صور


  مذكرات  سليمان  اليتيم  =21
        ===========
           -----
تعلم  سليمان  من صديقة الحميم فاروق ألا  ينظر  الى  فوق  حتى
لا بقع على  جذور رأسة  وأن  ينظر
الى ما يجعلة  مستور   حتى يقوى
على بأسة ...  كان  صديقة  فاروق
شابا ياقعا  أنيقا  وسيما  للغاية  مما
جعل  بنات  الحى  يعشقن  إقبالة ..
رغم أنة من أسرة أشد  فقرا وحاجة
الى  المال  من أسرة  سليمان اليتيم
فكانت أم سليمان   تعمل  خادمة  فى
أحد بيوت الأثرياء  الذين أكرموها
فى أجرها  الشهرى حتى  تستطيع
أن تنفق على أسرة  من   سبعة أبناء
 خمس بنات  وولدين  ممكا  صعب
مهمتها  من أن تعمل فى مكان  أخر

حيث  لن  تتقاضى   ثلث  ما تأخذة

من  عائلة  سماح  ...  وخاصة بعد

أن شعرت  بالأزمة التى  أحدثها

أبنها  فاروق  .. بعد  تعلق     سماح

بنت الأسرة  الثرية  بة  .. كانت سماح  فتة رائعة  الجمال  تستحم  فى
شعر  من الموج الأصفر الهفهاف ..
وعيونها  متوهجة بلون  أعواد  البرسيم    مع  بشرة بيضاء  رائعة
القسمات  .. وكان فاروق  وسيما  حقا
ويبدو علية الشموع والكبرياء  ... مما

 جعلن  البنات  يتقربن  الية بخطوات

 وكان  حذرا من  الاقتراب  بسماح

إلا أن  بُعدة   عنها  زادها  تعلقا بة

وتمسكا  بالزواج  منة  وكانت الطامة الكبرى  أن  علمت أسرتها  بذلك  ...
مما  أشتاط  غضبها  .. وطردت أم
فاروق   من  خدمتها  ...   فبكت الأم
بكاءا   حارا  ... ومضت الأسرة  البائسة  لا تجد  القوت الضرورى
للحياة  ...  وبجثت   الآم  عن  الخدمة  فى بيوت أخرى  إلا أن  كل
ما تحصلت  علية  لم يوازى  ربع  ما كانت  تتقاضاة   من عائلة  سماح ..
.. وضاق بها السبل   وليس لها  عائل

يستطيع مساعدتها  أو  الإنفاق  عليها

ولم تجد وسيلة  إلا  وطرقتها  ولكن  كل الأبواب  أمامها مغلقة  ...  مرضت  إبنتها  نجلاء  ...  وإشتد
عليها  المرض  ...  وقالت لأبنها فاروق  ألم تجد   غير  سماح   كى
تقطع   عيشى  وعيش أخوتك  ...
أختك  مريضة  أبحث  عن   عمل
حتى استطيع أن أداوى أختك  ...
أحتك ستموت ممنا وأنت السبب نظر اليها  فاروق  مستعطفا  فم  قال : واللة  بأماة أنا   تحاشيت سماح  فى كل  مرة   وهى التى  تتعقبنى  وترسل  لى الرسائل  وهذة  الرسائل
تشهد  بذلك   تقول فيها  أرجوك كلمنى  ياروق  ولو كلمة  واحدة  تبرد  بها   نار قلبى  المشتعل  ارجوك أرحم قلبى الضعيف  وترأف بة  أنا إنسانة أحبتك من كل  قلبها ..
نظرت  أمة  الية  بكل سخرية  وقالت
لة  هو أنا أعرف القراءة  إنت  بتستعبط    واحدو  زى  سماح   حنبص لأبن  الخدامة  التى تعمل  عندهم    .. نظر اليها  فاروق  وحدقها  بنظرة حانية قائلا :  الحب لا يعرف فروق يا أمى  ... واستمرت
سماح   تراسلة   حتى  ضج  أهلها
 وتقدموا   ببلاغ  الى   البوليس  بأن

  فاروق    قام بسرقة  عشر  جنيهات

  كانت   على  المنضدة  أثناء  تواجد

 أمة بخدمة  الأسرة  ...   وتم  سؤال

  فاروق عن الواقعة  فأنكر  السرقة

  لكن  كانت  المفاجأة  صدمة  عنيفة

  لفاروق  ...  فقد   أخرجت  الأم

    من  منديلها   العشر  جنيهات ...

  وقالت  للبوليس  الكذب  خيبة يا بية

   أبنى  أعطانى العشر  جنيهات  هذة

   وانا لا أقبل الحرام  ..   وحكم  على  فاروق  بستة أشهر  سجن .. وبكى  فاروق   فقد  كان  مظلوما   حقا   ... وصرخ فى  وجة أمة  قائلا :  أشتروكى بكم  يا أمى  لتبيعى  فلذة
كبدك  ... قالت  والدموع تزرف من  عينيها  أشترونى  بحياة  أخواتك  الذين  لم يجدوا كسرة  خبز فى المنزل بعد  أن وعدونى  بالرجوع

للعمل فور التخلص  منك ... فوجدت

أنننى أخسرك  لتعيش  باقى أخوتك

 ولم يسمع أحد  ما  دار   بينهما   حيث  سمع فقط  الشرطى  الذى  يقيد
يداة  هذا الحديث  قائلا  : ما أبشعك

أم  ...  لم يتحمل  فاروق الأبيض  وهذة  شهرتة  هذا  الظلم  العاتى  فألقى   بنفسة  من  الطابق  الخامس
بسجن الزقازيق  .. واعلن  وفاتة
وبكت الأم كثيرا  وندمت  على  أن
ضحت بأبنها  لتثبت  التهمة على إبنها   كى تعود  للعمل   فى  خدمة
الأسرة  التى لا تعرف الرحمة  ..

فأن  البطون  إذا إمتلأت  وشبعت  لا  تعرف  الرحمة  ولا تشعر  بالفقراء

  لا بألامهم   ولا  ببؤسهم   والا بعواطفهم   ...  فهم من الدرجة الثانية

ولا يستحقون  المساواة أو رحمة  ..

 تذكر    سليمان  اليتيم   صديقة الأنتيم  فبكى بكاءا حار .......

==  بقلم  الكاتب  : ابراهيم خليل

والشاعر المصرى

///////////////////////////////
   


 
 

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة