قصة سليمانن =2015




       قصة  سليمان
           ----
كانت الأم  الرءوم   ممسكة بسبحاتها  الطويلة  تتنفس  الإيمان  وتنفسة  فيها كهواء   يتصاعد  فى اركان  غرفتها
الصغيرة  المليئة بالصبر والتقوى والإيمان  .. كانت لا   تعبء  إلا  بأبنها  سليمان  الصغير  الذى  حصل
على الثانوية  العامة  ولم يتمكن من
اللحاق  برفاقة فى   الجامعات المصرية  نظرا   لحاجة الجامعة الى المال اللازم للصرف  على المصارف الدراسى  والكتب  والمواصلات أى التنقل من والى الجامعة  وما يطلبة  ذلك من نثريات .. ولما  تعانية  الأسرة
من بؤس  وحرمان وفقر مدقع وغدم الأمان بحياة يسودها الوئام والإطمئنان  ...  إما سليمان   فقد توفى والدة
وهو فى السابعة  من عمرة  وحرم  حنان  الأب  ورعايتة وحرم حتى الأمان على غدة ومستقبلة أينما كان .. إلا أن والدتة
دائما  كانت  تعوضة الكثير بحنانها المتدفق الكثير  وحبها الرائع الكبير لة
وبإمتنان كانت  توفر لة   من قوتها ما
تعوضة عن كل حرمان   .. وتذكر    سليمان  ما كانت  تبذلة  من جهد  لتوفير  حذاء  لة مستعمل يذهب الى المدرسة  مثل أقرانة الذين يستعدون  لعام دراسى  بما يملكونة من إمكان ..  فكانت الأم  تصاحب أبنها  سليمان
وتذهب  الى المحل  الذى يبيع  الأحذية
المستعملة ويسمع  سليمان  تواسلات أمة  وهى  تفاصل فى السعر قائلة  : إبنى
يتيم   حاول   تنزل من  ثمن الحذاء  خمسون  قرشا    وربما كان الموقف  يمر بسلام الا  أنة كان يترك جرحا  غائرا  فى نفس سليمان  هل هو اليتم بعينة لة مكان .. وهكذا  كان يسمع تلك الكلمة فى كل مناسبة   و فى كل  طلب  تقوم بة الم لة .. حتى أدرك  اليتم  وعرف  أن الحرمان   من الأب  شىء  غاية فى القسوة  والآلام ..  وظل على  هذا الحال من الكتمان
وكان  دائما  ينظر ويتفحص بعينين  ثاقبتين   عن معانى كثيرة فى هذا الزحام .. إستطاعت أمة  بعد  جهد
جهيد  وعزم أكيد أن تدبر  لة  ثلاث
جنيهات   للسفر  الى القاهرة  كى
يجد  فرصة واحدة  للعمل بالقرب

من  شقيقاتة المتزوجات  فيها ....
وارتحل  القطار  يمخر الأرض مخرا
وينهبها  سيرا  و نهبا   حتى وصل  الى

القاهرة  ...   بحث سليمان فى كل  مكان

عن عمل   فلم  يجد أى نوع  من العمل يستطع بة ان  يواجة الحياة التى تنشب مخالبة  فى جسدة  دون  هوادة   بل بكل إمتهان  لكرامة الأنسان  فى ان  يعيش بسلام ..  وتبخرت أحلامة
كما  تبخرت  الجنيهات  الثلات كذلك
وكأنة فى الدنيا فى إمتحان .. ولم

يكن مهيأ   نفسيا  أن يلقى  بحملة  على  شقيقاتة البنات المتزوجات فكان
دائما لو  حضر لزيارتهن  خلسة يقول لهن :  لقد تناولت  الغداء على التو  .. فى
المطعم  .. وبطنة متخكة بالمأكولات ومازال يتعصم  حتى صارت  بطنة  خاوية واضحى  لم يتناول  الطعام  ليلتين  متتاليتن  وكان  يذهب   الى  النوم  فى  حجرة نائية بعيدة الأطراف عن
 كل أعين   ترثى لحالتة   التى فاقت النقمان  حتى يكون بعيدا  عن أقرب  الناس  الية  من أى  مكان ... فأحيانا  يجد
النجدة  من  عند  اللة  فقلب الأخت دائما  معمرا بالإيمان فقد كانت  تحس  بة أختة  وتدرك أن لها أخ  جوعان .. فحينما  تمر
أختة  التى تكبرة مباشرة   وهى تحمل ( البستلة )   لأحضار  الماء  من
إحد  الحنفيات  التى تعمل  فى هذة
المنطقة   فهى ليست ميسورة الحال
وليس عندها  تركيب  لحنفية فى  بيتها الآن  ... وتمر وهى  تحمل فى هذة البستلة الطعام الشهى وتقدم  لة  بعضها  وهى تقول لة  لتخفف  عنة  ذق  أكل  وطعام  أختك  يمكن يعجبك
كمان ..
  وبالرغم  ما تمر   بة  أختة  من
ظروف   صعبة جدا  فى المعيشة
فهى توفر  من
وجبتها هى  وتأكل نصف بطن ..  فكانت لة كالنهر المتدفق  عطاءا    وحبا وحنانا  وظلت     على   هذا المنوال  تعزف سمفونية حنان الأم  على اوتار  حالمة   لم
تأتى  الا فى الأحلام  ... شعر  سليمان    بمقدار ما تعانية  هذة الأخت  من ألم وجهد   وحب  ..
فأخذ يشمر عن ساعدة  فى المزيد
من الجهد    للبحث عن  أى فرصة
عمل   تسد بطنة الخاوية ...  وبعد
أن أدركة التعب الشديد .. والأحساس
بألم الجوع ...  نزح الى كرسى  فى
حديقة  ميدان التحرير المواجة  لمجمع  التحرير فى  هذا الحين  والتى إنطلقت  منة  ثورة الجياع فى مصر   ثورة 25 يناير  ..عيش حرية  كرامة إنسانية ..  لم تكن
الثورة   قد إنفجرت  بعد  .. لكن
سليمان كان يشعر بمرارة  الألم والحزن  والبؤس والحرمان  وهو

يرى    السيارات الفارهة  والقصور
المكلفة  وملايين  الجنيهات  يعبث
بها الأغنياء  على صالات الديسكو والقمار   وهناك    الشباب الجائع
الذى يبحث  عن  لقمة  عيش حاف

يسد بة  رمقة وسط  وبين سلات المهملات  وصناديق القمامة
ومخلفات الأغنياء .. كان الصمت مطبقا على أنفاسة  كيف  يواجة الحياة    ويخفف عن بطنة الآم الجوع  ونهشة فى بطن  خاوية ...مع الحرمان  كيف وهناك  الآف الأثرياء
يملكون خير  ورزق قوت  الشعب كلة   وطعى علية الألم  كالبركان  هل ينفجر  الآن ... أم ينتظر لحظة السريان  ... فى ذلك الوقت كانت الأجندة  الأجنبية تحرك  الماء الراكد
من  خلال شباب الفيس بوك  الذى إمتطى  صفحاتة  ينتظر لحظة قفز على الظلم والطغيان  وركب الشباب
الموجة فقد أندفع  بموجات  هادرة
كالشلال  بعد  أن تمكن الفقر والمرض والجهل  من  أن  يغرس
أنيابة  فى  كل الأبدان  وان يظل  يفترس   القلب  الأبيض  ويحبس
أنفاسة  ودقة الولهان ...  انتفض
كل قلب    حبس بين الجدران مكتوم
الأنفاس  بين  رجال السلطة  والتعذيب  فى المعتقلات وظهرت كلمة وراء الشمس   لامعة   لايعرف
الأهل  عن  أبنهم مكان إذا  غابت شمس  الحرية   وتم ترقية  ظباط الأمن  ورجالة   كل من ثبت أنة  مثل
الحجاج بن يوسف   فى  حبة للتعذيب
والدماء أم   الظباط  أولاد ناس  فليس

لهم  مكان  بل قابعين فى جوف النسيان  يعانون مثل باقى الشعب الفقر  والذل والهوان .. إما   الذين
أجرموا فى حق الشعب فلهم  الثراء والجاة  والسلطان  .. تشرأب اعناقهم
من فرط الظلم   ويعلو بهم البنيان ..
إسترحى سليمان  على ذلك الكرسى
فى ميدان التحرير 

وأخذ يسترجع   حال  البلاد  وقد  عصفت بأفرادة   نوبة  الغضب
الشديد ..  وفى  اوج تأملاتة   أبصر
فتاة  صغيرة   فى ربيعها  الثالث عشر   ممسكة بسندوتش طعمية  صغير  وهى  تقضمة   جائعة  .. نظر  سليمان  الى
عينيها  المتوهجتين   بلون  الشمس
كانت  عينيها  رائعتين  حقا ووجها
المشرق يبتسم براءة وحسنا ..  كأنها حورية   ترسم فى الأفق  معانى  الآحلام الوردية  صدقا  والأمل  فى الغد  رسما  وكأن عينيها تنطق بة نطقا .. فأبتسم  سليمان عشقا  وحبا
وهو  ينظر اليها   وكأنها  بدت الية
حلما  وودا  .. وظل  يراقب السندوتش   صعودا  وأكلا  ..  حتى شعر  أن بطنة  تتولة  الما ..   فأدار
وجة   حتى لايرى  طعاما  يمر من
أمام عينية مرا   ..  إما حنان  وهذا
أسمها  فقد لاحظت على  الشاب خجلا  .. وتطاولت نظراتها الية  مدا
.. فهى لا تعرف الحب ولا  العشق دوما  لكن ببراءتها  لاحظت  فية اليها
قربا فأدركت أن حالها  كحالة  ولابد
أن يلتقى القدر يوما ... نظرت الية
فوحدت سليما  لم يعد ينظر اليها وكأنة  أهملها   لكنة     لأول مرة
يدق قلبة دقا    .. عندما عرف للشوق
ركنا  ..  لكن الجوع يسلب  أجمل معانى  للحياة  رسما .. إما خنان فقد
رمقتة   وأدركت  أن هذا الأنسان  جائع مثلها فتعاطفت  معة ودا ...
واقتربت منة  قائلة أو  تريد قولا :   ممكن  لو
سمحت  أسألك  سؤال  .. رمقها  سليمان  بنظرة ود   وقال لها  ممكن
..  فقالت لة   :  كيف أركب القطار
لمدينة  السويس أنا لا اعرف ..  وبعد  حوار دام
أكثر  من  ساعة   كانت خلالة تقطع
اللقيمات  وتقسمها بينة وبينها بالتساوى  ..  وعلم أنها  لا تملك  فى
جيبها  إلا   نصف   جنية  .. وادرك
أن والدها   متوفى  وإن   (عمها) أحو  والدها  يأتى بها الى القاهرة قصرا  .. يأتى

بها  لتعمل خادمة نظير أجر  معلوم  يأخذة  عنها   كل شهر  وهى
لاتعلم هذا الأجر  لكنها قررت الهروب  بعد أن شعرت ان  العذاب
والضرب والسب  وصل  الى حد
أن  جسدها و جلدها بة أثار حروق مدمية  وان
الجروح  غائرة  بسبب السادية التى
تعيشها   سيدتها  وتطبقها  عليها بل
تجبرها  أن تربط   عنقها بسلسلة 
حديدية   وتسحبها بقوة  كأنها  حبل

المشنقة وذاهبة الى المقصلة والأعدام  وهى لاتعرف لماذا   هذة
الأفعال الغير  سوية بها .. وازاحت عن جسدها أثار  حروق فى جسدها الأبيض البض الذى ينبت بالأمل  يكاد  يحترق من قسوة الحياة  علية  وهو رائق كاللبن  ليأتى علية  جناة
هذا الزمن  ليسلبوة صفاءة وآدميتة   .. بكى سليمان
وانتحب ..  وكيف  يساعدها  وهو
بعلم أنها لو رجعت الى مدينتها السويس  فأن (عمها )  الفاقد للضمير والأنسانية  سيعيدها  مرة أخرى  الى المرأة الغير سوية لتنكل بها أبشع تنكيل  وتسترقها إسترقاق العبيد وتبث سوم ساديتها عليها بدون تفريق وبعد أن ذاق  (عمها ) حلاوة الأجر 
والمال  لن يضيق أن  تعيش بلا عمل
كالعبيد أو الرقيق  ...  نظر  سليمان اليها  بحب وعشق وحنان وربط على كتفيها  وهو ينتحب كإنسان رأى  هول الدنيا على طفلة بريئة فة هذا الزمان   وقال
لها سأساعدك يا حنان  بروحى  وحياتى .. أنا إنسان  ضعى يدك فى يدى  بأمان   لنواجة  حياة  صعبة
فيها القسوة والحرمان  .. كان  يعلم
أن كل شقيقاتة   بهن كل   انواع  الحب  والحنان  لكنهن  لا يملكن فى يدهن   قرشا واحدا  . فأزواجهن
لايعطن  لأحد  منهن    مال فى يدة
مهما كان الأمر  والأحوال ... وكم
هو يعلم أن أختة لا يعطيها  زوجها
مليما واحدا  فى يدها ..  فقرر  
ان  يتسكعا  معا فى الطرقات  بحثا
عن ليلة القدر  او شىء يأتى  بالصدفة   ينقذهما من الموقف الحرج  .. حتى  انتصف الليل  بهما  وبدأ الليل
يرخى سدولة  عليهما    فأمتقع وجة
سليمان فهو الذى  وعد حنان بالأمان
وهو لا يملكة   حتى لنفسة أينما كان  وابصر أخر أتوبس  يتجة الى شبرا
كى يصل الى أختى الكبرى  المتزوجة  هناك  نظر الى حنان   ..  وأمسك بأناملها
الرقيقة بإمكان  وابتسمت حنان بإيماءة   وصعدا
معا  السلم ..  حيث إنطلق الأتوبس  لمحطتة
الأخيرة  يحمل الرجاء  والأمل  فى
البقاء بهما على قيد  الحياة  بعد أن إستنفذا  كل الوسائل التى تحفظ لهما المكان   ..  بعد أن  تحاورا  معا وقد
إقترح   عليها  خطة  قابلة  للتنفيذ ..
واصفا اليها  بيت أختة الكبرى وما
يحملة من أمان   وكيف  يتسللا  الية
إذا  كان الباب مفتوحا  فى هذا الليل
الظلمان  .. إما  إذا كان  الباب مغلقا
فلابد  أن تدخل وتدلف   خلفة  كالركبان
كأن بيت أختة مكونا من  ثلاثة  طوابق  والطابق العلوى  خاليا  من
السكان وتحت التشطيب  ...  على
أن يقرع  الباب    وهى  خلفة إن كان الباب  معلقا  وليس بالإمكان  تطبيق
ما كان  ..
على ان تدخل بسرعة  وتصعد الى
الطابق العلوى  .. وهو بعد أن يحصل
على أجرة السفر   .. يمكنهما أن يسافرا   معا   الى أمة  الحنون  يعرضا  عليها  المساعدة  فى ان تبقى
معها   بديلا  عنة   حتى يجد   عملا
ويعوضها   هذا الجميل  .. على ان
تحفظها بسلام  ...  حتى  يأخذ  تعهد
على  عمها  بألا    يذهب بها  مرة
أخرى  الى  سيدتها  مقابل مبلغ مادى
يقتطعة من راتبة  أن وجد  عملا ..
إما   ان لم يخصل على  عمل  فيظل
الحال كما هو علية  حتى تبلغ سن الرشد ... وظل سارحا  فى احلامة
.. حتى وصل الى  البيت   ولكن أختة
فتحية  أغلقت  بسرعة الباب   خلفة
وامسكتة من ذراعة  قائلة  كنت فين
بالليل  المتأخر  شىء  مريب  جدا ..
كان  سليمان  لا يخشى  إلا من زوجها الشديد  سى السيد .. كان قويا
جدا  وكانت  أختة فتحية  تؤدى دورها  أكثر  طاعة  وحبا واحترما
وخوفا من جبروتة كان ايضا  شديدا
على اولادة  غاية فى الشدة ..  تلعثم
سليمان ...  وصوت الكلاب تعوى  ..
وطفلة  فى  عراء  الليل  تصرخ  من
الخوف والهلع  .. ومن نبح  الكلاب
وظلمة الليل  الحالكة .. إنفطر  قلب
سليمان  وكاد ان يتوقف  وكلما  اتجة
تحو  الباب   كانت أختة وراءة  ترصدة  وتسحبة   قائلة  : ما داهاك
أنت  مش على بعضك ..  وتقرة وتستجوبة  وهو مرتعد  خائف  أن
يقول جئت  بفتاة ..  فيتهمونة  بالعربدة والفجور وبعظائم  الأمور
 وقد يكون فى الكشف عن  المستور
طلاق أختة  ..  ولا أحد   معة  ما
يمكن  أن  يقف   بجانبها  الا تلك
السطور ...     وعندما إستبد  اليأس

وساءت الأمور  وسمع   سليمان
صرخة  طفلة كأنها من رأسة  تفور  إندفع  الى الباب يفتحة  بكل قوة  ..
واندفعت وراءة أختة بقوة أكبر  وكأنها  ولأول  مرة  تستحث شيئا
 فى فتور  ..   وعندما  سليمان يصرخ   باحثا عنها  فى الأذقة  والحوارى  والدروب   ومازال يبحث
عنها حتى الآن  ...     ربما حدث  لها  مكروة  وربما التقطها  ذئب الليل
واصابها من ويل وكسور  .. وظلت
هذة الحادثة  تؤرق  سليمان  ليلا  ونهارا  ..  حتى بعد أن إنفجرت  ثورة  25    يناير    ظل  يبحث عنها

فى الظلام وفى النور   ويجلس  على
نفس الكرسى  فى  حديقة  ميدان النحرير   منتظر ان يمر طيفها  ولو
لحظة  ليكشف المستور .. ومازالت
أنفاسة تغور  ...  ويتعذب  كيف كان
أنانيا  لا قيمة  لة  عندما لم  يف بوعدة  وترك طفلة فى مهب الليل والظلام  ونباح الكلاب   عل أصابها
منهم كلب  مسعور ..   ولم يطلب إلا
أن يسامحة الرب الغفور .
       قصة قصيرة جدا بقلم / ابراهيم خليل
////////////////////////////


  


 

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

( عرائس القدس ). ------------ ستون عاما .. أو يزيد --- ----- عرائس .. القدس الفريد--- صوت يصرخ فى الوريد--- والطرحة البيضاء--------- تنزع من جديد--- والضفائر الغراء -------- على الكتف العنيد -- تلقى فى إشتياق ------- الى الحضن العتيد ومواكب الأعراس----- تنزع .. بالحديد -- لا موكب يمضى -------- ولا قدس .. تعيد--- والثوب .. ينقر --------- منفرا من الوجة البليد -- ----------- ستون عاما أو .. يزيد-- آهات عمرٌ .. تقتلع --- على السكك .. الحديد -- ----------- والارض تقمع من جديد ---- والعرش يقلع ... للعبيد -- ------------- على مرآى الجميع------- فمن للكرامة يستعيد -- ------------- والآن تهدم باحةالمسجد الأقصى ------------ وكيف للباحة .. معيد ---- أتى ربيع ثم ربيع -------- ينسدل فى الثوب الجديد --- وضفائر الشعر الطويل ---- تنسدل ع الكتف العنيد -- وثياب عرس تنتحل ---- ميل ..... الجريد --- والزفة الكبرى تقتل ------- كل باقات الورود --- ولا ........... تفيد ---- --------------- وحملة الأغراض أضحت أن تقتل الوجة السعيد ---------------------- ستون عاما أو يزيد ---- الكل كبل بالحديد --- وقذائف .. اليهود ----- تسحق أو .. تبيد ----- ------------ من أقصى الشمال أو الصعيد --- والقلب صابر قد .. يسيع ---- ربيعا أو بعدة .. ربيع ---- والصوت يأتى من بعيد --- والكل صامت يستريح --- ولاحل واضح قد يفيد --- إن كانت الاحلام يوما --- قد تعيد---- والشفاة تقهر كالجليد ---- والقلب قابع كالشريد ---- وهكذا يبدو .. اليهود --- يطلقوا سيلا من البارود -- والشعب أبدا لن يموت --- ولو كشرت أنياب الفهود --- وبدا الذئاب لها تقود ---- هنا تبدو معركة الصمود --- تسرى مع --------------- وهج الحصيد ----- فهل يخرج من -------- الرحم الوليد --- والكل يسعى ليستعيد ------- إنة يوم الوعيد ------ والوعد .. قد أضحى أكيد -- ستغنى القدس .. أحلى نشيد --- كم جريح وكم ..... شهيد --- وكم فى السجون من المزيد --- القدس أبدا لن .. . تبيد --- ستون عاما .. . أو يزيد --- والطرحة البيضاء ------------ تنزع من جديد ---- وعرائس القدس ... الفريد ---- تنزع شريان. . .. الوريد ---- -------------- إنة العشق ..... الوحيد ---- يحضن الصبح .. السعيد ---- ------------ مليون فارس ... فى الطريق -- يستنهض الشعب .. العريق --- يسترجع القدس .. العتيق --- ----------- مليون فارس على الجواد --- إنهم فرسان .... شداد --- رافعين راية ... الجهاد --- النصر أو ... الإستشهاد ---- ---------------- ماذا فعلت بنا ثورات الربيع --- على مرآى من العالم والجميع --- الكل شارى .... و لن يبيع --- والحق أبدا ... لن يضيع ---- يستنهض الفجر ... المضىء ---- يتبعة الخطو ... الجرىء ---- ========================== دمر الكلمات إن كانت لا تفيد --------------- --------------- دمر الكلمات ... دمرها . أقتلها ------ إن لم تكن الحروف فى مواضعها ------ كم من التشنجات .. كنت أسمعها ------ والقدس ترزخ تحت نيران غاصبها ------ طالت سنين القهر حتى فى أشهرها ------ حزنا عليكى ياقدس أين منقذها ------ والصهاينة تنشب كل .. أطافرها ------- ما أشد آلاما .. وما كل أكثرها ----- كلماتٌ تصرخ كنت ... أكتبها--------- بدماء فى القلب تمضى تسكنها -------- ------------------ أقتل فى فؤادك الصبر --------------- إن كان الصبر دوما لا يحركها ------- ليوثٌ نائمة فمن ..... سيوقظها ------ أنفض غبار ... اليأس ---------------- والقدس سوف تنهض بفرسانها ------ ----------------- مليون فارس ... فى الطريق ------- يستنهض الوطن ..... العريق --- يسترجع .. القدس .... العتيق ---- يستجمع ... الفجر .. المضىء ----- يستودع ... الليل .. العميق ----- يمتطى ...... شارة . الفريق------- فى هجوم ............. كالبريق ------ ------------ إنة وعدٌ أكيد عودة القدس الفريد ----- والطائر المنشود يبدو كالغريد ----- ------------ عرائس القدس .... الفريد ----- صوت يصرخ .. فى الوريد ----- والطرح البيضاء ----------------- تزهو من جديد ----- والوجة المطل على الإيمان ----- وليس الخوف من يوم العيد ----- سيتسابق الفتيان .... يوما ----- لتحقيق النصر .. الأكيد ----- وستتحرك الأزمان دوما ----- وستتحررين ياقدس قسما ------ وستحطمين سلسلة الحديد ----- ----------- الشمس لن تبدو فى غيوم ---- مليون فارس فى قدوم ---- وسلاح قاتل للخصوم ---- والعالم الحر -------------- معصوب العيون ---- الشمس تبدو.. فى بريق ---- والصحبة والقلب الصديق ---- مليون فارس فى الطريق ------ يستنهض الوطن الشقيق ------ يسترجع القدس العتيق ----- يستنشق الأنف الشهيق ----- بعد زحفٍ .. للفريق ---- مسترجع القدس العتيق ----- ------------ من حصن يبدو منيع ---- والكل صامت يبتلع ------ أهات شيخ يضجع ------ أو ..... طفلِ يبدو رضيع --- والكل يغرق مجتمع ---- ولا قلبٌ أضحى يسيع ------------- ============ ابراهيم خليل من مدونة الشاعر المصرى ابراهيم خليل ======================