رواية ثورة الغضب
====
== ثورة الغضب==
============
= 1========
ملخص الرواية بقلم
ابراهيم خليل
////////////////////
وداعبت أناملى خدود خديجة الناعمة الملساء .. وكل الذين ينظرون إليها والى جمال وجهها وجسدها الممشوق ينظرون فى إشتهاء وأنا أحاول أن أكفكف دموعها بنظراتى وأنظر الى مفاتن جسدها بخلجاتى وأتبحر فى كل جوانب حياتى .. من تكون هذة الحرية ورغم نداءاتى فقد شعرت أنها هابطة من السماء وأخذت أنظر الى قطرات دموعها البللورى
وهى تتساقط على وجنتيها
فى سخاء .. وأخذت أصابعى تتبعثر حول وجنتيها وتتحسس وجهها الجميل فى محاولة للإرتواء .. نظرت إليها وهمست فى أذنيها قائلا : ما أروعك فى هذا المساء .. إنك هابطة من السماء وإن وجهك الوضاء يحمل للقلب أجمل الرجاء
ماذا بكِ .. وما سر هذا البكاء ؟! .. فعانقت يدها يدى وجذبتها إلى الوراء
فى حياء وقالت وصوتها المتهدج وكأنة يشدو بالرثاء : إن زوجى بيومى أفندى ألقى عليَّ
الطلقة الثالثة فى لا مبالاة وتحدى وجفاء وأنا لا أخشى إلا على أطفالى من هذا بيمين الطلاق ووقوع البلاء ..ثم أردفت قائلة : قد كنت خير معينة لة فى السراء والضراء .. لم أبخل علية فى أى شىءِ من الأشياء وكنت
أدبر حياتنا معة بمرتبة الضئيل
الذى لا يكاد يكفى مدة خمسة يومِ من الشهر ...
ولم يكن فى البيت كسرة
خبز ولا ماء ....
فقد كان بيومى أفندى موظفا فى السكة الحديد
يتقاضى راتبا ضئيلا جدا
مائة جنيها ونصف ..
لعائلة مكونة من زوج وزوجتة وأربعة أطفال .. ثلاثة أولاد مابين عمر عام
وثلاثة أعوام والبنت الكبرى سبعة أعوام ...
كان بيومى أفندى يستدين
كثيرا وتراكمت علية الديون وكثيرا ما يأتى دائنية على الباب يطالبون بدينهم وكانت الزوجة خديجة ترمقهم بنظرة حسرة وألم ولوعة ولا تعرف جوابا غير إن شاء اللة أول الشهر .. وكانت قطرات الدموع تذرف من
عينيها .. فالكثير منهم يرأف بحال الأسرة وينصرف وآخرون يتغزلون فى جمالها ببرود
فتعتكف .. ومنهم من يتطاول على هذا الجمال
ويرتجف .. وكم من مناوشات حدثت بين الزوجين وكم كانت خديجة تتحمل الإهانات
وتعترف بخطأ الزوج
فى عدم إيجاد عمل لة
بعد الظهر حين ينصرف
يساعدة على عملة الأصلى
.. فالبيت فى حاجة إلى إطعام ستة أفراد كل يوم
.. وكانت خديجة لا تشترى
اللحم فهى غير قادرة على شرائة فقد غلت أسعارة .. وكانت تكتفى بشراء بواقى
الدجاجة من أرجل ورأس
وهذ كان أقصى ما كانت
تفعلة لتدير البيت بباقى
المبلغ بعد تسديد بعض الدائنين الذين يترددون تباعا دون توقف أو إنتظار آخر الشهر أو أول الشهر
وفى حديث بينها وبين زوجها بيومى أفندى كانت
تنحنى لتبوس قدمية قائلة : ابوس رجلك أتركنى أعمل فى البيوت مقابل أجر حتى يتحسن حالنا
وينصلح أوضاعنا .. فيقوم
بنهرها قائلا : ماعندناش ستات تشتغل حيقولوا عليَّ أية بيومى أفندى بيشغل مراتة خدامة فى البيوت .. مش ممكن فتنظر إلية مستعطفة وتقول : طب حاول تلاقى ليك شغلة بعد الطهر .. حرام دا إحنا مادقناش اللحمة بقالنا ستة أشهر .. يرضى
مين كدة .. وكثيرا ماكان
بيومى أفندى يتنرفز عليها
ويلقى بيمين الطلاق عليها
رغم حبة الشديد لها فهى إمرأة رقيقة جميلة الطلعة مشرقة القسمات دائما مبتسمة رغم كل هذة النكبات كانت صابرة متيقنة أن الفرج قادم بإذن اللة منتظرة علاوة أو ترقية لزوجها .. وخاصة عندما
يبلغها بيومى أفندى رأى
مديرة فى العمل وهو يقول لة : عندك فرسة ولا
كل الفرسات .. لو عندى مثلها أحارب بها كل الدنيا
و أسكنها فى قصر عال ..
وأقدم لها أطيب الطعام والشهد ...
كانت بيومى أفندى ساذجا
لا يستطع أن يكتم شىء عنها بل كان يبوح بكل شىء يسمعة ويرددة على مسامعها ..
وذات مرة قال لة حمدى
المدير فى العمل .. ما تحاول تطلقها يابيومى أفندى وسوف أعطيك ألف
جنية بشرط بعد إنتهاء العدة توافق خديجة
على زواجى منها .. كانت
خديجة تنظر إلية وتبكى قائلة : تبيعنى يا بيومى بألف جنية دا أنا رخيصة عندك قوى .. فيقول لها
لا أبيعك ولا بكنوز الأرض كلها ياخديجة .. كفكفت خديجة دموعها ..
ولكن كانت الطلقة الثالثة فجأة صدمتها وجعلتها تترنح ولا تقاوم
هذا الإنهيار الذى حدث فى البيت وأدى إلى خرابة
وأخذت تلف وتدور باحثة عن حل بعدما أعيتها الحيل .. وكان بيومى أفندى يقول لها مخففا دى
زلة لسان وممكن نمارس حياتنا عادى فكانت تنظر إلية بغضب قائلة : الطلاق ليس فية هزل أو جد ...
الطلاق طلاق .. ويجب أن
نرى حلا عند الشيخ عبدة .. ثم نظرت إلية بغضب قائلة : وإلا انت عايز تعيش فى الحرام .. ينظر اليها بيومى أفندى بحسرة ثم
يقول : لا واليعوذ باللة
من غضب اللة .........
أنا ما قصدتش كدة أبدا بس نشوف حل عشان مايخربش البيت ويضيع
الأطفال منا ... كان للشيخ
عبدة حلا .. وهو وجود
محلل لها يمكن إقناعة بتطليقها فورا وهذا غير
متوافر .. نظر إلى بيومى أفندى وقال : مراتك جميلة
جدا يابيومى ومش من السهل حد يتجوزها ويفرط فيها بالطلاق .. قال
بيومى أفندى : نكتب علية
وصل أمانة حتى يمكن إجبارة على طلاقها .. قال
: لا يمكن للمحلل أن يضع
نفسة تحت هذا الشرط الصعب .. قال بيومى أفندى: دور على حل أرجوك .. قال الشيخ عبدة
ما أعتقدش ان الوقت مناسب لنجد محلل يخضع
للشروط .. نظر بيومى أفندى وقال : حرام عليك أنا دلوقتى منقطع عن عملى بسبب هذة المشكلة وزوجتى فى بكاء تام ..
طلب الشيخ عبدة زوجة بيومى أفندى وعرض عليها صعوبة المشكلة فقالت لة : انا عندى حل
فقال الشيخ عبدة : ماهو
قالت : حمدى المدير
قال لة سأعطيك ألف جنيها
وربما بعد ذلك يرأف بحال الأسرة والأطفال ويطلقنى وأعود إلية ومعة
مال وفير .. ونستطيع أن
نعيش فى بحبوحة من العيش وسعة الرزق .. نظر
إليها زوجها بيومى أفندى وقال : الرجل دة معجب بيكى قوى ولا يمكن يفرط
فيكى أبدا مهما حاولت فأنت بالنسبة لة نجمة فى
السماء إستطاع الوصول اليكى لا إنة بصباص
ولا يمكن أن أؤتمن عليكى منة .. حاولى تنسى الموضوع دة .. ثم إنة عجبك قوى بسرعة إختارتى هذا الرجل .. دة
مش ممكن .. نظرت إلية بحدة قائلة : أحنا بنحل المشكلة بس وإنت السبب حد قالك فرط فيَ وطلق
هو أنت مش راجل وعندك
عقل .. أنت اللى ورطتنا..
قال لها بغضب : وانتِ مستعجلة لية .. نصبر يوم وألا إتنين يجرى أية نشوف واحد على قدنا ممكن يطلق تانى يوم ...
نظر الية الشيخ عبدة وقال: صح كلامك لازم
من الليلة معا طبقا للشرع
حتى يجوز عودتها اليك مرة ثانية وتنتظر مرور عدتها كى تعيدها مرة ثانية بزواج جديد .. نظر إلية بيومى أفندى وقال : أنا عارف الوضع بالظبط
وفاهم لا بد أن يكون زواجا فعليا ...وليس صوريا ... كان هناك شاب
يدعى على .. وهو فاقد
الأهلية يقول أهل الحى إنة أهبل وعبيط وساذج .. ورغم أنة فتى الجسم قوى
العضلات ينم عن قوة فائقة لكن كان يسير حافى القدمين ممزق الجلباب .. ذقنة مبعثر ..
وتنبت لحيتة بتعثر ..وشعرة
منكوش لا يمت للواقع بصلة .. كان يدق الباب
بقوة أثناء حديثهم طالبا
حسنة للة .. فقد كان شحاذا ومتسولا يقطع مسافات شاسعة ويعود إلى حجرتة فوق السطوح
لينام آخر الليل ويستيقظ فى الصباح يتناول طبق الفول عن لآخرة ويباشر
جولاتة فى الأماكن للحصول على النقود ...
ويتوالى عملة يوميا دون إنقطاع .. وعندما طرق الباب فتحت لة خديجة
فنظر اليها ببلاهة وقال :
إنت حلوة قوى .. عايز
أشرب شوية مية .......
نادى بيومى أفندى على
خديجة وقال لها : فى أية ؟
.. قالت خديجة : على الأهبل عايز يشرب ..
قال بيومى : يعنى ما لقاش
حتة يشرب منها أو مكان غير هنا ... وومضت فكرة فى رأس الشيخ عبدة
: وقال لخديجة إدخلى على الأهبل عايزة لقيت
الحل .. قالت خديجة : حل أية مش فاهمة ..
الشيخ عبدة : قوام حتفهمى
.. دخل على الأهبل وزلف
إلى الداخل يدق الأرض بقرجلية القويتين .. ونظر
اليهم وتمتم قائلا : أنا شربت خلاص .. عايز أمشى ...قال الشيخ عبدة :
أجلس على هذا الكرسى ياعلى .. عايزينك فى طلب
مهم وحنعطيك ثلاث جنيهات .. رمقهم على وقال : فين الفلوس قال لة الشيخ عبدة : خلاص حنتفاهم والفلوس جاهزة
قال على الأهبل : انا باخد نص جنية ربع جنية
قليل ما باخد جنية أنتم حتدونى ثلاثة جنية دة حلو خالص ...... كان الرفض واضحا وبإصرار من خديجة كيف تتزوج من على الأهبل .. وهو شاب قذر كرية الرائحة
مهلهل الثياب عارى القدميين منكوش الشعر ..
ووجة علية غبار .. وآثار
تراب لم تمحوة الأيام ..
وكان كلام الشيخ عبدة :
هى ليلة واحدة وحيطلقك الصبح ..فقالت لة بغضب :
لا أطيق أنفاسة الكريهة ولا ثيابة القذرة .. فقال لها الشيخ عبدة : سأقوم أنا بتحميمة وحلق ذقنة وتعطيرة ويأخذ جلباب من جلباب بيومى أفندى هذة الليلة .. ويمر الموضوع على سلام .. ونظر الشيخ
عبدة الى بيومى أفندى وقال : أظن أنة الرجل المناسب الذى لا تخشاة وسيطلق فورا كما نحن نريد ويكون الموضوع حل من عند اللة وتعود
الأسرة الى حياتها الطبيعية بعد ذلك .. إقتنع بيومى أفندى واقنع خديجة قائلا :
دى ليلة واحدة تقضيها بالطول او العرض ونعود لبعض وانا تعلمت خلاص مش ممكن أحلف تانى بالطلاق .. وترجاها القبول
وأقتنعت وأحضر المأذون وأتفق على كل شىء واحضر الشاهدان وتم عقد
القران .. وأنصرف بيومى أفندى والشيخ عبدة على أمل اللقاء فى الصباح الباكر ليستكملا معا حلقات الزواج والطلاق .. ومضيا وكل منهما يحلم بأشياء فى نفسة إلا خديجة .. فلم يعجبها
أن قام الشيخ بتحميم على وتنظيفة وحلاقة ذقنة .. وإعطائة جلباب نظيف ..
وأفهمة أنها أصبحت زوجتة من الآن .. وغدا سوف يطلقها لتعود الى زوجها الأول .. لم يفهم على الأهبل هذة اللعبة ..
لكن كان على الشيخ عبدة أن يفهم خديجة ليكون الزواج حلالا لا بد أن
يكون هذا الرجل زوجك فى هذة الليلة فتحملية بصبر حتى ينفذ الأمر ..
ويقوم المأذون بتطليقك.. بعد ساعات من إنصراف
بيومى أفندى و الشيخ عبدة
نظرت خديجة الى زوجها
على الأهبل وقالت فى نفسها
مش بطال أهى ليلة وتمر
ويعود الأمر والحالة كما
كانت علية بالأمس .. وتفحصت خديجة على الأهبل بعد التعديل المثير للجدل وأومأت بنفسها قائلة : إنة لم يستحم منذ شهور طويلة ويجب إزالة كل الجلخ التى علية .. فذهبت بة إلى الحمام وقالت لة
أخلع هدومك للإستحمام يا على .. نظر إليها على وقال : هى شغلانة أنا إستحميت وبقيت زى الفل .. قالت لة معلش عشان أنت حتنام جنبى على السرير فنظر إليها بإبتسامة وقال : طيب بقى
عوضى على اللة أستحم أستحم .. وقامت خديجة
بتدليك جسدة جيدا بالماء والصابون أكثر من مرة وغسلت وجهة مرات ومرات وأزالت الشوائب من رأسة وأخذت الملقاط
لتزيل الشعيرات النافرة ..
والقت علية زجاجة عطر
والبستة الجلباب الجديد
والنظيف وقامت بتسريحة شعرة بعد الحلاقة وصففتة جيدا وبدى كأنة إنسان جديد
وعريس شاب أنيق ...ومضوا الليلة معا فى وئام وإنسجام وفرح تام كان شبابة وفحولتة تعادل بيومى أفندى مائة مرة وقالت فى نفسها لأول مرة
أعرف إنى تزوجت ........
وتمنت أن تبقى الليلة شهرا كاملا أو دهرا فى هذا الشعور بالميل والإنسجام ... وجاء الصباح وكان على الأهبل
كما تعود يقوم بالإفطار ويذهب إلى عملة كشحاذ ومتسول يجمع النقود من المارة .. وكعادتة يتناول
طبق الفول لكنة فى هذة
الليلة قد أكل ثلاث مرات
وذهب قبل أن تفتح خديجة عينيها بعد أن إستغرقت فى النوم قبل أن
تشرق الشمس فى الصباح
فلم تبصر على الأهبل
بجانبها وأخذت تبحث عنة فى أرجاء البيت فلم تجدة .. وحضر الشيخ عبدة وبيومى أفندى ومعهما المأذون .. وسألا عن
على الأهبل فقالت خديجة بقرف وإنزعاج :
لا أعرف متسألنيش ماهوش فى البيت .. صرخ بيومى أفندى وقال:
يعنى فص ملح وداب مش إتفاق لازم ينفذة .. قال لة
الشيخ عبدة : دة أهبل لا تلزمة إتفاقات .. ننتظر حين حضورة ... وظل الآنتظار ساعة وساعتين وثلاث .. ومل المأذون وأنصرف بعد طول إستغاثة وتكدير .. وانصرف أيضا
الشيخ عبدة الى عملة .. وصرخ بيومى أفندى قائلا : السلفة العشرين جنيها التى أعطانى إياها
حمدى بية المدير قد تم
صرف نصفها على الشيخ
عبدة وعلى ... وكان حمدى المدير قد شعر بورطة بيومى أفندى ولأول مرة يعطية سلفة قدرها عشرون جنيها وكم
قد سببق مرارا وتكرارا طلب ربع هذة السلفة فلم يحصل .. وبعد يوم من تناول السلفة قال المدير
لبيومى أفندى أعزمنى أتناول الغداء عندك يوم
الخميس .. فهل عندك مانع
قال لة بيومى أفندى : يامرحبا بك فى كل وقت
لكن أتركنى هذا الأسبوع لظروف خاصة بي ... وظل بيومى أفندى فى تأملاتة وخيالاتة وتحليلة أين يوجد على الأهبل
الساعة دخلت على السابعة
مساء .. وبيومى أفندى مبلطجا فى بيت خديجة .. ينتظرة فى قلق وتوتر ..
وبدأ علية النعاس .. فقامت
خديجة بطردة وقالت مايصحش رجل غريب ينام عندى الليلة دى .. أخرج وعندما يأتى زوجى
على سوف أبلغك بحضورة .. ولا تأتى إلا
عندما أرسل اليك بالحضور .. وظل يتباطأ
ويسترخى إلا أن خديجة نهرتة وأمسكت بيدة الى باب الخروج وقالت لة مايصحش كدة مع
تعليقات
إرسال تعليق