-- 140- الكثبان الرملية


لاشىء أقسى على النفس إلا  من الهزات التى تزلزلة

فجأة  وتسقط كيانة وتلقى بة فى أمواج بحر هادرة  لا

تعرف الرحمة ..  وكم سرت فى جسد محمود  رجفة

لا يعلم مصدرها إلا تلك الوقفة الصامدة للمطالبة .....

بخروج كل المعتقلين السياسين سواء قبل الثورة  أو

اثناء الثروة  فها قد  خرج عبود الزمر وطارق الزمر

وبعض النشطاء الذين رزخوا فى المعتقلات قرابة ..

الثلاثين عاما أو أكثر ..  فتساءل  اين دلال  واين كل

الرفاق الأربعة عشرة الذين زجوا فى المعتقلات ...

وليس لهم من ذنب سوى المشاركة فى ندوة  تتحدث ..

عن الظلم والفساد والأيادى المستغلة إنهم على الشعب

نكبة ونقمة .. لماذا لم يخرج الا أحمد وخليل وقد نال

من العذاب والتنكيل من هؤلاء الظلمة .. هل تم سفك

دمائهم وقتلوا  وقد مثل بجسدهم كما  يفعل الفَجَرَة ..

وقال وهو يناشد الحكم العسكرى القائم أن يبحث عن

مصير المفقودين من أبناءة البررة الذين كانوا وقودا

لهذة الثورة ..  وكم كان للشهيد خالد سعيد من الفتيل

والمفجر الأول لهذة الثورة ثم هتف محمود وقال ..

القول المأثور :

لابد من يوم معلومٍ ... ..   ترتد فية المظالم

أبيض على كل مظلوم  أسود على كل ظالم .

ورفع يدة الى سماء داعيا اللة ومناجيا :

اللهم استجب لدعائى وحقق رجائى .. وابعد الكرب

والغمة عن بلادى وأعد  من المعتقلين أهلى وناسى

واصدقائى وأحبائى .. اللهم أنت السميع العليم .....

والقادر على كل شىء أن تعيدهم الينا  سالمين  .. وان

تخفف عنا البلاء يا أرحم الراحمين .. انت رب .....

المستضعفين .. أعد الينا كل شاب وأمرأة  أرادوا الحق

وقلوبهم عامرة طاهرة .. ان ترجعهم الى بيوتهم آمنين

يا أرحم الراحمين يارب العالمين .. لقد فعلنا كل شىء

من أجل التغير لكننا لم نكن نملك القدرة .. الا  تلك..

الكلمات التى نسجلها على الصفحة واعتبروها ....

منشورات لضرب إستقرار مصرنا الحرة ..  وعندما

شئت يارب العالمين سيرت  من المخلصين شبابا أكم

كانت منتظرة صابرة .. وعند مشيئتك   لاشىء  يقف

عثرة ..انت المنعم والمذل وبيدك مقاليد القوة والقدرة

فأستجب يارب لدعائى وحقق لنا  النُصرة.............

( دخل سعيد ... وهو ممسكا بورقة  فى يدية  وقال:

محمود  لقد جاءت لى فكرة .. دونتها على هذة الورقة).

محمود :  ماهى ياسعيد آتنى بهذة الورقة .

قرأ محمود  ماكتبة سعيد وقال : كل هذة كانت من مطالب

الثورة ..  تغيير الدستور .. والحرية والديموقراطية ..

والعدالة الأجتماعية وتشكيل لجنة لمناقشة كل هذا  مع

لجنة الحكام المنعقدة ةأن تكون انت منها وغريب موسى

وعلى منوفى وكلهم ذات حكمة .

محمود : أحنا كبرنا وهرمنا  وشخنا ولا حول ولا قوة لنا

وهناك النخبة المتميزة  .. فمصر بها خيرة شبابها وعلمائها

وحكمائها ..  وستعطى لمصر قوة ودفعة .. اما أنا فالحادثة

التى ألمت بي  لم تتح لي نقل قدماى خطوة .. فالخير  فى ..

شبابنا  فهم  ذات همة وقدرة .

( دخل بيومى متهللا فرحا ...  وطليقتة خلفة تبدو فى إبتسامة )

محمود :  أهلا ومرحبا يابيومى خير  ..  هذة المرة.

بيومى  :  أمرأتى  تغيرت  تماما  وقد أبدت ندمها تماما عن

كل ما بدر منها  .. وهاهى تعلن عودتها لى فرحة بعد طلاقها

من (لكى ) ..  ذات الصيت والسمعة.

سعيد :  صيت أية وسمعة أية ..دة كان شحات نكرة .

محمود : شحات كسيب  وفية صحة .

بيومى  :  بيكسب عشرة أضعاف مرتبى يابلاش من الشحتة .

سعيد    :  الحياة مش فلوس وبس  دى حرية وكرامة وانسانية

محمود  :  ماخلاص الدولة الجديدة ستهتم بأجور  ومرتبات

العامليين بالدولة . .  فالفقر مدخلا  كبيرا  لكل حالات الطلاق

فى مصر وفى كل الدول الفقيرة .. ستحدث هذة السونامى من

المد الثورى لتخليص البلاد من اليكتاتورية من الظلم والفساد

والرشوة والمحسوبية هنا وهناك.

بيومى  : ربنل قادر على كل شىء  ... المهم نحضر المأذون

محمود : انت خايف ترجع فى رأيها تانى .

( استدارت مطلقة بيومى وقالت : انا أتغيرت  خلاص )

محمود : التسامى والرفعة والتعفف  هى المرحلة الجديدة

الآتية  ..  فلا بد  أن ينصلح حال الجميع فى آن  واحد ....

( نظرت وقالت  : كبرنا خلاص .. الشيطان  نتيجة الفقر

دخل كل بيت  .. وانا تبت خلاص .. لأن بيومى كان همة

شىء واحد  .. الشغل وبس .. مافكرش يقول لي كلمة تمس

القلب .. ويقرب مني .. عشان كدة   أستمر الوضع ) .

بيومى :  الواحد مفهوش حيل وهفتان  .. مابيجبش حتى نص

كيلو لحمة فى الشهر ... منين نجيب .. احنا كنا نباتين وبس ..

محمود :  المرحلة الجاية حاتتحرك وتحس .. وتجيب كيلو

لحمة واتنين .. مش ناس تأكل فى كل طقة  ووجبة لحمة ..

وناس ماتدوقهاش  خالص دة ظلم ..  والحق  مش عليك  ..

يابيومى .. الحق على النظام الفاسد .. اللى بينهب المليلرات

ولما بيتكلموا للشعب  يقولوا حانجيب منين الشعب تمانين

مليون .. ناسيين  أن فى يوم حاينكشفوا  وتظهر  ثرواتهم

ونهبهم  ومصهم لدماء الشعب .. انهم افاقين  فاسدين  كم

اذلوا شعب مصر ونهبوا ثرواتة  وخيراتة  واذاقوة الذل

والهوان  وقيدوا حريتة  وكمموا  أفواهة  وزجوة فى ....

المعتقلات  .. آن الآن يطلع فجر جديد  ونهار سعيد ......

سعيد  :  وما ربك بظلام للعبيد ...  كل شىء لة وقت ....

وبالتحديد ..  اصبروا وصابروا  وانشاء اللة سنبلغ مانريد

بيومى : صحيح أنت تريد  وانا أريد واللة  يفعل مايريد ..

محمود : تعلم ان اللة  جلت قدرتة  جعل لبلاد بعينها آية

تبين قدرتة وعظمتة  ..

سعيد  : آيات كثيرة  منها  أن الكعبة الشريفة التى اعاد

بنائها سيدنا إبراهيم  هى مركز الكرة الأرضية بالضبط ..

محمود : آيات وآيات  ( ولا الليل سابق للنهار وكل فى فلك

يسبحون )  دلالة قوية  على أن اللة هو المنزل لقرآنة الكريم

فمن كان يعرف ان نصف الكرة نهار  والنصف الآخر ليل

والحياة كانت بدائية لا توجد وسائل مواصلات ليعرفواذلك .

سعيد  :  أو نشأة الجنين وتطورة ولم تكن هناك أشعة تلفزيونية

محمود :  حتى الزلازل من آلاف السنين تعج بها كل الأماكن

والبلاد والدول  الا  بيت اللة الحرام والمسجد ألأقصى ..

بيومى :  غلب الروم فى الأرض .. وتحدد فى بضعة سنوات

سيغلبون .. وجاءت أرادة اللة  ..

  (  اثناء الحوارات دخل المأذون وتعالت الزغاريد والأصوات )

      لإتمام عقد القران  لبيومى لأعادة مطلقتة  ..  وانطلقت

       الفرحة هنا وهناك ...  وشارك فى الفرحة  الجميع فقد

      حضر أحمد  وخليل  وعليهما آثار التعذيب والتنكيل ...

     والأعياء .. لكن حضورهما  عمق الفرحة والبهجة .....

     وكانت المفاحأة  السارة ما أعلنة خليل  لمحمود  .. ....

    بأن دلال مازالت على قيد الحياة  .. فنحاة جانبا وقال

   لة محمود  بشوق ولهفة وانفعال أحقا ما تقول ؟!

خليل  :  كل ما أقولة  صحيحا فأنا لا أكذب أبدا  .....

محمود : فهمنى الزاى مازالت على قيد الحياة ولم نجدها

خليل  : اثناء التحقيق والتعذيب كنا نضرب بمطرقة ثقيلة

على الرأس كنا نفقد فيها الوعى لأيام وساعات لكن دلال

لم تتحمل هذة المطرقة الشديدة ولا الصعق بالكهرباء ..

فقد فقدت الذاكرة تماما فأخرجوها  من المعتقل ..  لكن

ماعلمتة بعد ذلك انها زجت فى مستشفى الأمراض ..

العقلية  ..  وتقيم هناك فى العباسية ولا أعلم غير ذلك.

محمود : احقا ماتقول .. أأجمل زهرة تدهس وتغتتصب

ويلقوا بها مع المجانين .. وا الماة وا حسرتاة  ..  واة

ياربى  .. رحمتك فى هذا البلاء ..  انها كل عمرى ..

ايحدث لها كل هذا ونحن لا نعلم عنها شيئا وانت أعلم

بالعباد ... رحمتك ياكريم .. ما أقسى هؤلاء الطغاة ..

الذى لم يكفيهم نهب ثرواتنا وجعلنا جياعا  بل الى حد

التنكيل بالأغتصاب وازهاق الأرواح  .  .. هنا وهناك

رحمتك يارب ..  وظل محمود يهزى ويصرخ  ثم جرى

تاركا الزغاريد ... ليبحث عن فؤادة  .. هناك  ...  حاول

ان يستوقفة خليل وأحمد  لكنة قد أنطلق كأن شيئا  يأخذة

هناك .. ومازال صوتما يرن فى أذنة كى ينتظر  الى ..

الصباح ... 

مضى محمود فى طريقة الى العباسية  ممتطيا تاكسى

أوصلة  بعد ساعات ..  لكن هناك قد أنتهى موعد كل

الزيارات .. ولم يسمح لأحد الدخول فى هذة اللحظات

فعاد يعتصرة الألم  بعد كل المحاولات .. وما أبداة من

غضب وصيحات إستنكار لمنعة عن زيارة حبيبتة حتى

لو أغلقت كل المنافذ والأدوار .. لكنة أستراح قليلا

عندما علم بوجودها فى المستشفى منذ سنوات ... وهذا

مما جعل قلبة يطمئن قليلا ... ان هناك أمل بعد  أن ظن

انة مات ...

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة