-- 123-- الكثبان الرملية .

        -     123-

لم تفلح السنوات فى تضميد  جراح  القلوب التى أدماها هذا الحدث

الأليم  .. فلا أحد  يعرف تماما ما تخبئة السنين .. فكل زملاء درب

الكفاح مازالوا معتقلين  .. أو  أموات  .. أو مفقودين الكل لا يعلم 

ماذا حدث بالضبط .. فلا جنائز  ولا تأبين ..  نوال مازالت تشم

رائحة شقيقتها فى المسكن الذى كانت تقيم فية  وتستعين ..  ومحمود

مازال خائر القوى .. لكن فى تحركة كالقائد الرزين .. وتذكر هل

يستعين بالمحرريين   ..  لذلك الباب العملاق فى الثقافة والأدب ..

وكم سمع عن  الأفكار  فى خدمة الفقراء  والمساكين  . وقد. تذكر

كل ذلك .مصحوبا  بالشوق والحنين .. وفى اثناء تأملاتة  فقد سمع

طرقا على بابة ..  ودخل سعيد  بعد غيابة الطويل ..  كان  مكتئبا

حزينا  يحمل بداخلة  هم  دفين .. فجلس  ودار بينهما  حوار  طويل

محمود : علمت أنك  تزوجت من أخرى بعد أن ادارت  أم  اولادك

وجهها عنك .. قمت بصولات وجولات لتحقيق الذات .. وتحركت

فى طول وعرض البلاد .. حتى وصلت الى المراد فماذا   دهاك ..

سعيد :  تعلم انت دون سواك ..  اننى  طوال عمرى أعشق الجميلات

ومع ذلك حمدت اللة على ما أعطانى من الرحمات  .. أمرأة قد ..

أخترتها بالذات  .. لتقاسمنى مابقى من سنوات فى عمرى على الحلوة

والمرة ..  الفرح والنكبات ..  وكانت المفاجأة لى  أن ذراعيها مشوهتين

تقتلعا  منى الرغبات .. ومع ذلك تحملت فى قوة وثبات .

محمود :  ما المشكلة  اذن ما دمت  متحملا   لهذة التشوهات .  .........

سعيد  :  أكتشفت انها  مثل الرجل تدخن وتحملت فى ذلك  الأهوال فأنا

لا أطيق رائحة الدخان المنبعثة من الأفواة  .. وخاصة السيدات ........

واعلنت لها موافقتى  وقمت بكل المحاولات .. لأثبت لها  أننى لم  أغضب

رغم ماتحملتة من أزمات .

محمود :  ايضا لا توجد  مشكلة  حتى الآن فى موضوعك بالذات .

سعيد   :  هناك أشياء لايمكن الأفصاح عنها  فهى أفظع النكبات ..

محمود : أحكى لي سرك فى بير ..  فهذا الموضوع غير قابل للنشر.

سعيد  :  لا أريد تدمير أسرة  ولكن أحتفظ بالذات بكل  هذا لنفسى ..

محمود : ماذا  يحزنك أذن إن لم تفصح عن كل الحكايات ..

سعيد  : مايؤلمنى انها مثل الحرباء متقلبة المزاج حادة الطباع ...

شديدة النرفزة لأتفة  الأسباب .. متوترة  دون  ثبات  .. 

محمود :  انها طبيعة حواء  .. تتقلب مثل النسمات ..

سعيد  :  مثل النسمات  ما كان هذا  حالى   وما وصلت الية من نكبات .

محمود:  مش قادر أفهمك  فأنت تخفى عنى  حاجات وحاجات.

سعيد  : هل تدرك  اذا ماتحمل الأنسان قتل الرغبات  فى نفسة

ثم  يجد الغدر  والخيانة  من الأنثى التى تحملها  هذة السنوات.

محمود :  صدقنى مش فاهم  إما تتكلم بصراحة أو نقفل الموضوع.

سعيد  : رغم صدمتى الأولى التى تحملتها بثبات وثبات  ..........

وقبل أن أكتشف انها تدخن بسنوات .. كنت أسكن فى قرية عصاعص

وشاهدت  (سيودة ) يأتى فى الصباح الباكر وانا مغلق الباب بالمفتاح

وطردت الشك من ذهنى  وتركت القرية التى اختارها ابيها بنفسة

حتى أتخلص من هواجسى .. وتكرر ذلك من خميس ذلك  الذى كان

يأتى لأصلاح بلاط الحمام  .. هل وصل بها الأنحطاط الى هذة ..

الدرجة ولولا أننى شاهدتة  بعينى يقبلها ما كنت شككت لكونة قبيح

المنظر .. دميم القسمات .. وواجهتها فى أحد الأيام بهذة الحكايات

ثم  تكرر ذلك بطلب  منها شخصيا أن أحضر الترزى ليصلح ..

بعض ملابسنا فكان من تحت المائدة  تبادل الموبيلات  ..........

وعندما  عنفتها قالت وانا مالى ماهو اللى حدف موبايلة .......

واخيرا  تأخذ من وراء ظهرى  عنوان شاب  قريب لى فيبلغنى

أثناء سيرى  ماتم  ..  ثم تتصل بة  .. من غير أن تبلغنى ....

وكم تصنع من روايات ..  فماذا كانت ستفعل  أن لم يحل اللة

بها من نكبات .. ويقتل  فى الناس  عنها  أى  رغبات  .......

محمود :  طلقها  فهى أمرأة خائنة لا تستحق منك الرحمات ..

سعيد   :  طب والأولاد  ..

  ايوة انجبت منها اولاد .. كيف اتركهم فى مواجة

العواصف والرياح وأم  ماجنة لا تؤمن بوجود الاة  .. (اللة),

محمود :  أنفد بجلدك أحسن تِسمْك  .. انت حر .. دة زمن كلة

فساد  ..  وخرائب ذمم   وضياع  ضمير  .. احنا فى أبشع غابات.

سعيد  :  الاولاد لا تهم  .. ولا أعبأ  بهم  اللة يتولاهم  لكن اسماء

فهى روحى بالذات .. كيف أتركها للديناصورات  تفترسها  وتنشب

فيها الأنياب ..  سأفكر وأفكر قبل أتخاذ  أى قرار  .. يدمر أولاد ..

محمود   :  انت حر  ..  لكن الا  الخيانة والفساد  .. وما آل الية

حال الأمة  من نكبات .

سعيد   :  الشىء المقزز فى نفسى  وهى تعلم انها قتلت  فيّ كل

الرغبات ذلك الشىء بالذات .. لكن الأعجب كيف لا تخجل من

نفسها فى تكوين تلك العلاقات .. انة البلاء على كل الجبهات .

محمود :  القرار قرارك ودعنا نتصل  بالناس الذين سيقدمون لنا

أعظم خدمات . أن موعد الندوة  آت ولا يمكن  تأجيلة فقد توقفت

المجلة سنوات وسنوات ..  وشدنا اليها الحنين .

سعيد :  اننى مكتئب مما فعلتة أخيرا  .. رغم أنى كنت أتحلى بالصبر 

واتحمل فى انات .. كل ما يصدر منها الا القريب بالذات  ... هل

تريد أن تصنع لي فضيحة  قبل الأوان والأوقات .  لا أعلم ما تريد

بالذات ..  فهى  لم تدرك حكم التضحية التى قدمتها والمعاناة  التى

عشتها  .. وتلك  الحكايات والحكايات.


( الجميع انصرف  ..  بعد أن وصلت رسالة مايرا  طالبة الأنقاذ ) .
 
 

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة