54== سليمات وشعر شربات


---------------
عبرا   سليمان  و شربات
الطريق فى تجاة محطة السكك  الحديدية  متباطئين

فموعد أول قطر  يقوم من الزقازيق  بعد  الفجر بساعة
والطريق  كلة  بطول  عشرين دقيقة ... فكانت  شربات  تقول لسليمان : دول ناس  متوحشين قوى يا سليمان
فيرد سليمان قائلا :  دول
أطيب ناس بس الصدمة حولتهم لكدة   ..  مش انت عارفة لكل فعل رد فعلة  وفى  الجهة المضاد ... قالت : دة بس مش فعل  دة خلع الشعر من جدورة شوف ياسليمان  شعرى قد نَحَل الزاى  أنا مش حعرف أعوضة  تانى  نظر اليها سليمان وقال  لها : إنشاء
اللة حتعويضة  بسرعة  البنات  بتعوض  شعرها بسرعة
قالت لة حادقة : مش حعوضة إلا
لو وافقت تتجوزنى  ويبقى دة التعويض  الوحيد لى ..
تمتم سليمان بكلمات لم تفهمها  .. ومرت الدقائق والساعات وقد إقترب سليمان  وشربات من منزل
أهلها  وكان يسأل نفسة كيف  يواجة أمها  فى هذة
الساعة وماذا يقول الآن ..
وصل  سليمان الى قرية ميت بشار  وقد إقتربت الساعة من  السادسة  صباحا  ...
وفزعت  .. أم شربات عندما  وجدت الأثنين معا
فصاحت قائلة : أخوكى جرى  لة أية يا شربات
ما بيتيش لية عند أخوكى  جاى الصبح بدرى    لية .. قالت شربات  لها ببرود :
:  اصل مالقتهوش فى البيت  الجيران بيقولوا سافر مصر عند أخوة الدكتور  عبد الهادى أبو الحاج ... ونظرت اليها بملل محدقة فى سليمان وقالت :
ومين اللى معاكى دة    قالت :  الأستاذ سليمان مدرسى هو إنت مش عرفاة والا اية  اللى بيدينى الدرس  الخصوصى
قالت  : واية جابو معاكى هو طولة  قصر والا  اية
دا الأستاذ  بتاعك طويل هو
أنا مش عرفاة والا  إية ..
  قالت لها : لأ  بس منزوى لأنة مكسوف وتانى ركبة
نظرت اليها أم حسنية وقالت : واية اللى صحاكى بدرى كنت بايتة عند  مين

قالت بكل هدوء وبرود : كنت  بايتة عند أم  سليمان دى ست طيبة جدا نيمتنى فى حضنها لغاية الصبح وبعدين فطرتنى أحلى فطور
انا قلت لها بلاش  عشان أقدر  أتغدى معى أمى وسليمان  عشان يدوق  طعم
البط  المتزغط  بأيدين أمى
 نظرت الأم  بإستغراب :
وفتحت الباب على مصرعية وقالت  : بس إنتى جاية بدرى قوى إنت كنتى نايمة على الرصيف  نظرت شربات وقالت : ما أنا قلت لك ياامى  أنا كنت بايتة فى حضن أم سليمان
نظرت اليها  أمها وقالت :

تسلم لي أم سليما خايفة عليكى مش  زى بنتها تمام

اللى يصلح  حالها ويحفظها ويكفيها شر ولاد  الحرام
فتحت الأم الباب وقالت:  خشوا يا ولاد  ..واستقبلتهم الأم حسنية  إستقبالا  حارا   عندما   علمت أن سليمان  حضر ليوصلها الى بيت أهلها وشكرتة على مروءتة  لكن شربات كانت صامتة
رغم الألم الذى تعانية من جراء خلع  خصلات شعرها
  وكانت أصعب مامر بها
فى كل حياتها  ولم تحكى  مامر
بها من أزمات إلا  داخل نفسها  بالذات ..
.. إلا أن الأم  أبصرت  أن
شعر إبنتها  لم يكن كعادتها

فسألتها  أنت قصيتى  شعرك والا إية .. قالت  شربات  لها :  ساويتة بس  يا امى ..أصلة كان منعكش
قالت لها أمها تنهرها : إنت أذعرتية  قوى يا بنتى  منك  للة ..
شعر  سليمان بتأنيب الضمير  وقال فى نفسة إن لم تكن  بهذا الأنف  الأفطس العريض  كالمنقار   كنت على  الفور  وافقت  على تعويضها  بالزواج منها لكن
نفسى أعمل لها إية مش متقبلة  أن اتزوج  منها وأعتبار  أن ماحدث هو قدرها  وماذا  نصنع للأقدار
إن نكلت بنا  و تولت عننا
الأنكار ..  فمن يقبل
بالتضحيات اللازمة  وحياتة  كلها ستكون عثار ..وإن تزوجتها  جراء ماحدث لها  بسببى ... كنت  غشيم ولم أفكر  وقد تطحنى الأفكار .. أعرف أننى السبب فيما يدار   فكيف  أضع كرسى  واسنكر الباب لألفت

الأنظار  وكأنى أغلقتة بمسمار إنة  لشىء ما  سيحدث لكنها ..  الأقدار  تلعب بنا كيفما تشاء  وهذا قدرى وقدرها فلنتحملة  معا .. وهذة فعلة الأقدار .. ومرت  ساعتين أو أكثر  وقدمت الأم  الأفطار   اللبن والقشطة  والجبن القريش
والعسل  الأسمر والعسل  النحل  يعقبة  الفطير عند
الظهيرة  .. وقامت  بتنظيف

الدجاج والبط  المعد  للطعام

فى الغداء ... كان يوما جميلا  لكنة مدجج بالمتاعب

من جراء التفكير .. وكيف سيعود  سليمان الى أمة  وهى  تعتقد أن إبنها   عاهر
وعار عليها  وقد   دنس بيت  العائلة يالها من  مصيبة وضعت فوق رأسة لا يتحملها بشر .. وكان
علية  المبيت  عند صديقة
محمد  غريب ..والذى سرد
لة تماما قصتة  بشفافية كاملة  مع شربات  .. وكيف إستقبلتة أم شربات  بما  طاب لة   من افخر
الطعام   الذى لم يتذوقة
فى حياتة من قبل مما سال
لعاب محمد  غريب  وسأل
سليمان هل لها  أخت : فقال
لة سليمان لها أخت أجمل
منها بكثير   .. فقال  محمد
غريب  : هذة فرصتنا  للذهاب  معا   الى هذة القرية واكون معك  كمدرس
مساعد   أو تعلمنى كيف   أعطى أختها  درس  ولو بالمجان ..
قال  سليمان لة : انت لم تتعود  على إعطاء  الدروس  فقال  محمد غريب
:  منك نتعلم  ياصيق العمر
...  دارت الأيام وسارت والجرح  لم يجف وكانت الأم شفيقة  تعامل إبنها بحذر تام  بعد
أن صدمت فية وفى فلذة كبدها  كيف يتجرأ ويفعل ماحرمة اللة  وهى العفيفة الشريفة التى رفضت  كل الخطاب والعرسان من أجل أن تكون لهم وتربيهم تربية حسنة وتراهم شباب واعدين ورجالا قوامين يسلكون الطريق الصحيح فى حياتهم متحصنين بالأخلاق والشرف والمبادىء ولكن قلبها مازال يهتز  بحبة  إبنها ويحنو
علية فهو فلذة كبدها وعلى الرغم أنها تبدى الصرامة فى تعاملها معة منذ وقوع الحادثة إياها ..إلا أن قلبها
يقطر دما إذا تأخر عنها لكنها لا تشعرة  بلهفتها علية  وكانت تقول  لة :  لن أقبل منك أى نقود أو
مال ما لم تكفر عن سيئاتك
وتترك  هذة البنت  العاهرة
التى ستجرك  الى المحرمات وتجعل آخرتك سوء  وعذاب
قال لها  سليمان :  نحن  فى
أجازة آخر السنة  يا أمى والكل منصرف  عن  الدروس
الخصوصية فى العطلة الصيفية  وهى المرة الوحيدة التى  تعطينى أجر ا
خمسة جنيهات ونصف ..
قالت الأم :  نصوم أحسن
مش عايزة   ولا مليم  من
الفلوس  النجسة  .. توب
يا سليمان للة  أحسن فهو الغفور الرحيم ...  كان كلام  الأم
لم يقدم ولا يؤخر ولا يقنع
سليمان بشىء  .. فالعوز
والفقر والحاجة تمتد  سيقانها   لتنهش اليابس والأخضر  .. ولن تقو   الأيام    على  مهاجمة
المعدة بالصيام  ..  وقال
فى نفسة سأعطى شربات  خلسة  دون أن تعلم أمى حتى يمكننى  مساعدة أمى ..تحركت  الأيام فى إتجاهها
السالب  .. وكم دبرت لة المقالب ..  كان
سليمان يصاحب صديقة محمد  غريب  ..  وكم نرى العجائب والطرائف  والغرائب من بعيدٍ أو من قريب  .. كانت أم شربات  وتدعى الحاجة تعيش  فى غرفتها الهادئة  وهى تؤدى فيها  فرائض الصلاة

وتعلق فى حجرتها  سبحة   طولها
عشرة أمتار  فى سقف  الغرفة  وبها حبات   خرز

تجاوز  ثلاثة الف  خرزة ..
وكانت لا تنتقل  من غرفتها
ألا  للوضوء .. ولا تنظر ماذا  يحدث  حولها  فهى  فى عالم خاص ملائكى  خالى من التناقضات وعندما يحضر  سليمان يذهب الى حجرتها  للسلام  وأخذ الأذن  بالأمان أنة  سبعطى  إبنتها  الدرس الخصوصى  وكان  سليمان منهمكا أن يعطى حصتة بإخلاص  دون  أن تساورة  أشياء أنة وحدة مع شربات  فى بيت طويل وعريض  وبها أكثر من عشر  حجرات ..تفانى فى  درسة ليثبت أنة معلم لة
مكان بين المدرسين الأفذاذ  .. واحيانا  تنظر الية  تلميذتة  شربات  تنتظر  همسة  أو لمسة  أو كلمة حلوة  تود  أن تسمعها البنات تنظر الية  بإستغراب
وتقول لة شربات .. مفيش وقت  للفسحة يقول لها  عشان  يبارك اللة فى القرش  اللى  بآخذة  .. تنظر  الية   وتقول لكن أختى  مسرورة بوجود   محمد  معها فهم يضحكان
ويلعبان  ويقهقهان  وأنت
صارم  جادا معى بالذات هل أنا  لم أعجبك أو شكلى مش زى البنات    حتى فى تعاملك  معى بتنسى إن الحياة  من دا ودة   .. ضحك ولعب وجد  وحب  ينظر اليها  سليمان :  لسة  الحب ماجاش   خلينا  فى الجد .. إن أخذنا  الحصة من دا ودا
يبقى
لا داعى أن آخذ منك أجر على حصصى .. كان الوقت
يسرى وقد بدى  متأخرا ...
ولم  ينادى علية محمد   ينبة موعد إنتهاء الحصة  كالعادة ..  وعندما آن  الآوان
خرجا من البيت سليمان ومحمد يتلمسا  الطريق على    ضوء  القمر  .. قال  محمد
غريب  لو أملك المال لتزوجت أخت شربات  على الفور .. قال
سليمان :  إنت بتتكلم  جد   ..  أنت عارف أن أخوها
عبد الهادى مركزة كبير فهو أكبر الأطباء  فى مستشفى الدمرداش واخوها  عبد العظيم مدير التعليم الخاص  ودول محتاجين  من المال الكتير جدا  وانت لسة   لا تملك
من المهر شىء   قال لة محمد  غريب :  بس البنت حلوة قوى  قوى وقوامها يجنن جسمها بيكب  بياض
تصدق يا سليمان  أنا بحلم لم شفت  أشهى أنواع  الأنوثة  الحقيقية
.. نظر سليمان بشغف واهتمام وفضول وقال : هل
عريت جسدها  يا محمد  فقال محمد  : حذر  فذر  .. امال انا بقولك  كدة لية
وعشان إية    ... علم   سليمان  أن محمد غريب كان يستغفلة ويرتكب  الحماقات المحرمة ويستغل   طبية الأسرة  فى عدم  مراقبة من فى البيت فالأم نفيسة مشغولة دائما بالصلاة والتسابيح  وهى  فى وادى الآخريين فى وادى آخر.. وكانت
الأخت  تقول لأختها وتحاكيها عن  كل شىء  دون أن تدرى  أمها
عن ذلك شىء .. وما عاد
سليمان يأخذ  محمد غريب معة
فى جولاتة   لميت بشار ..
مما حنق  واغضب  محمد
وافشى اسرارة لأمة التى أقسمت  الا  يطأ  سليمان  قدمة لهذة
القرية  طول ماهى  تعيش على وجة الأرض  ... وعاهدها  سليمان على
ذلك  وإنقطعت  صلة  سليمان  بشربات  وهى أيضا لا تستطيع  حتى المرور  فى الشارع مما

حدث لها من عقاب قاسى لن تنساة طول العمر ...
ومرت الأيام  ..  والشهور

واصبح  سليمان  فى فراغ
عاطفى  وفراغ مالى   حتى

إنتهت  العطلة الصيفية  ويدأ

يمارس عملة من جديد  ...

فهو قد  أصبح  فى الثانوية

العامة وتحتاج الى جهد  جهيد  .. وعناية خاصة  وقد

حاول ان  يقنن مواعيد  المجموعات  الخصوصية

ومواعيد  عملة .. حتى يمر العام  بسلام  .. ويلتحق بأى
كلية  يستطيع   فها أن يدرس   ويدرس  ليوفر  لنفسة  مصاريف الدراسة والكتب .... وتحركت فى نفسة  كل الأحلام  والطموحات  وأصبح يكد ويتعب من أجل  تحقيق حلمة  .. ويعبر بة إلى  بر الأمان  .. تتحرك  عقارب
الزمان الى الأمام و كان وقت الظهيرة  قائظا
ولا  أحد  مستيقظا  .. أمسك
سليمان بأناملة   القلم وبدأ  يسرد  ما حدث لة مع الأيام
.. كان كل  شىء أمامة ناقصا   إلا تلك الأوهام التى

تستعصية للإستسلام  .. وكان

علية العناد  ..  ومن النوم

القيام  ..  كانت أمة   تستعد

فى الزحام أن تدبر  لة  بعض  الجنيهات  لتقديم  أوراقة  للجامعة  .. وكنت الأم  تستعد  هى وباتها  للصيام  .. فلم يكن فى البيت

مليما واحدا  غير التى  دبرتة

من قوتها  على مر الشهور

والأيام  ...  أستيقظ سليمان عندما تسلل  نور الصبح  الى  عينية وركب قطار  السابعة  الذى ينهب الأرض
نهبا ..  حتى وصل الى محطة  رمسيس  او باب  الحديد   أو مجطة القاهرة
الآن  ... تجول على الأرفة
ودقق النظر  فى المكان  ..

وبعد  إنتهاء  الظهيرة  وتقديم  أوراقة  فى المكان

المخصص  لقبول الطلبات

وبعد أن كتب الرغبات  واستلم منة المسؤل  الظرف

هناك .. ترنح سليمان فى الطرقات  فقد بدى جائعا

وليس معة أى طعام أو لقيمات  ... فأقتنص مطعم صغير  يبيع  سندوتشات الفول والطعمية  بأرخص
الأسعار .. دخلة سليمان وهو  يتحسس جيبة  كم

سيبقى  منة للرجوع لو كان

وكيف  سيعيش فى الحرمان
لو عاد  فالأم أعلنت الصيام
مع البنات  وأخية محمد  لن
يأخذ راتبة إلا   آخر   الشهر   كما أنة بدأ يخفض

ما يعطية لأمة بعد أن علم أن سليمان   أصبح مدرسا خصوصيا يشار لة  بالبنان
واصبح سليمان مرغما أن يبحث عن عملٍ لة قبل  فوات  الآوان .. أخذ  يفكر
والجرسون يسألة : أجيب لك  سندوتش بسترمة  أو بالجبنة الرومى او اللا نشن
قال لة سليمان :  سندوتش
فول وطعمية  وسلطة خضار .. وتوقف عن الكلام .. لحظات  كنت أتأمل  الموقف  وما عواقب  التبعات  ..  تسمرت مكانى
وتشجعت  أن أبدو فى ثبات
كانت بجوارى  سيدة  بهيجة
القسمات    طلبت  أن  تتناول  معى  الغداء  وأن تضم  مامعها  من سندوشات
بغية  تناولها من طبق السلطة   بعض  قطع  الخيار  والمخللات ...
دفعت  حسابها  ودفعت
حسابى وتناولنا  بعض  الكلمات .. كانت تعانى
مثلى  من الجوع والفقر
والحرمان   ما قد  جعلنا
نقترب من بعض  أكثر..
ويدور بيننا   الحوار ..
قالت  :  سليمان أنت  متعلم
ويجب الا تيأس  فمعظم  من
وصلوا الى المجد  كانوا  من أدنى الطبقات    قاسوا

وعانوا وكابدوا   لكن  كان
عندهم العزيمة  والأصرار

.. ارتاح  سليمان لحديثها

الشيق  .. كان وجهها  يحمل
البراءة  ولمسة خفيفة من الجمال  كانت  تشدها  وعيون  تحمل حزن  جبال
إلا  أنها كانت تنظر الى الأفق  البعيد  المنال .. كانت
حكايتها  أنها  أحبت وتزوجت  من تحبة رغم أنف  أهل زوجها  فكانت عليها  وبال .. تفننوا فى إفشال  حياتها  الزوجية ..
ولم تتحمل العيش  فى  مكان  فية طليقها  الذى تزوج  ممن  أردوا لة  أن
يتزوجها  ..  وجال فى نفسها  أن تشوة  زوجتة
فهى لا تطيق أن  يكون لأخرى  .. فقررت أن تهجر
المكان حتى لا ترتكب جريمة  تقودها  الى  مكان

لا تريدة وقضبان  تحول بينها  وبين حبيبها  فقررت

أن تكون فى أبعد  مكان ...
ظلت تبيع مالديها وتملكة من خواتم وحلقان  لتعيش
دون أن تنزلق فى الأوحال
واستأجرت  حجرة صغيرة
ضيقة  تحت سلم  فى بدروم

مظلم لا تصلة ضوء الشمس فأمد البواب  لها  سلك  كهربائى
ولمبة  صغيرة  تستخدمها
حتى لا يرتطم   جسدها  بالأشياء  .. وعرضت  على
سليمان أن تصحبة  الى مسكنها  فهو لا يملك  ثمن
إيجار  غرفة فى فندق  وخاصة  أنة بدون  عمل ..
وقالت لة  لولا  أننى  تأكدت
من صدق  كلامك معى وبأن
معك إيصال التقدم للجامعة
وصور المستندات واضحة تؤكد أنك  صادق  فيما تقول .. فأنا مطمئنة  بوجودك  معى  فى
أى مكان ..  وابلغتة  أنها  سوف  تقول  للسكان والبواب  خاصة  أن سليمان
أخيها واذا  دققوا  فى المستندات  فأخ من الأم وليس  هناك من مشكلات ..
أقتنع سليمان بعد مجادلة  وحوار .. كيف يبيت  معها
كرجل مع إمرأة  قالت لة  مازحة  لما تشتغل  تكون راجل  بحق لكن دلوقتى أنت أبنى  أو أخى  فقال لها:
لية إنتى عندك كام  سنة  قالت وهى تراقب  عينية أنا
بطاقتى أهى    واحد وثلاثين سنة بالتمام  والكمال  .. فقال  لها : بس
مش باين عليكى غير عشرين سنة   قالت : مجاملة رقيقة ياسليمان  قال:  واللة بتكلم بصدق
أنتى  اللى يشوفك يقول لسة
لم تتزوج بعد .. قالت : فهمت قصدك  يا لئيم ثم أردفت قائلة  : أنا أسمى الحقيقى (وداد ) .. وانا أعجبت  بك ولو أنت دلوقتى  بتشتغل وليك عمل تقدر تجيب منة قرش  يعيشنا صدقنى  يا سليمان  كنا إتجوزنا  على الفور مادام انا عجباك بالشكل دة   قال سليمان :  كل شىء نصيب ومين يعرف نصيبة فين ..
قالت بإبتسامة  : دى تنفع مطلع أغنية     يا  سليمان  ما نضيعش وقت
إحنا   إتمسينا  والوقت متأخر  .. ولازم  ندخل  البيت فى النور قبل
الضلام  بس لازم تعرف إن أسم (سيدة ) مش اسمى الحقيقى وداد  لكن ليك أن تختار مايحلو لك أن تنادينى بة ... إنطلقا معا وهى  ممسكة  بيدة وكأنها لا تريد أن تفتقدة
أو يبعد عنها وكم كانت يد سليمان ترتجف  ويتصبب عرقا من وجهة
وعندما  بدأت وداد  تضع المفتاح
كى   تفتح  الباب لتصل الى غرفتها  كان  سليمان يطل وينظر إلى  المكان وحولة  وقلبة يرتعد خوفا  ماذا  لو فشل كيف  يعود  الى   بلدة   بخفى حنين ..
وماذا لو أكتشف الناس أنة أخ  مزيف وليست وداد أختة   كيف سينهالون علية  ضربا ويسلمونة لمركز  شرطة .. كان علية
التشيث بالأمل والا يفقد ثوابة  ويتجرأ عند  اللزوم
كان فتحى البواب  أول من سألة بصوت أجش  قائلا : تبقى
مين إنت  .. وبسرعة مدهشة وكأنة تقمص الموقف  وأخرج بطاقتة الشخصية ومد يدة ليسلمها للبواب والبواب لا يعرف القراءة
والكتابة  ومد  البواب يدة يتسلم

بطاقتة وهمس سليمان قائلا للبواب :أنا  أخوها  سليمان
جيت أطمئن على أختى ..
نظر فتحى البواب  الى البطاقة
فلم يعرف إلا  صورتة  فيها إما مابها فهو يجهلة تماما وقال الباب :  فعلا صح إيوة  هى دى  أختة  ثم اردف قائلا : كلامك  صحيح   ونظر الى كل من تجمع حولة وقال :  للسكان  إن سليمان صح أخوها .. ومد يدة لسليمان
يسلمة البطاقة وقال مرحب يا أبنى  انا كنت  شكيت  فى
بادىء الأمر  .. لما لمحتك متخفى  ..  وقلت البنت الهرمة جاية وشامطة ماها راجل بتستغفلنا .. جاية تلعب بديلها
 هو إحنا هنا  قورنات .. نظرت  الية  وداد وقالت  : أحنا
بتوع كدة برضك يا عم  فتحى  إحنا ولاد  ناس أشراف  .. وبسرعة  دلفت
الى الداخل ودخل سليمان

فوجد الغرفة ضيقة لدرجة

إنها لن تبقى فراغا  بينهما

إلا اذا التصق  بجسدة فى جدار الحائط ..

فقرر  أن يظل  جالسا  حتى

طلوع  الصباح .. فنهرتة

وداد  قائلة  : بلاش  لعب

عيال .. امدد  رجلك نام واتغطى  ... مش ناقصين من  حد   كلام .. الحيطة
لها ودا  ..وسرحت وكأن لا أحد  معها  ..  واخذت
ترتدى  قميص النوم  لتبدو

أجمل حورية   ذات أنوثة لا تقاوم  واروع من كل الملكات  ولن  تجدى الكلمات

 فى وصف هذة الأنوثة  بالذات وتلك القوام الرشيق الفتان  .. ولأول مرة سليمان فى حياتة يلمح ماتحت عنق إمرأة أو أنثى  بهذة الفتنة الطاغية  وينظر  متلصصا إلى قوام  لم يكن فى الحسبان رؤيتة بسهولة كأنة غصن البان فقد حملق سليمان وابصر   نهدين   يقفزان  ويصران على القفز من هذا المكان من الصدر
الذى يحمل من الأنوثة مايفجر  بركان لا يستهان
فى منطقة من لؤلؤة  الصدر
التى تزان  بأرق  أنواع الجلد المزان .. الذى يزيد فى الظلماء نورة فيزيد
ضياء  النهدان كانا ..
كاللبن الحليب  المصفى يبرزان  فى قوام متماسك
وتكامل وإتزان   إنهما
كورتان أسفنجيتان هلاميتان تستديران  كالرمان .. رجراجتان  لا تمتزجان إلا بالحنان وكأنهما  سلاحا  غفر  يحرسان كتيبة فى هذا المكان  او  حقيبة  سفر  معدة للرحلات للإنسان فى هذا  الزمان ..
كان سليمان يهمس ويقول  فى نفسة ساخرا.. أهذا الجمال الزاى كنت
عنة غفلان ......
وقبل أن يرى  هذة الفتنة الطاغية  فى إمرأة  تلف
قوامها بالف  ثوب حتى
لا يبدو منها  مايثير الذعر

ويستبان هذا السحر كم يزيد قلبة من الخفقان ويشد جذب أعين الر جال  كان

يقول فى نفسة وهو  يردد
كلماتها :
لو كنت بتشتغل  يا سليمان لكنت أتزوجتها  على الفور
دون إستئذان وكم هى همست فى إذنة قائلة : أنت يا سليمان شاب وسيم  تزين كل الشبان .. ظل  سليمان يهمس  داخل نفسة لماذا كان الصمت فى كأننى أخرس لم أنبش ببنت شفة لأقول لها أنا مغرم ولهان .وكيف أكون أخرس  وأنا  لي لسان ...
وكيف لم أجب بكلمة  تسر
لها الأذن  ولماذا لم أقل لها

هيا ياحبيبتى للمأذون  نتزوج  الآن..
لعن سليمان نفسة  كيف تجرأ  على
أن يهمس  لنفسة بهذا  دون
أن يرى الحقيقة والواقع ..
لقد إنبهر سليمان  بهذا السحر  الأنثوى وأعلن  الإستسلام  .. لم تعطية فرصة  للتفكير  .. لقد
أطفأت النور  واستسلمت
للنوم  دون أى  كلام  ..
ووضعت  الوسادة  بينهما
وقالت بإبتسامة  ساحرة : تصبح  على

خير يا سليمان .. كان سليمان  لا يتمالك نفسة  وشعر أن شىء بداخلى يكاد أن ينفجر أن لم يقم بتقبيلها أو ضمها الى صدرة بقوة أو بحنان  لكنة توجس خيفة  أن تصفعة على وجهة وتتركة فى عرض الشارع ندمان .. واخذ يفكر ويفكر فيما يشدة الآن وكيف يتهامس معها  دون كلام وظل  سليمان  يرفع يدة تارة  ويخفضها    تارة أخرى  وكأنة  يقول سأحتويها بين ذراعى  مهما
الأمر كان  وليحدث مايحدث  لكنة تردد  وقال كل شىء بأوان

وهمس فى نفسة بالإلتزام  والثبات والإتزان  هو  سبيل
تقدير المرأة لة والأحترام
.. ثم بدأ  يحادث نفسة أى إحترام يكون وهو بين الجنة والنار  .. هل يعلن الإستسلام   ونظر الى المكان الضيق الذى بة
يحتويان هذان  الجسدان
وشر فى أغوارة كأنة فى مغارة لكن  بوجودها
شر بالإستحسان  .. فهل
يمتد يدة ليحتويها بين

أحضانة لو كان  الشعور
المتبادل  بينهما يأتيان .. أم ينتظر ..

ربما يجود علية الزمان
وتتحرك  عواطفها كالبركان  لكنها  كانت لا تعبء بما يدور حولها وفى الأذهان  فهى أول إمرأة تحرك  العقل  والقلب  والوجدان
إمرأة  يشتهيها  كل من
نظر اليها من الرجال وخاصة وهى فى قميص
النوم  الوردى  تنقلة  لعالم
الأحلام   .. شعر
سليمان إنة
يشتهيها فلم ير  فى حياتة كائن كان بهذا الجمال وتساءل  فى نفسة  لماذا  طلقها زوجها أكيد أنة ليس إنسان  من الذى يشاهد محراب الجمال  يتعبد فية من الذى فقد عقلة وقد وجد فى  جسدها كنزا ومكان .. وفى عبير  أنفاسها أروع الريحان  يالة من رجل مغفل ما أتعس الرجال أن تعاموا وعميوا ولم يسمعوا الكلام إلا  فى فقد كنز من الجمال لا يستهان فهل  لأنها
من أسرة فقيرة  اليس جمالها الصافى برهان .. أنها  نجمة
فى سماء عالية ن كل ربوة
ومكان .. وقد أعجب سليمان  بها فقد سلبت منة فؤادة

ولكنة قال فى نفسة .. ليست
الشهامة  أن  تفعل ماحرمة
اللة لى الإنسان .. وكانت نداءات أمة دائما تبدو أمام  عينية وهى تقول لة : يابنى النظرة  الأولى  لك والنظرة الأخرى عليك وسوف تحاسب يوم القيامة ن الأعمال فما أحلى الآخرة
إن برت الدنيا بأمان وفيها سترى ما قدمت يداك .. فأثنى يدية ولم ياعانقها واستسلم  للأمر الواقع
فهى لو كانت تريد شىء منة   ما وضعت الوسادة بينهما  .. وتلك علامة على
طهارتها ونقائها .. وظل  غارقا  فى تفكيرة حتى سمع
آذان  الفجر  .. فأستنهض
واراد  الوضوء  لصلاة  الفجر .. لكن سيدة  نهرتة بشدة  رايح فين دلوقتى ..
إنت بتقول  ياللى ماعرفتش
إعرف .. مافيش هنا   مية
.. المية تحت السلم  ومافيش
لمبة  ماتعرفش تخش  الحمام  بالليل  لأنة ضلمة كحل  ... نام اللة  يهديك ..





//////////// 2//////////
==============
ظل سليمان  يهفو بعينة ويرنو  كيف ينام   وكل
شىء يؤرقة  وكأن  على الفرش شوك يخشنة  ودفعتة
شدة الألم  للبكاء وقال فى نفسة  :  كيف هذا الظمأ  والماء  أمامى  زلال ...
وكيف أختبىء  مابين الحرام  والحلال ... وترك
أنفاسها تعطر المكان ....
تسلل   النور  .. نور  الصباح  الى وجنتيها فبدت
مضيئة مغرية بالذات  وسمع  منها  هذة الكلمات :
صباح الخير  يا ارق  قلب
خفق لة الفؤاد  .. إنت شهم
ياسليمان  وكنت ثلث  البيات

نظر اليها سليمان  يرمقها
بحنان  وثبات  فقامت وطبعت  على جبينة قبلة
الصباح وقالت لة  يسعد
صباحك يا سليمان  واللة
لو أملك المال لتزوجتك
فى الحال .. فقال يارب
يمنحنا المال وأشوفك  عند

كلامك أو   حتخلفى الكلام

فقالت لة : مش كنت بتقول
كل شىء نصيب  قال لها :
كنت بقول لكن دلوقتى بتمنى   قالت  لة :  انا
النهاردة  جالى شغل  فى بيت  واحدة ثرية  .. وممكن
أكلمها تقبلك  مدرس خصوصى  ممتاز   وخصوصا وانت مارست هذا  العمل بإخلاص ...
وتركت وداد لة  العنوان  إن
كان يريد  فعلا العمل ويسعى ليتزوجها  ويعيشا معا فى الحلال ..  فأجرة على أجرها  يمكن إستئجار شقة صغيرة   ويستكملا حياتهما معا فى سعادة وحب  وهناء
..  كانت على وداد ان تأخذ أجازتها  فقط  يوم  الجمعة ..
وهاهو لم يمضى يوم  على
غيابها عن سليمان  وقد شعر بالقلق والغربة الموحشة فى هذا المكان  .. واخذ يبحث  عن
عمل لة  فكثيرا ما يأخذ  مواعيد للأختبارات بعد  شهر  أو شهرين وهو  لا
يملك  أن يستمر  وليس  فى
جيبة ما يعينة  من المال ..
على مواصلة  العيش والإستمرار  .. وبعد بحث مضنى وطويل وبعد أن إستبد بة الإعياء  و
ظل بدون طعام لمدة يومين متتالين  ولم يجد حتى قطعة خبز جاف  .. ألا فى سلة المهملات فالتقطعها ونظفها
وأكلها  ..  كان يفكر فى
العودة الى أمة  واخواتة
البنات ... بعد أن اعياة البحث  والتفكير وبدأ يهلك
من الجوع ..  أستقبلتة  عائلة   هناء   .. عائلة ثرية

كمدرس خصوصى ليعطى  بناتها  هناء  وبسمة

وهند وابنها سامح المعوق  مقابل

عشرين جنيها  فى الشهر ..

على  أن  يتسلم كل جمعة

خمسة جنيهات منها يدبر إمورة .. وفرح سليمان فرحا  شديدا بهذا العرض الكبير ..
إلا  أنة فوجىء  بشرط  آخر
أن يقوم بجميع الخدمات  من  كنس وتنظيف  وحتى
القيام  بخدمات البنات ...
كانت  أم  هناء سيدة  ثرية

قرمزية العينين  رائعة الجمال  والتكوين والبنيان وكانت  بناتها  الثلاثة  من أروع البنات
كانت كبراهن  وتدعى هناء
فى السابعة
عشر ..  من عمرها  فائقة
الجمال .. طاغية الدلال  جميلة  الوصال خفيفة الدم
إبتسامتها تحمل كل معانى الإغراء للشباب والرجال
وحتى  لفت أنظار النساء

أنها طاغية فى  جمالها وليس  فى جمالها  مثال

واستطاع سليمان  أن يكسب  قلوبهم  جميعا
فى الحال ..    وسطر سليمان انفسة طريقة يسير   بها أو منوال ...

وأن ينال إعجاب الجميع  بما
يحمل من  معلومات وحكم تقال وتآلف معهم وكان سريع الوصال  فهو يملك طريقة سهلة للتوصيل كما  يملك الفكر للإنتقال من معلومة إلى أخرى  يستطيع  توصيلها بسهولة ويسر  الى البنات .. وشعرت  البنات بتميزهن   فى  المدرسة من خلال الأمتحانات  .. وكم وصل شكر المدرسة  الى السيدة ولى أمر الطالبة
 هناء فى الحال  وهى لم تتعود   على هذا   .. الشكر فى هذا المجال ..فأعجبت  بسليمان
وقدمت لة الحلوى  والطعام

ونال من الفاكهة  أغلاها  وأجودها  ..  وضحكت لة  الدنيا ولا تزال و بعد تجهمات واحباط  أصابة باليأس  .. لكن الأحباط
لم يستمر طويلا  .. فقد  تعلقت  هناء   بسليمان
تعلقا تام  .. ومن  شدة إعجابها  بة أرادت  ألا تفارقة  حتى  فى حمام البسين  تطلبة فى الحال  لحمل  ملابسها أو الإستسهال وتظل تطاردة فى كل لحظة وتنتظر أن تلفت نظرة  إلى  جمالها الفتان فتنتهز أى فرصة وعندما تقوم  بالإستحمام تطلبة بالإهتمام  كما  تجبرة  أن يقوم
بإعداد لها  الحمام ..  بل تمادت

وطلبت منة أن  يقوم  بحمل
ملابسها الدخلية أثناء  أثناء الإستحمام .. وهى فى جمالها الطاغى لا  تحتاج الى برهان  فكان يتملل أن
تسوقة صبية صغيرة على
عمل شىء لا يتحملة قهرا
بأى حال من الأحوال فكان يقف ويعطى ظهرة لها وهى  تستحم وتتحمم وعينية  فى اتجاة  عكسى للمجال  ..   فكانت تنهرة  وتتمادى  فى ينظر اليها بإستمرار .. فكان يخفى  نصف  عينية ويدار .. وتعجب  فى نفسة ماذا يحدث وما   تطلبة
الفتيات فى هذا الزمان .. لا يعلم أنها تحبة وتعشقة ولو علم  ماكان حالة هذا الحال   .. فقد كان يعرف أن الرفض  لة الكثير من السلبيات والأثار .. كما يعلم أنة لو
نظر إليها  سيفقد  كل المبادىء  والأحترام   فهو لن يستطع ان

يقاوم  إن فلت منة الزمام فهذا الجمال الساحر لا يقاومة إنسان  كان .. مهما

قدرتة وتمسكة بالإيمان ..
إنها  غريزة قوية وضعها
اللة فى الإنسان لإعمار
الكون  لكن فى الحلال ..
واعترف سليمان داخل نفسة بالهزيمة  بعد أن شعر أنة ملك متوج  يرى بمنظار مكبر  كون آخر لا يمكن لبشر أن يراة ويستمتع  بة
إلا  فى الخيال .. وحدث  نفسة عن  هذا الجمال وكيف
أن وداد  الأنثى البالغة اليافعة المكتملة  إنوثة  تسقط أمام جمالها فى الحال
وكان يعتقد  أن  لا جمال  طاغى يمكن أن يراة  بعد الآن  أصبح سعيدا بأوامرها
وكم يلبيها  بإستمرار دون ملل أو  ضجر أو إنفعال
كما كان فى بادىء الأمر
كان يضيق بهذا المجال.. أنها  قد  بلغت فى جمالها  مايفوق  البشر

وبلغت فى فتنتها التى لا تقاوم

ما بلغتة   وداد   التى  أخذتة  الى   مسكنها  فى الحجرة  الضيقة التى بها كان المبيت وكان البيات .. دون حتى قبلة واحدة  تخفف عنة مالاقاة  من أهوال   ...
تلك الليلة  التى جعلتة لأول مرة  يفقد الشعور والأتزان ويتمنى أن يضمها الى صدرة  ولو حتى حدث بعد ذلك  قتال ..كان فى غير إتزان حقا .. كان كل شىء بدأ

يتلاشى أمامة تماما تمام .. وتلاشت صورة وداد  أمام  جبروت هذا الجمال وتفوقة على كل من كان ..
وسأل نفسة  هل للمرأة
جمال  خفى  وهل كلهن  بهن  فتنة طاغية لا  يقوها
أبدا الرجال  وإن  اللة لة فى
خلقة حكمة ليكون للذكر نصيبا من الأنثى  أم أن الجمال   لة  أنوا ع من العطور وكم من الألوان    لقد  خلق  فيهن اللة هذة المميزات  من سحر وإنوثة وجاذبية  لم تكن فى الحسبان  ..  لعن  سليمان
هذة الظروف  التى أوقعتة فى هذا  المأزق بالذات ...
ولكن كان محببا  إلى نفسة  أو إعتاد أو أصبح  رؤية  تلميذتة  شبة عارية  نوعا
من الأدمان ..  أن يرى  جمال وانوثة الملكات

كانت صغيرة  لكنها تبدو ملكة من الساحرات ... رفض علية   وقبل الإستسلام  .. لكنة أدرك  ان
كل أنثى بها مسحة من الجمال  ..  وهذا الجمال مسلطا على رقاب  الرجال..
ولأول مرة  يشعر  سليمان
بشى  خفى يشدة الى هذا  المجال .. وتبخر  من مخة

أن وداد  هى الوحيدة التى تمتلك هذة الفتنة  والجمال
.. كانت الأنتقال صعبا  وكان  صعب الأتصال بوداد  حيث كانت تعمل ليل ونهار  من أجل ان توفر

حق الإيجار والسكن  فى هذا المكان الضيق  المختزن ..
وكان على سليمان الأنتظار
حتى يراها  قادمة آخر  الأسبوع  ببسمتها  التى

تدار وغصنها  الذى  يلفت
الأنظار ... إنتظرها    هذا
الأسبوع فلم تأتى  وكان علية  ألا يتأخر  عن  أم  هناء  وقد ادرك أنة مقيد  ولا يمكن  مخالفة  المواعيد   المقررة   وهذا إصرار ..
وفى لحظة  إنشغال  سليمان
بحمل ملابس هناء وهى فى الحمام  تتحمم .. وجد  أم   هناء  واقفة  تتفحصة   فقال
سليمان بخوف وتردد :  هى
طلبت منى  الوقوف هنا بالملابس  والأنتظار   .. وتوقع  أن تقوم بطردة  فى الحال .. لكنة فوجىء  بأنها
تعرف كل  شىء  حتى أدق

الأسرار ..  فهدأ وإطمأن  أن  عيشة لن ينقطع  وسوف يواصل  العمل  فى الدار ..
لكن شىء إستوقفة  أن يؤدى
هذا العمل مع  الأم نفسها  ..
فقبل  أن يحمل لسونيا ملابسها  وهى أم هناء ولكن   بعد تردد   وكاد ينهار
أنة أصبح خادم  يدار  .. يؤدى  ما يطلب  منة بإهتمام  دون إعتذار ... لكن هذة المرأة  الحادة النظرات
سخرت منة وقالت  أتدير
ظهرك لسيدتك .. إعتدل  أنا
مليون رجل يتمنى  النظر ولو ثانية  ويحدق الإبصار  وتبقى الثانية علية  كتار .. كانت المرأة

جسدها مغرى كأى أنثى  لها

من الجاذبية ما  يثار  .. إلا
أنها فاجأتة  قائلة : أحبك  يا
سليمان ماتبقاش حمار  .. إنت  عارف  جوزى فى الخارج  وبقالة عدة سنوات
والبركة فيك بقى  أنا طال بى  الإنتظار  ..  نظر اليها

سليمان  قائلا :  لا ياست  حرام  ربنا شايفنا  وهو حليم
ستار  .. قالت لة بحدة  :  حليم  ستار   ينى أية يا حمار   ماهو رنا كريم  غفار  ..  قال لها بإعتذار   :
معلش سامحينى أنا ماقدرش
أعمل كدة حرام  .. قالت لة  بإستهتار :  أتقاوم انوثتى يا جبار  ... انا بعطيك  عشرين  جنيها وهم عليك كتار  .. كفايا عليك عشرة

قال لها  خلاص :  كفايا عشرة  وسبينى أختار .. ماتخلنيش مقيد  بحبال ..
.. أدرك سليمان  أن لا مجال للحوار  ..معها  فقد أشترتة بالمال والنار .. وسرح بخيالة  لماذا  لم يقف
فى وجة هناء ويقول لها أيضا حرام  ولم ينهار  ام
أن هناء لها من الجمال كل
إعتبار .. نظرت الية سونيا
بإحتقار وقالت : ياغبى يا سليمان  هل  الغبى  يترك الجنة ويذهب الى  النار  طائع  مختار   طريقة الذى
يأخذة الى الدمار  .. وصرخت فى وجهة  وقالت بإختصار : أنا    من أجل رغباتى   سأزيد مرتبك عشرين  جنيها أخرى
بشرط  الطاعة العمياء .. دون إعتذار وهو لم يدرك  أبعد  هذة  الطاعة فقد أجبر
أن يدلك ظهر هناء الفتاة البضة الجميلة وان يحممها
ويدعك ظهرها بالماء  والصابون  .. ورفض  أن
ينقاد إلى أمها   التى  قد

تفوقها

فى الفتنة والإبهار .. وعرف سليمان ان  جميع  الجنس اللطيف  لة  سحر   وملكات خاصة .. وان
سحرهن عندما يكن فى
حالات  الإستحمام
ومنذ  هذة اللحظة شعر لأول مرة  بالجنس لكنة  حتى  الآن لم بقترفة  واصبحت المسافة  بين السقوط لا تعدو    مترا
واحدا فهو على حافة الهاوية
فقرر  أخذ العشر جنيهات  ولا يريد  الزيادة  لأنة يخشى المحرمات وليريح ضميرة ويبتعد عن المنغصات  إلا   أنها  قامت
بتخفيض العشرة جنيهات الى خمسة جنيها   يتسلمها  فى
آخر كل شهر دون تقديم  تنازلات وقد إنتقص الغذاء والطعام  الذى يقدم لة كما تعود فى كل  وجبة أن يقدم لة أشهى
الطعام والذ فاكهة  ومع كل إحترام .. أصبح  سليمان  الآن  لن يتنازل  عن مبادئة أو يرحل ن هذا الدار ..  فى  أمان .
     ---------------
   الفصل   الثانى
     ----------
كان على سليمان  أن يختار
  بين حبة  لهناء  أوكامل مشاعرة لوداد  .... أن يظل
و أن يرى ملكات

الجمال يسبحن  فى  حوض
السباحة  ويتحممن  فى  البانيو  ..  وأن يدلك  أرق
القوام  .. كانت هناك من  تدعوة
أن يكون لها  فقط  مهما  كانت  الفروق  والمكان ..
وهن  وداد  وايضا  هناء
وقد ألنت بصراحة أنها
أحبت  سليمان  وهامت  بة

وشغفت بة   حباَ  وغراماَ
وهوان  .. كم أصبح جسدها
البض النابض  صالحا  لزوجين  يلتقيان ..  كان  قوامها  أسطورة  لم تكن  فى  الإتيان  ..  وكان سليمان   شابا وسيما يحظو
بمكان  .. إلا إنة من طبقة فقيرة  تعيش فى النسيان ..

وكان وجة  هناء  كالقمر المضىء  يشع نورا  وبهاءا

أخذ  سليمان  يقارن مابين  وداد  وهناء  فالأولى مكتملة الأنوثة  ليس فيها شىء يهان
جذابة  فى إبتسامتها  كل الحنان .. لكن  الفارق  كبير
جدا  فى جمال الوجة  الذى فى  هناء  لا يستهان  بة ولا
يوجد  مثيلة  إلا  فى عالم الخيال .. الأولى  قريبة  المنال  و هناء بيدة المنال فزواجها مستحيل  تمام ..
.. فهى فوق فى عنان  السماء  .. وهو على أرض  الواقع  تخوص فيها
الأقدام ...  لكن  هناء من خفق   قلبة لها من أول  وهلة  لكن وداد .. أستهوتة
عندما   عرف سر جمالها
الفتان فى إنوثة  لا يقوى

على مقاومتها  إنسان ....

ومابين تردد  وإختيار قرر

سليمان   أن يمسك  الحبل

من منتصفة  .. فيعرض

على وداد   الزواج  إن أمهلتة  بعد  أن  عمل
 خادم  فى منزل الأثرياء

لا يستطع أن يقرر ما يشاء

يعطى الدروس الخصوصية

ويشتغل  فى البيت فى كل مكان  ..  حتى تحميم  الملكات من البنات .. لكن خفض أجرة
لأنة لا يريد  أن يرتكب الحرام  وربما  قد  حان  طردة  أن لم ينفذ  الأمر  مهما  كان ..  ولكن لولا
تمسك  هناء  بة لتم طردة
فى الحال  وقد حدثت  مشاجرة  لهناء مع أمها  وهى  تقول لأمها  هو دة
أحسن مدرس خصوصى بيفهمنى وأنا بفهم  منة  وكمان
ما ينفعش طردة  هو   عمل
أية   .. كانت الأم تقول  بحدة : إنة شديد  العصيان

تقول  لها هناء : الزاى يعنى

إنت  عيزاة يقلعك  هدومك

ويلبسك وأية كمان ..

تقول الأم :  زى ما أطلب
منة بالتمام يعملة  حتى لو كان .. يقل هو كمان ملط
قالت لها هناء :  إحنا يا أمى
فرطنا فى الشرف  ومع ذلك هو بيحافظ  علية تمام وبإهتمام .. بيدينى  درسى بإخلاص  وبفهم  منة المسعتصى لم يطاوع  رغبتى  وظل متماسكا وهذا
جعلنى أحبة أكتر واتمسك بية
لم يدخل لى مرة دون إستئذان ولم يحتوينى فى  أى مرة  فى أى مكان ولم أشاهد  علية  إلا  الإتزان ..
قالت الأم  :  أنا بفلوسى أعمل  كل حاجة أحنا  أغنياء  وإن لم تمتعنا فلوسنا

نكون فى خبر كان .. نظرت
اليها هناء بإندهاش  فلم تتعود  أن تسمع من أمها  هذا الكلام  ولم يدر بينهما  أى
حوار كان  بهذا الأسلوب
فى التوهان  فنظرت إليها هناء  بإمعان وأضحت  تقول لأمها بإندهش  تام : يا أمى
أتركى  سليمان  لي فنحن فى  سن واحدة أنا إطلعت على  أوراقة ومستنداتة هو
أكبر منى بسنتين  بس  يعنى

الفرق بينك وبينة كبير  هو فى أول  الربيع  وانت  فى

خريف  العمر  والشتاء قادم

دون أن يضيف  شىء  لك .. ثم  أعادت  قولها

 أتريكة يا أمى لي  فنحن  فى  عمر
واحد   إما   عمرك  فيكفى
 نظرت الأم بحدة وقالت :
وما نهاية تعلقك بحبل دايب
هل سليمان يمكن أن  يحقق لك الأمان . .. تتجوزى واحد   خدام  لا يقدم ولا يأخر كمان هو
شاب فى غير مستوانا  والنظر  الية
 جريمة  وعصيان ..
قالت هناء بحدة : لا يمكن  حرمانى  من شاب عشقتة
بقلبى وعقلى واصبح عشقة إدمان
قالت أم هناء :  هذا هو الخطر  بعينة والخطر  لا
يستهان ..
وتمادت  الأم  مع إبنتها  حتى  أنها  صفحتها  على
وجهها ولطمتها لطمة قوية
عندما   قالت لها أنا  بحبة قوى يامامى  هو  قُريب ينهى دراستة الجامعية
ويكون مهندسا  يشار إلية بالبنان  والفقر مش عيب ..نظرت اليها  أم هناء متبرمة
وقالت : أكيد إنت فقدت عقلك  عايزاكى  تفوقى وصفعتها صفعة  قوية  على وجهها وإستردت قائلة لها : إنتِ بتصرفى تصرف خاطىء أنا سيباكى تتمتعى
تلعبى تضيعى وقتك  لكن الحب لآ  مش عندنا  أبدا
ووقت ما تنهى دراستك أنا  عارفة حجوزك  مين إنت
عارفة قد إية مرتب المهندس فى الشهر إنت بتصرفى   فى اليوم   قد

مرتب مهندس فى الشهر إنت ناسية إنت بنت مين  فى  هذا الزمان  وعندما

قالت لها هناء بإمتعاضة : إمال إنت يا (مامى).. ناسية وجود  بابا  معانا وناسياة خالص وما بتعمليش
حساب لغيابة  .. أعادت  أم هناء  لطم  هناء  لطمة  قوية  .. فتركتها هناء
........   وهى تجرى باكية ..
وأغلقت  باب حجرتها عليها

وظلت  تجهش بالبكاء ......
ظل  سليمان  يقدح  زناد  فكرة  هل هو مع الأستقرار
مع إمرأة جميلة  مثل وداد تكفى  لأن
ينسى الدنيا وماعليها أم  مع
فتاة  مثل هناء رائعة الجمال  تلهبة
بسحرها وقوامها الفتان فى كل زمان  وأوان ... فلا يستطع
الذهاب إلى عملة لأنة   مشغول البال .. وقلق للعودة
فى الحال ليظل برفقة زوجتة  طوال الليل والنهار
وخاصة مثل هناء فائقة الجمال  .. إذا
نظر اليها  سرتة  وسحرتة
وجعلتة دائما مشغول بها
وهيمان  وإن  إرديت لة قميص
نوم  يكون  مغرما بها وهيمان .. فقد يهيم
فى حبها يشتهيها  كإدمان أو
يحتويها ..  دون إستئذان  وأخذ يقارن بينهما  فى الجمال  وداد وهناء هو شغلة الشاغل الآن  ومابين  الأنوثتين  فهناك فارق  مادى  شاسع  كالفرق  بين
الأرض  والسماء  أو بين
الممكن   والبعيد  المنال ..
وشعر  إنة يعيش  فى مسحة من الخيال  وسأل نفسة سؤال
من أين يحضر   لهناء  المال  أما  عن  وداد  فيمكن  تدبير  بعض المال القليل  بأى حال من الأحوال ..  وهو ممكن ولا يزال  .. فقام  من فورة   دون  إستئذان  ليذهب  الى
المكان    الذى تقطن فية  وداد  وقد أصبح هيئة وشكل
سليمان  مألوفا بين السكان وقد عرف أن سليمان  أخ لوداد  .. بحث  سليمان عن وداد  وفى كل مرة لا يجدها
وقد أدرك  أن هناك شىء ما  قد حدث لها  الآن  فهو دائما  لا يجدها ولا يعرف
لها عنوان  غير الذى  دونتة وكتبتة لة  بقلمها   منذ  عشرين  يوما  بالتمام  ... جلس سليمان فى
غرفة وداد  الضيقة وطافت  بة
الذكريات   وتخيلها  وهى ممسكة بصنجات وتقوم من فورها وترقص لة الف رقصة ورقصة تسلب الألباب وتشدة الى أعمق الأعماق  وقد تأخذة للمتاهات .. وشعر أنها بجوارة  تمسك  يدة  بحرارة
فيهدأ الجو من الغليان  وتخيل قميصها الوردى يعطى    يزيد من الإفتتان   ..كم تبدو

 كحورية  وقوام  كالغزلان
.. أخذ يدقق  فى كل محتوى
الغرفة يستنشق عطر أنفاسها  الفتان .. ويتخيل أنها  جوارة تقول لة  أنا
عروسك الآن ضمنى الى صدرك  وأرونى بالحنان
إننى ظامئة  أحتاج  الى ندمان يقدم لي الكأس الآن  .. أخذ يتخيل  ويتلفت
يمينا ويسارا   ربما تأتى وداد  الى  هنا الآن  .. فأبصر
ورقة مكتوبة  بخطها  تقول :  حبيبى سليمان أنت من شغلنى الآن وبت  أفكر  فيك
و  لا أستطع النسيان .. إنتظرتك  يومان  متتاليان  ولم أظفر برؤيتك  فماذا حدث  وماذا كان  هل أنت بخير  ولماذا  قسوت على هل أحببت وداد   أم غرقت الآن فى النسيان  جاءنى اليوم  برقية

وفتحتها كانت مفاجأة لي وفاة أمى وكانت  أكبر صدمة أثرت فى الوجدان  فقررت أن
أراها  قبل رحيلها  الى عالم
الخلود .. واستسمحها  إن
كانت تقبل منى السماح  بعد
أن تركت لها  الأرض التى تعيش فيها وغيرت الزمان
والمكان ..  سأذهب إليها الآن  ربما  تسامحنى عما قد بدر منى وكان  .. وقد أعود  فى يوم  من الأيام ..
إلا  إذا  تعذر  الإمكان .. بسبب
هروبى  دون علم  أهلى ..ودون أى إستئذان
وهل سيأخذون حذرهم منى  ولا يمكنونى  من  الأفلات والحضور  اليك يا أروع  شىء فى حياتى  والنظر اليك  هو راحتى لقد أنسيتنى صدمتى الأولى  فى الزواج
ونسيت هذا الرجل الأول فى
حياتى  تماما تمام الآن .. منذ أن وقعت فى غرامك  من أول  لحظة رأيتك  فيها فى المطعم  وكم كانت حجتى واهية  أن أتقدم لأتناول الطعام معك دون إستئذان وتحججت  لأكن معاك نتناول الطعام معا  فى المطعم لكن كانت هذة حجتى أفتعذرنى الآن أعرف أنك أصغر منى  كثيرا  لكنك  وسيم الطلعة وقوى البنيان عشقتك كثيرا   وأحبك كثيرا يا سليمان واتمنى ان نتزوج الآن بدون ان تعمل حتى ولو كنت عاطل سأصرف عليك كل المال الذى أدخرة فى الحال
ولن أبخل  عليك وقد قمت بتغيير شروطى .. ولم تعد لي شروط بعد ألآن   فقد  صرت  فى دمى وفى الوجدان ..
وأخشى عليك أن أترك لك
العنوان فيكون فى قلبك مثلما فى قلبى  فتحضر للبحث عنى وهذا  غير مستهان فقد يقتلونك أهلى  وربما  يظنون إنك  سبب هروبى
وترك المكان ..
أو أنك  الذى  شجعتنى على الهرب والنسيان .. فمعذرة حبيبى أن
قبلوا إعتذارى  أو أصبحت فى خبر كان .. فإن كنت فى خبر كان ياريت  تقرا  على
روحى   الفاتحة وأتمنى لك النسيان  .. إما لو تبقى فى عمرى  دقائق أو كانت فى حياتى دقيقة واحدة باقية لأتيت اليك فى الحال  وداعا يا أروح حب كان فى قلبى إدمان ولعلمك    أنا قد دفعت إيجار شهرين مقدما  ربما تحتاج الى مكانى هذا وفية احلى ذكريات
تحياتى حبيى مع أرق القبلات  ( حبيتك المخلصة وداد )..
     --------------

  كانت هذة الرسالة بمثابة النار التى تأججت فى صدر
سليمان  فهى المرأة  التى أحبتة  بصدق  هو  الرجل
الذى عرف  سر تكوين الحياة  وسر  الجمال فى
الأنثى  وقد إجتاز  الإمتحان
بسىلام  فقد نال  من وداد كل حب وإحترام .. وعرف
مكامن الأنوثة كيف تسكن
وكيف يكون الحب والود  والوصال ...  وقارن بينها
وبين  هناء التى تعتبر سيمفونية  لآخرى  للجمال
الذى وصل الى أبعد  من
الخيال  وإن  القرب  منها
محال وهو  فى الحسابات
العقلية بعيد  المنال .. لكنها
هى خفقات قلبة المستمرة
ولا تزال ... وسأل نفسة  هل فى  الصدر قلبين  فى
جنبة أم هذا وهم أو ضرب
من الخيال  ومن  الأسلم
لسليمان  أن يختار   بنفسة
المستطيع  بلا جدال .....
واستقر أن  يرتبط  بوداد
ويقطع  خيوط  اللإتصال
بينة وبين  هناء لأن  حب
لها  سيكون علية وبال ..
فمن يستطع أن يصل  الى
النجوم  بسلمٍ  مكسور أو
دون راسمال .. فكتب رسالة
رقيقة لهناء  قائلا : تلميذتى
النبيلة  هناء  وملكة جمال الكون  .. أنا راحل  واعرف
إنى بدونك لن أكون  لكن
الإستمرار  معكى  يعنى الإنهيار  فما  هو نهاية المشوار .. أنك ستنتهين من دراستك  وتتزوجين  من رجل  من الأثرياء  الكبار
وسيظل قلبى متعلقا  بكِ
مكويا محترقا بالنار ...
وداعا  فأنا أعلنت لك  لأول
مرة حبى  مع الإعتزار ..
ملحوظة : حبيبة قلبى   كل
أوامرك  لي  كانت محببة
عندى  ولها قلبى إختار ..
وستوحشنى أوامرك  ومعذرة  مرة أخرى  إننى
كنت  لها أندار .. أندم  على
كل وقت  كنت لم  أستسلم

فية  .. لأن قربك  هى الجنة
وبعدك هو النار  وداعا يا
من  عشقتة  وسيظل  عشقى
لة بإستمرار  ( سليمان الهيمان )..........
    -----------------
  ظل سليمان  يبحث  عن وداد  فى كل مكان  وهو
يمنى نفسة بزوجة  فاتنة
لها  قلبة إختار ..  هى أقرب
الى الملائكة  لم ترتكب أخطاء  ..  أستمر  سليمان فى الإنتظار   اسبوع  إسبوعين  ثلاثة  أسابيع ..

حتى نفذ  النقود  معة ولم

يتبقى  إلا   جنيها  واحدا

واصبحت معدتة  خاوية

فدخل لشراء  سندوتش
طعمية وفول  من مطعم

قريب  من مسكن  وداد ..

وبدأ يستعد  للعودة  الى

منزل أمة  بعد  أن أعياة

إنتظار  وداد .. وسرح

كثيرا  كثيرا  وطويلا ..

فهو سيعود  خالى الوفاض

وماذا سيقول لأمة   بعد  هذة  الشهور   من

الغيبة  الطوال ... وأثناء

تفكيرة وتأملاتة  .. وهو

يقطم سندوتش الفول دون أن يشعر أن لة طعما او
مذاق .. وجد من يمسك منة
السندوتش  ويقطمة بإشتهاء

نظر فى الأفق وتأمل  فكانت المفاجأة  من العيار
الثقيل لم يتحمل وقعها بعد
طول إنتظار  .. كانت  هناء
بقامتها المشرقة وقوامها الرشيق وخصرها الممشوق  وغصنها البان  .. تحيية بإمتنان  .. وعلى  وجهها
برنيطة  تغوص  فيها ولا

يظهر من جمال وجهها الفتان  إلا  عينيها  وهى
تغنى عن السؤال  فعرفها
سليمان  فى الحال .. وسألها
لماذا انت  متنكرة يا ملكة
الجمال   فقالت مستنكرة :
يعنى مش عارف  لية  ..
عشان فقدت  بيك الإتصال
بعد أن تركت الرسالة البايخة  كنت فكراها  مش
بجد  وإنك  بتحاول  الهزار
ماخدش ولا  اديت  لأنى
عارفة إنك ماتقدرش  تستغنى  عن هناء .. طلعت
جبار  ... نظر  اليها  سليمان وقال : وانت رايحة
على فين دلوقتى    حدقتة
بنظرة من نار  وقالت : ما
عرفش
قال لها بإستغراب : ما تعرفيش يعنى إية
.. قالت : ماعرفش وخلاص
قال لها : الزاى  يعنى أنت
نازلة تتفسحى  بس
.. قالت لأ .. انا ماعرفش
رايحة فين   قال لها : خلاص  أوصلك  للبيت
قالت بحدة : ماقدرش أنا سيباة  بقالى إسبوعين  بعد
مافقدت بيك الإتصال  وعرفت  إنهم بيدوروا على
والبوليس بيدور  علىّ  وكمان  عليك .. لأنهم  فاكرين إنى هربت معاك  وطال الإنتظار  لم أرجع

ولم  أبيت فى فندق فاخر

لأنهم  بيدوروا  علىَّ فى كل الستشفيات  واقسام البوليس
والفنادق .. وعملوا نشرة
بالأوصاف .. وعشان  كدة
أنا  بخبى وشى  وما لفتش
الأنظار   .. فهمت بقى أنت عملت في  أية ... قال لها بإهتمام :  تعالى  نقعد على
كرسى من كراسى الجنينة
دى ونفكر  حنعمل إية  ...
قالت ولو قبضوا علينا  عمرك  ما حتطلع  من السجن  وستظل فية قابع بإستمرار  من الذى سيخرجك  لا صاحب ولا
صديق ولا جار  .. إنت
مقطوع  من شجرة من الأشجار  ... ولا حد  حيشعر  بيك  فى السجن أو  ورا   القضبان   ... قال لها:
لية حطيت نفسك  فى هذا المأزق الحرج  .. وأنا كمان

إنت فى السما فوق  وانا
تحت الأنظار ..  قال لها بجذع :  طب أعمل إية دلوقتى   أوصلك قرب البيت  وانتظر لما تدخلى
وبعدين  أمشى  أنا  ...
قالت لة  : إنت مابتفهمش
ياسليمان أنا سايبة  البيت
عشانك  .. بعد ما خلصت
آخر إمتحان  .. عايزنى
أرجع  أنا إستحملت أسبوع
كامل وانت بعيد  عنى ..

وكان من الشهامة  ماتسبنيش  أيام  الأمتحان
قال لها : ما أنا راجعت  ليكى  الف مرة  .. وانت
فهمت  كل شىء بإقتدار ..
وسبتك تكملى المشوار ..
وسبت لقلبك  طريق الإختيار  .. فقد أعلنت لك
حبى   بعد أول إختبار ..
وكنت أحسب أن  هذا الإعلان  سيفتح  على

قلبى  الوبال وتطلقين علية
النار ..  ولو كنت أعرف
غير ذلك  ماتركت  الدار

حتى لو حضرب بالنار ..
ولم  يبوح  بسر قلبة  مع
وداد   أو ماكان ينتوية او
مابة من أسرار ... بعدما
فقد  وداد   ولم يعد  بينهما
إتصال ..  قرر الصمت

واردف  قائلا : طب قوليلى

نعمل إية

قالت لة : اللى يسرى عليك
يسرى على  أنا  باقى معى
مائة جنيها  هى كل  ماتبقى
من الألف  جنية التى  كانت
فى حقيبتى  المدرسية  ولم

أفكر  فى النقود  مطلقا

فمعذرة ياسليمان  هذا

المبلغ  الضئيل  لن يكفى
للإستمرار .. أوعدك أعمل
ونكمل المشوار ..  قال لها
بلهفة :  اتعملين من أجلى
يا اجمل  فتاة وقعت عليها
عينى بس أخاف  عليكى
من العثار ..  قالت لة بحدة :
مايقع علي  يقع عليك  لكن
علينا  أن ننصرف عن هذا المكان  وإلا  وقعنا  فى
الأخطار ...  قال لها : وفين
سنتوجة   والزاى نكمل المشوار    .. قالت لة بحدة :
على الحلوة والمرة  نتحملها
معا  حتى لو ساقتنا  الأقدار
تعال  نذهب  الى مدينة أخرى  أو  قطر من الأقطار

نختفى عن أوجة الناس ليل

ونهار  حتى يملوا الإنتظار ويتركونا  نعيش فى أمان وسلام  دون إنهيار ...
قال سليمان :  النشرة  التى
فى كل مكان  تمنعنا من
الإستمرار .. أو المبيت فى
فندق واحد .. نحن لسنا أخيار  فلم نتزوج بعد  حتى
نطمن  السلامة والإستقرار
 قالت لة  : أنا بلغت الثامنة
عشر  إلا  شهرا واحدا  ويمكنى  إختيار شريك  حياتى  فلا أنا قاصر
نتزوج  ونعيش كالشطار ..
وماحدش يبقى لة عندى
حاجة  ... فقال لها : إنت
متأكدة  إنك إخترتى  صح
وإننى الشخص المناسب
لك ... وإلا   سيطلبون فسخ
العقد  لعدم  التكافؤ ... قالت
لة  :  مافيش كلمة عدم التكافؤ  فى قاموس  الحب
والزواج مادام  الزواج  جاء
بالحب والإختيار ..  وانت
الحمد للة  متفوق  فى كليتك

وبتذاكر ليل ونهار .. أنا  كنت  بطل عليك  القاك  بتذاكر بإستمرار  ليل ونهار
إنت طاقة ر يستهان  بها
وكام سنة وتخلص  وتبقى
مهندس  لك شأنك من المهندسين  البار .. ولعلمك
أنا إخترتك  بقلبى  مش بعقلى  ولا تفرق معايا
إن  كنت مهندس أو جزار
.. المهم تكون معى يا أرق شاب  سلب منى قلبى  دون
أن أختار أخذ قلبى بقوة منى
وبات فى فراقة أعيش  فى
عذاب ونار .. نظر اليها سليمان  بحنان قائلا : يعنى
مش حتندمى فى يوم  من الأيام   لو تزوجنا
قالت بلهفة : دة يوم المنى
كنت لي  مدرس خصوصى بإقتدار  .. وكنت حبيبى  وكان  صعب علي الإنتظار
وتحملت سخافتى ليل ونهار
وكنت بحاول أستوجدك جنبى   وكنت  تلبى  دون إعتذار ..  كنت لي الحبيب
والصاحب والجار ..  جعلت

حياتى كلها  نهار .. كان قلبى  معتما  مظلما  لكن
كم تلقى منك إنذار أنك
الفارس القادم  الذى لة سأختار  .. كنت  أكلم نفسى
عن حجم البرود الذى  أقدمة
لك وأنت تغلى فى نار ......
وتنظر الي  وتلبى وأنا فى
شوق وإنتظار .. أنت  حبيب
قلبى  ولك وبك سأختار  أن
ترافق  قلبى وتظل معة بإستمرار  .. نظر اليها  سليمان  نظرة ود وحنان وقال :  ليتك أفصحتى عن
حبك  ما حاق بنا الأخطار
وكنت إنتظرك  حتى آخر
المشوار  .. أنتى حبيبة
قلبى  وسأظل جوارك  طول
عمرى حتى لو القوا  بى فى
النار سأظل فى الإنتظار طالبا  حبك وودك .. وسأسعدك  طول  حياتى
وسنمحى من الشقاء  كل

آثار
-------------------------
.......................
نظرت هناء الى سليمان وقالت : حنركب  إية  عشان  نبعد
ونكون فى أمان  يا سليمان

قال لها مش عارف إحنا رايحيين  على فين أنا بفكر
فى موضوع  ..  كرديدة
عند  عمتى  فريدة  .. نقعد
معاها   مدة   عشان مانلفتش  الأنظار ... قالت لة : وماذا ستقول لها  وانت
قادم بي الى هناك  وكيف ندخل  الدار ..
قال لها :  هل تقبلينى زوجاَ
قالت لة بإبتسامة : طبعا موافقة  أن تكون بعلى
.. ضحك سليمان وقال :
خلاص حقول لها إحنا عرسان  جداد  وانت زوجتى  وجينا نقضى شهر العسل  عندك يا عمتى ..
هل تقبلينا بإختيار .. إن قبلت  سنقضى أسعد أوقات حياتنا لسنا كزوجين  بل
كحبيبين   حتى سنحرم أنفسنا من الهزار .. فقالت
لة : لكن ستحمينى بنفسك
أنا جسمى بقالة  مدة  طويلة
ما استحمم  وإمتلى بالغبار ..  قال لها : أنا تعودت  على  ذلك  وعرفت كيف أقاوم  شوقى اليك بإستمرار
فلا تخشى شيئا منى  أنا
أعرف طريق الحب بالإحترام ..
قالت لة  : كنت أنت  خير
معين وحبيب  وجبار  لا
تتحرك عواطفك حتى لو صوبت  اليك النار .....
همس  سليمان  فى إذنها
وقال : بحبك يا هناء ..
أنت فرصة الأقدار  ولن
أتركها   حتى بالحديد  والنار  .. أنا تحت أمرك
مادام قلبك إختار .......
وتحركا معا  صوب القرية
ويداهما ممستكان بعضهما ببعض  مترعشان  تحركهما
أوتار المشاعر  وتبث  فيهما
الإسراع والإقدام .. وطرق سليمان  باب  عمتة  التى
لآثرت الا   تترك  القرية
كبقية أخواتها حيث الخضرة
والماء  والوجة الحسن ...
والناس الطيبة والوجوة السمحة   والحب الذى  زاد
والبراءة  دون خبث والتواء
وكم رحبت  العمة سعدية
بهما  وذاد  بهما الوصال وقالت  لأهل  القرية إبن
أخى مع عروستة عقبال
عندكم  وحسن بهما الإستقبال .. كانت العمة
تقدم لهم أشهى  الطعام
وكان سليمان  يعطى  صابر
وفرج .. الكثير من النقود  حتى  لا يكلفهم  ثمن الكثير من الطعام  .. وكان الكل يأخذهم  الى التنزة فى الحقول  الخضراء  ويلقون
بالحجارة  على أشجار التوت   ..  وكانت هناء فرحة مبتهجة  بمل الحفاوة فى  الإستقبال وتقول إنها 


         - 2 -
قاتلة أنت ..  يابحار السنين

ظالمة أنت  ياأرض الحنين

قاهرة أنت   يادموع الأنين

فاترة يا أيامى وبمن أستعين

أبأصحابى أم بالقلب الحزين

ماجدوى ان تبقى همومى كقطعة محترقة

من القماش الردىء ..وتبقى آلامى عائمة

على بركة ماء قمىء .. وان تبقى  حياتى

عرضة للضياع البطىء ... كانت كلمات

محمود مشاعر وأحاسيس تفيض فى بحار

عميقة لا تضىء .. استلقى محمود  على

فراشة يستجمع عناء التفكير

مسافات طويلة للأحزان
//////////////////////
اتمزق قطعا  .. أتجزأ  إربا  لا   شىء  يعيدني إلى  حالتى  الأولي  بعد  أن كبرت    وقد  ذدت  وهنا .. وضعف  سمعى .. وخذلتنى 
قدماى  عن  المسير  ..  أحيانا أكون  متشوقا  لأولادي  وأحفادي  فلا  أجد مكانا   لقدمى تسير  ..الآحزان  تلفنى  لفا  ..  والألم  يطوينى  طيا  وقلبى  يدمى  وغقلى يسرح  وأتخيل  نهايتى فأجدها مأساوية  .. أنظر   بعينى الدامعتين  فلا  أحد  يسندني  أو يقدم  لي  العون  أراجع  تاريخ  أيامى  فقد تحملت  ما لايتحملة  بشر  كنت  صغيرا  كسائر  أترابى لا  أجد 
  لبسا   مثلهم  وحذائى  الذى أرتدية  بلا   نعل  فأوصلة  بسلك  يلهب  باطن كعبى نارا   نتيجة الإحتكاك  بالأرض  ..  أحاول  أتفوق  دراسيا  كى  أحصل على  قلم  أكتب بة  أو كراسة  فليس  معنا  نقود  لشراء  كراريس أو أقلام  ..  فكان  التفوق  لزاما  لكى أستمر فى التعليم كنت  طفلا  خجولا  متلعثما  فى النطق  ..  فكنت أجيب  على  أى سؤال  بإختصار تام حتى لا أقع  فى سلسلة أخطاء 
حدث  بساقي إلتواء نتيجة  إننى كنت أسير  بنصف  حذاء  نصفة فى قدمي والآخر فى الأرض أمضيت  حياتى  بالطول والعرض  لا  أعرف لماذا أنا  بالظبط   حكم  علىَّ  بالفقر  وإشترطت الدنيا   علي  هذا الشرط   ...أن  أستمر  وفى يداي   قيد   أمى  الست  الطيبة الجميلة  الشريفة تحملت ملا يتحملة  بشر  وظلت  ترعانا  دون  تفريط  فينا  وكان  لجمالها  خزائن  من
الدهب فرفضت  كل  ذلك  من  أجل  أن تكمل  رسالتها

 معنا رغم   وفاة

الأب  .. وتعثرت حياتنا  المالية  وتبعثرت أحلامى  فى  أن أجد  ملاذا آمنا  أحتمى  بة  ... تعلمت أعطاء الدروس وأنا  تلميذا  صغيرا  لكى أجنى بعض الأشياء الصغيرة  .. وآخرها  درس خصوصى  بجنية  فقط طوال  الشهر  كان عونا  لي على مواصلة  حياتى .. كنت أمى  الحبيبة تتكفف  للذهاب  إلى  عمتى  حميدة الثرية  من أجل   خمسة قروش  تطعما  بها الغداء ورغم    ثرائها  الفاحش كانت عمتى تتهرب من أمى  التى كانت  دموعها المنهمرة  عنوانا لفشلها  فى  الحصول  على  أى قرش  تسد بة رمقنا  فكنت  أنظر  إليها  وهى تبكى بكاءا  حارا  ملتهبا  .. وعيناها تورمت من البكاء  وأنا حزين  لا أستطع عمل شىء  لأنقذها مما هي فية ..كنت أنظر  إلى  عينيها الزرقاوتين  المضيئتين ووجهها  الأبيض  المشرق  فأجول  بخاطرى  وأبكى لحالها  وما وصلت إلية  .. وكانت نصائحها لي   هى أغلى  ثمن  وكنت أحفظها عن   ظهر قلب  وأعمل بها علمتنى  الكثير  عن  الحرام  والحلال وخلال  خياتى كنت أطبق  القيم   والأخلاق  والمروءة والشهامة والنخوة  ..  كنت ملتزما  لم أنحرف يمينا أو شمالا  ..  وعلى ذلك   حصلت على  الثانوية العامة  وتركت الجامعة مؤقتا لأعمل  فى اى  عمل يعيننى  على  الحياة  ويقوينى لأصرف  على أمى  الحبيبة  وبذلت  ما  فى وسعى  كنت أجوع وأتعرى  وأنام   فى الخلاء والأمظار  تنزل  علي  وتهطل  وأرتجف   وجميع  مفاصلى  تلتحف  .. واقاوم  أيامى  وأعتكف  .. وكنت  فى مواجهة العواصف  لا أخف .... مؤمن باللة  والنصيب  وبكلام أمى  الحبيب  ونصائحها  التى لا  تخيب  فكنت لا أفعل الحرام ولا  أستجيب  ... كنت  جائعا  ولم

آكل منذ   أيام إلا  قطعة خبز جاف  والتقطت  خمسة  قروش بجانب بقال  ..  واعطيتها   لصاحب البقالة   ربما   تكون  لة  .. ومضيت الهث من  الجوع تتقاذفنى الآمواج  ولا استطع  المقاومة  فإتكأت على مهبط  سلم  ..  فوقع  بي  وأنا الهث من الألم  ...












ماذا تقول  فى  خرير  الجداول وهيمنة  النسائم   وشدو العصافير وهذا

اللحن الجميل الذى ينساب على ألأوتار  كأنة  التبر الأصيل  ..  نعم إنة

دليل  البهجة  عندما ينطلق الأحساس ليعبر  عن رسم لوحة  رائعة ...

مضاءة  فى جوف ليل ...  انها  ترنيمات اليشر  التى قد تصنع الكثير ..

من الأنطلاقات عبر الأثير ...  نعم تلك المشاعر المتأججة تحتاج الى

النفس الطويل  ..  حتى تشرق فى النقس بالأمل والحب والخير ....

( اندهش محمود  لحضور عبد النبى  مع سمية  ..  زوجتة التى نالها

القال والقيل )  .. مع أن ذلك  فى حكم المستحيل  بعد  أن طعنتة طعنة

نافذة الى صدرة  .. ليس فيها شىء من التهويل  ..  ولأنة  كعادتة يحب

أولادة  فقد  كان يرسل لها الكثير  من الأموال حتى لا تمد يدها  للغير ..

إستقبلهما  محمود  بترحاب  شديد  وقال لسمية .. هل  عادت المية الى

مجاريها من جديد  .. قاطعة عبد النبى قائلا : ماقدرش عشان  أولادى

ولن أعيد أو أزيد  فى الماضى لأنة  لن يفيد  فى شىء  مما   أريد ...

قال محمود :  وماذا تريد  ياعبد النبى  .

عبد النبى :   أريد أن  أعمل  اعلانا  مدفوع الأجر  لي  لأننى قررت

فتح  مكتب  لى لأستقبال الراغبين  فى عمل الأحجبة .. والخلفة .. الخ

محمود  :  الموضوع  دة  ممكن قوى فى الجرايد الرسمية لكن عندنا

ممنوع جدا ..

عبد النبى : والنبى أنت أهبل ... أنت فاكر انا محتاج لشهرة  دى سُمية

قالت لى  محمود  كاتب على نفسة شيك بألف جنية  للواد البلطجى ..

متولى قرارة  .. عشان كدة  ماكنتش عايز أحرجك  وادفع لك المبلغ

بطريقة مهذبة .. انت ناسى انني  شاعر .. والشاعر طبعا قلبة بينبض

نظر محمود الى سُمية وقال : كيف عرفتِ ياست سُمية من قال لك ..

قال لى  : سعد أخو البلطجى 

محمود : الموضوع مش كدة  ..  انا كنت عايز  أشترى كام تختة وكرسى

بدل اللى أتحرقوا  .. اللة يجازيها أم أمام  هى اللى سلطت  البلطجى يحرق

المدرسة  .. ولما  رفضت  أخذ المبلغ .. اعطاة  لصاحبى أحمد  وقال لة

انا عايز  وصل بالمبلغ ..  من محمود ..  بعتنا ... لة المبلغ وانتهى الموضوع

قال  عبد النبى : تعال  معانا فى عربيتى  عايزك  نكلم شوية بعيد عن هنا ..

محمود : ومالو  .. انا فاضى 

عبد النبى وهو يتحرك بسيارتة  وبجوارة  محمود همس قائلا :  فاكر كلماتى

فى مجلة أحلام   .. وكتبت بها  ..  لماذا قتلوا  أشتياقى ..  لماذا رفضوا انتمائى

ولماذا أرادوا  .. انتهائى .. كنت عصفورا أغرد .. كنت كالطير الغنائى .....

كيف حرمونى هوائى ..

محمود : ايوة قرأتها  كويس وفاكرها  جدا  .. ماحدش ينسى كتاباتك   .. ..

لكن الغريب انك أتغيرت مائة وثمانون درجة الزاى  ...

عبد النبى: صدمتى فى سُمية كبيرة  .. شوف لما  تكون  عايش مع واحدة

على الحلوة والمرة وفجأة  تقولك ...  طلقنى عشان واحد عندة  عربية ما

كل شىء  ممكن يجي  مع  الصبر  

سُمية  :   مش  انت قلت  اللى فات ننساة   .. بتعيد الكلام من تانى لية؟

( نزل الثلاثة  وتوجهوا  الى المطعم  .. وتناولوا وجبة  شهية ثم المشروبات)

قال عبد النبى : معلش الكلام  جاب بعضة  صحيح أنا قلت لا  داعى للكلام

فى الماضى لأنة مابيفدش .

سُمية:  امال  بتتكلم فية لية  ..

محمود : يمكن  عايز يطلع اللى جواة عشان تفتحوا صفحة  جديدة بعد أربع

سنوات تقريبا عاشهم فى مصر وهو رجع يالعربية اللى بتحلمى بيها وبيت

كبير  .. مليان بالخيرات والنعم .

عبد النبى :  رحلة شاقة ومؤلمة  لكن  كان لازم أعمل كدة .. معايا مؤهل

عال من خمستاشر سنة ومافيش تعينات الا بالرشاوى ... والرشوة ياريت

الف جنية  كانت هانت ودبرناها ..  حاولت أبيع كليتى قالوا ماتنفعش عندك

فيروس (سى) لكن كتير باعوا  ومنهم أضحك عليهم ومشتغلوش ..  شوف

السبب فى اللى وصلنا  لة  .. وصار الية حال الدولة من فساد ...  فعلا ..

قتلوا إنتمائى وكان أمامى  إما طريق السحر والشعوذة أو طريق الأرهاب

وعشان لسة بحب بلدى  ماقدرش أكون أرهابى لكن فى شباب ماقدمهمش

الا كدة  ..  حتى مراتى طلبت منى أقترض من باسم .. ولما سمعت حكاية

التليفونات الى بترن .. تماديت فى العبة وأتهيأ لي  انني بأكتب  قصة ..

محمود : فصتك أنا نشرتها فى العدد   86  تقريبا  مش فاكر بالظبط لكن

كان لك دور ماجن  مش ممكن يعملة  عاقل أبدا  مهما كان الوضع  ...

عبد النبى : انا طول النهار برة  يعتى كنت حا اعمل أية  ولو جيت  فى

مرة بدرى  ومسكت سماعة التليفون .. بسرعة يغير  صوتة  مع ان

صوتة لة  بحة مميزة  ..  اما هى وانا بتكلم  قدامها  كانت بتسكت ..

نظر محمود الى سُمية وقال :  لية  بذرت بذور الشك فى قلبة ...

سمية  : هو تحقيق والا أية .. انا كنت  عايز أقب  على وش الدنيا

محمود : بس أنت عندك زربة عيال ..ماانتيش صغيرة  .......

سُمية :  ماهو السبب ..  شجعنى على كدة ...

عبد النبى: ايوة شجعتها  على كدة  ..  عشان أعرف قرارها

واعرف اذا كانت  متفقة معاة  على تغيير  صوتة لو حد تانى

رفع سماعة التليفون ...

سُمية:  ما اتفقتش  هو  اللى بيغير صوتة من نفسة ولو كان طبيعى 

ما كانش حد  شك فى حاجة ..

محمود :  بس تشجيعك  ذود الفجوة  وجعلها تتمادى .

عبد النبى : دى قالت لو مادخلتش علية وجوزتة حا أحرق نفسى ..

عشان كدة  ..  سلطت علية بلطجية طحنوة وشرفتوا وشة تماما

وخلصت منة  .. هرب وخد شقة تمليك  فى بنها .. كانت بتاعتة أصلا

لأنة عندة منحل عسل وتاجر  ..  وتصدير واستيراد  وحالة ماشى ..

محمود :  انت بتشوفية دلوقتى ..

سُمية :  من يومها ما بشوفوش  .. صدقنى ودلوقتى كبرت وفهمت

عبد النبى :  انا مصدقها  .. لأنى أقطعت عنها المية والنور تماما ...

رغم أتها لفت علية كل البلاد .. وبلاد .. لكن باسم طول عمرة جبان

وعمرة ما حيضحى بحياتة عشان واحدة ست ولعلمك أنا لما  لقيت

الفاس  وقع فى الراس .. وهى مصممة على الطلاق انا  كنت خايف

بس على الولاد .. لأتهم  هم اللى حايدفعوا التمن ..عشان كدة  قمت

باأجراء حاسم وفورى للخلاص  منة ..  وسبتها  ورمحت فى كل ..

مكان  .. اجوب النجوع وهمس القرى  وابحث عن أى بديل يمكن

يشترى  ..  ووصل بي الحال  الى ماترى؟ ! .. 

محمود: سبحان اللة  كل فصولها  كم مؤلمة  ...لكن سؤالى للست

سمية .. هل تعلقك بية ماديا فقط .. أم أعجبتِ  بة 

قالت سُمية : الحقيقة  ماديا وجنسيا  عشان هو قال لى دة فحل الزاى

حاتعاشرية .. ورسم لى حاجات يبين لى  فحولتة وقال مش حايرحمك

عبد النبى :  الشيطان ركبنى وتماديت فى تصويرة وحش مفترس لا

ينفع للمعاشرة الزوجية .. لكنها  أبدت سرورا عظيما  فتماديت  أكثر

اتحدث ليلا ونهارا  .. وخاصة عندما كنت أسمع رنة التليقون  فكم

يصيبنى الجنون ..  عندما يغير صوتة ..وأذداد  شكوكا وقلقا  حتى ..

أنى كنت البس الحذاء فردة وفردة .. وهي قدامك ان كانت تكذبنى ..

سمية :  مش الموضوع دة خلصنا منة  خلاص .. لية الشد  والمط

نظر محمود  الى عبد النبى وقال : خلاص  ارجعوا لبعض ......

وعفا اللة عما سلف ..

عبد النبى : انا متجنبها  بس  ..  فى حاجز كبير بينى وبينها يمكن

الأيام تزيلة  .. بس  مش عارف أمتى  على كل حال انا متجوز غيرها


ولما تهدأ الأمور  .وربنا يسهل  انا ماخالفتش الشرع وربنا يسامحنى

وهو أنا بقى عندى عربية  دلوقتى  ..  لكن مستخصر  تركبها  معاى

سُمية  :  على كفيك  انا ماعنتش  عايزة   حاجة الا الحج ..  مش أنت

حجيت  لبيت اللة .  عقبالى 

محمود :  ما ينفعش الحج  لساحر .. ابعد عن هذا الطريق  ..........

عبد النبى:  ربنا الهادى  .. هو لوحدة  القادر  على توبتى  ...  لكن كان

لازم أحج ..  أعمل لي أسم فى السوق  .

محمود  :  كل  دة  ما بينفعش  .. الأستقامة خير طريق للة  .. واذا أستقمتم

ما أنتقمت وأمر اللة  نافذ ,,

عبد النبى : لعلمك سُمية ماكانتش بتسيب  سجادة الصلاة  ..  عشان كدة حاتجنن

عملت كدة لية  ..  مش فاهم ... ولعلمك ما وصلتش لنقطة التماس مع  باسم ......

انا نهيت الموضوع  دة  بسرعة  وماشفتهوش بعد  كدة  .

محمود  :  الحمد للة  وربنا يوفقكم لما فية الخير واسمحولى  توصلونى مرة

تانية  لبيتى  .. أخرج  رزمة الألف جنية  ومدها لة عبد النبى فقال محمود :

ما اتعودتش  أخد فلوس من حد  ..

ركب الثلاثة العربة وانطلقت  للعودة  الى منزل  محمود ) وقال محمود

سنغير دفة الحديث الممل  بهذة الكلمات :

ياجمال الطير  فى سماة  طاير .. مش زى الغير دايما  حاير

من كل زهور دايما شايل     ...  وبرافوا ياحبيبى بقت هايل

ياجمال الطير فى سماة طاير مش شايل  هم  ...  لمرواحة

بغنى ويشدو    فى  رواحة   .. واخد   للحب ...    مفتاحة  

          ومن كل زهور تلقاة    شايل


والسرب يطير مع ملاحة     ..  ويغنى كتير  كدة لأفراحة


فرحان بمساة  وصباحة   ... مش زى الانسان لهمة شايل



عايش بآلامة  وجراحة   ..   لية الأنسان   دايما  ..  حاير .

















 ====

== ثورة  الغضب==
============
  =   1========
ملخص الرواية بقلم
ابراهيم خليل
////////////////////




وداعبت أناملى  خدود  خديجة الناعمة الملساء .. وكل الذين ينظرون إليها والى جمال وجهها  وجسدها الممشوق  ينظرون إليها فى إشتهاء  وأنا أحاول أن أكفكف دموعها بنظراتى وأنظر الى مفاتن  جسدها بخلجاتى  وأتبحر فى كل  جوانب الضياء  فى   حياتى  .. فمن تكون  هذة الحورية  ورغم نداءاتى  فقد شعرت أنها  هابطة من السماء وأخذت أنظر  الى قطرات  دموعها  البللورى
وهى تتساقط  على وجنتيها
فى سخاء  .. وأخذت  كل أصابعى تتبعثر  حول وجنتيها وتتحسس مفاتن وجهها الجميل فى محاولة جادة للإرتواء ..  نظرت إليها  وهمست  فى أذنيها  قائلا :  ما أروعك  فى  هذا  المساء  .. إنك هابطة من السماء وإن  وجهك  الوضاء يحمل  للقلب  أجمل الرجاء
ماذا بكِ .. وما سر  هذا البكاء  ؟! .. فعانقت  يدها  يدى  وجذبتها  إلى  الوراء
فى حياء وقالت وصوتها المتهدج  وكأنة  يشدو  بالرثاء  :  إن زوجى  بيومى  أفندى  ألقى  عليَّ

الطلقة  الثالثة فى لا مبالاة وتحدى وجفاء وأنا لا أخشى إلا  على أطفالى من هذا بيمين الطلاق ووقوع البلاء ..ثم  أردفت قائلة : قد كنت  خير  معينة  لة  فى   السراء  والضراء  .. لم أبخل  علية فى أى شىءِ  من  الأشياء  وكنت
أدبر حياتنا  معة بمرتبة الضئيل
الذى  لا يكاد  يكفى  مدة  خمسة  عشر يومِ  من الشهر ...
ولم  يكن  فى البيت  كسرة
خبز  ولا  ماء ....
فقد  كان  بيومى أفندى  موظفا  فى السكة  الحديد
يتقاضى  راتبا  ضئيلا  جدا
مائة  جنيها ونصف ..
لعائلة  مكونة من  زوج وزوجتة وأربعة أطفال .. ثلاثة أولاد  مابين عمر  عام
وثلاثة  أعوام  والبنت  الكبرى سبعة أعوام ...
كان  بيومى أفندى يستدين
كثيرا وتراكمت علية  الديون وكثيرا  ما يأتى  دائنية  على الباب  يطالبون بدينهم  وكانت  الزوجة  خديجة ترمقهم بنظرة حسرة  وألم ولوعة  ولا تعرف  جوابا   غير إن شاء  اللة  أول  الشهر  .. وكانت قطرات  الدموع  تذرف من
عينيها .. فالكثير  منهم  يرأف  بحال الأسرة  وينصرف  وآخرون  يتغزلون  فى جمالها ببرود
فتعتكف ..  ومنهم  من يتطاول  على هذا الجمال
ويرتجف  .. وكم  من مناوشات حدثت بين الزوجين  وكم  كانت  خديجة  تتحمل الإهانات
وتعترف  بخطأ  الزوج 
فى  عدم إيجاد  عمل  لة
بعد  الظهر   حين ينصرف

يساعدة  على عملة  الأصلى

.. فالبيت فى حاجة إلى إطعام   ستة أفراد  كل يوم
.. وكانت خديجة لا تشترى
اللحم فهى غير قادرة على شرائة فقد  غلت أسعارة ..  وكانت  تكتفى بشراء بواقى
الدجاجة  من أرجل  ورأس
وهذ كان أقصى  ما كانت
تفعلة  لتدير  البيت  بباقى
المبلغ  بعد تسديد  بعض الدائنين الذين يترددون  تباعا  دون توقف أو إنتظار  آخر الشهر  أو أول  الشهر
وفى حديث  بينها وبين  زوجها  بيومى أفندى كانت
تنحنى لتبوس  قدمية قائلة  :  ابوس رجلك  أتركنى أعمل  فى البيوت  مقابل أجر  حتى  يتحسن  حالنا
وينصلح أوضاعنا .. فيقوم
بنهرها قائلا  :  ماعندناش   ستات  تشتغل  حيقولوا  عليَّ  أية  بيومى أفندى بيشغل مراتة  خدامة  فى  البيوت .. مش ممكن  فتنظر  إلية  مستعطفة  وتقول : طب  حاول  تلاقى  ليك  شغلة  بعد  الطهر .. حرام دا إحنا  مادقناش اللحمة  بقالنا ستة أشهر .. يرضى
مين  كدة .. وكثيرا ماكان
بيومى أفندى يتنرفز  عليها
ويلقى  بيمين  الطلاق عليها
رغم حبة  الشديد  لها  فهى إمرأة   رقيقة جميلة الطلعة مشرقة  القسمات دائما مبتسمة رغم   كل هذة النكبات  كانت صابرة  متيقنة  أن الفرج  قادم بإذن  اللة  منتظرة علاوة أو ترقية لزوجها  .. وخاصة  عندما
يبلغها  بيومى أفندى  رأى 
مديرة  فى  العمل وهو  يقول   لة :  عندك فرسة ولا
كل الفرسات  .. لو عندى مثلها أحارب  بها  كل الدنيا
و أسكنها فى قصر  عال ..
وأقدم لها أطيب الطعام والشهد  ...
كانت  بيومى أفندى  ساذجا
لا يستطع  أن يكتم  شىء عنها  بل  كان يبوح  بكل  شىء يسمعة ويرددة على مسامعها ..
وذات  مرة قال  لة  حمدى
المدير  فى العمل .. ما  تحاول  تطلقها يابيومى أفندى  وسوف  أعطيك ألف
جنية  بشرط  بعد  إنتهاء    العدة  توافق  خديجة
على زواجى  منها .. كانت
خديجة  تنظر  إلية  وتبكى  قائلة : تبيعنى يا بيومى بألف  جنية   دا أنا رخيصة عندك  قوى   ..  فيقول  لها
لا أبيعك  ولا بكنوز  الأرض  كلها ياخديجة .. كفكفت  خديجة دموعها ..
ولكن   كانت   الطلقة  الثالثة  فجأة  صدمتها وجعلتها  تترنح  ولا تقاوم

هذا الإنهيار   الذى حدث فى البيت وأدى إلى خرابة

وأخذت تلف وتدور  باحثة   عن  حل  بعدما  أعيتها  الحيل  .. وكان  بيومى أفندى  يقول لها مخففا  دى
زلة لسان   وممكن نمارس   حياتنا  عادى  فكانت تنظر إلية  بغضب  قائلة : الطلاق   ليس  فية هزل  أو جد  ...
الطلاق طلاق  .. ويجب أن
نرى  حلا عند  الشيخ   عبدة  .. ثم نظرت إلية بغضب  قائلة : وإلا   انت  عايز  تعيش   فى الحرام .. ينظر اليها  بيومى أفندى بحسرة  ثم
يقول : لا  واليعوذ باللة 
من غضب اللة  .........
أنا  ما قصدتش  كدة  أبدا  بس  نشوف حل عشان مايخربش  البيت ويضيع
الأطفال منا ...  كان  للشيخ
عبدة  حلا  .. وهو  وجود
محلل لها  يمكن إقناعة  بتطليقها  فورا   وهذا غير
متوافر  .. نظر إلى  بيومى   أفندى  وقال :  مراتك جميلة
جدا  يابيومى ومش من  السهل  حد   يتجوزها ويفرط  فيها بالطلاق .. قال
بيومى أفندى :  نكتب  علية
وصل أمانة   حتى يمكن إجبارة   على طلاقها .. قال
: لا يمكن للمحلل  أن يضع
نفسة تحت هذا الشرط  الصعب .. قال بيومى أفندى:  دور على  حل  أرجوك  ..  قال الشيخ  عبدة
ما أعتقدش  ان الوقت  مناسب  لنجد  محلل  يخضع
للشروط  ..  نظر بيومى أفندى  وقال : حرام عليك أنا  دلوقتى  منقطع  عن عملى بسبب  هذة المشكلة  وزوجتى  فى بكاء  تام ..

طلب  الشيخ عبدة   زوجة   بيومى أفندى  وعرض عليها صعوبة  المشكلة  فقالت لة :  انا عندى حل
فقال  الشيخ عبدة : ماهو
قالت :  حمدى المدير
قال لة  سأعطيك ألف جنيها
وربما بعد   ذلك  يرأف  بحال  الأسرة  والأطفال  ويطلقنى وأعود  إلية  ومعة
مال وفير  .. ونستطيع أن
نعيش فى بحبوحة  من العيش  وسعة الرزق .. نظر
إليها   زوجها بيومى أفندى  وقال :  الرجل دة معجب بيكى  قوى ولا يمكن يفرط
فيكى أبدا  مهما حاولت  فأنت  بالنسبة  لة نجمة  فى
السماء  إستطاع  الوصول اليكى   لا   إنة  بصباص
ولا يمكن أن أؤتمن  عليكى   منة .. حاولى تنسى الموضوع  دة  .. ثم إنة عجبك  قوى  بسرعة إختارتى  هذا الرجل ..  دة
مش ممكن .. نظرت إلية  بحدة قائلة : أحنا  بنحل  المشكلة بس  وإنت السبب   حد  قالك فرط فيَ  وتطلق
هو أنت مش راجل وعندك
عقل .. أنت اللى ورطتنا..
قال لها بغضب : وانتِ مستعجلة لية  .. نصبر يوم وألا    إتنين يجرى أية نشوف  واحد  على قدنا ممكن يطلق تانى  يوم ...
نظر الية  الشيخ  عبدة  وقال:  صح  كلامك  لازم
من الليلة  معا   طبقا للشرع
حتى يجوز عودتها اليك  مرة  ثانية وتنتظر   مرور  عدتها   كى تعيدها مرة  ثانية  بزواج   جديد .. نظر   إلية  بيومى أفندى وقال  : أنا  عارف الوضع بالظبط
وفاهم  لا بد  أن يكون زواجا فعليا  ...وليس صوريا ... كان  هناك  شاب
يدعى   على  .. وهو  فاقد
الأهلية  يقول أهل  الحى إنة   أهبل  وعبيط  وساذج .. ورغم  أنة فتى الجسم  قوى
العضلات  ينم  عن قوة  فائقة   لكن  كان يسير  حافى  القدمين  ممزق  الجلباب  .. ذقنة مبعثر ..
وتنبت لحيتة بتعثر ..وشعرة
منكوش  لا  يمت للواقع بصلة  .. كان يدق  الباب
بقوة  أثناء  حديثهم  طالبا
حسنة  للة  .. فقد  كان شحاذا  ومتسولا   يقطع  مسافات  شاسعة  ويعود   إلى حجرتة   فوق  السطوح
لينام  آخر الليل  ويستيقظ  فى  الصباح   يتناول طبق   الفول  عن آخرة   ويباشر
جولاتة   فى الأماكن للحصول  على  النقود ...
ويتوالى عملة  يوميا دون إنقطاع ..  وعندما طرق  الباب   فتحت  لة خديجة
فنظر اليها ببلاهة وقال :
إنت  حلوة  قوى  .. عايز
أشرب شوية مية .......
نادى  بيومى أفندى على
خديجة وقال  لها : فى أية ؟
.. قالت  خديجة :  على  الأهبل  عايز  يشرب ..
قال  بيومى :  يعنى ما لقاش
حتة يشرب  منها أو مكان غير  هنا  ... وومضت  فكرة  فى رأس  الشيخ عبدة
:  وقال  لخديجة  إدخلى  على  الأهبل  عايزة  لقيت
الحل  ..  قالت  خديجة :  حل  أية   مش فاهمة  ..
الشيخ عبدة : قوام  حتفهمى
.. دخل على  الأهبل  وزلف
إلى الداخل يدق  الأرض برجلية  القويتين  .. ونظر
اليهم  وتمتم  قائلا : أنا  شربت  خلاص  .. عايز  أمشى  ...قال الشيخ  عبدة :
أجلس  على هذا الكرسى ياعلى .. عايزينك  فى طلب
مهم  وحنعطيك  ثلاث جنيهات  .. رمقهم  على  وقال  :  فين الفلوس   قال لة  الشيخ عبدة :  خلاص حنتفاهم   والفلوس جاهزة
قال   على الأهبل :  انا  باخد    نص جنية ربع جنية
قليل ما باخد   جنية  أنتم حتدونى  ثلاثة  جنية   دة  حلو   خالص ......  كان الرفض واضحا  وبإصرار من  خديجة  كيف  تتزوج   من  على الأهبل .. وهو  شاب  قذر كرية  الرائحة
مهلهل الثياب  عارى  القدميين  منكوش الشعر ..
ووجة علية  غبار .. وآثار
تراب لم  تمحوة  الأيام ..
وكان  كلام  الشيخ عبدة :
هى ليلة واحدة وحيطلقك  الصبح ..فقالت لة  بغضب :
لا أطيق أنفاسة الكريهة  ولا  ثيابة  القذرة  ..  فقال لها  الشيخ  عبدة :  سأقوم أنا بتحميمة  وحلق ذقنة وتعطيرة  ويأخذ جلباب من جلباب  بيومى أفندى هذة الليلة  .. ويمر الموضوع على سلام ..  ونظر الشيخ
عبدة الى بيومى أفندى  وقال : أظن  أنة الرجل المناسب الذى لا تخشاة  وسيطلق فورا  كما  نحن   نريد  ويكون الموضوع  حل من عند  اللة  وتعود
الأسرة الى حياتها الطبيعية بعد  ذلك  .. إقتنع   بيومى   أفندى  واقنع خديجة قائلا :
دى ليلة واحدة تقضيها بالطول  او العرض  ونعود  لبعض   وانا تعلمت خلاص مش ممكن  أحلف تانى بالطلاق  .. وترجاها القبول
وأقتنعت وأحضر المأذون وأتفق على كل شىء  واحضر الشاهدان  وتم عقد
القران  ..  وأنصرف    بيومى  أفندى  والشيخ  عبدة  على  أمل  اللقاء  فى الصباح الباكر   ليستكملا معا   حلقات  الزواج والطلاق ..  ومضيا وكل منهما يحلم بأشياء فى  نفسة  إلا    خديجة  .. فلم يعجبها
أن قام الشيخ بتحميم  على وتنظيفة وحلاقة ذقنة .. وإعطائة  جلباب  نظيف ..
وأفهمة أنها  أصبحت زوجتة  من الآن  .. وغدا   سوف يطلقها لتعود   الى زوجها  الأول .. لم يفهم   على  الأهبل هذة اللعبة ..
لكن  كان على الشيخ  عبدة أن يفهم   خديجة ليكون  الزواج  حلالا    لا بد  أن
يكون  هذا الرجل زوجك فى هذة الليلة  فتحملية بصبر  حتى ينفذ  الأمر ..
ويقوم المأذون بتطليقك.. بعد  ساعات من إنصراف
بيومى أفندى  و الشيخ  عبدة 
نظرت  خديجة الى  زوجها
على الأهبل وقالت فى نفسها
مش  بطال  أهى  ليلة وتمر
 ويعود  الأمر  والحالة كما
كانت علية  بالأمس ..  وتفحصت  خديجة على الأهبل  بعد التعديل المثير للجدل  وأومأت بنفسها قائلة :  إنة لم يستحم  منذ شهور طويلة  ويجب إزالة كل الجلخ  التى علية ..  فذهبت بة  إلى   الحمام  وقالت لة
أخلع  هدومك  للإستحمام  يا  على   ..  نظر إليها  على  وقال :  هى شغلانة أنا  إستحميت  وبقيت زى الفل .. قالت  لة معلش  عشان  أنت حتنام جنبى على السرير   فنظر إليها بإبتسامة وقال  : طيب بقى
عوضى على اللة  أستحم أستحم  .. وقامت  خديجة
بتدليك   جسدة جيدا بالماء والصابون أكثر من مرة   وغسلت وجهة  مرات ومرات وأزالت الشوائب من رأسة  وأخذت الملقاط
لتزيل  الشعيرات النافرة ..
والقت علية زجاجة عطر
والبستة الجلباب  الجديد
والنظيف وقامت بتسريحة شعرة  بعد الحلاقة وصففتة جيدا  وبدى كأنة إنسان جديد
وعريس شاب أنيق ...ومضوا   الليلة معا  فى وئام وإنسجام  وفرح تام  كان  شبابة وفحولتة  تعادل  بيومى أفندى مائة  مرة  وقالت  فى نفسها لأول  مرة
أعرف إنى تزوجت ........
وتمنت   أن تبقى الليلة شهرا كاملا أو دهرا   فى هذا الشعور  بالميل والإنسجام ...  وجاء  الصباح  وكان على الأهبل
كما تعود  يقوم بالإفطار  ويذهب إلى عملة  كشحاذ   ومتسول  يجمع النقود  من   المارة  .. وكعادتة   يتناول
طبق  الفول   لكنة  فى هذة
الليلة قد  أكل  ثلاث  مرات
وذهب  قبل  أن تفتح  خديجة   عينيها بعد  أن   إستغرقت فى النوم  قبل  أن
تشرق الشمس فى الصباح
فلم تبصر  على  الأهبل
بجانبها  وأخذت تبحث عنة   فى أرجاء البيت فلم تجدة   .. وحضر  الشيخ عبدة وبيومى أفندى  ومعهما المأذون  ..  وسألا    عن
على الأهبل   فقالت   خديجة  بقرف وإنزعاج :
لا أعرف  متسألنيش ماهوش فى البيت  ..  صرخ  بيومى أفندى  وقال:
يعنى فص ملح وداب   مش إتفاق  لازم  ينفذة .. قال لة
الشيخ  عبدة :  دة أهبل لا تلزمة إتفاقات .. ننتظر  حين حضورة  ... وظل الآنتظار  ساعة وساعتين  وثلاث   .. ومل المأذون وأنصرف بعد طول إستغاثة   وتكدير  .. وانصرف  أيضا
الشيخ  عبدة  الى  عملة .. وصرخ   بيومى أفندى  قائلا :  السلفة  العشرين جنيها  التى أعطانى إياها
حمدى  بية المدير  قد تم
صرف نصفها  على  الشيخ
عبدة وعلى  ...  وكان حمدى  المدير   قد  شعر  بورطة   بيومى  أفندى  ولأول  مرة يعطية سلفة قدرها  عشرون  جنيها  وكم
قد  سبق مرارا  وتكرارا  طلب   ربع  هذة السلفة  فلم يحصل  .. وبعد  يوم من تناول  السلفة قال    المدير
لبيومى أفندى  أعزمنى  أتناول الغداء  عندك  يوم
الخميس .. فهل عندك مانع
قال لة بيومى أفندى : يامرحبا  بك  فى كل وقت
لكن أتركنى هذا الأسبوع لظروف  خاصة بي ... وظل  بيومى أفندى فى تأملاتة   وخيالاتة وتحليلة أين يوجد      على  الأهبل
الساعة  دخلت  على السابعة

مساء  .. وبيومى أفندى مبلطجا فى بيت  خديجة ..    ينتظرة  فى قلق  وتوتر  ..
وبدأ  علية النعاس  .. فقامت
خديجة بطردة  وقالت مايصحش  رجل  غريب  ينام  عندى الليلة  دى  .. أخرج  وعندما يأتى  زوجى
على   سوف أبلغك  بحضورة  .. ولا  تأتى  إلا
عندما أرسل اليك  بالحضور  .. وظل  يتباطأ
ويسترخى إلا أن   خديجة نهرتة  وأمسكت بيدة الى باب  الخروج  وقالت لة مايصحش  كدة  مع السلامة    ولم يأت  على الأهبل  إلا
الساعة التاسعة مساءا .. والقى  فى حجرها    مائة  جنيها   فكة    من أنصاف
جنية إلى ارباع   الى  جنية
كاملا .. قامت  بعد  المبالغ
فقد تعددت   المائة جنيها ..
وقام من نفسة بالإستحمام ..
وبدأت  تقول لة  كل هذة  المبالغ  من  يوم واحد   قال
لها بإبتسامة :  وشك  حلو
علىَّ  ..ياحلوة  .. إبتسمت
خديجة وتكرر   نفس الموقف  لثالث  يوم  .. وجاء هذة المرة الساعة   الحادية  عشر   محملا بأنواع الطعام  ومائة وخمسون جنيها   قالت لة
بفرحة :  ممكن  ياعلى نكون ثروة فى سنة  بس  عايزة أقولك   حاجة  إياك
وأوع    حد يطلب منك  الطلاق  وتطلق  .. ونظرت إلية  تداعبة بحنان وقالت : مش أنت  مبسوط معايا يا على    فمد يدة الى  عنقها وقال مبسوط قوى قوى قوى
معاكى  ياحلوة   قالت لة  :
قل يازوجتى الحلوة   ثم همست  قائلة :  صحيح أنا حلوة  فى نظرك ياعلى  قال
لها   :  قوى   قوى قوى ...
وإستطاعت  خديجة شراء
اللحمة والفراخ  وعمل الطعام الشهى .. وظل  بيومى أفندى  يتسكع عندها
يمينا ويسارا  وتقوم بطردة بقوة  .. وأحيانا  لا تفتح لة
الباب  ثم ألقت لة بالعشرين جنيها  لتعويضة السلفة التى إقترضها  من المدير .....
وظلت لا تفتح لة الباب  حتى  يئس  منها وأدرك  أنة
أخطأ  .. فالشاب الأهبل  بعد   تعديلة أصبح  لة    شكل  وهيئة وقوام  فهو  شاب  رائع الجسد  مفتول  العضلات  بصحة جيدة  وشبابة  وفحولتة جعلت لة
مكانا بارزا فى  قلب   خديجة  .. وهو الآن يترنج ويقول ياريت اللى جرى   ماكان ...............


وبدأت  خديجة   تعشق  هذا الشاب  العبيط
بعد التعديل  ودائما تحرص
على تصفيف شعرة  وحلاقة  ذقنة  ونظافة  جسمة  فقد  كان  هذا الشاب  يعيش فى أستبطل للخيول  يملكة إحد
الأثرياء  وكان يعمل على  حراستة  وتقديم الطعام  لها
نظير  أن يقدم لة مايقتات
بة .. وقد  تم طردة  بعد
خمس  سنوات  عاشها بين
الخيول نتيجة  عدم  إدراكة
لطبيعة عملة  والمهام الموكلة  إلية  ..وظل بعد  طردة  يجوب  القرى والنجوع رث الثياب طويل الشعر منكوش  .. لا يحلق
ذقنة  فكان الناس  تعطف  علية  بالنقود  لكن كان لا يعرف إستعمالها  إلا  فى
شراء  سندوتشات الفول  والطعمية .. وأدرك  أن فى
الأماكن  الراقية  من يعطى  لة  نقودا أكثر  فظل  على هذا  الحال شهورا  .. ثم إقترب  من تلك المدينة التى يسكنها  بيومى أفندى وتعرف  الناس إلية فكانوا
أحيانا يقدمون  لة الطعام  وأحيانا  النقود ..  حتى عثر
على غرفة  فوق  سطوح إحد  العمارات بمبلغ زهيد
كان  يدفع إيجارها ثم  يبعثر
ما تبقى معة  دون  إهتمام  بقيمة النقود  حتى تزوج  خديجة  وأصبحت الآن  تدخر  أكثر من الفى  جنيها
فى أقل  من عام  .. وصار
على العبيط  يرتاد الأماكن
التى يعطى  لة الناس  المال  بكثرة
..  كما تعلم  أيضا  كيف يدافع  عن  نفسة  بعد  أن
كان إذا  ضُرب  على قفاة
لم يعترض   فقد علمتة  خديجة ألا  يكون سلبيا  حتى  هاجم  ذات مرة   بيومى أفندى وقال لة أخرج
من بيت زوجتى  وكسر لة  ذراعة وظل بيومى أفندى  فى المستشفى لمدة أسبوعين
.. ولقد  زارتة  خديجة  قائلة:  ربنا  يشفيك ويقومك  من عثرتك   قال لها : إنت  لسة  بتحبى الولد  العبيط دة
قالت لة :  ماعدش عبيط  دة دلوقتى بيفهم الكفت .. نظر إليها  وقال  : طب باللة عليكى  إنتِ  كرهتينى  لية
دا أنا  كنت بحبك  كتير  ..
قالت لة : وأنا كنت بحبك أكتر   قال لها ببسمة: ودلوقتى  لسة بتحبينى قالت  هامسة :  عيب ياراجل أنا دلوقتى  على ذمة راجل تانى  قال لها بغضب : هل  يرضيكى جوزك العبيط  يكسر  لي  إيدى .. قالت :
إنت  عارف  وجودك  ماينفعش أبدا  وحرام  يكون  بنا  خلوة  ولولا   إن  البيت
ورثتة  عن  أبى  كنت  أنا
بعد  طلاقى فى الشارع ..
كفاية  سبت لك  العيال تربيهم هم كمان مش طيقين  يعيشوا معايا فى البيت  مع واحد   غريب مش أبوهم وأنا   راعيت ذلك وتنازلت عنهم  عشان مايحصلش بنا مشاكل بس خد بالك من حبيبتى وطفلتى هيام  دلوقتى أكيد  هى اللى بتطبخ
لك  وتعمل كل حاجة  وبتاخد بالها من إخواتها .. أنما لو  كنت سمعت  كلامى يابيومى  وسعيت لعمل بعد الطهر  كان  حالنا إتعدل   لا كان  خلافات ولا يمينات طلاق  .. ودلوقتى   يابيومى  دقت  العز  وعرفت  طعمة  ولو كنا  فى بحبوحة من العيش ما كنتش سبتك  وكنت  عشت معاك
نظر اليها بيومى بإمتعاضة وقال :
وأكيد  هو أصبى  منى  كتير وشباب  عنى  حتسيبة الزاى  دة لقطة ..  ودة   سر  تمسكك بية  .. لأن  الفقر  ممكن  الاقى   لة حل سريع  زى
جوزك على العبيط .. أهو
بيكسب  فى اليوم   عشرون
جنيها  ..  قالت لة ببسمة وضحكة  مجلجلة :  النبى  حارسة  ساعات فى الليلة الواحدة  بيقفل الميت جنية





وتمضى الحياة بنا
=   3======
=========
وتمضى  الحياة بنا  إذا
حدث الإتفاق ..

أو لم نتفق ..

أشلاء  وقصاصات من  ورق  تتبعثر  فى الهواء تحترق  ....  وسهام  نافذة  إلى  صدرى  تنطلق ... تغوص  فى أعماقى وتخترق  ..  قلبى  الذى  ساورة  القلق ...وهكذا نمضى  وعلى مفترق  الطرق  ... قد نلتقى  وقد  نفترق ..وأحاسيس  وشعور   قلبِ  قد  صدق ..يعبر عما يجيش من أحاسيس .. تتساقط  من هنا وهناك  قطرات  العرق ... ودموع  تتهادى  أو تنزلق .. يا أيها  المعمر فى  الوديان  .. ماذا  تزرع  وتحصد  هناك ومن  غيرك  قد  سبق .. جبل  قابع  خلف الوديان  وحكايات  تنطبق  على الوجدان  من منا  قد إتفق .. على زرع الكلمات  فى الأعماق  إذا ما  الرعد  برق ..يا أيها الجبل  القابع  خلف   الوديان لماذا تثبت أقدامك  فى الأعماق  ولا تنزلق  ...وحكايا عمرِ فى الوجدان  تتحرك  معها  الأقدام  .. تسير  ألى حيث مكان  حتى لآخر رمق ...  وتمضى الأيام  سائرة  تتبعثر  فى الأركان  حتى آخر  النفق ... أيتها  الجبال   العاتية  والبراكين  الثائرة  والمحيطات الغائرة  وتلك   المسافات  الشاسعة  والحياة المسافرة  إلى  أين ننطلق .. وتلك الأكوان النائية .. والزهرات الحالمة بهذا العبق ... وأنا المسافر  عند   الغسق  ... أنتظر نداءات القلوب  إذا مالقلب إتفق ... يا أيها القلب  المسافر عبر محطات الهوى  كم تتعدد  كل  الطرق ..وهذا الكوكب الفضى يسارع فى الخطى ..وعلامات  ضياء  تشترك ..يستوقفنى المارة يسألوننى  من أين  أتيت  أمن عالم آخر  أو من كوكبِ إتفق ..
يا كلمة التاريخ إملأى الجدران   كما ملأ  أجدادك  القدماء   جدارن المعابد  بالحروف والصور .. وكتبوا تاريخ  حياتهم بماءِ من ذهب ..لماذا الآن كل هذا الغضب ينطلق ...ولماذا   كل الأحداث  ترتبك ...حقول   القمح الذهبية تعانى  القحط  فى اللحظات الأبدية  وتختنق ... أين أعواد  الحصاد  التى تشع ضياءا  .. فمن منا  إلي الحصاد  سبق ... مرمرية  أنت  أيتها الأيام  على يمينك جرارات  تقتحم  حقول  الأذرة  الصفراء  .. تتطلب من  كل  أفواة  جائعة أن تتحرك فورا  لدخول  المعترك ...  أحلام  الفقراء  برغيف  العيش  الذى  سلب منة وقد   سرق ...  وحكايات   قلوب  تقاوم  أصداء النفس المتبعثرة  على   الخلجان  وفى المفترق  ... يادنيا الحلم الساكن خلفى لماذا تنتظر  الآن   ميل الشمس إلى الأفق  ...يادنيا المظلوم  فى بحار العدم لماذا هذا السكون  وهذا السهم الجائر    فى قلبى يخترق ... ودعابات  الأيام إلى متى يتحقق هذا الإستقرار  ونعيد توازن  كل المخلوقات ونعيد المفقودات  حتى يصير   الحب   القائم  قويا لا يختنق ...  من منا على الآهواء يتفق  ...  هناك  سلم المجد  ..  فمن يصعد   بالأقدام  ألا يخشى يوما أن ينزلق  ... وأنا  لا أملك جناحى أطير  بهما  إلى أى مكان  فية هواء   عبق .. يا حلم الأجيال  أن يتنفسوا    الهواء   النقى  بلا إستئذان ..  وأن يمضوا  الى بر الأمان   بقلوبِ  عامرة بالحب  ألى عالمها  الرائع تستبق ... أجوب مداخل قلبى أبحث عن نفسى  أرتب الكلمات  كى أرسى  على شواطىء الحب فى عالم غير ممسى ..  أتجرع  تلك الكلمات  هنا أو هناك  أتعمق  فى حل الشفرات  لعلها فى يوم  ما قد تجدى .. أتحرك  فى الأفلاك من منا يملك  أدوات القفز عبر ممرات  فضائية  وثقوب  ضخمة هائلة  تبتلع  كل من   يقترب  قليلا منها  .. وتذوب  الأشياء  فى قنوات ..  الكل فى معترك الحياة يدرك    عمق الأشياء .. وتغلغل  كل  مواد وخيوط الطاقة  فى موجات نافذة الى الكون النائى  وسماوت  أخرى   .. كم فيها من كائنات حية   تعيش   على ظهر  كواكب نائية  .. وهاهى  الأرض التى  نغيش  عليها   لا تعادل    واحد  على  مربع عشر مليارات  مضروبا  فى نفسةة الآف  المرات .. فهل يختزن العقل البشرى  هذة  المقارنات  ليخرج بنتيجة واحدة على  عظمة  خاق هذا الكون  الشاسع  .. ويخر   ساجدا   شاكرا اللة   على ما أعطاة من نعم .. يادنيا  الأخفاق   علما     تذهبين   وقلبى  قد خفق  ... ترأفى  بحالي  وأنظرى  إلى  ماحولك  من مخلوقات ..    

                 ( 9 )
كثرت  الأحاديث  بينى وبين تلك الأنثى التى تدعى  قدرية
تلك الفتاة المثيرة جدا   للغرائز وتجاوبنا معا فى حديث طويل  فقالت لي إنني  قررت الهروب من بيتنا الكئيب .. فزوج أمى مرارا  وتكرارا  يحاول إغتصابي  وأمى سلبية لا تغضبة  بل  تصرخ فى وجهى  إذا   لمحت  لها  بذلك الحديث  مما كان للحديث أثرا  فى نفسى ..
فشدتنى لنجدتها وصرت مهموما بمشكلتها  كيف أنقذها  وكيف أكون  فى مرة رجلا أو بطلا او فارسا   ينقذ  بشرف فتاة تطلب نجدتة ومروءتة ..  وساورنى الأمر  قليلا   فسألت  عن هذا الرجل  وعلمت أنة  سكيرا عربيدا  لا يتمسك بالمبادىء والقيم  والأخلاق  .. وإنة  يعمل  فى تجارة الأدوية المغشوشة
فى الاسواق ويدير حلقة  ينصبها   ويقول  (  الدواء البلسم  شافى المرتزم   ومقوى القلب  والشرايين  بخمسة قروش جربوة قبل ان تنصرفوا ثم إدفعوا الفلوس .. اوكازيون  يا بلاش  الحقوا قبل الكمية ماتنتهى ) .. ويقبل السذج  على شرائة وهو سائل ذات لون   يضع  علية بعض زيوت الطعام او الخل  ..
وتأكدت  أن إنقاذ هذة الفتاة من براثن  هذا الذئب  واجب مقدس .. ولكن الى اين  ..  انا لم جد  عملا   حتى الآن  بالثانوية العامة  .. وعندما تقدمت الى  كلية الزراعة فهى أقرب مكان الى  بيتنا  لا يتعدى  خمس  دقائق سيرا على الأقدام  .. وكنت  غير قادر على جمع  مصاريف الدراسة الجامعية  التي تبلغ  عشر جنيهات وربع الجنية ..
فقررت  أن استكمل دراستي إنتساب لأن  مصاريفها أقل بكثير   .....
 فكرت  أن  أعرض الزواج على قدرية  فهذا  ربما قدرى  .. وقلت ان  القدر عوضك  فيما فقدتة  .. وقبلت فورا   وزاد فرحها  وعزمها  على الهروب  لكن  الى أين  وجاءتني  فكرة  الكذب  أن أكذب وكانت هذة أول   كذبة فى حياتى  فأمى قد صورت لى أن اللة لا يقبل الكذاب  ولكن  لإدراكي  إنني أعمل خيرا   فاللة سيقبل  ت



2
قاتلة انت ايتها الكثبان الرملية  الموحشة ..

المترامية على صحراء حياتى

القاحلة المليئة بالعبودية.

قاهرة أنت ايتها الأيام البالية

المقيدة لكل أنسام الحرية..

سافرت الى مدينة الأحلام

عبر السفر  والترحال..

فوجدت مدائن حبك ممزوجة

بكل خيال .. وحبال قوية

راجعت مقال كتبتة بجدية

عن الحب والمشاعر الأنسانية

فوجدت مثال يقنعنى دوما

ان السعادة معادلات كيمائية

تصنعها لحظات حب مواتية

أمسكت بقلمى أجر الكلمات

واستبدل بعض الأحرف

فى الذات.. واقامر للأثبات

فتأسرنى الكلمات وتبهجنى

البسمات وتحركنى فى أفلاك

ياأروع ملكات العشق القابع

فى الذات . . فى الهمس ..

وفى اللمس .. وفى الآهات

وفى النبضات وفى الأمس

وفى كل المدارات .. وتوابع

تنقلنى بثبات لاسافرفى عين

الأبدية ولتعزف أروع سيمفونية

عشق لفؤاد ..يتربع قلبى يطلب

ترضية وفوائد  عشقى  لكل ..

الرويات .. تخترق سهام القسوة

أعتى الأجساد ..تنقسم مواسم  ..

ايامى الى فصول العشق الدهبية

ينكسر شعاع الشمس على الأرضية

يرسم لوحة رائعة فضية .. لا تنسى

واقاوم أشعة شمسى البرتقالية....

وأحدد موعد  مركبتى  كى تبحر

فى كف الشمس الذهبية ...  وتمر

علينا نسائم وجد ومشاعر مرئية

وحين أسبح فى فضاء الحدث ..

أمكث فى ذاتى لا  أكترث  بل

يساورنى شك فى من يرث ..

كوكبى المنبعث من تحت  ..

غطاء الشمس ويحترس ..

ممزوجا بالخلق الدمث ..

تتطاير شعيرات رأسى

البيضاء فيذوب الشعر

وأهدهد آهاتى بجمال

الأمس حين كنت أرتع فى

خيماتى أستنشق  حس...

وآهات تغلى فى وهج الحر

ومراكب تهفو أو تسبح فى

النهر.. تسلبنى زهرات العمر

مغانم دهرى فأقر  لا جدوى

من شرب النخب  واسافر

بالأحزان نهاية عمر ..

تنهش فية ذئاب وتتحرك

بعض فهود  وجمال تجتر

عفوا  ايها السكون فما أمرت

فالكون فسيح  واللة  عظيم

وآياتة أعظم اثبات ...  انا 

مؤمن بالخالق الأعظم  ..

وبماذا نفعل فى الكون

ومساحات من كل المعرفة

تنبئنى بحياة اخرى فى عالم

آخر ..ومكاتيب حساب وشهود

لكن اللة سيرحم يد العبد الممدود

مادام فى القلب  صفاء ونقاء ...

لاجحود  ولا  قيود  لذلك القلب الحقود
===================


        -3  -
هل سيأتى اليوم الذى يغزونا

فية سكان كواكب أخرى نائية

هل تتحرك شمس الأفق المترامية

لتعانق هذا الشفق الذى يحمل الوانا

صفراء أو  برتقالية ..لكن غزوك

أنت ياملهمتى أقوى من كل حروب

فلكية .. لا تعرفة أبدا بشرية .. لأنك

صانعة سهامك من فولاذ آخر ليس

على كوكبنا مثلة ولا على أى كرة

أرضية ..وفضاء نائى يسمع لهوائى

ان ينفذ حتى من الدائرة القطبية ..

ينفذ الى رئتي ..يسبح فى  الأرجاء

يصعد لكل سماء .. يتوقف عند ..

سؤال مامدى حبك .. اجزاء من

قلبى تتناثر تهبط عند مدارج

حبى تستقوى على الدرب ...

تتدفق دون عناء تسب فى ..

الأرجاء .. تحلم حلمل جاء

من وسط الأهواء يرتع ...

بالأشياء .. تتفجر ينابيع

ويموج التيار بجداول وفروع

وقنوات وتقام قلاع وقصور ..

للملكات واشارات تيارات

تمر  جنوبا وشمالا وتجوب

مداخل أشرعة لمراكب صيد

تقتنص فرائس ممدودة  على

الجبهات .. ياحلم الملكات..

فى  قصور موجودة  فى ..

قلب الذات .. وشرائح ..

فى روضة .. وجوارى

بنات ..عند روافد نيلى

قد تبدو الكلمات مشحونة

بدليلى على كل الجبهات

وادون تسجيلى لكل الحلقات

فقصائدى حين اجدل فيها..

خصلات قد تبدو شعرا..

مغزولا لكل فؤاد  . تسكن

أقبيتى الحانا تترنم كل ..

مساء وفى كل الأوقات ..
====================



        -5-
اعشوشبت حديقة المنزل

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة