----- 122 ---- الكثبان الرملية

            ----    122   --



كان محمود يتوكأ  على   عصاة   .  .  يتحرك  تجاة  مقر الندوة


بمعاناة  .  فمازال الألم  فى مفصل   قدمة  يؤلمة .. لكنة علم بما


 حدث  هناك  ..  فتبعثر  منفجرا  ألمة  واغرورقت الدموع فى ..


عيناة  وصرخ محتدا وا  نجدتاة  ..     لقد  قبض على  سبعة منهم



كما تم القبض على دلال ..  لقد  كان  ألمة  عميقا  ..      عندما

علم  ان  لآ أحد  يعلم  عن  مكانهم  ولا يمكن معرفة  السبب فى

اعتقالهم  .. غير أن دلال عبرت عن رأيها  بحرية واقدام  .....

أعتصر ألألم  فؤادة .. وبحث عن مخرجا من الورطة  ... وتراءى

لة الظلام مخيما فى الأفاق  ..  ولا يوجد  ثقب أبيض ينفذ منة ...

النظام بائد  .. لكن نهايتة ستقترب .. وهمس فى نفسة قائلا: ايها

النظام الفاسق الفاجر  .. كيف لك أن تتاجر  بالأعتفالات وتفاخر

بأن لك سيف  قاطع .. تبتر بة من تشاء .. يازوار الليل القاسم ..

كل أفئدة  الرجال الشرفاء  .. سيأتى  اليوم القادم لتنالون القصاص

والجزاء ..  ان عصر  الفضاء والأنترنت والسماوات المفتوحة  ...

ستفضح  مذابحكوا  الشنعاء ..  سأسرد كل  حكايتكم  عن   كل ..

عذاب  ودماء  ..   سأروى قصتكم  وكيف ابين طريقتكم   فى ..


حبس الأنفاس  ..  واعتقال  الأبرياء  ..  ياسكان مدينتنا   هل ..


آن  الآن  لبذل  كل التضحية  وكل فداء  ..  هل آن  الآن  تتحرر


مدينتنا  من حكم الأغبياء .. لقد عانينا الفقر  والذل  وكل بلاء ..


حتى الحرية  ضاعت فى الأنواء  ..  ياكل العمر  الذى مر  ...


هباءا وهباء  ..  ياكل الشرفاء  لقد  حان اليوم   اتصالاتنا ..


لنلتحم جميعا  ونكون الأقوياء  .. يا كل الآيام التى   مرت


ونحن مكممين الأفواة ..  ياعمر حديقتنا  التى  أعطبها قلة


كل مياة  ..    و  تعبر  كيف تنبض أرضها بحياة ..  يا كل  حياة.

(تقدم  على منوفى ) يلقى كلماتة  محتدا : يكل  استعلاء .........

يالقمة  متغمسة فى حياتى  ..    دم   ..  وَعَرَقْ   ..    ودموع  

طوابير  يوماتى   واقفة فى     الصح   ...      ..    والممنوع

حلم حياتى هو الرغيف والزيت   والعدس  ..  مش مو ضوع 

فى الضلمة  تضرب سارينة  وناس  تموت  ..... م     الجوع

و   (  بارتى  ) لأبن الذين  تخموا  وكام   بوفية  فية    شموع

وعشان ماليش  فى الهيافة  ..  ولا  بدلة  آخر  لياقة

مانفعيش  ميت  مشروع وانا لقمتى أتغمست دم وعرق ودموع

 ---------------------------------------------------

وحضر غريب موسى قائلا:

قلبى من الألم قد اية ..      موجوع  زرف الدم  من كل  جسد  وضلوع

كتب النهاية فجر..  ...     الينبوع  رسم خريطة فيها قرى  ...   ونجوع

كانت البداية    خبر وكان ممنوع أعتقلوا حتى الصبايا  وبثوا كل الروع

فى كل الضحيا حطموا  كل قلوع   وانا شراعى عال وهو دة الموضوع

   --------------------------------------------------------

اما حسين النجيحى فقد هتف قائلا :

يادولة المعتقلات  ..  حان عمرك  أين أنت الآن  ياشبح  ومات

حان وقتك فى الرحيل .  اين شبحك   كيف  مر  وكيف  .. فات


حان أجلك  بعد  أن تخم  جسدك وتركتينا  نلهو   ....    بالفتات

سأشعل ثورة الأتصالات  واجعلها  تتفجر فى البوادى والجهات

اننى أجعلها ثورة للملايين  الذين يقتصون للشهيد  وللى    مات

اننى  سأجعلها أزمة للنظام الفاسد  الذى تفشى  .... وللحكومات

كم سأشعلها ثورة للشعب الذى عانى  وخاض  من      أزمات .

انة عمرى الذى عدى  وضاع  عبثا   حتى فى    كل  المتاهات
 -------------------------------------------------------

رفع حسين  علم النصر وجرى  فى كل الأتجاهات  يصرخ أين

دلال  ..  أين خليل  .. أين كل الفراق  ..  هل زج .. بهم    فى

المعتقلات ..  حان موعد   ثورتنا على كل  الجبهات ..    ان

يوم النصر آتى  لا ريب فية  .. وسيخرج المعتقلون  من  ....

المعتقلات ..  سأوقد الإرض جمرا  وأحطم   الطرقات  ..

التى تفصل  بيننا وبين  زملائنا  الشرفاء ..  ثم  صرخ مهللا

حتى أنت يادلال ياأروع الزهرات  .. ما مسك  الضر سيمس

الفؤاد ..  ورائك ورائك  وسنرفع الرايات .

نظر الية محمود قائلا :  لا أعرف مدى حبك لدلال غير الآن

حسين : أصلها بنت جدعة  بصحيح مش زى الغفيرات بتوعنا .

محمود :  الكل جدع وشجاع  ..  ولولا ما أصابنى من عجز ..

لكنت معهم  هناك  .. مقبوضا علي  مثلهم  .. لكنى  المرة الوحيدة

التى لم أدر فيها ندوة  بالذات .

غريب :  الحكومات  مثل النعام  الضخمة الحجم  وتتوهم ان دفن

رأسها فى الرمال سيجنبها الخطر ..  نحن فى عصر التكونولوجيا

والسماوات المفتوحة وسنفجرها ثورة  ملموسة  يدركها النظام ...

الفاسد الذى يضع رأسة فى الرمال .

محمود : فعلا تناسوا هذا العصر  .. عصر الأتصالات السريع ..

وسيأتى تجميع الأصوات  عبر  الأميلات  والفيس بوك  وكل

الوسائل الحديثة  التى تتيح الأتصال السريع  والتواصل  بينهم .

تدخل على قائلا :  ما علينا الا أن نشعلها عن طريق التواصل

محمود  :  سنتحرك من الآن  وسنستفيد  من خبرة أحمد الليثى

فلة الخبرة الكافية  فى عالم الأنترنت والأتصالات وسنبدأ بة ..

  -------------------------------------

تحركت عجلة الزمن   وتحركت  عقارب الساعات والكل

الذى زج بة  فى المعتقلات  يعذب عذابا اليما  ويموت ..

من هول  التنكيل  ويدفن فى النفايات  ..  والأهل  لا تعلم

عنة شىء ولا حتى الحصول على الرفات .. انهم  وحوش

ضارية  وليسوا فى غابات  .. فالحيوان المفترس   لا  يهاجم

فريستة الا ليأكل  ويقتات وليس  الى ركوب  خيل  أو  حتى

سيارات  أنة  يفترس  لأنة  جائع  وليس  فى حاجة  الى ..

قصور وعمارات  انة يهاجم فقط ليعيش ولا يمكن ان يهاجم

وهو غير جائع  وليس طالب نزوات ليلقى بآلاف الدولارات

لكن هؤلاء القتلة أصابهم التخمة وركبوا أفخم سيارات ....

وعاشوا فى قصور وفيلات ..  وداسوا  مرابط  العاهرات

وعجوا فسادا فى البلاد  ..  وتواطئوا حتى  مع الكلاب ..

هل ننسى أغلاق معبر  رفع ..  هل ننسى كل الحكايات

عن محاصرة شعب أعزل جائع .. لا يملك الا الدعوات

فلعل اللة يستجيب لهم  ويأخذ بالخونة الحكام  ..  فهم

تعاهدوا على الخيانة  مقابل الحفاظ على كرسيهم وكذا

حفنة من الدولارات .. انها مؤامرة من أكبر المؤامرات

حسين : ليس الكرسى فحسب بل يرد اليهم أجمل العاهرات

انة عهرة وسيسقطون  يوما ما  .. يريدون أن يطفئوا  نور

اللة بأفواههم واللة متمم لنورة ولو كرة الكافرون ........

       ----------------------------------------


كان  التحقيق معهم  مؤلما فقد  كانت أعينهم معصبة بخرقة سوداء

مبللة بروث الحيوانات ..  وكانت أرجلهم مقيدة  يسلاسل   حمقاء

واياديهم  مشدودة بقيود من الخلف بغباء  ..  خلعت معصم اظافرهم

والأسنان بالمقلاع ومن اللكمات  ..  وأمتلأت عيون دلال  بدماء ..

وفقدت أجمل عيون  بريقا وضياء ا   وضياء ..  والكى بأسلاك

الكهرباء  ..  مدت دلال يدها المعصوبة  تتلقى بمنديلها  الدماء

المنهمرة من عينيها  .. لتكتب تلك الكلمات :

سنموت أحرارا كما  ولدتنا  الأمهات  ..  لن نركع أبدا أو   نسجد

الا لخالق السماوات .. لن نركع لبشر مثلنا  حتى لو توقفت    كل

النبضات ..  ولتحى مصر حرة  وابنائها الشرفاء ...    ...    ....

( مرت سنوات وسنوات  ..  ماتت دلال  فى السجن  وقبلها محجوب

.. مات أحمد  وخليل  ..  مات كل الرفاق  ..  مات كل  الأحبة ....

مات كل الصحاب  .. )  لم يقترفوا ذنبا  ولا جرما  ..  حتى لو حامت

حولهم الشبهات .. مات كل  شىء  عظيم  ..  لم يسمعوا ابدا  لهم ...

صيحات  ) .

الكل أعتقد  أن كل من أعتقل  قد مات ..  لا مكان لهم أو عنوان ...

هل يعلنون التأبين أو الحداد  .. ولم يستملوا  منهم أى رفات  ..  حتى

ألأهل  يرفضون أقامة أى مأتم لهم  دون إستلام  الجثث أو  الرفات

الجميع مزعزع  ..  فقانون الطوارىء  متلازم  مع المعتقلات  ولا

أحد  يستطيع أن يصرخ فى وجة ا  لطغاة  ..  انة أقبح شىء     ان

ترفع صوتك فى وجة العتاة ..  انها جريمة كبرى  ان توجة لوما

لهؤلاء القتلة القساة  ...  انها نكبة ..    أن يموت لأحد  فردا  دون ..

أن يراة  .. انهم وحوشا ضارية   لا بل أقسى  من تلك  الذئاب ...

ماتت القلوب حسرة  وكمدا  ..  واَضحت الأفئدة  حزينة  لا  ترغب

فى الحياة  ..  وصارت فى نفوس الناس لحظة فاصلة ما بين الموت

وما بين الحياة  ..  لكن الشعب لن يركع ولن  يحنى  الجباة  ........


حضرت  نوال أخت  دلال  ..  فهى توأم لها  .. لكنها  تزوجت من

رجل يعمل مزارعا  بالأجر  وعاشت فى قرية كفر الجندى شرقية

التابعة لطاروط  ..  حضرت تبحث عن أختها  يتيمة ألأب  والأم ..

وليس لها من أحد  يبحث عنها  ..  فقد أنقطعت أخبارها عنها  وقد

علمت بعد ذلك أنها  أعتقلت    ..   ولكن هل أضحت من الأموات

كان البحث مؤلما  دون الحصول على معلومات .. ووقف محمود

امامها مشدوها  هل أفرج عنها  من المعتقلات ..  وعندما  دقق

النظر فيها  قال :  لايمكن  ان تخرج دلال  من هذا المعتقل  دون

ان يشوة جمالها  وتغتصب  ..  وتتحول  الى رفاة  ...  فهمس من

انت  ..  باللة عليك  من أنت بالذات .

نوال  :  توأم  دلال  وشيقتها  ..  ثم  بدأت بالصرخات  ..  وهى

تلطم  وتولول  وتفوة  بحزن الكلمات :

اختاة يا اختاة  ..  أخدوك  الظلمة  العتاة  ..  مثلوا بجسدك الطاهر

كمموا لك الأفواة  ..  اين  جسدك  اين الرفاة ..  اين  انت  الآن ..

يانبع الحياة  ..  خطفوك  .. قتلوك  تلك القلوب  القساة  ..  ماذا

تركوا فيك ..  غير  أنك  ستظلين مرفوعة الجباة ..  سلبوا  حياتك

خدشوا الكبرياء ..  الى كل الطغاة فى العالم  حانت ساعة  الصفر

وسأكون أول الفداة .. سأضحى بروحى ودمى  .. دلونى على الجناة

دلونى  أين أنت الآن  يارمز النقاة  .. دلونى أين أنت ياعمرى  اين

أنت  فى أى فلاة ..  سأضحى بعمرى وستنشد بفضلك كل الشفاة ..

وستردد  نشيد القسم  ولسوف يقوينى اللة  وسأمضى ولو لم أظفر

بطوق النجاة ...

تقدم حسين محملقا يا اللة  هل هذة توأم  دلال  ..  مشاء اللة فى علاة

محمود : انها توأم  دلال ..

حسين  : ماشاء اللة ..

نظر محمود الى نوال وقال .. نحن  لن نصمت على أى دماء  نحن

نجهز لثورة بيضاء  .. نعيد لمصر كرامتها وللشعب كل  رجاء ..

نوال : الزاى ..  ويداهم  غليظة  وقلوب  قساة .. دلونى الزاى ...

محمود :  لا يمكن أن أشرح لك الآن ماذا سنصنع لكن  لن تضيع

الدماء هباء .. اليوم قريب انشاء اللة  ..

حسين :  سنعمل بكل طا قتنا وسأقود  كتائب  النشطاء لتحريك

القوة الدافعة  لهذة الثورة البيضاء .

محمود  :  ستكونين معنا يا نوال  فى البذل والتضحية والفداء

نوال  :  زوجى مل من تضحيتى وبكل  غباء رمى علي اليمين

الطلاق .. تاركا لى الحرية كما أشاء ..قال لى لقد مللت منك  من

كثرة البحث عن توأمك  ..  وهذا منى طلاق ثالث ما بعدة طلاق

ان خرجت للبحث عن شقيقتك  ..  لا رجعة لك ولا لقاء .......

والحقيقة اننى لم انجب منة  وهو قد تمنى  ان يبحث عن زوجة

تنجب لة ابناء .. رغم أن العيب منة  لكنة يتغاضى  عن ذلك ..

بغباء ..  والعيب أنة اُمى  لايعرف القراءة مثل الجهلاء ومع

ذلك لم أضجر منة يوما  ولم أشعر ببلاء .. الا منذ فقدت  توأمى

وعشت فى عزاء ..  فما لها  غيرى  ولا لها من سند    ورجاء


محمود :  واين ستعيشين  الآن .

نوال  :   بيت  أختى  ,,    لا بيت سواة  ..  سأبحث عن فرصة

عمل  أو شىء لى تراة .

محمود : انشاء اللة  ستعملين فى مدرستى ..  فقد أوجدت المرساة

ثلاثة فصول  للتدريس  وستكونين  معنا هناك  فنحن نحتاج الى

ادارية  .

نوال :  ربنا يقدرنى واستلم العمل واثبت مقدرتى وثقتكم  ايضا .

محمود : شىء يشرفنى أن تعمل معى توأم دلال .

نوال  :  شكرا لك على كل حال .

(  انصرف الجميع على أمل اللقاء  لكن لم تتبدد  الأحزان ..),




       










تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة