رواية حقيقية وبدأت تتساقط اوراق الخريف ==2017--بقلم ابراهيم خليل
== 1=========
/////////////////////////////
فندق شيرتون الغردقة
===============
===============
//////////////////////////////
===============
==== 1===
المسابقة .. الكبرى
فى فندق فاخر فى
الغردقة
==========
بدأ العد التنازلى لمسابقة أكرم الرجال
الذين أثروا فى الحياة وأثروا
فيها بما لهم من مواقف خالدة من :--
(القيم والأخلاق والمبادىءوالشرف والمروءة والكرم)..
============
وقد بلغ عدد المتسابقين عشرين متسابقا
دون ترتيب بدءا من
1-الباشمهندس / محمد (محلات الدهب بالتل الكبير)..
محلات هايبر احمد شعبان).. وإنتهاءا بأسماء
الحاج يسرى والاستاذ/
محمود عامر ..
كما لم ترتب الأسماء
حتى الآن إنتظارا لإعلانها قريبا .
==============
/ رئيس التحرير
ابراهيم خليل..
=========
المشرف على المسابقة من
خلال الأصوات التى أرسلت عبر الإيملات ..أو
الليكات.
الأستاذ / جلال عبد الفتاح
//////////////////////////////////////////////////////////////
رواية ( وبدأت أوراق الخريف
تتساقط )..
/////////////////////////
رواية حقيقية
========
بقلم / ابراهيم خليل
///////////////////////////////
( وبدأت أوراق الخريف تتساقط ) .. رواية واقعية من ريف مصر..
قد تضيف شيئا جديدا دون
تزييف
============
الفصل الأول
////////////
أغمس قلمى فى مصباح الكلمات لأنتقى من خمر
وجنتيكى أحلى الحكايات .. ومن حُمر خدودك المعبقة بتلك الغمزات أحاكيها وأغازلها فقد تسكرنى لساعات .. أطوف بها أستقى منها الوانا تعجبنى جيدا وتبهجنى وتضع حدا للمسافات ... لتستمر الحياة بيننا دون ألمٍ وإنات .. يستوقفنى دوما نبض قلبى وهذة الدقات لأستخلصها من جوف الكلمات .. فقد تكون معبرة حين تهزها الصيحات ..فاستخلص منها العبر وأرق العبارات .. يا أروع أنثى صادفت حياتى بالذات .. فصاغت خلطا فى عقلى أفتاة من الحسن قلبى إنبهر بها أم هى من الملكات .. يا اجمل البنات ياحلم حياتى .. يوقظنى عندما أجول فى المتاهات يا كل نبض
يحضر فى العقل وفى القلب وفى الذات .. أعلم أنك ستظلين دائما ساكنة فى كيانى وفى كل أنحاء الفؤاد ..أجول بنفسى وتهزنى اللافتات وأستكشف بمصباح قلبى أروع الوجنات .. فحمرة وجنتيكى توحى بالإثبات أنك الوحيدة التى كان نداؤك دوما يهزنى ويهز كل الإحساسات ..
ويستوقفى فى كل مرة حين أتوة فى الهمسات ..
... وأسافر بقلبى ذات مرة تستوقفنى كل هذة الكلمات .. واحيانا أجد سفينتى ترسى فأجول بها
عبر كل المحيطات .. أرنو بعينى الى تلك الأعماق وأستخلص اللؤلؤ الحر من هناك .. ولو على بعد مسافات .. أنظر وأتلفت حولى وإبحر فى اللانهائيات
وأحاول بكل إجتهاد... أن أضع حدا لكل ما يقفز من قلبى من التنهدات ..وأتجول فى كل أنهار حبك العذب حتى أذوب فى المتاهات .. واتعمق فى كل مرة
لأحصل على هذة النظرات فقد توقظنى من نومى وتأخذنى إلى أجمل الأحلام
عندما أجدك فى الحلم ترتوى من حبى ونتناوب القبلات .. وفى كل نظرة تقربنى منكِ .. اتلمس حسنك واتسكع بخاطرى فى الطرقات بحثا عن شعاع منكِ .. يمدنى بالأمل حتى لو أجوب كل القارات .. هكذا يشدنى حبك وأسير مسترشدا بهذة الومضات.. فعينيكى بها ضوء باهر وأستقبل ضوءها
مع كل التوقعات .. و أخط بقلمى خطوطا عريضة أو علامات .. على هذة اللوحات ..
تدلنى على الطريق إن فقدت
البصلة الإتجاهات .. وأرقب قلبى وهو يدق بعنف أعنف الدقات .. وحين يجف ويتوقف نبضة فمن سيرسل النبضات ..ثم أسأل نفسى هل هناك سرا .. وأعيد على نفسى تكرار السؤال ..
.. هل أنا فى حلم أو أنا فى عالم آخر أهو عالم الأحياء أم الأموات ......
حبيبتى وجدت فى النظر اليك راحتى وسر سعادتى وأضحت الحياة بهجتى
وزالت عنى التنهدات والتأوهات .. وحين أنظر الى تكوينك الرائع يا أجمل الجميلات .. أتأكد إنك أجمل الحوريات .. فقوامك ممتشق البان جميل الأغصان مثال لفتنة هذا الجمال .. فية رقة وكل إعتدال ..... أجوب مداخلك وأتذكرك مفاتنك فتشدتى الذكريات.. وأسأل نفسى سؤال ..هل أنت من البشر أم من الملكات الهبطة من السماء .. فأراقبك وأرقب حسنك بحذر وأختصر كل هذة المسافات .. أأنت إسطورة من الخيال تحكى أن أنت من قصص من الروايات تلقى على الخاطر والبال .. أنتظرك وأظل أركع عند حسنك وأستنشق الجمال وأطوف عند ركنك وأبحث فى الإحتمال هل سيزداد قربك أم هذا من المحال .. فأظل جائعا.. أحاول أن أنهل من نبعك ومن هذا الحسن ما يوقظ الفؤاد والخيال .... وأتمادى فأنظر إلى حصنك وما به من قلاع .. أقلاع متحصنة بقلاع
وما قوة التحصينات فى كونك جميلة الجميلات .. ..شىء يشدنى إلى حماكى وضمك الى صدرى فمن يحميك منى إن كنتِ من النافرات ..... فإن تهاوت التحصينات .. ...أسأل نفسى هل هناك خندق يضمك .. أم أن هناك قلاع تقام .. وكم يستلزمنى التضحيات ولمن أدفع ثمن التبعات .. إن كان هناك الملا ئكة بهن كل التحصينات .....
أبحث فى الأرجاء وأنظر للسماء وأزيد من الدعاء قد تتفجر ينابيع الرحمة مرة أخرى وأفوز باللقاء .. لم يكن اللقاء فى الحسبان أو فى الذات .. ..وأنصت وأستمع الى موسيقى حالمة وأزيد من الإستماع بالأصوات.. وأقوم بإلقاء الشعر بالإرتجال ..فحقيقتك أسطورة
وكل شىء يذوب معكِ فى عالم الخيال .. وسبحان من خلق هذا الجمال .. لكى يطغى ويلهب الأشواق ..وكل مافى نفسى يكفى فأنا لهذا الجمال مشتاقٌ مشتاق ..ومن يعبر عن الأشواق
.. أذوب فى عطر أنفاسك.. وأنتظ أن يحلو اللقاء .. وأستمع إلى كل هذة النداءات ..
..أنصت إلى الوانك تشدنى الآهات ويجذبنى جمالك وأسأل نفسى هل حقا أنت من البشر أم من الملكات .. أم أنك نهر عذب مصفى يشدنى حلاوتة مذاب فى شربات ..فكم إستعذبت هذة الكلمات ومع تزايد حسنك يخفق الفؤاد .. أدور حول نفسى عدة دورات وكم يكون دورانى حولك وأنا أحن للقاءات و كل مايساورنى ويلفت نظرى .. رشاقة قدك وجمال غصنك وتلك الهالات حول وجهك وأضواء تتلألأ فتزيد من الأضواء .. وتلك هى أدوات حسنك فى زمنٍ غير معتاد
قد تطلين على كل الحدائق
والبساتين وقد نستظل بظلك .. فى كل المناسبات ..وعندما يقتحمنى بكل
هذة النداءات وأستغيث من فرط حسنك وتتعالى كل هذة الآهات .. فأسأل نفسى فى كونك ..هل أنتِ قادمة من الفضائيات .. ..وهل هذا الضياء حقا منك .. قادم من كل السماوات .. أم لك سماء مخصصة تقطنين بها كالملكات .. أرى الحب من خلال جمالك القاهر أم هذا نوعا آخر من الجمال .. موزعا على كل الجبهات .. أستنشق هوائك وأتريث ثم أنظر بإهتمامات الى وجهك الوضاء المقنع .. فأزداد إقتناع بأنة الوحيد القادم بإبتسامات .. فأظل أساوم نفسى وأستفسر عن بعد هذة المسافات .. ثم أنتظر وأسافر ألى كواكب أخرى فى دوائر من اللآنهائيات .. وأشعر بشعور غامر وغامض وأستنشق لهفة الدقات
.. فقلبى أحيانا يهادن وأحيانا يضج من الركلات .. فهذا صراع للآخر أو صراع فى كل الجبهات.. وعشت أيامى واحلامى فى كل هذة التأملات ..شعورى ولست بقادر أعيش نهارى فى عمق هذة التقلبات ....
أتحرك رويدا رويدابعيدا عنكِ فأحس بالنظرات .. وأن قلبى لذلك مسافر إلى هنا إلى قلبك لكى يرتع فى حسنك اللحظات .. وكم أرى فؤادى يرنو حينما أنظر هناك .. فادغدغ بعينى مشاعر قلبك واتجول بها فى الفلوات .. إنها صحراء حياتى المجدبة فهى لا زرع بها ولا ماء وعندما أرتحل وأطوف بنبع حبك و فتلتقى الأشواق بالأشواق وتلتقى بقلبى المشتاق حيث تطل على بستان حبك الكبير وهى تعْبر مساحات و مساحات فيها رحيق
عطرك معبأَ فى زجاجات .. وحين أملأ كأس شوقى بحسنك تهزنى
الأشواق للحياة .. وأدوس على الأشواك للنجاة ..
فالنظر اليكى فية كل نجاة
.......
سلكت طريف آخر علنى
اجد متسعا لوقتى أبث فية النجوات ..
كانت الحياة قاسية تضرب
بجذورها فى كل الإتجاهات .. أتنفس كثيرا من عطرك وأقيم كل المحاولات
وأبث عمق تجربتى عنك وخاصة أنت بالذات فأحاول أن أقف أمام إنوثتك طويلا طويلا واهمهم بالكلمات ..
وارسم لوحة معبرة عن تلك الإنوثة الطاغية التى تقفز من كل أنحائك لأبعد المسافات ترسم وتصور حورية فاتنة قادمة فى كل أركانك
فأنت من أروع الفاتنات .. أتمق قليلا وأتريث طويلا وأتعمق فى سحر أوصالك وأدندن بأحلى كلمات .أعبق سحر أحلامك .. ثم أفرك عينى بذلك .. وأتمتم وانا أفتح الأبخات وأقرأ وارسم فى دوائر أملاكك وأسرح مع كل هذة الممتلكات .. وأذوب فى ورودك .. ورودٌ تعطر الوجنات .. تملأ خدر حبك وتجلل الملكات .. أتامل رويدا وأستنشق من هوائك شذى هذة النسمات .. أتابع نبضك وأدندن فى غرامك وأنا مشتاق للهمسات .. فقوامك الممشوق أشبة بالمعجزات .. تناسقك وتناسق أنغامك وجمالك الفتان مع روعة الهامات كان سحرك يفوق الحد ..فى كل الحالات .. سبحان الخلاق المنان .. لم أعتاد على رؤية هذا السحر أو الجمال الطاغى من قبل حتى فى الأعياد وكم أرى كل أحلامى تظل فى المتاهات ..
وفى كل مكان أبحر فية حولك ..أستنشق عطرك .. وأعلق اللافتات .. كان إتجهات قلبى نحو ك بها أغلى دقات الفؤاد .. وسكنات قلبى خلفك كأنها الطوفان تجرف كل هذة الطبقات وتمتد الى أكبر وأبعد مساحات.. هنا مكان يطأة قدمك
وكم تطول إتساع هذة الخطوات ..أستفسر
هل أنت من البشر أم أنتِ ملاك قادم من السماوات..
هل هناك مثلك فى كواكب أخرى تدور فى مدارات واسأل هل سمائك .. مثل سماء البشر أم أنت من الملكات .. تهبطين من السماء فى زى بشر ..
تراقبين أعمال البشر بين البشر أم تلك وهم وحكايات فسبحان الخلاق الوهاب المنان .. الذى صاغ الجمال فى مثلك وجعل أجمل الحسان والحسنوات وتلك
الكلمات أدونها وأكتبها وما فى قلبى
أكثر منها الآف المرات ولكن الوقت بنا أقصر وكم تأخذنى التيارات والدوامات فلا أستطع أعبر .. سوف يبقى فى هذة الملفات وكأن مابها أحتفظ ليسرد تلك الحكايات ويستعذب أرق الروايات
... أغوص بقلمى الآن فى محيطات الكلمات لأستكشف من القاموس أسمى معانى للذات .. تجوب مداخلى عند نقطة الألتقاء ولكى اواصل بها جميع الإتصالات لعلها تلتقى بنبع النهر الخالد حتى لا تأخذنا المتاهات .. وأشتهى أنفاسى لنفسك ..
دون إنفصال للشبكات .. وأضغط زناد فكرى بفكرب ربما بة يعتاد..
وقبل قدوم الليل بالآهات ...
قدرى أن اعانق الفجر وفجرك ..وعندما تعلو الأضواء مسراج حياتى باللمبات ... ..
----------------
بدأ سليمان ذلك الصبى
اليافع يمسك بقلمة ليسجل
مشاعر قلبة بعد أن أهتز
عدة مرات .. فقد عاش منطويا لا يعرف شيئا
عن الجنس الآخر .. وفجأ
وبدون مقدمات يجد نفسة
أمام فاتنة الفاتنات .. تتقدم
منة حاملة الراية لتقول لة
نحن بنات حواء قد جئن لنسلمك الراية .. وبين الراية والراية ملايين الرايات .. فهل يقفز قلبك
طربا مع موسيقى حالمة
وأنت تنظر للجسد المممشوق يتمايل باحلى الراقصات .. توقف
سليمان عن الكتابة ليبدأ
سرد الرواية وكيف شعر
أن هناك عالم آخر ودوائر
وأفلاك .. ونحن لسنا على
كوكب الأرض وحدنا فهناك حولنا من قدم من كواكب أخرى ومن أبعد
المسافات ليلهث شعورنا
بالحب و بالشعور لتبدأ الحياة .
---------------
كان السباق على أشدة
بين فتيان أهل القرية فى
كرديدة التابعة لمنيا القمح
شرقية وكان الصراع على
أعلا درجة وتسابق .. من يستطع الوصول
الى قلب هذة الصبية الحورية التى على هيئة
ملاك فى زى بشر... تلك الفتاة الصغيرة التى تدعى شفيقة تمتلك مقومات أنوثة فائقة قد ينحنى لها الجمال فهى
تملك من السحر ما لايقاومة
بشر فى اى حال من الأحوال .. كانت رقيقة كالنسمة كان وجهها الوضاء يزيد تألقا فى المساء وكأن الجلد يشع ضوءا من ثناياة وتلألأ فى كل جوانبة وزواياة وما يقال إنها لها فى الجمال
نسيج ومنوال .. ولا
جدال فى أن يختلف فى وصفها أحد فى القرية
بالرقة والدلال ولن أزيد فى الأقوال .. لم تكن جمالها الفتان لبشر فى هذا الزمان كان بل كان لملاك هبط من سماء عال فى الحال .. فوجهها المضىء أشبة بالقمر فى ليلة دامسة يشع منها الضياء والكمال .. كانت كالقمر فى سمائة جوال وكانت جولات الصراع على أشدها متلاحقة ومالا يخطر على البال .. التنافس وصل الى اقصاة حتى أصبح فى موضع الأنتقال الى أبعاد من الخيال بل قد يصل بين الشباب الذين يريدون ودها حد الإقتتال .. وكان أقواهم شبابا وحيوية وإعتدال ذلك الشاب النحيل ويدعى ( السيد ) .. الذى فاز بعد صراع قصر أو طال أنما كان هو صراع الأبطال .. وخشى السيد بعد أن فاز وتزوجها أن يظل الصراع فى إستمرار وقد يطول الصراع ويمتد بعد أن استقرت لة الأحوال واصبحت شفيقة زوجتة
وتذكر سيد كيف كان الجدال محتدما مابين تردد وشد وجذب وكان قبول هذا الرجل سيد هو ضرب من الخيال أو المحال لكنة كان من أقوى الرجال المتصارعين
وإن كان أقلهم مال وبلغ للفوز بها حد الإقتتال .. فقد كان والد شفيقة من تجار الأقطان الأثرياء لا يشق لة غبار وكان دائما يبدى ترددة ويقول أن السيد شاب فقير وليس مناسبا لها فهو حلوانى جوال وكانت
أمها زينب تقول : الرجال هم الذين يصنعون المال ..
وكانت تلح علية قائلة :وافق يا محمد بقى على السيد فهو شاب كويس وبيحب إبنتك وسيسعدها فى كل حال ومادام يريد لإبنتك
السعادة والهناء لازم توافق وكمان أنا شايفة سكوت البنت شفيقة علامة الرضا مش كدة والا اية يا محمد .... وكان كل شىء يجرى بقدر من اللة فالشاب الذى يدعى سيد متعلق جدا بالزواج من شفيقة فهو ليلا
ونهارا يمر من أمام الباب
قد تلمحة شفيقة وقد لا ترى غيرة فهى صغيرة جدا ومازالت تلعب الحجلة وتنط بالحبال وتتشاقى كالبنات فى دلال واهل القرية كم يدخرونها لأولادهم الشبان .. لكن لا يفصحون عن ذلك ألا فى سريرتهم .. فالبنت صغيرة لكن قد تصدر منهم بعض الكلمات والتلميحات المعبرة من الأمهات أو الآباء فى بعض المناسبات فكم من الأمهات تلمح فى طلب شفيقة لأبنها وتقول لأم شفيقة هامسة : إنشاء اللة لما تكبر شفيقة شوية حتكون بإذن اللة لأبننا فلان .. وكان الحلم بالنسبة للسيد
بعيد المنال أو كأنة فى خبر كان .. وعندما أراد اللة وتمم نعمتة علية .. أخذ الشاب سيد يكبر للة فى إبتهال ..ومرت الأيام داخل القرية همس وصمت وحوار وجدال ..وكثرت الشائعات والأقوال إن البنت معمول لها عمل .. الزاى وافقت على السيد بالذات ..
كيف هذ الفقير يفوز بهذة الصبية التى كل العيون عليها تعتاد .. ويطلبون القرب منها فى كل المناسبات وكثيرا من الشباب الأثرياء .. يعضون أناملهم كيف خانهم الحظ وفات .. وبعضهن من السيدات يقولن . لا حول ولا قوة إلا باللة لقد ضاعت شفيقة من أيدينا ونحن واقفات عاجزات لكن لم نشعر بما حدث سوى همهمات الشباب فقد كن نقولن لهم إعقلوا : الكلام عليها مش دلوقتى البنت لسة صغيرة دى لسة بتلعب الحكلة وتنط الحبل مع البنات .. ودارت الأيام ومرت الأيام وأصبح الشاب سيد هو الفائز الوحيد فى هذة السباقات وكان يعلم أن فوزة ضربة حظ وإصرار منة على الزواج من شفيقة فقد كان همة وانشغالة الا يفوت هذة الفرصة فى اى وقت من الأوقات حتى تم لة اللة ما أراد فآثر الزوج أن ينأى بنفسة عن هذة الأشتباكات
فهو لا يضمن عواقبها ورحل هو وزوجتة بعيدا عن القرية وهذا المجال .. ولم يستطع العيش داخل قريتة لهذة الأقوال سيد إتزوج شفيقة سبحان اللة وبسبب إستمرار صراع الشباب على عمل اى محاولة يائسة لعرقلة سير الزواج حتى بعد أن أصبحت الصبية ( شفيقة ) .. زوجة الشاب سيد أقوى
الشباب وأوسمهم لكن أقلهم مال وليس العيب فى المال لكن العيب فى عدم فهم الشباب وهكذا فقد رحل الشاب سيد وزوجتة من القرية الى مدينة
الزقازيق ...
/////////////////////////////
///////////// 2////////
===============
--------------
أغوص بجسمى فى عمق
الذات .. تستحثنى الكلمات
وتسابقهاأيقونات تسرى مع موج وأصوات .. تستكشف معنى الذات
لفؤاد يخفق بة الدقات .. أتنفس من عبير هذة الوريقات .. كأنها أورق الشجر لا تتساقط إلا فى الخريف ومع تقلبات الجو فيالها من تقلبات .. أسجل أحداثا عن ها وأدون هل فى الكواكب الأخرى أرقى كائنات وماهذة المخلوقات التى تعيش
على الأرض وكم تواجة بكل هذة التجديات ..
... وكم تراودنى
قصص وحكايات .. اتابع
قلمى وهو يدونها وقد تستوقفنى فى
بعض اللحظات بعط النقاط وكم يجيش فى صدرى من مشاعر وإنفعالات .. وكل ما أسجلة عما
صادفنى من جمال فاق
حد التصورات...
فلتستريحى يا نفسى أولتريجينى
إن كان الجمال يروينى
أو أعيش فى الفلوات
إنى أريد لكِ راحة البال
ونظر الشاب سيد من خلال
فتحة من فتحات الباب
ومن خلال الكون العريض وكيف لا
يريد إلا راحة النفس
والبال والعيش الحلال
ولكن كم ضاقت بة الأحوال
فى القرية .. من سهام تلك النظرات بعد أن فاز بكل
هذا الجمال بالذات ..
.. لكن شفيقة قدمت الحب والعطاء والأخلاص كمثال لأنها تربيتها فى بيت العز والأخلاق والمال .. ..فوالدها رجل ثرى وكم تعيش فى كنف أمها فى دلال .. وكانت
لا تعرف شىء عن الدنيا
إلا من خلال مايعرفة لها
زوجها سيد وهو فى نظرها
سيد الرجال .
----------------------
ضاقت الحياة بذلك الشاب اليافع سيد .. ولكن
الصبية الصغيرة الجميلة شفيقة لا
تمل ولا تضيق وكم كانت صلبة قوية .. كانت صابرة تتحمل ..
كما كانت قوية الإحتمال ..
على كتفها لا تنوء بأثقل الأحمال
فكم كانت تحمل أردب القمح
على كتفها دون مساعدة من أحد كما كانت تشد فوق كتفها الحمال وتذهب بة الى ماكينة الطحين لطحنة وتجهيز قدر منة يكفى لعمل الخبز .. فى الحال
... وكانت دائما تقول : ناكلها بدقة وملح ونعيش مستورين ..
مرتاحين البال ......
وكان زوجها السيد يتركها فى هذا البيت المنعزل .. والبعيد عن العمران والشديد الإنعزال وهو مطمئن أن فى البيت دقيق وخبز يكفى لشهور أو أيام طوال .. ودائما يقول:
الدقيق فى البيت منشال ..فأنا مستريح .. وايجار بيتة سهل المنال ... وكانت
الصبية شفيقة فى هذا المكان بالذات ترتعد من الخوف وتموت فى جلدها ألآف
المرات ..
فكم قاست من الخوف ومُر الأهوال ..
وهى تبصر
بعض الرجال تتلصص وتحوم حول المكان ... من خلال هذا الثقب فى الشباك أو فتحة فى الجدران وأن يبصروا بعيونهم من تكون هذة الصبية الرائعة الجمال القابعة فى هذا البيت المتواضع الحال ..أسحر أم هذا محط خيال .. وكان النظر من خلال ثقب صغير فى الباب أو الشباك يعطيهم فرصة للتلصص على هذا الجمال الملفت للأنظار ولكن كم كان يسبب هذا اللصص كل وبال .. ولا ينصرفون فى الحال
.. وكانت الصبية شفيقة تموت فى جلدها
من تلصص الرجال عليها
وما يجر هذا التلصص من ألم وإنفعال .. فتصرخ عندما يأتى زوجها
والدموع تنهمر من عينيها كالسيل المنهمر قائلة : إنت سايبنى لوحدى فى المخروبة دى ..تصدك أسنانها وترتجف ألأوصال فتسترد أنفاسها قائلة : ارجوك ياسيد أنقلنى من المكان أنا
مش قادرة أتحمل أنا فى خطر شديد بشوف كل يوم أهوال .. ممن يتلصصون من ورا الباب .. انا بقيت فى وهم والا
خيال .. وانا صابرة
صبر الجمال
أرجوك لو صحيح بتحبنى ياسيد ..إنقلنى وخلينا نعزل من المكان .. أنا عايزة أعَزّل ياسيد من المكان ... ينظر اليها
زوجها السيد برقة ويقول : طبعا بحبك ياست الستات
إمال انا سايب الدنيا كلها وجاى هنا لية .. تنظر الية شفيقة بإستعطاف طب نعزل فى أى مكان آمن .. يقول
زوجها السيد : ربنا يسهل يا شفيقة ربنا معانا ويحفظك لي يا أحب واحن
وأجمل زوجة فى الدنيا كلها... تنظر إلية زوجتة
بنظرة حانية وتقول : انا ممكن اصبر على الأكل لو حربط حزام على بطنى حزام أو حجر كمان أنا مابشتكيش من حرمان أنا خوفى من حد يتهجم عليّ أو يقتلنى فى الحال ..الخوف يقتلنى كل يوم ياسيد من الرجال .. اللى بيلفوا حوالين البيت ليل ونهار .. لما تكون موجود خلاص مابخافش انا عارفة إنك سيد الرجال
.. وتسترد قائلة : البيت شباكة واطى و اللى جواة بيبان ..وانا مكشوفة قدام الخلق ...أعمل إية يا سيد زهقت خلاص مش ضايقة أنا بسمع همهماتهم وهمساتهم وتنفسهم والسعال ... كفايا ياسيد كدة سايقة عليك النبى تشوف لينا بيت آمن نعيش فية بهدوء بعيد عن عنين الناس يقول زوجها السيد متفحصا آثار الدموع التى تسيل على خديها وتزيد من حمرتها إشتعال : الناس الناس أحنا سبناهم فى كرديدة هم ورانا ورانا أعمل أية فية فكرة ..
أنا بقلت لك كام مرة .. البسى النقاب .. تنظر الية
متحفصة ثم تردف قائلة :
البس النقاب جو بيتى ياسيد
طب ياسيدى موافقة إشترى لي نقاب..
.. تهمس وتتمتم شفيقة الزوجة الصغيرة التى لم تكتمل
السن القانونية للزواج قائلة:
اللى تشوفة يا سيد بس نبعد من هنا .. سرح السيد ونظر الى زوجتة
نظرة إمتنان للة إنة منحة زوجة بهذا القدر الطاغى من الجمال لكن هيهات .. وكان السيد يحفظ القرآن كاملا .. وإيمانة باللة وضع على قلبة حجر فهو يؤمن باللة وبقدرة خيرة وشرة لكنة نظر الى زوجتة وقال : ربنا يسهل إحنا آخر الشهر نعزل ياشفيقة من السكن دة ..
-------------
كانت على شفيقة أن تحشى لة الكرنب كما قال لها
زوجها السيد .. بعد أن أحضر لها مستلزمات الحشو من( شبت وبقدونس
وكزبرة) .. وكان عليها هى شراء الكرنب من مكان فى آخر الطريق الطويل الذى يمر بحقل بيع الخضروات وأن تنطلق مبكرا قبل عودة
الرجال من أعمالهم ومحاولتهم التجول
حول البيت بإستمرار ... وكان البيت
الصغير الضيق المتهالك
والتى تسكن فية هذة الصبية الرشيقة القوام والفائقة الجمال .. تعيش فى بيت لة شباك واحد صغير جدا وضيق .. واسلاكة متهالكة وقد تساقطت أجزاء منة بعد شدة وجذبة من الشباب للتلصص والنظر الى ما بداخلة ممن يريدون أن يشاهدوا هذا الجمال الفائق خلسة..أو من وراء ستار ..
ورتبت شفيقة أمورها على أن تستيقظ فى الصباح الباكر
وتذهب مسرعة الى الحقل
القريب من المنزل حيث
ستجد مساحات خضراء مزروعة
من الكرنب على إمتداد الجهة الأخرى
من البيت حيث يعتبر هذا البيت هو الوحيد الذى أقيم
فى هذة المنطقة النائية عن العمران قد خصص
لجمع المحصول
ولذلك تم تأجير هذا البيت بثمن زهيد لبعدة عن العمران ولم يكن فى الحسبان تأجيرة أبدا للسكن ..إلا أن صاحب السكن وجد فى قدوم السيد وزوجتة إستحسان .. وتفاؤل كان ..
هو السبب الوحيد فى إستئجار هذا البيت للسيد وزوجتة فى الحال .. وقد حكى وذاع الخبر بوجود مزارع من ذوات السوابق
يقال أنة قتال قتلة .. وتناقلت أخبارة والحكايات
روى عنة حكايات وحكايات موجودة فى هذا المكان بالذات ومما
والقول عنة أنة قتال قتلة ..
وكانت (شفيقة) .. تصدك أسنانها وترتعد فرائضها عندما تسمع هذا الكلام وأنها محاطة بخطر من الخلف ومن الأمام وتبدو مترددة فى الخروج خوفا من هذا الرجل الشقى الذى ذاع صيتة على إنة سفاح
النساء وقاتل محترف ...
ولكن حب شفيقة لزوجها (السيد) .. وطلبة منها بأن يتناول الغداء (محشى الكرنب بالذات ) .. جعلتها تغامر بالخروج لتلبى رغباتة فى تذوق الطعام الذى يحبة وخاصة وإنة أحضر الخضروات لإعداد المحشى ولحشو الكرنب وطهو الطعام الشهى الذى ينتظرة زوجها الحبيب .. وبسرعة إنطلقت شفيقة مرتجفة الأوصال خوفا ان تنال منها الأخطار وخاصة والمكان موحش ملىء بالأشجار والزراعات .. واستطاعت شراء كرنبة على وجة السرعة وفى أثناء العودة كانت ترتجف خوفا وترتعد فرائضها وفى اثناء سيرها وهى تبتهل للة أن تعود سالمة..
سمعت صوت أجش ينادى عليها : قفى عندك يا ولية سمت الصوت كأنة الصاعقة أصابها كطلقات النار ..فنظرت حولها وقد فكت أوصالها وبدت وكأنها عاجزة عن الجريان .. وبدت عينيها الجميلتين هلعة وهى تبصر رجل مفتول العضلات وشاربة غليظ وطويل يقف علية الصقر كما يقولون .. ووجه
شاحب منحوت كالصخر وصارم وقاسى
الملامح أجش النبرات .. وبسرعة عرفت وأدركت من هذا الشكل والصوت أنة السفاح وقد إنتهى عمرها الآن .. إنة
( أبو شمار ) .. الذى كثرت عنة الأخبار
ذلك الرجل القتال قتلة ..
فهلعت وغاصت فى ركبها وارتعدت فرائضها وتوقف لسانها بعد أن جف لعابها فجأة .. وتسمرت فى مكانها بعد أن جرى الخوف فى أوصالها ... ورأتة يحدقها ويتفحصها جيدا ثم تمتم وقال : سبحان اللة الخلاق وخفض صوتة الأجش قائلا : لا تخافى يامرات السيد .. روحى وامشى فى أمان اللة .. لا تخشى منى شيئا فقد
أذنت أنا لكِ
بالإنصراف .. روحى فى
رعاية اللة ...........
فقد أدركت أن عمرها إنتهى ولكن إستبشرت بهذة الكلمات وتركت ما إشترتة من الكرنب وقفزت كأنها تنط الحبال .. وقد سقط من يدها الكرنب ولم تلتقطة ولم تصدق ما سمعتة بأذنها ولاذت بالفرار واخذت
تجرى وتجرى بما منحها اللة من قوة بعد أن تجمدت أوصالها أكثر من خمسة دقائق حتى وصلت الى باب البيت لا هثة واغلقت الباب
خلفها بقوة .. وقد حدث لها إنهيار وأغمى عليها وفقدت وعيها ولم تدرى ماذا حدث لها بعد ذلك ..
وراحت فى غيبوبة تامة ونوم عميق تام ... إستفاقت حين طرق عليها زوجها السيد الباب فلم
تسمع اى طرقات فى بادىء الأمر فأوجس السيد زوجها خيفة عليهاوقال فى نفسة ماذا حدث لشفيقة وظل يطرق بشدة وإشتد طرقا على الباب حتى أستفاقت شفيقة وصرخت بفزع وقالت : مين اللى على الباب .. فقال لها زوجها : أنا السيد
يا شفيقة إفتحى .. ففتحت
الباب وهى مازالت ترتجف .. وكأن مالم بها هو زلزال .. وقصت لزوجها السيد حكايتها .. فربت على كتفها ونظر اليها بحنان وقال: ماتخافيش ياحبيتى حنعزال فى الحال .. ثم همس قائلا:
أنا لقيت الكرنبة ورا الباب ياشفيقة
فقالت لة بلهفة بالغة : صحيح ياسيد .. الحمد للة اصل انا
مامعيش فلوس أجيب تانى غيرها .. وأدركت إن أبو
شمار لم يكن يريد أن يؤذيها فحمدت اللة لنجاتها منة ..
وفطنت إلى أن ابوشمار حملها بنفسة وتركها أمام الباب البيت وانصرف دون أن يحدث لها إزعاج ... وبدأ زوجها
سيد منذ هذة اللحظة
بالبحث عن بيت آخر وهو الوسيلة الوحيدة لعودة الإطمئنان الى شفيقة زوجتة
وراحة البال .. وفعلا إنتقلا
الى بيت آخر أكثر هدوءا لكن بأجر مرتفع نسبيا ..
كان البيت الجديد يخوص فى الرمال كما إعتاد الحال
البحث عن بيت أجرة
زهيد من المال ...كان الزوجين سعيدين بتغيير
المكان .......
وكم إستوقفنى هذا الجدال ..
كيف لهذا الجمال أن يكون هذا مسكنة .. أصنع هذا
فى الحال أم أن هذا موضعة أم مكمنة فى الرمال
-------------
وها أنا قد غمست فرشاتى فى الألوان أستقطب الظلال
وأرسم الألوان لتبدو لوحات فيها الجمال .. من هذة الروايات .. وأدون فى الحال فكرتك .. فكان قدرى أن
أسجل على هذا المنوال حكايتك :
حكاية صبية فاتنة الجمال
قدرها أن يكون الضنك نصيبها والفقر مثقل عليها كالجبال .. لم يحن
بعد يا فاتنتى الترحال .. فقد أصبح
هذا المكان مسكنك .. بالحب رسم وبالألوان مزان ... وهكذا أمسكت بفرشاتى أستقبلك والملم مكان جبهتك ..
واعانق بضحكتك أعالى السحاب
وأرى فى زرقة عينيكى الممتلئة
بالحب والإيمان .. وأضرب مثالا
لفطنتك .... ولم يكن فى ضوء القمر إهمال .. نظر السيد لزوجتة شفيقة فقد كانت النظرات شفرات تلتقطها العينان عندما تتعمق فى لون
عينيها وكأن عيونها تستحم فى زرقة أمواج البحر المتلاطمة أو فى أعتى البحار .. أم تضىء مسترشدة بهذة النجوم عندما اليها يشار ..
فهى فى السماء نابضة ..
وينسكب بريقها على الهضاب والجبال والوديان .. وحقيقة ثابتة إن أى
إمرأة فى جمالها قد تعجبك فى الحال .. فشذى عطرها من المحال أن ترى
مثلة فى المد والإقبال .. إنة فواح جذاب من المحال أن يعثر علي مثلة فى الحال ..وكأن لة خليط من أعشابة المتوجة قد يبحث عن مثلة فى الهضاب والتلال ... أو نظرت للألوان فى أعماق لوحتك المرصعة بالماس .. فقد كثر رسم لوحتك وهى من أروع اللوحات تبرز فيها فتنتك وتستهل بطلعتك كل انواع الرقة والدلال ..كنت ابحث فى
نوع الأعشاب فى الجبال أو عن خلطة
أو وصفة أستقدمها من عطر الربيع والجمال .. وتفتح الأزهار .. البعيدة والقريبة المنال وابحث عن أين يقطن
العطار .. ويخلط من ورود وأزهار .. كنت أنظر للحياة بمنظار .. أرى فية
كل الوجود أسرار ... ومن يعرف سرك فأنتِ كالنهار فى ضوئك وفى تسابيح
القلوب والأذكار .. أظل فى فكرك حين تنهض الأفكار ..كنت اتابع حفلات المساء عندما يطول بى الإنتظار ..
تنتهى مواسم الشتاء و توقف الأمطار ..أنتظر مطلعك..
وأعرف من أين يبدأ المسار .
---------------
أغمس قلمى فى بحر الكلمات وأغوص بقدمى فى عمق المحيطات ..أستشف العبارات أستكشف أغوار الذات والتقط بأناملى فصوص
اللؤلؤات.. بعد طول معناة وإنات ... كان
يشدنى سحر هذا المنظر
فأسجل الكلمات .. كانت
شفيقة الزوجة الصبية تعيش حياة بائسة ولكنها
كانت صابرة متحملة راضية وقد أنجبت بنين
وبنات .. كان البيت على
الرمال والسقف لا يحجب
الأمطار .. وكان الأب يفرش لأولادة وبناتة تحت السرير وسادة ويقوم بتغطية الأطفال
ويتلقى المطر المسال هو
وزوجتة فتنتابة الكحة والسعال .. حتى ينتهى
موسم الأمطار .. فقد قاسى
الكثير وهو يضمد السطح ببعض أوراق الأشجار والعشب والخشب ولكن شدة الأمطار كانت تزحزح
كل شىء لتصل الأمطار
الى كل شىء فقد تغرق السرير تماما وقد تنزل الأم
لتضم صغارها بين أحضانها لتدفئتهم .. واحيانا الأب يجمع قطع
الأخشاب والأوصال ويشعلها فيبتهج
الأطفال بالدفء ..ويقبلوا
للدفء فى إستهلال .. ومهما
طال الشتاء .. فقد كان دفء الحب بين الأسرة أقوى مثال .. .. ولا أحد يعرف مايقاسون منة وكأنة قد
أغلق عليهم أكبر الستار ..
.. وقد رحل الأب
ولم يكمل الخمسينات .. رحل وترك لها كوم من
اللحم لم يجدوا بعد رحيلة حتى الفتات .. نظرت شفيقة الى أطفالها الصغار ....
وكانت إبنتها فايزة تبيع الحلوى عند مدرسة البنات
كى تحمل عن كاهل أمها عبء هذة المشقات .. والشتات ... وقد كبر إبنها
محمد وبلغ الرابعة عشر من عمرة .. وقد كان أذكى تلميذ فى فصلة لكن
حاجة الأسرة لعملة بالذات
ليخفف العبء عن كاهل الأسرة ... فكان دائم العمل بعد الظهر فى محل
لإصلاح السيارات ويدعى صاحبة
بركات... الذى تبنى ذكاء محمد بالذات وأولاة رعاية خاصة فأمدة بأدق الأسرار عن السيارات وكم كان يعلم أن الطفل محمد يترك المدرسة مرغما بيوفر لأمة آخر الشهر مايتقاضى منة من
بضعة جنيهات .. وبعد أن
تمكن محمد من تعلم كيففية إصلاح عطل السيارات ...
سمع ذات يوم عن وجود لا فتة مكتوب عليها إعلان
عن أصحاب خبرة من الرجال فى إصلاح السيارات .. وكان المكان
لمن يريد العمل فى إحد
فى إحد الثكنات .. وكان لتلقى الطلبات من الراغبين من خلال شباك يعلو عدة أمتار . يستحيل الطفل محمد
الوصول الية ولا فى أصعب الحالات والكل يقدم طلب الوظيفة من الشباك
وكان علية أن يضع قوالب الطوب و الحجارة ويرصها فوق بعضها حتى يستطيع تقديم طلبة موقعا أمام موظف الشباك الذى يتلقى الطلبات بالذات .. لكن شاهدة الموظف وهو يرى وجها نحيلا يقدم لة الطلب
.. نظر الى وجه يدقق
فوجد اليدين الصغيرتين الرقيقتين تمتد بالطلب
فوجدة الصبى محمد قد وضع
الحجارة ليقف عليها فقال:
لة يا إبنى هذا العمل فقط للرجال
ولا تصلح للعمل هنا فإشتد
بكاء الطفل محمد وأنينة وانهار فى الحال وقال: إن أبى مات وانا الوحيد الذى أجرى للأنفاق علىإخوتى البنات .. نظر الية مستقبل الطلبات بعطف ورق
قلبة لهذة التوسلات وأخذ طلبة وقال لة عليك الحضور فى 3 /7 هذا
ولا تخلف الميعاد .....
وانتظر الصبى الصغير
محمد هذا الميعاد وقلبة يخفق ويشتد بة الرعشات كيف يثبت للجميع مهارتة
وخلفة عدد كبير من الخبرات ... فلا جدوى إلا بحاولة التفنن فيما وصل إلية من إبداعات فى هذا المجال وبما أمدة بها صاحب الورشة التى كان يعمل بها ويدعى بركات .. وعلية إصلاح
المعطب من السيارات ..
وكان على دراية تامة كيف
يقوم بأعطاب السيارات وإصلاحها عن طريق فص الثوم الذى علمة لة إبها صاحب ورشة إصلاح السيارات .. وادرك لعبتة المفضلة فقد وضع مايمكن وضعة عن طريق
خفة وزنة وسرعتة فى الإنطلاق وإستطاع وضع فص الثوم فى مكان يعرفة جيدا ..
فلن يدور محركها قبل تنظيفها من فص الثوم الذى يفصل التيارالكهربائى ويوقف دوران محركها هناك ..
وتعثر العديد من المتسابقين وقد بذلوا جهدا كبيرا دون
الوصول الى إصلاح هذة السيارة التى عليها الدور للإصلاح والمجهزة للإختبارات .. وجاء الدور علي الطفل محمد .. بعد محاولات خداع منة أنة يبذل جهد وقبل أن ينتهى ماحدد للإختبار من أوقات .. وادرك أن لاجدوى من الإطالة فى الخداع .. فالوقت محدد وقام على الفور بمسح زيت الثوم الذى علق بالجزء الذى يحدث فية الإشتعال أو بدء تفعيل شرارة الإنطلاق وقام بتشغيلها فجأة فصفق لة الجميع وسجلوا لة النجاحات بإمتياز والتحق وهو صبى صغير بالعمل مع أعتى الرجال .. كانت المواقف المختلفة تخلق الرجالات .. وكان على الصبى تحمل المسؤليات
إذ أن مبلغا من المال سيسهم فى كل هذة النفقات وسيسد
الأحتياجات .. كانت الأم
الرءوم ترفض أى إرتباط
أو زواج رغم كثرة الخطاب لجمالها الذى مازال يلفت الأنظار وذلك من أجل أطفالها الصغار ..
ورفضت كل عروض المتقدمين رغم ما في العروض من إغراءات يمكنها من أن تعيش عيشة الملكات .. رفضت شفيقة
كل العروض وأغلقت الباب نهائيا أمام كل العروض والطلبات .. لم يعد يشغلها
إلا تربية أطفالها وتعليمهم
مهما كانت التضحيات ...
كان سليمان طفلها المدلل
تحكى لة أجمل الحكايات
وكانت حين تتكلم ينصت
لها بإهتمام .. ويستعذب كل ما تقولة وما تحكية من حكايات .. وكان أحمد ألأخ الذى يلي سليمان
يصغرة بسنتين .. كانت الأيام
تمرا والسنين تدور دوراتها
وتكثر على الأم تحمل الإلتزامات .. كان مايعطية إبنها محمد لا
يفى بكل الإحتياجات ..
فهى ملزمة بتدبير الطعام
من هنا او هناك وكان آخر
الشهر لا تجد أى نقود لشراء الطعام .. وكانت
العمة حميدة عمة الأولاد تعيش فى بحبوحة وثراء تام فقد تزوجت من رجل ثرى فهى تمتلك مساحة كبيرة من الجمال
جعل جميع الشباب يلتف
حولها يريدون ودها ولكنها
إختارت بعقلها وقلبها رجل
من أحسن الرجال صفات ومال .. وتزوجت من عبدة أفندى فى الحال ..كان صاحب مصانع وشركات ..
ولم تستطع رغم ثرائها أن تزيد من النفقات فكانت تكنز المال وتبخل فى أن تقدم الخير أو تعمل الخيرات .. كانت بخيلة
تحب المال حبا جما .......
وكانمت شفيقة عندما يضيق
عليها الحال ولم تجد ما يجعل أولادها يتناولون الوجبات من الطعام .. وليس معها من النقود ماتشترى فى الحال ..
فقد كانت تذهب الي حميدة تطلب بعض الجنيهات لتسددها عندما يأتى اليها مال كى تطعم الأطفال الذين يتلوون جوعا وكانت شفيقة تحاول أن تستعطفها أن تقرضها ولو جنيها واحدا تشترى بة الخضار لتجهز
الطعام لأطفالها الجياع .....
وتنتظر الأم أن تستجيب
لها حميدة .. رغم أنها تعلم أن
شفيقة لن تتأخر عنها فى السداد .. فقد كانت تؤمن دائما أن لايبقى الإنسان دينا علية معلقا حتى ليسأل عنة يوم القيامة وعند الحساب ..بعد اللمات ودائما تقوم بالسداد ..
وقبل أن ترسل الشمس شعاعها الذهبى على المكان .. كان
قلب الأم يدق دقات متلاحقة حتى يرجع إبنها
فى المساء... وهكذا تترنح
نظرات الأم وهى جالسة عند العمة حميدة ...
ويطول الإنتظار والعمة
حميدة تتجاهل النظرات ..
وكانت الست تريزة التى
تسكن بمنزل العمة فى الدور الثالث .. تحب شفيقة وتوليها الإهتمام وتعلم جيدا أن حميدة ستتجاهلها حتى آخر النهار والسوق الخضار
سينفض أوعلى وشك الإنتهاء .. وهى دوما
تلمحها وهى صاعدة
وكثيرا ما تلمحها وهى
هابطة من عند العمة حميدة ودموعها على خديها من
الإحباط تسيل كالأمطار .... وكانت تريزة تحب شفيقة كثيرا .. وعندما أدركت ان الست شفيقة وكانت تناديها الست أم محمد .. وقد تغيبت عند العمة حميدة ساعات
إنتابها القلق لحظات ...
.. وصعدت اليها الست أم تريزة فى الحال فوجدت
الدموع الساخنة تبلل وجنتيها فتقول لها تعالى
يا ست أم محمد ... أنا عيزاكى لأن الست حميدة
حطنشك .. ولا داعى للإنتظار .. وتأخذها فتقدم
لها الخمس جنيهات والشاى والكعك .. إلا أن
شفيقة كانت عفيفة النفس لا تأخذ مما قدم اليها مهما كانت تئن من الجوع ولا ظلت على هذا الجوع عدة أيام .. وكانت تضرب بها المثل فى القناعة بما يفوق الخيال .. فبعد عدة محاولات تقول لها خلاص
مادام إنت مصممة ماتدوقيش أى لقمة وانا عارفة إنك على لحم بطنك
أنا مش حاغصبك ياست الستات وتهمس قائلة :
لها ماتحاوليش تستلفى تانى من الست حميدة دى
ست معندهاش قلب أى شىء تعالى عندى وانا عينيى ليكى ..يا أم محمد إحنا حندبرها مع بعض واهى ماشية يللا غشان تقومى تشترى الخضار والحاجات .. واصبحت
الست تريزة هى الملجأ الوحيد لشفيقة عند الأزمات ..
إما الست منيرة وهى أيضا من العمات وصاحبة
أملاك ..فكانت عندما تحتاج وتلجأ اليها شفيقة
تذهب اليها وتقول شفيقة لها: إعطينى ولو نصف جنية أو أى حاجة بس عقبال مايجى إبنى محمد يحسن العيال منتظرين الطعام تنظر اليها الست منيرة قائلة : واجيب لك منين يا حسرة ياندمى هو
انا بنك أنا على قد الحال ..
...................
كانت تسترخص الأشياء
أو تأخذ بواقى الأسماك فالسمك آخر النهار سعرة
زهيد جدا لا يتعدى القروش كما كانت
تشترى بواقى البطاطا ..
وتحضر معها الطماطم والخيار..
وتجهز لأولادها على وجة
السرعة الغداء وعند العشاء كانت تكتفى بأن تسلق لأولادها
البطاطا ... وهى عند أطفالها قمة المراد ... كان
سليمان ينظر إلى أمة معاتبها العتاب الشديد .. .. قائلا : العيد قادم يا أمى
وليس عندى شىء
البسة ولا حذاء .. فتقول
لة لما أخوك يقبض مرتبة إنشاء
اللة آخر الشهر فيرد سليمان قائلا : أنتى قلتى
لى الشهر اللى فات والعيد
اللى فات والعيد دة قرب بالذات .. وانا عايز البس فية حذاء .. إنت ناسية يا أمى إننى ما بكفكيش حاجات وأنا كمان بحاول اساعدك
ما بطلبش منك فلوس ولا قلم ولا أستيكة ولا علبة
الوان ..ولا كراسات .. تنظر الية الأم باسمة وتقول : ربنا يخليك
لي وتعوضنى خير أنا عارفة أنك بتختصر فى الورق وتمسحة بالأستكية وتكتب تانى فى الكراسة ينظر
اليها سليمان ويقول : الكلام دة كان زمان أنا دلوقتى بحل لزملائى المسائل وآخذ عليها مقابل من كراسة و قلم أو أستيكة
أو علبة الوان .. وانشاء اللة
حعمل لهم حصة تقوية بفلوس بس لما أكبر شوية
كمان ..عشان حيقتنعوا
.. تنظر الأم الية بحنان وتقبلة بقبلاتها الدافئة قائلة : إنشاء اللة ياسليمان حتعوض أمك عن
الحرمان
------------------
كان الليل قد أرخى سدولة
دون إستئذان .. وأغلقت إلأنوار حتى أنوار الجيران .. فأوقد سليمان لمبة الكيروسين أو الجاز
مستعدا لأن يستذكر دروسة بأمان ... ويقوم
بذلك هو شديد الإهتمام .. وأمة كم تشجعة وتقف خلفة وتقوم
بصنع الشاى تشجيعا لة
على هذا الإهتمام .....
تحركت عقارب الساعة
الى الأمام وسليمان يستذكر دروسة بإهتمام
والدنيا حولة فى صمت تام
وكأنة يدخرهذا الإهتمام للمستقبل قبل
فوات الآوان .. وكانت
أختة عايدة تستيقظ
لمتابعة دروسها بإنسجام
كان الجوع قد أنهكهما فتقول لة أختة : أكيد إنت
جوعان زى ... فيحضرا
الملح بدقة ويتناولان بالخبز ما يكفيهما قبل المنام ...
تذكرت الأم كيف كان الشقاء مخيما والبؤس
مجسما وكل شىء فى قلبها
محطما عندما تجد فلذات
أكبادها يفرحن عند تناول
الخبز بالملح والدقة وكم
شعرت أنهم حقا أيتام .. تذكرت الأب وكم عانى فى حياتة من الترحال لأيجاد
الكساء والطعام لأولادة ..
لكن الحمل قد ثقل عليها
الآن ..فأصبحت من الهم لا تنام .. ثقل الهم بها ..
وكثر الغم عليها لكنها صابرة وتعلم أن اللة سبحانة سيوافيها أجر صبرها إن
لم يكن فى الدنيا ففى الآخرة ويجزيها خير مقام... تنهدت
الأم وقالت : أعمل ليكو الشاى يا ولاد
---------------
فتقول عايدة : لا يا امى خلاص حننام
ترد الأم تقول صحيح ياولادى لا الجعان يجيلوا
نوم ولا البردان يجيلوا نوم ولا الخايف كمان ..
والحمد للة إحنا لسة فى الصيف .. تعالوا ناموا واتدفوا جنبى..
تتحرك الأيام ممسكة بالزمام ولا شىء يبدو فى الأفق .
حلو المقام .. غير تلك الأمانى والأحلام .....
--------------
تنكسر أشعة الشمس على موج البحر وحين يخضر
النبات ..فتومض شعاعة
كالبرق على كل الجنبات ..
أعشق هذا الأسم وتلك الحكايات .. واتلهف على
هذا الرسم .. حين يرسو
تاج الملكات .. أكتب الى
كل العشاق وأمسك بالسهم
حين ينفذ مخترق الجبهات
أحلم بالنور .. وذاك الضوء النافذ إلى الصدر
واسجل روايات .. كم من العمر مضى وانا ارقب البحر وتلك السنوات التى
تمر مرا .. باحثة فى الذات
.. ماذا دهاك أيها العمر كم
كنت معمرا حينذاك .. تسقطب الأمواج جبينك الحر .. وترسم منحيات ..
ويلفعنى عطر الدهر فأجثو
وقد أرتكب بعض الحماقات
بدأ سليمان يدون تلك المذكرات وهو يعلم لا أحد
يهتم بهذا الإثبات .. كان
الحلم واردا فى الفؤاد .. وكان على سليمان أن ينفذ
وعدة بعد أن زاد عمرة عدة سنوات ها قد أصبح فتى يافع .. الكل يلقى
علية بالنظرات .. كم يستدل
على عمرة .. وكم عمرة
من السنوات .. كان قد بلغ
السادسة عشر ربيعا .. فتى يافع حلو القسمات ..
يحمل فى عقلة ما حفظة
من قراءة ومعلومات ...
وكيف يتقن إعطاء الدروس بالذات ... فقد إنتقل من اعطاء الدروس
مقابل قلم او أستيكة أو كراسات .. الى مبالغ نقدية
وصلت الى بضعة جنيهات
.. أقام مجموعة دروس خصوصية .. وفى إحد المجموعات .. أبصر فتاة
قادمة تسأل عن الأستاذ سليمان .. فنظر اليها ماليا
وقال : أنا الستاذ سليمان
وقالت لة أنا أيضا شربات
من قرية ميت بشار وقد
سمعت عنك أنك تستخدم اللوحات فى الشرح ..وتقدم
أهم المعلومات بطريقة حديثة وقد جئت اليك على أمل أن تعطينى درس خصوصى لا درس فى المجموعات .. وسوف أعطيك ثلاث جنيهات بخلاف حق المواصلات
فإن قبلت فهذا عنوانى هناك ...
-----------------------
كان قدر سليمان ألا يرفض
فقد يبلغ أجرة خمس جنيهات بما فيها المواصلات .. وتحقق حلمة أن يساعد أمة فى النفقات .. وفى أحد الأمسيات .. وهو يعطى
فى المجموعات المتأخرة
رجع ألى منزلة يتناول
قطعة جبن فى هذا العشاء
سمع طرقا على الباب ..
فتح الباب فى ذعر .. فلم
يتوعد أن يقدم أحد فى هذا
الميعاد ... فوجد شربات
أمامة تقف فى ثبات وقالت
لة : ممكن أدخل فقال لها :
إنتى مش عيزانى فى البيت أبات أمى لو صحيت ستعطينى أقصى العقوبات .. ستطردنى من البيت ولا اجد لي مكان فية أبات ..
فقالت ببرود : يعنى إية هل من الشهامة أن تترك بنت فى مهب الريح أنا جيت أزور أخويا المقيم فى قسم النحال
فوجدتة مسافر هو وزوجتة
إنتظرتة عدة ساعات وعندما لم يحضر سألت الجيران فقالوا إنة سافر هو وزوجتة من ساعات .. ذهبت
لموقف الأتوبيسات فعلمت
إن آخر ميعاد للأتوبيسات طلع من ساعات ومش
عارفة أعمل إية .. افتكرتك
فى الحال .. وطبعا معايا عنوانك كنت إمال أعمل إية ...أسيب نفسى للذئاب أو أبات أم باب مسجد فى العراء نظر اليها سليمان مهدئا وقد تلاحظ بكاؤها
بإنهمار .. وبعد تلك الكلمات إنهمرت بالبكاء وكأنها لأمطار تهطل فى المساء .. نظر إليها سليمان
وقال: دقيقة واحدة وألبس معطفى وحمل نقود كافية
للوصول الى قرية ميت
بشار .. سارا فى تهامس
وتلامس وشعور بشىء قادم أو خطر من الأخطار ..كان الليل يضمهما كنعقودان متلازمان لا يفصلهما إلا الخيال .. فى تلازم لا إنفصال .. وكان
سليمان يشعر بالرهبة والخوف فقد لا يجد لها توصيلة أو مكان للمبيت وترك لها الخيار... بعد أن بحث
عن كل مكان يمكن أن يجد فية وسيلة للمواصلات
وهو واثق أن مامعة من ثلاثة جنيهات كافية على أن يصل بشربات الى مسكنها وبر الأمان .. وكان
على مقربة تاكسى خصوصى .. فقال للسائق:
ممكن توصلنا مخصوص لقرية ميت بشار فقال لة
خصوصى خمسة عشر جنيها .. وساومة ان يعطف عليهما بشهامتة
فقال لة ثلاثة عشر وهذ إكراما لكما .. فسألها سليمان كم معكى من النقود
فقالت : أربع جنيهات ...
فقل سليمان للسائق : معانا سبع جنيهات فنهرهما قائلا :
أمشوا العبوا بعيد ياشطار والا أسلمكوا لقسم البوليس أحنا مش عايزين أخطار ..
إندهش سليمان وذهل ..
فقد أعطى أمة خمس جنيهات
قبل أن تنام هل يوقظها ثم
يعاود مرة ثانية على التاكسى ... ولكن الليل يسرى ولا احد يدرى وكيف وقد وصلت الساعة
الواحدة بعد منتصف الليل
فقال لها سليمان عندى فكرة جيدة لا بد أن ندخل بيت أمى للبيات فهو حل ربما
لا يكون مضمونا لو إستيقظت فى الحال لكن هذا هو الحل الوحيد لأننا
بعد هذا الوقت ممكن يمسكنا عسكرى الدورية ونبات فى التخشبية فقال شربان ندخل كيف ياسليمان قال بهمس : نتسلل تعرفى نتسلل يعنى إية قالت ببرود
وهى تعرف معنى التسلل
: يعنى اية التسلل يا سليمان
قال سليمان :
.. أن ندخلا ببطىء ونتسلل الى البيت فى هدوء فقد تكون أمى نائمة فى أول الليل ثم تستيقظ كالقطط كعادتها ( لتبشنقنى )..
قالت بإستفسار : يعنى إية
تبشنقك قال سليمان : هى
كلمة دارجة تستخمها أمى
كل ليل ومعناها تلف رأسةى بأى غطاء من البرد حتى لو كنا فى عز الصيف هذا دأبها دائما إما
أنا ففى الصيف طبعا أخلع
الغطاء قتأتى مرة أخرى وتقول إنت خلعت البشنقة وتعيدها مرة أخرى هذة هى أمى حنونة لأبعد الحدود وطيبة الى ما لا نهاية هى أم رؤم حنونة
عاشا لأولادها وبس هى
أم أكثر من مثالية لكنها صعبة جدا عند الغضب
.. فلا بد أن نحترس لأنها قد تكون عنيفة لأبعد الحدود إذا رأت
بنت معى فى هذا الوقت من الليل أو حتى فى النهار وبعد
أن أفتح الباب .. تقومين أنت بالتسلل خلفى .. وبعدها سنجد كنبة صغيرة
مفروشة هى خاصة بنومى
وطبعا لن ننام على الأرض
سنحاول أن تكفينا الكنبة فأنت لست بالحجم الذى أخشى علية من النوم جوارى ظهرك فى ظهرى
ويجب تصدقى تماما أنا عندى مبادىء تكفى لأن
تثقى فى طول العمر ...
لن تكون بيننا إلا خيوط الصباح سننهض ونذهب الى بيتك وأوصلك بسلام ..
لا تنسى لأننا سندخل فى صمت مطبق بلا همسات او كلام ويجب أن تحاولى أن تنامى خلفى على الكنبة .. ونحاول أن نخفى رؤسنا حتى يوشك الفجر ويبذغ
النهار ونكون فى الأنتظار ..
كانت الأم قد تعودت على
أن تشقر على أبنها ليلا تغطية إن وقع الغطاء وتبشقنة إن لم تجد الغطاء أى تضع على رأسة كوفية حتى تحمية
من الهواء والبرد والأخطار حتى فى الصيف أو الشتاء أو حتى عز النهار .. فهى دائما
لا تنام كالقطط تسهر على
راحة أولادها وبناتها مهما
كلفها من عناء وعثار .. ولا تثنيها فى ذلك المرض أو
الأعذار .. دلفا ودخلا معا ونفذت كل كلمة بالحرف الواحد وإطمئنت شربات الى السكون المحيط بها وأن سليمان كالصنم خلفها لا يستدير ولا يدار فغاصت شربات فى نومها ولكن لم يمن عليها القدر بالإستقرار وكم كانت تشعر بالدفء وهى نائمة
خلفة وظهرها فى ظهرة ولم
تتنفس أو تنطق خشية أن توقظ أم سليمان من نومها
فتصب عليها الجحيم والنار سمع سليمان صوت تنهدات أمة وتوجس خيفة
فقام بغلق الباب جيدا ووضع خلفة الكرسى الخشبى مما اثار الشك
والريبة والعثار فقد قامت أمة كعادتها تطمئن على سليمان وتغطية ... وكاد
الأمر يمر عاديا بسلام لكنها فوجئت ان الباب متروس جيدا وتساءلت فى نفسها ماذا هو الذى خلف الباب مقام .. فقامت بالضغط علية حتى فتح وصدمت بالكرسى الذى آثار ريبتها من أثر الإصطدام .. وباتت
شكوكها تزداد وتساءلت فى نفسها لماذا يغلق سليمان الباب ويوصدة بشدة وهو لم يفعل ذلك من قبل ...ولم تتكلم الأم لأنها لم تر شيئا
أمامها يشار أو يسترعى الإنتباة ...
وقامت بتغطية سليمان إلا أن أناملها الرقيقة تعثرت فى شىء لم تألفة فكان ما كان ولو كان سليمان وضع الكوفية أو تبشنق كالمعتاد لمر الأمر بسلام ..
لكنها قد تعثرت يدها وهى تحيط بالكوفية خلف رأسة وهكذا لمست أناملها رأس شربات ...
لم تكن شربات جميلة لكنها كانت ناصعة البياض
وكل ما أفقدها من جمال كان بسبب أنفها
الأفطس الجبار الذى يشابة الأثيوبيات أو السودانيات ..
بارزاَ يلفت الأنظار .. مما قلل من جمالها .. وكم شوة حسنها فقد ترك فى وجهها آثار ولم لذلك لم
يكن سليمان يشعرنحوها بأى نبض يجذبة إليها وتمنى
لو قطع أنفها بمنشار لبدت
جميلة جدا تلفت الأنظار وهكذا لعبت بجمالها الأقدار فلم تكن فى يوم يفكر فيها سليمان لكن كانت
حاجة إلى المال فمبلغ خمسة جنيهات فى هذا الزمن يصنع المحال وتغافل سليمان نبض
قلبها الذى الى سليمان إختار
فلم تكن حجتها الى الدرس الا أن تكون بجوار سليمان
الذى لم يشعر بأى إنجذاب نحوها ور يستهوية هذا المسار فقد كان يحلم بأنثى فاتنة
رائعة الجمال لها من الأوصاف ماقد يراة فى الخيال يريد أنثى تسلب الألباب وجهها مضىء كالنهار .. جمالها ملفت الأنظار ..
تستحم فى موج من الشعر
الأصفر الهفهاف وعيناها
تشبة موج البحر عند الدوار أو فى زرقة السماء حين تشتد الأمطر أو من شعاع الشمس حين على الغروب تستدار .. كان يرى أن عيون الأنثى هى المرآة الحقيقية لكى تلفت الأنظار وفى عيون أمة الزرقاء بالذات جمالا يستدل بة حينما لرفيقة حياتة يختار .. يريد أنثى عيونها تفوق زرقة السماء أو تلك فى لون مياة البحر الهائجة عندما تقتلع الأمواج والتيار .. قوامها كغصن البان بة من الرشاقة مايفوق الوصف فى الغزلان فقد كان قلبة مكبلا بأرق الأوصاف فى هذا الزمان .. .. لكن شربات لا تلفت نظر
سليمان بأى حال من الأحوال ..لأن أحلامة كانت
لا تستهان .. وكانت المعجبات بة من كل الأصناف والألوان .. لكن
قد تعلم الشهامة والكرم ..
والمروءة والإقدام على فعل الخير مهما كان فوالدة
كان الفارسا المغوار فى عصرة فى زمن شديد الإعصار .. لة فى الشجاعة والمروءة والكرم ما تؤلف لة الروايات ..وتحكى فى كل الأقطار .. كان
كريما لأبعد الحدود يقدم الغير على نفسة كما كان سليمان يسمع عن أبية بطولات نادرة فى الوقوف مع الحق مهما لحق بة من أخطار .. وكان يقدم التضحيات فى زمن قل فية
كل التضحيات .... كان القحط شاملا .. وإرتفاع
الأسعار ..
فى هذة اللحظة الصادمة قامت أم سليمان بالإنقضاض على شعر هذة الفتاة بعد أن سحبت الغطاء أضحت الفتاة تتلوى وتصرخ وتستنجد بشهامة سليمان الذى وضعها فى موضع حرج واختبار ومابين الجنة والنار كانت الأحداث تدار واوضاع تندى لها الجبين وكانت الأم أيضا تصرخ وتولول وتنادى كإنفجار حل بالبيت الأمين وتنادى على إبنتها
سعاد وهى تصرخ قائلة : قيدى اللمبة يا سعاد .. تعالى وشوفى
واصحى من النوم وأنت ياعايدة شوفى أية
اللى اللى حصا وإية اللى بيعملة سليمان فى بيت الشرف .. يا حسرتى ياخيبتى فى إبنى عديم التربية والأخلاق والشرف قام وجايب واحدة تنجس البيت الطاهر خلاص جاب لينا العار ..قومى
ياعايدة أنتى لسة نايمة أصحوا يناس شوفوا الخراب اللى حل بينا
إتنجس بيتنا خلاص .. يا
سعاد شوفى ما يفعلة أخوكى سليمان .. قامت سعاد واستيقظت واضاءت لمبة الجاز أو رفعت شريطها كالمعتاد أو إرتفع ضوء
اللمبة وظهرت الفتاة شربات
المذعورة كأنها فرخة يتم ذبحها بسكين حاد .. فصرخ جميع من فى البيت
صرخات عالية إهتزت لها
الجدران وقالت الأم : بيتنا
الطاهر طول عمرة طاهر يجى وبينجسة أخوكى ياسعاد قطعيها حتت ما تخليش فيها حاجة سليمة شان ما تجيش هنا وتستغفلنا تانى .. تحاملت سعاد على نفسها وتوترت أعصابها بعد أن سمعت هذة الكلمات وهجمت على شربات وأقتلعت جذور شعرها وانهالت عليها لطما
وركلا وضربا وسحلا .. وقام سليمان بنجدتها وأستطاع بعنفوانة وقوتة
أن يخلصها منهما وكانت
أختة عايدة تراقب الموقف بذهول وظلت مذهولة لا تبدى حراكا ولا تدخل فى المعركة وحاول سليمان تسليكها منهما بكل محاولاتة وإستبسالة فى الإنقاذ وقوتة والعنفوان من براثن يد أختة سعاد وأمة التى أعتبرت أن البيت اهان .. واستطاع سليمان ينقذها بأعجوبة ويكتب لها النجاة
-----------
وخرج بها من المكان مع مصادفة أول آذان للفجر .. ولمح عسكرى
الدرك شبحان يلتهمان الطريق فصاح قائلا : من هناك
فقال سليمان : أنا سليمان
يا شويش سعد
---------------
عبرا سليمان و شربات
الطريق فى تجاة محطة السكك الحديدية متباطئين
فموعد أول قطر يقوم من الزقازيق بعد الفجر بساعة
والطريق كلة بطول عشرين دقيقة ... فكانت شربات تقول لسليمان : دول ناس متوحشين قوى يا سليمان
فيرد سليمان قائلا : دول
أطيب ناس بس الصدمة حولتهم لكدة .. مش انت عارفة لكل فعل رد فعلة وفى الجهة المضاد ... قالت : دة بس مش فعل دة خلع الشعر من جدورة شوف ياسليمان شعرى قد نَحَل الزاى أنا مش حعرف أعوضة تانى نظر اليها سليمان وقال لها : إنشاء
اللة حتعويضة بسرعة البنات بتعوض شعرها بسرعة
قالت لة حادقة : مش حعوضة إلا
لو وافقت تتجوزنى ويبقى دة التعويض الوحيد لى ..
تمتم سليمان بكلمات لم تفهمها .. ومرت الدقائق والساعات وقد إقترب سليمان وشربات من منزل
أهلها وكان يسأل نفسة كيف يواجة أمها فى هذة
الساة وماذا يقول الآن ..
وصل سليمان الى قرية ميت بشار وقد إقتربت الساعة من السادسة صباحا ...
وفزعت .. أم شربات عندما وجدت الأثنين معا
فصاحت قائلة : أخوكى جرى لة أية يا شربات
ما بيتيش لية عند أخوكى جاى الصبح بدرى لية .. قالت شربات لها ببرود :
: اصل مالقتهوش فى البيت الجيران بيقولوا سافر مصر عند أخوة الدكتور عبد الهادى أبو الحاج ... ونظرت اليها بملل محدقة فى سليمان وقالت :
ومين اللى معاكى دة قالت : الأستاذ سليمان مدرسى هو إنت مش عرفاة والا اية اللى بيدينى الدرس الخصوصى
قالت : واية جابو معاكى هو طولة قصر والا اية
دا الأستاذ بتاعك طويل هو
أنا مش عرفاة والا إية ..
قالت لها : لأ بس منزوى لأنة مكسوف وتانى ركبة
نظرت اليها أمة حسنية وقالت : واية اللى صحاكى بدرى كنت بايتة عند مين
قالت بكل هدوء وبرود : كنت بايتة عند أم سليمان دى ست طيبة جدا نيمتنى فى حضنها لغاية الصبح وبعدين فطرتنى أحلى فطور
انا قلت لها بلاش عشان أقدر أتغدى معى أمى وسليمان عشان يدوق طعم
البط المتزغط بأيدين أمى
نظرت الأم بإستغراب :
وفتحت الباب على مصرعية وقالت : بس إنتى جاية بدرى قوى إنت كنتى نايمة على الرصيف نظرت شربات وقالت : ما أنا قلت لك ياامى أنا كنت بايتة فى حضن أم سليمان
نظرت اليها أمها وقالت :
تسلم لي أم سليما خايفة عليكى مش زى بنتها تمام
اللى يصلح حالها ويحفظها ويكفيها شر ولاد الحرام
فتحت الأم الباب وقالت: خشوا يا ولاد ..واستقبلتهم الأم حسنية إستقبالا حارا عندما علمت أن سليمان حضر ليوصلها الى بيت أهلها وشكرتة على مروءتة لكن شربات كانت صامتة
رغم الألم الذى تعانية من جراء خلع خصلات شعرها
وكانت أصعب مامر بها
فى كل حياتها ولم تحكى مامر
بها من أزمات إلا داخل نفسها بالذات ..
.. إلا أن الأم أبصرت أن
شعر إبنتها لم يكن كعادتها
فسألتها أنت قصيتى شعرك والا إية .. قالت شربات لها : ساويتة بس يا امى ..أصلة كان منعكش
قالت لها أمها تنهرها : إنت أذعرتية قوى يا بنتى منك للة ..
شعر سليمان بتأنيب الضمير وقال فى نفسة إن لم تكن بهذا الأنف الأفطس العريض كالمنقار كنت على الفور وافقت على تعويضها بالزواج منها لكن
نفسى أعمل لها إية مش متقبلة أن اتزوج منها وأعتبار أن ماحدث هو قدرها وماذا نصنع للأقدار
إن نكلت بنا و تولت عننا
الأنكار .. فمن يقبل
بالتضحيات اللازمة وحياتة كلها ستكون عثار ..وإن تزوجتها جراء ماحدث لها بسببى ... كنت غشيم ولم أفكر وقد تطحنى الأفكار .. أعرف أننى السبب فيما يدار فكيف أضع كرسى واسنكر الباب لألفت
الأنظار وكأنى أغلقتة بمسمار إنة لشىء ما سيحدث لكنها .. الأقدار تلعب بنا كيفما تشاء وهذا قدرى وقدرها فلنتحملة معا .. وهذة فعلة الأقدار .. ومرت ساعتين أو أكثر وقدمت الأم الأفطار اللبن والقشطة والجبن القريش
والعسل الأسمر والعسل النحل يعقبة الفطير عند
الظهيرة .. وقامت بتنظيف
الدجاج والبط المعد للطعام
فى الغداء ... كان يوما جميلا لكنة مدجج بالمتاعب
من جراء التفكير .. وكيف سيعود سليمان الى أمة وهى تعتقد أن إبنها عاهر
وعار عليها وقد دنس بيت العائلة يالها من مصيبة وضعت فوق رأسة لا يتحملها بشر .. وكان
علية المبيت عند صديقة
محمد غريب ..والذى سرد
لة تماما قصتة بشفافية كاملة مع شربات .. وكيف إستقبلتة أم شربات بما طاب لة من افخر
الطعام الذى لم يتذوقة
فى حياتة من قبل مما سال
لعاب محمد غريب وسأل
سليمان هل لها أخت : فقال
لة سليمان لها أخت أجمل
منها بكثير .. فقال محمد
غريب : هذة فرصتنا للذهاب معا الى هذة القرية واكون معك كمدرس
مساعد أو تعلمنى كيف أعطى أختها درس ولو بالمجان ..
قال سليمان لة : انت لم تتعود على إعطاء الدروس فقال محمد غريب
: منك نتعلم ياصيق العمر
... دارت الأيام وسارت والجرح لم يجف وكانت الأم شفيقة تعامل إبنها بحذر تام بعد
أن صدمت فية وفى فلذة كبدها كيف يتجرأ ويفعل ماحرمة اللة وهى العفيفة الشريفة التى رفضت كل الخطاب والعرسان من أجل أن تكون لهم وتربيهم تربية حسنة وتراهم شباب واعدين ورجالا قوامين يسلكون الطريق الصحيح فى حياتهم متحصنين بالأخلاق والشرف والمبادىء ولكن قلبها مازال يهتز بحبة إبنها ويحنو
علية فهو فلذة كبدها وعلى الرغم أنها تبدى الصرامة فى تعاملها معة منذ وقوع الحادثة إياها ..إلا أن قلبها
يقطر دما إذا تأخر عنها لكنها لا تشعرة بلهفتها علية وكانت تقول لة : لن أقبل منك أى نقود أو
مال ما لم تكفر عن سيئاتك
وتترك هذة البنت العاهرة
التى ستجرك الى المحرمات وتجعل آخرتك سوء وعذاب
قال لها سليمان : نحن فى
أجازة آخر السنة يا أمى والكل منصرف عن الدروس
الخصوصية فى العطلة الصيفية وهى المرة الوحيدة التى تعطينى أجر ا
خمسة جنيهات ونصف ..
قالت الأم : نصوم أحسن
مش عايزة ولا مليم من
الفلوس النجسة .. توب
يا سليمان للة أحسن فهو الغفور الرحيم ... كان كلام الأم
لم يقدم ولا يؤخر ولا يقنع
سليمان بشىء .. فالعوز
والفقر والحاجة تمتد سيقانها لتنهش اليابس والأخضر .. ولن تقو الأيام على مهاجمة
المعدة بالصيام .. وقال
فى نفسة سأعطى شربات خلسة دون أن تعلم أمى حتى يمكننى مساعدة أمى ..تحركت الأيام فى إتجاهها
السالب .. وكم دبرت لة المقالب .. كان
سليمان يصاحب صديقة محمد غريب .. وكم نرى العجائب والطرائف والغرائب من بعيدٍ أو من قريب .. كانت أم شربات وتدعى الحاجة نفيسة تعيش فى غرفتها الهادئة وهى تؤدى فيها فرائض الصلاة
وتعلق فى حجرتها سبحة طولها
عشرة أمتار فى سقف الغرفة وبها حبات خرز
تجاوز ثلاثة الف خرزة ..
وكانت لا تنتقل من غرفتها
ألا للوضوء .. ولا تنظر ماذا يحدث حولها فهى فى عالم خاص ملائكى خالى من التناقضات وعندما يحضر سليمان يذهب الى حجرتها للسلام وأخذ الأذن بالأمان أنة سبعطى إبنتها الدرس الخصوصى وكان سليمان منهمكا أن يعطى حصتة بإخلاص دون أن تساورة أشياء أنة وحدة مع شربات فى بيت طويل وعريض وبها أكثر من عشر حجرات ..تفانى فى درسة ليثبت أنة معلم لة
مكان بين المدرسين الأفذاذ .. واحيانا تنظر الية تلميذتة شربات تنتظر همسة أو لمسة أو كلمة حلوة تود أن تسمعها البنات تنظر الية بإستغراب
وتقول لة شربات .. مفيش وقت للفسحة يقول لها عشان يبارك اللة فى القرش اللى بآخذة .. تنظر الية وتقول لكن أختى مسرورة بوجود محمد معها فهم يضحكان
ويلعبان ويقهقهان وأنت
صارم جادا معى بالذات هل أنا لم أعجبك أو شكلى مش زى البنات حتى فى تعاملك معى بتنسى إن الحياة من دا ودة .. ضحك ولعب وجد وحب ينظر اليها سليمان : لسة الحب ماجاش خلينا فى الجد .. إن أخذنا الحصة من دا ودا
يبقى
لا داعى أن آخذ منك أجر على حصصى .. كان الوقت
يسرى وقد بدى متأخرا ...
ولم ينادى علية محمد ينبة موعد إنتهاء الحصة كالعادة .. وعندما آن الآوان
خرجا من البيت سليمان ومحمد يتلمسا الطريق على ضوء القمر .. قال محمد
غريب لو أملك المال لتزوجت أخت شربات على الفور .. قال
سليمان : إنت بتتكلم جد .. أنت عارف أن أخوها
عبد الهادى مركزة كبير فهو أكبر الأطباء فى مستشفى الدمرداش واخوها عبد العظيم مدير التعليم الخاص ودول محتاجين من المال الكتير جدا وانت لسة لا تملك
من المهر شىء قال لة محمد غريب : بس البنت حلوة قوى قوى وقوامها يجنن جسمها بيكب بياض
تصدق يا سليمان أنا بحلم لم شفت أشهى أنواع الأنوثة الحقيقية
.. نظر سليمان بشغف واهتمام وفضول وقال : هل
عريت جسدها يا محمد فقال محمد : حذر فذر .. امال انا بقولك كدة لية
وعشان إية ... علم سليمان أن محمد غريب كان يستغفلة ويرتكب الحماقات المحرمة ويستغل طبية الأسرة فى عدم مراقبة من فى البيت فالأم نفيسة مشغولة دائما بالصلاة والتسابيح وهى فى وادى الآخريين فى وادى آخر.. وكانت
الأخت تقول لأختها وتحاكيها عن كل شىء دون أن تدرى أمها
عن ذلك شىء .. وما عاد
سليمان يأخذ محمد غريب معة
فى جولاتة لميت بشار ..
مما حنق واغضب محمد
وافشى اسرارة لأمة التى أقسمت الا يطأ سليمان قدمة لهذة
القرية طول ماهى تعيش على وجة الأرض ... وعاهدها سليمان على
ذلك وإنقطعت صلة سليمان بشربات وهى أيضا لا تستطيع حتى المرور فى الشارع مما
حدث لها من عقاب قاسى لن تنساة طول العمر ...
ومرت الأيام .. والشهور
واصبح سليمان فى فراغ
عاطفى وفراغ مالى حتى
إنتهت العطلة الصيفية ويدأ
يمارس عملة من جديد ...
فهو قد أصبح فى الثانوية
العامة وتحتاج الى جهد جهيد .. وعناية خاصة وقد
حاول ان يقنن مواعيد المجموعات الخصوصية
ومواعيد عملة .. حتى يمر العام بسلام .. ويلتحق بأى
كلية يستطيع فها أن يدرس ويدرس ليوفر لنفسة مصاريف الدراسة والكتب .... وتحركت فى نفسة كل الأحلام والطموحات وأصبح يكد ويتعب من أجل تحقيق حلمة .. ويعبر بة إلى بر الأمان .. تتحرك عقارب
الزمان الى الأمام و كان وقت الظهيرة قائظا
ولا أحد مستيقظا .. أمسك
سليمان بأناملة القلم وبدأ يسرد ما حدث لة مع الأيام
.. كان كل شىء أمامة ناقصا إلا تلك الأوهام التى
تستعية للإستسلام .. وكان
علية العناد .. ومن النوم
القيام .. كانت أمة تستعد
فى الزحام أن تدبر لة بعض الجنيهات لتقديم أوراقة للجامعة .. وكنت الأم تستعد هى وباتها للصيام .. فلم يكن فى البيت
مليما واحدا غير التى دبرتة
من قوتها على مر الشهور
والأيام ... أستيقظ سليمان عندما تسلل نور الصبح الى عينية وركب قطار السابعة الذى ينهب الأرض
نهبا .. حتى وصل الى محطة رمسيس او باب الحديد أو مجطة القاهرة
الآن ... تجول على الأرفة
ودقق النظر فى المكان ..
وبعد إنتهاء الظهيرة وتقديم أوراقة فى المكان
المخصص لقبول الطلبات
وبعد أن كتب الرغبات واستلم منة المسؤل الظرف
هناك .. ترنح سليمان فى الطرقات فقد بدى جائعا
وليس معة أى طعام أو لقيمات ... فأقتنص مطعم صغير يبيع سندوتشات الفول والطعمية بأرخص
الأسعار .. دخلة سليمان وهو يتحسس جيبة كم
سيبقى منة للرجوع لو كان
وكيف سيعيش فى الحرمان
لو عاد فالأم أعلنت الصيام
مع البنات وأخية محمد لن
يأخذ راتبة إلا آخر الشهر كما أنة بدأ يخفض
ما يعطية لأمة بعد أن علم أن سليمان أصبح مدرسا خصوصيا يشار لة بالبنان
واصبح سليمان مرغما أن يبحث عن عملٍ لة قبل فوات الآوان .. أخذ يفكر
والجرسون يسألة : أجيب لك سندوتش بابسترمة أو بالجبنة الومى او اللا نشن
قال لة سليمان : سندوتش
فول وطعمية وسلطة خضار .. وتوقف عن الكلام .. لحظات كنت أتأمل الموقف وما عواقب التبعات .. تسمرت مكانى
وتشجعت أن أبدو فى ثبات
كانت بجوارى سيدة بهيجة
القسمات طلبت أن تتناول معى الغداء وأن تضم مامعها من سندوشات
بغية تناولها من طبق السلطة بعض قطع الخيار والمخللات ...
دفعت حسابها ودفعت
حسابى وتناولنا بعض الكلمات .. كانت تعانى
مثلى من الجوع والفقر
والحرمان ما قد جعلنا
نقترب من بعض أكثر..
ويدور بيننا الحوار ..
قالت : سليمان أنت متعلم
ويجب الا تيأس فمعظم من
وصلوا الى المجد كانوا من أدنى الطبقات قاسوا
وعانوا وكابدوا لكن كان
عندهم العزيمة والأصرار
.. ارتاح سليمان لحديثها
الشيق .. كان وجهها يحمل
البراءة ولمسة خفيفة من الجمال كانت تشدها وعيون تحمل حزن جبال
إلا أنها كانت تنظر الى الأفق البعيد المنال .. كانت
حكايتها أنها أحبت وتزوجت من تحبة رغم أنف أهل زوجها فكانت عليها وبال .. تفننوا فى إفشال حياتها الزوجية ..
ولم تتحمل العيش فى مكان فية طليقها الذى تزوج ممن أردوا لة أن
يتزوجها .. وجال فى نفسها أن تشوة زوجتة
فهى لا تطيق أن يكون لأخرى .. فقررت أن تهجر
المكان حتى لا ترتكب جريمة تقودها الى مكان
لا تريدة وقضبان تحول بينها وبين حبيبها فقررت
أن تكون فى أبعد مكان ...
ظلت تبيع مالديها لتعيش
دون أن تنزلق فى الأوحال
واستأجرت حجرة صغيرة
ضيقة تحت سلم فى بدروم
مظلم لا تصلة ضوء الشمس فأمد البواب لها سلك كهربائى
ولمبة صغيرة تستخدمها
حتى لا يرتطم جسدها بالأشياء .. وعرضت على
سليمان أن تصحبة الى مسكنها فهو لا يملك ثمن
إيجار غرفة فى فندق وخاصة أنة بدون عمل ..
وقالت لة لولا أننى تأكدت
من صدق كلامك معى وبأن
معك إيصال التقدم للجامعة
وصور المستندات واضحة تؤكد أنك صادق فيما تقول .. فأنا مطمئنة بوجودك معى فى
أى مكان .. وابلغتة أنها سوف تقول للسكان والبواب خاصة أن سليمان
أخيها واذا دققوا فى المستندات فأخ من الأم وليس هناك من مشكلات ..
أقتنع سليمان بعد مجادلة وحوار .. كيف يبيت معها
كرجل مع إمرأة قالت لة مازحة لما تشتغل تكون راجل بحق لكن دلوقتى أنت أبنى أو أخى فقال لها:
لية إنتى عندك كام سنة قالت وهى تراقب عينية أنا
بطاقتى أهى واحد وثلاثين سنة بالتمام والكمال .. فقال لها : بس
مش باين عليكى غير عشرين سنة قالت : مجاملة رقيقة ياسليمان قال: واللة بتكلم بصدق
أنتى اللى يشوفك يقول لسة
لم تتزوج بعد .. قالت : فهمت قصدك يا لئيم ثم أردفت قائلة : أنا أسمى الحقيقى (وداد ) .. وانا أعجبت بك ولو أنت دلوقتى بتشتغل وليك عمل تقدر تجيب منة قرش يعيشنا صدقنى يا سليمان كنا إتجوزنا على الفور مادام انا عجباك بالشكل دة قال سليمان : كل شىء نصيب ومين يعرف نصيبة فين ..
قالت بإبتسامة : دى تنفع مطلع أغنية يا سليمان ما نضيعش وقت
إحنا مسينا والوقت متأخر .. ولازم ندخل البيت فى النور قبل
الضلام بس لازم تعرف إن أسم (سيدة ) مش اسمى الحقيقى لكن ليك أن تختار مايحلو لك أن تنادينى بة ... إنطلقا معا وهى ممسكة بيدة وكأنها لا تريد أن تفتقدة
أو يبعد عنها وكم كانت يد سليمان ترتجف ويتصبب عرقا من وجهة
وعندما بدأت وداد تضع المفتاح
كى تفتح الباب لتصل الى غرفتها كان سليمان يطل وينظر إلى المكان وحولة وقلبة يرتعد خوفا ماذا لو فشل كيف يعود الى بلدة بخفى حنين ..
وماذا لو أكتشف الناس أنة أخ مزيف وليست وداد أختة كيف سينهالون علية ضربا ويسلمونة لمركز شرطة .. كان علية
التشيث بالأمل والا يفقد ثوابة ويتجرأ عند اللزوم
كان فتحى البواب أول من سألة بصوت أجش قائلا : تبقى
مين إنت .. وبسرعة مدهشة وكأنة تقمص الموقف وأخرج بطاقتة الشخصية ومد يدة ليسلمها للبواب والبواب لا يعرف القراءة
والكتابة ومد البواب يدة يتسلم
بطاقتة وهمس سليمان قائلا للبواب :أنا أخوها سليمان
جيت أطمئن على أختى ..
نظر فتحى البواب الى البطاقة
فلم يعرف إلا صورتة فيها إما مابها فهو يجهلة تماما وقال الباب : فعلا صح إيوة هى دى أختة ثم اردف قائلا : كلامك صحيح ونظر الى كل من تجمع حولة وقال : للسكان إن سليمان صح أخوها .. ومد يدة لسليمان
يسلمة البطاقة وقال مرحب يا أبنى انا كنت شكيت فى
بادىء الأمر .. لما لمحتك متخفى .. وقلت البنت الهرمة جاية وشامطة ماها راجل بتستغفلنا .. جاية تلعب بديلها
هو إحنا هنا قورنات .. نظرت الية وداد وقالت : أحنا
بتوع كدة برضك يا عم فتحى إحنا ولاد ناس أشراف .. وبسرعة دلفت
الى الداخل ودخل سليمان
فوجد الغرفة ضيقة لدرجة
إنها لن تبقى فراغا بينهما
إلا اذا التصق بجسدة فى جدار الحائط ..
فقرر أن يظل جالسا حتى
طلوع الصباح .. فنهرتة
وداد قائلة : بلاش لعب
عيال .. امدد رجلك نام واتغطى ... مش ناقصين من حد كلام .. الحيطة
لها ودا ..وسرحت وكأن لا أحد معها .. واخذت
ترتدى قميص النوم لتبدو
أجمل حورية ذات أنوثة لا تقاوم واروع من كل الملكات ولن تجدى الكلمات
فى وصف هذة الأنوثة بالذات وتلك القوام الرشيق الفتان .. ولأول مرة سليمان فى حياتة يلمح ماتحت عنق إمرأة أو أنثى بهذة الفتنة الطاغية وينظر متلصصا إلى قوام لم يكن فى الحسبان رؤيتة بسهولة كأنة غصن البان فقد حملق سليمان وابصر نهدين يقفزان ويصران على القفز من هذا المكان من الصدر
الذى يحمل من الأنوثة مايفجر بركان لا يستهان
فى منطقة من لؤلؤة الصدر
التى تزان بأرق أنواع الجلد المزان .. الذى يزيد فى الظلماء نورة فيزيد
ضياء النهدان كانا ..
كاللبن الحليب المصفى يبرزان فى قوام متماسك
وتكامل وإتزان إنهما
كورتان أسفنجيتان هلاميتان تستديران كالرمان .. رجراجتان لا تمتزجان إلا بالحنان وكأنهما سلاحا غفر يحرسان هذا المكان او كتيبة سفر معدة للرحلات للإنسان فى هذا المكان ..
كان يهمس ويقول فى نفسة ساخرا.. أهذا الجمال كنت
عنة غفلان ......
وقبل أن يرى هذة الفتنة الطاغية فى إمرأة تلف
قوامها بالف ثوب حتى
لا يبدو منها مايثير الذعر
ويستبان هذا السحر فيزيد من الخفقان ويشد جذب أعين الر جال كان
يقول فى نفسة وهو يردد
كلماتها :
لو كنت بتشتغل يا سليمان لكنت أتزوجتها على الفور
دون إستئذان وكم هى همست فى إذنة قائلة : أنت يا سليمان شاب وسيم تزين كل الشبان .. ظل سليمان يهمس داخل نفسة لماذا كان الصمت فى كأننى أخرس لم أنبش ببنت شفة لأقول لها أنا مغرم ولهان .وكيف أكون أخرس وأنا لي لسان ...
وكيف لم أجب بكلمة تسر
لها الأذن ولماذا لم أقل لها
هيا ياحبيبتى للمأذون نتزوج الآن..
لعن سليمان نفسة كيف تجرأ على
أن يهمس لنفسة بهذا دون
أن يرى الحقيقة والواقع ..
لقد إنبهر سليمان بهذا السحر الأنثوى وأعلن الإستسلام .. لم تعطية فرصة للتفكير .. لقد
أطفأت النور واستسلمت
للنوم دون أى كلام ..
ووضعت الوسادة بينهما
وقالت بإبتسامة ساحرة : تصبح على
خير يا سليمان .. كان سليمان لا يتمالك نفسة وشعر أن شىء بداخلى يكاد أن ينفجر أن لم يقم بتقبيلها أو ضمها الى صدرة بقوة أو بحنان لكنة توجس خيفة أن تصفعة على وجهة وتتركة فى عرض الشارع ندمان .. واخذ يفكر ويفكر فيما يشدة الآن وكيف يتهامس معها دون كلام وظل سليمان يرفع يدة تارة ويخفضها تارة أخرى وكأنة يقول سأحتويها بين ذراعى مهما
الأمر كان وليحدث مايحدث لكنة تردد وقال كل شىء بأوان
وهمس فى نفسة بالإلتزام والثبات والإتزان هو سبيل
تقدير المرأة لة والأحترام
.. ثم بدأ يحادث نفسة أى إحترام يكون وهو بين الجنة والنار .. هل يعلن الإستسلام ونظر الى المكان الضيق الذى بة
يحتويان هذان الجسدان
وشر فى أغوارة كأنة فى مغارة لكن بوجودها
شر بالإستحسان .. فهل
يمتد يدة ليحتويها بين
أحضانة لو كان الشعور
المتبادل بينهما يأتيان .. أم ينتظر ..
ربما يجود علية الزمان
وتتحرك عواطفها كالبركان لكنها كانت لا تعبء بما يدور حولها وفى الأذهان فهى أول إمرأة تحرك العقل والقلب والوجدان
إمرأة يشتهيها كل من
نظر اليها من الرجال وخاصة وهى فى قميص
النوم الوردى تنقلة لعالم
الأحلام .. شعر
سليمان إنة
يشتهيها فلم ير فى حياتة كائن كان بهذا الجمال وتساءل فى نفسة لماذا طلقها زوجها أكيد أنة ليس إنسان من الذى يشاهد محراب الجمال يتعبد فية من الذى فقد عقلة وقد وجد فى جسدها كنزا ومكان .. وفى عبير أنفاسها أروع الريحان يالة من رجل مغفل ما أتعس الرجال أن تعاموا وعميوا ولم يسمعوا الكلام إلا فى فقد كنز من الجمال لا يستهان فهل لأنها
من أسرة فقيرة اليس جمالها الصافى برهان .. أنها نجمة
فى سماء عالية ن كل ربوة
ومكان .. وقد أعجب سليمان بها فقد سلبت منة فؤادة
ولكنة قال فى نفسة .. ليست
الشهامة أن تفعل ماحرمة
اللة لى الإنسان .. وكانت نداءات أمة دائما تبدو أمام عينية وهى تقول لة : يابنى النظرة الأولى لك والنظرة الأخرى عليك وسوف تحاسب يوم القيامة ن الأعمال فما أحلى الآخرة
إن برت الدنيا بأمان وفيها سترى ما قدمت يداك .. فأثنى يدية ولم ياعانقها واستسلم للأمر الواقع
فهى لو كانت تريد شىء منة ما وضعت الوسادة بينهما .. وتلك علامة على
طهارتها ونقائها .. وظل غارقا فى تفكيرة حتى سمع
آذان الفجر .. فأستنهض
واراد الوضوء لصلاة الفجر .. لكن سيدة نهرتة بشدة رايح فين دلوقتى ..
إنت بتقول ياللى ماعرفتش
إعرف .. مافيش هنا مية
.. المية تحت السلم ومافيش
لمبة ماتعرفش تخش الحمام بالليل لأنة ضلمة كحل ... نام اللة يهديك ..
//////////// 2//////////
==============
ظل سليمان يهفو بعينة ويرنو كيف ينام وكل
شىء يؤرقة وكأن على الفرش شوك يخشنة ودفعتة
شدة الألم للبكاء وقال فى نفسة : كيف هذا الظمأ والماء أمامى زلال ...
وكيف أختبىء مابين الحرام والحلال ... وترك
أنفاسها تعطر المكان ....
تسلل النور .. نور الصباح الى وجنتيها فبدت
مضيئة مغرية بالذات وسمع منها هذة الكلمات :
صباح الخير يا ارق قلب
خفق لة الفؤاد .. إنت شهم
ياسليمان وكنت ثلث البيات
نظر اليها سليمان يرمقها
بحنان وثبات فقامت وطبعت على جبينة قبلة
الصباح وقالت لة يسعد
صباحك يا سليمان واللة
لو أملك المال لتزوجتك
فى الحال .. فقال يارب
يمنحنا المال وأشوفك عند
كلامك أو حتخلفى الكلام
فقالت لة : مش كنت بتقول
كل شىء نصيب قال لها :
كنت بقول لكن دلوقتى بتمنى قالت لة : انا
النهاردة جالى شغل فى بيت واحدة ثرية .. وممكن
أكلمها تقبلك مدرس خصوصى ممتاز وخصوصا وانت مارست هذا العمل بإخلاص ...
وتركت وداد لة العنوان إن
كان يريد فعلا العمل ويسعى ليتزوجها ويعيشا معا فى الحلال .. فأجرة على أجرها يمكن إستئجار شقة صغيرة ويستكملا حياتهما معا فى سعادة وحب وهناء
.. كانت على وداد ان تأخذ أجازتها فقد يوم الجمعة ..
وهاهو لم يمضى يوم على
غيابها عن سليمان وقد شعر بالقلق والغربة الموحشة فى هذا المكان .. واخذ يبحث عن
عمل لة فكثيرا ما يأخذ مواعيد للأختبارات بعد شهر أو شهرين وهو لا
يملك أن يستمر وليس فى
جيبة ما يعينة من المال ..
على مواصلة العيش والإستمرار .. وبعد بحث مضنى وطويل وبعد أن إستبد بة الإعياء و
ظل بدون طعام لمدة يومين متتالين ولم يجد حتى قطعة خبز جاف .. ألا فى سلة المهملات فالتقطعها ونظفها
وأكلها .. كان يفكر فى
العودة الى أمة واخواتة
البنات ... بعد أن اعياة البحث والتفكير وبدأ يهلك
من الجوع .. أستقبلتة عائلة هناء .. عائلة ثرية
كمدرس خصوصى ليعطى بناتها هناء وبسمة
وهند وابنها سامح المعوق مقابل
عشرين جنيها فى الشهر ..
على أن يتسلم كل جمعة
خمسة جنيهات منها يدبر إمورة .. وفرح سليمان فرحا شديدا بهذا العرض الكبير ..
إلا أنة فوجىء بشرط آخر
أن يقوم بجميع الخدمات من كنس وتنظيف وحتى
القيام بخدمات البنات ...
كانت أم هناء سيدة ثرية
قرمزية العينين رائعة الجمال والتكوين والبنيان وكانت بناتها الثلاثة من أروع البنات
كانت كبراهن وتدعى هناء
فى السابعة
عشر .. من عمرها فائقة
الجمال .. طاغية الدلال جميلة الوصال خفيفة الدم
إبتسامتها تحمل كل معانى الإغراء للشباب والرجال
وحتى لفت أنظار النساء
أنها طاغية فى جمالها وليس فى جمالها مثال
واستطاع سليمان أن يكسب قلوبهم جميعا
فى الحال .. وسطر سليمان انفسة طريقة يسير بها أو منوال ...
وأن ينال إعجاب الجميع بما
يحمل من معلومات وحكم تقال وتآلف معهم وكان سريع الوصال فهو يملك طريقة سهلة للتوصيل كما يملك الفكر للإنتقال من معلومة إلى أخرى يستطيع توصيلها بسهولة ويسر الى البنات .. وشعرت البنات بتميزهن فى المدرسة من خلال الأمتحانات .. وكم وصل شكر المدرسة الى السيدة ولى أمر الطالبة
هناء فى الحال وهى لم تتعود على هذا .. الشكر فى هذا المجال ..فأعجبت بسليمان
وقدمت لة الحلوى والطعام
ونال من الفاكهة أغلاها وأجودها .. وضحكت لة الدنيا ولا تزال و بعد تجهمات واحباط أصابة باليأس .. لكن الأحباط
لم يستمر طويلا .. فقد تعلقت هناء بسليمان
تعلقا تام .. ومن شدة إعجابها بة أرادت ألا تفارقة حتى فى حمام البسين تطلبة فى الحال لحمل ملابسها أو الإستسهال وتظل تطاردة فى كل لحظة وتنتظر أن تلفت نظرة إلى جمالها الفتان فتنتهز أى فرصة وعندما تقوم بالإستحمام تطلبة بالإهتمام كما تجبرة أن يقوم
بإعداد لها الحمام .. بل تمادت
وطلبت منة أن يقوم بحمل
ملابسها الدخلية أثناء أثناء الإستحمام .. وهى فى جمالها الطاغى لا تحتاج الى برهان فكان يتملل أن
تسوقة صبية صغيرة على
عمل شىء لا يتحملة قهرا
بأى حال من الأحوال فكان يقف ويعطى ظهرة لها وهى تستحم وتتحمم وعينية فى اتجاة عكسى للمجال .. فكانت تنهرة وتتمادى فى ينظر اليها بإستمرار .. فكان يخفى نصف عينية ويدار .. وتعجب فى نفسة ماذا يحدث وما تطلبة
الفتيات فى هذا الزمان .. لا يعلم أنها تحبة وتعشقة ولو علم ماكان حالة هذا الحال .. فقد كان يعرف أن الرفض لة الكثير من السلبيات والأثار .. كما يعلم أنة لو
نظر إليها سيفقد كل المبادىء والأحترام فهو لن يستطع ان
يقاوم إن فلت منة الزمام فهذا الجمال الساحر لا يقاومة إنسان كان .. مهما
قدرتة وتمسكة بالإيمان ..
إنها غريزة قوية وضعها
اللة فى الإنسان لإعمار
الكون لكن فى الحلال ..
واعترف سليمان داخل نفسة بالهزيمة بعد أن شعر أنة ملك متوج يرى بمنظار مكبر كون آخر لا يمكن لبشر أن يراة ويستمتع بة
إلا فى الخيال .. وحدث نفسة عن هذا الجمال وكيف
أن وداد الأنثى البالغة اليافعة المكتملة إنوثة تسقط أمام جمالها فى الحال
وكان يعتقد أن لا جمال طاغى يمكن أن يراة بعد الآن أصبح سعيدا بأوامرها
وكم يلبيها بإستمرار دون ملل أو ضجر أو إنفعال
كما كان فى بادىء الأمر
كان يضيق بهذا المجال.. أنها قد بلغت فى جمالها مايفوق البشر
وبلغت فى فتنتها التى لا تقاوم
ما بلغتة وداد التى أخذتة الى مسكنها فى الحجرة الضيقة التى بها كان المبيت وكان البيات .. دون حتى قبلة واحدة تخفف عنة مالاقاة من أهوال ...
تلك الليلة التى جعلتة لأول مرة يفقد الشعور والأتزان ويتمنى أن يضمها الى صدرة ولو حتى حدث بعد ذلك قتال ..كان فى غير إتزان حقا .. كان كل شىء بدأ
يتلاشى أمامة تماما تمام .. وتلاشت صورة وداد أمام جبروت هذا الجمال وتفوقة على كل من كان ..
وسأل نفسة هل للمرأة
جمال خفى وهل كلهن بهن فتنة طاغية لا يقوها
أبدا الرجال وإن اللة لة فى
خلقة حكمة ليكون للذكر نصيبا من الأنثى أم أن الجمال لة أنوا ع من العطور وكم من الألوان لقد خلق فيهن اللة هذة المميزات من سحر وإنوثة وجاذبية لم تكن فى الحسبان .. لعن سليمان
هذة الظروف التى أوقعتة فى هذا المأزق بالذات ...
ولكن كان محببا إلى نفسة أو إعتاد أو أصبح رؤية تلميذتة شبة عارية نوعا
من الأدمان .. أن يرى جمال وانوثة الملكات
كانت صغيرة لكنها تبدو ملكة من الساحرات ... رفض علية وقبل الإستسلام .. لكنة أدرك ان
كل أنثى بها مسحة من الجمال .. وهذا الجمال مسلطا على رقاب الرجال..
ولأول مرة يشعر سليمان
بشى خفى يشدة الى هذا المجال .. وتبخر من مخة
أن وداد هى الوحيدة التى تمتلك هذة الفتنة والجمال
.. كانت الأنتقال صعبا وكان صعب الأتصال بوداد حيث كانت تعمل ليل ونهار من أجل ان توفر
حق الإيجار والسكن فى هذا المكان الضيق المختزن ..
وكان على سليمان الأنتظار
حتى يراها قادمة آخر الأسبوع ببسمتها التى
تدار وغصنها الذى يلفت
الأنظار ... إنتظرها هذا
الأسبوع فلم تأتى وكان علية ألا يتأخر عن أم هناء وقد ادرك أنة مقيد ولا يمكن مخالفة المواعيد المقررة وهذا إصرار ..
وفى لحظة إنشغال سليمان
بحمل ملابس هناء وهى فى الحمام تتحمم .. وجد أم هناء واقفة تتفحصة فقال
سليمان بخوف وتردد : هى
طلبت منى الوقوف هنا بالملابس والأنتظار .. وتوقع أن تقوم بطردة فى الحال .. لكنة فوجىء بأنها
تعرف كل شىء حتى أدق
الأسرار .. فهدأ وإطمأن أن عيشة لن ينقطع وسوف يواصل العمل فى الدار ..
لكن شىء إستوقفة أن يؤدى
هذا العمل مع الأم نفسها ..
فقبل أن يحمل لسونيا ملابسها وهى أم هناء ولكن بعد تردد وكاد ينهار
أنة أصبح خادم يدار .. يؤدى ما يطلب منة بإهتمام دون إعتذار ... لكن هذة المرأة الحادة النظرات
سخرت منة وقالت أتدير
ظهرك لسيدتك .. إعتدل أنا
مليون رجل يتمنى النظر ولو ثانية ويحدق الإبصار وتبقى الثانية علية كتار .. كانت المرأة
جسدها مغرى كأى أنثى لها
من الجاذبية ما يثار .. إلا
أنها فاجأتة قائلة : أحبك يا
سليمان ماتبقاش حمار .. إنت عارف جوزى فى الخارج وبقالة عدة سنوات
والبركة فيك بقى أنا طال بى الإنتظار .. نظر اليها
سليمان قائلا : لا ياست حرام ربنا شايفنا وهو حليم
ستار .. قالت لة بحدة : حليم ستار ينى أية يا حمار ماهو رنا كريم غفار .. قال لها بإعتذار :
معلش سامحينى أنا ماقدرش
أعمل كدة حرام .. قالت لة بإستهتار : أتقاوم انوثتى يا جبار ... انا بعطيك عشرين جنيها وهم عليك كتار .. كفايا عليك عشرة
قال لها خلاص : كفايا عشرة وسبينى أختار .. ماتخلنيش مقيد بحبال ..
.. أدرك سليمان أن لا مجال للحوار ..معها فقد أشترتة بالمال والنار .. وسرح بخيالة لماذا لم يقف
فى وجة هناء ويقول لها أيضا حرام ولم ينهار ام
أن هناء لها من الجمال كل
إعتبار .. نظرت الية سونيا
بإحتقار وقالت : ياغبى يا سليمان هل الغبى يترك الجنة ويذهب الى النار طائع مختار طريقة الذى
يأخذة الى الدمار .. وصرخت فى وجهة وقالت بإختصار : أنا من أجل رغباتى سأزيد مرتبك عشرين جنيها أخرى
بشرط الطاعة العمياء .. دون إعتذار وهو لم يدرك أبعد هذة الطاعة فقد أجبر
أن يدلك ظهر هناء الفتاة البضة الجميلة وان يحممها
ويدعك ظهرها بالماء والصابون .. ورفض أن
ينقاد إلى أمها التى قد
تفوقها
فى الفتنة والإبهار .. وعرف سليمان ان جميع الجنس اللطيف لة سحر وملكات خاصة .. وان
سحرهن عندما يكن فى
حالات الإستحمام
ومنذ هذة اللحظة شعر لأول مرة بالجنس لكنة حتى الآن لم بقترفة واصبحت المسافة بين السقوط لا تعدو مترا
واحدا فهو على حافة الهاوية
فقرر أخذ العشر جنيهات ولا يريد الزيادة لأنة يخشى المحرمات وليريح ضميرة ويبتعد عن المنغصات إلا أنها قامت
بتخفيض العشرة جنيهات الى خمسة جنيها يتسلمها فى
آخر كل شهر دون تقديم تنازلات وقد إنتقص الغذاء والطعام الذى يقدم لة كما تعود فى كل وجبة أن يقدم لة أشهى
الطعام والذ فاكهة ومع كل إحترام .. أصبح سليمان الآن لن يتنازل عن مبادئة أو يرحل ن هذا الدار .. فى أمان .
---------------
الفصل الثانى
----------
كان على سليمان أن يختار
بين هناء ووداد .. أن يظل فى الخدمة التى تعود
عليها وهى أن يرى ملكات
الجمال يسبحن فى حوض
السباحة ويتحممن فى البانيو .. وأن يدلك أرق
القوام .. كانت هناك من تدعوة
أن يكون لها فقط مهما كانت الفروق والمكان ..
وهن وداد وايضا هناء
وقد ألنت بصراحة أنها
أحبت سليمان وهامت بة
وشغفت بة حباَ وغراماَ
وهوان .. كم أصبح جسدها
البض النابض صالحا لزوجين يلتقيان .. كان قوامها أسطورة لم تكن فى الإتيان .. وكان سليمان شابا وسيما يحظو
بمكان .. إلا إنة من طبقة فقيرة تعيش فى النسيان ..
وكان وجة هناء كالقمر المضىء يشع نورا وبهاءا
أخذ سليمان يقارن مابين وداد وهناء فالأولى مكتملة الأنوثة ليس فيها شىء يهان
جذابة فى إبتسامتها كل الحنان .. لكن الفارق كبير
جدا فى جمال الوجة الذى فى هناء لا يستهان بة ولا
يوجد مثيلة إلا فى عالم الخيال .. الأولى قريبة المنال و هناء بيدة المنال فزواجها مستحيل تمام ..
.. فهى فوق فى عنان السماء .. وهو على أرض الواقع تخوص فيها
الأقدام ... لكن هناء من خفق قلبة لها من أول وهلة لكن وداد .. أستهوتة
عندما عرف سر جمالها
الفتان فى إنوثة لا يقوى
على مقاومتها إنسان ....
ومابين تردد وإختيار قرر
سليمان أن يمسك الحبل
من منتصفة .. فيعرض
على وداد الزواج إن أمهلتة بعد أن عمل
خادم فى منزل الأثرياء
لا يستطع أن يقرر ما يشاء
يعطى الدروس الخصوصية
ويشتغل فى البيت فى كل مكان .. حتى تحميم الملكات من البنات .. لكن خفض أجرة
لأنة لا يريد أن يرتكب الحرام وربما قد حان طردة أن لم ينفذ الأمر مهما كان .. ولكن لولا
تمسك هناء بة لتم طردة
فى الحال وقد حدثت مشاجرة لهناء مع أمها وهى تقول لأمها هو دة
أحسن مدرس خصوصى بيفهمنى وأنا بفهم منة وكمان
ما ينفعش طردة هو عمل
أية .. كانت الأم تقول بحدة : إنة شديد العصيان
تقول لها هناء : الزاى يعنى
إنت عيزاة يقلعك هدومك
ويلبسك وأية كمان ..
تقول الأم : زى ما أطلب
منة بالتمام يعملة حتى لو كان .. يقل هو كمان ملط
قالت لها هناء : إحنا يا أمى
فرطنا فى الشرف ومع ذلك هو بيحافظ علية تمام وبإهتمام .. بيدينى درسى بإخلاص وبفهم منة المسعتصى لم يطاوع رغبتى وظل متماسكا وهذا
جعلنى أحبة أكتر واتمسك بية
لم يدخل لى مرة دون إستئذان ولم يحتوينى فى أى مرة فى أى مكان ولم أشاهد علية إلا الإتزان ..
قالت الأم : أنا بفلوسى أعمل كل حاجة أحنا أغنياء وإن لم تمتعنا فلوسنا
نكون فى خبر كان .. نظرت
اليها هناء بإندهاش فلم تتعود أن تسمع من أمها هذا الكلام ولم يدر بينهما أى
حوار كان بهذا الأسلوب
فى التوهان فنظرت إليها هناء بإمعان وأضحت تقول لأمها بإندهش تام : يا أمى
أتركى سليمان لي فنحن فى سن واحدة أنا إطلعت على أوراقة ومستنداتة هو
أكبر منى بسنتين بس يعنى
الفرق بينك وبينة كبير هو فى أول الربيع وانت فى
خريف العمر والشتاء قادم
دون أن يضيف شىء لك .. ثم أعادت قولها
أتريكة يا أمى لي فنحن فى عمر
واحد إما عمرك فيكفى
نظرت الأم بحدة وقالت :
وما نهاية تعلقك بحبل دايب
هل سليمان يمكن أن يحقق لك الأمان . .. تتجوزى واحد خدام لا يقدم ولا يأخر كمان هو
شاب فى غير مستوانا والنظر الية
جريمة وعصيان ..
قالت هناء بحدة : لا يمكن حرمانى من شاب عشقتة
بقلبى وعقلى واصبح عشقة إدمان
قالت أم هناء : هذا هو الخطر بعينة والخطر لا
يستهان ..
وتمادت الأم مع إبنتها حتى أنها صفحتها على
وجهها ولطمتها لطمة قوية
عندما قالت لها أنا بحبة قوى يامامى هو قُريب ينهى دراستة الجامعية
ويكون مهندسا يشار إلية بالبنان والفقر مش عيب ..نظرت اليها أم هناء متبرمة
وقالت : أكيد إنت فقدت عقلك عايزاكى تفوقى وصفعتها صفعة قوية على وجهها وإستردت قائلة لها : إنتِ بتصرفى تصرف خاطىء أنا سيباكى تتمتعى
تلعبى تضيعى وقتك لكن الحب لآ مش عندنا أبدا
ووقت ما تنهى دراستك أنا عارفة حجوزك مين إنت
عارفة قد إية مرتب المهندس فى الشهر إنت بتصرفى فى اليوم قد
مرتب مهندس فى الشهر إنت ناسية إنت بنت مين فى هذا الزمان وعندما
قالت لها هناء بإمتعاضة : إمال إنت يا مامى ناسية وجود بابا معانا وناسياة خالص وما بتعمليش
حساب لغيابة .. أعادت أم هناء لطمها لطمة قوية .. فتركتها
هناء وهى تجرى باكية ..
وأغلقت باب حجرتها عليها
وظلت تجهش بالبكاء ......
ظل سليمان يقدح زناد فكرة هل هو مع الأستقرار
مع إمرأة جميلة مثل وداد تكفى لأن
ينسى الدنيا وماعليها أم مع
فتاة مثل هناء رائعة الجمال تلهبة
بسحرها وقوامها الفتان فى كل زمان وأوان فلا يستطع
الذهاب إلى عملة لأنة مشغول البال .. وقلق للعودة
فى الحال ليظل برفقة زوجتة طوال الليل والنهار
وخاصة مثل هناء فائقة الجمال .. إذا
نظر اليها سرتة وسحرتة
وجعلتة دائما مشغول بها
وهيمان وأن لبست لة قميص
نوم يكون مغرما بها يهيم
فى حبها يشتهيها كإدمان أو
يحتويها .. دون إستئذان وأخذ يقارن بينهما فى الجمال وداد وهناء هو شغلة الشاغل الآن ومابين الأنوثتين فهناك فارق مادى شاسع كالفرق بين
الأرض والسماء أو بين
الممكن والبعيد المنال ..
وشعر أنة يعيش فى مسحة من الخيال وسأل نفسة سؤال
من أين يحضر لهناء المال أما عن وداد فيمكن تدبير بعض المال بأى حال من الأحوال .. وهو ممكن ولا يزال .. فقام من فورة دون إستئذان ليذهب الى
المكان الذى تقطن فية وداد وقد أصبح شكل
سليمان مألوفا بين السكان وقد عرف أن سليمان أخ لوداد .. بحث سليمان عن وداد وفى كل مرة لا يجدها
وقد أدرك أن هناك شىء ما قد حدث لها الآن فهو دائما لا يجدها ولا يعرف
لها عنوان غير الذى دونتة وكتبتة لة بقلمها منذ عشرين يوما بالتمام ... جلس سليمان فى
غرفة وداد الضيقة وطافت بة
الذكريات وتخيلها وهى ممسكة بصنجات وتقوم من فورها وترقص لة الف رقصة ورقصة تسلب الألباب وتشدة الى عمق المتاهات وشعر أنها بجوارة تمسك يدة بحرارة
فيهدأ الجو من الغليان وتخيل قميصها الوردى يعطى كافة الألوان ..كم تبدو
كحورية وقوام كالغزلان
.. أخذ يدقق فى كل محتوى
الغرفة يستنشق عطر أنفاسها الفتان .. ويتخيل أنها جوارة تقول لة أنا
عروسك الآن ضمنى الى صدرك وأرونى بالحنان
إننى ظامئة أحتاج الى ندمان يقدم لي الكأس الآن .. أخذ يتخيل ويتلفت
يمينا ويسارا ربما تأتى وداد الى هنا الآن .. فأبصر
ورقة مكتوبة بخطها تقول : حبيبى سليمان أنت من شغلنى الآن وبت أفكر فيك
و لا أستطع النسيان .. إنتظرتك يومان متتاليان ولم أظفر برؤيتك فماذا حدث وماذا كان هل أنت بخير ولماذا قسوت على هل أحببت وداد أم غرقت الآن فى النسيان جاءنى اليوم برقية
وفتحتها كانت مفاجأة لي وفاة أمى وكانت أكبر صدمة أثرت فى الوجدان فقررت أن
أراها قبل رحيلها الى عالم
الخلود .. واستسمحها إن
كانت تقبل منى السماح بعد
أن تركت لها الأرض التى تعيش فيها وغيرت الزمان
والمكان .. سأذهب إليها الآن ربما تسامحنى عما قد بدر منى وكان .. وقد أعود فى يوم من الأيام ..
إلا إذا تعذر الإمكان .. بسبب
هروبى دون علم أهلى ..ودون أى إستئذان
وهل سيأخذون حذرهم منى ولا يمكنونى من الأفلات والحضور اليك يا أروع شىء فى حياتى والنظر اليك هو راحتى لقد أنسيتنى صدمتى الأولى فى الزواج
ونسيت هذا الرجل الأول فى
حياتى تماما تمام الآن .. منذ أن وقعت فى غرامك من أول لحظة رأيتك فيها فى المطعم وكم كانت حجتى واهية أن أتقدم لأتناول الطعام معك دون إستئذان وتحججت لآكون معك نتناول الطعام معا فى المطعم لكن كانت هذة حجتى أفتغذرنى الآن أعرف أنك أصغر منى كثيرا لكنك وسيم الطلعة وقوى البنيان عشقتك كثيرا وأحبك كثيرا يا سليمان واتمنى ان نتزوج الآن بدون ان تعمل حتى ولو كنت عاطل سأصرف عليك كل المال الذى أدخرة فى الحال
ولن أبخل ليك وقد غيرت شرطى ولم تعد لي شروط بعد ألآن فقد صرت فى دمى وفى الوجدان ..
وأخشى عليك أن أترك لك
العنوان فيكون فى قلبك مثلما فى قلبى فتحضر للبحث عنى وهذا غير مستهان فقد يقتلونك أهلى وربما يظنون إنك سبب هروبى
وترك المكان ..
أو أنك الذى شجعتنى على الهرب والنسيان .. فمعذرة حبيبى أن
قبلوا اعتذارى أو أصبحت فى خبر كان فإن كنت فى خبر كان ياريت تقرأ على
روحى الفاتحة وأتمنى لك النسيان .. إما لو تبقى فى عمرى دقائق أو كانت فى حياتى دقيقة واحدة باقية لأتيت اليك فى الحال وداعا يا أروح حب كان فى قلبى إدمان ولعلمك أنا قد دفعت إيجار شهرين مقدما ربما تحتاج الى مكانى هذا وفية احلى ذكريات
تحياتى حبيى مع أرق القبلات ( حبيتك المخلصة وداد )..
--------------
كانت هذة الرسالة بمثابة النار التى تأججت فى صدر
سليمان فهى المرأة التى أحبتة بصدق هو الرجل
الذى عرف سر تكوين الحياة وسر الجمال فى
الأنثى وقد إجتاز الإمتحان
بسىلام فقد نال من وداد كل حب وإحترام .. وعرف
مكامن الأنوثة كيف تسكن
وكيف يكون الحب والود والوصال ... وقارن بينها
وبين هناء التى تعتبر سيمفونية لآخرى للجمال
الذى وصل الى أبعد من
الخيال وإن القرب منها
محال وهو فى الحسابات
العقلية بعيد المنال .. لكنها
هى خفقات قلبة المستمرة
ولا تزال ... وسأل نفسة هل فى الصدر قلبين فى
جنبة أم هذا وهم أو ضرب
من الخيال ومن الأسلم
لسليمان أن يختار بنفسة
المستطيع بلا جدال .....
واستقر أن يرتبط بوداد
ويقطع خيوط اللإتصال
بينة وبين هناء لأن حب
لها سيكون علية وبال ..
فمن يستطع أن يصل الى
النجوم بسلمٍ مكسور أو
دون راسمال .. فكتب رسالة
رقيقة لهناء قائلا : تلميذتى
النبيلة هناء وملكة جمال الكون .. أنا راحل واعرف
إنى بدونك لن أكون لكن
الإستمرار معكى يعنى الإنهيار فما هو نهاية المشوار .. أنك ستنتهين من دراستك وتتزوجين من رجل من الأثرياء الكبار
وسيظل قلبى متعلقا بكِ
مكويا محترقا بالنار ...
وداعا فأنا أعلنت لك لأول
مرة حبى مع الإعتزار ..
ملحوظة : حبيبة قلبى كل
أوامرك لي كانت محببة
عندى ولها قلبى إختار ..
وستوحشنى أوامرك ومعذرة مرة أخرى إننى
كنت لها أندار .. أندم على
كل وقت كنت لم أستسلم
فية .. لأن قربك هى الجنة
وبعدك هو النار وداعا يا
من عشقتة وسيظل عشقى
لة بإستمرار ( سليمان الهيمان )..........
-----------------
ظل سليمان يبحث عن وداد فى كل مكان وهو
يمنى نفسة بزوجة فاتنة
لها قلبة إختار .. هى أقرب
الى الملائكة لم ترتكب أخطاء .. أستمر سليمان فى الإنتظار اسبوع إسبوعين ثلاثة أسابيع ..
حتى نفذ النقود معة ولم
يتبقى إلا جنيها واحدا
واصبحت معدتة خاوية
فدخل لشراء سندوتش
طعمية وفول من مطعم
قريب من مسكن وداد ..
وبدأ يستعد للعودة الى
منزل أمة بعد أن أعياة
إنتظار وداد .. وسرح
كثيرا كثيرا وطويلا ..
فهو سيعود خالى الوفاض
وماذا سيقول لأمة بعد هذة الشهور من
الغيبة الطوال ... وأثناء
تفكيرة وتأملاتة .. وهو
يقطم سندوتش الفول دون أن يشعر أن لة طعما او
مذاق .. وجد من يمسك منة
السندوتش ويقطمة بإشتهاء
نظر فى الأفق وتأمل فكانت المفاجأة من العيار
الثقيل لم يتحمل وقعها بعد
طول إنتظار .. كانت هناء
بقامتها المشرقة وقوامها الرشيق وخصرها الممشوق وغصنها البان .. تحيية بإمتنان .. وعلى وجهها
برنيطة تغوص فيها ولا
يظهر من جمال وجهها الفتان إلا عينيها وهى
تغنى عن السؤال فعرفها
سليمان فى الحال .. وسألها
لماذا انت متنكرة يا ملكة
الجمال فقالت مستنكرة :
يعنى مش عارف لية ..
عشان فقدت بيك الإتصال
بعد أن تركت الرسالة البايخة كنت فكراها مش
بجد وإنك بتحاول الهزار
ماخدش ولا اديت لأنى
عارفة إنك ماتقدرش تستغنى عن هناء .. طلعت
جبار ... نظر اليها سليمان وقال : وانت رايحة
على فين دلوقتى حدقتة
بنظرة من نار وقالت : ما
عرفش
قال لها بإستغراب : ما تعرفيش يعنى إية
.. قالت : ماعرفش وخلاص
قال لها : الزاى يعنى أنت
نازلة تتفسحى بس
.. قالت لأ .. انا ماعرفش
رايحة فين قال لها : خلاص أوصلك للبيت
قالت بحدة : ماقدرش أنا سيباة بقالى إسبوعين بعد
مافقدت بيك الإتصال وعرفت إنهم بيدوروا على
والبوليس بيدور علىّ وكمان عليك .. لأنهم فاكرين إنى هربت معاك وطال الإنتظار لم أرجع
ولم أبيت فى فندق فاخر
لأنهم بيدوروا على فى كل الستشفيات واقسام البوليس
والفنادق .. وعملوا نشرة
بالأوصاف .. وعشان كدة
أنا بخبى وشى وما لفتش
الأنظار .. فهمت بقى أنت عملت في أية ... قال لها بإهتمام : تعالى نقعد على
كرسى من كراسى الجنينة
دى ونفكر حنعمل إية ...
قالت ولو قبضوا علينا عمرك ما حتطلع من السجن وستظل فية قابع بإستمرار من الذى سيخرجك لا صاحب ولا
صديق ولا جار .. إنت
مقطوع من شجرة من الأشجار ... ولا حد حيشعر بيك فى السجن أو ورا القضبان ... قال لها:
لية حطيت نفسك فى هذا المأزق الحرج .. وأنا كمان
إنت فى السما فوق وانا
تحت الأنظار .. قال لها بجذع : طب أعمل إية دلوقتى أوصلك قرب البيت وانتظر لما تدخلى
وبعدين أمشى أنا ...
قالت لة : إنت مابتفهمش
ياسليمان أنا سايبة البيت
عشانك .. بعد ما خلصت
آخر إمتحان .. عايزنى
أرجع أنا إستحملت أسبوع
كامل وانت بعيد عنى ..
وكان من الشهامة ماتسبنيش أيام الأمتحان
قال لها : ما أنا راجعت ليكى الف مرة .. وانت
فهمت كل شىء بإقتدار ..
وسبتك تكملى المشوار ..
وسبت لقلبك طريق الإختيار .. فقد أعلنت لك
حبى بعد أول إختبار ..
وكنت أحسب أن هذا الإعلان سيفتح على
قلبى الوبال وتطلقين علية
النار .. ولو كنت أعرف
غير ذلك ماتركت الدار
حتى لو حضرب بالنار ..
ولم يبوح بسر قلبة مع
وداد أو ماكان ينتوية او
مابة من أسرار ... بعدما
فقد وداد ولم يعد بينهما
إتصال .. قرر الصمت
واردف قائلا : طب قوليلى
نعمل إية
قالت لة : اللى يسرى عليك
يسرى على أنا باقى معى
مائة جنيها هى كل ماتبقى
من الألف جنية التى كانت
فى حقيبتى المدرسية ولم
أفكر فى النقود مطلقا
فمعذرة ياسليمان هذا
المبلغ الضئيل لن يكفى
للإستمرار .. أوعدك أعمل
ونكمل المشوار .. قال لها
بلهفة : اتعملين من أجلى
يا اجمل فتاة وقعت عليها
عينى بس أخاف عليكى
من العثار .. قالت لة بحدة :
مايقع علي يقع عليك لكن
علينا أن ننصرف عن هذا المكان وإلا وقعنا فى
الأخطار ... قال لها : وفين
سنتوجة والزاى نكمل المشوار .. قالت لة بحدة :
على الحلوة والمرة نتحملها
معا حتى لو ساقتنا الأقدار
تعال نذهب الى مدينة أخرى أو قطر من الأقطار
نختفى عن أوجة الناس ليل
ونهار حتى يملوا الإنتظار ويتركونا نعيش فى أمان وسلام دون إنهيار ...
قال سليمان : النشرة التى
فى كل مكان تمنعنا من
الإستمرار .. أو المبيت فى
فندق واحد .. نحن لسنا أخيار فلم نتزوج بعد حتى
نطمن السلامة والإستقرار
قالت لة : أنا بلغت الثامنة
عشر إلا شهرا واحدا ويمكنى إختيار شريك حياتى فلا أنا قاصر
نتزوج ونعيش كالشطار ..
وماحدش يبقى لة عندى
حاجة ... فقال لها : إنت
متأكدة إنك إخترتى صح
وإننى الشخص المناسب
لك ... وإلا سيطلبون فسخ
العقد لعدم التكافؤ ... قالت
لة : مافيش كلمة عدم التكافؤ فى قاموس الحب
والزواج مادام الزواج جاء
بالحب والإختيار .. وانت
الحمد للة متفوق فى كليتك
وبتذاكر ليل ونهار .. أنا كنت بطل عليك القاك بتذاكر بإستمرار ليل ونهار
إنت طاقة ر يستهان بها
وكام سنة وتخلص وتبقى
مهندس لك شأنك من المهندسين البار .. ولعلمك
أنا إخترتك بقلبى مش بعقلى ولا تفرق معايا
إن كنت مهندس أو جزار
.. المهم تكون معى يا أرق شاب سلب منى قلبى دون
أن أختار أخذ قلبى بقوة منى
وبات فى فراقة أعيش فى
عذاب ونار .. نظر اليها سليمان بحنان قائلا : يعنى
مش حتندمى فى يوم من الأيام لو تزوجنا
قالت بلهفة : دة يوم المنى
كنت لي مدرس خصوصى بإقتدار .. وكنت حبيبى وكان صعب علي الإنتظار
وتحملت سخافتى ليل ونهار
وكنت بحاول أستوجدك جنبى وكنت تلبى دون إعتذار .. كنت لي الحبيب
والصاحب والجار .. جعلت
حياتى كلها نهار .. كان قلبى معتما مظلما لكن
كم تلقى منك إنذار أنك
الفارس القادم الذى لة سأختار .. كنت أكلم نفسى
عن حجم البرود الذى أقدمة
لك وأنت تغلى فى نار ......
وتنظر الي وتلبى وأنا فى
شوق وإنتظار .. أنت حبيب
قلبى ولك وبك سأختار أن
ترافق قلبى وتظل معة بإستمرار .. نظر اليها سليمان نظرة ود وحنان وقال : ليتك أفصحتى عن
حبك ما حاق بنا الأخطار
وكنت إنتظرك حتى آخر
المشوار .. أنتى حبيبة
قلبى وسأظل جوارك طول
عمرى حتى لو القوا بى فى
النار سأظل فى الإنتظار طالبا حبك وودك .. وسأسعدك طول حياتى
وسنمحى من الشقاء كل
آثار.......................
نظرت هناء وقالت : حنركب إية عشان نبعد
ونكون فى أمان يا سليمان
قال لها مش عارف إحنا رايحيين على فين أنا بفكر
فى موضوع .. كرديدة
عند عمتى فريدة .. نقعد
معاها مدة عشان مانلفتش الأنظار ... قالت لة : وماذا ستقول لها وانت
قادم بي الى هناك وكيف ندخل الدار ..
قال لها : هل تقبلينى زوجاَ
قالت لة بإبتسامة : طبعا موافقة أن تكون بعلى
.. ضحك سليمان وقال :
خلاص حقول لها إحنا عرسان جداد وانت زوجتى وجينا نقضى شهر العسل عندك يا عمتى ..
هل تقبلينا بإختيار .. إن قبلت سنقضى أسعد أوقات حياتنا لسنا كزوجين بل
كحبيبين حتى سنحرم أنفسنا من الهزار .. فقالت
لة : لكن ستحمينى بنفسك
أنا جسمى بقالة مدة طويلة
ما استحمم وإمتلى بالغبار .. قال لها : أنا تعودت على ذلك وعرفت كيف أقاوم شوقى اليك بإستمرار
فلا تخشى شيئا منى أنا
أعرف طريق الحب بالإحترام ..
قالت لة : كنت أنت خير
معين وحبيب وجبار لا
تتحرك عواطفك حتى لو صوبت اليك النار .....
همس سليمان فى إذنها
وقال : بحبك يا هناء ..
أنت فرصة الأقدار ولن
أتركها حتى بالحديد والنار .. أنا تحت أمرك
مادام قلبك إختار .......
وتحركا معا صوب القرية
ويداهما ممستكان بعضهما ببعض مترعشان تحركهما
أوتار المشاعر وتبث فيهما
الإسراع والإقدام .. وطرق سليمان باب عمتة التى
لآثرت الا تترك القرية
كبقية أخواتها حيث الخضرة
والماء والوجة الحسن ...
والناس الطيبة والوجوة السمحة والحب الذى زاد
والبراءة دون خبث والتواء
وكم رحبت العمة سعدية
بهما وذاد بهما الوصال وقالت لأهل القرية إبن
أخى مع عروستة عقبال
عندكم وحسن بهما الإستقبال .. كانت العمة
تقدم لهم أشهى الطعام
وكان سليمان يعطى صابر
وفرج .. الكثير من النقود حتى لا يكلفهم ثمن الكثير من الطعام .. وكان الكل يأخذهم الى التنزة فى الحقول الخضراء ويلقون
بالحجارة على أشجار التوت .. وكانت هناء فرحة مبتهجة بمل الحفاوة فى الإستقبال وتقول إنها
أجمل أيام عمرى منذ اللحظة التى تناولت معك
فيها سندوتش الفلول الذى طعمة أشهى والذ ماطاب من طعام لم أتعودة من قبل
حتى أكل البط والوز من
أيد عمتك يالة من اروع بُهار يستخدم فى عمل
الذ ماطاب من الطعام ..
وقالت هناء مستردة أنفاسها : حتى التوت لة مذاق خاص ..
هو اروع من التفاح .. ونظرة الناس الطيبين دول أنا نفسى توقعت أن
يسألوك عن قسيمة الزواج
لكنهم لم يسألوا شوف طيبة أهل القرى الزاى ياريت يكون كل الناس طيبين مثلهم ما حاق بنا من أخطار ... نظر اليها برقة
وقال : حتى ابنة عمتى
وهى تحمل إلينا الطشت
وحلة الماء الساخن الكبيرة
للإستحمام كل صباح ...
نظر اليها وقال كان بيعجبنى وقوفك فى الطشت
بلا حياء وكأنك زوجتى فعلا .. يالها من أيام هل أنا فى حلم سوف أصحو منة أو خيال ........... نظرت الية
هناء قائلة : أقرصنى وإنت
تعرف إن كنا فى حلم أو علم أو حتى خيال .. نظر
اليها سليمان ضاحكا ...
أنالسة معايا باقى الخمسين جنية حجمد عليها بإيدى دول مانعرفش
الأيام الجاية فيها إية ..
بس لازم أدور على عمل فى
الصباح الباكر .. عشان نقدر نعيش بإرتياح دون
حاجة لأحد .. وإنت حتعودى فى أمان وسأحضر كل يوم أخر النهار نرتب أحوالنا وهو
إنت حبيتى القرية .. وزرت الموالد .. والسرك
المقام وركبنا المراجيح وعشنا أجمل ايام .. قالت
لة ببهجة بس لا تنسى قبلة
الصباح قال لها الزاى أنسى أبوسك يا احلى وردة وأجمل ملكة واروع زهرة فى بستان الصباح نظرت الية برقة وقالت لة : ماهى
دى البوسة الوحيدة اللى بعيش عليها ليل ونهار ..
يعنى هو أنت بتنام جنبى ..
أنت دايما بعيد وبتستدار
كإنى نار أو شوك حيشوكك.. مش حبيبتك اللى
قلبك ليها إختار قال لها :
أنا بحبك بجنون يا هناء واخاف عليكى حتى من نفسى ومن الهواء المحيط بك ومن الأخطار .....
قالت لة : لأ أنت بارد أكتر
من اللازم ودة لك آخر
إنذار .. إشعرنى بحبك فإن
شعار الحب بلا إنذار وبلاش ياحبيبى كدة تندار .. انت لا تعرف غفلة الأقدار واوعدك مش حيحصل بنا تلامس لكن
على الأقل تلتقى الأنظار..
قال لها بشوق : أنا أوعدك حنتجوز .. ومش حيطول الإنتظار إعطينى فرصة بس أتمكن من إيجاد عمل
ودخل ثابت يكفينا شر العثار ..
فوجود شُغلة لى تكفل لنا الحياة والإستقرار
قالت لة بحدة : وما علاقة هذا بجفاء قلبك وإنك عنى بتندار ... قال لها : أنا لم
أرتكب حرام قبل كدة ..
قالت لة بتحدى : وانت بتحممنى ياسليمان اليس هذا حرام
قال لها : مغصوب دة عملى
قالت لة : عملك كان عندنا
هناك لكن هنا بتحممنى بإختيار .... قال لها : خلاص تعودت على كدة
رغم إنى بقيد شوق ونار..
واللة غصب عنى مش أنا اللى بختار ... حبك يا هناء جننى
وخلانى أعيش بين جنة ونار ... قالت لة بحدة
مافيش ياحبيبى أعذار .... وكانت
الليلة التى لم يندار فيها
سليمان وتلاقت الأنظار
وتلاحمت القبلات دون
إنفصال .. لكنة فجأة إبتعد
عنها هربا وكأن بة تقطعت الأوتار وبات
بينها حدا ومسافات وإنفصال .. فقالت لة بحدة : ماذا تخشى ياسليمان
اليس فى نيتك تتزوجنى حقا
قال لها باقى على السن القانونية أربعة أيام والساعات والدقائق كتار
والمأذون أكيد سيكون يوما ما فى الإنتظار
.. وظلا يتكلمان ويتهامسان
وأعطاها سليمان قبلة الصباح بإرتياح ...وودعها
وانصرف يبحث عن عمل
كما أتفق معها على الإنتظار أنة سوف يعود آخر النهار .. وأثناء ركوبة الباس أو الأتوبيس سمع شابان يتهامسان
قال احدهما للآخر : اليست
هذة الفتاة التى صورتها فى الجريدة هى اللى شفناها أمبارح .. الصورة فى جريدة الأخبار .. وأكيد هى التى
رأيناها فى المولد فى مولد كرديدة .. وقد أعلن أهلها عن مكافأة لمن يرشد عنها
أنظر يا عبد الرحمن ها هى من يبحثون عنها
ويضعون مكافأة لمن يدل
عليها عشرة ألف جنية يا بلاش تعال نبلغ الشرطة الآن رجع سليمان ملهوفا
الى حبيبتة وقال لها : بسرعة أرتدى ملابسك يا هناء الآن ليس
لنا فى كرديدة البقاء لحظة واحدة او
الإستمرار سيأتى البوليس
الى هنا بعد أن إكتشفنا
شابين من الأشرار ... ..
كم كان فزع هناء وخوفها وإرتعاد فرائضها وهمت
بإرتداء ملابس الخروج
وإنطلقا سليمان وهناء يرتعدان وتصطك أسنانهما
يرتجفان من شدة الخوف
ويفكران الى أين يسيران .. وفجأة
قرر سليمان أن يذهب إلى قرية
ميت بشار .. قرية تلميذتة شربات فأهلها أناس
طيبين ومن السهل أن يعيشا بين أهل القرية
دون أن يصابا بالقلق
والأزعاج .. وسوف
يعلن الزواج منها فى
اليوم الثالث من الشهر
حيث تكون قد إكتملت
السن للقانونية للزواج
وليس أمامة إلا ثلاثة
أيام يجهز فيها نفسة
لتكون هناك زوجتة
ولا أحد يستطع أن ينازعة
فيها .. كما أنة سوف يفلت
من عقوبة إختطاف قاصر
من أهلها .. و بدت الفكرة
جاهزة للتنفيذ .. وبسرعة
إنطلقا الى قرية ميت بشار
شرقية .. كان فى إنتظار
سليمان تلميذتة شربات
التى ظلت تبحث عنة كثيرا
واعياها البحث .. حتى أنها مرت من أمام بيت أم
سليمان ولمحتها فى أحد
المرات سعاد .. وعرفت
شربات سعاد أخت سليمان
تماما فهى بقوتها إستطاعت
أن تقلع جذور شعرها من
فروة رأسها إما أختة عايدة
فكانت ترقب من بعيد ولم
تتدخل فى أى شىء ولم تتمكن شربات من رؤيتها
تماما .. لأنها كانت بعيدة
فى منطقة الظلام التام ..
لكنها كانت تسمع إسم عايدة
من صراخ أم سليمان كما
حدثها سليمان عن أختة عايدة ورقتها وجمالها وإنها
تتصف بالتروى والتفكير
وليست مندفعة لذلك كان
الجميع يأخذ رأيها فى كل
شىء لحمتها ورجاحة عقلها
والأتزان ... فكان على
سليمان أن يستغل هذة الأوصاف ليقل لشربات
إن أختة عايدة قادمة معة
لمصالحتها عما بدر من
عائلتة من قسوة وما سببوة لها من عذاب والآم
.. خمرت هذة الفكرة فى رأسة .. ولأول مرة يبوح
سليمان بأسرارة التى يخفيها بين جنبات صدرة
فليس أمامة إلا أن يحكى لها بإختصار قصة شربات معة وإنة لا يحبها ولكن
حدثها عن مبيتهما معا على كنبة واحدة دون تلامس
أو كلام ... فقالت لة هناء : أنا مصدقاك فى الحتة دى
لا تكذب فيها لأن مشاعرك
كالأصنام .. لكن خوفى أن
يكتشف أمرنا فنكن فى خبر
كان ... قال لها ليس لنا
مأوى أخر او حل آخر إلا
أن تمت بيننا عقد القران ..
قلت سأتحمل ياسليمان وسنرى ماذا يخبئة الدهر
لنا والأ قدار ... طرق سليمان باب أم شربات
فخرجت لة شربات تعانقة
بحرارة وتقبلة احر القبلات فأندهشت هناء وقالت بغضب لها : إية اللى بتعملية دى يا شربات
قالت لها ببسمة : حبيبى وقد جاء فلنكمل الأفراح
وإنطلقت الزغاريد فى الدار تعلن عن قدوم العريس وأختة ... حينما
أفهمها سليمان أن التى
ترافقة هى عايدة أختة ..
ورحبت الأم قائلة : أختك
بالجمال دة كلة ياسليمان
يارب يحفظها يارب من عيون الناس والأشرار
سبحان اللة دى ملكة جمال
فقالت شربات : طبعا لازم
تكون جميلة زى .. عشان
الناس تقول أهو نقى زوجة
جميلة زى أختة .. ولكن سليمان قال هيهات هناك
فرق بين السماء والأرض
.. وقامت الأم بأعلان أن
العريس قدم يطلب الزواج
من إبنتهم شربات .. وان
بقية الأسرة ستأتى للمشاركة فى إحتفالات
الزواج ... سمعت هناء
هذا الكلام فإستثار غضبها
وهمست فى إذن سليمان
قائلة : إنت لم تكلمنى أبدا
عن موضوع الزواج بشربات شوف الناس دخلوا فيك الزاى أكيد أنت لمحت
لهم من قبل .. لابد أن نخلع
بسرعة من هنا قبل أن يصيبينا الطوفان ... نظر
سليمان إليها بحنان مطمئنا
لها : أنا لا أحبها ولا يمكنى
الزواج فى أى حال من الأحوال لكن على فين
حنروح دة المكان دة أمان
واذا تحركنا سنصاب بالوبال قالت لة بشدة : بل
لو أستمرينا هنا سأفقدك
فى الحال وستكون زوجا
لأخرى يبقى وصلتنى للدمار .. قال لها باقى
يومان لا غير .. الصبر
ولا بد أن يكون لك قوة
إحتمال لاتذعنى لما يقال
فأنت الوحيدة التى أحبك
وعقلى وقلبى لكِ إختار ..
قالت لة ببسمة : أنا حذرتك
ولقد أعذر من أنذر .. وعليك أن تختار بينى وبين
شربات التى عليها منقار
يشبة منقار الفار ... قال لها
ممازحا : هل الفار لة منقار
قالت لة : ماعرفش بقى بس بديك آخر إنذار ..
كانت أم شربات قد أعدت
لهما حجرتهما المفضلة
عندها .. وبة سرير فاخر لا تستعملة إلا إذا
جاء أبنها الدكتور عبد الهادى أو إحد كبار الزوار ... وكانت شربات
وكإنها تشك فى شىء هل يمكن أن تكون عايدة التى
لم تشترك فى العدوان عليها لكن قلبها كان يحدثها
بإستمرار ..فكانت تأخذ السلم الخشبى
لتراقبهما من خلال فتحة فى
أعلى الباب .. فهى تصعد
على سلم خشبى ..مخصصا
للصعود فوق سطح البيت لوضع الحطب أو خزين الثوم والبصل و كان البيت مكونا من تسع غرف كبيرة وصالة طويلة تعد بالأمتار .. و الباب
من الخشب المصفح السميك
الذى لا يستطع أن يغوص
فية منشار أو يدق فية مسمار .. هو كالخرسان أو الحيد لا يقبل الإنكسار ..
وكان لة مزلاج ويد حديدية لة خانة للمبيت فى الجدار ومفتاح سميك طويل .. يفتح ويغلق بة
الباب ولا يمكن فتح الباب
إذا أغلق مهما كانت
المحاولة لجبار ... فهو محصن كأحد القلاع فى بيت ريفى مشهور لعائلة
لها جذور فى ميت بشار ..
وقال سليمان فى نفسة هذا
المكان أكثر أمان .. لكن
هناء كانت جذعة من وجودها فى هذا الدار وكأن
قلبها يحدثها عن شىء وإن الحاسة السادسة تدار فلم تشعر بأى إحساس سعيد
رغم أن الأستقبال كان حارا حار .. ولكنها لم تشعر بهذا الإحساس المزعج عندما
كانت فى كرديدة إلا عندما وصلها الأخبار إن هناك
شابين من الأشرار يريدان
الحصول على المكافأة مما
جعل خروجهما من البيت دون
إستئذان حتى أن عمتة جرت
خلف سليمان فقال لها بإنفعال دون مراعاة لمشاعر عمتة : أمى مريضة جدا .. ولا يجب الإنتظار ..وتسارعت
خطواتة مع هناء حتى غاب
عن الإنظار .. وتركها ولم
يدرك هل الأشرار جاءوا لها بالأخبار السيئة وهل سليمان
إستغفلها وجعل بيتها مكان للعار وهل كذبة عليها وعرضها للمساءلة والأخطار أم أنها
الأقدار .. وظل يلهث بفكرة
مابين الجنة والنار .. .....
لاحظت شربات فى آخر يوم وليلة كان سليمان وهناء يمكثها فى بيتهم وإنهما
سوف يغادران منزل شربات .. الى حيث المأذون .. كانت شربات تنظر من
الفتحة التى فى أعلى الباب
وقد كان إحتفال سليمان وهناء
بآخر ليلة سيقضونها فى بيت شربات وسيكونون
بعد ذلك أحرار .. فقال سليمان هامسا لهناء: خلاص يا هناء باب
الجنة إتفتح لينا أنت باكر
ستكونين فى السن القانونية
للزواج .. فقامت هناء بتقبيلة قبلات حارة متلاحقة ..
وقامت تضمة الى صدرها قائلة:
خلاص ياحبيبى سنتزوج
ونكون أحرار .. لم تسمع
شربات الكلمات لكن رأت
بعينها مايدار وماشاهدتة
من أحر القبلات .. وتساءلت
فى نفسها هل هى عايدة ..
أختة تفعل معة كدة وكيف تعطية القبلات وتضمة الى صدرها هل هذا عندهم معتاد ... فذهبت الى أمها وحدثتها
عما رأت .. فأنزعجت الأم
وصرخت قائلة : يا خراب
أسود حنقول إية لأهل
القرية اللى منتظرين الأخبار حنقولهم إستغفلنا
سليمان وجاب لينا العار ... ولطمت خدودها وقالت لأبنتها ما تشوفى بطاقتها
الشخصية .. فقالت شربات :
هو دة فاتنى يا امى أنا كنت
شاكة .. أنا قريت الأسم
إسمها فى البطاقة هناء ..مش عايدة وقلت فى نفسى
يمكن إسم الدلع عايدة
شكيت وملانى الشك وبدأ الفار يلعب فى قلبى
ولكن كان عندى أمل أكذب
شكوكى لأن مافيش حل
إلا الإنهيار ... فقالت : لازم سليمان يبعد عنا العار ..بالزواج منك فورا
الناس حتقول أية العريس نايم قايم فى بيتنا وساب
العروسة وطفش مش لاقينة
دة بقالة عدة أيام .. يعنى كدة بعد
أن إنتشر الخبر فى القرية كلها بأن عريس بنتى جاى
وجايب أهلة الزاى أكذب
الأخبار وهو فى بيتنا ليل
ونهار يا نهار إسود لازم
حل من نار ...أنا أول مايطلع نور الصبح ويهل النهار .. من الفجر حطلع على مصر أجيب أخوكى
يشوف حل ويكفينا شر
العار .. بس قبل ما سافر
أنا حاخد البت هناء معايا
أسلمها لأهلها أو تلوذ
بالفرار وماتورناش وشها أبدا تانى وعليها تختار ......
بس أنت لازم ياشربات تكونى معايا فى السفر
ماقدرش أسافر لوحدى وهى أختك إعتماد تحضر لة الفطار وماتفتحش لة الباب
أبدا حتى لو إشتعل البيت
بالنار .. فالنار ولا العار
ياشربات .. ياريتك ما خلتينى أعلن عن العريس
وكان يكفينا الإنتظار ...
وكان ما بيت عندنا ولا ليلة
وكان مشى آخر النهار ماكناش وقعنا فى مأزق
حرج .. حيجلب علينا العار
................
إردت الأم وشربات ملابسهما وبدأ النهار يطل
قالت لها شربات ننتظر
شوية نشوف حجة لخروج
هناء من البيت .. لازم
تندهى عمتك وجيدة وأنا حفهمها كل حاجة كويس
وهى فى التنفيذ قادرة ..
وعندها إقتدار .. حضرت
عمتها وجيدة وسلمت على
هناء بحرارة وأقسمت بأغلظ الإيمان لازم عايدة
أختك تتناول الفطار معايا
أنا وحدى فى الدار .. وتشوف بناتى الصغار ...
كان سليمان يصر على
بقائها لكن كان من وجيدة
الأصرار .. فقالت لة هناء
هامسة فى إذنة هذة آخر
ساعة نقضيها فى ميت بشار خلينا أشوف عيزانى
لية يمكن عندها شوية أخبار .. وهى تهم بالخروج جاءت إعتماد
بحقيبة خروجها وقالت لها
انت ناسية الشنطة بتاعتك
ياست عايدة .. فقالت خليها
مش مهم قالت لها بإبتسامة :
هو الستات العاقلة تمشى فاضية .. طب ياريت لي
شنطة حلوة ظى بتاعتك
كنت علقتها فى رقبتى ..
وخرجت هناء ممسكة بحقيبتها ولم تدرى الى اين تذهب وكان هذا آخر الخروج .. فقد فهمت إعتماد
ماذا ستقوم بة بعد ذلك فهى أصغر من شربات
بعام واحد وبضاء بياض
رائع فكان جمالها ملفت
للأنظار بعكس أختها التى
لا تملك هذا الإنبهار بسبب
ما فى وجهها من أنف الكل
لة يشار ... بمجرد خروجها وجد سليمان أن
إعتماد أغلقت الباب بالضبة والمفتاح وشاهدها
تضع المفتاح فى صدرها
ولمع شعاع الضوء الذى
كشف عن مفاتن هذا الصدر الناصع البياض
كأنة الؤلؤ يلمع قى ضوء
النهار .. وغاب الجميع
عن الأنظار .. وطال بة
الإنتظار .. لم تأتى هناء
وقد مرت ساعة وساعتين
وقد جن جنونة أين هناء
الآن .. وتساءل اين شربات
وأمها .. وهل فى غيابهم
شىء من الأسرار وبدأ
فى داخلة الإنفجار .. وخاصة عندما طلب من إعتماد أن تفتح لة الباب
ليحضر هناء من البيت
الآخر .. والح عليها بإستمرار لكنها كانت
لا تستجب لكل مايطلب
منها .. و بدأ الشك يدب
فى نفسة بعدما وجد السلم
مازال موجودا بجوار الباب وولم تفطن شربات
بأن السلم اذا تلاحظ وجودة سيساور سليمان
الشك أن السلم فى وجودة
شىء فنظر الى أعلا فوجد
ثقب متسع للأنظار .. يمكن
من خلالة ماعرفة ما يدار
.. احس بغليان فى عروقة
وإنهيار ربما أخذوا هناء
لقتلها وأنهم أدركوا الأسرار .. وكان علية أن
يطلب المفتاح بقوة .. ولكن
إعتماد كانت على إصرار
ألا تعطية المفتاح حتى لو
أشعل فى البيت النار وكما
سمعت من أهمها كلمة النار
ولا العار ... قال سليمان
لا حل آخر سوى إستعمال
القوة بعد أن إزداد إنفجار ..
وخرج عن حلمة والوقار ..
واقترب من صدرها الذى
أشبة بالمنار فالضوء الصادر منة يجعل ثدييها
كالنهار .. وكم يغرية بالأنبهار .. إن دقق النظر فية فكم يحتار ولا يجرؤ
إلا على الإنتحار على
مفاتنة التى تلفت الأنظار
تقدم بعد محاولات عديدة
أصابتة باالعثار .. ولم يجد
بدا من إستخدام أقصى القوة فهى قوية البنيان لا
يمكن مع هذة القوة الإستهتار ... مد يدة ولكن
كل محاولاتة باءت بالفشل
فهى قوية عنيدة ولكن ليست
فى قوة سليمان الذى يعتز
برجولتة والإصرار على
أخذ المفتاح هو دون المفتاح لا يستطع فتح الباب
حتى لو ببندوزر .. فهو
كالقلاع عندما تحيط بة الأخطار .. هجم سليمان
عليها بإصرار وتعلق بإخراج المفتاح من صدرها وكانت تقاومة بإصرار فوجد الثوب
ينشق عن صدرها ويكشف أدق الأسرار فى روعة
جسدها .. فجسدها كاللبن
الحليب فية جاذبية وإغراء
حاول مقاومة هذا الأغراء
والتمادى معها لكن يدها مازالت قابضة على المفتاح .. تمسك ثوبها تماما وبدأت كحورية لها
ما للنساء من سلاح .. سلاح الأنوثة الطاغى ..
الذى لا يقاوم .. وبدأت
إعتماد تنهار أمام قوة
سليمان الجبار .. وهو يلملم
ثوبها ويغطيها حتى لا
يضعف أمام قوة الإختبار
.. وضعت المفتاح بين
ساقيها كى يكف عن البحث
ويبعد نظرة ويدار ... كانت
إعتماد تعشقة وتحبة من أول يوم دخل فية الدار
يعطى دروسا لأختها الكبرى .. فكانت تتمنى أن يكون عريسا لها وليس
لأختها وكانت إعتماد من أختها الكبرى تغار .. وكانت هى فرصتها الأخيرة لكى تسدل الستار.. فسليمان لم يعبء بها
طوال أشهر كان يعطى لأختها الدروس فى النهار..
وعندما جائها محمد غريب
صاحب سليمان والضى زاد بها إنبهار وقال لها
أحبك فقالت لة أنا أحب
سليمان و أكمن لة الإنتظار
قال لها هو يعشق شربات
قالت لة جمالى فتان ولا
يمكن أن يرى جمالى ويفكر فى أختى .. ولكن
محمد غريب لم يخبر سليمان بهذة الأسرار ..
لكنة عرف الآن عندما وجد إعتماد فى قمة الإنهيار وقالت لة لو لم أحبك ياغبى
لتركت المفتاح لك حتى لو
أصابنا ميت عار فأنت مافعلتة معى لم يفعلة شمشوم الجبار .. فقال لها عر إية واخبار إية أفهم :
قالت : هناء بتاعتك دلوقتى مع أهلها .. هم أخذوا تكسى مخصوص
واخذوها معهم أم يسلموها
للبوليس وعليها تختار واكيد
هى لو بتحبك حتخاف عليك وتولى الأدبار حتى
لا يصيبك بخطفها أذى أو
أخطار .. أنا لا أكذب عليك
لأنى بحبك وبعطيك أدق
الأسرار .. ادرك سليمان لا
فرار من الأقدار قدرة هكذا حتى مع وداد ومع
كل من أرتاح قلبة لهم
.. قدرة أن يكون مذبحوا
تحت عجلة الأقدار قدرة
أن يرى حلمة أمام عينية
ينهار ... نظر فى ارجاء
المكان وإستدار وقال لها إرحمى قلبى النار مشتعلة بة .. فقالت لة وانت لم ترحم نار قلبى ..نظرت الية برغبة وشوق وازاحت
عن نفسها الثوب المتدلى ليظهر كامل الأغوار فى
جسدها ..أنوثة طاغية وجسم مستدار كأنة لحورية ..
////// 3////////////
===========
فتساءل فى نفسة كم عدد
الحوريات التى وقع نظرة
عليهن بالكاد بعدد أصابع
يدة اليمنى أو اليسار ..
تساءل لماذا لم يكن يشعر
بإعتماد الفتاة الناضجة
وهى فى قمة الإنبهار ..
أدرك أن الفلاحات لا يرتدين ملابس يكشفن فيها
عن مفاتنهن ولاهذا الجمال بل القابع خلف الستار .. يتدثرن
فى أثواب تقلل من جمالهن
وكأنهن خلف نقاب مستعار ... شعر
سليمان أن حظة دائما لم يكن حسنا بل كان دائما فى عثار .. ولم يأتى الحظ
يوما ليساندة و يساعدة على الإستقرار كانت كل أيامة بؤس
وحزن والم وشقاء ومرار .. لم
يكتشف يوما أنة مثل أقرانة
الشبان لهم حظ من نار .. كان الحرمان يطل دائما علية من أوسع الأبواب حتى حذاؤة الذى يرتدية فى قدمية علية من الرقة حصار فلم
يملك حذاء جديد فى يوم
من الأيام حتى فى الأعياد
تعليقات
إرسال تعليق