6789== إما أنت يا أمى فلك الجنة

إما أنت يا أمى  فلك اللة تحملت  البؤس والفقر  والذل  والحرمان من أجلنا فكنت  تقضى الساعات الطوال تجمعى كلماتك  لتتشجعى  وتطلبى  نصف جنية   من عمتى الثرية  جدا   وهى  تنظر إليك بإمتعاضة ونفورا  وتهملك رغم أنها تعرف  تماما  تماما انك
سوف تردين  لها   حقها  مجرد   حلول  الشهر  وتسلمك  المبلغ الضئيل  الذى  لا يكفى اى بيت عندما  يرسل اليكى أخى أحمد الحوالة  البريدية بمبلغ  خمس  جنيعات ولم تصبر  حتى   ليوم  واحد  لكن اللة  كان  يبارك فى القليل .. أعلم يا أمى أنك تحملت الكثير جدا
حتى خالى  إستغل أزمتك  وحاجتك للمال  فباع نصيب إرثك  من أرض أبيكى بأبخس  الثمن بمبلغ لا يتعدى واحد  على مائة الف
من حقك  الأصلى  .. منة للة   ربنا  سوف يحاسبة فى آخرتة ... نظرت الأم  بعينين  دامعتين  وقالت  تعرف  يا سليمان  لولا إن أبوك  قام ببناء   هذا البيت
لنا  لكنا نتوسل ونستجدى من الناس .. صحيح ترك  لنا   شقة واحدة صغيرة  فى منزل  بدور واحد  فليس معنا  من  ينغص حياتنا
لكنا فى الشارع يا أبنى  نظر
سليمان  اليها بحنان وقبل يدها  وقال   أعلم يأمى ماتجرعيتة  من مرارة الألم والبؤس والحرمان  ولكن لك  الجنة  وبشر الصابرين إذا صبروا  .. قالت لة صدق اللة العظيم  واللة ياابنى لا أريد  إلا الستر  واموت وانا مستريحة   عندما أجدك تعمل  وفى يدك  قرش  يغنيك عن سؤال اللئيم  .. نظر إليها ودعها سليمان والدموع مازالت  تترقرق
فى عينية  وتذكر أنة ذاهب ليفارق أمة  لكن ما باليد  حيلة  فأن طوفان  من المشاعر  تدفعة  دفعا  وقوة هائلة تشدة الى قدر  لا يعرف  الى أين يقودة .. ولكن مازالت للتخيلات رسوما مضيئة  فى ذهنة  تحملة  على المباغتة بالسرور   رغم أنة هذة المرة   لن   يترك لنفسة  العنان   صريعة الهوى
او  أن لم يجد  عملا سيعمل
حتى لو   حمالا  على محطة السكة  الحديد  أو خادما فى البيوت    لن يترك  هذة الفرصة  تمر منة  وتتبخر
النقود  فيعود  ضائعا  هائما  خاويا على عروشة  محبطا باليأس  محطما للنفس  بل هذة المرة سيقبل  العمل حتى  بدون شهادات   فأن الشهادات  لا فائدة منها  تعلق فقط فوق الحوائط  كديكور  ليس إلا  ... ومازال  سليمان يترنح  فى  تفكيرة  .. حتى قادتة قدماة الى  منزل  حبيبتة  سامية
فى شارع طومان باى  .. وهاهو الآن أمام العمارة ..
وهاهة غرفة البدروم  لكن فقد  منة المفتاح .. وهاهى تبرز   رسالة  من احد أحرف  الباب  ..إنتزعها بقوة  ولهفة وحنان وكأن الأمر إختلط علية   فلم  يعرف  اين هى  .. حتى العنوان  .. وبدأ   يقرأ
الرسالة  تمام  :  حبيبى سليمان  أننى كل يوم أنتظرك  بفارغ الصبر  والحنين يشدنى اليك كل يوم أكثر من السابق  وكأنى صرت أحلم أننا  لا بد  سنلتقى  .. ارجوك أصبر
أنا كل  أسبوع أحضر  الى  غرفتى المتواضعة التى  ضمت رحيق  أنفاسك  ونظراتك لي يا  خلبوص ..  أنا شعرت إننى فتنتك وأعجبتك  لكن صدقنى واللة دون  قصد منى فأنا لم أتعود أن يكون
فى بيتى شابا وسيما  مثلك
ولا أتخيل ذلك فكأن تغيير ملابسى تلقائيا  ليس لأستميل عواطفك  للزواج منى  لكن كنت أدعو اللة أن نكون لبعض أزواج أستظل بضلك من وهج وهجير  شمس حياتى القاحلة بدون  ونيس ورجل أحبة ويحبنى   هذة المرة طال علي ردك أين  أنت يا أبن الأية تعبتنى معاك  ما كنت أنتظر شقاك..   وفقك اللة فى الحصول  على عمل لنلتقى
بإذن  الة عند المأذون  ونكون أسرة  سعيدة وأنجب  لك أولا وبنات  ولن تنتهى الحدوتة لأنى سأكون  انا الملتوتة   حبيبة قلبك  وزوجة المستقبل  سامية.
............  ظل   سليمان يقرأ الرسالة  مرات ومرات .. ويحوم  حول البيت  كل يوم
ربما تأتى  فيتم اللقاء وكان ورغم  جهدة الجهيد  وبذلة المزيد  من الجهد  لكى يجد
عملا  .. إلا أن الأبواب مازالت  موصدة  والاحلام بدأت   تتبخر  من مرقدها
ومشاعر الألم   بدأت تلفة لفا وتقحمة   وها هو الآن
أستنفذ   عشرين جنيها  مما
معة  بقدم هنا وقدم هنا ويستخرج  أوراق  هنا  وهناك  لكن  قرأ  قائمة من
نجحوا  فى  الأختبار  ليكونوا  أمناء  مخازن  كان
ترتيبة الرابع  وهم يطالبون
خمسة أمناء مخازن فقط لشركة كبرى من بين مئات  المتقدمين .. وحمد اللة  أنة
وجد  الفرصة  سانحة  لكى يعمل  وينتج ويكون رجلا محترما  فى المجتمع  ومابين  الأحلام المتأججة
والأمال المزعجة  .. وثب من الفرحة  فقد  تحققت أحلامة  قرأ  القائمة المعلقة
مرات ومرات وتأكد  تماما
أنة  سيفوز بوظيفة محترمة
تتناسب ولو قليلا مع  مؤهلة الدراسى  ولكنها تبدو مقنعة
لتحقيق أحلامة وطموحاتة والفوز بحبيبة قلبة ورضاء أمة      فقد يعوضها   ايام البؤس والحرمان ... ودخل
المكتب  لشؤون العاملين ..
يقدم أوراقة  ... فقيل لة أحضر  إستمارة  6  جند ... وتحرك
واثناء  تحركة  كان  هناك
الخامس والسادس  واقفين يقدمان  أوراقهما  قائلين  كلة  تمام  .. فنظر  رئيس
شؤون العامليين ويدعى  سعيد أفندى  الى السادس قائلا :
إنت  ترتيبك السادس احنا
عايزن الخمسة  الأولي فقط
طبقا لترتيب النجاح ..  سمع سليمان قول سعيد أفندى  ان الشركة تتبع اللوائح والتعليمات  وانها شركة محترمة ولا يمكن أن تتلاعب  .. وبينما يهم بمغادرة  المكتب أبصر
عادل  وترتيبة السادس ممسكا بورقة العشرين  جنيها  ويدسها  فى درج
رئيس شؤون العاملين  فلم يعر   سليمان إهتماما وقال فى نفسة   ربما  سيسلمة للبوليس  لأنة  يقدم رشوة  ومضى جريا  لأقرب  مكتب بريد وأشترى  إستمارة   6  جند ... ووقف يمد  الأوراق  ..  فنظر  الية
عم سعيد  مسؤول  التعيينات
وقال لة  .. احنا أسفين  الشركة .. أكتفت بالثلاثة  فقط  .. وأكتشف بعد  ذلك
أن  الخامس والسادس  تم
تعينيهما  واخذ  السادس  مكانة   ..  فقد كتبوا التقرير
أن الرابع  لم يحضر  وربما
إستغنى عن العمل  فى الشركة لذا قامت  الشركة بإستكمال العدد من قائمة المجتازين  للأختبارات  وفقا للترتيب  وضاع  على سليمان فرصة العمل الوحيدة  وضاع الحلم السوى .. الذى تمناة أن يكون رجلا  عاملا  نافعا  لنفسة ولأهلة  وللوطن ...
أدرك  سليمان  حجم الفساد
الذى بمخر فى الوطن  وكيف أصبحت الرشوة  عاملا  فى ضياع الفرص  وعدم العدالة فى التوزيع ..
رجع سليما محبطا محطما  خائر  القوى  وذهب الى مكتب المخدومين بشارع  طومان  باى .. كتب أستمارة  التخديم  ورفض
مدير مكتب المخدمين أن يذكر  المؤهلات والشهادات
وأكتفى بأن يقرأ  ويكتب
..  وسألة عن  عنوان  سامية  .. فنهرة قائلا : أنا قلت لك سابقا أن عنواين  المخدومين  هى سر من أسرار المكتب .. من يضمن الا تكون  لصا   قد
تقوم بمعرفة العنواين لإقتحام  الشقق وسرقتها لا تسأل  مرة  ثانية .. وتعجب
لماذا تنسى سامية أن تذكر لة  عنوان  عملها .. كما أنة
كان  ينسى أن يذكرها بالعنوان   كانت كل ردودة
على  رسائلها : حبيبتى سامية .. انتظرك بحب وشوق وأكيد القدر سيجمعنا مرة   ثانية  حيث أن أنهار  الحياة تجرى حيث المصب والأستقرار  والحب والحياة المستقرة  أننى أفتقدك واشعر بالضياع  من بعدك واتمنى أن اراكى فى أقرب وقت كى يطمئن قلبى المتلهف لرؤيك .. أحبك  فاتنتى الجميلة  / حبيك  وزوجك فى المستقبل  سليمان .... تذكر
سليما ن   رسالتة اليها المشوقة بالحب والأمل  دون أن يذكر لها  كلمة أتركى عنوانك أحضر اليكى فى أسرع وقت  .. وتوالت الأيام  وقد
تم قبول سليمان  للعمل عند السيدة الأرملة الثرية  بثينة
والتى لها  ثلات بنات  قى مراحل الثانوى  العام  فتاة جميلة جدا وتدعى   مديحة  فى   سنة أولى  ثانوى ثم
سالمة   سنة  ثانية ثانوى عام  ورقية  سنة ثالثة  ثانوى عام   وكاظم   فى الصف  الثالت الإبتدائى...
قدم  سليمان نفسة لبثينة  ووضح لها ظروفة  وقد إستطلعت  على شهاداتة
وبطاقتة الشخصية وإطمئنت لة   فقالت  : عليك تنظيف
الحديقة  وشراء الطلبات  وعمل  مساج  لي   يوميا ..
وكذاك ان كان عندك وقت  تراجع  للبنات   وتستذكر دروسهم  وسأزيد أجرك عشرين  جنيها شهريا  إضافيا  .. وإن أخلصت فى عملك   فستكون مقربا  منى تماما  وسوف تحظو بالرعاية  انت شاب    وسيم وقوى   وشديد الذكاء والخجل  وربما هذا يؤهلك لأن تقتحم  حياتنا وتكون واحدا منا بإذن اللة اعرف أن الحياة متقلبة فأصبر يا سليمان ربما هذا إختبار من اللة  ... شكرها  سليمان  كثيرا  وقال لها إنشاء اللة سأكون عند  حسن  ظنك ..
إستمر سليمان يعمل بجد وإجتهاد  ...  ويتفنن فى عمل المساج  كانت  بثينة شابة  فى الأربعين فاتنة  الجمال  قاهرة الرجال  لكنها
لم تكن  فى نصف   جمال سامية وروعتها   لكن  سليمان  بدت  أناملة  تلامس
جسد بثينة  الأبيض الطرى  الوضاء وكأنة لهطة القشطة
.. واستمر يقاوم نفسة  بإلا ينظر الى مفاتنها وأن يغمض  عيناة وكانت بثينة  تدرك  ذلك  رغم أنة قال لها ليس لي دراية بالمساج فقالت  لة  انة عمل لايحتاج
الى  معرفة   .. انة يحتاج فقط الى أنامل رقيقة  تعرف مواطن الضعف  وتقويها مما يسرى تيار كهربى  يجدد النشاط والطاقة  ويريح الأعصاب ..  وبدت بثينة وكأنها  فى  قمة السعادة  عندما يدلك  سليمان ظهرها
الطرى البض  .. ويتقدم نحو عنقها وهو يربت على كتفها  ويتمتم قائلا : يارب
سامحنى لم أجد  فرصة عمل  واحدة وقد جربت أن أشترى  خضار   من فجل وجرجير   وبصل   لكنى كم  مرة أخسر ولا أكسب
بحثت عن أى  عمل فلم أجد
ولم اجد    قرشا واحدا فى جيبى   رغم أن آلاف الأثرياء يملكون الملايين والمليارات ولا يجدون وسيلة للأنفاق غير  صالات القمار  وشرب الخمر ... والقصور التى ترمح  فيها الخيل ..  وحرق    اوراق البنكنوت لأشعال سيجار للراقصة أو الداعرة .. أنة مؤلم  هذا الأمر العجيب إستيلاء فئة قليلة على اموال
الشعب وحرمان  الفئات الغفيرة  من  العيش   لتبحث فى القمامة عن  طعام  تسد بة   بطونها الخاوية أنها لحياة  اليمة .. وفى اثناء  تمتماتة  لاحظت بثينة  خجلة وحياؤة فإزادت بة تمسكا  وهياما .. أما  بناتها
فكن يتسابقن  لأعطاء سليمان  لهن  الدروس والأستذكار  وكأنهن فى صراع   وتسابق من منهن سيبدأ أولا  .. وبدأ      سليمان  يعد  لهن  الحمامات فى  موعدها وكثيرا منهن  من كانت تتحرش  بة فيأبى
الأذعان لهن  فكن يتمسكن بة أكثر   ..  حتى  الزمتة
 الكبرى  أن  يلف  جسدها
بالماء والصابون  وإلا  طردتة  من الخدمة فقال  لها الطرد  لي أسهل  فقالت لة : وإن كان الطرد بفضيحة فما قولك ؟  .. فقال لها  : ربنا يسهل  هو المطلع ..  فقالت لة يعنى إية أصوت  والم عليك  الناس والخدامين  فقال لها   خلاص سأليف لك جسمك    لكن أسترى  الجزء الأسفل أرجوكى  .. وفعلا   تمت ستر الجزء الأسفل  .. وكان  هذا ثالث  جسد  لسليمان يراة عاريا  بعد   حبيبتة سامية   والست بثينة .. لكن هذا الجسد  كان  رائعا  فاق  ما رآة سليمان وغطى  على كل   شىء  كان  كالضوء المشع يطلب النجدة  .. جسد كلة شهوة  فاق  الحد .. يتدلى منى كرتان مضيئتان  تحملان كرزتان  حمراوتان  وكأن عنقودين من اللؤلؤ  قفزا فى بحر من الظلمات  بضوء مشع يفوق   وصفة بكل الكلمات .. مما محى من الذاكرة  تماما  صورة   حبيبتة سامية   التى تستحم فى ضوء من النيون الأنثوى يفوق الخيال  وظل يقارن بينهما   هذة  لفتاة بكر   وهذة لسيدة مكتملة الأنوثة
لكن الفرق بينهما أن الأولى  يمكن أن تكون زوجة لة  أما
الفتاة البكر العذراء   فهذا    قمة المستحيل والتخيلات  ومضت الأيام تلعب بذاكرتة الى الأمام ...........................  بقلم
الكاتب والشاعر المصرى ابراهيم خليل.
/////////////////////////    




سيد  الرجال .

----------------------
ضاقت    الحياة  بذلك الشاب  اليافع سيد .. ولكن
الصبية الصغيرة الجميلة شفيقة   لا
تمل ولا تضيق وكم كانت صلبة قوية الإحتمال .. كانت صابرة  تتحمل ..
كما كانت قوية تحمل
على كتفها أثقل الأحمال
فقد كانت تحمل أردب القمح
على كتفها  وتذهب بة الى ماكينة الطحين لطحنة  وتجهيز  قدر  منة يكفى لعمل  الخبز  .. وبذلك
كانت تطمئن  أن فى البيت
عيش وملح  ..  فلا  تضج  بحال من الأحوال .......
وكانت دايما تقول  ناكلها بدقة  ونعيش مستورين ..
مرتاحين  البال ..
 وكان زوجها  السيد  يتركها  فى  هذا البيت  المنعزل  .. وهو مطمئن أن  فى البيت دقيق وخبز يكفى لشهور لا  أيام  .. ومادام
الدقيق فى البيت 
منشال  ..  فيظل مستريح
البال كما يعلم  أن بيتة صغيرإيجارة زهيد سهل المنال  لكن كان الإنشغال
لأنة 
نائى بعيدا عن العمران .... وكانت
الصبية شفيقة فى هذا المكان بالذات ترتعد  من الخوف وتموت  فى جلدها  ألآف
المرات ..
فكم قاست من الخوف ومُر الأهوال ..
وهى تبصر

بعض  الرجال تتلصص   وتحوم  حول المكان دائما
 وتتجول  بإستمرار  ..فهم  لا يريدون فقط  إلا أن يفوزوا بنظرة واحدة  أو يطلون على هذا الجمال   ... من خلال  هذا الثقب فى الشباك أو فتحة فى الجدران وأن يبصروا  بعيونهم  من  تكون هذة الصبية الرائعة الجمال القابعة فى هذا البيت المتواضع هل من البشر أم ساحرة .. أم من الملكات ويتساءلون هل هنا سحر أم هذا محط  خيال .. وكان النظر من خلال ثقب صغير  فى الباب أو الشباك  يعطيهم فرصة للتلصص  على هذا الجمال  وكانت تقر عيناهم وهم يبصرون شفيقة  تتخفى بالشال لتكون بعيدة عن الأنظار  وكم أدركوا أن وجودهم  يسبب لهذة  الصبية الجميلة كل وبال كانوا لا يريدون  قلقها وخوفها  منهم كان كل منهم يريد أن ينصرف فى الحال 
.. وكانت الصبية  شفيقة   تموت فى جلدها
من تلصص  الرجال  عليها

وما يجر  هذا التلصص من  ألم وإنفعال  .. فتصرخ عندما يأتى زوجها
والدموع تنهمر  من عينيها كالسيل قائلة : إنت سايبنى لوحدى فى المخروبة دى و برعشة تصدك فيها أسنانها وترتجف أوصالها تسترد قولها  قائلة ارجوك  ياسيد   أنقلنى   من هذا  المكان  أنا
مش قادرة أتحمل  أنا فى خطر  شديد  بشوف كل يوم الأهوال ..  ممن  يتلصصون  من ورا  الباب
كالخيال .. وانا صابرة
صبر  الجمال
ولما  بخبى  وشى  وأضعة  فى
الوسادة  روحى بتطلع وبتروح منى  فى الحال  حموت مخنوقة
يا سيد  لا أتنفس
عشان محدش  يشعر   بوجودى

فى الدار ..أرجوك إن كنت صحيح بتحبنى ياسيد  ..إنقلنى الى مكان آمن ..  عايزة أعزل ياسيد من المكان ...   ينظر  اليها
زوجها السيد  برقة  وقال :  طبعا بحبك ياست الستات
إمال انا سايب الدنيا كلها  وجاى  هنا  لية   .. تنظر الية شفيقة  بإستعطاف  طب نعزل فى  أى مكان  آمن  .. يقول
زوجها السيد  : ومنين حندفع الإيجار 
إنت عارفة  انا بجيب فلوس الطعام  بالكاد  تمن  شراء    طقة واحدة  .. معلش الصبر يا شفيقة  ربنا معانا  ويحفظك لي يا أحب واحن
وأجمل  زوجة فى الدنيا كلها... تنظر إلية زوجتة
 بنظرة حانية وتقول  :  انا ممكن اصبر على  الأكل لو حربط  حزام على بطنى أو حتى
حجر وعمرى ما حا اشتكي فى يوم من الأيام لكن الخوف يقتلنى كل يوم من  الرجال .. اللى بيلفوا حوالين البيت ليل ونهار .. لما تكون موجود  خلاص مابخفش انا عارفة إنك سيد الرجال وبحبك  كتير ياسيد  لكن الخوف وإنت بعيد  عنى
بخاف  من نظرات الرجال .. وتسترد  قائلة  البيت شباكة واطى و اللى جواة  بيبان ..وانا مكشوفة قدام  الخلق وقدام اللى بيتلصصوا ويبصوا عليّ من الفتحات فى الباب  وقاعدين  يتهامسون ورا  الشباك أعمل إية يا سيد زهقت خلاص مش  ضايقة وكمان  دوارنهم حوالين البيت وخطاوى رجلهم بتدبدب كمان   ..  دول بيدخلوا راسهم  من الشباك أنا  بسمع همهماتهم وهمساتهم وتنفسهم والسعال  ... كفايا ياسيد  كدة سايقة عليك  النبى تشوف لينا بيت آمن نعيش فية بهدوء  بعيد عن عنين الناس  يقول زوجها السيد : الناس  الناس أحنا سبناهم فى كرديدة هم  ورانا ورانا  أعمل أية فية فكرة ..  بقترح عليك  تلبسى نقاب  يمكن دة  يبعد عنا الشر  شوية   .. تهمس وتتمتم  شفيقة الزوجة الصغيرة التى  لم تكتمل
السن القانونية للزواج قائلة:
اللى تشوفة يا سيد  بس  نبعد  من هنا   وكان سيد يعلم  أن المأذون  بتاع البلد
عقد القران  وكان من بخت
السيد  أنة لم  يشاهد  وجة الصبية شفيقة  بل   بعث  من يأخذ  منها
الموافقة والإستئذان  ويوقعها على ورقة  ليطمئن  ان الزواج تم برضا  الزوجين لا جدال ..كما أنة بطبيعة الحال  .. كل  مأذون بيدور على جنية زيادة وهى
دى طبيعة الأعمال اللى بتكون مفتوحة وغير
محددة  بميزان فهو يريد أن يسترزق مادام  يجد  قرش  زيادة  ..  سرح السيد  فى كيفية حدوث الزواج بهذة السرعة  التى لم يتوقعها بحال من الأحوال .ونظر  الى زوجتة
 نظرة إمتنان  للة إنة منحة زوجة بهذا القدر الطاغى من الجمال لكن هيهات .. فالسيد يحفظ القرآن كاملا   .. وإيمانة باللة  وضع على قلبة حجر  فهو يؤمن باللة وبقدرة خيرة وشرة   لكنة نظر الى  زوجتة وقال :    ربنا  يسهل  إحنا  آخر الشهر نعزل  ياشفيقة من السكن دة ..

     -------------
كانت على  شفيقة  أن تحشى لة  الكرنب  كما قال لها
زوجها  السيد  .. بعد أن أحضر لها   مستلزمات  الحشو   من( شبت وبقدونس
وكزبرة)  .. فيجب أن تشترى الكرنب أولا من  مكان فى آخر الطريق الطويل الذى يمر بحقل بيع الخضروات وكانت عليها أن
تنطلق  مبكرا   قبل عودة
الرجال  من أعمالهم ومحاولتهم التجول
حول البيت بإستمرار ... وكان  البيت
الصغير  الضيق  المتهالك
والتى تسكن فية  هذة الصبية والزهيد الإيجار .. لة شباك واحد  صغير  جدا  وضيق .. واسلاكة  متهالكة  وقد تساقطت  منة الكثير بعد شدة وجذبة من الشباب  للتلصص والنظر   الى ما بداخلة  ممن  يريدون أن  يشاهدوا هذا الجمال  الفائق   خلسة..أو من وراء ستار ..
ورتبت شفيقة  أمورها على  أن تستيقظ فى الصباح الباكر
وتذهب مسرعة  الى الحقل
القريب من  المنزل  حيث
ستجد   مساحات مزروعة
من الكرنب على إمتداد  الجهة الأخرى
من البيت  حيث  يعتبر  هذا البيت  هو الوحيد  الذى أقيم
  فى هذة المنطقة النائية عن العمران  وقد  وجد البيت أصلا لمزارع  قد يقوم بملاحضة الزرع  الذى يملكة هناك 
و لجمع المحصول
ولذلك تم تأجير هذا البيت بثمن  زهيد  لبعدة عن  العمران  ولم يكن فى الحسبان تأجيرة أبدا  للسكن  ..إلا أن صاحب السكن وجد  فى  قدوم السيد وزوجتة إستحسان بهجة للمكان
عندما أيقن أنة سيعلق بالجمال .. وكان زوجها السيد يسعى لمنزل  بهذا الأجر لعدم وجود  مال  كافى
لإيجار مسكن مناسب وكان هو
السبب الوحيد  فى إستئجار هذا  البيت فى هذا المكان  وحكى وقد ذاعت الحكايات أن   فى هذا المكان  مزارع   شقى ممن لة سوابق  فى الإجرام   وكم
روى عنة  حكايات وحكايات  موجود  فى هذا المكان  بالذات ومما
قيل عنة أنة  قتال قتلة ..

وكانت (شفيقة) .. تصدك أسنانها وترتعد فرائضها عندما تسمع  هذا الكلام وأنها محاطة بخطر من الخلف ومن الأمام  وتبدو مترددة فى الخروج  خوفا  من هذا  الرجل  الشقى   الذى  ذاع  صيتة على إنة سفاح
النساء وقاتل محترف ...
ولكن  حب شفيقة  لزوجها (السيد) .. وطلبة أن يتناول  الغداء  (محشى الكرنب بالذات ) .. جعلتها تغامر  بالخروج لتلبى رغبتة فى تذوق الطعام الذى يحبة  وخاصة وإنة  أحضر لها  للخضار لإعداد  المحشى ولحشو  الكرنب وطهو  الطعام الشهى الذى ينتظرة زوجها الحبيب .. وبسرعة إنطلقت شفيقة مرتجفة الأوصال  خوفا  ان تنال منها الأخطار وخاصة والمكان موحش  ملىء 

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة