وتمضى بنا الحياة
وتمضى الحياة بنا
=
3======
=========
وتمضى الحياة
بنا إذا
حدث الإتفاق ..
أو لم نتفق ..
أشلاء وقصاصات
من ورق تتبعثر فى الهواء تحترق .... وسهام
نافذة إلى صدرى تنطلق ... تغوص فى أعماقى وتخترق
.. قلبى الذى ساورة القلق ...وهكذا نمضى وعلى مفترق
الطرق ... قد نلتقى وقد نفترق ..وأحاسيس وشعور
قلبِ قد صدق ..يعبر عما يجيش من أحاسيس .. تتساقط من هنا
وهناك قطرات العرق ... ودموع تتهادى أو تنزلق .. يا
أيها المعمر فى الوديان .. ماذا تزرع وتحصد
هناك ومن غيرك قد سبق .. جبل قابع خلف الوديان
وحكايات تنطبق على الوجدان من منا قد إتفق .. على زرع
الكلمات فى الأعماق إذا ما الرعد برق ..يا أيها
الجبل القابع خلف الوديان لماذا تثبت أقدامك فى
الأعماق ولا تنزلق ...وحكايا عمرِ فى الوجدان تتحرك
معها الأقدام .. تسير ألى حيث مكان حتى لآخر رمق
... وتمضى الأيام سائرة تتبعثر فى الأركان حتى
آخر النفق ... أيتها الجبال العاتية
والبراكين الثائرة والمحيطات الغائرة وتلك
المسافات الشاسعة والحياة المسافرة إلى أين ننطلق .. وتلك
الأكوان النائية .. والزهرات الحالمة بهذا العبق ... وأنا المسافر عند
الغسق ... أنتظر نداءات القلوب إذا مالقلب إتفق ... يا أيها القلب
المسافر عبر محطات الهوى كم تتعدد كل الطرق ..وهذا الكوكب الفضى
يسارع فى الخطى ..وعلامات ضياء تشترك ..يستوقفنى المارة
يسألوننى من أين أتيت أمن عالم آخر أو من كوكبِ إتفق ..
يا كلمة التاريخ إملأى
الجدران كما ملأ أجدادك القدماء جدارن
المعابد بالحروف والصور .. وكتبوا تاريخ حياتهم بماءِ من ذهب ..لماذا
الآن كل هذا الغضب ينطلق ...ولماذا كل الأحداث ترتبك
...حقول القمح الذهبية تعانى القحط فى اللحظات
الأبدية وتختنق ... أين أعواد الحصاد التى تشع ضياءا ..
فمن منا إلي الحصاد سبق ... مرمرية أنت أيتها
الأيام على يمينك جرارات تقتحم حقول الأذرة
الصفراء .. تتطلب من كل أفواة جائعة أن تتحرك فورا
لدخول المعترك ... أحلام الفقراء برغيف العيش
الذى سلب منة وقد سرق ... وحكايات قلوب
تقاوم أصداء النفس المتبعثرة على الخلجان وفى
المفترق ... يادنيا الحلم الساكن خلفى لماذا تنتظر الآن
ميل الشمس إلى الأفق ...يادنيا المظلوم فى بحار العدم لماذا هذا
السكون وهذا السهم الجائر فى قلبى يخترق ...
ودعابات الأيام إلى متى يتحقق هذا الإستقرار ونعيد توازن كل
المخلوقات ونعيد المفقودات حتى يصير الحب
القائم قويا لا يختنق ... من منا على الآهواء يتفق ...
هناك سلم المجد .. فمن يصعد بالأقدام ألا
يخشى يوما أن ينزلق ... وأنا لا أملك جناحى أطير بهما إلى
أى مكان فية هواء عبق .. يا حلم الأجيال أن
يتنفسوا الهواء النقى بلا إستئذان ..
وأن يمضوا الى بر الأمان بقلوبِ عامرة بالحب ألى
عالمها الرائع تستبق ... أجوب مداخل قلبى أبحث عن نفسى أرتب
الكلمات كى أرسى على شواطىء الحب فى عالم غير ممسى .. أتجرع
تلك الكلمات هنا أو هناك أتعمق فى حل الشفرات لعلها فى
يوم ما قد تجدى .. أتحرك فى الأفلاك من منا يملك أدوات القفز
عبر ممرات فضائية وثقوب ضخمة هائلة تبتلع كل
من يقترب قليلا منها .. وتذوب الأشياء فى
قنوات .. الكل فى معترك الحياة يدرك عمق الأشياء ..
وتغلغل كل مواد وخيوط الطاقة فى موجات نافذة الى الكون
النائى وسماوت أخرى .. كم فيها من كائنات حية
تعيش على ظهر كواكب نائية .. وهاهى الأرض
التى نغيش عليها لا تعادل واحد
على مربع عشر مليارات مضروبا فى نفسةة الآف المرات .. فهل
يختزن العقل البشرى هذة المقارنات ليخرج بنتيجة واحدة على
عظمة خاق هذا الكون الشاسع .. ويخر
ساجدا شاكرا اللة على ما أعطاة من نعم .. يادنيا
الأخفاق علما تذهبين وقلبى
قد خفق ... ترأفى بحالي وأنظرى إلى ماحولك من
مخلوقات ..
( 9 )
كثرت
الأحاديث بينى وبين تلك الأنثى التى تدعى قدرية
تلك الفتاة المثيرة
جدا للغرائز وتجاوبنا معا فى حديث طويل فقالت لي إنني
قررت الهروب من بيتنا الكئيب .. فزوج أمى مرارا وتكرارا يحاول
إغتصابي وأمى سلبية لا تغضبة بل تصرخ فى وجهى إذا
لمحت لها بذلك الحديث مما كان للحديث أثرا فى نفسى ..
فشدتنى لنجدتها وصرت
مهموما بمشكلتها كيف أنقذها وكيف أكون فى مرة رجلا أو بطلا او
فارسا ينقذ بشرف فتاة تطلب نجدتة ومروءتة .. وساورنى
الأمر قليلا فسألت عن هذا الرجل وعلمت أنة
سكيرا عربيدا لا يتمسك بالمبادىء والقيم والأخلاق .. وإنة
يعمل فى تجارة الأدوية المغشوشة
فى الاسواق ويدير
حلقة ينصبها ويقول ( الدواء البلسم شافى
المرتزم ومقوى القلب والشرايين بخمسة قروش جربوة قبل ان
تنصرفوا ثم إدفعوا الفلوس .. اوكازيون يا بلاش الحقوا قبل الكمية
ماتنتهى ) .. ويقبل السذج على شرائة وهو سائل ذات لون يضع
علية بعض زيوت الطعام او الخل ..
وتأكدت أن إنقاذ
هذة الفتاة من براثن هذا الذئب واجب مقدس .. ولكن الى اين
.. انا لم جد عملا حتى الآن بالثانوية العامة
.. وعندما تقدمت الى كلية الزراعة فهى أقرب مكان الى بيتنا لا يتعدى
خمس دقائق سيرا على الأقدام .. وكنت غير قادر على جمع
مصاريف الدراسة الجامعية التي تبلغ عشر جنيهات وربع الجنية ..
فقررت أن استكمل
دراستي إنتساب لأن مصاريفها أقل بكثير .....
فكرت أن أعرض الزواج على قدرية
فهذا ربما قدرى .. وقلت ان القدر عوضك فيما فقدتة
.. وقبلت فورا وزاد فرحها وعزمها على الهروب
لكن الى أين وجاءتني فكرة الكذب أن أكذب وكانت هذة
أول كذبة فى حياتى فأمى قد صورت لى أن اللة لا يقبل
الكذاب ولكن لإدراكي إنني أعمل خيرا فاللة سيقبل ت
2
قاتلة انت ايتها الكثبان
الرملية الموحشة ..
المترامية على صحراء
حياتى
القاحلة المليئة
بالعبودية.
قاهرة أنت ايتها الأيام
البالية
المقيدة لكل أنسام الحرية..
سافرت الى مدينة الأحلام
عبر السفر والترحال..
فوجدت مدائن حبك ممزوجة
بكل خيال .. وحبال قوية
راجعت مقال كتبتة بجدية
عن الحب والمشاعر
الأنسانية
فوجدت مثال يقنعنى دوما
ان السعادة معادلات
كيمائية
تصنعها لحظات حب مواتية
أمسكت بقلمى أجر الكلمات
واستبدل بعض الأحرف
فى الذات.. واقامر
للأثبات
فتأسرنى الكلمات وتبهجنى
البسمات وتحركنى فى أفلاك
ياأروع ملكات العشق
القابع
فى الذات . . فى الهمس ..
وفى اللمس .. وفى الآهات
وفى النبضات وفى الأمس
وفى كل المدارات ..
وتوابع
تنقلنى بثبات لاسافرفى
عين
الأبدية ولتعزف أروع
سيمفونية
عشق لفؤاد ..يتربع قلبى
يطلب
ترضية وفوائد
عشقى لكل ..
الرويات .. تخترق سهام
القسوة
أعتى الأجساد ..تنقسم
مواسم ..
ايامى الى فصول العشق
الدهبية
ينكسر شعاع الشمس على
الأرضية
يرسم لوحة رائعة فضية ..
لا تنسى
واقاوم أشعة شمسى
البرتقالية....
وأحدد موعد
مركبتى كى تبحر
فى كف الشمس الذهبية
... وتمر
علينا نسائم وجد ومشاعر
مرئية
وحين أسبح فى فضاء الحدث ..
أمكث فى ذاتى لا
أكترث بل
يساورنى شك فى من يرث ..
كوكبى المنبعث من تحت ..
غطاء الشمس ويحترس ..
ممزوجا بالخلق الدمث ..
تتطاير شعيرات رأسى
البيضاء فيذوب الشعر
وأهدهد آهاتى بجمال
الأمس حين كنت أرتع فى
خيماتى أستنشق حس...
وآهات تغلى فى وهج الحر
ومراكب تهفو أو تسبح فى
النهر.. تسلبنى زهرات
العمر
مغانم دهرى فأقر لا
جدوى
من شرب النخب
واسافر
بالأحزان نهاية عمر ..
تنهش فية ذئاب وتتحرك
بعض فهود وجمال
تجتر
عفوا ايها السكون
فما أمرت
فالكون فسيح
واللة عظيم
وآياتة أعظم اثبات
... انا
مؤمن بالخالق الأعظم ..
وبماذا نفعل فى الكون
ومساحات من كل المعرفة
تنبئنى بحياة اخرى فى
عالم
آخر ..ومكاتيب حساب وشهود
لكن اللة سيرحم يد العبد
الممدود
مادام فى القلب
صفاء ونقاء ...
لاجحود
ولا قيود لذلك القلب الحقود
===================
-3 -
هل سيأتى اليوم الذى
يغزونا
فية سكان كواكب أخرى
نائية
هل تتحرك شمس الأفق
المترامية
لتعانق هذا الشفق الذى
يحمل الوانا
صفراء أو برتقالية
..لكن غزوك
أنت ياملهمتى أقوى من كل
حروب
فلكية .. لا تعرفة أبدا
بشرية .. لأنك
صانعة سهامك من فولاذ آخر
ليس
على كوكبنا مثلة ولا على
أى كرة
أرضية ..وفضاء نائى يسمع
لهوائى
ان ينفذ حتى من الدائرة
القطبية ..
ينفذ الى رئتي ..يسبح
فى الأرجاء
يصعد لكل سماء .. يتوقف
عند ..
سؤال مامدى حبك .. اجزاء
من
قلبى تتناثر تهبط عند
مدارج
حبى تستقوى على الدرب ...
تتدفق دون عناء تسب فى ..
الأرجاء .. تحلم حلمل جاء
من وسط الأهواء يرتع ...
بالأشياء .. تتفجر ينابيع
ويموج التيار بجداول
وفروع
وقنوات وتقام قلاع وقصور
..
للملكات واشارات تيارات
تمر جنوبا وشمالا
وتجوب
مداخل أشرعة لمراكب صيد
تقتنص فرائس ممدودة
على
الجبهات .. ياحلم
الملكات..
فى قصور
موجودة فى ..
قلب الذات .. وشرائح ..
فى روضة .. وجوارى
بنات ..عند روافد نيلى
قد تبدو الكلمات مشحونة
بدليلى على كل الجبهات
وادون تسجيلى لكل الحلقات
فقصائدى حين اجدل فيها..
خصلات قد تبدو شعرا..
مغزولا لكل فؤاد .
تسكن
أقبيتى الحانا تترنم كل
..
مساء وفى كل الأوقات ..
====================
-5-
اعشوشبت حديقة المنزل
المتهالك النحيل وملأتة
الزهور والخضرة والنخيل
وجرت الجداول بعد
ان
كفت زمنا عن المسير
بعد ان هدى محمود التفكير
ان يروى الأرض العطشة
بماء النيل ..ودفعتة
الهمة
دون تقصير .. ان
يجعل
للبيت القديم الشكل
الجميل
الذى يبعث فى النفس
البهجة
والسرور فى الوان
الزهور
كدليل على الأنتماء لهذا
..
المكان الفقير .. وان
ساكنى
السطوح قدموا الكثير من
اجل الحلم الكبير
.. ووضع
أحمد لافتة كتب عليها هنا
ستقام ندوة أدبية للتعبير
عن
كل المشاعر السامية
دون
تغيير .. ومضت الأيام ..
بالحظ الوفير لتوقظ
الأنسام
وتغرد العصافير ..وتبعث
الأحلام وتسمو
بالضمير
وامام مرمى البصر يمضى
البناء ويسير وحركة
العمال
تستجيب .. مع آخر شعاع
شمس يغيب فى الأفق البعيد
وتنقطع الخطوات عن الدبيب
وبدأ المساء يتمايل على
صدر
رحيب ..
تحركت عقارب
الساعة تجيب فالتاسعة
موعد
أول ندوة ادبية وأتى
البعيد ..
والقريب .. فالا فتة ..
كم شدت
المارة الى هذا الضوء
النبعث..
فى الأفق الرحيب..فتجمع
...
المحبون للأدب هذة الندوة
حتى أمتلأ السطح بكل...
هؤلاء .. وكأن السطح ..
يتمايل طربا من كثرة ما
علية فهو أصلا آيل للسقوط
ولولا أنة من دور
واحد ..
لوقع على ساكنية وأدى ..
الى الموت .. وكم كان
شروط السكنى هو هذا
الصمت والسكوت دون
ان ينيش
أحدا بصوت
وتجمعت كل النقاط والنقط
واصغيت الكلاب
وتوقفت
مواء القطط .. وبدأ قرص
الشمس المختنق يرمى
..
بآخر شعاع لة على
المون
والزلط.. وصوت
الفؤس
قد شهق مع تقاطع
البلط
ووقف عمال التراحيل
يصغون الى الترنيمات
الآتية من النفق ..فكل
شىء هنا أتفق على الهدوء
واستبق أمواج التطلع الى
هذا العبء الكبير
.. ومالت الشمس عن الأفق فى تغيير ..
وصار الطريق
الى الحب هو النفق الطويل .. وتراءت أحلام
شمس عندها التأويل .. وتحركت مواكب
النفس بعد أن ضناها طول الرحلة والمسير .
==========================
==3===========
كانت أشعة الشمس تداعب آخر النهار وتنتزع منة النفس الأخير
كانت أشعة الشمس تداعب آخر النهار وتنتزع منة النفس الأخير
ليأتى الليل حاملا معة الذكريات
والحدث المثير ... وكان التقاء
الأفكار ولجة التفكير . .. تحمل
الآنباء عن فعل خطير .. فلم
يكن بستطيع سليمان أن يمكث فى
الخدمة الوقت الطويل .. فالبيت بيت
أثرياء حقا لكن التسيب والإنغماس
فى الشهوات واللعب الكثير .. جعل
من سليمان يتحرك ويوقظ الضمير..
لم يكن هناك بُد من أن
يترك
سليمان الخدمة فى شارع طومان
باى ... خاصة بعد أن شعر أنة
لا ينفذ تعليمات
أمة التى أسدتها لة وعلمتة
الكثير كما نصحتة عن الحرام
والحلال وان النظرة الأولى لة والنظرة
الثانية علية لكن
سليمان تخطى الخطوط
الحمراء وقبل أن يعمل مساجا
لأمرأة لا
تمت لة بصلة ولا
يعرفها ولا تحل لة ..
وذاد الطين
بلة ما قامت بة إبنتها الجميلة من
أن
تدفعة لتدليك ظهرها اثناء أخذ
شاور ...
لها أو التحمم .. فكان
ذلك إيلاما لنفسة أنة يعصى
اللة الذى ينهى عن الفحشاء والمنكر
وعاد الى التو الى
بلدتة
حيث تساقطت الدموع غزيرة من
عين أمة التى أستقبلتة بشوق
وحرارة وحب وحنان لتمسح عنة
دموع العناء والشقاء وقالت
لة بألم واناة :
إسمع ياسليمان نحن نأكلها بعيش
وملح وربنا هو الرازق وإتكالنا
علية فى كل شىء ..
وكفايا أخوك حمودة أهو كتر
خيرة بيبعت لينا القرشين وهم يادوب
يكفونا عيش حاف .. ومع ذلك
ربنا ما بينساش عبيدة وأخذت
بيدها الحانيتن تمسح الدموع التى
تترقرق فى عين
إبنها سليمان فنظر اليها
سليمان .. وأردف قائلا :
أنا يا
أمى قد علقت يافطة كتبت عليها
دروس
خصوصية بمبلغ زهيد وأعتقد ممكن أن
أساهم فى مصاريف البيت ماتشليش هم
أرجوكى يا أمى أنا حاولت البحث
كتير عن عمل شريف فلم أجد
وربنا يسهل اهو معايا شهاداتى
ومؤهلى الدراسى ...
والصبر جميل ... أبتسمت أمة قائلة :
الصبر جميل ومن صبر نال واللة
ما بيتساش عبيدة ..............
أنهال على
سليمان كل تلميذ يطمع
أن يحصل على دروس خصوصية
بدون مقابل ... أو
ان الدروس مجانية فى
نظرهم ... فلم يمانع
من إعطاء الدروس وبدأ سليمان
بجمع أعداد الطلبة والتلاميذ فكان
أحمد وسامى
وصالح وسعيد وحسن وانضم الى
المجموعة هدى
وإصلاح وإنشراح وزينب ولم
يتحصل سليمان طوال شهرين إلا
على مبلغ ثلاث
جنيهات من أكثر
من عشرين تلميذا اذ
ان معظمهم
يعتمد على أن
المبلغ زهيد وكل تلميذ بدأ عدم
الإهتمام بالمادة .. لكونها بدون أجر ..
نظر سليمان الى
حالة وبدأ يشرح الدروس
بطريقة مبتكرة وحديثة .. ووجد
الشكر من أولياء
الأمور دون أن
بجد مقابل مادى
مجزى ... أنصرف سليمان يبحث عن مكان
يخلو بة لنفسة ليتجرع
آلمة ..
وجلس على كرسى فى الحديقة
واخذ يفكر ويفكر هل الواحد جنية
والنصف فى الشهر ... سيكون دافعا
وحافزا الى المزيد من الجهد والإخلاص فى العمل
... أم أن موضوع الدروس لا
يعطى أهمية ..
رغم أنة قلص الفجوة الكبيرة التى
كانت تتحملها أمة فى الذهاب الى
بيت عمتة حميدة كى
تستدان قروشا تستكمل بها شراء
الخضار اللازم للطهو وإعداد
الطعام ... وفى
اثناء تأملاتة وتفكيرة ..
أقتربت منة شربات
وهى فتاة نحيلة بيضاء ليست
جميلة ولا دميمة ولكن أنفها
الأفطس وشفتاها الغليظنان
تفسد جمال الوجة وتألقة ..
إقتربت ثم أردفت قائلة : هو
إنت الإستاذ سليمان اللى بتعطى
دروس خصوصية فقال بفرحة فى نفسة إنة قد
أصبح مشهورا : نعم يا أنسة
فقالت بإبتسامة ناصعة : أنا أريد
درس خصوصى .. فنظر سليمان
البها متفحصا ثم قال
: ممكن تحضرى المجموعة الساعة
الخامسة مساء ... فقالت لة : مش
حينفع أنا عايزة درس خصوصى
لوحدى فقال لها : انا لا
اعطى درس خصوصى لشخص واحد
لان المقابل سيكون ضئيلا جدا
قالت لة بإبتسامة مشرقة
: يكفيك
ثلاثة جنية .. فوضحت السعادة
على وجة سليمان أن
الحظ بدأ
يبتسم لة وسوف يعوض أمة معاناتها الشديدة
فى تربية بناتها
الأربع .. وأعطتة جنيها واحدا
عربون على أن
يحضر الى قريتها
ميت بشار واعطتة العنوان كاملا ..
منزل الدكتور عبد الهادى ابو الحاج
أستمر سليمان فى اعطاء شربات
الدروس الخصوصية
وكان الترحاب كبيرا
للغاية ... وكانت
الغمزات واللمزات فى القرية أن
سليمان يستذكر لعروستة وشاع
الخبر فى
كل مكان ... ولم يستطع سليمان
أن ينفى ذلك الخبر
فقد
يضيع علية الثلاث جنيهات ويطرد شر طردة فكان لزاما
علية الصمت مضطرا لأن شربات ليست هى حلمة الذى
يحلمة .. فهو يحلم دائما بفتاة
جميلة جمالا طاغيا أو شبيهة
لأمة فى جمالها .. الذى بدأ يزحف
عنها كلما زحفت السنين وازداد
الهم والألم الدفين .. كما تثاقلت
الأعباء علية .. والحمل الثقيل ..
وكان علية ان يجارى الأسرة
بالصمت حتى لا ينقطع رزقة
والثلاث جنيهات التى يأخذها كل
أخر شهر من هذة العائلة ... وكان
يوما عصيبا أن تعزمة شربات
الى السينما فأن
لم يلبى فهو أمر
خطير ... وبمباركة الأسرة خرجا
الأثنين وفى عقل
سليمان هم كبير ..
فبادرها بالسؤال لو الوقت
تأخر ولم نجد وسيلة للمواصلات كيف يمكنى
ان أسلمك لآهلك الذين وثقوا بيّ كثيرا هذا أمر
محير ... فنظرت الية
شربات وقالت بهدوء تمام سأذهب
للمبيت عند أخى الآكبر وهو
لة منزل بالزقازيق .. فلا تشغل
بالك كثير .. وإطمئن سليمان أن
المشكلة إنتهت .. وبعد قضاء وقتهما
فى السينما كانت الساعة أقتربت من
الواحدة بعد منتصف الليل ... فقام
سليمان بتوصيلها الى
بيت أخيها لكن لسوء
الحظ البيت مغلق تماما
وقد وضع جنزيرا على بوابة البيت
واستمرت
الحيرة طويلا بعد أن
فقدت الوسائل كلها للوصول الى
بيتها فى مبت بشار ... وبدأ نظرات
رجال الأمن تحيطهما بالشكوك
وأن لامحال لتسليمهما الى قسم
البوليس إذا تأخر الليل عن ذلك
وأخيرا أهتدى سليمان الى حيلة
أن تنام معة فى حجرتة حتى
الصباح بشرط ألا تعلم أمة
بذلك فستكون وبالا وكارثة ومصيبة
لن يحمد عقباها لتدين أمة الشديد
وتمسكها بالحلال والحرام وستكون
صدمة عنيفة لها
تؤثر كثيرا عليها
.. زلفا سليمان وشربات الى
داخل
حجرتة بهدوء ولم يدرك سليمان أن
أمة
دائما تتردد علية ليلا كى
تطمئن على الغطاء وتدثرة من
حولة .. فقد نسى سليمان كل ذلك
فى خضم اليحث عن حلول .. كانت
حجرة سليمان بها كنبة وبطانية فقط
... والتحفا الاثنان الغطاء ظهرا
لظهر .. لم يكن أمامهما إلا هذا ....
وان كانت شربات تسدير فى بعض
الأحيان ... كى تلتصق
بظهر سليمان من الخلف
.. ..
---
إنتقل سليمان الى مدينة
الأسماعلية
للبحث عن عمل ولم يوفق فى
الحصول على فرصة مناسبة ..
وعندما علم أن أمة فى فراش المرض ..
تسلق ظهر
القطار المتجة
الى بلدتة ..
وبين لحظات
الأمل واليأس وبينما القطار ينهب
الأرض نهبا
ومشاعر كم
تراودة وتشفق وتظمأ للقاء أمة الحنون التى
قاست المر فى سبيل تربيتة ومرارة الأيام التى تطبق ..
وشوقة الشديد
لرؤيتها وبين
تمنياتة أن
يسقط من بين عربات القطار ليموت
شهيدا ... فينال رحمة اللة
فى آخرتة ..
فالدنيا لم تكن
سوى سلة
للآلام التى كبلتة
منذ
طفولتة وحتى الآن ...
واستمر
القطار ينهب
الأرض نهبا حتى وصل
الى محطتة الأخيرة ......
وإذا بمباحث السكة
الحديد تقتادة الى ناظر المحطة
ويتفحظة ناظر
المحطة قائلا : انت إبن ناس لماذا
تركب فى
الممنوع أنك تقتل نفسك وهذة مخالفة
كبيرة فنظر الية سليمان بعينين دامعتين وقال
: هذة بطاقتى الشخصية واوراقى ومستنداتى
وشهاداتى الدراسية كنت
أبحث عن
عمل فلم أجد ..
تفحص ناظر
المحطة أوراقة وقال مظبوط وارجو الا
تكرر هذا مرة أخرى .. وشكرة
سليمان فهو ليس
معة مبلغ المخالفة الذى يفوق ثمن
تذكرة السفر .. وانصرف
سليمان وهو يحمل حسرة
الأيام ... وعندما وصل الى بيت
أمة فوجد عينيها
الجميلتين زائغتين
وكأنما تبحث عن فلذة كبدها سليمان فألقى
بنفسة بين أحضانها
وإنهمر باكيا وقال : كنت أتمنى أن أعود
اليك رجلا يا أمى ..
لكن الظروف أقوى
منى .. فقبلتة أمة على
جبينة وقالت لة : ياسليمان أنا
أخذت حقى فى
الأرض
كان ميراثى ضئيلا
.. وأدخلت الكهرباء والماء
فى
البيت فعيوننا عميت
من اللمبة
الجاز .. وتبقى
خمسون جنيها نقسمها
بيننا
حتى
يفرجها اللة علينا ...
كان
سليمان سعيدا بحصولة على خمسة وعشرين جنيها
.. ربما كافية لكى يجد فرصة
عمل أخرى فى أى مكان
ومرت ثلاث
ليالى طوال على سليمان ومازال طيف سامية يطاردة وتمنى
أن يراها مرة أخرى
ولو دفع نصف
حياتة ثمنا لذلك .. كان يتذكر
تلك الليلة وهذا المساء عندما
دلفا معا
الى غرفة البدروم
المظلمة .. وقامت سامية
بفتح نور الغرفة فجأة ..
و
بينما هو يرقب بحذر
مايجرى داخل
المساحة الضيقة كانت على سامية أن
تخلع ملابس الخروج
حتى تحتفظ برونقها ..
ولهفتها التى أنستها تماما
أن هناك شابا
غريبا قابعا
فى أركان الغرفة يرقبها
عن
كثب .. ولم
تدرك أن هذا الموقف لم يتعرض لة سليمان طوال
حياتة .. وقد
تناست تماما أن
رجلا معها .. فقامت بخلع ملابسها وإرتداء قميص
النوم الوحيد التى تحتفظ
بة فى حجرتها .. فهى خرجت
من بلدها أثر
طردها بعد
حادث مقتل
زوجها على أنها نذير شؤوم على البيت
وبعد أن
تنازل عادل وهو من
علياء القوم للزواج من فتاة يتيمة لا
عائلة لها
وتحدى
الجميع فهى تملك جمالا غير عادى ووجة
مضىء وجسد منير كأنة
اللؤلؤ فى
ليلة مظلمة ....
وفى
أثناء تغيير ملابسها
رأت سليمان وهو يراقبها
بحذر
..
ورأى سليمان وشعر بمكمن الخطر ذلك الجسد
البللورى اللؤلؤى الناصع البياض يتجلى مع
ضور المصباح المتوهج ويرسم
عنقودان لحبتان
من الرمان
العاجى تقفزان وتفران من
صدرها الرخامى المضىء وكأنها لآلىء خارجة من اعماق البحار
المتدفقة فى إنبهار تزين الكون كلة
وتنيرة
وتزيد
الصدر بهجة وحبورا بتجميلة
مما جعل سليمان
يترنح شوقا ليضم هاتين
العنقودين النافرين إلى صدرة ليمتص
تلاحق ضربات القدر ودقات قلبة المتصاعدة عند
الخطر .. ومن ذلك اليوم كان دائما يحلم ويتخيل هذا المشهد
المثير فلم
يتعود أبدا أن يرى فى حياتة جسد أنثى
فاتنة أو غير فاتنة أو
حتى قبيحة أو حتى دمية عارية
مما الهب مشاعرة وزاد
شوقة الى العودة الى القاهرة والذهاب الى حى
الزيتون وشارع طومان
باى ويسأل عن مكتب
المستخدمين ليتعرف على عنوان سامية او
بيت مخدوميها حتى لو يراها مرة واحدة ثانية فى
حياتة تكفى لكى يستنشق جمال الدنيا والحياة ..
تحسس سليمان الخمسة وعشرين جنيها التى فى
جيبة وودع
أمة شاكرا فضلها علية
وإهتمامها بة وقد إشتد عودها وقويت وإستردت صحتها
بمقدم إبنها سليمان
.. وودع سليمان أمة بعدما
إطمأن عليها وقبلها على جبينها قائلا :
دعواتك يا أمى سبيل النجاح والتوفيق
ولن أعود يا
أمى إلا رجلا
تعتمدين
علية وسأعوضك
عن كل أيام الشقاء .. أنا
أعرف كم عانيت الكثير وعندما لاتجدين طعاما فى
البيت أو كسرة خبز .. كنت
تذهبين إلى
عمتى حميدة
التى تزوجت من رجل
أعمال ثرى لجمالها النادر
إما أنت يا
أمى فلك اللة تحملت البؤس
والفقر والذل والحرمان من أجلنا فكنت تقضى
الساعات الطوال تجمعى كلماتك لتتشجعى وتطلبى نصف
جنية من عمتى الثرية جدا وهى تنظر
إليك بإمتعاضة ونفورا وتهملك رغم أنها
تعرف تماما تماما انك
سوف
تردين لها حقها مجرد حلول الشهر وتسلمك المبلغ
الضئيل الذى لا يكفى اى بيت عندما يرسل
اليكى أخى أحمد الحوالة البريدية
بمبلغ خمس جنيعات ولم
تصبر حتى ليوم واحد لكن
اللة كان يبارك فى القليل .. أعلم يا أمى أنك تحملت الكثير
جدا
حتى خالى إستغل
أزمتك وحاجتك للمال فباع نصيب إرثك من أرض أبيكى
بأبخس الثمن بمبلغ لا يتعدى واحد على مائة الف
من
حقك الأصلى .. منة
للة ربنا سوف يحاسبة فى آخرتة ... نظرت
الأم بعينين دامعتين وقالت تعرف يا
سليمان لولا إن أبوك قام ببناء هذا البيت
لنا لكنا
نتوسل ونستجدى من الناس .. صحيح ترك لنا
شقة واحدة صغيرة فى منزل بدور
واحد فليس معنا من ينغص حياتنا
لكنا فى الشارع يا
أبنى نظر
سليمان اليها
بحنان وقبل يدها وقال أعلم يأمى
ماتجرعيتة من مرارة الألم والبؤس والحرمان ولكن
لك الجنة وبشر الصابرين إذا صبروا .. قالت لة
صدق اللة العظيم واللة ياابنى لا أريد إلا
الستر واموت وانا مستريحة عندما أجدك
تعمل وفى يدك قرش يغنيك عن سؤال
اللئيم .. نظر إليها ودعها سليمان والدموع مازالت تترقرق
فى
عينية وتذكر أنة ذاهب ليفارق أمة لكن ما
باليد حيلة فأن طوفان من
المشاعر تدفعة دفعا وقوة هائلة تشدة الى
قدر لا يعرف الى أين يقودة .. ولكن مازالت للتخيلات رسوما
مضيئة فى ذهنة تحملة على المباغتة بالسرور رغم
أنة هذة المرة لن يترك
لنفسة العنان صريعة الهوى
او أن لم
يجد عملا سيعمل
حتى لو حمالا على
محطة السكة الحديد أو خادما فى
البيوت لن يترك هذة الفرصة تمر
منة وتتبخر
النقود فيعود ضائعا هائما خاويا
على عروشة محبطا باليأس محطما للنفس بل هذة
المرة سيقبل العمل حتى بدون شهادات فأن
الشهادات لا فائدة منها تعلق فقط فوق الحوائط كديكور ليس
إلا ... ومازال سليمان
يترنح فى تفكيرة .. حتى قادتة قدماة
الى منزل حبيبتة سامية
فى شارع طومان
باى .. وهاهو الآن أمام العمارة ..
وهاهة غرفة
البدروم لكن فقد منة المفتاح .. وهاهى
تبرز رسالة من احد
أحرف الباب ..إنتزعها بقوة ولهفة وحنان وكأن
الأمر إختلط علية فلم يعرف اين
هى .. حتى العنوان .. وبدأ يقرأ
الرسالة تمام : حبيبى
سليمان أننى كل يوم أنتظرك بفارغ الصبر والحنين
يشدنى اليك كل يوم أكثر من السابق وكأنى صرت أحلم أننا لا
بد سنلتقى .. ارجوك أصبر
أنا كل أسبوع
أحضر الى غرفتى المتواضعة التى ضمت
رحيق أنفاسك ونظراتك لي يا خلبوص
.. أنا شعرت إننى فتنتك وأعجبتك لكن صدقنى واللة
دون قصد منى فأنا لم أتعود أن يكون
فى بيتى شابا
وسيما مثلك
ولا أتخيل ذلك فكأن تغيير
ملابسى تلقائيا ليس لأستميل عواطفك للزواج منى لكن
كنت أدعو اللة أن نكون لبعض أزواج أستظل بضلك من وهج وهجير شمس حياتى
القاحلة بدون ونيس ورجل أحبة ويحبنى هذة المرة طال
علي ردك أين أنت يا أبن الأية تعبتنى معاك ما كنت أنتظر
شقاك.. وفقك اللة فى الحصول على عمل لنلتقى
بإذن الة عند
المأذون ونكون أسرة سعيدة وأنجب لك أولا
وبنات ولن تنتهى الحدوتة لأنى سأكون انا
الملتوتة حبيبة قلبك وزوجة
المستقبل سامية.
............ ظل سليمان
يقرأ الرسالة مرات ومرات .. ويحوم حول البيت كل
يوم
ربما
تأتى فيتم اللقاء وكان ورغم جهدة الجهيد وبذلة
المزيد من الجهد لكى يجد
عملا .. إلا
أن الأبواب مازالت موصدة والاحلام
بدأت تتبخر من مرقدها
ومشاعر
الألم بدأت تلفة لفا وتقحمة وها هو الآن
أستنفذ عشرين
جنيها مما
معة بقدم هنا
وقدم هنا
ويستخرج أوراق هنا وهناك لكن قرأ قائمة
من
نجحوا فى الأختبار ليكونوا أمناء مخازن كان
ترتيبة
الرابع وهم يطالبون
خمسة أمناء مخازن فقط
لشركة كبرى من بين مئات المتقدمين .. وحمد اللة أنة
وجد الفرصة سانحة لكى
يعمل وينتج ويكون رجلا محترما فى
المجتمع ومابين الأحلام المتأججة
والأمال
المزعجة .. وثب من الفرحة فقد تحققت
أحلامة قرأ القائمة المعلقة
مرات ومرات
وتأكد تماما
أنة سيفوز
بوظيفة محترمة
تتناسب ولو قليلا
مع مؤهلة الدراسى ولكنها تبدو مقنعة
لتحقيق أحلامة وطموحاتة
والفوز بحبيبة قلبة ورضاء أمة فقد
يعوضها ايام البؤس والحرمان ... ودخل
المكتب لشؤون
العاملين ..
يقدم
أوراقة ... فقيل لة أحضر إستمارة 6 جند
... وتحرك
واثناء تحركة كان هناك
الخامس
والسادس واقفين
يقدمان أوراقهما قائلين كلة تمام ..
فنظر رئيس
شؤون
العامليين ويدعى سعيد أفندى الى السادس قائلا :
إنت ترتيبك
السادس احنا
عايزن الخمسة الأولي
فقط
طبقا لترتيب النجاح
.. سمع سليمان قول سعيد أفندى ان الشركة تتبع اللوائح
والتعليمات وانها شركة محترمة ولا يمكن أن تتلاعب .. وبينما
يهم بمغادرة المكتب أبصر
عادل وترتيبة
السادس ممسكا بورقة العشرين جنيها ويدسها فى درج
رئيس شؤون العاملين فلم
يعر سليمان إهتماما وقال فى
نفسة ربما سيسلمة
للبوليس لأنة يقدم رشوة ومضى
جريا لأقرب مكتب بريد
وأشترى إستمارة 6 جند ... ووقف
يمد الأوراق .. فنظر الية
عم
سعيد مسؤول التعيينات
وقال لة ..
احنا أسفين الشركة .. أكتفت بالثلاثة فقط ..
وأكتشف بعد ذلك
أن الخامس
والسادس تم
تعينيهما واخذ السادس مكانة .. فقد
كتبوا التقرير
أن الرابع لم
يحضر وربما
إستغنى عن
العمل فى الشركة لذا قامت الشركة بإستكمال العدد من قائمة
المجتازين للأختبارات وفقا
للترتيب وضاع على سليمان فرصة العمل الوحيدة وضاع
الحلم السوى .. الذى تمناة أن يكون
رجلا عاملا نافعا لنفسة
ولأهلة وللوطن ...
أدرك سليمان حجم
الفساد
الذى بمخر فى
الوطن وكيف أصبحت الرشوة عاملا فى ضياع
الفرص وعدم العدالة فى التوزيع ..
رجع سليما محبطا
محطما خائر القوى وذهب الى مكتب المخدومين
بشارع طومان باى .. كتب
أستمارة التخديم ورفض
مدير مكتب المخدمين أن
يذكر المؤهلات والشهادات
وأكتفى بأن
يقرأ ويكتب
.. وسألة
عن عنوان سامية .. فنهرة قائلا : أنا قلت لك
سابقا أن عنواين المخدومين هى سر من أسرار المكتب .. من
يضمن الا تكون لصا قد
تقوم بمعرفة العنواين
لإقتحام الشقق وسرقتها لا تسأل مرة ثانية ..
وتعجب
لماذا تنسى سامية أن تذكر
لة عنوان عملها .. كما أنة
كان ينسى أن
يذكرها بالعنوان كانت كل ردودة
على رسائلها :
حبيبتى سامية .. انتظرك بحب وشوق وأكيد القدر سيجمعنا مرة ثانية حيث
أن أنهار الحياة تجرى حيث المصب والأستقرار والحب والحياة
المستقرة أننى أفتقدك واشعر بالضياع من بعدك واتمنى أن
اراكى فى أقرب وقت كى يطمئن قلبى المتلهف لرؤيك .. أحبك فاتنتى الجميلة /
حبيك وزوجك فى المستقبل سليمان .... تذكر
سليما
ن رسالتة اليها المشوقة بالحب والأمل دون أن يذكر
لها كلمة أتركى عنوانك أحضر اليكى فى أسرع وقت ..
وتوالت الأيام وقد
تم قبول
سليمان للعمل عند السيدة الأرملة الثرية بثينة
والتى
لها ثلات بنات قى مراحل
الثانوى العام فتاة جميلة جدا وتدعى
مديحة فى سنة أولى ثانوى ثم
سالمة سنة ثانية
ثانوى عام ورقية سنة ثالثة ثانوى
عام وكاظم فى الصف الثالت
الإبتدائى...
قدم سليمان
نفسة لبثينة ووضح لها ظروفة وقد إستطلعت على
شهاداتة
وبطاقتة الشخصية وإطمئنت
لة فقالت : عليك تنظيف
الحديقة وشراء
الطلبات وعمل مساج لي يوميا ..
وكذاك ان كان عندك
وقت تراجع للبنات وتستذكر
دروسهم وسأزيد أجرك عشرين جنيها
شهريا إضافيا .. وإن أخلصت فى عملك فستكون
مقربا منى تماما وسوف تحظو بالرعاية انت
شاب وسيم وقوى وشديد الذكاء
والخجل وربما هذا يؤهلك لأن تقتحم حياتنا وتكون واحدا منا
بإذن اللة اعرف أن الحياة متقلبة فأصبر يا سليمان ربما هذا إختبار من
اللة ... شكرها سليمان كثيرا وقال
لها إنشاء اللة سأكون عند حسن ظنك ..
إستمر سليمان يعمل بجد
وإجتهاد ... ويتفنن فى عمل
المساج كانت بثينة شابة فى الأربعين
فاتنة الجمال قاهرة الرجال لكنها
لم تكن فى
نصف جمال سامية
وروعتها لكن سليمان بدت أناملة تلامس
جسد
بثينة الأبيض الطرى الوضاء وكأنة لهطة القشطة
.. واستمر يقاوم
نفسة بإلا ينظر الى مفاتنها وأن يغمض عيناة وكانت
بثينة تدرك ذلك رغم أنة قال لها ليس لي دراية
بالمساج فقالت لة انة عمل لايحتاج
الى معرفة ..
انة يحتاج فقط الى أنامل رقيقة تعرف مواطن الضعف وتقويها
مما يسرى تيار كهربى يجدد النشاط والطاقة ويريح الأعصاب
.. وبدت بثينة وكأنها فى قمة
السعادة عندما يدلك سليمان ظهرها
الطرى البض ..
ويتقدم نحو عنقها وهو يربت على كتفها ويتمتم قائلا : يارب
سامحنى لم
أجد فرصة عمل واحدة وقد جربت أن
أشترى خضار من فجل
وجرجير وبصل لكنى كم مرة أخسر ولا
أكسب
بحثت عن
أى عمل فلم أجد
ولم
اجد قرشا واحدا فى جيبى رغم أن آلاف
الأثرياء يملكون الملايين والمليارات ولا يجدون وسيلة للأنفاق
غير صالات القمار وشرب الخمر ... والقصور التى
ترمح فيها الخيل .. وحرق اوراق
البنكنوت لأشعال سيجار للراقصة أو الداعرة .. أنة مؤلم هذا الأمر
العجيب إستيلاء فئة قليلة على اموال
الشعب
وحرمان الفئات
الغفيرة من العيش لتبحث فى القمامة
عن طعام تسد بة بطونها الخاوية أنها
لحياة اليمة .. وفى اثناء تمتماتة لاحظت
بثينة خجلة وحياؤة فإزادت بة تمسكا وهياما ..
أما بناتها
فكن
يتسابقن لأعطاء سليمان لهن الدروس
والأستذكار وكأنهن فى صراع وتسابق من منهن سيبدأ
أولا ..
وبدأ سليمان يعد لهن الحمامات
فى موعدها وكثيرا منهن من كانت تتحرش بة فيأبى
الأذعان
لهن فكن يتمسكن بة
أكثر .. حتى الزمتة
الكبرى أن يلف جسدها
بالماء
والصابون وإلا طردتة من الخدمة
فقال لها الطرد لي أسهل فقالت لة : وإن كان
الطرد بفضيحة فما قولك ؟ .. فقال لها : ربنا
يسهل هو المطلع .. فقالت لة يعنى إية أصوت والم
عليك الناس والخدامين فقال لها خلاص سأليف
لك جسمك لكن أسترى الجزء الأسفل أرجوكى ..
وفعلا تمت ستر الجزء الأسفل .. وكان هذا
ثالث جسد لسليمان يراة
عاريا بعد حبيبتة سامية والست بثينة
.. لكن هذا الجسد كان رائعا فاق ما
رآة سليمان وغطى على
كل شىء كان كالضوء المشع يطلب
النجدة .. جسد كلة شهوة فاق الحد .. يتدلى منى
كرتان مضيئتان تحملان كرزتان حمراوتان وكأن
عنقودين من اللؤلؤ قفزا فى بحر من الظلمات بضوء مشع
يفوق وصفة بكل الكلمات .. مما محى من
الذاكرة تماما صورة حبيبتة
سامية التى تستحم فى ضوء من النيون الأنثوى يفوق
الخيال وظل يقارن بينهما هذة لفتاة
بكر وهذة لسيدة مكتملة الأنوثة
لكن الفرق بينهما أن
الأولى يمكن أن تكون زوجة لة أما
الفتاة البكر
العذراء فهذا قمة المستحيل
والتخيلات ومضت الأيام تلعب بذاكرتة الى الأمام
........................... بقلم
الكاتب والشاعر المصرى
ابراهيم خليل.
/////////////////////////
سيد الرجال .
----------------------
ضاقت
الحياة بذلك الشاب اليافع سيد .. ولكن
الصبية الصغيرة الجميلة
شفيقة لا
تمل ولا تضيق وكم كانت
صلبة قوية الإحتمال .. كانت صابرة تتحمل ..
كما كانت قوية تحمل
على كتفها أثقل الأحمال
فقد كانت تحمل أردب القمح
على كتفها وتذهب بة
الى ماكينة الطحين لطحنة وتجهيز قدر منة يكفى لعمل
الخبز .. وبذلك
كانت تطمئن أن فى
البيت
عيش وملح ..
فلا تضج بحال من الأحوال .......
وكانت دايما تقول
ناكلها بدقة ونعيش مستورين ..
مرتاحين البال ..
وكان زوجها السيد يتركها
فى هذا البيت المنعزل .. وهو مطمئن أن فى البيت دقيق وخبز
يكفى لشهور لا أيام .. ومادام
الدقيق فى البيت
منشال ..
فيظل مستريح
البال كما يعلم أن
بيتة صغيرإيجارة زهيد سهل المنال لكن كان الإنشغال
لأنة
نائى بعيدا عن العمران
.... وكانت
الصبية شفيقة فى هذا
المكان بالذات ترتعد من الخوف وتموت فى جلدها ألآف
المرات ..
فكم قاست من الخوف ومُر
الأهوال ..
وهى تبصر
بعض الرجال
تتلصص وتحوم حول المكان دائما
وتتجول بإستمرار ..فهم لا
يريدون فقط إلا أن يفوزوا بنظرة واحدة أو يطلون على هذا
الجمال ... من خلال هذا الثقب فى الشباك أو فتحة فى الجدران وأن
يبصروا بعيونهم من تكون هذة الصبية الرائعة الجمال القابعة فى
هذا البيت المتواضع هل من البشر أم ساحرة .. أم من الملكات ويتساءلون هل هنا سحر
أم هذا محط خيال .. وكان النظر من خلال ثقب صغير فى الباب أو
الشباك يعطيهم فرصة للتلصص على هذا الجمال وكانت تقر عيناهم وهم
يبصرون شفيقة تتخفى بالشال لتكون بعيدة عن الأنظار وكم أدركوا أن
وجودهم يسبب لهذة الصبية الجميلة كل وبال كانوا لا يريدون قلقها
وخوفها منهم كان كل منهم يريد أن ينصرف فى الحال
.. وكانت الصبية شفيقة تموت فى
جلدها
من تلصص
الرجال عليها
وما يجر هذا التلصص
من ألم وإنفعال .. فتصرخ عندما يأتى زوجها
والدموع تنهمر من
عينيها كالسيل قائلة : إنت سايبنى لوحدى فى المخروبة دى و برعشة تصدك فيها أسنانها
وترتجف أوصالها تسترد قولها قائلة ارجوك ياسيد
أنقلنى من هذا المكان أنا
مش قادرة أتحمل أنا
فى خطر شديد بشوف كل يوم الأهوال .. ممن يتلصصون من
ورا الباب
كالخيال .. وانا صابرة
صبر الجمال
ولما بخبى
وشى وأضعة فى
الوسادة روحى بتطلع
وبتروح منى فى الحال حموت مخنوقة
يا سيد لا أتنفس
عشان محدش
يشعر بوجودى
فى الدار ..أرجوك إن كنت
صحيح بتحبنى ياسيد ..إنقلنى الى مكان آمن .. عايزة أعزل ياسيد من
المكان ... ينظر اليها
زوجها السيد
برقة وقال : طبعا بحبك ياست الستات
إمال انا سايب الدنيا
كلها وجاى هنا لية .. تنظر الية شفيقة
بإستعطاف طب نعزل فى أى مكان آمن .. يقول
زوجها السيد :
ومنين حندفع الإيجار
إنت عارفة انا بجيب
فلوس الطعام بالكاد تمن شراء طقة واحدة
.. معلش الصبر يا شفيقة ربنا معانا ويحفظك لي يا أحب واحن
وأجمل زوجة فى
الدنيا كلها... تنظر إلية زوجتة
بنظرة حانية وتقول : انا ممكن اصبر
على الأكل لو حربط حزام على بطنى أو حتى
حجر وعمرى ما حا اشتكي فى
يوم من الأيام لكن الخوف يقتلنى كل يوم من الرجال .. اللى بيلفوا حوالين
البيت ليل ونهار .. لما تكون موجود خلاص مابخفش انا عارفة إنك سيد الرجال
وبحبك كتير ياسيد لكن الخوف وإنت بعيد عنى
بخاف من نظرات
الرجال .. وتسترد قائلة البيت شباكة واطى و اللى جواة بيبان
..وانا مكشوفة قدام الخلق وقدام اللى بيتلصصوا ويبصوا عليّ من الفتحات فى
الباب وقاعدين يتهامسون ورا الشباك أعمل إية يا سيد زهقت خلاص
مش ضايقة وكمان دوارنهم حوالين البيت وخطاوى رجلهم بتدبدب
كمان .. دول بيدخلوا راسهم من الشباك أنا بسمع
همهماتهم وهمساتهم وتنفسهم والسعال ... كفايا ياسيد كدة سايقة
عليك النبى تشوف لينا بيت آمن نعيش فية بهدوء بعيد عن عنين
الناس يقول زوجها السيد : الناس الناس أحنا سبناهم فى كرديدة هم
ورانا ورانا أعمل أية فية فكرة .. بقترح عليك تلبسى نقاب
يمكن دة يبعد عنا الشر شوية .. تهمس وتتمتم شفيقة
الزوجة الصغيرة التى لم تكتمل
السن القانونية للزواج
قائلة:
اللى تشوفة يا سيد
بس نبعد من هنا وكان سيد يعلم أن المأذون
بتاع البلد
عقد القران وكان من
بخت
السيد أنة لم
يشاهد وجة الصبية شفيقة بل بعث من يأخذ منها
الموافقة والإستئذان
ويوقعها على ورقة ليطمئن ان الزواج تم برضا الزوجين لا جدال
..كما أنة بطبيعة الحال .. كل مأذون بيدور على جنية زيادة وهى
دى طبيعة الأعمال اللى
بتكون مفتوحة وغير
محددة بميزان فهو
يريد أن يسترزق مادام يجد قرش زيادة .. سرح
السيد فى كيفية حدوث الزواج بهذة السرعة التى لم يتوقعها بحال من
الأحوال .ونظر الى زوجتة
نظرة إمتنان للة إنة منحة زوجة بهذا القدر
الطاغى من الجمال لكن هيهات .. فالسيد يحفظ القرآن كاملا .. وإيمانة
باللة وضع على قلبة حجر فهو يؤمن باللة وبقدرة خيرة وشرة
لكنة نظر الى زوجتة وقال : ربنا يسهل
إحنا آخر الشهر نعزل ياشفيقة من السكن دة ..
-------------
كانت على
شفيقة أن تحشى لة الكرنب كما قال لها
زوجها السيد
.. بعد أن أحضر لها مستلزمات الحشو من( شبت وبقدونس
وكزبرة) .. فيجب أن
تشترى الكرنب أولا من مكان فى آخر الطريق الطويل الذى يمر بحقل بيع الخضروات
وكانت عليها أن
تنطلق
مبكرا قبل عودة
الرجال من أعمالهم
ومحاولتهم التجول
حول البيت بإستمرار ...
وكان البيت
الصغير الضيق
المتهالك
والتى تسكن فية هذة
الصبية والزهيد الإيجار .. لة شباك واحد صغير جدا وضيق ..
واسلاكة متهالكة وقد تساقطت منة الكثير بعد شدة وجذبة من
الشباب للتلصص والنظر الى ما بداخلة ممن يريدون
أن يشاهدوا هذا الجمال الفائق خلسة..أو من وراء ستار ..
ورتبت شفيقة أمورها
على أن تستيقظ فى الصباح الباكر
وتذهب مسرعة الى
الحقل
القريب من
المنزل حيث
ستجد مساحات
مزروعة
من الكرنب على
إمتداد الجهة الأخرى
من البيت حيث
يعتبر هذا البيت هو الوحيد الذى أقيم
فى هذة المنطقة النائية عن العمران
وقد وجد البيت أصلا لمزارع قد يقوم بملاحضة الزرع الذى يملكة
هناك
و لجمع المحصول
ولذلك تم تأجير هذا البيت
بثمن زهيد لبعدة عن العمران ولم يكن فى الحسبان تأجيرة
أبدا للسكن ..إلا أن صاحب السكن وجد فى قدوم السيد وزوجتة
إستحسان بهجة للمكان
عندما أيقن أنة سيعلق
بالجمال .. وكان زوجها السيد يسعى لمنزل بهذا الأجر لعدم وجود
مال كافى
لإيجار مسكن مناسب وكان
هو
السبب الوحيد فى
إستئجار هذا البيت فى هذا المكان وحكى وقد ذاعت الحكايات
أن فى هذا المكان مزارع شقى ممن لة سوابق فى
الإجرام وكم
روى عنة حكايات
وحكايات موجود فى هذا المكان بالذات ومما
قيل عنة أنة قتال
قتلة ..
وكانت (شفيقة) .. تصدك
أسنانها وترتعد فرائضها عندما تسمع هذا الكلام وأنها محاطة بخطر من الخلف
ومن الأمام وتبدو مترددة فى الخروج خوفا من هذا
الرجل الشقى الذى ذاع صيتة على إنة سفاح
النساء وقاتل محترف ...
ولكن حب
شفيقة لزوجها (السيد) .. وطلبة أن يتناول الغداء (محشى الكرنب
بالذات ) .. جعلتها تغامر بالخروج لتلبى رغبتة فى تذوق الطعام الذى
يحبة وخاصة وإنة أحضر لها للخضار لإعداد المحشى
ولحشو الكرنب وطهو الطعام الشهى الذى ينتظرة زوجها الحبيب .. وبسرعة
إنطلقت شفيقة مرتجفة الأوصال خوفا ان تنال منها الأخطار وخاصة والمكان
موحش ملىء بالزراعات والأشجار الكثيفة والقتل هنا
قد يدار
دون أن يستدل على
الجانى حتى فى عز النهار .. واستطاعت شراء كرنبة على وجة السرعة وفى
أثناء العودة كانت ترتجف خوفا وترتعد فرائضها
وفى اثناء سيرها وهى تبتهل للة أن تعود سالمة..
سمعت صوت أجش ينادى
عليها : قفى عندك يا ولية نظرت حولها وقد فكت أوصالها
وبدت وكأنها عاجزة عن الجريان .. ونظرت وعينيها الجميلتين
هلعة فوجدت رجل مفتول العضلات وشاربة غليظ وطويل يقف
علية الصقر كما يقولون .. ووجه
شاحب منحوت كالصخر
وصارم وقاسى
الملامح كالقلاع ..
وبسرعة عرفت وأدركت من وصف الناس لهذا السفاح أنة هو
وقد إنتهى عمرها الآن ..
( إنة أبو شمار ) .. الذى كثرت عنة الأخبار
ذلك الرجل القتال
قتلة ..
فهلعت وغاصت فى ركبها
وارتعدت فرائضها وتوقف لسانها بعد أن جف لعابها فجأة فنظر اليها ابو
شمار قائلا : سبحان اللة الخلاق .. لا تخافى
يامرات السيد .. روحى اذهبى فى أمان اللة .. لا تخشى شيئا
فقد
أذنت لك بالإنصراف
فى
رعاية اللة ...........
اللة يسهلك ..
ويحفظك ..
إما هى فلم تنتظر
الكلمات
فقد أدركت أن
عمرها إنتهى وتركت ما إشترتة من الكرنب حين سقط من يدها ولم
تلتقطة ولم تصدق ما سمعتة بأذنها ولاذت بالفرار واخذت
تجرى وتجرى بما منحها
اللة من قوة بعد أن تجمدت أوصالها أكثر من خمسة دقائق حتى وصلت
الى باب البيت لا هثة واغلقت الباب
خلفها بقوة .. وقد حدث
لها إنهيار وأغمى عليها وفقدت وعيها ولم تدرى ماذا حدث لها
بعد ذلك ..
وراحت فى غيبوبة تامة ونوم عميق ... إستفاقت
حين طرق عليها زوجها السيد الباب فلم
تسمع اى طرقات فى بادىء
الأمر فأوجس السيد زوجها خيفة عليها ماذا حدث وظل يطرق بشدة وإشتد
طرقا على الباب حتى أستفاقت وصرخت بفزع وقالت : مين على
الباب فقال لها زوجها أنا السيد
يا شفيقة إفتحى ..
ففتحت
الباب وهى مازالت
ترتجف .. وقصت لة حكايتها وقال
لها أنا
لقيت الكرنبة ورا الباب ياشفيقة
فقالت لة بلهفة بالغة
: صحيح ياسيد .. الحمد للة اصل انا
ممعيش فلوس أجيب
تانى غيرها .. وأدركت إن أبو
شمار لم يكن يريد أن
يؤذيها فحمدت اللة لنجاتها منة ..
وعلمت أن ابوشمار
حملها بنفسة وتركها أمام باب البيت وانصرف دون أن يحدث اثار ...
وبدأ زوجها
سيد منذ هذة اللحظة
بالبحث عن بيت آخر وهو
الوسيلة الوحيدة لعودة الإطمئنان الى شفيقة زوجتة
وراحة البال ..
وفعلا إنتقلا
الى بيت آخر أكثر
هدوءا لكن بأجر مرتفع ..
كان البيت الجديد
يخوص فى الرمال كما إعتاد الحال
البحث عن
بيت أجرة
زهيد من المال
...كان الزوجين سعيدين بتغيير
المكان .......
وإستوقفنى هذا الجدال ..
كيف لهذا الجمال أن
يكون هذا مسكنة .. أصنع هذا
فى الحال أم أن هذا
موضعة أم صنع من الرمال
أو من حمرة وجنتك ..
أم إنة عزف على الناى
حينما كان الشروق مطلعك .. أم إستبدت بة الألحان لتحى
إبتسامتك .
-------------
وها قد غمست فرشاتى
فى الألوان أستقطب الظلال
وأرسم لوحات
فيها الجمال .. من فكرتك وأفكارك.. فكان قدرى أن
أسجل على هذا
المنوال حكايتك :
حكاية صبية
فاتنة الجمال
قدرها أن يكون الضنك
نصيبها والفقر حمل مثقل عليها كالجبال .. لم يحن
بعد يا فاتنتى الترحال .. فقد أصبح
هذا المكان مسكنك
.. بالحب وبالألوان مزان هكذا أمسكت بفرشاتى أستقبلك
والملم الألوان
واعانق بضحكتك أعالى
السحاب
وأرى فى زرقة
عينيكى الممتلئة
بالحب
والإيمان مثال
لفطنتك .... وضوق بلا
إهمال .. نظر السيد لزوجتة شفيقة فقد كانت
عينيها تستحم
فى زرقة أمواج البحر المتلاطمة
فتضىء كالنجوم فى
السماء
وينسكب بريقها على
الهضاب والجبال
وكأى إمرأة فى
جمالها قد تعجبك فى الحال .. فشذى عطرها من المحال أن ترى
مثلة فى الشد
والإنجذاب إنة فواح جذاب من المحال أن يعثر علي أعشابة
المتوجة فى الهضاب والتلال ... أو حتى فى أعماق لوحتك المرصعة
بالجمال .. فقد كثر رسم لوحتك وهة من أروع اللوحات تبرز فيها فتنتك وتستهل
بطلعتك كل انواع الرقة والدلال ..كنت ابحث فى
نوع الأعشاب فى الجبال أو
عن خلطة
أو وصفة أستقدمها
من عطر الربيع والجمال .. وتفتح الأزهار ..
البعيدة والقريبة المنال وابحث عن أين يقطن
العطار ..
ويخلط من ورود وأزهار .. كنت أنظر للحياة بمنظار .. أرى فية
كل الوجود أسرار
... ومن يعرف سرك فأنتِ كالنهار فى ضوئك وفى تسابيح
القلوب والأذكار .. أظل
فى فكرك حين تنهض الأفكار ..كنت اتابع حفلات المساء عندما يطول
بى الإنتظار ..
تنتهى مواسم الشتاء و
توقف الأمطار ..أنتظر مطلعك..
وأعرف من أين يبدأ المسار .
---------------
أغمس قلمى فى
بحر الكلمات وأغوص بقدمى فى عمق المحيطات ..أستشف العبارات
أستكشف أغوار الذات والتقط بأناملى فصوص
اللؤلؤات.. بعد طول معناة وإنات
... كان
يشدنى سحر هذا
المنظر
فأسجل الكلمات ..
كانت
شفيقة الزوجة
الصبية تعيش حياة بائسة ولكنها
كانت صابرة متحملة
راضية وقد أنجبت بنين
وبنات .. كان
البيت على
الرمال والسقف لا
يحجب
الأمطار .. وكان
الأب يفرش لأولادة وبناتة تحت السرير
سجادة ويقوم بتغطية الأطفال
ويتلقى المطر
المسال هو
وزوجتة فتنتابة
الكحة والسعال .. حتى ينتهى
موسم الأمطار ..
فقد قاسى
الكثير وهو يضمد
السطح ببعض أوراق الأشجار والعشب والخشب ولكن شدة
الأمطار كانت تزحزح
كل شىء لتصل
الأمطار
الى كل شىء فقد
تغرق السرير تماما وقد تنزل الأم
لتضع صغارها
بين أحضانها لتدفئتهم .. واحيانا الأب يجمع
قطع
الأخشاب ويشعلها
فيبتهج
الأطفال بالدفء
.. ومهما
طال الشتاء ..
فقد كان دفء الحب بين الأسرة يقويهم .. ولا اعرف
يعرف مايقسون وكأنة قد
أغلق الستار ..
.. وقد رحل الأب
ولم يكمل الخمسينات
.. رحل وترك لها كوم من
اللحم لم
يجدوا الفتات ..
كانت إبنتها فايزة
تبيع الحلوى عند مدرسة البنات
تحمل عن كاهل
أمها عبء هذة المشقات .. والشتات ... وقد كبر إبنها
محمد وبلغ
الرابعة عشر من عمرة .. وقد كان أذكى تلميذ
فى فصلة لكن
حاجة الأسرة لعملة
بالذات
ليخفف العبء عن
كاهل الأسرة ... فكان دائم العمل بعد الظهر
فى محل
سيارات ...
ورغم تفوقة بين أقرانة التلاميذ إلا أنة
سمع عن
وجود لا فتة
لمن يريد العمل فى
إحد
الثكنات .. والكل
يقدم طلب الوظيفة من الشباك
وكان علية أن
يضع قوالب الحجارة ويرصها فوق بعضها حتى يستطيع
تقديم طلبة بالذات .. لكن
من أخذ منة الطلب
نظر الى وجهة وادرك أنة صبى صغير ولا يتحمل العمل فى هذة الثكنات ..
ونظر الية
فوجدة قد وضع
الحجارة ليقف
عليها فقال
لة يا بنى هذا
العمل للرجال
ولا تصلح للعمل هنا
فإشتد
بكاؤة وأنينة وقال
إن أبى مات وانا اريد أن أصرف
على اخواتى البنات .. فرق
قلبة لهذة التوسلات
وأخذ طلبة وقال لة عليك فى إلأختبار الأثبات عليك
الحضور فى 3 /7 هذا
ولا تخلف الميعاد .....
وانتظر
الصبى الصغير
محمد هذا
الميعاد وقلبة يخفق ويشتد بة الرعشات كيف يثبت
وعلية إصلاح
المعطب من السيارات ..
وكان على دراية
تامة كيف
يقوم بأعطاب السيارات
وإصلاحها عن طريق فص الثوم الذى علمة لة صاحب الورشة التى
يتردد عليها دائما بعد أن وجد فية الذكاء وتقبل
العمل والجهد الذى يبذلة دون إنحناء .. وادرك لعبتة
المفضلة فقد وضع مايمكن وضعة عن طريق
خفة وزنة وسرعتة فى
الإنطلاق فقد وضع فص الثوم ليتعثر
الآخرين
عن تشغيل السيارة مهما
أصلحوها فهى لن يدور
محركها قبل تنظيف فص الثوم اى زيت فص الثوم
وتعثر العديد من
المتسابقين وجاء الدور علية فقام بعد محاولات
خداع وادرك الن لاجدوى من الإطالة فالوقت محدد وقام بمسح
الثوم وقام بتشغيلها فجأة فصفق لة الجميع وسجلوا لة النجاح
بإمتياز والتحق وهو صبى صغير بالعمل مع أعتى الرجال ..
كانت المواقع المختلفة تخلق الأزمات وكان على
الصبى تحمل المسؤليات
إذ أن
مبلغا من المال سيسهم فى النفقات وسد
الأحتياجات
.. كانت الأم
الرءوم ترفض أى
إرتباط
أو زواج رغم كثرة
الخطاب من أجل أطفالها الصغار ..
ورفضت كل عروض المتقدمين
رغم ما في العروض من إغراءات وأن تعيش عيشة الملكات ..
رفضت شفيقة
كل العروض وأغلقت
الباب نهائيا أمام كل العروض والطلبات .. لم يعد يشغلها
إلا تربية أطفالها
وتعليمهم
مهما كانت التضحيات ...
كان سليمان طفلها
المدلل
تحكى لة أجمل الحكايات
وكانت حين تتكلم
ينصت
لها بإهتمام ..
ويستعيب كل ما قالت وكان أحمد أخو سليمان
يكبرة بسنوات وكان
محمد أكبر الولاد والبنات .. كانت الأيام
تمرا والسنين
تدور دوراتها
وتكثر لى الأم تحمل
الإلتزامات .. كان مايعطية إبنها محمد لا
يفى بكل الإحتياجات ..
فهى ملزمة بتدبير الطعام
من هنا او هناك
وكان آخر
الشهر لا تجد
أى نقود لشراء الطعام .. وكانت
العمة
حميدة عمة الأولاد تعيش فى بحبوحة وثراء
تام فقد تزوجت من رجل ثرى فهى تمتلك مساحة كبيرة
من الجمال
جعل جميع
الشباب يلتف
حولها يريدون ودها
ولكنها
إختارت بعقلها وقلبها رجل
من أحسن الرجال
صفات ومال .. لكنها كانت بخيلة
تحب المال حبا جما .....
فتذهب اليها
شفيقة أم الأطفال تستعطفها أن تقرضها جنيها
واحدا تشترى بة الخضار لتجهز
الطعام لأطفالها الجياع .....
وتنتظر الأم أن
تستجيب
لها .. رغم
أنها تعلم أن
شفيقة لن
تتأخر عنها عندما يعطيها إبنها محمد
راتبة آخر الشهر
ويأخذ منة مايكفية لنفقات الإنتقال
والمواصلات وطعام
الإفطار .. فهو يستيقظ مبكرا .. ويتحرك قبل أن
ترسل الشمس
شعاعها الذهبى على المكان .. كان
قلب الأم
يدق دقات متلاحقة حتى يرجع إبنها
فى المساء...
ويطول إنتظار
الأم والعمة
حميدة تتجاهل
النظرات ..
وكانت الست
تريزة التى
تسكن منزل
العمة فى الدور الثالث .. تحب شفيقة وتوليها
الإهتمام وتعلم جيدا أن حميدة ستتجاهلها حتى
آخر النهار والسوق الخضار
على وشك الإنتهاء .. وهى
كم تلمحها وهى
صاعدة
وكم ترحب بمقدمها
فى كل وقت من الأوقات .. صعدت اليها الست تريزة فوجدت
الدموع الساخنة
تبلل وجنتيها فتقول لها تعالى
يا ست أم محمد ...
أنا عيزاكى لأن الست حميدة
حطنشك .. ولا داعى
للإنتظار .. وتأخذها فتقدم
لها الخمس
جنيهات والشاى والكعك .. وتقول
لها
ماتحاوليش تستلفى تانى من الست حميدة دى
ست معندهاش
قلب أى شىء تعالى عندى وانا عينيى ليكى .. واصبحت
الست
تريزة هى الملجأ الوحيد لها عند الأزمات ..
إما الست
منيرة وهى أيضا من العمات وصاحبة
أملاك
عندما تحتاج وتلجأ اليها حين تشعر أن أولادها لن يتناولوا الغداء
تذهب اليها
وتقول شفية لها أى حاجة بس عقبال مايجى إبنى يحسن العيال
منتظرين الطعام تنظر اليها الست منيرة قائلة : واجيب لك
منين يا حسرة
.. وعندما أخذت الخمس
جنيهات وذهبت الى
السوق
وكانت تسترخص
الأشياء
أو تأخذ بواقى
الأسماك أو
تشترى بواقى
البطاطا ..
وتحضر الطماطم والخيار..
وتجهز لأولادها على
وجة
السرعة وعند العشاء كانت
تكتفى بأن تسلق لأولادها
البطاطا ... وهى عند
أطفالها قمة المراد ... كان
سليمان ينظر
إلى أمة معاتبا .. العيد قادم يا أمى
وليس
فى رجلى شىء
البسة أريد
حذاء .. فتقول
لة لما أخوك يقبض إنشاء
اللة فيرد
قائلا : أنتى قلتى
لى الشهر اللى
فات والعيد
قرب وأنما بحاول اساعدك
ما بطلبش منك لا كراريس
ولا قلم ولا أستيكة ولا علبة
الوان .. تنظر الية
الأم باسمة وتقول : ربنا يخليك
لي وتعوضنى
خير أنا عارفة أنك بتختصر وتمسح بالأستكية
وتكتب تانى فى الكراسة ينظر
اليها سليمان ويقول :
الكلام دة كان زمان أنا دلوقتى بحل لزملائى المسائل
وآخذ عليها مقابل أم كراسة و قلم أو أستيكة
أو علبة الوان ..
وانشاء اللة
حعمل لهم حصة تقوية
بفلوس بس لما أكبر شوية
عشان مش
حيقنعوا بأنى
مدرس صغير إلا
لما يئون
الآوان .. تنظر الأم الية
بحنان وتقبلة إنشاء اللة ياسليمان حتعوض أمك عن
الحرمان
------------------
كان الليل قد أرخى سدولة
دون إستئذان .. وأغلقت
أنوار الجيران .. فأوقد سليمان لمبة الكيروسين
مستعدا لأن
يستذكر دروسة بأمان ... ويقوم
بذلك بإهتمام .. وأمة
تقوم
بصنع الشاى
تشجيعا لة
على هذا الإهتمام .....
تحركت عقارب الساعة
الى الأمام
وسليمان يستذكر دروسة بإهتمام
والدنيا حولة فى صمت تام
وكأنة يدخر
للمستقبل قبل
فوات الآوان ..
وكانت
أختة عايدة
تستيقظ
لمتابعة دروسها بإنسجام
كان الجوع قد
أنهكهما فتقول لة أختة : أكيد إنت
جوعان زى ... فيحضرا
الملح بدقة
ويتناولان بالخبز ما يكفيهما قبل المنام ...
تذكرت الأم كيف كان
الشقاء مخيما والبؤس
مجسما وكل شىء فى قلبها
محطما عندما تجد
فلذات
أكبادها
يفرحن عند تناول
الخبز
بالملح والدقة وكم
شعرت أنهم حقا
أيتام .. تذكرت الأب وكم عانى حياتة من الترحال لأيجاد
الكساء والطعام لأولادة ..
لكن الحمل قد
ثقل عليها
فأصبحت لا تنام ..
ثقل الهم
وكثر الغم
عليها لكنها صابرة وتعلم أن اللة سيوافيها أجر
صبرها إن
لم يكن فى
الدنيا ففى الآخرة خير مقام... تنهدت
الأم وقالت : أعمل
ليكو الشاى يا ولاد
---------------
فتقول عايدة : لا يا امى
خلاص حننام
ترد الأم تقول صحيح
ياولادى لا الجعان يجيلوا
نوم ولا
البردان يجيلوا نوم ولا الخايف كمان ..
والحمد للة إحنا لسة فى
الصيف .. تعالوا ناموا واتدفوا جنبى..
تتحرك الأيام ممسكة
بالزمام ولا شىء يبدو فى الأفق .
حلو المقام .. غير
تلك الأمانى والأحلام
.....
--------------
تنكسر أشعة الشمس
على موج البحر وحين يخضر
النبات ..فتومض
شعاعة
كالبرق على كل الجنبات ..
أعشق هذا الأسم
وتلك الحكايات .. واتلهف على
هذا الرسم .. حين
يرسو
تاج الملكات .. أكتب الى
كل العشاق
وأمسك بالسهم
حين ينفذ
مخترق الجبهات
أحلم بالنور
.. وذاك الضوء النافذ إلى الصدر
واسجل روايات .. كم
من العمر مضى وانا ارقب البحر وتلك السنوات التى
تمر مرا ..
باحثة فى الذات
.. ماذا دهاك أيها العمر كم
كنت معمرا
حينذاك .. تسقطب الأمواج جبينك الحر .. وترسم منحيات ..
ويلفعنى عطر
الدهر فأجثو
وقد أرتكب بعض الحماقات
بدأ سليمان
يدون تلك المذكرات وهو يعلم لا أحد
يهتم بهذا الإثبات
.. كان
الحلم واردا فى الفؤاد ..
وكان على سليمان أن ينفذ
وعدة بعد أن
زاد عمرة عدة سنوات ها قد أصبح فتى يافع ..
الكل يلقى
علية بالنظرات ..
كم يستدل
على عمرة ..
وكم عمرة
من السنوات .. كان
قد بلغ
السادسة عشر
ربيعا .. فتى يافع حلو القسمات ..
يحمل فى عقلة
ما حفظة
من قراءة
ومعلومات
...
وكيف يتقن
إعطاء الدروس بالذات ... فقد إنتقل من اعطاء
الدروس
مقابل قلم او أستيكة أو
كراسات .. الى مبالغ نقدية
وصلت الى بضعة
جنيهات
.. أقام مجموعة دروس خصوصية .. وفى
إحد المجموعات .. أبصر فتاة
قادمة تسأل
عن الأستاذ سليمان .. فنظر اليها ماليا
وقال : أنا
الستاذ سليمان
وقالت لة أنا
أيضا شربات
من قرية ميت
بشار وقد
سمعت عنك أنك
تستخدم اللوحات فى الشرح ..وتقدم
أهم المعلومات بطريقة
حديثة وقد جئت اليك على أمل أن تعطينى درس خصوصى لا درس
فى المجموعات .. وسوف أعطيك ثلاث جنيهات بخلاف حق
المواصلات
فإن قبلت فهذا
عنوانى هناك
تعليقات
إرسال تعليق