544 تناثرت اشلاء مذكرتى
-10-
تناثرت أشلاء مذكرتى
فى زمن قحطان وتوالت
انشودتى تسكب احزان
لكن عصفورتى تشدو الحان
ياحلم التائة فى البستان
ياخبرى الكاذب كيف اهان
تفجرت أوديتة وسئم القلب الأدمان
ولما كان العشق هو الادمان ...
طرق محمود الباب بامعان ..
بعد ايام أضناة التفكير واذلة الحرمان
هل تفتح ألمرأة الباب أم بعد
هوان
هل يرجع محمود الى العشق ويمعن
فى العصيان .. ويلاطف أمرأة عاصية
لن يغفر لهما الرحمن .. أو أن يقهر حبة حتى يملآ قلبة إيمان .. طرق الباب .
طرقة لكن خرج علية رجل من صنف
الغيلان .. انهال علية ركلا حين ادان
كان صريحا أن يقتش سرا بينهما كان
كان الليل يطل على الجدران .. والسكون
يشع فى كل مكان .. وترجل محمود بعد
ان كال لخصمة لكمات بهوان أثبت
قدرتة على المناورة والأمكان ..
لكن الألم يعتصر فؤادة واصبح ندمان
كيف يعبر عن أسفة ويدعو ربة الغفران
حتى هذة اللحظة لم يرتكب معصية
ولاأجرم ولا خان .. انها قوة باغية
لتبقى البشرية ويعمرها الأنسان ...
والرحلة قوية مملوءة بالأيمان.
ا
تتشابك الأحداث بتشابك خيوط الزمن
وتتناغم الحواس رقيا رغم فداحة الثمن
وبدأ الناس يحرصون على حضور الندوة
دون كلل أوملل أو وهن .. وتحركات من
الحراس وحماة هذا الوطن ليتربع الأحساس
على هذا السكن .. لقد انضمت الى الندوة
ثلاث شاعرات تموج فى ثنايهن الأنات ..
والشجن .. وترسم لهن علامات ارتياح
فى يوم لم تكن .. تنأى الجراح وتستكن
تناثرت أشلاء الطبيعة باتساع الكون ..
وأندثرت أشعة الشمس فى عمق السكون
واختلط المعقول بالا معقول ليمتزجا
فى اتون ففى كل شىء الأمر يهون
اما الآن فالعالم مضطرب أو يغلى
الشرق فى اتون
-13-
حتى أنتِ ياتوتة ..يا
أروع أقصوصة
وحدوتة .. كم سجلت لك
كثيراً فى..
هذة النوتة .. ورويت
كثيراً ما سجلتة
فى شرائطِ موجودة
.. ياذمردة .وماسة
وياقوتة .. كم أخذتيننى
بين حقول الغام
وقنابل موقوتة ...كم عشت
اياما وسنين
مغلوطة ....
وها قد حان موعد الندوة
الثانية وفى ساعة مظبوطة
... تماما كما
تعلن الساعة الموقوتة ..
أمتطى خليل
صهوة جواد ة
الأشهب بقوائمة ..
الممدودة .. وادار هو
الندوة بأساليبة
المعهودة .. وقال: لأول
مر يملأنى
الفخر والزهو أن أرى فى
الندوة
أكثر من بنوتة وتعرف
عليهن ..
ماجدة وبسمة .. ونجلاء
التى ...
أطلقت زغرودة .. وبدت
الندوة
فى ثوب جديد وبالأحداث
موعودة
وبعد حوارات ومداولات
غير ...
مشروطة .. تقدمت ماجدة
لتلقى
كلماتها قائلة : ما أجمل
العودة
مات زمن السكات ..
وابتدى
زمنى بآهات
..وسفينتى فى
الأمواج تهدى .. لا
اقدرت
أعدى .. وبوصلتى بتحدد
اربع جهات .. اللى ماضى
واللى فات .. خطيت كل
الدروب .. نبضات قلوب
مرت ساعات يادوب
..
صحيت حالات عند الغروب
عديت شمال عديت جنوب
كل الذكريات شغلت قلوب
لكنى أعشق حب الثبات
..
وهكذا أستمرت تعبر عما
تعانية فى كل الحالات
..
وقد تناثرت اشلاء
الطبيعة
بأتساع الكون وأنتفضت
أشعة
الشمس على السكون وبدأ
الدور
على أحمد ليسجل موقفا
بالقول:
كل شىء يهوى ويتساقط
بجنون
فى رقعة عربية من هذا
الكون
العالم مضطرب ..والشرق
يغلى
فى أتون العراق يحاول ان
ينفض
الأحتلال الجاثم المسكون
فى جسدة
المنهوك ..وشباب فلسطين
المقاوم
فى السجون .. والجولان
مازالت
ترزخ
-14-
من هنا أقول لاقائمة للعرب ان لم يتحدوا
ويقفوا صفا واحدا فقد بلغ السيل الزبى
فتجرأت أمريكا ان تقتحم معاقلها بل أن
تحتل العراق وتنكل بشعبها وتغتصب
نسائها ولولا أن هذا الشعب ابدا لن يقف
مكتوف الأيد يقاوم بضراوة وبسالة
ولولا الخونة الذين أتوا على ظهور
دبابات العدو .. ما أمكن لهؤلاء ..
المحتلين أن يمكثوا ساعة أنها أكبر
خيانة عرفها التاريخ سأقول عنها :
ياأمرأة تهزى بلسان
.. فصيح
كم أعطت للظالم أكبر .. تصريح
ليهاجم أمة لاتطأطأ
أبدا للريح
وتكيل لة .............. الف مديح
من يسكن فى بهو ..
فسيح
سوى سمسارا وعميلا وقبيح
ياأمرأة تصنع للظلم ..
مجرة
وتسابق لتعطى تذاكر للمارة
باِ شارة أو ضحكة
سارة
لا أبدا من غير ..
تجريح
ياأمرأة تستحى فى زجاج ..
وطبولٍ من مقبض عاج
يا مقصد كل الحجاج ..
من يملك هذا المزلاج
امرأة على رأسها تاج
كم تبحر وسط الأمواج
برداء حديد أو صاج
قد تعثر على ثوب شفاف
قد يحمل كل استخفاف
بعقولٍ تنهك اكتاف ..
من فينا قال لا نخاف
واستقوى بشياة عجاف
لكن الخونة ... تقيس
لتحطم قلاع ومتاريس
ياثورم ملكة بلقيس
ماكان الوطن أبدا برخيص
ليباع لنخاس .. ونخيس
قد مات بة .. الأحاسيس
لا نووى ولا ذرة فطيس
ولا شيئا منة تكديس
من يملك حق التوبيخ
أو ردا قد يبدو مريح
ياأمرأة غيرت التاريخ
واصوات ثعابين وفحيح
من أعطى هذا التصريح
ياأمرأة جيشت جيوشا
واعطت للكاهن بوشا
تصاريح اِ زالة ممالك وعروشا
فقد صاغ من الوشم نقوشا
ليعربد فى مسكن أو حوشا
ويقيم مراسم .. وطقوسا
كي يصبح الوجة عبوسا
بعد أن كان مرحا وبشوشا
قد أعطى درسا معكوسا
قد قطع اعناقا ورؤسا
ووضع تقريرا مغشوشا
لن تهدأ للقتل نفوسا
حتى يتغير كل العالم
وشعبا أبيا سيقاوم
فبوش النازى قادم
بجنائز ومذابح ومآتم
ليمزق شعب أبي ومسالم
ليعيدة للعصر الحجرى
كى يبقى على أرضة حاكم
ويقدم موائد .. وولائم
من دم الشعب اذا قاوم
ياأمرأة عبرت أطلنطى
لتكن للعالم شرطى
وتقيس كل مكان بالسنتى
تنهش فى لحمى وعرضى
تنهش فى السمك البلطى
على كل بلدى تتآمر...
تتوشح بالثوب الناعم
تطلب من شعبى يتفاهم
بعد أن منيت بهزائم
ولن يبقى على أرضى ظالم
فمقاوم يطلق من فمة رصاص
مستور برداء ..... خاص
من صلب أو حتى فولاذ
هو يعرف معنى الأخلاص
لم يأتى ابدا
على ظهر دبابة وحراس
لم يفقد أبدا ... لحواس
هو واحد من كل الناس
قد وهبوا أرواحهم بحماس
كم رجل منهم قناص
لا يأبى أبدا لرصاص
(
وبدى تصفيق حاد )
اندفعت ماجدة وهى شاعرة
واعدة تهمس قائلة: نعم كل
ماقالة زميلى فى الندوة تناثرت
أشلاء الطبيعة على الكون ..
وانكسرت أشعة الشمس من السكون
وبدى كل شىء فى النفس لا يهون
فقد يختلط المعقول بالا معقول
وقدر أن يكون العالم مضطرب
والشرق يغلى فى اتون وأنا
على اللهب تدمع العيون ...
العراق أضحى محتل والأسرى فى السجون
من العراقيين والفلسطينين ونحن واهمون
والجولان مازالت ترزخ تحت قبضة أيد
آل صهيون وزب اللة يكمن فى الحصون
ينتصر لحظة الصاعقة والمنون على هؤلاء
الذين يظلمون .. آل صهيون المغتصبون
ومناوشات تجرى لفصل جنوب السودان
انة التخبط والجنون .. كيف يبدو الوطن
ممزق فى العيون ولا أحد يجرأ على ..
المكاشفة والمصارحة والا القى فى السجون
ان مايراة المحتلون للعراق من أنهم جاءوا
بالظنون وبأحلام الديموقراطية والشجون
وبأساليب ملتوية لكى يعربدوا وبدون أن
يعاقبهم أحد أو يلوم أو
يعاقب بوش على
جرائمة كسفاح مجنون .. يتدثر برداء
الدين لكن يفوح منة رائحة الخمر والمجون
انتهت الندوة بعد ان أكتسبت ثلاث شاعرات
واديبات يعرفن فى السياسة والفن والأدب
ويقدمن ولاء طاعتهن للندوة ويحرصن على
الحضور كل يوم خميس فى المساء
حيث
الهدوء والصمت والجمال ورجع الجميع بعد
قضاء يوم بهيج كل عبر عما يجيش فى
صدرة من احاسيس ومشاعر وقد انحدرت الشمس
وانكفأت عند المغيب على الأفق .. وكل شىء
بات
لمحمود يحترق .. حتتى السهام التى تخترق القلوب
التى تلهث وراء الشفق ..وكتابات باتت تغلى على الورق
فكل شىء يدور ويجرى وينبثق الا تلك الأمور
التى كم
مضت تجول فى الأزقة والطرق حتى ساعات الليل المختنق
أتت ولم تتفق على موعدٍ يحدد لما سبق
......... وكم
من الأرض تغوص تحت قدمية وتحترق ..ويتكهرب
الجو فى النفق وتسقط الذاكرة فى فتور فقد
جدت أمور
امام عالم شرير مغرور .. لايريد ان يرى الصبح
والنور
ولا شىء أصبح الآن مضمون .. تذكر محمود أمة الرءوم
ذات الصدر الحنون وسبح فى وجهها الملائكى وكيف
أضنتة السنون .. تذكر كيف كان بريق عينيها الزرقاوتين
كموج أزرق فى أجمل كون وهذا الوجة المشرق الأبيض
الوضاء الجميل فى روعة الدر المكنون .. وكيف
تركها
تتجرع من الفقر والجوع والديون .. وعقد
العزم ان يعود
الى أمة وفى جيبة بضع جنيهات قد تعينها على
بعض الهموم
الحلم يتسرب من بين يدية وسط زعانف الحياة
.... لم يغمض
لمحمود جفن حتى أستيقظ يجر ثوبة
المتهالك وارتدى سترتة
عندما تسلل ضوء الصباح الى غرفتة .. وركب قطار
الصباح
المتجة الى بلدتة ولم يطمئن حتى فتحت لة
أختة عايدة الباب
وارتمى فى حضن أمة يجهش بالبكاء .. قائلا:
معذرة ياأمى
على تأخرى فى الحضور اليكِ لم أكن أستطيع
العودة خالى
الوفاض كما لا أستطيع تحمل البعاد عنك كل هذة
المدة التى
رأيت فيها كل أنواع العذاب ..لم يكن فى بيت أمة قرشا
واحدا
فأعطاها العشر جنيهات شاكرة اللة أن وجة اليها
ابنها فى
الوقت المناسب ..وقبل رأسها وهو يقول ليت
الحظ معى يا
أمى أننى أسير على طريق ملىء بالأشواك
تدمى قدمى
وارى الهلاك كل يوم ينهش دمى
وقدرى الا أستسلم ولا
البى .. وصنعت أمة على الفور الملوخية التى
يحبها كما
أعدت لة فنجان الشاى الساخن المحبب الية
منها وأخذ
نفسا عميقا واستراح على سريرة والأحلام تتراءى
أمام
عينية حيث تسكرة وتعود بة الى حكاية أمة مع أبية رحمة
اللة ومابها من مثابرة وصبر وجد وكفاح مضنى تذكر
عندما كان أبوة يحب أمة ويريد اتلزواج منها
رغم ان
جدة يرفض هذا الزوج لكونة فقيرا معدما امام هؤلاء
الأثرياء الذين يريدون رضاها بأى وسيلة فهى
بجمالها
الأخاذ وحسبها ونسبها مطمعا لهؤلاء الشباب الذين
يملكون
الجاة والمال من اثرياء القرية والأم تتمسك بهذا
الرجل
الفقير لاِ نةرجل شهم ولة مواقف شجاعة
وبطولة فى
الأنقاذ ونجدة الملهوف وحل المشاكل المستعصية فهو
يملك من الشهامة والمروءة ما كسب بة قلب الأم وكذا
ابنتها .. تزوجا ورحل بها من القرية دون معين أو
سند
وكم تعرضت الأم الى كم من الأهوال
والمضايقات
والمعاكسات .. تعرضت للفقر والجوع والألم والحرمان
وهاهى الآن مازالت تئن تحت وطأة الفقر تعانى بعد
ان ترملت .. وحكايات مؤلمة تثير الألم
والقلق .. متى
يأتى اليوم الذى يستطيع فية محمود ان يعوض أمة عن
تلك السنين البائسة والفقر الذى ينشب مخالبة
فى هذا
الوجة الجميل .. كان محمود يسمع وهو صغير كلمات
الأعجاب مت بعيد .. وقول سبحان من أبدع وخلق ..
كان صغيرا .. وهى تمسك بيدية فى الطريق وعيون
تطلق سهامها نحو هذا الوجة القمرى والجسد الذى كم
يطغى بانوثة فياضة .. تذكر وهو فى كل هذا
ينظر
الى أمة التى اضنتها السنين.. ومسافات من الزمن
تكتب ولا تقرأ وما تزل تعبر عن المعاناة
والوهن
نعم هناك تناقضات وعالم يزيد ويغلى ويموج ..
بتيارات تغلى وتفور فمن منا يستنشق هواءا
عذبا
وعليلا ..واضحت الأرض تغوص من تحت
قدمية
والسماء تنشق عن حلم لم يعد يبدو فى يدية بل قد
يتسرب من كفية وشعاع الشمس ينبطح كقوس زاهى
الألوان
لكن بعيدا بعيدا فى مكان لن يصل الية انسان.. تبخر الحلم
وسط
توقعات ان مايدركة المرء أصبحا درباٌ من الخيال لا
يقو على
الأحتمال ولا فى أى مجال .. كان هو الحال ان يعود
محمود
الى ادراجة واعدا أمة بزيارتها قريبا جدا
..وانة لن يهملها فهى
التى ترملت ورفضت الزواج من أجلة وعاشت حياة مؤلمة قاسية
ورفضت عروض الجاة والثراء والسلطان .. كل هذا قد ترك
أثرا
وجرحا غائرا فى قلب محمود وعقلة وضميرة .. رجع وهو
يحاول
ان يضمد جراحة .. .. وفى لحظة من لحظات التأمل
والصمت والسكون
دخل خليل علية وهو متكأعلى سريرة يسألة كيف
كانت رحلتة الى بلدة
ولماذا يشع من عينية الما غير مرأى لكن يعرف من
نظرات العيون ..
وبدت على الأثنين لحظات مكاشفة ومصارحة وأقترحا ان
تكون الندوة
القادمة بعنوان مشاعر واحاسيس مدونة .. الكل
يعبر عنها بطريقتة
والكل وافق على ان تكون جزءا من مذكرات حياة
وأطلقوا عليها الكثبان
الرملية.. على ان تستمد من مشاعر صادقة واحساس حقيقى
يمكن طباعتة
فى روايةالكثبان الرملية .. وكن من المشاركات
ماجدة وبسمة ورجاء
والكل أغلق على نفسة الباب ليدون كل ما ألم
من فرح أو جرح أو عذاب
15-
كان يوم الثلاثاء
يوم تجمع كبير فالكل
يعمل اعمالا مضنية بجانب
دراستة
الجامعية حتى يحقق حلمة
المنشود
والكل يعزف على
عود الأمل المعهود
ومحجوب أستطاع ان يجمع
شمل ساكنى
السطوح بفصاحتة وتدينة
مما جعل الكل يلتف حولة فى كل الأمور
الأستقامة والتدين
والخلق القويم وقال: القابض على دينة كالقابض
على الجمر .. فهناك
مشقة وبجانبها فوز برضى اللة العظيم وهكذا
هجعت كل نفس ورضيت بما
قسم لها اللة مع سعيها الدائم للأفضل
واسعوا فى مناكبها وكلوا
من رزقها كما أمرنا اللة والية النشور ..
واثناء تحاورهم
مضت الساعات تجرى وبدأ الستار يغطى الكون
بلونة الرمادى وبدأ
الليل ينشر ثوبة القانى على الأفق وسمع محمود
طرقات تدوى بصوت
مسموع وهال الجميع وقع هذا الصوت ..
فلا أحد يأتى الى السطح
الا ساكنية والكل موجود فمن يطرق باب
السطح اِذا ..
فقال خليل من على الباب .. فأجابة الشيخ سعفان صاحب
البيت قائلا : افتح
يامحجوب أنا صاحب البيت .. فقال محمود أنا
سأفتح الباب بنفسى ماذا
ياترى ليس موعد دفع الأيجار ونحن كلنا
مواظبون على الدفع فى
الميعاد كما لم يتعود زيارتنا الى لطلب الأيجار
واثناء فتح الباب وجد
الشيخ وخلفةأمرأة تغطس رأسها تماما فى المرتبة
القطنية التى تحملها على
رأسها ولم يظهر شيئا من رأسها الى كتفيها
تنهمر عليها ضفائر شعرها
السوداء الفاحم لتقاوم هذا الثقل الملقى عليها
وقال الشيخ سعفان : الست
عزيزة ضيفتكم هذا الشهر حتى يبنى بيتها فقد
تصدع من الزلزال وظلت بة
فترة حتى وقع الجدار على زوجها صابر
وهى فى خيمة امام البيت
قذفتها الرياح فأستنجدت بى فقلت فى نفسى
مازالت هناك غرفة شاغرة
فوق السطوح .... قفز محجوب من مكانة
قائلا : السطوح سيدمر
على من فية وليس بناقص سكنى.. قال أحمد
مهلا يامحجوب هذة ظروف
انسانية بحتة وكم كلمتنا عن المبادىء
والقيم والأخلاق ..
فأندفع محجوب انحضر الجاز على البنزين يوجد
الف مكان آخر .. أمرأة
بين أربعة عذاب لاينفع نهائيا .. ونظر الى
الشيخ سعفان وقال:
مش كدة ولا لأ ياعم الشيخ .. فنظر الشيخ بغضب
قائلا : لولا اننى أعرف
أنكم محترمين ومشهود لكم بحسن الخلق ما
اقدمت على هذا وما
أخضرتها اليكم فهى أمانة لحين تدبير مسكن آخر
لها .. هيا أفتحوا الباب
بلاش كلام فاضى أنتم بتحاسبوا صاحب البيت
زمجر محجوب قائلا أحنا
ندور لنا على سكن آخر بدل المسخرة دى
قال الشيخ بغضب: انتم
ساكنون بقروش وماتقدروش على الا يجارت
التانية
فقال محجوب بحدة ماقلت لك البيت حايقع .. نظر الية الشيخ
دعائى ياابنى للة ونيتى
الحسنة ولو بصيت لوجدت بيوت عملاقة ..
هدمت فى الزلزال وبيتى
المتهالك من خمسين سنة واقف شامخ زى
الهرم .. نظرت الية دلال
بعد أن القت بكل ثقلها على الأرض قائلة :
ننصرف من هنا ياشيخ
سعفان ليس لي وجود هنا قال يابنتى حاتروحى
فين بالليل الصباح رباح
.. وقد كشف المصباح الذى يحملة أحمد عن وجة
مرمرى جميل يستمد سحرة
من هذا الليل وبهت الجميع وظل الصمت مخيما
وقتا طويلا حتى دخلت
غرفتها المقاباة لغرفة خليل ..ولاذوا بالصمت أجمعين
وتفجر سؤال فى أنفسهم
جميعا هل الجمال أخرسهم جميعا وان لم تكن هي
بهذا الجمال .. هل كان
محجوب يصرخ لرحيلها ولماذا دهمة الصمت والذهول
هل لم يروا مثل هذا
الجمال والأنوثة الطاغية .. وهل جمالها طغى على كل
جمال آخر .. أم أن
للموقف صداة وحيرة هذة المرأة المسكينة التى فقدت زوجها
ولا مأوىلها..فكان حلم
الجميع .. تتدحرجت الكلمات من قلم خليل وقال : انا
كتبت عن الوجود
والعدم وعن الجحود والهمم وكم أعتصرنى الألم وان أرى
وقع خطوات الزمن على
النساء والأمم كما كتبت:
ياأمرأة أقتلعت
مزارع وحدائق
واقامت فى الدنيا خرائب
وحرائق
وصاغت للعالم سدودا
وعوائق
لكن بعد
قدوم دلال أصبحت للحياة
طعم جديد .. وها أنا أكتب ألآ ن كل
خفقات القلب السعيد..
أستجمع أحمد كل
قواة ورحل .. واغلق محمود باب غرفتة وفى
اثناء سيرة فى ردهات
السطح وجد نورا منبعثا من غرفة دلال
استجمع ايضا قواة وتحرك
صوب الباب فسمع صوت دلال ..
فأسترق السمع وبات جليا
واضحا .. وشدة الفضول فى ان ينظر
اليها من
خلال فتحات الباب المتهالكة فالبيت متهالك وكذا السطوح
متهالك وكل الأبواب بها
ثقوباً وفتحات ويمكن ان تكشف تماما ما
بداخلها فلا حاجة لتذكرة
دخول أو استئذان .. كانت دلال تسجد
وهى على فرشة الصلاة
قائلة : ياالآهي يارحيمى ياكريم خفف
عنى معاناتى وعذابى
ووحدتى .. فأنا وحيدة فريدة مقطوعة من
شجرة لا انيس ولا
جليس ولامعين الا انت يارب العالمين ليس
لى سند يعيننى على مُر
الحياة ولا أهل ولا قريب يسوقوا لي
طوق النجاة الا
أنت .. المل نفذ وزوجى كن بائعا متجولا لم
يترك لي الا هذا
البيت الذى هدم .. ليس لي مأوى كى فية أقم
استجير بك ولا
مجير سواك .. ثبتنى على دينك وقوى عزمى
وافرج كربى اللهم
لا اللة الا أنت أستعين بك واسترضاك ولا
حول ولا قوة الا بك
اللهم استجب لدعائى وخفف بلائى وارزقنى
ياأكرم من سُئل يارزاق
ياعليم وسبحانك الحمد لك والملك لك
وزرفت دموعا وهى تناجى
ربها قائلة : ياربى ماذا أفعل لو طلب
مني ايجارا أو
رفضنى جيرانى اللهم حنن قلب الشيخ محجوب
فلا يثير
بغضبة غربتى .. ياسيدة زينب ..ياأم باتعة ياأم هاشم
يا أولياء اللة الصالحين
.. ادعو للة معى ان يعيننى على أمرى
ويسدد خطاى أن أجد
عملا .. اقتات بة فكل مامعى حتى كيس
السكر قدمتة
قربانا ولم يعد معى مايسد رمقى الا رحمتك فقد
سدد الأبواب الا بابك
فية الرجاء والحمد للة رب العالمين والسلام
على أشرف المرسلين نبينا
ونبى اللة رحمة مهداة ... للعالمين ..
لقد اذهل الموقف أحمد ..
فقد شاهد النور بعينية يتلألأ من وجنتيها
المشرقتين وجبين كأنة
الفضة .. واغرورقت عيناة . وقال هل
تتزوجنى وانا معدم .. لا
.. لكن كيف السبيل الى مساعدتها اِ ن
أفصحت ستعلم اننى
كنت أتجسس عليها واِن لزمت الصمت
قضيت عليها فهى عفيفة
النفس لا تشكز الا الى ربها هو أعلم
بها.. لكننى تطفلت عليها
وأختلست النظرات اليها ..انها فاتنة
رائعة شديدة التدين ..
وهداة تفكيرة ان يضع الخمس جنيها ت
التى يحتفظ بها فى
رسالة مغلقة وبها هذة الكلما ت ووضعها
من عقب البا ب
: اعذرينى يامليكتى فالعذر الملكى ليس
مقرونا
بجرأتى لكن بسقطتى عند اقبالك ياذات الصون
والعفاف .. كان السباق
قويا للدخول الى معقلك وكان الغرام
فتيا ينحنى تحت
بوابتك ..من أنت ياذات الرداءين من أنت
بربك كى
تملكين قلوبا من حولك تدوب وتستدين اتسدد
فاتورة قربك الي
اللة المعين ..لا أملك الا هذة الجنيها ت
الضئيلة التى
تستجدى عطفك ولو أملك كنوز الدنيا لألقيتها
تحت قدمك .. كان
واضحا على بوابتك ممنوع الدخول
وانا لا أقصد سمح
اللة شيئا مشين فالكل باللة يستعين
كما أنى لا أستطيع أن
أفصح عن نفسى فهذا مهين لكنى
أقدم رسالتى تذكرة
دخول دون استئذان مؤشر عليها
من هامتك وبرهان
خضوع لأمرتك فأى ينبوع سوف يسقينا
من جدولك ..القلب ينعم
فى ظل نسيم عليل جاء من غرفتك
سامحينى وأرجو انفضحتنى
عيونى لا أطلب الا سترتك..
(
المتعبد فى محراب اقامتك
)
عندما أستيقظت دلال
ووجدت الرسالة بما فيها من جنيهات
أستبعدت محجوب من
القائمة ولم ترك حقيقة مشاعرة نحوها
فقد كان أكثر
العشاق هياما لكنة يتماسك عن أن يفصح عن
ذلك .. وعندما التقت
دلال بة سلمتة الرسالة بملفيها من الجنيهات
الخمس.. وقالت لة اسبعدك
من ظنونى لكن عندك حق فيما قلت
سأرحل غدا أو بعد غد ..
ليس لى مكانا بينكم صحيح أنا فقيرة ..
حقا لكن أعيش
بشرفى ولا يمكن ان أستمر أو كما قلت الجاز
جنب البنزين .. اندفع
محجوب قائلا أستحلفك باللة لا تمشى
فأنت عجلت لوجودنا
شيئا بعد أن كان عدما .. لايمكن تفكرى
فى هذا أبدا .. سأحاسب
بشدة من فعل ذلك .. لكن ربما حاول
ان يقدم بحسن نية مساعدة
لك ... ولماذا تقدمين السوء على ..
الخير .. قالت
بنظرات دامعة وكيفعرف اننى محتاجة الا اِذا
كان يتلصص علي وواضح من
كلمات رسالتة .. فقال ان كان
نيتة شرا .. ما
قال أتمنى الزواج لولا انى معدم .. الكل هنا
ياست دلال نيتة
سليمة وسأعرف أنا بنفسى ذلك فلا تنزعجين
وتحملين نفسك مالا يطيق
.. ومد يدة يعطيها الخمس جنيهات
لكنها أبت قائلة:
انا رايحة أدور على عمل شريف وان شاء اللة
سيوفقنى .. قال
لها ضعى هذة الجنيهات معك وانا لى معارف
كثيرة وسآخذك الآن
للعمل فى مكتبة صديقى فهو يدرس مثلى
فى الجامعة وكان يبحث
عن بائع يعمل فى مكتبتة اثناء تواجدة
فى كليتة ...
وذهبت معة واستلمت عملها فى نفس اليوم وحقق
اللة دعائها فقد
اعطاها ناجى عشر جنيهات مقدما من راتبها ..
الشهرى الذى لا
يتجاوز ثلاثين جنيها .. ولمدة ثمانى ساعات
من السابعة صباحا حتى
الثانية ظهرا ... ومرت الأيام ومحجوب
يبحث ويدقق عن الفاعل
دون جدوى الكل ينفى ذلك حتى أحمد
الذى بات متورطا فقد
أفصح لمحمود عن سريرتة وفهم انة
الفاعل .. كما ظهر
ارتباكة عندما سألة محمود ... وماذا ستفعل
وانت مثلى لاتملك النقود
.. ومازال فى الشهر عشرة أيام ..
زلف لسانة وقال لا
ينقص اللة مالا من صدقة .. وادرك
محمود الأمر
وقال لة أنت بارع فى رسالتك ليتك تستكمل
لي حكايتك بأسلوبك
الراقى الرائع فأخرك من جيبة قصاصة
ورق وأخذ يقرأ :ما
أروع تكوينك يامليكتى وخصوصا وأنا
أرى الجطمال ينبثق
- 18-
يا سفينى وشراعى المبحرا
يأنينى
ودموعى الممطرة
ياحبيبى كيف فى حبك أرى
فى عيونى هفوات
الكرى
فى عيون الشمس
أو ضوء السنى
من رحيق الزهر
أو سحر الهنا
كل نبض فى فؤادى قد سرى
كل حب فى حياتى قد مضى
ياربيعى كيف تبدو
مزهرا
بعد
-22ب-
وسمع محمود وقع خطوات
فأسترق
السمع وأنصت ..
كانت دلال قادمة
فى خطى متأنية ..
وشذى عطرها
ينشر عبيرة فى
الأرجاء وصوت
رجلا معها وهما
يعلو السلم اِرتقاء
كان محجوب يترجل
فى خطاة ...
وكأنة لايريد لأحد
أن يراة .. ولكن
محمودا
أبصرة ينحنى نحو غرفتة
فنادى علية بصوت أجش
قائلا: يا ..
محمود أقدم فأنا أريدك
فورا... كانت
دلال قد دلفت الى غرفتها
بثقة واعتدال
ولمح أحمد
محجوبا قادما وقال بلهجة
مستهجنة : مش هي دى اللى
كنت عايز
تطردها من هنا بتسرمح
معاها فين ..
واعقبةمحمود بنظراتة
وكأنة يردد ..
نفس السؤال .. فصاح
محجوب محتدا
ياناس متفهمونيش غلط
الموضوع مش
كدة
..
تعليقات
إرسال تعليق