406= ملخص رواية الكثبان الرملية

            ملخص  راوية الكثبان  الرملية  (1)

على تلال الأمل بدأ  العمل  وتحركت مشاعر تكتمل

بوصول الشباب  الى مرحلة المراهقة وأحلام  العسل

الكل فى سعى وجد   دون ملل  أو كسل .. والشمس ..

ترسل أشعتها على الكون  وتطلق ضفائرها  لتغتسل

فى بحيرة الحب الصافى المنهمر  ...   .. دون    كلل

أو ملل .. وتتحركات النسمات العطرة ... ..   لتحتلم

وتكتحل بالأمانى  وتتصل .. فتحرك المشاعر....   كلها

وترسم الوجدان .. لوحة  للربيع  تكتمل ..  تنطلق معها

ألأبتسمات ..  رغم فقر وجوع وذل أحاط بهم  وقد شمل

شباب رائع يستقبل  الحياة  مسالم طائع...   يحدوة الأمل

فى تغيير الواقع المؤلم .. كى ينقذ أحلامة  .. .. وينتشل

كل ماتبقى من مساحات تضاء وتستطل  ....  هكذا  كان

الشباب  من طلاب فى المدارس الثانوية.. والجامعات

يحملون رسالات رسل وهى  لصنع الحياة  فى مجتمع

شلة الفقر وثمل   وقد شمل الجوع  وكم عضة ..  الألم

رغم أنة يجرى فى أرضة النيل ويتدفق  بشدة  حاملا لة الطمى  و

الخير والأمل  لشعب وادى النيل الذى  تحمل كثيرا  وصبر وذاق

كل انواع الشقاء  والألم  وتبدأ الرواية  وشخوصها   حقيقيون  لكن

ستختصر اسماؤهم  بناءا  جديدا أتى على طلبهم .. رغم أنهم كانوا

فخورين بكونهم أبطلا لهذة  الشعلة الحقيقية التى أوقدت نار  ثورة


25 يناير   2011  م  ووقودها  التى الهبت  نيران الثورة الحقيقية

وأججت مشاعرها الذاتية ..  حتى كتب اللة لها النجاح  وتحقق لها

التخلص من النظام  البائد الفاسد البغيض الذى جسم على صدرها 

عقودامن الزمن مكن الجهل والفقر والمرض ونشب بكل أظافرة

ينهش فى خيرها  ويهرب أموالا بالمليارات ليفقرها ...   و لتظل 

مصر خاوية على عروشها ينهشها كل من هب ودب ..  يقدم لها

اللحوم الفاسدة...   والمأكولات التى انتهت مدة صلاحيتها  تماما

ويقدم البذور المسلطنة والتى تحوى أمراض قاتلة لكل .. ا لنبات 

والحيوان والأنسان لتبقى الحياة  بحيرة راكدة فاسدة  لكن الامل

يحدو الشباب فى  صنع حياة راقية  صافية ..  .. عطرة بنسمات ..

الربيع الآتية  من هنا وهناك  تحت  ضحكات الشباب وابتسامات

العذاب .. ليفتح للحياة الرائعة كل باب .. كان معنا فى  الرواية

الشاعر الكبير والزجال  سيد أبو العنين ..    والزجال المتميز ..

الراحل  مصطفى ابراهيم .. ..   وغريب موسى   وعلى  منوفى

والشاعر  الراحل الساخط  على كل  شىء ...  عبد النبى   خطاب

وميساء ...   ..  ومحمد حسين الجبالى  .. وحسين عليان والراحل

مجدى أديب . وسعاد السايح ...    وحسين السيد السيد ..  وكوكبة


من الشباب الواعد المتحمس  لصنع الحياة  :



                        ( 1) -
 
                     البداية ...........................

   مالت الشمس  على الطرق   وبدأت  أشعة الشمس تنطلق

وكل شىء  بات واضحا فى  الأفق  ..   .. .    الا هذا المدخل

والنفق  الى منزل  الشيخ  إمام    ذات الأسطح  ..   من ورق

وقد بنى علية  عدة شقق  للإ يجار  ...    كما  كان يتفق  على

مستأجرى   هذة الغرف الا  يصعدوا  ..   على السلم الخشبى

دفعة واحدة ..  حتى  لاتخترق الأقدام معا  هذا  ...  ..  المنزلق

أو كذلك  عدم القاء  أعقاب السجائر حفاظا على البيت الا يحترق

وهو أصلا  آيلا  للسقوط   منغلق ومن يأتى الية   قد     ...   سبق

فإيجارة  مناسبا  ..  قد يتفق مع إمكانيات الشباب المشترك المعتمد

على مايرسلة الأهل لهم من نقود  لأستكمال تعليمهم  دون  قلق من

ايجارات عالية  قد تمنع الأهل   او تعوقهم  فى تعليم أحد كى يجد

موضع قدم لة   فى أرض  الحياة  لينطلق   وتوافد  الشباب على

هذا المنزل  البسيط المتواضع وقد تصادف وجود  هذة الشخوص

فى بيت واحد وفية  يبذلون الجهد والعرق من أجل الوصول الى

حياة كريمة تتفق..    مع تعليمهم وحصولهم على  شها دات عالية

تمكنهم من الحصول على فرصة عمل واحدة قد  تساعدهم   على 

مسايرة الحياة  وتغطية تكاليفها من مأكل وملبس ومسكن  ولتدور

عجلة الحياة  بهم  لكى  تذهب احلامهم أدراج الرياح فلا  فرصة

عمل .. ولا موطىء لقدم .. فيصابون   بالأحباط والفشل ومن هنا

تبدأ الرواية وتكتمل ..   وقد حرصت  على  تلخيص كل فصولها

ومن أراد  قراءتها  كاملة بدون حذف     او إختصار  لفصولها ..

فهى قد كتبت قبل ثورة 25 يناير    بحوالى عام كامل ثم أنطلقت

الثورة  .لتحقق أمانى الشباب .. دون   تراجع أو    خجل ..........
  
////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////  ابراهيم  خليل.

                          (   2 )

                   مقدمة .................

تتشابك الأحداث  بتشابك  الزمن  وتشعر  الحواس بفداحة

الثمن .. وبما تحمل الذكريات  من  اشكال المحن ..  وبما

ترسم على وجة الانسان  من ضعف ووهن .. رغم مابها

من عبيق احيانا يرتسم فى الماضى  بما يحفرة   هذا الزمن

وما يفرزة من سحر عطر وشجن ..  وهكذا تناثرت اشلاء ...

الطبيعة مع مافى الوجدان يستكن  ..      و مع  اتساع  الكون

وقد تموجت  أشعة الشمس على  السكون وتلونت على   كل

المزارع والحقول ..فأمتزج   المعقول   بلا معقول  وتحركت

العواصف فى جنون  فكل شىء  يتساقط  أوقد  يهون   .. الا

تلك الإرادة  القوية  قد تكون كافية..   للأنطلاق عبر المجهول

دون تردد  أو احجام أو فتور ..  .   فاللة سبحانة وتعالى  يقول

للشىء كن فيكون والآن العالم  مضطرب   والشرق يغلى  فى

اتون والاسرى  الفلسطينيون    فى السجون  والجولان  مازال

يرزخ  تحت  نيران.. وأيد.. آل صهيون .. و لبنان كم ..   يقام

بأرضها الحصون  أستعدادا  للمقاومة ....... ..  ..  قد  تكون .

والكل  يحيك بة الظنون ..وامريكا الباغية..  ..  شرطى العالم أو

أخطبوط  كل الشرور وهى حليف اسرائيل الأسترتيجى الفضول

يدعمة بكل اسلحة الفتك والمجون .....   لتعربد تماما  فى فضاء

قاتم  قد لايكون . والتوزنات القائمة تبدو فى  تراحع أو فتور ....


 استرجع سليمان ذاكرتة  بعد كل الأمور ..وبعد  ان   أقلعت


الشمس عن الظهور وقد .. بدأت عقارب الساعة تدور .. فقد

تخلى سليمان عن  أحلامة  التى أدركها  كل الكبر  والغرور


وبدأ ينام نوما متقطعا لاتغمض لة حتى عيون ولا تطبق جفون


فالكل  فى حالة ذهول  والدنيا يلفها الصمت السكون وقد تقطعت



السبل بكل أحلام  تكون أو قد  لاتكون  لأنها تمضى الى المجهول

/////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////

   كان  سليمان  متضجعا على أريكتة...     وتآملات تطرأ  

  على مخيلتة  .. وتذكرة كيف كانت امة  الحنون ... وكيف

  دبرت لة   تكاليف السفر كى يقوم  .. تذكر كم  هى إستدانت

  كى يكون وكيف   عانت  من فقر وجوع طيلة   تلك السنون 

   تذكر  كم كانت  رحيمة كريمة وكم  فضلت أبنها عن نفسها 

  تذكر الجنية الذى استدانتة لة بذلة ... كى يسافر لأستكمال ..

 تعليمة  والحصول على فرصة عمل كريمة ..   تمكنة من ...

 مواصلة تعليمة.. تذكر أمة وهى تودعة بعيناها   الوادعتين

الزرقاوتين المشعتين بريقا وأملا وحضور .. ووجها الناصع

المشرق  الوضاء يتألق كانت فعلا وحقا رائعة لم تتزوج بعد

وفاة والدة ....  ..  رغم كثرة من تودد لها  فهى تردهم قائلة :


سليمان ابنى وزوجى وحبيبى وأهلى  وسندى وعمرى ..  وعونى

وكل حياتى .. كان ينحنى وهو  مضجعا لها تحية وإكبارا وإعزازا


لهذة  الأم الرءوف التى تحملت وعانت وقاست من الجوع والفقر 

والعطش ..  حتى تعلم  .. أولادها  ولتصل بهم الى  بر  الأمان ..

تذكر..    تذكرة السفر والتى وضع عليها الكمسارى  باقى مبلغ 

الجنية ...    وقد قفز قلبة خوفا وهلعا  من نسيان باقى المبلغ  أو

أهمال الكمسارى إعادة المبلغ  الباقى لة ...... ..... وظل يتحرك

يمينا ويسارا وعيناة متابعة لحركة الكمسارى فى القطار كلما سار

إنة  كل مايملكة ويحمل كل الامانى والطموحات حتى   استقرارة

مرة اخرى بعد معاناة مايقرب من نصف ساعة..    ملاحقة  وقلق

وحيرة من النسيان ....       حتى دارت بة الدنيا  ولم تقعد  ..  فقد 

تذكر كلمة أمة  ..     هذا هو المبلغ الذى  أستطعت أستدانتة  من

أكثر   من مكان وقد حافظت علية صحيحا  كى  لا  يقل   بركتة ..

   أستيقظ  سليمان  من  غفوتة  وتأملاتة بعد أن غاص كثيرا

فى ذكرياتة وأدرك أن الفقر هو أكبر مؤامرة  على    حياتة

وان هناك شحنات يجب  تفريغها  فى مذكراتة ..ولكنة  أدرك

ان  الوقت ليس  قى صالحة  وانة بذاتة لم يكن  مغامرا   حتى

فى خطواتة ولكن علية  أن يستجمع كل حواسة  وينطلق  من

عقالة .. وفى اثناء تأوهاتة  دخل علية صديقة  عدنان  قائلا : ..

انا راجع  لوطنى  فلسطين  ياسليمان لن أستكمل تعليمى   فى

مصر .. فوطنى أحق بي الآن إنة يمر بمحنة .. فأسرائيل  كم

تعربد فى المنطقة .. وتعتقل حتى الأطفال منها  وقد أستمرأت

سياسة الغدر والعدوان .. وتجريف الأراضى واقامة  الجدار ..

العازل .. وفرضت   سياسة الأمر  الواقع وتهويد الأراضى ..

وانشاء مستوطنات    جديدة  وطرد  الفلسطنيين من مساكنهم

وتساندها  أمريكا اللعينة  التى تمدها بالعتاد   وبالسلاح  وبكل

انواع القاذفات المدمرة ... فأسرائيل  تفعل ماتشاء دون رادع

لها من المجتمع الدولى  ..  انا مسافر..  وأردت ان ابلغك  بأننى

سأخلى  غرفتى اليوم أستغدا للسفر  .. وسأسلمك مفتاح  غرفتى

لتسلمة للشيخ  .. واستودعك اللة . .. فكن حذارا  فى توجهاتك ..

نظر الية  سليمان قائلا: تمهل يا اخى فلست انت وحدك ستفعل

المستحيل فأسرائيل الطفل المدلل لأمريكا وهى تحميها ببجاحة

تعلم أولا وأستغل علمك ثانيا فى الدفاع عن قضيتك المقدسة .. فقد  تفيد

وطنك أكثر .

عدنان: لو كل شاب قال هذا الكلام .. فلسطين ستستباح  وسوف

يسخنها كل الجراح  .. ولن  يقام لها صباح  ستظل دائما  فى ..

ليلٍ  مظلم نواح .. دعنى وشأنى فقد  قررت  الدفاع عن وطنى

سليمان : سياسة الكيل بمكياليين التى تتبعها أمريكا وانحيازها

السافر الى  جانب أسرائيل  سوف يجعلها مكروهة من كل ..

شعوب العالم .. واتمنى  أن تفعل  ماهو أمامك .. واضح ومتاح

عدنان : كم من فيتو امريكى  ضد  أرادة المجتمع الدولى  تطلقة

امريكا لصالح اسرائيل التى تعربد فى المنطقة ..  وتفتك بنجاح

بكل الفلسطينيين .. وتزجهم فى المعتقلات لتنكأ   جراح ..  حتى

النساء والأطفال .. لا استثناء لأحد أمام وحشيتهم وجبروتهم

وبشاعتهم .. تملك القنابل النووية وكم تحرم على جيرانها  حتى

التفكير فى امتلاكة سليميا و كم تضرب مفاعل العراق كى  يتم

سيطرتها ونفوذها على كل من فى المنطقة تحت وطأة الضربات

الامريكية وقذائفها .. حتى إيران وبرنامجها السلمى تفكر فى ..

تدميرة بكل غباء ..دون أن تدرك أنها استباحت هذا الحق لنفسها

فقط دون سائر الدول المجاورة  كى  تفرد  عضلاتها على الجميع


سليمان : و لأن الحكام العرب يخافون على عروشهم وكراسيهم 

لانستثنى أحد منهم أبدا  فالكل مقيد بكرسى وصولجانة لا يهمة  الا

الأنغماس فى شهواتة وملذاتة  وكل نزواتة فيجمع النفائس يقتنيها

تاركا شعبة فقيرا معدما لا يجد قوت يومة....    وهذا  هو البلاء

الأعظم تقاعس الحكام العرب وخنوعهم  وتخاذلهم المذرى  أين

صلاح الدين  ثانيا..    ليخرج من قبرة   يسترد  القدس الشريف

ويعيد الكرامة للعرب  الذى داسها كل  الحكام وطمسها  بظلمهم

وتجاهلهم  لمطالب شعوبهم ..اذن  فلا بد من يوم  معلوم   ترتد

فية المظالم أبيض على كل مظلوم أسود على كل   ظالم ..  ....

عدنان : لقد أنحطت  كرامةالعرب فدويلة مثل اسرائيل تفعل

بنا الأفاعيل ونحن  مستكينين .. استودعك اللة  وقام يحتضنة


قائلا خد  بالك  أنا دفعت الإيجار ليس على دين  لصاحب البيت.

براءة .. والقى الية بالمفتاح  وهو يقبلة ويدعو  لة بالنجاح ....

والتوفيق  ..  وينطلق  عدنان مودعا صديقة وعيناة   تدمعان ..


سليمان :  أرجو الا تنقطع اخبارك عنا  مهما كانت الظروف  

أنها شهور قليلة قضيناها سويا لكنها تركت أثرا  عميقا   فى


نفسى .. أودعك وقلبى يدمع حزنا على ما آل الية شعب ...


فلسطين  واتمنى  أن تسترد أرضها السليبة  وتسترجع القدس


وأن يمن اللة علينا بحكام يعرفون اللة حق المعرفة وبشعرون


أن القدس أمانة يجب أن  تسترد  مهما  كانت التضحيات .



 خرج عدنان والدموع تترقرق  فى مقلتية .. وايضا  كان سليمان


ينتحب حزنا على فراق صاحبة .. وعما قد يحدث لة من  قتل



او تنكيل وسحل واعتداء وسجون ومعتقلات  تنتظرة  ..   وايام

أشد ألما على النفس ومعاناة  .

-------------------------------------------------

                             (2  ) --

رسمت الطبيعة  بفرشاتها الجميلة .. الوانا بديعة على مساحات

المكان  الفسيحة  .. فكستها بسندس أخضر  ومساحات الوان ..

جميعة ..  مع اشجار وريفة  وازهار شفيفة  زاهية الوان .. ...

رقيقة ..  ومع ابتسامات الربيع .. وذلك الجو البديع  وانحناءات



الشجر  ذات الجذور  العتيقة  المتمد فى ارض  الحقيقة  فيرسم

لوحة لطيفة  لمشاعر  فياضة  عفيفة ...  كان سليمان  مستلقى

على تلك  الأريكة  .. القديمة  .. يحمل  هموم  سنوات طويلة

عاشها فى فقر و الم  وضيقة .  .. وكان  يشاهد   أمة    وهى

حزنة متألمة لا تجد    طعاما  لأولادها  الخمسة ..  وقد  رحل

 ..  أبيهم .. دون ان يترك لها  شىء لتطعم بة  أولادها  الصغار

وبناتها المتفتحات للحياة لكن فى  انكسار ..  وبين  تأملاتة ولدت

أفكار .. أنة سيكون عوضا   لرب الدار ..   ويجاهد  بإستمرار

ويبذل كل  مافى جهدة يبعد شبح حصار الفقر وليالى  الألم ...

الطوال  ...  مهما  طال الأنتظار  ..   فأنتفض من أريكتة  ...

تجول بعقلة الأفكار  ...   كى   يصنع  المستحيل وكيف يقنع

عجلة الحظ ان تدار .. إنكفأت الشمس  على  الأفق بشىء كم

مع الواقع يتفق  ..  ورسمت اشعة الشمس الغاربة   الوان ...

قزح للشفق .. فقام سليمان  ينظر الى السماء  فى قلق ..  ولكنة

تماما يؤمن بعظمة من  خلق  ..  فاللة سبحانة وتعالى    قادرا

أن يبدد  هذا  الشعور   بالقلق .. فمسك  فرشاتة  ودوايتة   كى

يسجل  على  الورق   كم   من  الشعور   بات   يحترق ......

وأتى  صباح جديد   بعد ليل  مفعم بالألم  ..  وخرج سليمان

كالعادة  يبحث عن  عمل  لا جدوى  .. فما اشبة  اليوم  بالأمس

وبدى  ماتبقى من الجنية فى قنص ..  ومضى اليوم  السابع  وقد

أفلس تماما  ولم يتبقى  معة  قرشا واحدا   يدفع  بة  ألم   الجوع

عن معدتة  .. وتذكر  ان الرجوع لبلدتة عار  ..  كى يكون  عالة

على أمة  التى  كابدت  وعانت فى تربيتة  وان لاشىء  امامة الا

أنة يتحمل الجوع والألم ..  حتى لو  مات واستكن ..  فهذا   خيرا

لة من  الضعف والوهن ..   وضرب    لة القدر   لقاءا  مع الحظ

اذا  أمتحن ..  فذهب الى بيت عم صديقة  سيد   ..  وقد   كانت..

أمرأتة تبحث عن مدرس  لأطفالها .. وتشبثت بة  الا يرحل  ....

واعطتة  جنيهان .. مقدما  كى يبدأ  اعطاء   درسا   خصوصيا

لأولادها ...  نظر   سليمان   الى الجنيهين فى تشبث  لكنة  أردف

قائلا  فى نفسة ..  لا استطع  ان أواجة  شهرا كاملا   بجنيهين ..

وليس لى مكانا للمبيت  ..  وتذكر  عندما  قدمت أختة  طبقا    من

طعام الخبيزة  أمامة  ولم يستطع أن يغمس لقمة  واحدة  من ....

الطبق  الصغير  .. وتذكر الجرم الكبير   وهو  لم  يتناول  لقمة

عيش واحدة  منذ  ثلاثة  ايام  ..  وكم عانى الكثير ..   وكم  ضاع

حلمة الصغير  ... ولم يعد يقوى على التفكير فأنطلق قائلا :  اريد

مجموعة بها عدد كبير  كى اواجة  شهرى العسير   دون   تعكير

او تكدير وتحقق لسليمان ماأراد     دون  ادنى تقطير ..  وتحرك

لحلمة الكبير  .. وهاهو الان  يجلس   على  كرسية  الوتير   ......

وقد أثقلة التفكير .. ..   ماذا  عسى ان يفعل  بعد  أن رحل  عنة

صديقة الحميم  .. ومرت الأيام  دون  تخمين  وكان  علية  الا

يبات  وهو  حزين  ... فقد أنطلقت  اسراب  القادمين   وشغلت


كل الغرف  الثمانية  دون تقصير  الا  فى  غربة  مغلقة بها  آثار


مخزون  قديم  لكن  لايعرف  محتواياتها  الا  بالتقييم  ...    كانت



رائحة تنبعث منها   تثير الفضول   بأنة   عفش   قديم   كم    هو



مركون من زمن   قديم  ..    أطلت أم  إمام  برأسها  تكتشف

الساكن الجديد  .. وقد ملأها الفضول  بالتغنى والنشيد  فدندنت

مقطوعة لعبد الوهاب  .. الصبا والجمال   وبدى فى صوتها ..

تغريد ..   فشعر سليمان بها  وبدأت تقترب وتزيد  خطوها كى

تعبر  عما تريد  ..   وخلفها  إبنتعا  راوية    فى الخامسة عشر

أو يزيد  ..  لكنها لم تملك  مقومات الجمال الفريد  الذى يسكن 

القلب  والوريد  ..  فكانت كظلال  تتحرك  ولا  تفيد  ولم  تشد

انتباة  سليمان   حتى من بعيد ..  فعمدت  أم راوية  فى توريط

سليمان   بحيل  فائقة وسلوك  عنيد  .. فتارة   تطبخ لة وتقدم

الطعام الشهى واللذيذ  ..  فكان سليمان يقدم لها من النقود  المزيد

فعمدت الى تأكيد  توجية نظراتة  ..  فمرات تدعى من  جديد ..

انها  قامت برش  غرفتها   بالمبيد  .. وعليها  ان تبات  فى مكانة

الوحيد  .. كانت أم إمام  أرملة  لاتريد  السلامة لأبنتها من عبث

مراهق شديد  .. من أجل ان تصل  الى  ما تريد .. فالقت  الكرة

فى ملعب سليمان  ولن سليمان يتحكم فى  عواطفة   وكم    هو

عنيد .. ويدرك ماتقوم بة  هذة الشيطانة  بالتأكيد .  ولكنة كان

يملك ارادة من حديد  ..  ويتعقل الأمور .. كى  يسود ..    فقد

كان  يترك الغرفة  بلا رجوع  ....  الى ان تعود  الأوضاع ..

الى ماكانت   علية ..  وهكذا  تعود  سليمان  على  الظهور ..

بعد أن  تستقر  الأمور  ..  وجاء  ذات يوم   خال راوية  ...

لزيارة  أختة  .. ولا حظ  ماتقوم بة  ..  ومايدور بلخلدة  من

ظنون  ..  فتوارى عن العيون  ليبصر  تحرش أختة بسليمان

فبدأ  الدم  فى عروقة  يثور   واستجمع  شجاعتة ليقول  لأختة

مايدور فى رأسة من  ظنون .. فنهرتة بالقول وقالت لة   بكل

فتور  هذا شأنى  وكل مايدور لا يعنيك   فى المور     ارحل

لا اريد رؤيتك  ولا  أريد أن  أسمع  ماتقول ..   وعندما  واجة

سليمان  قال لة   لاتخشى  انا لم أبلغها ماتنول ..  وهى التى ,,

تأتى  فأمنعها  فلست أنا المسؤل .

رخل  خال راوية  ..  ورأسة تتفجر من  الظنون ..  وكان سليمان

بريئا  ما يدعى او يقول ..  لكن شيئا  كان  يسرى  فى  جسدة  ..

كى  يطول .. احاسيسة ومشاعرة  كى تنول  .. وفى امسيات ..

ليل  مجهول ..   استغرق  سليمان  فى نومة وقد بدى  يستيقظ

على لمسات  .. تتحرك كى تقول  ان شيئا  يطاردة فى أفول ...

فتح عيناة ..   فوجد  شبحا يرقد  بجانبة فى هطول ..   وتبين

بفزع  حقيقتة  ..  وعرف من يكون .. فأسلم جفنية للنوم المزعوم

يرقب تحركاتة المجنون  ..  ولمساتة فى سكون ..   فشعر لأول

مرة يشىء ينتفض فية يصرخ ويعلت  القدوم ..  انها  أحاسيس

لم يعرفها الا  فى ذات اليوم  .. لم يعرفها من قبل  ولم يكن ملوم

وانة لشىء محموم يتحرك بداخلة ويقوم .. فكبح جمح غرائزة ..

وبدى واضحا مهموم  ..  كيف يبدى انزعاجة أو يقوم  من النوم

لم يعد قادرا بتمل  حرارة يديها ولا اصابعها المكلوم ..   .. وهب

من  فراشة  ..  واقفا  واردف  قائلا : اية اللى جابك هنا   فى ودة

النوم .. فردت أم إمام  بتثاقب  لقد غلبنى النوم ..  فلم أقوى  على

النزول للبدروم  ..  فمكثت هنا   كى ابيت اليوم .. والصباح رباح

تطلع  سليمان الى السماء  ..  ونظر الى النجوم  ..  وكيف  بددت

صافية  لا  أثؤ الى الغيوم .. فأندفعت وراءة  أم راوية  تجذبة  من

ثيابة  فى خشوع ..  حتى انتفضت واقفة وبدأت بالرجوع عندما

ابصرت قدوم   إبنتها راوية فى   وجوم .. تسألها   عن سبب ..

تواجدها هنا   .. لم يكن السبب غير معلوم فأبنتها  تعلم مايدور


فى عقل  أمها   من تناطح وشجون ..  واحاسيس  قد   ..  تكون


تشعر بها  أحيانا   نجو سليمان ..  لكن  سليمان  لم يجعلها   دوما


تعبر عما يجول بخاطرها أو يجول  لكن الأم  .. بجرأتها    تفعل


الكثير  ..   حتى أنها  تدفع  ابنتها  للعمل  فى فضول  كى  تبرر 


ماتقوم  بة وماتقول  ..  وتحركت الأهواء  بالشمول  ..   ووجد


سليمان نفسة  بين   أنثيتين  وكم يطول ..  لكنة  لم يتحرك ....



ساكنا  ولم  يجعل أحدا  منهما ينول  ..  بل  ظل فى سجون ...



وتداعبة ذراعين     تحيطان بة  فى  ذهول ..   يحدقان   بة 



إنة رجل  جهول ..    لا يدرك الأمور  ..  وتعالت صيحات



الغرور  ..  هذا ليس  برجل   ولم يأتى علية الدور  ليقوم ..

بأثبات  رجولتة  وتوالى  ارتداء  الملابس أو  خلع الهدوم

واستمر الهاجس  أن يأتى اليوم  المعلوم  لينفذ  صبر سليمان

ويحترق المخزون ..   وتتجرد الأشياء  من   السكون ويفقد

الأنسان  الحياء   كما يفقد  الدور  وكا تمتلأ  الصدور  بالكبد

وما من أحد  يلوم .. فطبيعة الأنسان  أمارة  بالسوء  الا  من

أراد اللة لة ان يكون  المعصوم.





  









              

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة