--131- الكثبان الرملية

      --  131--

انصرف الجميع  وظل محمود  سارحا مسهدا

يجوب فكرة  الأنحاء  يأتى ويرتحل كيفما يشاء

فأمسك قلمة الحانى بجفاء وأخذ يخط تلك الكلمات

العصماء  :  تنطلق بالونات أختبار فى فضاء  شاهق

يرصدها بعناء  .. تتحرك  حزمات الضوء على سلم

درجاتة خفاء  .. أتلمس  أقنعتى  علنا  ذات  مساء ...

اتحسس  مشاعر قلبى  التى يتقاسمها الأنواء ..  اتحرك

فى ليلة عصماء بأرديتى كى أخفى كل عناء ..تنكسر

اشعة شمسى على الأرجاء  .. تتجول طيور الحب

القادمة من أعلى ضياء ..تذوب مملكتى  فى أروع

لحن غناء ..  تتطاول أرصدتى ..ترتحل خطاوينا

وتستسلم كل مآسينا .. نسبح فى كل فضاء ..  لا

شىء يقوينا خير من كل رجاء .. واقدام تمر بغباء

على جلد الصبح المنطبح فى الأرجاء ..وتذوب

مدامعنا  مع عصف الأنواء .. فترتطم مع الأشياء

تتسكع شعيراتى البيضاء تبحث عن طرق  أخرى

للشهرة والأضواء .. وتموج  بحور النفس بكل ...

الأهواء  .. تتدفق انهار الدنيا بثراء .. نحلم أن نركب

موجة وتحملنا رياح هوجاء .. والشوق الى عوالم

فضلى  لكن ماجدوى الأسماء  الكل ينحر فى الظل

حتى فى كل الأجواء .. من ينشر عبثا  من يهضم

لمسا  من يجمع نبضات شعوب فى لقاء..

الأنبعاج الكونى وبيضاوية الأرض لا كرويتها وكل

تلامس الأقطار ..  والبؤرة والتماس والمماس وكل

مكونات الفضاء الشاهق ... والأنفلات الضوئى بين

المجرات  .. وعلامات التسلخ الدورى لألفاق .. و

التفاف القادم  عبر الفضائيات .. والتكوير الهائل

وسرعة جريان المذنبات ..  وكل المعتقدات التى

تكمن فى العقل وفى الفؤاد ..وكم من حركات ...

اهتزازات .. زلازل وبراكين  وفورانات .. انة عالم

شاسع بة ملايين المجرات ..

أخذ  محمود  .. يتخيل هذا الكون وكل المعجزات

وفى اثناء شرودة  دخلت علية أحلام  بعد أن طرقت

باب غرفتة وقالت واللة  ما كنت سأحضر لولا أمر

هام .

محمود  : ماهذا ألأمر  ..  اتفضلى ..

احلام   :  مايرا  ..  جاءت وانصرفت

محمود : مش فاهم  حاجة  خالص ..وضحى

احلام :  خرج زوجها وحدثت مشاجرة عنيفة.

محمود : زوجها فى السجن ..فهو تاجر مخدرات .

احلام  :  لا أعرف لقد تركت رسالة  معى لأوصلها

لك .. وهى تعلم  مدى  حبى لك .

محمود  يفتح الرسالة ويقرأها

عزيزى محمود

    ليست هذة الأرض أرضى ولا السماء سمائى

   وليست حياة الشقاء حياتى ..سأذهب بعيدا بعيد

   حيث كوكب نائى  أسكب فيى دموعى وآهاتى 

  لن أعود الى الأرض وبها ويلاتى ... سأتحرر

  من القيود ومن الجمود ..  ومن كل حسادى ..

 سأسافر الى بلاد  بعيدة  أو كوكب  نائى سأحد

    اشارات الزمن  وعلامات الضوء على الطريق

  سأراقب كل خطواتى  ..  لن تجد لى مكانا على 

  الأرض بل ستجدة فى فؤادى . الى الوداع فقد

  ضلت  كل  خطواتى ..( مايرا ) .

قرأ  محمود  رسالتها مرات ومرات لكن لم يفهم

المراد .. كيف خرج  زوجها من السجن  .. ولم

يخرج الآف المعتقلين ..

احلام  : بماذا تفكر ؟

محمود : كيف خرج بائع سموم من سجنة بعد

بضعة شهور .. والمعتقلون السياسيون يرزخون

طوال هذة السنين .. كل هذا عدل  حتى الرشوى

داخل السجون .  وقد لا يخرجون الى الأبد ..

احلام :  علمت  من سجين هارب  مايتعرض

لة المعتقلون   لقد  قال لى عدوى لقد رأيت 

برأس عينى معتقل حي .. يضعون علية نوع

من الأسمنت المسلح الذى يجف بسرعة لكى

يكون  ضمن قوالب الطوب التى يبنى بها ..

الحوائط الداخلية للسجون  .. وان لم تصدقوا

أهدموا بعضها وستجدون بعض الجثث كم

هى محنطة  داخل كومة الأسمنت التى قد

تم بناء الحائط بها  ..  انة ابشع انواع الفتك

بأدمية الأنسان .. فيكون الأختفاء كاملا  دون

ضهور جثتة  ..  ما أفظع  هذة  المعتقلات .

محمود : علمت بكل انواع التعذيب  فقضية

الفنية العسكرية  والتكفير والهجرة  الذى كان

يتزعمها شكرى أحمد مصطفى وانة  ولي لآخر

الزمان والمنقذ للبشر من الهوان .. وقد حكم على

خمسة منهم بالأعدام شنقا .. حتى الأعدام  كان

فى  حكم  الشرع  والدين  والعرف   ...   والقانون

مجزرة  ..  هل تسمعين فى أن فى الأعدام مجزرة؟ 

احلام  : اريد ان أفهم 

محمود :  كان  على عشماوى ان ينفذ الحكم من

الساعة السابعة  على الا يتجاوز الثامنة  وكان

تشريح الشرايين كى تنفض الدماء عدة دقائق

وايضاء ثلاثة عشر دقيقة  بعد الشنق لوجود

نبض قائم .. فكان كل شىء يتم  كما يتم سلخ

الشاة قبل ان تذبح  .. 

احلام : ( أغمى عليها من هول ماسمعت ) فقام

محمود بأسعافها  ووضع شذى العطر فى أنفها

حتى فاقت .. فضمها الى صدرة  وقال فى نفسة

لقد رحلت (مايرا ) وعاد زوجها  ولم يبق  لى

فى الدنيا غير أحلام ..  ليتها تعلم اننى أحبها

ايضا  لكنى فى حيرة  لا املك  المال  كى أقرر

من عليها الدور  ..  فى ان تتحملنى على هذا

تتحرك أزمنى  فى نطاق أوردتى وتعانق  كل

أشرعتى منفذ ضوء الى أفئدتى  ..  وانا  بين

أقنعتى  أمثل  دور الشارد  فى مملكتى  من ..

يسابق كل موجاتى  من يقدر ان يسجن  كل 

خلجاتى  .. هناك صراع  قائم  خلف ألأشياء

وستار دائم  تقوضة الأنواء  .. ولا شىء  عائم

يطفو  على سطح الماء  .. تتقاسم مملكتى أمور

تجرى فى كل الساعات ..   وأخط بمداد ومداد

رسائل حبى فى عناد ..  وتسكن أفئدتى  مشاعر

تتفق  فى كل الموجات  ..ينابيع  تكمن فيها  كل

النبضات .. لاشىء  يخفق أكثر  من نبض فؤاد.

 

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

( عرائس القدس ). ------------ ستون عاما .. أو يزيد --- ----- عرائس .. القدس الفريد--- صوت يصرخ فى الوريد--- والطرحة البيضاء--------- تنزع من جديد--- والضفائر الغراء -------- على الكتف العنيد -- تلقى فى إشتياق ------- الى الحضن العتيد ومواكب الأعراس----- تنزع .. بالحديد -- لا موكب يمضى -------- ولا قدس .. تعيد--- والثوب .. ينقر --------- منفرا من الوجة البليد -- ----------- ستون عاما أو .. يزيد-- آهات عمرٌ .. تقتلع --- على السكك .. الحديد -- ----------- والارض تقمع من جديد ---- والعرش يقلع ... للعبيد -- ------------- على مرآى الجميع------- فمن للكرامة يستعيد -- ------------- والآن تهدم باحةالمسجد الأقصى ------------ وكيف للباحة .. معيد ---- أتى ربيع ثم ربيع -------- ينسدل فى الثوب الجديد --- وضفائر الشعر الطويل ---- تنسدل ع الكتف العنيد -- وثياب عرس تنتحل ---- ميل ..... الجريد --- والزفة الكبرى تقتل ------- كل باقات الورود --- ولا ........... تفيد ---- --------------- وحملة الأغراض أضحت أن تقتل الوجة السعيد ---------------------- ستون عاما أو يزيد ---- الكل كبل بالحديد --- وقذائف .. اليهود ----- تسحق أو .. تبيد ----- ------------ من أقصى الشمال أو الصعيد --- والقلب صابر قد .. يسيع ---- ربيعا أو بعدة .. ربيع ---- والصوت يأتى من بعيد --- والكل صامت يستريح --- ولاحل واضح قد يفيد --- إن كانت الاحلام يوما --- قد تعيد---- والشفاة تقهر كالجليد ---- والقلب قابع كالشريد ---- وهكذا يبدو .. اليهود --- يطلقوا سيلا من البارود -- والشعب أبدا لن يموت --- ولو كشرت أنياب الفهود --- وبدا الذئاب لها تقود ---- هنا تبدو معركة الصمود --- تسرى مع --------------- وهج الحصيد ----- فهل يخرج من -------- الرحم الوليد --- والكل يسعى ليستعيد ------- إنة يوم الوعيد ------ والوعد .. قد أضحى أكيد -- ستغنى القدس .. أحلى نشيد --- كم جريح وكم ..... شهيد --- وكم فى السجون من المزيد --- القدس أبدا لن .. . تبيد --- ستون عاما .. . أو يزيد --- والطرحة البيضاء ------------ تنزع من جديد ---- وعرائس القدس ... الفريد ---- تنزع شريان. . .. الوريد ---- -------------- إنة العشق ..... الوحيد ---- يحضن الصبح .. السعيد ---- ------------ مليون فارس ... فى الطريق -- يستنهض الشعب .. العريق --- يسترجع القدس .. العتيق --- ----------- مليون فارس على الجواد --- إنهم فرسان .... شداد --- رافعين راية ... الجهاد --- النصر أو ... الإستشهاد ---- ---------------- ماذا فعلت بنا ثورات الربيع --- على مرآى من العالم والجميع --- الكل شارى .... و لن يبيع --- والحق أبدا ... لن يضيع ---- يستنهض الفجر ... المضىء ---- يتبعة الخطو ... الجرىء ---- ========================== دمر الكلمات إن كانت لا تفيد --------------- --------------- دمر الكلمات ... دمرها . أقتلها ------ إن لم تكن الحروف فى مواضعها ------ كم من التشنجات .. كنت أسمعها ------ والقدس ترزخ تحت نيران غاصبها ------ طالت سنين القهر حتى فى أشهرها ------ حزنا عليكى ياقدس أين منقذها ------ والصهاينة تنشب كل .. أطافرها ------- ما أشد آلاما .. وما كل أكثرها ----- كلماتٌ تصرخ كنت ... أكتبها--------- بدماء فى القلب تمضى تسكنها -------- ------------------ أقتل فى فؤادك الصبر --------------- إن كان الصبر دوما لا يحركها ------- ليوثٌ نائمة فمن ..... سيوقظها ------ أنفض غبار ... اليأس ---------------- والقدس سوف تنهض بفرسانها ------ ----------------- مليون فارس ... فى الطريق ------- يستنهض الوطن ..... العريق --- يسترجع .. القدس .... العتيق ---- يستجمع ... الفجر .. المضىء ----- يستودع ... الليل .. العميق ----- يمتطى ...... شارة . الفريق------- فى هجوم ............. كالبريق ------ ------------ إنة وعدٌ أكيد عودة القدس الفريد ----- والطائر المنشود يبدو كالغريد ----- ------------ عرائس القدس .... الفريد ----- صوت يصرخ .. فى الوريد ----- والطرح البيضاء ----------------- تزهو من جديد ----- والوجة المطل على الإيمان ----- وليس الخوف من يوم العيد ----- سيتسابق الفتيان .... يوما ----- لتحقيق النصر .. الأكيد ----- وستتحرك الأزمان دوما ----- وستتحررين ياقدس قسما ------ وستحطمين سلسلة الحديد ----- ----------- الشمس لن تبدو فى غيوم ---- مليون فارس فى قدوم ---- وسلاح قاتل للخصوم ---- والعالم الحر -------------- معصوب العيون ---- الشمس تبدو.. فى بريق ---- والصحبة والقلب الصديق ---- مليون فارس فى الطريق ------ يستنهض الوطن الشقيق ------ يسترجع القدس العتيق ----- يستنشق الأنف الشهيق ----- بعد زحفٍ .. للفريق ---- مسترجع القدس العتيق ----- ------------ من حصن يبدو منيع ---- والكل صامت يبتلع ------ أهات شيخ يضجع ------ أو ..... طفلِ يبدو رضيع --- والكل يغرق مجتمع ---- ولا قلبٌ أضحى يسيع ------------- ============ ابراهيم خليل من مدونة الشاعر المصرى ابراهيم خليل ======================