اقتراب وحطر=1اقتربت زبيجة


اقتراب ودعاء                        
     ====       
اقتربت  زبيدة وهى فى هالة  من الضياء من  سجاده  الصلاه  وتمتمت بكلمات الدعاء لله وقالت : ربنا  ارفع مقتك  وغضبك عنا  انك  يارب  قريب مجيب الدعاء يا أكرم الأكرمين  لقد   حل بنا  البلاء  وذاد  بنا الشقاء  وبدت  الدنيا  فى العيون  سوداء  وبدأت الدموع  تنهمر  من  عينيها فى  استرخاء ..حتى  صنعت مجرى  على وجنتيها الورديتين العصماء والمشعتين  بالضياء ..ثم أردفت قائله : يا ربى أعنى بالصبر  على البلاء  واقبل  منا يا كريم  الدعاء ..  نقر  محمود  الباب  فى  حياء  وتباطأ فى الدخول  حينما  أبصر  زبيده  تصلى  وحينما سمعها  تقول  السلام  عليكم ورحمة اللة  ..السلام  عليكم  ورحمة الله  ..  هم بالدخول وعندما  لمح  آثار  الدموع  فى  عينيها  فتقدم نحوها  بجلاء  قائلا  :  ماذا  بك يا زبيده  ..  أري فى  عينيك آثار الدموع  والإستياء ..؟ّ!  ..وداعبت أناملة  وجنتيها  فى إحتواء ..فإنهمرت دموعها بسخاء كقطرات اللؤلؤ  ..تمر  فى إنحناء  ..على وجهه مرمري  جميل  الضياء ..وإبتسم  قائلا  : إنه إختبار من الله  لعبادة  الأتقياء ..فلا  يحزنك   ما نمر به  الآن من  شقاء  وبلاء  ..والله  يفعل ما يشاء  فهو  رب  الأرض  والسماء ...فنظرت زبيدة إلية قائلة  :ونعم بالله  ...تبخرت الأحلام  وأصبح كل  شىء يلام .. وليس فى  ذلك  شك بعد  أن تسربت الأوهام  فى نفوس  الجميع  فتحرك  سليمان بعد أن أصابة  اليأس  مما كان  جاسما  على  كاهل الجميع ..وأردف قائلا :
لماذا  قتلوا ..  إشتياقى
لماذا  رفضوا  إنتمائى
كنت   كعصفور أغرد
هل    أزعجهم  غنائى
كنت   كفلاتر   أنقى
كلما   لوثوا  .. هوائى
لماذا   قلماذا  قتلوا    إشتياقى ....الم  تثبت الأيام      ولائى .... كنت أتنقل  عبر الوادى  وأنا أكرس  حياتى للعبور  من النفق الآتى  لأنفذ  إلى فضائى  عبر  عوالم شفافة  لا  يتخللها  سحاباتى  المعربدة  فى  فؤادى .. وبدت لي  طرقاتى  معربدة بصحراء  قاحلة  وبحار شاسعة  وأمواج هادرة ومنافذ  واسعة ..ورمال متحركة  عبر  صحراء  حياتى  القاحلة  .. كل طرقاتى مظلمة  ..أيامى سوداء وعمرى  الذى  ضاع  منى  هباء ..ودنيا  فيها الألم  والشقاء ..جفت  قنواتى  من الماء  وليس لى أى  غطاء  يدثر  ذاتى ..وسرت فى البيداء  عبر مسالك  مجهولة  وقنوات  غير معلومة ..وفكرت  كيف  تكون  القيادات المسؤلة  عاجزة  عن أن تصنع  حياة  معقولة   لكل من داهمة  مرارة  الشقاء المهولة  ..  يتبخر  كل شىء حولي  حتى  خلجاتى المكتومة ..  أخرج  وانادى كى أخرج  من ظلماتى  .. كل  شىء  يختلف ولا  يتفق  حتى إنطباق  السماء  على الأفق ..ونحن ننفث الصهد وننفذ العرق ..نظر محمود  إلى  زبيدة  بعينين  ثاقبتين  نفاذتين  وزفرات  مكتومة  تحمل  هواء دافيء  وحدق فى عينيها  الساحرتين  اللتان تشعان  وميضا  ساحرا  ..  وقال إن  لم تكن لي  فستكونين لآخر     ..  تصطك أسنان البرق  ..القابلة  للضغط .. وأسأل نفسى  من وجد  الفرق  بين  الماضى والغد ..وأخذت أعد  مراكز   شقائى  الممتد  عبر سنوات  حياتى المسود ة ..تربعت  على قارعة الطريق  أشد  نياط  قلبى  بحبل  من حديد ..  وحياتى ليس  بها  الجديد ..غير الصمت ..  وتساءلت  من منا  يحلم  بالصبح  الآتى   على الأرض ...  والشمس  القادمة من بعد  لا نهائى  تشتد.. وأنا أحلم أن أسافر فى الغد  ..تتجاذبني أطراف حديث  ممتد .. حيث نجوم تتحرك فى سمائى  فى عالم مجهول  والبشر  لة  فضول أن  تشرق  شمس  الوادى .. وتقول العالم مجهول وهل  من  المعقول  أن نصرخ  وننادى  من بعد لانهائى .. بحثا  عن  خير مأمول ..وهل  هناك  أجناس أخرى بشرية  فى  عالم  مجهول..ونحن فى أرض  لا  تساوى  ذرة  من هذا الكون             ...................وينبض قلبى الخجول ..ويقول  ليس نحن  وحدنا  فى  هذا  الكون المهول ..وتضج  شفاهى بالقول :  حقا   إن بالكون  مليارات  من المخلوقات لا يعلمها إلا  الله  ..ومليارات  من الكواكب والنجوم  لا بعلمها إلا  الواحد   القيوم .. وأقبل  محمود  نحو  زبيدة  يقبل  يدها  فى شجون .. وينظر إلى  تلك الأنامل المرصعة بالضياء وكأنها تنير هذا الكون ..ونظر إليها  فى جنون وكأنما يريد  تقبيل شفتاها  الخمريتين فى ذهول ..فنظرت  إلية زبيدة  فى حيرة  قائلة :  أأنت يامحمود  الخجول  الذى كان يلفك الحياء  بالشمول  ما هذا الذى دهاك  لتكون  .. لا شىء يحدث من ذاك  دون مأذون ... وشمل  محمود  الصمت والسكون  .. وكأن  قلبة ينصهر  فى إتون ..وقد   قفز القلب من الصدور  ..  لعل  ما ينقذنى  هو  المأذون ..وهمس  الفؤاد  قد إختصر كل مايقول ..       
قتلوا   إشتياقى          --------------------------------------------------------------------------------------------------------- جرت  من  أمامى  زبيدة  مهرولة  وقد   لفها   السكون  وانا أبدو  كمن  يكون  متلعثما  فيما أقول ..واردد  القول :  السيل والمطر  وحياة  كلها خطر .. وأحاول  أن أختصر ..كان  ليلا  كئيبا  قد  حضر ..  يلفنى  الحزن  السيل والمطر .. والسقف الذى  منة المياة  تنهمر  .. كل شىء  أمامى تهدم وإنكسر ولم يبق  شيئا   سليما ألا ذلك  الحجر  الذى  كنت  أركن إلية فى حذر .. حتى الأمانى لم أجد  لها أثر .. توقف  زمانى  وإندثر .. ولا  هذا   المكان الذى غدر .. وتربعت الأحزان  على صدرى  بالضرر  إمتلأ  كل  الأثاث  بالماء  والحفر ..كفكفت الدمع المنهمر .. لا مكان آمن  للنوم  لشدة  الخطر  ..وتعلقت بالأمل  وحاولت أن أرتجل .. وهذا  كل ما فعلة  القدر .. عقلى وقلبى وفكرى قد إنشطر ..  ونحن ننتظر   الفرج  من الله بعد  هذا السيل المنهمر ...ثقوب  السقف  تتفتح  للمطر ...  تترك في الشقة  أفظع الأثر ..وقفت  على سلم المنحدر  أدعوالله أن ينجينا  من الخطر ...  وأن يرفع  خذا البلاء  عن البشر .. وهل ستنبض  الحياة  مرة  أخرى  ويزول الخطر ويقبل  اليوم  بالصبح  المزدهر ..وتعانق  قلبى بالحياة وبالأمل .. يفزعنى الصمت  ويؤلمنى الكبت وأعيش  فى هذا الصمت فى فقر  وعوز  وقحط ..تجتذبنى  فتات  الخبز لتسد  الرمق  المحتد ..وأنا أنظر  للماضى والغد  ..وأعيش فى حاضر ممتد ..تشد  نياط قلبى وعروقى المشتد  ... والمتجمد  من البرد ..أدثر  والف عبائتى  حول  عنقى وأشد  الخيط  الذى يفصل فى الحد ... وأعيش  هجوما وأصد  طوفان  البرق  والرعد  ...  وأمد  طريقى  عبر  أوردتى  وشريان  فراغى  الممتد ... وقرت  قى نفسى أن أوفى بالعهد  وأسافر   مدائن  أخرى لا   حرٌ  ولا برد  ... لكن  من  منا   يرد   على  رسائل  تأتى  من بعد  ...ومدائن شاسعة تفصل  فى الحد ...الكل يساومنى   عن زهر  بنفسج  كنوع  من الورد ... وأعد  خرائط  أنفاسى عن قدوم  موجات صاعدة  من البرد  ...              

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة