الست شفيقة قصة حقيقية


سيد  الرجال .

----------------------
ضاقت    الحياة  بذلك الشاب  اليافع سيد .. ولكن
الصبية الصغيرة الجميلة شفيقة   لا
تمل ولا تضيق وكم كانت صلبة قوية الإحتمال .. كانت صابرة  تتحمل ..
كما كانت قوية تحمل
على كتفها أثقل الأحمال
فقد كانت تحمل أردب القمح
على كتفها  وتذهب بة الى ماكينة الطحين لطحنة  وتجهيز  قدر  منة يكفى لعمل  الخبز  .. وبذلك
كانت تطمئن  أن فى البيت
عيش وملح  ..  فلا  تضج  بحال من الأحوال .......
وكانت دايما تقول  ناكلها بدقة  ونعيش مستورين ..
مرتاحين  البال ..
 وكان زوجها  السيد  يتركها  فى  هذا البيت  المنعزل  .. وهو مطمئن أن  فى البيت دقيق وخبز يكفى لشهور لا  أيام  .. ومادام
الدقيق فى البيت 
منشال  ..  فيظل مستريح
البال كما يعلم  أن بيتة صغيرإيجارة زهيد سهل المنال  لكن كان الإنشغال
لأنة 
نائى بعيدا عن العمران .... وكانت
الصبية شفيقة فى هذا المكان بالذات ترتعد  من الخوف وتموت  فى جلدها  ألآف
المرات ..
فكم قاست من الخوف ومُر الأهوال ..
وهى تبصر

بعض  الرجال تتلصص   وتحوم  حول المكان دائما
 وتتجول  بإستمرار  ..فهم  لا يريدون فقط  إلا أن يفوزوا بنظرة واحدة  أو يطلون على هذا الجمال   ... من خلال  هذا الثقب فى الشباك أو فتحة فى الجدران وأن يبصروا  بعيونهم  من  تكون هذة الصبية الرائعة الجمال القابعة فى هذا البيت المتواضع هل من البشر أم ساحرة .. أم من الملكات ويتساءلون هل هنا سحر أم هذا محط  خيال .. وكان النظر من خلال ثقب صغير  فى الباب أو الشباك  يعطيهم فرصة للتلصص  على هذا الجمال  وكانت تقر عيناهم وهم يبصرون شفيقة  تتخفى بالشال لتكون بعيدة عن الأنظار  وكم أدركوا أن وجودهم  يسبب لهذة  الصبية الجميلة كل وبال كانوا لا يريدون  قلقها وخوفها  منهم كان كل منهم يريد أن ينصرف فى الحال 
.. وكانت الصبية  شفيقة   تموت فى جلدها
من تلصص  الرجال  عليها

وما يجر  هذا التلصص من  ألم وإنفعال  .. فتصرخ عندما يأتى زوجها
والدموع تنهمر  من عينيها كالسيل قائلة : إنت سايبنى لوحدى فى المخروبة دى و برعشة تصدك فيها أسنانها وترتجف أوصالها تسترد قولها  قائلة ارجوك  ياسيد   أنقلنى   من هذا  المكان  أنا
مش قادرة أتحمل  أنا فى خطر  شديد  بشوف كل يوم الأهوال ..  ممن  يتلصصون  من ورا  الباب
كالخيال .. وانا صابرة
صبر  الجمال
ولما  بخبى  وشى  وأضعة  فى
الوسادة  روحى بتطلع وبتروح منى  فى الحال  حموت مخنوقة
يا سيد  لا أتنفس
عشان محدش  يشعر   بوجودى

فى الدار ..أرجوك إن كنت صحيح بتحبنى ياسيد  ..إنقلنى الى مكان آمن ..  عايزة أعزل ياسيد من المكان ...   ينظر  اليها
زوجها السيد  برقة  وقال :  طبعا بحبك ياست الستات
إمال انا سايب الدنيا كلها  وجاى  هنا  لية   .. تنظر الية شفيقة  بإستعطاف  طب نعزل فى  أى مكان  آمن  .. يقول
زوجها السيد  : ومنين حندفع الإيجار 
إنت عارفة  انا بجيب فلوس الطعام  بالكاد  تمن  شراء    طقة واحدة  .. معلش الصبر يا شفيقة  ربنا معانا  ويحفظك لي يا أحب واحن
وأجمل  زوجة فى الدنيا كلها... تنظر إلية زوجتة
 بنظرة حانية وتقول  :  انا ممكن اصبر على  الأكل لو حربط  حزام على بطنى أو حتى
حجر وعمرى ما حا اشتكي فى يوم من الأيام لكن الخوف يقتلنى كل يوم من  الرجال .. اللى بيلفوا حوالين البيت ليل ونهار .. لما تكون موجود  خلاص مابخفش انا عارفة إنك سيد الرجال وبحبك  كتير ياسيد  لكن الخوف وإنت بعيد  عنى
بخاف  من نظرات الرجال .. وتسترد  قائلة  البيت شباكة واطى و اللى جواة  بيبان ..وانا مكشوفة قدام  الخلق وقدام اللى بيتلصصوا ويبصوا عليّ من الفتحات فى الباب  وقاعدين  يتهامسون ورا  الشباك أعمل إية يا سيد زهقت خلاص مش  ضايقة وكمان  دوارنهم حوالين البيت وخطاوى رجلهم بتدبدب كمان   ..  دول بيدخلوا راسهم  من الشباك أنا  بسمع همهماتهم وهمساتهم وتنفسهم والسعال  ... كفايا ياسيد  كدة سايقة عليك  النبى تشوف لينا بيت آمن نعيش فية بهدوء  بعيد عن عنين الناس  يقول زوجها السيد : الناس  الناس أحنا سبناهم فى كرديدة هم  ورانا ورانا  أعمل أية فية فكرة ..  بقترح عليك  تلبسى نقاب  يمكن دة  يبعد عنا الشر  شوية   .. تهمس وتتمتم  شفيقة الزوجة الصغيرة التى  لم تكتمل
السن القانونية للزواج قائلة:
اللى تشوفة يا سيد  بس  نبعد  من هنا   وكان سيد يعلم  أن المأذون  بتاع البلد
عقد القران  وكان من بخت
السيد  أنة لم  يشاهد  وجة الصبية شفيقة  بل   بعث  من يأخذ  منها
الموافقة والإستئذان  ويوقعها على ورقة  ليطمئن  ان الزواج تم برضا  الزوجين لا جدال ..كما أنة بطبيعة الحال  .. كل  مأذون بيدور على جنية زيادة وهى
دى طبيعة الأعمال اللى بتكون مفتوحة وغير
محددة  بميزان فهو يريد أن يسترزق مادام  يجد  قرش  زيادة  ..  سرح السيد  فى كيفية حدوث الزواج بهذة السرعة  التى لم يتوقعها بحال من الأحوال .ونظر  الى زوجتة
 نظرة إمتنان  للة إنة منحة زوجة بهذا القدر الطاغى من الجمال لكن هيهات .. فالسيد يحفظ القرآن كاملا   .. وإيمانة باللة  وضع على قلبة حجر  فهو يؤمن باللة وبقدرة خيرة وشرة   لكنة نظر الى  زوجتة وقال :    ربنا  يسهل  إحنا  آخر الشهر نعزل  ياشفيقة من السكن دة ..

     -------------
كانت على  شفيقة  أن تحشى لة  الكرنب  كما قال لها
زوجها  السيد  .. بعد أن أحضر لها   مستلزمات  الحشو   من( شبت وبقدونس
وكزبرة)  .. فيجب أن تشترى الكرنب أولا من  مكان فى آخر الطريق الطويل الذى يمر بحقل بيع الخضروات وكانت عليها أن
تنطلق  مبكرا   قبل عودة
الرجال  من أعمالهم ومحاولتهم التجول
حول البيت بإستمرار ... وكان  البيت
الصغير  الضيق  المتهالك
والتى تسكن فية  هذة الصبية والزهيد الإيجار .. لة شباك واحد  صغير  جدا  وضيق .. واسلاكة  متهالكة  وقد تساقطت  منة الكثير بعد شدة وجذبة من الشباب  للتلصص والنظر   الى ما بداخلة  ممن  يريدون أن  يشاهدوا هذا الجمال  الفائق   خلسة..أو من وراء ستار ..
ورتبت شفيقة  أمورها على  أن تستيقظ فى الصباح الباكر
وتذهب مسرعة  الى الحقل
القريب من  المنزل  حيث
ستجد   مساحات مزروعة
من الكرنب على إمتداد  الجهة الأخرى
من البيت  حيث  يعتبر  هذا البيت  هو الوحيد  الذى أقيم
  فى هذة المنطقة النائية عن العمران  وقد  وجد البيت أصلا لمزارع  قد يقوم بملاحضة الزرع  الذى يملكة هناك 
و لجمع المحصول
ولذلك تم تأجير هذا البيت بثمن  زهيد  لبعدة عن  العمران  ولم يكن فى الحسبان تأجيرة أبدا  للسكن  ..إلا أن صاحب السكن وجد  فى  قدوم السيد وزوجتة إستحسان بهجة للمكان
عندما أيقن أنة سيعلق بالجمال .. وكان زوجها السيد يسعى لمنزل  بهذا الأجر لعدم وجود  مال  كافى
لإيجار مسكن مناسب وكان هو
السبب الوحيد  فى إستئجار هذا  البيت فى هذا المكان  وحكى وقد ذاعت الحكايات أن   فى هذا المكان  مزارع   شقى ممن لة سوابق  فى الإجرام   وكم
روى عنة  حكايات وحكايات  موجود  فى هذا المكان  بالذات ومما
قيل عنة أنة  قتال قتلة ..

وكانت (شفيقة) .. تصدك أسنانها وترتعد فرائضها عندما تسمع  هذا الكلام وأنها محاطة بخطر من الخلف ومن الأمام  وتبدو مترددة فى الخروج  خوفا  من هذا  الرجل  الشقى   الذى  ذاع  صيتة على إنة سفاح
النساء وقاتل محترف ...
ولكن  حب شفيقة  لزوجها (السيد) .. وطلبة أن يتناول  الغداء  (محشى الكرنب بالذات ) .. جعلتها تغامر  بالخروج لتلبى رغبتة فى تذوق الطعام الذى يحبة  وخاصة وإنة  أحضر لها  للخضار لإعداد  المحشى ولحشو  الكرنب وطهو  الطعام الشهى الذى ينتظرة زوجها الحبيب .. وبسرعة إنطلقت شفيقة مرتجفة الأوصال  خوفا  ان تنال منها الأخطار وخاصة والمكان موحش  ملىء بالزراعات  والأشجار  الكثيفة والقتل هنا  قد  يدار
دون أن يستدل  على الجانى حتى فى عز  النهار .. واستطاعت شراء كرنبة على وجة السرعة  وفى أثناء  العودة   كانت ترتجف خوفا وترتعد  فرائضها  وفى  اثناء سيرها  وهى تبتهل للة أن تعود  سالمة..

سمعت صوت أجش  ينادى عليها  : قفى عندك  يا ولية نظرت حولها وقد  فكت أوصالها  وبدت وكأنها عاجزة  عن  الجريان .. ونظرت  وعينيها الجميلتين هلعة  فوجدت  رجل مفتول  العضلات  وشاربة  غليظ وطويل يقف علية  الصقر  كما يقولون .. ووجه
شاحب منحوت كالصخر وصارم  وقاسى
الملامح كالقلاع .. وبسرعة  عرفت وأدركت من وصف الناس  لهذا السفاح  أنة هو  وقد  إنتهى عمرها  الآن ..
( إنة أبو شمار ) .. الذى كثرت  عنة الأخبار 

ذلك الرجل  القتال قتلة  ..
فهلعت وغاصت فى ركبها وارتعدت فرائضها وتوقف لسانها بعد أن جف لعابها فجأة  فنظر اليها ابو شمار  قائلا :  سبحان اللة الخلاق  ..  لا تخافى  يامرات  السيد  .. روحى اذهبى فى أمان اللة .. لا تخشى  شيئا  فقد
أذنت لك  بالإنصراف فى
رعاية اللة ...........

اللة يسهلك  .. ويحفظك ..
إما هى فلم تنتظر  الكلمات
فقد أدركت  أن عمرها  إنتهى وتركت ما إشترتة من الكرنب حين سقط  من يدها ولم تلتقطة  ولم تصدق ما سمعتة بأذنها ولاذت بالفرار  واخذت
تجرى وتجرى بما منحها اللة من قوة بعد أن  تجمدت أوصالها أكثر من  خمسة  دقائق حتى وصلت الى باب البيت لا هثة واغلقت الباب
خلفها بقوة .. وقد حدث لها إنهيار وأغمى عليها وفقدت وعيها ولم تدرى  ماذا  حدث  لها بعد   ذلك ..
  وراحت فى غيبوبة تامة ونوم  عميق ... إستفاقت حين   طرق عليها  زوجها  السيد  الباب فلم
تسمع اى طرقات فى بادىء الأمر فأوجس السيد  زوجها خيفة عليها ماذا حدث وظل يطرق بشدة  وإشتد طرقا على الباب  حتى أستفاقت وصرخت بفزع  وقالت : مين  على الباب   فقال لها زوجها  أنا السيد
يا شفيقة  إفتحى .. ففتحت
الباب وهى مازالت  ترتجف .. وقصت  لة حكايتها  وقال
لها  أنا  لقيت  الكرنبة  ورا الباب ياشفيقة
فقالت لة بلهفة بالغة :  صحيح ياسيد .. الحمد للة  اصل انا
ممعيش فلوس  أجيب تانى غيرها   .. وأدركت إن أبو
شمار لم يكن يريد أن يؤذيها فحمدت اللة لنجاتها منة ..
وعلمت  أن ابوشمار حملها بنفسة  وتركها  أمام باب البيت  وانصرف دون أن يحدث اثار ... وبدأ زوجها
سيد  منذ هذة اللحظة
 بالبحث عن بيت آخر  وهو   الوسيلة  الوحيدة لعودة الإطمئنان  الى  شفيقة زوجتة
وراحة البال ..  وفعلا إنتقلا

الى بيت آخر أكثر هدوءا  لكن   بأجر  مرتفع ..
كان البيت الجديد  يخوص  فى الرمال  كما إعتاد الحال
البحث  عن  بيت  أجرة
زهيد  من المال ...كان الزوجين  سعيدين  بتغيير
المكان .......
وإستوقفنى هذا الجدال ..
كيف لهذا الجمال أن يكون  هذا  مسكنة   .. أصنع  هذا

فى  الحال أم أن هذا موضعة  أم  صنع من الرمال
أو من حمرة وجنتك ..

أم إنة عزف على الناى حينما  كان  الشروق  مطلعك .. أم إستبدت بة الألحان لتحى
  إبتسامتك .
   -------------
وها  قد غمست فرشاتى فى  الألوان  أستقطب الظلال
وأرسم  لوحات فيها  الجمال .. من فكرتك وأفكارك.. فكان قدرى  أن
أسجل  على هذا المنوال حكايتك :
حكاية  صبية  فاتنة الجمال

قدرها أن يكون الضنك نصيبها  والفقر حمل مثقل عليها كالجبال  .. لم يحن
  بعد يا فاتنتى  الترحال .. فقد أصبح
هذا المكان مسكنك ..  بالحب وبالألوان مزان هكذا أمسكت  بفرشاتى  أستقبلك والملم  الألوان

واعانق بضحكتك أعالى السحاب

وأرى فى زرقة  عينيكى الممتلئة
بالحب والإيمان   مثال
لفطنتك .... وضوق بلا إهمال .. نظر  السيد لزوجتة شفيقة فقد كانت

عينيها  تستحم  فى زرقة أمواج  البحر المتلاطمة
فتضىء كالنجوم  فى السماء
وينسكب بريقها  على الهضاب والجبال
وكأى إمرأة  فى جمالها قد تعجبك فى الحال .. فشذى عطرها من المحال أن ترى
مثلة  فى الشد والإنجذاب إنة فواح  جذاب  من المحال  أن يعثر علي أعشابة المتوجة  فى الهضاب والتلال  ... أو حتى فى  أعماق لوحتك  المرصعة بالجمال .. فقد كثر رسم لوحتك وهة من أروع اللوحات تبرز فيها فتنتك  وتستهل بطلعتك كل انواع الرقة والدلال ..كنت ابحث  فى
نوع الأعشاب فى الجبال أو عن  خلطة
أو وصفة أستقدمها  من عطر  الربيع  والجمال .. وتفتح  الأزهار  ..   البعيدة  والقريبة  المنال وابحث عن    أين  يقطن

العطار ..   ويخلط من ورود  وأزهار .. كنت أنظر  للحياة  بمنظار ..  أرى فية

كل الوجود أسرار  ...  ومن يعرف سرك  فأنتِ كالنهار  فى ضوئك وفى تسابيح

القلوب والأذكار .. أظل فى فكرك  حين تنهض الأفكار ..كنت اتابع  حفلات المساء  عندما يطول بى  الإنتظار ..

تنتهى مواسم الشتاء و توقف الأمطار ..أنتظر  مطلعك..

وأعرف من أين يبدأ المسار .

 ---------------
أغمس  قلمى  فى بحر  الكلمات وأغوص  بقدمى فى  عمق المحيطات ..أستشف العبارات أستكشف  أغوار الذات  والتقط بأناملى فصوص
  اللؤلؤات.. بعد  طول  معناة  وإنات  ...  كان

يشدنى  سحر هذا المنظر

فأسجل الكلمات  .. كانت
شفيقة  الزوجة الصبية  تعيش  حياة بائسة  ولكنها
كانت صابرة متحملة  راضية  وقد  أنجبت  بنين
وبنات ..  كان البيت  على
الرمال  والسقف لا يحجب
الأمطار .. وكان الأب  يفرش  لأولادة  وبناتة  تحت  السرير   سجادة  ويقوم  بتغطية الأطفال

ويتلقى المطر  المسال هو
وزوجتة  فتنتابة الكحة  والسعال ..  حتى ينتهى
موسم الأمطار ..  فقد  قاسى
الكثير وهو يضمد السطح  ببعض  أوراق الأشجار والعشب والخشب  ولكن  شدة الأمطار  كانت تزحزح

كل شىء لتصل  الأمطار
الى كل شىء  فقد تغرق السرير  تماما وقد تنزل الأم
لتضع   صغارها بين أحضانها  لتدفئتهم  .. واحيانا  الأب   يجمع  قطع
الأخشاب ويشعلها  فيبتهج
الأطفال بالدفء  ..  ومهما
طال الشتاء ..  فقد  كان دفء  الحب بين الأسرة  يقويهم  ..  ولا اعرف يعرف  مايقسون  وكأنة قد
أغلق الستار .. 

 .. وقد  رحل الأب 
ولم يكمل  الخمسينات .. رحل  وترك  لها  كوم من
اللحم لم  يجدوا   الفتات ..
كانت إبنتها فايزة  تبيع  الحلوى  عند مدرسة البنات
تحمل عن كاهل  أمها  عبء  هذة المشقات .. والشتات  ... وقد كبر إبنها
محمد  وبلغ الرابعة  عشر من  عمرة  .. وقد كان  أذكى  تلميذ  فى فصلة   لكن
حاجة الأسرة  لعملة بالذات
ليخفف  العبء عن كاهل الأسرة  ...  فكان  دائم  العمل  بعد الظهر  فى محل
سيارات  ...  ورغم تفوقة بين أقرانة  التلاميذ  إلا أنة
سمع  عن  وجود   لا فتة
لمن يريد العمل  فى إحد 
الثكنات ..  والكل يقدم  طلب الوظيفة   من الشباك
وكان   علية أن يضع  قوالب  الحجارة  ويرصها فوق بعضها  حتى يستطيع تقديم  طلبة  بالذات ..  لكن
من أخذ منة الطلب  نظر الى   وجهة وادرك  أنة  صبى  صغير ولا يتحمل العمل فى هذة الثكنات ..
ونظر الية فوجدة   قد وضع
الحجارة  ليقف عليها  فقال
لة يا  بنى هذا العمل للرجال
ولا تصلح للعمل  هنا فإشتد
بكاؤة وأنينة  وقال إن أبى مات  وانا اريد  أن أصرف
على اخواتى البنات .. فرق

قلبة  لهذة التوسلات وأخذ طلبة  وقال لة  عليك فى إلأختبار الأثبات  عليك الحضور   فى  3 /7  هذا

ولا تخلف الميعاد .....
وانتظر    الصبى الصغير
محمد  هذا الميعاد  وقلبة يخفق  ويشتد بة الرعشات كيف يثبت   وعلية  إصلاح
المعطب من السيارات ..

وكان على دراية تامة  كيف

يقوم بأعطاب السيارات وإصلاحها عن طريق  فص الثوم الذى علمة لة   صاحب  الورشة التى يتردد عليها دائما بعد أن وجد   فية  الذكاء  وتقبل العمل  والجهد الذى يبذلة دون  إنحناء  .. وادرك  لعبتة المفضلة   فقد   وضع مايمكن  وضعة  عن طريق

خفة وزنة وسرعتة فى الإنطلاق   فقد   وضع  فص الثوم   ليتعثر الآخرين
عن تشغيل السيارة مهما 
أصلحوها فهى لن يدور محركها قبل  تنظيف  فص الثوم    اى زيت  فص الثوم

وتعثر العديد من المتسابقين وجاء الدور علية    فقام بعد   محاولات خداع  وادرك الن لاجدوى من الإطالة فالوقت محدد  وقام  بمسح الثوم  وقام  بتشغيلها فجأة  فصفق لة الجميع وسجلوا لة النجاح بإمتياز   والتحق  وهو صبى صغير بالعمل مع أعتى الرجال ..  كانت المواقع  المختلفة  تخلق  الأزمات  وكان على  الصبى  تحمل المسؤليات

إذ   أن  مبلغا  من المال  سيسهم  فى النفقات  وسد
الأحتياجات  ..  كانت الأم
الرءوم  ترفض أى إرتباط
أو زواج رغم  كثرة الخطاب من أجل أطفالها  الصغار ..
ورفضت كل عروض المتقدمين رغم ما في العروض من إغراءات وأن   تعيش عيشة  الملكات .. رفضت  شفيقة

كل  العروض وأغلقت الباب نهائيا  أمام كل العروض والطلبات  .. لم يعد يشغلها
إلا تربية أطفالها  وتعليمهم
مهما كانت التضحيات ...
كان سليمان  طفلها المدلل
تحكى لة أجمل الحكايات
وكانت حين تتكلم  ينصت
لها بإهتمام  .. ويستعيب كل ما قالت وكان أحمد أخو  سليمان
يكبرة بسنوات  وكان محمد أكبر  الولاد والبنات    .. كانت الأيام
تمرا  والسنين تدور  دوراتها
وتكثر لى الأم  تحمل الإلتزامات ..  كان مايعطية  إبنها محمد  لا
يفى  بكل الإحتياجات ..
فهى ملزمة بتدبير الطعام
من هنا او هناك  وكان آخر
الشهر  لا تجد  أى نقود  لشراء  الطعام  .. وكانت
العمة    حميدة   عمة  الأولاد  تعيش فى بحبوحة وثراء  تام   فقد تزوجت من رجل  ثرى فهى تمتلك  مساحة  كبيرة من  الجمال
جعل   جميع الشباب  يلتف

حولها يريدون ودها  ولكنها
إختارت بعقلها وقلبها رجل
من أحسن الرجال صفات  ومال .. لكنها  كانت بخيلة
تحب المال  حبا جما .....
فتذهب اليها  شفيقة  أم  الأطفال  تستعطفها أن  تقرضها  جنيها واحدا  تشترى  بة  الخضار  لتجهز
الطعام لأطفالها الجياع .....
وتنتظر  الأم أن تستجيب

لها  ..  رغم أنها تعلم  أن

شفيقة  لن  تتأخر  عنها  عندما   يعطيها إبنها  محمد

راتبة آخر الشهر  ويأخذ  منة  مايكفية لنفقات الإنتقال
والمواصلات  وطعام الإفطار ..  فهو يستيقظ  مبكرا  .. ويتحرك  قبل أن
ترسل الشمس  شعاعها  الذهبى  على المكان .. كان
قلب الأم   يدق  دقات  متلاحقة  حتى يرجع إبنها
فى المساء...

ويطول إنتظار  الأم  والعمة
حميدة  تتجاهل  النظرات ..
وكانت الست  تريزة  التى
تسكن  منزل  العمة  فى الدور  الثالث  .. تحب  شفيقة  وتوليها الإهتمام  وتعلم  جيدا أن حميدة   ستتجاهلها   حتى آخر النهار  والسوق  الخضار

على وشك الإنتهاء .. وهى
كم تلمحها وهى  صاعدة
وكم  ترحب بمقدمها فى كل وقت من الأوقات .. صعدت اليها  الست  تريزة  فوجدت
الدموع الساخنة  تبلل وجنتيها فتقول  لها  تعالى
يا ست أم محمد  ... أنا عيزاكى   لأن الست حميدة
حطنشك  .. ولا داعى للإنتظار  ..  وتأخذها فتقدم
لها  الخمس جنيهات  والشاى   والكعك  .. وتقول

لها   ماتحاوليش  تستلفى  تانى  من الست حميدة   دى
ست معندهاش  قلب  أى شىء تعالى   عندى وانا عينيى  ليكى .. واصبحت
الست  تريزة   هى الملجأ الوحيد  لها عند الأزمات ..

إما الست  منيرة  وهى أيضا  من العمات  وصاحبة
أملاك     عندما تحتاج وتلجأ  اليها حين تشعر أن أولادها  لن يتناولوا الغداء
تذهب اليها  وتقول  شفية لها أى حاجة  بس  عقبال مايجى إبنى يحسن  العيال منتظرين  الطعام   تنظر اليها الست منيرة قائلة : واجيب  لك منين يا حسرة

..  وعندما  أخذت الخمس
جنيهات  وذهبت الى السوق
وكانت  تسترخص الأشياء
أو تأخذ بواقى  الأسماك  أو
تشترى بواقى   البطاطا ..
وتحضر الطماطم والخيار..
وتجهز لأولادها على  وجة
السرعة وعند العشاء كانت تكتفى  بأن تسلق لأولادها
البطاطا ... وهى عند أطفالها  قمة المراد ... كان
سليمان  ينظر  إلى أمة معاتبا  .. العيد  قادم يا أمى
وليس  فى   رجلى  شىء
البسة أريد  حذاء  .. فتقول
لة لما أخوك يقبض إنشاء
اللة  فيرد  قائلا : أنتى  قلتى
لى  الشهر اللى فات  والعيد
قرب وأنما بحاول اساعدك
ما بطلبش منك لا كراريس ولا قلم ولا أستيكة ولا علبة
الوان  .. تنظر الية الأم  باسمة وتقول :  ربنا يخليك
لي وتعوضنى  خير  أنا  عارفة  أنك   بتختصر وتمسح بالأستكية  وتكتب تانى  فى الكراسة  ينظر
اليها سليمان ويقول : الكلام دة   كان زمان أنا دلوقتى بحل  لزملائى المسائل  وآخذ  عليها مقابل أم  كراسة  و قلم أو أستيكة
أو علبة الوان  .. وانشاء اللة

حعمل لهم حصة تقوية  بفلوس  بس لما أكبر شوية
عشان مش حيقنعوا   بأنى
مدرس صغير  إلا لما  يئون
الآوان .. تنظر الأم الية بحنان وتقبلة  إنشاء اللة ياسليمان حتعوض أمك  عن
الحرمان
------------------
كان الليل قد أرخى سدولة
دون إستئذان .. وأغلقت أنوار  الجيران .. فأوقد سليمان  لمبة  الكيروسين

مستعدا  لأن  يستذكر  دروسة  بأمان ... ويقوم
بذلك بإهتمام .. وأمة تقوم
بصنع الشاى  تشجيعا  لة
على  هذا الإهتمام .....
تحركت عقارب الساعة
الى الأمام   وسليمان يستذكر  دروسة بإهتمام
والدنيا حولة فى صمت تام

وكأنة يدخر للمستقبل  قبل

فوات الآوان  .. وكانت

أختة  عايدة  تستيقظ

 لمتابعة  دروسها بإنسجام

كان الجوع قد أنهكهما  فتقول  لة  أختة :  أكيد  إنت
جوعان زى ... فيحضرا
الملح بدقة  ويتناولان  بالخبز  ما يكفيهما  قبل المنام ...
تذكرت الأم  كيف كان الشقاء  مخيما  والبؤس
مجسما وكل شىء فى قلبها
محطما عندما تجد  فلذات
أكبادها  يفرحن  عند  تناول
الخبز   بالملح  والدقة  وكم
شعرت أنهم  حقا أيتام .. تذكرت  الأب  وكم عانى حياتة  من الترحال  لأيجاد
الكساء والطعام لأولادة  ..
لكن الحمل   قد ثقل  عليها
فأصبحت لا تنام .. ثقل  الهم
وكثر الغم عليها   لكنها  صابرة  وتعلم أن اللة سيوافيها أجر  صبرها  إن
لم يكن فى الدنيا   ففى الآخرة   خير مقام... تنهدت
الأم وقالت : أعمل ليكو  الشاى   يا ولاد
  ---------------
فتقول عايدة : لا يا امى خلاص  حننام   
ترد الأم تقول صحيح ياولادى  لا الجعان  يجيلوا
نوم  ولا البردان  يجيلوا  نوم  ولا  الخايف كمان ..
والحمد للة إحنا لسة فى الصيف  ..  تعالوا ناموا واتدفوا   جنبى..
تتحرك الأيام ممسكة بالزمام ولا شىء  يبدو  فى الأفق .
حلو المقام  .. غير تلك  الأمانى والأحلام  .....
    --------------
تنكسر  أشعة الشمس على موج  البحر وحين يخضر
النبات ..فتومض  شعاعة

كالبرق على كل الجنبات ..

أعشق هذا الأسم  وتلك  الحكايات  .. واتلهف  على

هذا الرسم  .. حين يرسو

تاج الملكات .. أكتب الى

كل العشاق  وأمسك  بالسهم

حين  ينفذ  مخترق  الجبهات

أحلم  بالنور  ..  وذاك الضوء  النافذ  إلى  الصدر

واسجل روايات .. كم من  العمر مضى وانا ارقب  البحر  وتلك  السنوات  التى
تمر  مرا  .. باحثة فى الذات
.. ماذا دهاك أيها  العمر كم
كنت معمرا   حينذاك .. تسقطب  الأمواج  جبينك  الحر .. وترسم منحيات ..
ويلفعنى عطر  الدهر  فأجثو

وقد أرتكب بعض الحماقات

بدأ  سليمان يدون  تلك  المذكرات  وهو يعلم لا أحد
يهتم  بهذا الإثبات .. كان
الحلم واردا فى الفؤاد .. وكان  على  سليمان أن ينفذ
وعدة بعد  أن زاد  عمرة عدة  سنوات  ها قد أصبح فتى  يافع  .. الكل  يلقى
علية بالنظرات ..  كم يستدل
على عمرة  .. وكم  عمرة
من السنوات  .. كان قد بلغ
السادسة عشر  ربيعا  .. فتى  يافع   حلو القسمات ..
يحمل  فى عقلة  ما حفظة
من  قراءة  ومعلومات  ...
وكيف  يتقن إعطاء  الدروس  بالذات ...  فقد إنتقل  من  اعطاء  الدروس

مقابل قلم او أستيكة أو كراسات  .. الى مبالغ نقدية

وصلت  الى بضعة جنيهات

..  أقام  مجموعة دروس خصوصية  .. وفى إحد  المجموعات .. أبصر  فتاة
قادمة  تسأل  عن الأستاذ   سليمان .. فنظر اليها ماليا
وقال  : أنا الستاذ  سليمان
وقالت لة  أنا أيضا   شربات
من قرية  ميت بشار   وقد
سمعت عنك  أنك تستخدم  اللوحات  فى الشرح ..وتقدم
أهم  المعلومات بطريقة حديثة  وقد جئت اليك  على أمل أن تعطينى درس  خصوصى  لا درس فى المجموعات  ..  وسوف  أعطيك  ثلاث جنيهات بخلاف  حق المواصلات

فإن قبلت  فهذا عنوانى هناك ...
-----------------------
كان قدر سليمان ألا يرفض

فقد يبلغ  أجرة  خمس  جنيهات  بما فيها  المواصلات  .. وتحقق حلمة  أن يساعد أمة فى النفقات ..  وفى أحد  الأمسيات  ..  وهو يعطى
فى المجموعات  المتأخرة
رجع  ألى منزلة  يتناول
قطعة جبن  فى هذا  العشاء
سمع طرقا  على الباب ..
فتح الباب فى ذعر  ..  فلم
يتوعد  أن  يقدم أحد  فى هذا
الميعاد ...  فوجد  شربات
أمامة  تقف فى ثبات  وقالت
لة : ممكن أدخل  فقال لها :
إنتى  مش عيزانى فى البيت أبات  أمى لو  صحيت  ستعطينى أقصى العقوبات .. ستطردنى  من البيت ولا اجد   لي مكان فية أبات ..
فقالت ببرود  : يعنى إية  هل  من الشهامة أن تترك  بنت  فى مهب الريح  أنا جيت  أزور  أخويا   المقيم  فى قسم  النحال
فوجدتة  مسافر هو وزوجتة
إنتظرتة عدة ساعات  وعندما  لم يحضر سألت الجيران  فقالوا إنة سافر هو وزوجتة  من ساعات .. ذهبت
لموقف الأتوبيسات  فعلمت
إن آخر ميعاد للأتوبيسات طلع من ساعات  ومش
عارفة أعمل  إية .. افتكرتك
فى الحال .. وطبعا معايا عنوانك كنت  إمال  أعمل إية ...أسيب نفسى للذئاب أو أبات  أم  باب مسجد فى العراء  نظر اليها سليمان مهدئا  وقد تلاحظ  بكاؤها
بإنهمار .. وبعد تلك الكلمات إنهمرت بالبكاء  وكأنها  لأمطار  تهطل فى المساء .. نظر إليها سليمان

وقال: دقيقة واحدة  وألبس معطفى  وحمل نقود كافية
للوصول الى  قرية ميت 
بشار ..  سارا  فى تهامس
وتلامس وشعور بشىء قادم أو خطر من الأخطار ..كان الليل يضمهما  كنعقودان  متلازمان لا يفصلهما  إلا   الخيال .. فى تلازم لا  إنفصال .. وكان
سليمان يشعر بالرهبة والخوف فقد لا   يجد  لها توصيلة  أو مكان للمبيت   وترك لها  الخيار... بعد أن بحث
عن  كل  مكان  يمكن أن يجد  فية وسيلة  للمواصلات

وهو واثق أن مامعة من  ثلاثة   جنيهات كافية  على أن يصل  بشربات الى مسكنها  وبر الأمان .. وكان
على مقربة تاكسى خصوصى  .. فقال  للسائق:
ممكن توصلنا مخصوص لقرية ميت  بشار   فقال  لة
خصوصى   خمسة عشر  جنيها  .. وساومة  ان  يعطف عليهما  بشهامتة
فقال لة ثلاثة  عشر  وهذ إكراما  لكما .. فسألها سليمان  كم معكى من النقود
فقالت :  أربع  جنيهات  ...
فقل سليمان للسائق : معانا سبع جنيهات   فنهرهما قائلا :
أمشوا العبوا  بعيد  ياشطار والا أسلمكوا لقسم البوليس أحنا مش عايزين أخطار ..
إندهش سليمان  وذهل ..
فقد أعطى أمة خمس جنيهات
قبل أن تنام هل يوقظها  ثم
يعاود  مرة ثانية على التاكسى ... ولكن  الليل يسرى   ولا احد  يدرى  وكيف وقد  وصلت الساعة

الواحدة  بعد منتصف الليل

فقال لها سليمان عندى فكرة  جيدة  لا  بد  أن  ندخل بيت أمى   للبيات  فهو حل  ربما
لا يكون مضمونا لو إستيقظت فى الحال  لكن  هذا   هو الحل الوحيد  لأننا

بعد هذا الوقت ممكن يمسكنا عسكرى الدورية ونبات فى التخشبية   فقال شربان ندخل كيف ياسليمان  قال بهمس :  نتسلل تعرفى نتسلل يعنى إية  قالت ببرود
وهى تعرف معنى  التسلل
: يعنى اية التسلل يا سليمان
قال سليمان  :
.. أن ندخلا  ببطىء ونتسلل الى البيت فى هدوء  فقد تكون أمى نائمة فى أول الليل  ثم تستيقظ كالقطط كعادتها ( لتبشنقنى )..
قالت  بإستفسار : يعنى إية
تبشنقك   قال سليمان : هى
كلمة دارجة تستخمها أمى
كل ليل ومعناها  تلف رأسةى بأى غطاء  من البرد  حتى لو كنا فى عز الصيف  هذا دأبها دائما  إما
أنا ففى الصيف  طبعا أخلع
الغطاء قتأتى مرة أخرى وتقول إنت خلعت البشنقة وتعيدها مرة أخرى  هذة هى  أمى حنونة  لأبعد الحدود وطيبة  الى ما لا نهاية   هى أم رؤم حنونة
عاشا لأولادها وبس هى
أم أكثر من مثالية لكنها صعبة جدا عند الغضب
 .. فلا بد أن نحترس لأنها قد تكون عنيفة لأبعد الحدود  إذا رأت
بنت معى  فى هذا الوقت من الليل أو حتى فى النهار  وبعد

أن  أفتح  الباب  .. تقومين أنت  بالتسلل خلفى .. وبعدها سنجد  كنبة صغيرة
مفروشة هى خاصة بنومى
وطبعا لن ننام على الأرض
سنحاول أن تكفينا الكنبة فأنت لست بالحجم الذى أخشى علية من  النوم  جوارى  ظهرك فى ظهرى
ويجب تصدقى  تماما أنا عندى مبادىء تكفى لأن
تثقى فى   طول العمر ...
لن تكون بيننا إلا خيوط الصباح سننهض ونذهب الى بيتك وأوصلك بسلام ..
لا تنسى  لأننا سندخل فى صمت مطبق بلا همسات او كلام ويجب أن تحاولى أن تنامى خلفى  على الكنبة  .. ونحاول أن نخفى رؤسنا حتى   يوشك  الفجر  ويبذغ
النهار  ونكون فى الأنتظار ..
كانت الأم  قد تعودت على
أن تشقر على أبنها ليلا  تغطية  إن وقع الغطاء وتبشقنة إن لم تجد الغطاء  أى تضع  على رأسة  كوفية حتى  تحمية
من الهواء  والبرد والأخطار حتى   فى الصيف أو الشتاء أو حتى عز النهار .. فهى دائما
لا تنام كالقطط  تسهر على
راحة  أولادها وبناتها  مهما
كلفها من عناء  وعثار .. ولا تثنيها فى ذلك المرض أو
 الأعذار ..  دلفا ودخلا معا  ونفذت كل كلمة بالحرف الواحد  وإطمئنت شربات الى السكون المحيط بها وأن سليمان  كالصنم خلفها لا يستدير ولا يدار  فغاصت  شربات فى نومها ولكن  لم يمن عليها القدر بالإستقرار وكم كانت تشعر بالدفء وهى  نائمة
خلفة وظهرها  فى ظهرة  ولم
تتنفس  أو تنطق خشية أن توقظ أم  سليمان  من نومها
فتصب عليها  الجحيم والنار  سمع  سليمان  صوت تنهدات أمة وتوجس  خيفة
فقام  بغلق الباب جيدا  ووضع  خلفة الكرسى الخشبى  مما اثار  الشك
والريبة والعثار  فقد  قامت أمة كعادتها  تطمئن على  سليمان وتغطية ... وكاد
الأمر يمر عاديا بسلام  لكنها  فوجئت  ان الباب متروس جيدا وتساءلت فى نفسها ماذا هو الذى خلف الباب مقام .. فقامت  بالضغط علية حتى فتح  وصدمت بالكرسى الذى  آثار ريبتها من أثر الإصطدام .. وباتت

شكوكها تزداد وتساءلت فى نفسها  لماذا  يغلق سليمان الباب ويوصدة بشدة وهو لم يفعل ذلك من قبل ...ولم تتكلم  الأم لأنها  لم تر   شيئا

أمامها يشار أو يسترعى الإنتباة ...
وقامت بتغطية  سليمان إلا  أن أناملها الرقيقة تعثرت فى شىء لم تألفة  فكان ما كان ولو  كان  سليمان وضع الكوفية  أو تبشنق كالمعتاد لمر الأمر  بسلام ..
لكنها   قد تعثرت يدها وهى تحيط بالكوفية  خلف رأسة  وهكذا  لمست  أناملها  رأس  شربات ...
لم تكن  شربات  جميلة  لكنها  كانت ناصعة البياض
وكل ما  أفقدها من جمال كان بسبب أنفها
الأفطس الجبار  الذى يشابة  الأثيوبيات أو السودانيات ..
 بارزاَ  يلفت الأنظار .. مما  قلل  من جمالها .. وكم شوة حسنها فقد ترك فى وجهها آثار ولم لذلك لم
يكن  سليمان يشعرنحوها بأى نبض يجذبة إليها وتمنى
لو قطع أنفها بمنشار لبدت
جميلة جدا تلفت الأنظار  وهكذا  لعبت  بجمالها الأقدار   فلم تكن فى يوم يفكر فيها سليمان  لكن كانت
حاجة  إلى المال  فمبلغ خمسة جنيهات  فى هذا الزمن يصنع المحال وتغافل سليمان  نبض
قلبها الذى الى سليمان إختار
فلم تكن حجتها الى الدرس الا أن تكون بجوار  سليمان
الذى لم  يشعر بأى   إنجذاب نحوها ور يستهوية هذا المسار   فقد  كان يحلم  بأنثى فاتنة
رائعة الجمال لها من الأوصاف  ماقد  يراة فى الخيال  يريد  أنثى  تسلب الألباب  وجهها مضىء كالنهار  .. جمالها ملفت الأنظار ..
تستحم فى موج  من الشعر
الأصفر  الهفهاف وعيناها
تشبة موج البحر عند الدوار أو فى زرقة السماء حين تشتد  الأمطر أو من شعاع الشمس حين على الغروب تستدار .. كان يرى أن عيون  الأنثى  هى المرآة الحقيقية لكى تلفت الأنظار وفى عيون أمة الزرقاء بالذات جمالا  يستدل بة حينما  لرفيقة حياتة يختار  .. يريد أنثى عيونها تفوق زرقة السماء  أو تلك فى لون   مياة البحر الهائجة عندما تقتلع الأمواج  والتيار ..   قوامها كغصن البان بة من الرشاقة مايفوق الوصف  فى الغزلان   فقد كان قلبة مكبلا  بأرق الأوصاف  فى هذا الزمان ..  .. لكن شربات   لا تلفت  نظر

سليمان  بأى حال من الأحوال ..لأن أحلامة  كانت
لا تستهان .. وكانت المعجبات  بة  من كل الأصناف  والألوان .. لكن
قد تعلم الشهامة والكرم ..
والمروءة   والإقدام  على فعل  الخير مهما كان فوالدة
كان الفارسا المغوار فى عصرة فى زمن شديد الإعصار .. لة  فى الشجاعة والمروءة والكرم  ما تؤلف  لة   الروايات ..وتحكى فى كل الأقطار .. كان
كريما  لأبعد الحدود يقدم  الغير على نفسة  كما كان سليمان يسمع عن أبية بطولات نادرة  فى  الوقوف مع الحق  مهما لحق بة من أخطار .. وكان يقدم التضحيات  فى زمن قل فية
كل التضحيات .... كان القحط  شاملا .. وإرتفاع
الأسعار ..
فى هذة اللحظة الصادمة قامت أم سليمان   بالإنقضاض على شعر هذة الفتاة بعد أن سحبت الغطاء أضحت  الفتاة تتلوى وتصرخ وتستنجد بشهامة سليمان  الذى وضعها فى موضع حرج  واختبار ومابين الجنة والنار كانت الأحداث تدار واوضاع تندى لها الجبين وكانت الأم أيضا  تصرخ وتولول وتنادى كإنفجار  حل بالبيت الأمين وتنادى على إبنتها
سعاد  وهى  تصرخ  قائلة : قيدى   اللمبة  يا سعاد  .. تعالى وشوفى
واصحى من النوم وأنت  ياعايدة شوفى أية
اللى اللى حصا وإية اللى بيعملة سليمان فى بيت الشرف  ..  يا حسرتى ياخيبتى  فى إبنى عديم التربية والأخلاق والشرف   قام وجايب  واحدة تنجس  البيت  الطاهر  خلاص جاب لينا العار ..قومى
ياعايدة  أنتى لسة نايمة أصحوا يناس شوفوا الخراب  اللى حل بينا
إتنجس بيتنا خلاص .. يا
سعاد  شوفى ما يفعلة أخوكى سليمان .. قامت سعاد واستيقظت  واضاءت لمبة الجاز  أو رفعت شريطها كالمعتاد أو إرتفع ضوء 
اللمبة وظهرت الفتاة شربات
المذعورة  كأنها فرخة يتم ذبحها بسكين حاد .. فصرخ جميع من فى البيت
صرخات عالية إهتزت  لها
الجدران  وقالت الأم :  بيتنا
الطاهر  طول عمرة  طاهر يجى  وبينجسة أخوكى ياسعاد  قطعيها  حتت ما تخليش فيها حاجة   سليمة  شان ما تجيش  هنا وتستغفلنا  تانى .. تحاملت  سعاد على نفسها  وتوترت أعصابها بعد أن سمعت هذة الكلمات  وهجمت  على  شربات  وأقتلعت جذور شعرها  وانهالت عليها لطما

وركلا  وضربا وسحلا .. وقام سليمان بنجدتها وأستطاع  بعنفوانة وقوتة
أن يخلصها  منهما وكانت
أختة  عايدة تراقب الموقف بذهول وظلت مذهولة لا تبدى  حراكا ولا تدخل فى المعركة  وحاول سليمان تسليكها منهما  بكل  محاولاتة وإستبسالة  فى الإنقاذ  وقوتة  والعنفوان  من براثن يد  أختة سعاد  وأمة  التى أعتبرت أن البيت اهان .. واستطاع سليمان ينقذها بأعجوبة ويكتب  لها النجاة
     -----------
وخرج بها من المكان  مع مصادفة  أول آذان للفجر  ..  ولمح  عسكرى
الدرك  شبحان  يلتهمان  الطريق فصاح  قائلا : من هناك
فقال سليمان : أنا سليمان
يا شويش  سعد
---------------
عبرا   سليمان  و شربات
الطريق فى تجاة محطة السكك  الحديدية  متباطئين

فموعد أول قطر  يقوم من الزقازيق  بعد  الفجر بساعة
والطريق  كلة  بطول  عشرين دقيقة ... فكانت  شربات  تقول لسليمان : دول ناس  متوحشين قوى يا سليمان
فيرد سليمان قائلا :  دول
أطيب ناس بس الصدمة حولتهم لكدة   ..  مش انت عارفة لكل فعل رد فعلة  وفى  الجهة المضاد ... قالت : دة بس مش فعل  دة خلع الشعر من جدورة شوف ياسليمان  شعرى قد نَحَل الزاى  أنا مش حعرف أعوضة  تانى  نظر اليها سليمان وقال  لها : إنشاء
اللة حتعويضة  بسرعة  البنات  بتعوض  شعرها بسرعة
قالت لة حادقة : مش حعوضة إلا
لو وافقت تتجوزنى  ويبقى دة التعويض  الوحيد لى ..
تمتم سليمان بكلمات لم تفهمها  .. ومرت الدقائق والساعات وقد إقترب سليمان  وشربات من منزل
أهلها  وكان يسأل نفسة كيف  يواجة أمها  فى هذة
الساة وماذا يقول الآن ..
وصل  سليمان الى قرية ميت بشار  وقد إقتربت الساعة من  السادسة  صباحا  ...
وفزعت  .. أم شربات عندما  وجدت الأثنين معا
فصاحت قائلة : أخوكى جرى  لة أية يا شربات
ما بيتيش لية عند أخوكى  جاى الصبح بدرى    لية .. قالت شربات  لها ببرود :
اصل مالقتهوش فى البيت  الجيران بيقولوا سافر مصر عند أخوة الدكتور  عبد الهادى أبو الحاج ... ونظرت اليها بملل محدقة فى سليمان وقالت :
ومين اللى معاكى دة    قالت :  الأستاذ سليمان مدرسى هو إنت مش عرفاة والا اية  اللى بيدينى الدرس  الخصوصى
قالت  : واية جابو معاكى هو طولة  قصر والا  اية
دا الأستاذ  بتاعك طويل هو
أنا مش عرفاة والا  إية ..
  قالت لها : لأ  بس منزوى لأنة مكسوف وتانى ركبة
نظرت اليها أمة حسنية وقالت : واية اللى صحاكى بدرى كنت بايتة عند  مين

قالت بكل هدوء وبرود : كنت  بايتة عند أم  سليمان دى ست طيبة جدا نيمتنى فى حضنها لغاية الصبح وبعدين فطرتنى أحلى فطور
انا قلت لها بلاش  عشان أقدر  أتغدى معى أمى وسليمان  عشان يدوق  طعم
البط  المتزغط  بأيدين أمى
 نظرت الأم  بإستغراب :
وفتحت الباب على مصرعية وقالت  : بس إنتى جاية بدرى قوى إنت كنتى نايمة على الرصيف  نظرت شربات وقالت : ما أنا قلت لك ياامى  أنا كنت بايتة فى حضن أم سليمان
نظرت اليها  أمها وقالت :

تسلم لي أم سليما خايفة عليكى مش  زى بنتها تمام

اللى يصلح  حالها ويحفظها ويكفيها شر ولاد  الحرام
فتحت الأم الباب وقالت:  خشوا يا ولاد  ..واستقبلتهم الأم حسنية  إستقبالا  حارا   عندما   علمت أن سليمان  حضر ليوصلها الى بيت أهلها وشكرتة على مروءتة  لكن شربات كانت صامتة
رغم الألم الذى تعانية من جراء خلع  خصلات شعرها
  وكانت أصعب مامر بها
فى كل حياتها  ولم تحكى  مامر
بها من أزمات إلا  داخل نفسها  بالذات ..
.. إلا أن الأم  أبصرت  أن
شعر إبنتها  لم يكن كعادتها

فسألتها  أنت قصيتى  شعرك والا إية .. قالت  شربات  لها :  ساويتة بس  يا امى ..أصلة كان منعكش
قالت لها أمها تنهرها : إنت أذعرتية  قوى يا بنتى  منك  للة ..
شعر  سليمان بتأنيب الضمير  وقال فى نفسة إن لم تكن  بهذا الأنف  الأفطس العريض  كالمنقار   كنت على  الفور  وافقت  على تعويضها  بالزواج منها لكن
نفسى أعمل لها إية مش متقبلة  أن اتزوج  منها وأعتبار  أن ماحدث هو قدرها  وماذا  نصنع للأقدار
إن نكلت بنا  و تولت عننا
الأنكار ..  فمن يقبل
بالتضحيات اللازمة  وحياتة  كلها ستكون عثار ..وإن تزوجتها  جراء ماحدث لها  بسببى ... كنت  غشيم ولم أفكر  وقد تطحنى الأفكار .. أعرف أننى السبب فيما يدار   فكيف  أضع كرسى  واسنكر الباب لألفت

الأنظار  وكأنى أغلقتة بمسمار إنة  لشىء ما  سيحدث لكنها ..  الأقدار  تلعب بنا كيفما تشاء  وهذا قدرى وقدرها فلنتحملة  معا .. وهذة فعلة الأقدار .. ومرت  ساعتين أو أكثر  وقدمت الأم  الأفطار   اللبن والقشطة  والجبن القريش
والعسل  الأسمر والعسل  النحل  يعقبة  الفطير عند
الظهيرة  .. وقامت  بتنظيف

الدجاج والبط  المعد  للطعام

فى الغداء ... كان يوما جميلا  لكنة مدجج بالمتاعب

من جراء التفكير .. وكيف سيعود  سليمان الى أمة  وهى  تعتقد أن إبنها   عاهر
وعار عليها  وقد   دنس بيت  العائلة يالها من  مصيبة وضعت فوق رأسة لا يتحملها بشر .. وكان
علية  المبيت  عند صديقة
محمد  غريب ..والذى سرد
لة تماما قصتة  بشفافية كاملة  مع شربات  .. وكيف إستقبلتة أم شربات  بما  طاب لة   من افخر
الطعام   الذى لم يتذوقة
فى حياتة من قبل مما سال
لعاب محمد  غريب  وسأل
سليمان هل لها  أخت : فقال
لة سليمان لها أخت أجمل
منها بكثير   .. فقال  محمد
غريب  : هذة فرصتنا  للذهاب  معا   الى هذة القرية واكون معك  كمدرس
مساعد   أو تعلمنى كيف   أعطى أختها  درس  ولو بالمجان ..
قال  سليمان لة : انت لم تتعود  على إعطاء  الدروس  فقال  محمد غريب
منك نتعلم  ياصيق العمر
...  دارت الأيام وسارت والجرح  لم يجف وكانت الأم شفيقة  تعامل إبنها بحذر تام  بعد
أن صدمت فية وفى فلذة كبدها  كيف يتجرأ ويفعل ماحرمة اللة  وهى العفيفة الشريفة التى رفضت  كل الخطاب والعرسان من أجل أن تكون لهم وتربيهم تربية حسنة وتراهم شباب واعدين ورجالا قوامين يسلكون الطريق الصحيح فى حياتهم متحصنين بالأخلاق والشرف والمبادىء ولكن قلبها مازال يهتز  بحبة  إبنها ويحنو
علية فهو فلذة كبدها وعلى الرغم أنها تبدى الصرامة فى تعاملها معة منذ وقوع الحادثة إياها ..إلا أن قلبها
يقطر دما إذا تأخر عنها لكنها لا تشعرة  بلهفتها علية  وكانت تقول  لة :  لن أقبل منك أى نقود أو
مال ما لم تكفر عن سيئاتك
وتترك  هذة البنت  العاهرة
التى ستجرك  الى المحرمات وتجعل آخرتك سوء  وعذاب
قال لها  سليمان :  نحن  فى
أجازة آخر السنة  يا أمى والكل منصرف  عن  الدروس
الخصوصية فى العطلة الصيفية  وهى المرة الوحيدة التى  تعطينى أجر ا
خمسة جنيهات ونصف ..
قالت الأم :  نصوم أحسن 
مش عايزة   ولا مليم  من
الفلوس  النجسة  .. توب
يا سليمان للة  أحسن فهو الغفور الرحيم ...  كان كلام  الأم
لم يقدم ولا يؤخر ولا يقنع
سليمان بشىء  .. فالعوز
والفقر والحاجة تمتد  سيقانها   لتنهش اليابس والأخضر  .. ولن تقو   الأيام    على  مهاجمة
المعدة بالصيام  ..  وقال
فى نفسة سأعطى شربات  خلسة  دون أن تعلم أمى حتى يمكننى  مساعدة أمى ..تحركت  الأيام فى إتجاهها
السالب  .. وكم دبرت لة المقالب ..  كان 
سليمان يصاحب صديقة محمد  غريب  ..  وكم نرى العجائب والطرائف  والغرائب من بعيدٍ أو من قريب  .. كانت أم شربات  وتدعى الحاجة نفيسة تعيش  فى غرفتها الهادئة  وهى تؤدى فيها  فرائض الصلاة

وتعلق فى حجرتها  سبحة   طولها
عشرة أمتار  فى سقف  الغرفة  وبها حبات   خرز

تجاوز  ثلاثة الف  خرزة ..
وكانت لا تنتقل  من غرفتها
ألا  للوضوء .. ولا تنظر ماذا  يحدث  حولها  فهى  فى عالم خاص ملائكى  خالى من التناقضات وعندما يحضر  سليمان يذهب الى حجرتها  للسلام  وأخذ الأذن  بالأمان أنة  سبعطى  إبنتها  الدرس الخصوصى  وكان  سليمان منهمكا أن يعطى حصتة بإخلاص  دون  أن تساورة  أشياء أنة وحدة مع شربات  فى بيت طويل وعريض  وبها أكثر من عشر  حجرات ..تفانى فى  درسة ليثبت أنة معلم لة
مكان بين المدرسين الأفذاذ  .. واحيانا  تنظر الية  تلميذتة  شربات  تنتظر  همسة  أو لمسة  أو كلمة حلوة  تود  أن تسمعها البنات تنظر الية  بإستغراب
وتقول لة شربات .. مفيش وقت  للفسحة يقول لها  عشان  يبارك اللة فى القرش  اللى  بآخذة  .. تنظر  الية   وتقول لكن أختى  مسرورة بوجود   محمد  معها فهم يضحكان
ويلعبان  ويقهقهان  وأنت
صارم  جادا معى بالذات هل أنا  لم أعجبك أو شكلى مش زى البنات    حتى فى تعاملك  معى بتنسى إن الحياة  من دا ودة   .. ضحك ولعب وجد  وحب  ينظر اليها  سليمان :  لسة  الحب ماجاش   خلينا  فى الجد .. إن أخذنا  الحصة من دا ودا  
يبقى
لا داعى أن آخذ منك أجر على حصصى .. كان الوقت
يسرى وقد بدى  متأخرا ...
ولم  ينادى علية محمد   ينبة موعد إنتهاء الحصة  كالعادة ..  وعندما آن  الآوان
خرجا من البيت سليمان ومحمد يتلمسا  الطريق على    ضوء  القمر  .. قال  محمد
غريب  لو أملك المال لتزوجت أخت شربات  على الفور .. قال
سليمان :  إنت بتتكلم  جد   ..  أنت عارف أن أخوها
عبد الهادى مركزة كبير فهو أكبر الأطباء  فى مستشفى الدمرداش واخوها  عبد العظيم مدير التعليم الخاص  ودول محتاجين  من المال الكتير جدا  وانت لسة   لا تملك
من المهر شىء   قال لة محمد  غريب :  بس البنت حلوة قوى  قوى وقوامها يجنن جسمها بيكب  بياض
تصدق يا سليمان  أنا بحلم لم شفت  أشهى أنواع  الأنوثة  الحقيقية
.. نظر سليمان بشغف واهتمام وفضول وقال : هل
عريت جسدها  يا محمد  فقال محمد  : حذر  فذر  .. امال انا بقولك  كدة لية
وعشان إية    ... علم   سليمان  أن محمد غريب كان يستغفلة ويرتكب  الحماقات المحرمة ويستغل   طبية الأسرة  فى عدم  مراقبة من فى البيت فالأم نفيسة مشغولة دائما بالصلاة والتسابيح  وهى  فى وادى الآخريين فى وادى آخر.. وكانت
الأخت  تقول لأختها وتحاكيها عن  كل شىء  دون أن تدرى  أمها
عن ذلك شىء .. وما عاد
سليمان يأخذ  محمد غريب معة
فى جولاتة   لميت بشار ..
مما حنق  واغضب  محمد
وافشى اسرارة لأمة التى أقسمت  الا  يطأ  سليمان  قدمة لهذة
القرية  طول ماهى  تعيش على وجة الأرض  ... وعاهدها  سليمان على
ذلك  وإنقطعت  صلة  سليمان  بشربات  وهى أيضا لا تستطيع  حتى المرور  فى الشارع مما

حدث لها من عقاب قاسى لن تنساة طول العمر ...
ومرت الأيام  ..  والشهور

واصبح  سليمان  فى فراغ
عاطفى  وفراغ مالى   حتى

إنتهت  العطلة الصيفية  ويدأ

يمارس عملة من جديد  ...

فهو قد  أصبح  فى الثانوية

العامة وتحتاج الى جهد  جهيد  .. وعناية خاصة  وقد

حاول ان  يقنن مواعيد  المجموعات  الخصوصية

ومواعيد  عملة .. حتى يمر العام  بسلام  .. ويلتحق بأى
كلية  يستطيع   فها أن يدرس   ويدرس  ليوفر  لنفسة  مصاريف الدراسة والكتب .... وتحركت فى نفسة  كل الأحلام  والطموحات  وأصبح يكد ويتعب من أجل  تحقيق حلمة  .. ويعبر بة إلى  بر الأمان  .. تتحرك  عقارب
الزمان الى الأمام و كان وقت الظهيرة  قائظا
ولا  أحد  مستيقظا  .. أمسك
سليمان بأناملة   القلم وبدأ  يسرد  ما حدث لة مع الأيام 
.. كان كل  شىء أمامة ناقصا   إلا تلك الأوهام التى

تستعية للإستسلام  .. وكان

علية العناد  ..  ومن النوم

القيام  ..  كانت أمة   تستعد

فى الزحام أن تدبر  لة  بعض  الجنيهات  لتقديم  أوراقة  للجامعة  .. وكنت الأم  تستعد  هى وباتها  للصيام  .. فلم يكن فى البيت

مليما واحدا  غير التى  دبرتة

من قوتها  على مر الشهور

والأيام  ...  أستيقظ سليمان عندما تسلل  نور الصبح  الى  عينية وركب قطار  السابعة  الذى ينهب الأرض
نهبا ..  حتى وصل الى محطة  رمسيس  او باب  الحديد   أو مجطة القاهرة
الآن  ... تجول على الأرفة
ودقق النظر  فى المكان  ..

وبعد  إنتهاء  الظهيرة  وتقديم  أوراقة  فى المكان

المخصص  لقبول الطلبات

وبعد أن كتب الرغبات  واستلم منة المسؤل  الظرف

هناك .. ترنح سليمان فى الطرقات  فقد بدى جائعا

وليس معة أى طعام أو لقيمات  ... فأقتنص مطعم صغير  يبيع  سندوتشات الفول والطعمية  بأرخص
الأسعار .. دخلة سليمان وهو  يتحسس جيبة  كم

سيبقى  منة للرجوع لو كان

وكيف  سيعيش فى الحرمان
لو عاد  فالأم أعلنت الصيام
مع البنات  وأخية محمد  لن
يأخذ راتبة إلا   آخر   الشهر   كما أنة بدأ يخفض

ما يعطية لأمة بعد أن علم أن سليمان   أصبح مدرسا خصوصيا يشار لة  بالبنان
واصبح سليمان مرغما أن يبحث عن عملٍ لة قبل  فوات  الآوان .. أخذ  يفكر
والجرسون يسألة : أجيب لك  سندوتش بابسترمة  أو بالجبنة الومى او اللا نشن
قال لة سليمان :  سندوتش
فول وطعمية  وسلطة خضار .. وتوقف عن الكلام .. لحظات  كنت أتأمل  الموقف  وما عواقب  التبعات  ..  تسمرت مكانى
وتشجعت  أن أبدو فى ثبات
كانت بجوارى  سيدة  بهيجة
القسمات    طلبت  أن  تتناول  معى  الغداء  وأن تضم  مامعها  من سندوشات
بغية  تناولها من طبق السلطة   بعض  قطع  الخيار  والمخللات










//////  3////////////
===========
فتساءل  فى نفسة كم عدد
الحوريات  التى وقع نظرة
عليهن  بالكاد  بعدد أصابع
يدة اليمنى  أو اليسار ..
تساءل لماذا لم يكن يشعر 
بإعتماد الفتاة الناضجة
وهى فى قمة الإنبهار ..
أدرك أن الفلاحات  لا يرتدين ملابس  يكشفن فيها
عن مفاتنهن ولاهذا الجمال بل القابع خلف الستار .. يتدثرن
فى أثواب  تقلل من جمالهن
وكأنهن  خلف نقاب  مستعار ... شعر

سليمان أن حظة دائما لم يكن حسنا بل كان دائما فى عثار  .. ولم يأتى  الحظ
يوما ليساندة و يساعدة على الإستقرار  كانت  كل أيامة بؤس
وحزن والم وشقاء  ومرار .. لم
يكتشف  يوما أنة مثل أقرانة
الشبان لهم  حظ من نار .. كان الحرمان  يطل  دائما علية من أوسع الأبواب حتى حذاؤة الذى يرتدية فى قدمية علية من الرقة حصار  فلم
يملك  حذاء جديد فى يوم
من الأيام حتى فى الأعياد

أو الناسبات أو بداية دخولة المدرسة  كان  يرتدى حذاء ممزق منهار ..
ولو ذهبت أمة لشراء حذاء
مستعمل كانت  تتوسل إلى التجار.. وهى تفاصل فية
وكانت دائما تقول إبنى يتيم
كى تستدر العطف وتزيد من المساومة على سعرة وإلإستدرار  .. حتى
كرة سليمان كلمة يتيم التى تساوم  بها بإستمرار وإستمر كرهة لها وأعتبرها للطفل إهانة وإحتقار ..  وتمنى لنفسة ان يرد  لها الإعتبار .. ورغم إعجاب معظم  الجنس اللطيف بسليمان  إلا أنة كان  يشعر بشىء ناقص
بة  وليس وسيم كما إلية يشار
.. كان كل شىء فى نفسة متقلب ولم يشعر بيوم من  الأيام بالإستقرار .. وهاهو  اليوم
تتغير مبادئة قليلا  .. لقد
أصبح يكرة المبادىء ويلعن المثل
ويكبح الإحترام ..  لكن شيئا بداخلة كان يراجعة بإستمرار .. نداءات أمة  وصوتها فى إذنة  كانت تشعرة
أن هناك فى  يوم الحساب  وفية ينصب الميزان وهناك جنة ونار ... وقد ضاق ذرعا
بما  بثتة  أمة فى قلبة من
مبادىء بأستمرار ويتذكر  ما بينهما  دار   من حديثٍ
أو  حوار ....
وكم أيقظتة من غفلتة  هذة الفتاة المتعلقة بة  وبحبة  (إعتماد ).. وذكرتة    بشىء  كان  فى طى النسيان
بأن الفرصة لا تأتى إلا مرة واحدة  وعلية أن يختار وما أصعب الأختيار  .. إما
تضيع منة حبيتة  ويلاقى زمان غدار  أو ينتهز  الفرصة حتى لا يظل طول العمر ندمان .. وقد إحتار سليمان إلى أين يسير  والشوق  حولة أنهار  بها




//////  3////////////
===========
فتساءل  فى نفسة كم عدد
الحوريات  التى وقع نظرة
عليهن  بالكاد  بعدد أصابع
يدة اليمنى  أو اليسار ..
تساءل لماذا لم يكن يشعر 
بإعتماد الفتاة الناضجة
وهى فى قمة الإنبهار ..
أدرك أن الفلاحات  لا يرتدين ملابس  يكشفن فيها
عن مفاتنهن ولاهذا الجمال بل القابع خلف الستار .. يتدثرن
فى أثواب  تقلل من جمالهن
وكأنهن  خلف نقاب  مستعار ... شعر

سليمان أن حظة دائما لم يكن حسنا بل كان دائما فى عثار  .. ولم يأتى  الحظ
يوما ليساندة و يساعدة على الإستقرار  كانت  كل أيامة بؤس
وحزن والم وشقاء  ومرار .. لم
يكتشف  يوما أنة مثل أقرانة
الشبان لهم  حظ من نار .. كان الحرمان  يطل  دائما علية من أوسع الأبواب حتى حذاؤة الذى يرتدية فى قدمية علية من الرقة حصار  فلم
يملك  حذاء جديد فى يوم
من الأيام حتى فى الأعياد

أو الناسبات أو بداية دخولة المدرسة  كان  يرتدى حذاء ممزق منهار ..
ولو ذهبت أمة لشراء حذاء
مستعمل كانت  تتوسل إلى التجار.. وهى تفاصل فية
وكانت دائما تقول إبنى يتيم
كى تستدر العطف وتزيد من المساومة على سعرة وإلإستدرار  .. حتى
كرة سليمان كلمة يتيم التى تساوم  بها بإستمرار وإستمر كرهة لها وأعتبرها للطفل إهانة وإحتقار ..  وتمنى لنفسة ان يرد  لها الإعتبار .. ورغم إعجاب معظم  الجنس اللطيف بسليمان  إلا أنة كان  يشعر بشىء ناقص
بة  وليس وسيم كما إلية يشار
.. كان كل شىء فى نفسة متقلب ولم يشعر بيوم من  الأيام بالإستقرار .. وهاهو  اليوم
تتغير مبادئة قليلا  .. لقد
أصبح يكرة المبادىء ويلعن المثل
ويكبح الإحترام ..  لكن شيئا بداخلة كان يراجعة بإستمرار .. نداءات أمة  وصوتها فى إذنة  كانت تشعرة
أن هناك فى  يوم الحساب  وفية ينصب الميزان وهناك جنة ونار ... وقد ضاق ذرعا
بما  بثتة  أمة فى قلبة من
مبادىء بأستمرار ويتذكر  ما بينهما  دار   من حديثٍ
أو  حوار ....
وكم أيقظتة من غفلتة  هذة الفتاة المتعلقة بة  وبحبة  (إعتماد ).. وذكرتة    بشىء  كان  فى طى النسيان
بأن الفرصة لا تأتى إلا مرة واحدة  وعلية أن يختار وما أصعب الأختيار  .. إما
تضيع منة حبيتة  ويلاقى زمان غدار  أو ينتهز  الفرصة حتى لا يظل طول العمر ندمان .. وقد إحتار سليمان إلى أين يسير  والشوق  حولة أنهار  بها دأ يستفيق  
عندما  قامت  إعتماد  وبدأت تعانقة وتلثم فمة  ووجدت  فى صمتة وعدم مقاومتة  لها  إنتصار  فسليمان الآن  لم يعد
يقاومها .. هو مازال  ظمآن
والكأس فى يدية فهل   يعلن الإستسلام .. وبدأ ينظر  سليمان  اليها
بشغف وشوق
وهى شبة عارية .. ونهداها
النفران يحتجان كمدفع رشاش  شديد  الطلقات ومن
يقترب منة  سيقذفة  خارج
المرمى فى إطار .. وشاهدها  وهى تنق المفتاح
من صدرها الوضاء إلى ما   بين  ساقيها  المرمريتين التى تنادى  علية  بالإجبار أن يقتحم حصنها  الميع بأقوى التحصينات وترد  سليمان وكان شىء  يلح  فى داخلة  أن يجرب هذا الحب .. واللعب  بالنار فهو لا ولن يضع لكلام أمة أدنى  إعتبار .. 
نظر   سليمان الى  نهدين يقفزين إلى الخارج بإرتياح   كما وجد  المفتاح   فى  هذا
الصدر  المضىء كأنة نور  مصباح إنتقل الى مكان آخر   ساقان من المرمر مضيئان بالمصباح  وكم تعيد المفتاح الى وضعة الأول فى ترنح وهمس فى نفسة هل يمد .. أناملة  ليلتقط
 المفتاح  بعد أن نقلتة إلى مابين ساقيها  حتى تلفت
الأنظار ..وماذا يفعل  بة  لو حصل علية بنجاح  ..  سرح هل هذة خيانة لحبيبتة هناء  التى هربت من أجلة  وقامت بالتضحية من أجلة وتحملت كل العذاب والجراح .. سأل نفسة     قائلا :  فين هناء  دلوقتى فهناء  قد
ضاعت الى الأبد ولا يمكن أن تعود مرة أخرى كما ضاعت وداد  .. فالقدر شديد العناد وهو يعرف حظة جيدا  كما تعود وإعتاد
أن يجابهة ضربات  القدر بالثبات .. فكم مرة فقد  الحب عنوة وقوة  أيساير الزمن  ويقبل تقلبات القدر
أم ينهار .. حب ملك  قلبة وبفقدة  عاش فى إنهيار  فالساعات مرت  ولم تعد هناء .. فقد توارت  ألى الأبد  وهكذا تفعل بة الأقدار فأستلم  سليمان  لقدرة بعد أن
مرت  خمس ساعات  حتى
الأن ولم  تظهر هناء وقد أعياة
الإلحاح  ..كي يحصل على المفتاح ليدركها  قبل أن تغيب عن نظرة للأبد  وها قد فقد سليمان  حلمة الوردى ولن يصل
اليها  ولن  يتم زواجهما  كما  ضاعت  الأفراح  ..
كل شىء ضاع منة ومن
قبل  ضاعت منة وداد 

والآن ضاعت هناء .. وربما قد تضيع
أيضا إعتماد إذا تباطأ ولم
يقم بشىء  فية نجاح .. لذلك بدأ
فى الإستسلام  لأعتماد  حتى لا تضيع منة ويضيع  كل شىء منة  فليس كل شىء متاح وليس النجاح حليفة إذ  لم يبدأ الكفاح    .. وشعر بأنفس إعتماد  تلهبة وقبلاتها الحارة تبدو كإجتياح  كم  تسلبة  كل
مقاومة وكفاح  ... وبدى كل
شىء
يستباح  .. فهو لا يستطع
الآن  مقاومتها  فلم يتبق
شىء  لة متاح .. غير
هذة القلعة الصامدة من الجمال تهتز  قلاعها أمامة
بزحف وإكتساح  .. فبدأ يشعر بأنفاسها وإرتياح .. وأحيانا تتوقف الرياح عن عصفها  بقوة .. وقد ضمها  سليمان إلى صدرة
وأسكرتة قبلاتها .. والتحما..
معا  دون أن تتاح لة فرصة
الخروج  عن المباح .. ...
لإحساس بداخلة أنة لا يجب أن يتجاوز المألوف أو المباح .. مهما كانت  الرغبة تغرية بالإلحاح .. شعر سليمان بشىء  داخلة هل هى النشوى أم الشعور بالإرتياح  .. كان كل شىء مباح  لو أراد   الا ان  صوت أمة فى أذنة  يهزة بقوة  وتجبرة ألا يستباح .. عرض أنثى مهما كان النداء  داخلة والإلحاح ..كما أحس  سليمان بهذا  الشىء الذى   يسرى  فى عروقة لم يعهدة من  قبل بل ويجتاح ولم يكن
يشعر بة من قبل فى ليل ولا فى صباح .. إنة شعور غريب ولذيذ   لم يعهدة  من  قبل  وكأن أنهار  الحياة  المتلاطمة لها
أمواج تدفق فى ذاتة  .. فنظر ملياً  الى نفسة فوجد أنة مازال   بكامل ملابسة و
شعر بالراحة والإرتياح  أنة
لم يفقد كامل مبادئة ولم تتاح
لة فرصة الإعتذار عن فعلتة
إنة العذر الغير  مباح .. فمن من البشر يتحمل  مقاومة   أنثى ذات
فتنة طاغية .. وخاصة وإن كانت شبة عارية .. وكم تزيد فتنة عندما  يكون الجسد  ناصع شفاف والأرداف  طاغية  .. كان
جمال هذا الإكتشاف غير من مجرى حياتة وطبيعتة وتذكر محبوتة وداد وهى
فى روعتها عبق  يضرب بة المثال  إما إعتماد  ...ربما تفوقت علي وداد    وخاصة
فى الإستعداد .. وقبول دعوتة وفى الحقيقة  لم ير  سليمان  من جسد  إعتماد إلا

خلوتة .. فلم ير  منها إلا النصف العلوى .. وقوام
فاتن فى طلعتة  لم يكن
 عاري  لكن مقايسها  تبدو فى الحال مقاييس نموذجية للجمال حتى فى بشرتة ..
ربما لا يضرب بة كمثال لبلوغ  القمة فى فتنتة وربما ليس لبشر  فى هذا الكوكب الأرضى قد يكون لسكان كوكب نائى فى مسيرتة وكم
قارن سليمان  بين  صورة
إعتماد  ووداد وتساءل هل هى صورة  مكررة بين إعتماد  ووداد  يضعها القدر لسليمان كإختبار أو ليضعة فى مواضع أخرى  تزيد  من العناد ومن حدتة  .. كان كل شىء فى إعتماد  نافر جسد كالملكات  وذلك القلب الملىء بالخفقات .. شعر  سليمان  بالأستسلام
للواقع كما كان يشعر بالغرام  ..من لهيب الكلمات وحلاوتة ..فكم  أبلغتة بالكلمات  أنها من أول لاحظة عشقتة من أول مرة رأتة فيها ودابت من النظرات وفى وسامتة ..لكن ماذا تخبىء
لة الأيام .. قالها بصراحة
لأعتماد  : ماذا سيحدث لي
عندما تأتى أمك بأخيكى ..
هل سأكون بخير إذا ما فجأتها بحبى لك وإننى أريدك أنت  لا شربات  قالت  له : لا ليس أوانة أن تبوح بشىء من هذا  لكن أخي  عقلة كبير وحكيم وسيتصرف بحكمة فتعليمة عالى  وأفقة واسع
ولكنة سوف يجعلك تتزوج من
شربات بطريقة لائقة  جدا
لكنى أنا أحبك  أحبك ومن المستحيل أن تفصح عن حبك لهم الآن أتركة للأيام .. ولو أعطيت

لك المفتاح  سيقتلوننى ويقولوا لي هربتية يافاجرة

وسوف أنال الأذ    ى  ليل وصباح  ثم أردفت قائلة:
عندى  فكرة   قال لها : إية
هي  .. قالت لة نهرب   سوى  صرخ سليمان قائلا
نهرب على فين تانى  .. كفايا  هرب كفايا عذاب كفايا  جراح ............
شعرت إعتماد  أن  سليمان
يحتاج إلى أن يتحمم  ولابد
أن تسرع  بتجهيز  لوازم
ومنشفات الإستحمام  قبل
قدوم أمها وأخيها من القاهرة  فالساعة تشير  الثالثة  بعد الظهر .. وأكيد
هم فى الطريق الآن .. أو
ربما  عطلهم  شىء ما
لا تدركة .. وقد يكون تسليم
هناء  لأهلها أو يكون شىء
آخر  تجهلة واخذت تعد  مكان  الإستحمام  طشت كبير  وجردل ماء دافىء
..  قام سليمان لأول مرة فى
حياتة  بخلع ملابسة فى  مكان  بة أنثى فاتنة .. وكأنة
بدأ للإستسلام  لكل واقعة فلم  يعد يعبء  بشىء  نهائى  مهما كان .. وتجلد
قلبة كبرهان  لعدم إدراكة بطبيعة  التقلبات فى المزاج
بين مؤمن طائع  .. وعبد
نافر تبرم  بما يحيط  بة  من
قيم وأخلاق  .. وترك كل شىء خلفة للأقدار .. ومابين  الجنة  والنار مسافات  لا
تصل  صهدها  الى من فى
الجنة وأعتبر نفسة لأول
مرة يدخل جنة السعادة  بعد
طول حرمان  .. واخذ  يرغى قطعة  الصابون رغاوى بكثرة  ليزيل  عرق الشهور والأوساخ والأطيان   .. وكان  يلقى
بالماء  على جسدة .. فهو
رجل مكتمل الرجولة  ..
بدأ  كما شعر بذلك الآن .. وأخذ ينظف كل
جسدة تمام  التمام .. حتى
دخلت علية إعتماد  تلهث
صارخة وتقول : آة  يا
سليمان أنا لازم أتجوزك
حتى لو علقونى  فى حبل
المشنقة .. أنت بهذة الروعة
والإكتمال .. انت رائع كلك  رائع يا سليمان إن عشقى
لك زاد الآف المرات .. سأفعل  كل شىء من أجل حبى لك  لن أتركك لشربات  حتى لو فى آخر يوم  فى عمرى  وراك  وراك  ودايما حستناك ..
ياريت يكون جمالى المستخبى ورا هدومى  كمان أعجبك  أنا حقلع هدومى
كلها أنت شفتنى من قدام
لازم تشوف طهرى كمان  أنا
حجننك  زى ماجننتنى كمان
وبدأت إعتماد  فى خلع ملابسها  وسليمان  يصرخ:
أهلك  زمانهم  جايين  حاتفتحى الزاى قالت  لة
ببرود ونشوة : يبقوا يتلطعوا
على الباب كما  لطعوك ساعات  .. هكذا .. ظلا  معا
يرتويان من  نهر الحب الخالد  دون منازع أو إستئذان  .. وحرص  سليمان  على ألا  يتجاوز
المألوف  أو الخطوط  الحمراء  لكن  إعتماد تحاول  أن تزج  بة الى
الهاوية  لينهار ... ولكن
سليمان كان قوى الإرادة
كان يخشى على إعتماد
أن تتورط  .. وتورطة
وتجعل منة  إضحوكة
الزمان .. فكيف يجمع بين الأختين معا إذا أصر  أخوها  الدكتور عبد الهادى
أن يزوجة لشربات فهى البنت  الكبرى والتى أعلن
فى القرية أن عريسها هو
سليمان ماذا سيقولون  عن
الأهل .. هل تركوا  إعتماد
ليلعب الشيطان بهما فى
مكان واحد  .. وان الشرف
فى عائلة ابو الحاج  ليس
لة عنوان .. وعلى ذلك ظلا يلهثان  ويمرحان فى نهر
الحب الخالد يرتويان  دون
خطر كان .. كانت القبلات محمومة  وهما ملتصقان
كالبنيان .. ويحتضان بعضهما بعض وكم نهلت  إعتماد من  القبلات  حتى

سمعا طرقا على الباب.. ..
أنصت سليمان  وعندما وصل إلى أذنية  صوت
الطرق على  الباب  ..
بات فى الغليان  وصرخ
فى إعتماد  إنت  لسة معايا
فى الحمام .. إسرعى البسى
هدومك وإخفى  توبك  الممزق  كمان .. واوضعى إشارب  على رأسك المبللة
بالماء .. بسرعة خرجت إعتماد  من الطشت .. ورمقتة بنظرة حانية دون كلام .. والقت بثوبها الممزق  فى غياهب الفرن
وبات فى مرمى المحية التى
يلقى بها  النار .. لعمل الخبز  والفطائر والطعام ..
وإرتدت ملابس أخرى ..
ووضعت الإيشارب  على
رأسها  فى إستعجال .. وقدمت  على الباب لتفتح
وهى تنادى  مين  اللى بيخبط  قالت لها أنا خلتك
فتحية  ثم أردفت قائلة :
هى أمك ماجتش وألا  أية
فقالت لها  إعتماد  خطتينى
ياشيخة أنا فاكرة إن اخويا
عبد الهادى  ثم أرردفت قائلة ربنا يجيبهم بالسلامة
دون أن تفتح  الباب ....
فقالت لها بصوت عالى:
يظهر هم  اللى جايين  دول
إفتحى  يا إعتماد  الباب
فقالت لها : صحيح  هم جايين  قالت لها : أيوة أنا
شيفاهم  قدام عينى كمان
فقالت : طب إستنى حاجيب
المفتاح .. ونظرت الى سليمان قائلة إنت مية مية
لبست بسرعة  .. أمى وأختى  واخويا  كمان  ..
حفتح لهم  الباب ..















تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة