عن
ايام سابقة وأوان .. ولكن القدر
كان يخبىء لة ما كان فزوج
عبير أغضبة هذا الأنسان كيف
يرجع محمود ليوثق صلتة ويجدد
عشقة الولهان .. وتصيدة بضربة
مؤلمة فىالحال .. فطعنة محمود
بخنجرة فى ساعدة الأيسر بجنان
وتحول ألأمر الى قتلة ان كان
عاد محمود الى القاهرة بأمان
بعد ان نقل المصاب الى المستشفى
وظل الموضوع فى طى الكتمان
حتى يكتمل القتل دون ان يدركة
انسان .. لكن محمود أدرك قبل
فوات أوان أنة لا جدوى ان يظل
فى أسوان بلا وطن أو عنوان
وعاد والحسرة تملأ قلبة ليسجل
فى عمق الأذهان قصة قلب تعرض
لكل ألم بشع وهوان .. هل يأتى يوما
كي ينسى أو تبقى الأحداث فى طى
النسيان .. عاد الى القاهرة وليس
معة الا جنيها واحدا كمان .. بقايا
مابيع بة ساعتة ومايستهان .....
جائع حيران .. وذهب ليأخذ
سندوتش فول وبيان .. وفجأة
تطلعت الية أمرأة تملك وجدان
وتقدمت نحوة .. قائلة: أسندوتش
واحد يكفيك أم انك لست بجوعان
تفضل تأكل معي طعامى الآن
فأنا لن تقبل نفسى أن آكل وحدى
مهما كان وقد وجدتك قربى على
مائدة يبدو أنك انسان جاد ومهذب
وفى وجهك شان . . ماأروع
قسماتك سبحان الرحمن أملاك
انت أم نوع من الجان أستأسر
قلبى وفؤادى الولهان ...قال:
ياأمرأة السحر المعقود يا
سلالة عمر وعقود .. لا أعرف
شيئا محدود .. من أنت ولماذا
أنا بالذات تبدين نصائح ووعود
لا أقبل أن آكل معكى فهناك حواجز
وسدود .. مهما كانت تنبعث أشعة
من عينيك السود .. فالسحر يقارن
بالموت .. وانا لا أريد أموت
فالموت الآن شيئا ممقوت
دعينى أرحل أمرأتى ربما
يوما سأعود وفى حقيبتى أمتعتى
وكلامى المعهود أن أفصح عن ذاتى
وعن حلم لفؤادى دهب وياقوت
ياحلمى الساطع أوردتى تتنفس
صبحا مشهود .. واطالع أبنيتى
فى كل زمان وعهود وأقدم
أطرحتى لأناس وشهود ...
قالت والحلم يركع فى دهاليز
الماضى القابع فى زمنى يا
شاب تتطلع الى مأذنتى فلكل
صدر للمرأة آذان ولكل نبض
فى جسد المرأة مكان والخيبة
ان تبدأ بالأدمان لاجدوى ان
تسكن صدر أمرأة كم تقوى
على النسيان . فى حياتك يافتاى
أمرأة قد توغل صدرك بالغليان
فعلى كف المرأة تنسى المرأة
وتبدأ مرحلة النسيان قال: لا
اعرفك تماما من أنت وكيف
تجاسرت وأفصحت ببيان
لا أعرف قدرك ولا أمرك
ولا أعرف بهتان ..
ا
تعليقات
إرسال تعليق