-31- الكثبان الرملية-

        -31-

آة  .. ياسفينتى العذراء .. آة

آة .. ياجوادى الهائم فى البيداء

كيف أسكن فى العراء .. وحولى

متخمين من الثراء .. كيف أتحمل

الحر أو برد الشتاء .. انني  لي قلباً

مثلهم يحمل ضياء .. لكى يحب

أجمل نساء .. سأسترسل حياتى

فى عينيكِ  سأكتبها  فى المساء


كنت أعشق ألف زهرة  كنت


أسبح فى كل قطرة .. كنت أسمح


لقلبى يرعى ..كنت أستقبل صباح


لم أتعود  اِحتساء خمرة  ولم  يكن


هذا مُباح ..  ايتها المغامرة المقامرة


بكل الجراح .. الى أين  أنت سائرة


والقلوب  حائرة .. والصبايا  ملاح


ابعدى  عنى عن نصل السكين ..


وكيف تقاومين  كل الحنين  .. الا


تسلكين طريقا آخر  فية    ارتياح

يارائعة  القسمات  كيف اصوغ


الكلمات  على دربك وفى كل البطاح


كيف أنثر شعرا  فى الطرقات  ....


والملم  أشلائى  بثبات  ..  كيف


أقوى  أو أضطر  الى  ذلك الأثبات


أى فكر نقى تنتسب الية ..  أى قلب


عفى  تعتمد  علية ..لمن الجأ  وأنا 


قدرى الأسوأ ..  اِن  كنت دائما  أخطأ


فليس هذ ا   عذرى  لأن النار لم  تطفىء


كما أننى  لم أجرؤ   على  اقتحام  ..


خلوتك  ولم أصدق ان  هذى  شيمتك


تجولت فى البيداء ..  وتعانقت مع السماء



وملأت كل الرجاء ..  فلم أجد فى صحراء


حياتى  نقطة ماء فظللت عطشا  لم  استطع



اتنفس حتى الهواء .  خنقتنى هذة  الأجواء



فأخترت من الأسماء أسمك  .. ومضيت


بالوفاء أقاوم  البلاء .. حتى ساعة الصفر


كانت عرجاء ..  لم ينبت شعاع  الأمل ..


الذى جاء  .. انتظرنى لأسابق  الزمن


وأحدد  اللقاء ..  كانت  نقطة  ابتداء .



( خرج  محمود  من عزلتة )  فقد



كان يدون  خواطرة  باِنتقاء  هذة



الكلمات الصماء  .. واصطحب


أحمد  معة  .. ليجلسا   معا  على



المقهى  المجاور  للبناء وكانت ..


الساعة  تدق العاشرة  مساء  ..


فى الكرسى المجاور  لهما  عم

بيومى ويقال  انة  يعمل  كاتباً

فى أحد الوظائف  الحكومية  .

لم يتجاوز الخمسين عاما  لكن

يبدو علية  علامات الفقر والبؤس

من ثيابة  وهيئتة  .. وتقدم منهما

قائلا : أريد  ان أنشر  حكايتى وقصتى

فى باب أفتحوا قلوبكم .. ومعى نسخة

من مجلتكم  الغراء فأنا أقطن فى الشارع

الخلفى لشارعكم  ...  واتتبع ندوتكم ..

لكن ليس لى فى الشعر والأدب  مع

ان  خطى  حسنا جدا  ومع ذلك مرتبى

ضعيف جدا  .. مع أنى شايل الشغل ..

كلة على دماغى .. فأقترب منة محمود

أكثر وسألة وماهى مشكلتك التى تريد

ان ننشرها  لك قال: يابنى الموضوع

يكسف عشان كدة .. انا  كاتبة فى ورقة

وخطى حلو يعجبك  بس بلاش تلمح عن

أسمى د .. أنا  موظف كبير فى الصحة ..

ومرتبى الضئيل هو اللى عمل في كدة

كنت انا ومراتى كناقر ونقير  خناق ..

وبهدلة على المصروف . ومن الغيظ

والأستفزاز .. كانت الطلقة   الثالثة

وجبنا   واحد  غلبان  وعبيط  كمحلل

بعد  غضب مراتى وثورتها   أنا  ..

عايزة  المحلل رجل  محترم  يطلقنى

بعد  كدة  فى سكات بدون فضيحة أو

شوشرة  .. ولكن اِ صرارى على ..

الواحد العبيط أنت فاهم بقى بلاش

احراج .. ودة كلة عشان أولادى

الصغار أصل أنا أتجوزت كبير

وربنا رزقنى بعد صبر  طويل

خمس أولاد وبنات كلهم  جم

ورا..  بعضيهم أكبرهم  تسع سنوات

شفت الهم الكبير اللى أنا فية ...

الست مراتى .. مش عايزة يطلقها

حميدة العبيط  اللى بيشحت ...

يعنى شحات  متسول وانا رجل

موظف  قد  الدنيا  ومفضلة شحات

علي   طب تعمل  خاطرللأولا د ..

.. لأ .. بتقول   حميدة  بيجبلى

تلاتين جنية  فى اليوم .. اما أنا

لأنى بشرب سجاير .. ولبن العيال

بيصفصف مصروفها على خمسة

جنية  يعنى هو أفضل منى  عشر

مرات .. وكمان مسربة  للجيران

كلام قبيح جدا .. ماقدرش أقولة

وبتشخط في وتقول بأعلى صوتها

العبيط دة  عندة  فحولة  أفهم  بقى

وسبنى أعيش أنا حوشت  معاة ..

الفين جنيه لغاية دلوقتى فى سنة

واحدة وبناكل لحمة كل يوم  اما

معاك محوشناش ولا جنية  بل

كنا مديونين ومابندقش اللحمة الا

كل شهر أو شهرين مرة  .. حرام

عليك ..خلينى أعيش واتمتع  انا

معرفتش المتعة الحقيقية  الا  مع

دلوعتى  حميدة .. الناس بتقول لها

العبيط المقرف دة  بتتمتعى معاة ..الزاى

قالت أنا با أحمية وانطفة واعطرة والبسة

هدمة نطيفة ينام بيها جنبى  ..  ...

واللى بقولة  علية بيعملة بكفاءة

متقولش  حصان رما ح .. جواد

جامح  بيسابق الريح  ويخدنى

معاة ..  نظر  محمود الية  ..

باشمئزاز  وقال : فين كرامتك

يارجل  لمل بتقول الكلام  دة

والزاى تقبل تعيش معاك أمرأة

بهذا الأنحطاط  والخلق .. الزاى

بس فهمنى تقدر  تبص  فى وشها ...

نظر الرجل وقال : العيال اللة ما يسيئك أنا

من غيرهم تاية معرفش أفكر  ولا  انام

وبقيت مسخة وسط زملائى  وفى الشارع

الكل بيشاور على .. قال لة أحمد : الستات

النوع دول اللي بيدوروا  على المتعة والمال

ماينفعكوش ياعم بيومى  . . لكن العيال ممكن


تاخدهم بدام  أتجوزت .. يسقط حقها فى حضانتهم


وخصوصا أنت ما اتجوزتش .. دة حقك القانونى


قال بيومى : دا فيهم اللى بيرضع  حاقعد  بيهم



ومارحش الشغل ..  نظر محمود وقال:  عندك



حق مشكلتك تحير  لكن الكرامة مابعد ها   شىء



أنصحك الا تعود  الى هذة المرأة  .. ثم التفت الية


أحمد قائلا:  أرجوك  تأكل  لحمة كويس  عشان 


الفحولة  دى  .. وبعد ذلك  فهمها  يمكن   ترجع


اذا كانت الكرامة  مافيش والعيال أهم  على  كل


حال هات  مشكلتك المكتوبة واحنا سنرد  عليها


أخرج  بيومى  من جيبة لفافة ورق ودسها  فى


يد  محمود قائلا : أرجوك نشرها دون ذكر ..


أسمى صراحة .  .. يكفى حرف واحد  منة ..



تناول الجميع  الشاى  وانصرفوا  ..  وفى



الطريق المؤدى الى البيت قال محمود :



تعرف ان الفقر  هو العامل الأساسى فى



كل المشاكل الملقاة  على عاتق  المواطن


المصرى فئة  تملك المليارات  وتلعب


القمار  وترش المال رش  على النساء


والخمر  .. ويشترون قصورا  فى دول


اوربا وامريكا  بالملايين مقابل  ليلة حمراء


يقضونها مع ساقطة شقراء تمنحهم  الأيدز


ويمنحوها القصور  والمال  ولا يعبأون بأى


حال من الأحوال بالجائعين  من أبناء ...


وطنهم .. والدولة والحكومات تعلم جيدا


ان سبب الأرهاب الأصلى هو  هذا  ...


التفاوت الهائل  فى الدخول فلم تذيب


الفوارق بين الطبقات وهى قادرة  على


ذلك بسن القوانين والتشريعات فتأخذ


منهم الضرائب اللازمة .. بل بالعكس


تساعدهم على التهرب الضريبى ...


قال أحمد : الحقيقة  هناك مثل مصرى


بيقول أطعم الفم تستحى العين .. يعنى


اغراق المسؤلين فى الهدايا والرشاوى


سيكممهم ويلجمهم  عن فعل أى شىء ....


يصنع التوازن المطلوب  مابين  قلة لا



تتجاوز  أثنين فى المئة  يملكون 98


فى المئة من ثروات ومقدرات  البلاد



والعكس صحيح  98 فى المئة من الشعب



يوزع عليهم اتنين فى المئة من  الثروة ..

هل هذا عدل ؟!  .. قال محمود  وماذا

ستفعل لو كنت أنت الحاكم ؟ .. ابتسم

وقال سأهرب فلوسى برة  وخلاص

انا مالي بالفقراء  .. مايولعوا  ...

هو أنا ناقصهم .. فرد علية : هذا

هو  منطق هؤلاء..  ابتسم وقال

انت صدقت انا بأضحك  هو  أنا

عمرى  ماحبقى حاجة ..  معروف

الفقر ..  والبطالة  ..  والمعاناة 

..  ومضى تحاورهم  حتى صعدا

السلم الخشبى المؤدى الى  حجرتهما

فوق السطوح ...  وعندما أقترب

محمود من غرفتة وجد مظروفا كبيرا

كتب علية  اِنها قصتى تستوجب النشر .

























بمعادلة بسيطة ينفق الفقير جنيها  واحدا



مقابل  ان يصرف الغنى مليون  جنيها ..





تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

( عرائس القدس ). ------------ ستون عاما .. أو يزيد --- ----- عرائس .. القدس الفريد--- صوت يصرخ فى الوريد--- والطرحة البيضاء--------- تنزع من جديد--- والضفائر الغراء -------- على الكتف العنيد -- تلقى فى إشتياق ------- الى الحضن العتيد ومواكب الأعراس----- تنزع .. بالحديد -- لا موكب يمضى -------- ولا قدس .. تعيد--- والثوب .. ينقر --------- منفرا من الوجة البليد -- ----------- ستون عاما أو .. يزيد-- آهات عمرٌ .. تقتلع --- على السكك .. الحديد -- ----------- والارض تقمع من جديد ---- والعرش يقلع ... للعبيد -- ------------- على مرآى الجميع------- فمن للكرامة يستعيد -- ------------- والآن تهدم باحةالمسجد الأقصى ------------ وكيف للباحة .. معيد ---- أتى ربيع ثم ربيع -------- ينسدل فى الثوب الجديد --- وضفائر الشعر الطويل ---- تنسدل ع الكتف العنيد -- وثياب عرس تنتحل ---- ميل ..... الجريد --- والزفة الكبرى تقتل ------- كل باقات الورود --- ولا ........... تفيد ---- --------------- وحملة الأغراض أضحت أن تقتل الوجة السعيد ---------------------- ستون عاما أو يزيد ---- الكل كبل بالحديد --- وقذائف .. اليهود ----- تسحق أو .. تبيد ----- ------------ من أقصى الشمال أو الصعيد --- والقلب صابر قد .. يسيع ---- ربيعا أو بعدة .. ربيع ---- والصوت يأتى من بعيد --- والكل صامت يستريح --- ولاحل واضح قد يفيد --- إن كانت الاحلام يوما --- قد تعيد---- والشفاة تقهر كالجليد ---- والقلب قابع كالشريد ---- وهكذا يبدو .. اليهود --- يطلقوا سيلا من البارود -- والشعب أبدا لن يموت --- ولو كشرت أنياب الفهود --- وبدا الذئاب لها تقود ---- هنا تبدو معركة الصمود --- تسرى مع --------------- وهج الحصيد ----- فهل يخرج من -------- الرحم الوليد --- والكل يسعى ليستعيد ------- إنة يوم الوعيد ------ والوعد .. قد أضحى أكيد -- ستغنى القدس .. أحلى نشيد --- كم جريح وكم ..... شهيد --- وكم فى السجون من المزيد --- القدس أبدا لن .. . تبيد --- ستون عاما .. . أو يزيد --- والطرحة البيضاء ------------ تنزع من جديد ---- وعرائس القدس ... الفريد ---- تنزع شريان. . .. الوريد ---- -------------- إنة العشق ..... الوحيد ---- يحضن الصبح .. السعيد ---- ------------ مليون فارس ... فى الطريق -- يستنهض الشعب .. العريق --- يسترجع القدس .. العتيق --- ----------- مليون فارس على الجواد --- إنهم فرسان .... شداد --- رافعين راية ... الجهاد --- النصر أو ... الإستشهاد ---- ---------------- ماذا فعلت بنا ثورات الربيع --- على مرآى من العالم والجميع --- الكل شارى .... و لن يبيع --- والحق أبدا ... لن يضيع ---- يستنهض الفجر ... المضىء ---- يتبعة الخطو ... الجرىء ---- ========================== دمر الكلمات إن كانت لا تفيد --------------- --------------- دمر الكلمات ... دمرها . أقتلها ------ إن لم تكن الحروف فى مواضعها ------ كم من التشنجات .. كنت أسمعها ------ والقدس ترزخ تحت نيران غاصبها ------ طالت سنين القهر حتى فى أشهرها ------ حزنا عليكى ياقدس أين منقذها ------ والصهاينة تنشب كل .. أطافرها ------- ما أشد آلاما .. وما كل أكثرها ----- كلماتٌ تصرخ كنت ... أكتبها--------- بدماء فى القلب تمضى تسكنها -------- ------------------ أقتل فى فؤادك الصبر --------------- إن كان الصبر دوما لا يحركها ------- ليوثٌ نائمة فمن ..... سيوقظها ------ أنفض غبار ... اليأس ---------------- والقدس سوف تنهض بفرسانها ------ ----------------- مليون فارس ... فى الطريق ------- يستنهض الوطن ..... العريق --- يسترجع .. القدس .... العتيق ---- يستجمع ... الفجر .. المضىء ----- يستودع ... الليل .. العميق ----- يمتطى ...... شارة . الفريق------- فى هجوم ............. كالبريق ------ ------------ إنة وعدٌ أكيد عودة القدس الفريد ----- والطائر المنشود يبدو كالغريد ----- ------------ عرائس القدس .... الفريد ----- صوت يصرخ .. فى الوريد ----- والطرح البيضاء ----------------- تزهو من جديد ----- والوجة المطل على الإيمان ----- وليس الخوف من يوم العيد ----- سيتسابق الفتيان .... يوما ----- لتحقيق النصر .. الأكيد ----- وستتحرك الأزمان دوما ----- وستتحررين ياقدس قسما ------ وستحطمين سلسلة الحديد ----- ----------- الشمس لن تبدو فى غيوم ---- مليون فارس فى قدوم ---- وسلاح قاتل للخصوم ---- والعالم الحر -------------- معصوب العيون ---- الشمس تبدو.. فى بريق ---- والصحبة والقلب الصديق ---- مليون فارس فى الطريق ------ يستنهض الوطن الشقيق ------ يسترجع القدس العتيق ----- يستنشق الأنف الشهيق ----- بعد زحفٍ .. للفريق ---- مسترجع القدس العتيق ----- ------------ من حصن يبدو منيع ---- والكل صامت يبتلع ------ أهات شيخ يضجع ------ أو ..... طفلِ يبدو رضيع --- والكل يغرق مجتمع ---- ولا قلبٌ أضحى يسيع ------------- ============ ابراهيم خليل من مدونة الشاعر المصرى ابراهيم خليل ======================