رواية ثورة الغضب
السلامة
ولم يأت على الأهبل
إلا
الساعة التاسعة مساءا .. والقى فى
حجرها مائة جنيها
فكة من أنصاف
جنية إلى ارباع الى جنية
كاملا .. قامت بعد المبالغ
فقد تعددت المائة جنيها ..
وقام من نفسة بالإستحمام ..
وبدأت تقول لة كل هذة
المبالغ من يوم واحد قال
لها بإبتسامة : وشك حلو
علىَّ ..ياحلوة .. إبتسمت
خديجة وتكرر نفس الموقف لثالث
يوم .. وجاء هذة المرة الساعة الحادية
عشر محملا بأنواع الطعام ومائة وخمسون جنيها قالت لة
بفرحة : ممكن ياعلى نكون ثروة فى سنة بس
عايزة أقولك حاجة إياك
وأوع حد يطلب منك الطلاق
وتطلق .. ونظرت إلية تداعبة بحنان وقالت : مش أنت مبسوط معايا يا على فمد يدة الى
عنقها وقال مبسوط قوى قوى قوى
معاكى ياحلوة قالت لة
:
قل يازوجتى الحلوة ثم همست قائلة :
صحيح أنا حلوة فى نظرك ياعلى قال
لها : قوى
قوى قوى ...
وإستطاعت خديجة شراء
اللحمة والفراخ وعمل الطعام الشهى
.. وظل بيومى أفندى يتسكع عندها
يمينا ويسارا وتقوم بطردة
بقوة .. وأحيانا لا تفتح لة
الباب ثم ألقت لة بالعشرين
جنيها لتعويضة السلفة التى إقترضها من المدير .....
وظلتع لا تفتح لة الباب حتى يئس
منها وأدرك أنة
أخطأ .. فالشاب الأهبل بعد
تعديلة أصبح لة شكل
وهيئة وقوام فهو شاب
رائع الجسد مفتول العضلات
بصحة جيدة وشبابة وفحولتى جعلت لة
مكانا بارزا فى قلب طليقتة خديجة
.. وهو الآن يترنج ويقول ياريت اللى جرى
ماكان ...............
وبدأت خديجة تعشق
هذا الشاب العبيط
بعد التعديل ودائما تحرص
على تصفيف شعرة وحلاقة ذقنة
ونظافة جسمة فقد
كان هذا الشاب يعيش فى أستبطل للخيول يملكة إحد
الأثرياء وكان يعمل على حراستة
وتقديم الطعام لها
نظير أن يقدم لة مايقتات
بة .. وقد تم طردة بعد
خمس سنوات عاشها بين
الخيول نتيجة عدم إدراكة
لطبيعة عملة والمهام الموكلة إلية
..وظل بعد طردة يجوب
القرى والنجوع رث الثياب طويل الشعر منكوش
.. لا يحلق
ذقنة فكان الناس تعطف
علية بالنقود لكن كان لا يعرف إستعمالها إلا فى
شراء سندوتشات الفول والطعمية .. وأدرك أن فى
الأماكن الراقية من يعطى
لة نقودا كثر فظل
على هذا الحال شهورا .. ثم إقترب
من تلك المدينة التى يسكنها بيومى
أفندى وتعرف الناس إلية فكانوا
أحيانا يقدمون لة الطعام وأحيانا
النقود .. حتى عثر
على غرفة فوق سطوح إحد
العمارات بمبلغ زهيد
كان يدفع إيجارها ثم يبعثر
ما تبقى معة دون إهتمام
بقيمة النقود حتى تزوج خديجة
وأصبحت الآن تدخر أكثر من الفى
جنيها
فى أقل من عام .. وصار
على العبيط يرتاد الأماكن
التى يعطى لة الناس المال
بكثرة
.. كما تعلم أيضا
كيف يدافع عن نفسة
بعد أن
كان إذا ضُرب على قفاة
لم يعترض فقد علمتة خديجة ألا
يكون سلبيا حتى هاجم
ذات مرة بيومى أفندى وقال لة أخرج
من بيت زوجتى وكسر لة ذراعة وظل بيومى أفندى فى المستشفى لمدة أسبوعين
.. ولقد زارتة خديجة
قائلة: ربنا يشفيك ويقومك
من عثرتك قال لها : إنت لسة
بتحبى الولد العبيط دة
قالت لة : ماعدش عبيط دة دلوقتى بيفهم الكفت .. نظر إليها وقال :
طب باللة عليكى إنتِ كرهتينى
لية
دا أنا كنت بحبك كتير
..
قالت لة : وأنا كنت بحبك أكتر قال
لها ببسمة: ودلوقتى لسة بتحبينى قالت هامسة :
عيب ياراجل أنا دلوقتى على ذمة
راجل تانى قال لها بغضب : هل يرضيكى جوزك العبيط يكسر
لي إيدى .. قالت :
إنت عارف وجودك
ماينفعش أبدا وحرام يكون
بنا خلوة ولولا
إن البيت
ورثتة عن أبى
كنت أنا
بعد طلاقى فى الشارع ..
كفاية سبت لك العيال تربيهم هم كمان مش طيقين يعيشوا معايا فى البيت مع واحد
غريب مش أبوهم وأنا راعيت ذلك وتنازلت عنهم عشان مايحصلش بنا مشاكل بس خد بالك من حبيبتى
وطفلتى هيام دلوقتى أكيد هى اللى بتطبخ
لك وتعمل كل حاجة وبتاخد بالها من إخواتها .. أنما لولا دقت العز
وعرفت طعمة ما كنتش سبتك
وكنت عشت معاك
نظر اليها بإمتعاضة وقال :
وأكيد هو أصبى منى
كتير ودة سر
تمسكك بية .. لأن الفقر
ممكن الاقى لة حل سريع
زى
جوزك على العبيط .. أهو
بيكسب فى اليوم عشرون
جنيها .. قالت لة ببسمة وضحكة مجلجلة :
النبى حارسة ساعات فى الليلة الواحدة بيقفل الميت جنية
.. نظر اليها بيومى أفندى
وقال على كل حال كتر خيرك أنا لولا
مساكن السكة الحديد كنت بقيت فى
الشارع واهى مدارس العيال
جنب السكن وبكرة تتعدل .. كان فى نفس
بيومى أفندى الحصول على المال بأى
ثمن وخاصة حينما
فكر فى موضوع كسر
يدية وهى مازالت تحت الجبس ..
وسيخرج من المستشفى ويعود لفك
الجبس بعد أسبوعين .. تجرأ بيومى
أفندى وقام بتغطية رأسة بكوفية وطاقية حتى أخفت ملامح
وجهة وعند مزلاق بعيد
وقف يمد يدة السليمة وأستطاع
أن يجع من النقود
مايوازى راتب نصف شهر
.. فتهلل وجهة فرحا
وإستمر على
هذا الحال عدة أشهر ...
يخرج من عملة الإدارى
وينصرف وفى مكان متوارى يرتدى
عدة الشغل ليقوم بالتسول
ومرت الأيام والشهور وتحقق
حلمة فى أن يجمع
مبلغا كبيرا .. وطرق
باب
خديجة وكانت المفاجأة بيومى أفندى
وفى يدة حقيبة مليئة
بالمال .. ونظرت الية خديجة وقالت
: يخيبك
إية اللى جابك أنت عارف لو شافك
جوزى على حيكسر راسك
المرة دى ويمكن
تموت فيها .. وإنت عارف
المرة السابقة كان موقفة فى قسم البوليس قويا لأنك إنت
اللى تعديت على بيتة
ومراتة وكانوا حيحبسوك إنت مش
هو .. المرة دى مالكش دية خالص .. نظر
اليها بيومى أفندى بإستعطاف وقال : أنا
جايب ليكى مال كتير عشان
تعرفى المال مقدور علية ونلم شمل الأسرة والأطفال
اللى متفرقين ونعيش فى إستقرار .. ويمكنك أكل اللحمة مرتين فى الأسبوع
فى أكتر من كدة حاجة .. نظرت
خديجة وقالت : اللى إنكسر
مابيصلحش يا بيومى وإنت طلقتنى خلاص وصبحت فى
عصمة راجل .. قال لها بحدة :غشان
عيالك وبنتك هيام
كبرت وبقت
على وش جواز .. ومحتجاجك ..
قالت ببرود : ما اعتقدش دا
البنت طلعت قلبها حجر
دى ما بتزورنيش وفى آخر مرة
قالت لي بعضمة لسانها أنا
مش ممكن أسامحك أو أبص فى وشك
.. تسيبى أبويا بيومى أفندى
المتعلم .. وتعيشى مع
العبيط المتسول إنت فضحتينا
وأنا مش طايقة أشوفك تانى
ياريت ما تسأليش
عنى خالص أنا لو حموت من
الجوع مش جيالك ..
وذرفت دمعة على خدها الناعم ظلت
تترقرق كأنها البلورة تسقط
على طبق من فضة .. نظر اليها بيومى
أفندى وقال : ارجعى لعقلك
ورشدك وكملى حياتك معايا
أنا وولادك .. نظرت خديجة
وقالت : بحبة يابيومى أعمل أية بس
يقطع الحب وسنينة .. قال بيومى : ضحى عشان
أطفالك الحب يتعوض فى حبك لأطفالك ... نظرت الية وقالت : أنا دلوقتى حامل منة
الزاى أفكر أسيبة وهو
اللى بيشقى عشان يسعدنى أنا
مش قليلة الأصل
..كلامك ماعدش ينفع ياسى بيومى ..
تشابكت الأحداث بتشابك الزمن وتداخلت
المواقف صانعة المحن .. وكلا
الطرفين من يدفع منهما
الثمن ..فقد نسجت على خيوطها هذا
الظرف الخاطف بعد أن تمكنت
خديجة من صناعة زوجها
المعدل وفضلتة فى كل المواقف .. فكم رودتة
وجعلتة إنسانا جديدا يتفهم الأمور
وعارف .. بعد أن
كان لا يفقة شيئا عازف عن كل
أمور الدنيا .. وأصبح على
العبيط لا يفتح
فمة مطلقا إلا عند الكلام فقط ولا يدلدل
لسانة
.. بل يحرص على أن يدخلة فى
حلقة حتى إذا الريح عصف .. تعلم بنفسة
حلاقة ذقنة وتصفيف
شعرة وإرتداء جلباب نظيف وتغييرة
إذا إكتشفإتساخة .. وغسل وجة
بالماء والصابون جيدا بعد أن
كان علية دائما التراب والغبار والصماد
.. هبو الدخان كان
على وجهة يرتشف ... أصبح
على المعدل يستمتع بحياتة
وكانت خديجة مفتونة بشبابة وجسدة
القوى وكأنة شاب رياضى مفتول العضلات ..
أصبح شيئا آخر لم تكن خديجة قادرة على التضحية بة أبدا فهو
لم يتجاوز الثالثة والعشرين
وبيومى أفندى الثالثة والأربعين
والفرق شاسع فى البنية
الجسدية مابين شاب قوى البنية ورجل
عادى ليس فية
مايثير وما يميزة عن غيرة .. كان رجلا كأى رجل ..
ولكن هنا فروق جلية وواضحة بين
متعلم ومثقف و ساذج
وعبيط .. الفرق
واضح لكن على المعدل
إستطاع أن يجمع المال الوفير
لخديجة وأن يقدم لها الولاء والطاعة دون تغيير..
أدرك بيومى أفندى أن كل
محاولاتة باءت بالفشل
الذريع وإن ماجمعة من مال لا يفيد
فى إصلاح
شىء وخاصة وخديجة حامل من على العبيط ...
أهمل بيومى أفندى كل شىء
حتعى عملة ولم يعد
يتسول كما كان .. وبدأ ينفق
ماجمعة من التسول فى صالات القمار
وشرب الخمر ..
وكان يأتى ليلا
وهو سكير ويتفوة بكلام غريب أمام
إبنتة هيام ..
تلك الفتاة التى ورثت كل هذا الجمال
من أمها بل تفوقت عليها فكانت
كحورية من ينظر إليها كمن
ينظر الى أجمل وأرق فتاة
ذات إنوثة طاغية ..... وكم سئمت من نصرفات أبيها كل ليلة
وهى تبكى قائلة : إن أبى سيجن ويفقد عقلة إنة ينادينى بخديجة ويبث غرامة وشوقة إلى ولا
أستطيع منعة عن شرب الخمر فقد تعود
علية وعلى الرجوع بعد منتصف الليل
سكيرا ... وعندما لم تجد حلا
كما لا تستطع أن تعود
لأمها فقد قررت
الهرب من هذا البيت وذلك
الأب الذى فقد آدميتة وأحضرت حقيبة
ملابسها
وخرجت الى الشارع تبحث عن مكان
آمن .........
==============
/ البقية تأتى بقلم ابراهيم خليل
/////////////////////////
تعليقات
إرسال تعليق