قصة سليمان اليتيم =21=
قصة سليمان 21
========
من واقع الحياة
========
إهتزت مشاعر سليمان فجأة
عندما تذكر رحلتة الأولى فى الحياة
فتحرك فى قلبة النبض الحانى وبدأ يشعر كأنة فى اليوم الثانى من رحلتة عبر
قنطرة الأيام حيث كان يعانى من
صراع
داخلة فكيف ينسحق الحلم داخلة وتقتل
الأمانى .. فى لحظة من السهد وسهر الليالى
.. فمسك بقلمة الرقيق يصور كل ماحدث لة قى
تلك الأيام وما ألم بوجدانة من نبض وشعور فاق كل وجدانة وترك آثارا مترسبة على جدران
خلجاتة تحرك كل
مشاعرة وإلهامة بكل قوة رغم صبرة وإيمانة
أن الحياة كالمُر لكنها تمر
وقد يعقبها مايشاء
لها
من أمر فمسك بقلمة ليكتب
كل شىء حتى يفرغ شحنتة
ويستريح من عناء كبوتة ...
إذا أستمر هذا البركان يفور
فيضم كل خلجاتة وكأنة
بركان أشم يضم
كل شىء فى جوانبة ضم ..
فقد كان علية ان يصور
كل خلجاتة بصدق وعمق
فى ذلك الوقت الجميل والعصيب من حياتة السابقة
كانت الفتاة الجميلة الرائعة
التى تشبة الملائكة تستحم فى هالة
من الضوء والنور
النيونى الشفاف فيعطى لجمالها رونق خاص.. وبدت أمام
سليمان كحورية لها من
الخواص
مايؤهلها لأن تمسك بزمام
قلب سليمان وكأنما أنطلق
من عينيها السهام ومن قلبها الرصاص لتصيب
قلب سليمان فلا مناص ..
كان علية أن يترجم لها بعض المقطوعات الأنجليزية التى تريدها فى
إستكمال دراستها فوق الجامعية .. وكان سليمان بطبيعتة عاشقا للغة
الأنجليزية وتمارس فى زيادة
دخلة بأعطاء الدروس الخصوصية ولكن
كان لرجاء أن يعطيها الدروس بسخاء وبلا مقابل
ويرفض مناقشة هذا الأمر
حيث كانت لرجاء مكانة خاصة فى قلبة وعشقا خاص ...كان سليمان يدرك
تماما طموحات حبيبة قلبة رجاء
وما لجمالها الطاغى
أثر فى عدم الأقتراب منها
ومن مشاعرها حتى لا يحترق بنيران
صدمة قوية
لا يتحملها على الأطلاق..
وكات هذة الفتاة الملائكية
ينادونها بأسم نورة لما فى
جمالها من أشراق وقبول وجاذبية لا تقاوم
.. وكان على سليمان أن لا يقترب
من سهامها الطائشة فتصيبة
إصابة مباشرة لن
يستطع دفعها مع الأيام ..
وحاول أن يشغل قلبة وبالة
بغيرها .. كانت صباح مشرقة
كالصبح وأنتقل سليمان الى السكن
فى منزلها بحى الهجانة بالمعصرة ..
كان والدها
رقيب بالشرطة لكنة كان يتصف
بالطيبة الذائدة والأحترام من الجميع ..
وكانت أمرأتة ودودة تقدم
الخدمات لسليمان طواعية
حتى تجهيز الماء الساخن
والحمام لسليمان صباح كل
يوم مع إعداد الفطور لة
وكان لطيبة سليمان الأثر فى أن يسرد
كل هذة التفاصيل بعفوية على مرأى
ومسمع أم نورة وكأنة
يقول لهم أنا كفرد منكم لا
أخفى عنكم شيئا على الإطلاق
.. دون أن يعى أن مايسردة يأتى
بالسلب علية دون أن يدرك أن مايقولة سوف
يشكل أدنى أهتمام لهم
فهو يرى أنة شاب فقير ولا
يمكن أن يعية أحد إهتمامة وخاصة
وأن فتاتة نورة ذات طموح واسع وجمال خارق ولا يمكن أن يلتقى
هذا الجمال الذى يحلم بسيارة مرسيدس
وقصر كبير أو شقة على النيل
وهذا من المستحيل مع سليمان الفقير .. ولكن ماقامت بة وتقوم بة أم نورة
لة أثر كبير لكن سليمان لم
يكن يدركة إلا فى النفس الأخير بعدما لعبت
المقادير وأصبح من الصعب التغيير
.. فقد وجد سليمان أن ما تقوم بة أم
رجاء فجأة
بتغيير مسكن سليمان .. بعدما سمعت
بما تقوم بة
(أم صباح ) فى سكن سلمان الجديد يوحى بأن
المرأة تريدة لأبنتها ذات السادسة
عشر ربيعا وهذا واضحا
جاليا لما تقدم لة من خدمات ..
فجاءت أم نورة لاهثة ومعها
عربة
كى تقوم بنقل محتويات ومفروشات سليمان من سرير
سفرى
وبطانية وبعض الأدوات الطبخ البسيطة ودولاب صغير للملابس .. ووجد سليمان أن عفش
حجرتة
تم نقلة الى مكان آخر فى
حى آخر قريبا منهم .. فلم
يعترض إلا على زوال النعمة والخدمات التى كان يحظى بها دائما
لمدة ثلاثة شهور
كاملة .. كان
يرى صباح الجميلة الرائعة
ذات الخصر الرقيق والأبتسامة
المشرقة
التى تهز وجدان أى رجل مهما كان متجمدا .. ومضى سليمان فى مسكنة
الجديد .. والذى يحظى فية
بغرفة فى وسط
البيت المتسع لخمس
عائلات
... واستنشق سليمان هواء
هذا المكان وهو يتأمل كيف
إنتقل من مسكن يوفر لة كل الرعاية والحب والحنان
الى مسكن لا يتعرف فية
على أحد وفى أثناء تأملاتة
أبصر فتاة رائعة
القوام تخطو فى رشاقة ودلال ..
وكأن لهذا الجمال
نوعا من الوصال
لم يدركة سليمان
فى الحال لكن لأن
شعاع
عينيها يبحر فى خضم
واسع لا مجال لوصفة الآن
.. كانت عيونها الخضراء تشع بريقا كم
يضاء فى الليالى الظلماء
وكان لجمالها الملفت جاذبية
خاصة لا جدال
تعرف عليها سليمان
كانت تدعى
نجاة ... وكأنها نجدة السماء
.. لة بعد طول عناء
... وبعد فترة من الوقت علمت أم نورة
أن
هناك تقاربا بين سليمان
وتلك الفتاة التى تدعى
نجاة ... من خلال
الكاميرا التى التقط بها
سليمان صورة لملهمتة الجديدة نجاة
.. فقد كانت
مشاعر سليمان تغوص
وتتضارب بين جمال
طاغى لفتاتة نورة
وحلم
خيالى لها وعشقة الدائم لصورتها التى تمتلك كل
وجدانة لكنة يرفضها بعقلة الواعى
فقد كان الصدام حادا بين الواقع والخيال بين التمنى والإدراك فقد كان سليمان يلجأ الى الهروب
الى ما هو أقل لكن كان بالنسبة لة النجاة والأشراق .. وكان الهروب من صدمة قوية على الأطلاق جعلة لا يفكر مطلقا فى الأرتباط
بنورة
أجمل فتاة فى معصرة حلوان
... وكان يمنى نفسة
فى الأقتراب من أنفاسها
الاهثة حينما يستبد بة العذاب .. وكانت مقارنتة
بين نورة وبين
نجاة كانت تحسم
لصالح نجاة
لأستحالة أن تحسم لنورة
لأنة سيكون ضربا من الخيال لا الواقع .. وكان
سليمان تأتى علية أحيانا
نوبة من الصراحة يريد
أن يقولها بشجاعة لأم نورة
ووالدها الطيب عبد
الحميد .. لكنة كان يخشى الصدمة
القوية المميتة التى قد
تفقدة توازنة وتعيدة الى
الهاوية أو بئر الحرمان فلا
يستطع أن يدخل بيتهم خجلا
إن رقضوة فقد كان يتراجع دائما نما
يجد لسانة فى وقع
الكلام والمصارحة وكأنة كمم بلجام
... وتذكر سليمان مادار بينة وبين أم
نورة عندما شاهدت صورة
نجاة الرائعة والتى
قد تشد أعتى الرجال
فقامت من فورها بالذهاب
الى بيت أم نجاة وكم
حدثت مشاجرة بينهما يندى لها
الجبين .. وقررت أم نورة أن يقوم
سليمان بالمبيت
فى مسكنها .. ولا مكان لسليمان
فى سكن آخر ..
وانهت قصة حب غناها الشفق
وتحركت نحو المغيب فى الأفق .. ورفق
معة شمع جديد قد يختلف قد
يتفق لكنة الواقع الذى
بة سليمان ينطلق ... دونأن يدرك أن ماتقوم
بة أم نورة إلا نوعا من
الموافقة
أن يكون سليمان
زوجا
جيدا لنورة ... ذلك ما أدركة سليمان أخيرا
بعد
أن وضع القدر مقاديرة وجهل
سليمان تقديرة بل
لسذاجتة لم يفطن ولو للحظة
أن ماتقوم بة أم نهورة هو نوعا
من الموافقة أن يخطب سليمان
أبنتها ويتم تجهيزهما على
طريقتها الخاصة كما كانت تهمس بذلك
قائلة : إننى لو
وجدت العريس المناسب
الذى يحب إبنتى بجد سوف أساعدة بكل قوة فى بناء منزل الزوجية
بأحسن تجهيز .. كان سليمان يسمع هذة العبارة
ولا يعى أنة المناسب بل
كان يشعر أنة غير المناسب
تماما .. وكأنة تحذ يرا
لة لعددم المكاشفة
برغبتة فى الأرتباط بفتاتة
نورة ... وكان علية بالصمت
المطبق .. حتى ر يفقدهم
نهائيا ويطردوة شر طردة
من حياتهم فيفقد أهم ضوء
يشع ويتسلل الى قلبة فى ظلمات ليلة
الحالكة فيضيئها نورا
ساطعا وجمالا وحبورا وسعادة وسرورا
.. فأكتفى بالصمت المذرى ... حتى
فات الآوان ... وقضى على حلمة فى كل
مكان ..
وكان علية أن يتخلص من وسواسة ...بعد
أن وجد
شقة فاخرة جدا ببيت العمدة
وكانت فرصة لإستئجارها
سريعا فقد كانت
بإيجار
رمزى مكافأة لة
على نجاح حفيدة
...وكانت هذة
الشقة فى الدور الثانى تطل
عليها الأشجار الباسقة وتمتد الى داخل
البلكونة
فكانت متعة للناظرين ..
وكان على سليمان أن
يتعلم مما سبق
فلا يحكى
لأم نورة شيئا فأنت مجرد أن يحكى
تنقلب الأوضاع كما فى
حالة صباح وايضا نجاة وكيف
فقدهما ... وعندما
أبصر
فاطمة واخيها عماد
...
إستوقفهما وعرف منزلهما
كانت فاطمة تشبة تماما
فتاتة نجاة الرائعة الجمال
ولكن القدر لعب لعبة أخرى فلم يتزوجها
لكنة
تزوج أختها الكبرى ...
وأبلغ أم نورة أنة
سوف يعقد القران الساعة السادسة على صافيناز
..
تجهم وجة أم نورة
وشع غضبا وظهر
ذلك جليا ...
دون أن تنبش بكلمة واحدة فقد توقف لسانها عن الكلام
وبدأ فى السعال ... وعندما
وجدها سليمان هائجة
لم يدرك السبب الحقيقى ..إلا
عندما خرج مسرعا ووجد
أم محمد السنى تصرخ فى وجهة
بعد
سماعها نبأ عقد
القران
لسليمان وقالت لة حرام
عليك نايم آكل عندهم وذاهب
للزواج بغير أبنتهم
يا وقاحتة أنت لا تشم ولا
تفهم أنت
غبى وأكثر من
غبى هذا غباء
مطبق وليست طبيعة زائدة أن لم تكن هبل أكيد
...وعبط مفرط وتجاهل بمشاعر
الآخريين ... فنظر اليها سليمان واجل واهم
ساهم ثم أردف قائلا : أن
كنت أتمنى لكن لا أعرف أنهم
سيقبلونى .. فقالت لة أم محمد السنى : سوف تندم
على إستعباطك هذا .. ماذا
سيقول الناس عليهم وانت قليم خالع
نايم عندهم لمدة
سنة كاملة .. حيودوا
وشهم فين من الناس اللى حتكلهم أكل
... روح ربنا
ينتقم منك يابعيد .. دول أحسن ناس
وأطيب ناس
فقال لها سليمان خجلا : واللة ما اعرف .. فنظرت الية أم محمد السنى صارخة
وقالت : ام تفطن مع صباح العسكرى ولا مع نجاة
العبيدى .. يبقى انت
صحيح مختل عقليا ولا تصلح
لأن تكون زوجا لملكة جمال ...ذات
حسب ونسب وقية ومقام
.. اذهب الى من هم فى شاكلتك ينتقم منك
الرب الجبار ... خالق الليل
والنهار .. ذهب
سليمان
الى بيت صفيناز وهو
مصمم على إنهاء الموضوع
تماما.. إلا أنة
وجد من يطبط
على كتفية قائلا : إتأخرت
لية ياعريس وقبل أن يفتح فاة
وجد الزغاريد والطبول ..
ومن قادة من يدية وكأنة
مغمض العينيين وعلى دكة
المأذون .. وهو يتمم
بشفتية قائلا : كنت ياسليمان
لا تحضر .. خير من هذة
الورطة .. ولم يفق إلا على
إنهاء مراسم عقد الزواج
وأصبحت صافيناز زوجنة
شرعا ... ودخل بها
وقد بدأ حياة جديدة متناسيا تماما
كل الأحداث السابقة ... وتهىء للعيش فى سلام
ووئام فهذا قدرة ولا مفر من القدر ... إلا
إن عبد الحميد
والد نورة
قد جاء ليباركة فى بيت العمدة
... إلا أن أم نورة
التى كانت تقوم بإعداد الطعام وايضا
غسيل ملابسة وكيها لم تعد تراة
وأقسمت على الإنتقام منة
فهة مازالت تملك ملابسة
التى لم تغسل حتى الآن وقد
تلجأ الى طرق أخرى
لكن سليمان لا يؤمن إلا
بما قدرة لة اللة ... لذلك
لم يهتم ... وحملت صافيناز
من أول شهر وانجبت إيمان ..وتلاها طفل
يدعى سعيد ....ومع
السنوات التى تجرى بما
فيها من كلل وملل لم يزدها
صلابة وقوة إلا
بضحكات وابتسامات طفليهما إيمان
وسعيد ..
وكان سليمان شديد الحب لأطفالة
وكأنهما كل دنيتة
وسعادة فلم يكترث للملل ولا ينظر
الى هذا الفتور
إى أنة تعبيرا عن
سخطة للأيام .. وتجاهل زوجتة لة
وعدم إهتمامها بمطالبة وعشقة
للحياة .. ولم يدرك
أن للعمل مفعولا ذات قوى
فعالة فى حياة البشر
إلا اذا قدر القدر .. وماشاء
اللة فعل ... وعلى هذا إستمرت الحياة بحلوها ومرها وانجب سليمان آخريين كم يعشقهم ويحيهم ويدللهم ويقدم لهم
الغالى والنفيس لإسعادهم ... ومع
كثرة الأطفال .. ومايصرفة
سليمان ببذخ لم يكن
هناك فائضا من المال يلبى طموحات
زوجتة صافيناز .. حتى
ظهر الشاب (بدرى) .. بسيارتة الفاخرة
وكان يأتى إلى سليمان
محملا بأكياس الفاكهة وعندما كان سليمان
يرفضها بقوة .. كانت زوجتة تقول
لة : إنة شاب سرى
ولن يؤثر
فية هذة الملاليم ارجو
أن تقبلها ولا تمسف الرجل دة باين علية إبن حلال .. إستمر
هذا الوضع عدة شهور
وقد
ابدت زوجة سليمان إستيائها من العلاقة
الحميمة قائلة أنا أشمئز
لأنى لم استمتع بشىء
فأنت لم تعد تقدر .. وتكرر ذلك
مرارا وتكرارا عندما كان
سليمان يحن لزوجتة كعلاقة
حميمة يجدها تصدة
ولم يكن يخونها لأنها
أمرأة متدينة جدا ,, وتحافظ
على الصلاة فى
مواعيدها ولم تكن فى يوم ما منحرفة
إلا أن سهاما تأتى من بعيد من
خلال
مكالمات تليفونية على
الأرضى لكنها متقطعة
عندما يقوم سليمان بالرد
عليها .. ينقطع الخط فجأة
وتلاحظ على سليمان أن شيئا
ما يحدث هل أمرأتة
بدأت تخونة مع هذا الشاب الذى يدعى بدرى
أم ماذا
حدث فلم تتعود أمرأتة على
أن تقول لة بواقعة إننى أشمئز
من هذة العلاقة الحميمة لأنها لم
تكتمل .. رغم أن هذا
يحدث كثيرا من سنوات لفتور
فى العلاقة أو شعور بالملل لكن كان
مستعصمة وقوية ولا تجرح زوجها ماذا
حدث لها أن ذلك لغز لا
يستطع فك
طلاسمة إلا بد مراقبتها
أو مل إختبارات فائقة لها كما أفهمة الشيخ عبد النبى
.... (22)
وهكذا..
تعليقات
إرسال تعليق