-64- الكثيان الرملية

        -64-
وكانت  البداية  مؤلمة
كانت الدقات متلاحقة تعربد فى الفؤاد  ضاحكة ولا  شيء  يؤلم إلا  هذا البعاد ..وفقد الأمل  هنا  وهناك  ..وهكذا  تبخرت  الأحلام  بعد  الرقاد  وتم  فقد  التواصل بينهما  بالوداد .. وبدى المكان  الضيق موحشا  والمعتاد المرور  فيه في كل المناسبات  يضج بالزحام في هذا  الميعاد  فقد  كانت الفتاة الجميلة القسمات وتدعى سعاد العسيلي تذوب في روعة الجمال واستشهاد  كان جمالها  الرائع  المطل علي الواد تستنشق  من أريجة عبير  الذات وترسم لهذا الجمال لافتة هنا  وهناك   من الجمال  غير  المعتاد  فقد  كانت  تزهو  بالورود  حتى موسم الحصاد  كانت  جميلة   جمالا  باهرا  مضيئا  ووجها  مشرقا  يتسرب  بالبسمات  بالذات .. ثم  حدقها  سليمان قائلا: نظرت إليها أرقب ضحكتها التي ترن في  ثبات وقلت لها  هذه الأبيات :
يا  هذا  الجمال  .. أذاك  مسكنك
أصغت من الدلال ..قواعد معبدك
وبنيت  بالوصال ..  حمرة وجنتك
أم  هذا   محال ..  حين تعلو بسمتك
عندي لك  سؤال .. كيف أرسم  صورتك
.........   كانت هذه الأنثى الرائعة تستحم  في بحرِ من الجمال فيه رقتك .. ومع  كل  هذا  كانت سعاد تعاني  قليلا من شلل الأطفال  الذى   لازمها   منذ  الطفولة فكان  عائقا  لتحركها بإستمرار .. وكانت  الدنيا  تضحك لها  مساء نهار  عندما تعلقت بسليمان وبادلها  حبا بحب وتحلي بالوقار  ..وسمحت  لهما  الدنيا أن  يتزودا  بهذا  المقدار  من  الإستقرار ... تحدثا  معا  تناجيا  معا ضمهما  الأحضان يرتشفان  كما تجرى جداول الأنهار ..أعطاها سليمان  عنوان حجرة الدروس  الخصوصية .. وشعرت معه بالأمان فلم يكن يتجاوز  الحدود  أو الحصار بل  عاملها بإحترام  فزادت تعلقها  به في إطار من القيم  والمبادىء والأخلاق ..  فكانت  تأتى إلى حجرته الخاصة بالدروس  قبل الميعاد ترتب الأزهار ..وترص  الكراسي وتعيد  ترتيب الحجرة فى إنبهار .. حتى إذا ما إنتهى الدرس أو  قارب خروج الطلاب تعد وليمة الغداء .. فهناك (السبرتاية).. وبعض الأطباق والمعالق والكبايات فتضع براد الشاي على النار .. ينظرا إلية بعد تناول الغداء  من البيض والجبن والفول المدمس ..وظلا يتهامسان معا ويتناجيان معا ويمنى كل منهما الآخر بقرب  حلم زواجهما  على ما يرام
........................
كان الحلم دائما يراودهما في الانتصار علي  العقبات ..وتحقيق الزواج .. وطوال الستة أشهر كان الإتفاق بينهما أن يلبسا الدبل حينما  تنتهى الإمتحانات ..لكن تبعثر  حلمهما ومات بالسكات كما تبعثرت أحلام سليمان لم  يكن قد على توفير  ثمن الدبلتين .. فى الميعاد قبل إنتهاء أجازة آخر العام الدراسي .. فوافقت سعاد أن يلبس سليمان دبلة فضة  وهكذا كان  الحل واضحا ..وساهمت سعاد  بنصف ثمن الدبلة ..لكن  تأتى الرياح بما لا تشتهى  السفن فقد  مرضت أم  سليمان  ولم يكن  معه ثمن الدواء فأضطر سليمان  الى أن يشترى لأمة  الدواء بعدما ترك باقي ثمن الدبلة مع سعاد حتى يمكنة  تعويض  المبلغ المفقود  وبما كان  معه من ثمن  الدبلة ..  وحزنت أمة بما آل  اليه الأوضاع من سوء ..ونصحه صديقة سعيد  قائلا :  إذا  كنت  تحب سعاد حبا   حقيقيا  فلا بد  من التضحية  فقال له سليمان  محدقا  كيف أضحي  .. نظر أليه سعيد  وقال :  أن تبعد عنها  حتى  لا تكرهك  عندما  تجد  نفسها  في  فقر  وعوز لن  تجد  إلا  الهروب من قبضتك  بالطلاق  فالفقر يوجد المشاكل دائما .. لن يتبقى معك إلا  جنيهات قليله  لا  تكفى  للطعام ..  فكيف  تسير  بكما  الحياة إلا  إلي السوء ..فقال  سليمان : كيف أقتل حبي بيدي ..قال سعيد محدقا : أكيد أنت  أناني .. إنتهز فرصة  الأجازة الصيفية لتدرب نفسك على التعود على فراقها وأكيد  سوف تنسي  هذا  الحب ..  فأنت  ياما  عانيت  من الحرمان وذل الزمان  ألم  تستطع أن تكمل المسيرة بأمان ...  نظر إليه سليمان بإمعان وقال : كلامك  عين  العقل  يا سعيد  وسأحاول ـ إن أجرب إن كان بالإمكان  أن أدمر  قلب إنسان  بهذه السهولة  .. فنظر  إليه  سعيد  وقال : البتر  هو الحل الوحيد  للتخلص من الألم  المزمن .. ظل البعاد قائما لفترة طويلة وسعاد  تجرى خلفة فى كل  مكان  وسليمان يتهرب منها  فى كل  مرة ولم  يرحم توسلاتها او دموعها وكاد  أن  يضعف لولا تذكر أنة  لن يتبقى معه  إلا بضعة جنيهات  لن تكفى المأكل والملبس والسكن .. وسيعيش  في ضنك كامل وما الذنب الذى اقترفته  لتطعن في حبها .. وبين اللف والدوران  كان سليمان حائرا   أيستكمل المهزلة ويضعف أمام حبها وتعلقها  به  وأيضا حبة وعشقة لها ويترك الأيام  تفعل ما تري ..  تذكر سليمان أنه يدكى  قلبا   لا ذنب  له  .. وأنه يتمادى فى جرمة  للنهاية وإن الله  سوف يحاسبه  في الدنيا والآخرة ..فأحجم عن  إتخاذ  القرار ليكن  ما يكن وليستمر  في الهروب  من حبة مهما  كلفة  من معاناة  وألم  وعذاب  الفراق .. وسالت دموعة منهمرة  وهو  يراها  توقف تاكسي مخصوص لكى تصل إليه وهو  مسرعا بدراجة نارية .. أبصرها   سليمان تجرى خلفة فإنهار لكنة  لجأ  إلى محاورتها داخل  شولرغ وزقاق ضيقة لا تستطيع السيارة  التاكسي أن تمر بها  ..وبذلك  ضاع كل أمل لسليمان  فى أن  يستعيد  حبة بعد  أن  فقدة   فأنزوي فى بيتة  حزينا كئيبا  تفذف به الأيام  الي غياهب المجهول ...وإستمر الحزن مخيما  علية حيث  يقول  ربما ليس  معها  ثمن أجرة التاكسي  وكانت منتظرة الحاق  به  لتسترد  بعض النقود  لدفعها  إلي  السائق  المجهول .. وتركها  قى حيرة  وذهول ..وبدأ  مشوار  الحزن به يطول ..ظل  الألم  ملازما  سليمان  بعد  أن  فقد كل شيء حتى حبيبتة  السابقة  مايسة عندما   هاجر أهلها  إلي  الإسكندرية  كان  ثاني حلم  يغترب بالأفول ..  فلا شيء فى الدنيا  أصبح معقول .. أشهر  طويلة من التجوال وحياة كلها  مراره وهزال ..فقد  سليمان  الأماني والآمال  ..  وبعد  أن  عثر  على ضالته فى  حبيبتة وقره عينة سعاد .. ها هو  الأن  يفقدها فى الحال ليعيش وحيدا شريدا  بين الأحلام  والذكريات ..  إستلقي  سليمان ورقد  علي سرير  المرض  تفزعه الهواجس وتصعقه التخيلات  وتنتابه الخوف من  القادم والمجهول من النكبات ..  وظل فى ذهول مما  ألم  به  من زلات .. فهو  قد  قتل حبة بيدية .. أمسك قلمة  بيدية المرتعشتين وبدأ  يسرد الذكريات  كان فى حياة سليمان  عشر فتيات جميلات  لم تستطع  واحدة منهن  أن تتفوق  عن الأخرى  فى الجمال سطر أسماؤهم بالإجمال أولهما إصلاح إبراهيم حسن فتاة  جميلة متميزة بالذكاء .. والثانية هي  سعاد السايح .. وإن كنت أغير حرفا  من  حروف  إسمها  فقد كانت  كحورية ملفوفة فى ورق سليفان .. وكما  ذكرت  مايسة وكانت طالبة متميزة بالذكاء أيضا والجمال النادر ..والفتاة الفائقة جمال سعاد العسيلي .. وهى التي أضنتني  حزنا حتى الآن  وبعد  أن جددت نشاطي وحيويتي وقابلت  شبيه مايسة  وهى نادية  صلاح الدين ...وأيضا نسمة محمد عطية .. كان فى جمالها  الرائع  وعذوبة صوتها ما يكتب فى وصفها مجلدات .. كان تعليمها  العالي وثقافتها  الغزيرة  ما يفتح  للجمال مجالا خصبا  لوصف  رقة الأنثى  حينما تصل  حد الكمال والجمال ..  كانت أشرطتها  الغنائية مع  صوتها العذب دلالة خاصة على الرقي  والإرتقاء ..  كانت  الظروف أقوى من كل شيء ..  لم يكن لسليمان  مسكنا  ولا مأوى  حينما طلب  والد نسمة  معرفة الشقة أو سكن  الزواج .. أرسل أخوها للسؤال  ولقاء سليمان  فى المسكن الذى سيكون   سكنا  لهما عند الزواج ...  فلم  يجدوا لامسكن ولا مأوي كم  فقدها   سليمان فى لحظة  ضعف وإمتحان  ..إما شربات كانت لها تأثير كبير  فى حياة سليمان كانت بيضاء لكنها كانت متعثرة  الجمال  فلم يوليها سليمان  الإهتمام ..              

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة