--134- الكثبان الرملية

           -- 134--

تهللت الوجوة من الفرحة  وزغاريد البنات

بدت واضحة والكل فى سعادة  جامعة  انها

بشائر  خير  كم ناصعة  .. فهتف محمود ..

قائلا :  انة شعب تونس الثائر فهو  شعب

عريق لا يأبى الظلم  والفساد  والأستعباد

ففية  الشاعر الشاب التونسى ابى القاسم

الشابى الذى قال:

اذا الشعب يوما اراد  الحياة
                   فلا بد  ان  يستجيب القدر

ولابد لليل  ..   ان    ينجلى
                   ولا بد   للقيد  ان    ينكسر
            -----------------------

فقال حسين النجيحى : وستكر بعد ذلك الثورات

قال  غريب  :  دائما شعب تونس ملهم للثورات

قال محمد الجبالى :  مصر باتت على صفيح ..

ساخن .. وتنتظر الشرارة والشرارة قد بدأت..

قال الوحيدى : اعتقد ان ساعة الصفر قد حانت

ربما بعد ساعات أو ايام .. انها قادمة لا  محالة

قال  على :  ان الليثى يعرف بالظبط  ميعادها

فهو  يتحرك مع مجموعات على الفيس بوك ..

والتيوتر وعالم الفضاء الألكترونى ملىء بكل

انواع المفاجآت انة عالم التواصل والأتصالات

محمود : لقد  عانينا الكثير والكثير وستبدأ  كل

ثورات التغيير  فى كل انحاء الوطن العربى..

الكبير .. فحكامها  عملاء خونة يتقاضون ...

مقابل صمتهم الكثير والكثير ..  الحفاظ على

كراسيهم ويجنون المال الوفير  من دماء هذا

الشعب الفقير ..

ابو العنين :  انة حق المصير  .. لهذا الشعب

الصابر الفقير ..  الذى حمل الهم الثقيل وكابد

وعانى الكثير ..  وقد آن الأوان للحظة التغيير

محمود : انظروا لكل هؤلاء  ..  سعيد  الذى

قاوم الفساد ردحا طويلا  .. كان يرسل  بلاغات

الى كل من يهمة الأمر فلا يجد  آذانا صاغية بل

لم يجد تفسيرا  لما يحدث  فكل بلاغاتة تعود الى

الجانى والفاسد  والمرتشى ليحقق فيها بنفسة ...

هل  وجدت فى العالم نظاما فاسدا مثل  هذا النظام

فى مصر أن يحقق المجرم فى جريمتة وسعيد معى

الآن  كم نشرت حكايتة .

سعيد :  كانت ملايين تنهب ومعى مستنداتها المؤكدة

لهذا النهب والسرقة والأستيلاء على المال العام ....

وعندما أدركت ان الجهات الرقابية الداخلية تقصر

وتحفظ الموضوعات الخطيرة .. سألت نفسى  لأن

هذة البلاغات تمس الشرف والنزاهة ولا يجب ان

تحفظ فأما أنا مخطىء فى حقهم استحق  العقاب ..

أو متجنى عليهم  فيجب محاسبتى أو أن شيئا  ما

يحدث فى الخفاء ولايريدون الخوض فية  .. كثرت

الشكاوى والتقارير وتعددت البلاغات دون  تقصير

لكن لا شىء جديد يحدث .. تحفظ تحفظ  دون  تغيير

فأنتقلت الى الجهات الخارجية ومعى المستندات ..

وقدمت آلاف البلاغات  من وزير العدل الى رئيس

الجمهورية  الى الجهاز المركزى للمحاسبات الى

الجهات القضائية الى تفتيش المحافظات الى النيابة

الأدارية  الى من يهمةالأمر ..  فكان يرسل المظروف

وبة صورا للمستندات تحدد المبالغ المختلسة بالذات

كانت ترسل الى الجهة التى فاحت فيها رائحة الفساد

لتحقق فيها بنفسها وتوافيهم بالرد الى تلك الجهات

للأستيفاء .. فكان المختلس يحقق بنفسة فى جريمتة

وكان الرد عليهم ( المذكور قد دأب على الشكوى )

ولا صحة  لما قدم  من بلاغات ... فيصرخ ببلاغات

أخرى  قائلا حاكمونى أنا أريد المحاسبة لو  كنت

حقا مخطئا لماذا لا تأخذون حقكم منى أننى أطعن

فى نزهاتكم فأنتم مافيا السرقات والأختلاسات ..

والتزوير .. ولكم عباقرة فى هذا المجال الحقير

تملكون الأدوات والأختام والتقليد ومعكم وسائل

التحايل من فبركة وتغليف وتدوير واختام وتغيير

لماذا لا احاكم بتهمة التشهير ..

محمود : ومانتيجة كل هذا ياكبير .

سعيد  :  صاغوا لى وظيفة بعيدا عن الرقابة

لم أجد لها أبدا مثيل ..  ( موجة بقسم ضئيل)

بالمبانى ولم أجد لهذا تفسير .. وقالوا بالحرف

الواحد أنت تعبت الكثير .. وهذة الوظيفة ..

تعتبر اجازة مفتوحة بمرتبك كاملا بلا تغيير

واذا أردت أن تعود الى عملك الأصلى فلابد

ان توقع على هذا الأقرار الخطير .. الا يصدر

منك بلاغات تثير مشاكل أو تؤدى  الى التدمير

وكان لسانهم يخرج  بالأستهزاء والتنكيل .. وكم

عانيت الكثير والكثير ...

محمود :  انت لم تقل الا القليل .. اين مستندات

التطهير .. اين اوكار العهجر المستطيل  اين

كلامك  عن حمودة المزكاتى المحقق الحقير..

وعبودة المغنواتى  والفسق الكبير .. كانوا ...

يختلسون لأقامة اوكار الفجور والهلوسة ...

والعمل الحقير .. ان نظام الحكم الفاسد  كان

يحاجى ويحمى المفسدين .. ويضرب الشرفاء

على أيديهم  بقوة  .. بأبعادهم عن اعمالهم التى

تطل على نوافذ الفاسدين ومرة ترسل لهم بكم

هائل من المال فى مظروف للصمت والتهليل

وأحمد اللة فقد كانت مبادىء وتربيى  وقيمى

وما تعلمتة من أمى لاتأخذ ماليس لك حق فية

أكبر تأثير على ماوصلت الية من هذا الفقر


والبؤس الكبير .


محمود  : انادم انك لم تركب الموجة لتصبح ثرى


سعيد   : اعوذ باللة واروح من ربنا فين  فيوم 


الحساب آتى لا ريب فية .. لكن وضعى السىء 


ونظرات الناس الى فقرى مع إنى كنت موظف


كبير ..  كان من المفروض  ان يعلق على صدرى


وساما  لا أن  أتقوقع فى مكتب نصف متر فى ربع



متر ... بعد أن كنت أصول وأجول  فى اكثر  من



مائة كيلو بطول البلاد وعرضها  وهذا لة تأثير مؤلم و


سىء علي كبير .. وكم من رشاوى لم أقبلها وعرض



سخى كبير. .. ومثير.

محمود : أرجو الا تحزن كثيرا  فهناك من المخلصين

الكثيرين  .. وهناك ثورة  على الفاسدين  حقك فى ..

الجهاد لم يضع هباءا  وستحقق  كل امانيك وامالك .

سعيد : من المخلصين أناس تميزوا بالأباء والشمم

أذكر الأستاذ  الكبير محمد سعد والذى كان يشغل

مركزا كبير وكل الأعباء والحمل الثقيل علية ...

ولأنة يعمل بإخلاص وشرف  ودائما  يقول كلمة

حق ... كان يسلب منة كل حقوقة المادية  وكنت

ابلغة بذلك أن من حقك  هذا وهذا لأنك تعمل فى

هذا وأنجزت هذا وذاك وغيرك يدرج اسمة فى

مئات الكشوف بحق وبدون وجة حق .. وكلها

مزورة ..لكى  يصرفون الآف الجنيهات  بكل ..

وسائل الأختلاس والتزوير .. وانت الذى كنت

تتحمل كل هذة الأعباء ولك الحق فى..  مقابل

مادى كبير لا تحصل على جنيها واحدا ..منها

فكان يقول لى بالحرف الواحد أنا أغنى منهم

بكثير .. فالغنى غنى النفس .. وكنت أسرى

نفسى معة فهو صاحب موسوعة أفقية تملك

من المعلومات والمعرفة الكثير  .. فى الطب

والشعر والبلاغة والأجتماعيات كان حديثة

مشوقا ..  كنهر فياض من المعلومات والحب

الكبير .. كان لا يشكو أبدا .. أقول لة الساكت

عن الحق شيطان أخرس .. كان ينظر الى ..

وكأنة يقول ما عند اللة ابقى بكثير  ..  كان

الفساد يعم فى كل الجهات فى التعليم  وفى

الصحة وفى المحليات وفى كل مرافق الدولة

ولا يوجد تعيينات الى بالواسطة والمحسوبيات

ودفع الرشاوى بالذات .

ابو العنين : حتى فى قطاع الزراعة أكبر مخالفات

وكتبت كثيرا  فوجدت نفسى فى متاهات ..الشعب..

يئن من الفقر ففئة قليلة تملك المليارات  والسواد

الأعظم من الشعب لا يملك حتى بضعة جنيهات

حسين  : والآف الأفدنة التى توزع على الكبار

الذين يملكون القصور والشاليهات .. وعامة ..

الشعب لا يجد الا المقابر والعشوائيات .. انها

مهزلة الفساد فى هذة البلاد .. الغنى يزداد ثراءا

والفقير يزداد فقرا .. حتى توزيع أراضى الشواطىء

ببضعة جنيهات للكبار .. والمتر الواحد للفقير يطلب

منة  آلاف الجنيهات  .. معادلة مقلوبة تحكمها نظم

الفساد .. لكنها  مثيرة وخطيرة  ولو جاء الوقت للتحقيق

فيها  لهال الجميع  فظاعة المفاجآت .

( جاءت سُمية  بعد موعدها بكثير )  مازالت تحتفظ

بجمالها المثير ..  ووجة ناصع دون تغيير  لم يكن

للزمن علية تاثير .. رغم موت زوجها عبد النبى

الذى  تحول قبل وفاتة الى دجال كبير ..  فقد .

اراد ان يتحول الى ثرى  بعد ان اضناة المسير

فقد مرت علية امورا كثيرة  نبذ فيها  حياة الفقر

وعيشة الفقير رغم انة كان أحسن من غيرة بكثير

تحاملت على نفسها وجلست على الكرسى الوتير

وقالت بإبتسامة  لقد تأخرت الكثير عن الندوة ..

وعندما علمت انها انتهت  فقررت ان  احضر

الى البيت  فقد علمت ان معك حشد كبير من

الأدباء والشعراء والزجالين .. وها انا حضرت

فمعذرة عن التأخير.

محود  : مرحبا  واشد ترحيب بحضورك  الكبير

سُمية  :  وانا أسعد  بكثير ..  وأود ان تساعدونى

فى الحصول على كشك  أسترزق منة بعد  ان ..

نفذ  منى المال الوفير فأولادى كثيرون  لا يجدون

فرصة  عمل واحدة  أو عمل شريف .

ابو العنين :  حاولت منذ زمن طويل أن أحصل

على كشك مثلك  و لمدة عشر سنوات  لم يرخص لي

بة  رغم أنى أعيش تحت خط الفقر بكثير ...

على  :  لو انت من الشلة الثرية الفاسدة  لو

طلبت الف كشك أو حتى الف فدان لحصلت

عليها فى بضعة دقائق وليس سنوات  انة ..

الفساد الكبير .. يتخم الأغنياء بالكثير ويحرم

الفقراء  حتى من الشىء القليل .. الذى يسد

بة  رمقهم  وان أعترضت أو أردت التعبير

فمصيرك  الزج فى المعتقلات .. فالفقير ..

عندهم حقير .. والشريف عندهم  ضعيف

والمنافق عندهم أصيل .. فالنفاق  والخداع

والمكر والنصب والفساد والتزوير هى ..

شيمة العصر لمن يريد أن يصبح كبير ا كبير

سعيد : حتى فى الشغل  صاغوا كلمة كبير

للضحك على العقول  وعلى أقل   تقدير ..

هنلك مسميات لها كل تقدير .. لكن الضحك

على الدقون من سميات هذا العصر الخطير

على :  هناك الاعيب المفسدين فى الأرض

محمود :  هل قمت بالحج  كما سمعنا منك ياست سمية

سُمية   : نعم ربنا حقق لى المراد ..

سعيد  :  الحمد اللة  .. يهدى اللة من يشاء

سُمية  : لم اكن وحشة لهذا الحد .. دى بس

نفخة شيطان فى ودانى بسبب الفقر ...

محمود : بس انت كنت عايشة كويس

سُمية  :  الأفلام  وتصوير حياة البشوات

والأثرياء وساكنى القصور والفيلات ...

وحياة البذخ هنا وهناك .. وحفلات الزفاف

التى تكلف ملايين الجنيهات وكذا القاء  آلاف

الدولارات تحت اقدام الراقصات انها  ..

حالات استفزاز  يبثها التلفزيون والأعلام

انة يستفز الشعب و الممثل الذى يطلب ..

ثمانين مليون جنية لمسلسل واحد وغيرة

عاطل يبحث عن بضعة جنيهات يشترى

بها خبزا لأولادة .. وحكايات وحكايات .

حسين : فعلا  .. حتى اللاعب الفلانى ..

طالب  كام مليون جنية وعلانى طالب

أكتر ..  والشعب يعانى أكتر وأكتر

على : والا.. رؤساء البنوك  كام مليون

فى الشهر .. والشعب الصابر فى قهر

مستمر حتى نهاية العمر .. ورؤساء

الصحف والمجلات يتقاضون بالمليون

من الجنيهات . .  فى الشهر  الواحد ..

سامى :  انت من رؤساء التحرير اين ملاينك ؟!

محمود : دى مجلة  تعتبر نشرة دورية ....

يسمونها عندهم منشورات نكلفها من قوتنا

وليس لها مخصصات .. صحيح انتشرت

فى طول البلاد وعرضها بل جابت  كل ..

اقطار الدنيا لما فيها من موضوعات هادفة

ومحاربة الفساد وكم وزج بالكثير منا فى المعتقلات

فكيف نأخذ ملايين الجنيهات ونحن محسوبين

من المعارضين والمقاومين لنظام الحكم  فى

البلاد .. ومصيرنا السجن والجلاد .. وليس

ملايين الجنيهات .. هل فهمت ما أقصد بالذات.

( دفعت سُمية  ببعض الأوراق الى محمود ) ..

وقالت :  هذة بعض مذكراتى لأنكم هاجمتمونى

على جرأتى .. فلست انا نوال السعداوى المفكرة

التى تتبنى افكارا  مختلفة تماما عما نعتنقة ومع

ذلك لا أحد حاسبها بالمفهوم الصحيح .. بل تمادى

فى الأستماع اليها ولم يرد  بالكلام الموضح الفصيح

اما انا فقد تناولتم قضيتى بالتشهير والتجريح  مع

انى  كنت واضحة تماما  ... ولكن زوجى حرك ..

الريح ..  وحرك مشاعرى  فى غير الأتجاة الصحيح

فنوال السعداوى تتكلم  عن أن المرأة  من حقها  اربعة

أزواج مثل الرجل تماما  ..  وانا لم أطلب غير

الطلاق من زوجى عبد النبى  لكى أتزوج بمن

يناسبنى .. لم أخرج عن الشرع والدين ..  وكم

وافقنى زوجى عبد النبى بعدما وجدت سيل ..

المكالمات لي  من باسم  الذى ابدى اعجابة الكبير

بى .. وقال ستعيشين ملكة على فراشى الوتير..

فجمالك يسبى كل عين .. وانا فى حبك مقيم ..

محمود : لكن عبد النبى قال لك انة عربيد كبير

يستغل مالة للأيقاع بالغير ..  وانك كنتِ  فى

مستوى معقول  ولست  من عامة الشعب الفقير

سُمية :  كلامك أكيد  جميل  ..  وكانت طلباتى

مجابة لكن يشوبها التقصير .. وها هى مذكراتى

ففيها الكثير من التفسير ..  فما كان عبد النبى

يغير على  ولا يبدى اعجابة بجمالى المثير ..

فى حين  باسم كان يبدى اعجابة الكبير .. وكان

يأتى بعربتة المرسيدس المنقطعة النظير  يطرق

باب بيتنا الحقير .. نعم كنت اعيش فى بيت دون

المستوى وكان ينقصنى شقة فاخرة .. وكمليات

ضرورية  .. فأنا  مثل سائر النساء  أتمنى الجواهر

والحلى .. ونظرات الأعجاب من الرجال ..........

محمود : يقولون  عنك انك تقية  وتؤدين  فروض

الصلاة فى اوقاتها  والصلاة تنهى عن الفحشاء ..

والمنكر والبغى .. وهذة  حالة مثيرة للجدل .. لا

يمكن أدراجها  تحت أى مسمى فعباد اللة المتقين

دائما  قانعين بما قسم اللة لهم ... بل يتمادون فى

الزهد والتقشف  ابتغاء مرضاة اللة سبحانة وتعالى.

سُمية :  النساء ناقصات عقل ودين واللة عليم بذلك

فقد قال فى كتابة العزيز  مايفيد ذلك وهناك القول

المعروف فى ديننا ( ما أجتمع رجل وأمرأة الا وكان

الشيطان ثالثهما ) .  والحمد للة لقد رجعت الى ثوابى

محمود : بارك اللة فيكى واذا وجدت شىء يستحق

النشر سأنشرة فى العدد القادم .

الليثى  :  قبل العدد القادم  ستظهر مفاجآت وممفاجآت

  ( انصرفت سُمية واعقبها الجميع) ......



تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة