-109- نفس الحقيقة

        -109-

تحدثت  سابقا عما عاناة الشاعر الغنائى سيد أبو العنين

والقدر يرسم خطان متوازيان  دائما  عندما يشدنا الحنين

لهؤلاء الشعراء المجيدين  فنجد  فى الزجال المتميز ...

الرصين  عم أسماعيل والمقيم فى التل الكبير ..  لأن

أتكلم عنة الكثير .. فهو شاعر قدير  .. وأول مقابلة ..

لي كانت معة فى عام  1983  م  أستمعت  الية  وكم

شدنى الأعجاب بسلاستة  وفطرتة وحسن  القائة ....

الشعر فى تناغم  مثير  .. فنشرت لة أول  مقطوعة

زجلية فيها الكثير من اللفتات الأنسانية والجهد الكبير

فى أن يجعل من مقطوعتة منظومة رائعة للعمل المثير

وبما فى كلماتة من تورية توحى بطلب التغيير  وكم ..

أشفقت علية من الأعتقال أوالتدمير  .. ونشرت كلماتة

بحذر فى مجلة شموع الأدبية  وكم كنت أشير  الى انة

شاعر عبقرى يتوازى ويتوازن مع شاعرنا سيد أبو ..

العنين فى لمحاتة الأنسانية وحسن التفكير فى خلق ..

الفكرة  داخل عملة الكبير .. وتجدد اللقاء  الكثير ...

بينى وبينة .. فهو  رغم ثقافتة الواسعة  وحسن ...

الأبداع والتفكير .. ويستحق من الدولة  ان يكرم

فهو يستحق التكريم والتقدير ..  وكلما مررت

علية  وهو بائع الخضروات الفقير  .. يحصل على

بضعة جنيهات كى يستطيع مواجهة الحياة بصبر

كبير  .. وكم كان يهزنى  منظرة  فى حالة تثير

الألم فى النفس لماذا  لم ينعم بخير ات  مصر  ..

وخيرها الكثير  .. لماذا يقف طوال النهار  فى

معاناة وتكدير  .. لم أجد أبدا أى تفسير  .. إلا

تفسيرا واحدا  وهو انة  لو .. منح  أى شىء

يغنية  عن العمل الدؤب سعيا  وراء  لقمة العيش

لصال وجال  .. واظهر  مواهبة وقاد معركة التطهير

فليظل يعانى  ويكمد  حتى لا يسعى الى التغيير  وكان

هذا بالنسبة لى أقرب تحليل وتفسير  ..  اما  الأثرياء

الذين يملكون المليارات وينفقون منها الملايين   على

الراقصات  فهم الجديرون  بالأحترام  والتقدير   هذا

النظام الفاسد أفرز  الكثير من السلبيات  ..  ونبع منة

الأرهاب بعد أن شاهدوا الفساد  .. وطبقة المتبلاطية

والزمارين  وحملة المباخر  والمشعوذين  وتجار ..

اللحم الفاسد  والمنافقين  والمرتزقة  والحواة من ..

أصحاب الكيف والمتسلقين  للسلطة  فى غيب ...

العدالة وتذويب الفوارق بين الطبقات وفرق التزوير

وعتاة الأجرام .. ان الدخول الى أحراش الثعابين ..

لعبة خطرة  لا تقو   .. على رؤيتها العين  ..  وان

اللعب فى مناطقهم يحتاج الى تأبين .. وكم شاهدت

بنفسى حملة المباخر  بسرعة  يجدون  التعيين وكم

تكلمت فى رواية الكثبان الرملية عن سعيد ذلك الشاب

الطموح  والذى لم يقبل أن تبيع الأم نصيبها من الميراث

كى يجد فرصة للتعيين  وتكلمت عن النائب الذى  جمع

الملايين هو .. والمحافظ  الذى باع شواطىء القناة وحصل

على الفروق بين السعر الأصلى ومايدون بالدفاتر من ..

تزوير .. كنا ساعتها  نصدر عددنا العاشر من مجلة شموع

وكان يجب علينا التنوية بأسلوب التورية حتى نستطيع أن

نمضى ونسير .. كما أننا لو أفصحنا فى ذلك الوقت  لم ولن

نصل الى الحقيقة لأن المال بالطبع جبان ولن يستطيع ..

المشترى ان يفصح عن السعر الحقيقى الذى أشترى  بة

خوفا من أسترداد  الأراضى منة ..  ان جرت المحاكمة

العادلة  لن يفصح أبدا بشىء ..  وأعود الى عم أسماعيل

أو شيخ الزجالين .. وقد  أستلهمت من أحد  مقطوعتة ..

الزجلية كلماتة الثائرة عن الأوضاع  وحالة تخاذل ......

وتفكك الحكام العرب وتقاعسهم عن نصرة  القضايا ..

العربية كما فهمت من مغزى كلامة .. ان الحكام العرب

تآمروا على  الرئيس صدام حسين من أجل البقاء  فى

مناصبهم والحفاظ على أموالهم المهربة وانهم تلقوا ..

رشاوى الصمت والسكوت بل المشاركة  فى تدمير

بلد عربى عزيز علينا .. كل ذلك كان بسببهم   بل 


كل ما وصلت الية حال البلاد  من فساد يعود  الى


سوء سلوكهم وخيانتهم .. صحيح لم يقل هذا بصراحة



لكن كان يفهم من المضمون .. مما شجعنى  للكتابة فى



هذة المواضيع  وسجلت لنفسى  فى ديوانى الوتر الشجى



قصائد عن بغداد الحبية  تعدت العشر  منها  ( بغداد) :



بغدادُ   ياجسدٌ  ملىءٌ     بالجراحِ


          ومدينةٌ  أ مست  مع       الأشباحِ


سكن بها جنُ  شقى   ..  تمردا



       قد قام  (  بوشها )   ...    بإ جتياحِ


وباقى القصيدة   فى   مدونتى  يمكن قراءتها  



الا  أننى  كتبت  ايضا   عن   الحكام   العرب 



من ينقذ   بغداد  ياعم  وفلسطين من هذا الغم  


وكم  من حاكم    عربى         أبكم      وأصم

  وكم  من كرسى  راسخ     ومال       ينضم


ياصناع المجد الزائف  هل     المال      أهم

والوطن العربى  ينزف  ولا أحد   فيكم يهتم

    --------------------------- 

انها عدة  قصائد  دونتها  فى مدونة الشاعر

المصرى ابراهيم خليل .. وذلك قبل    أن

أبدأ  كتابة رواية الكثبان الرملية  بعد أن

شعرت ببؤس  الشاعريين  سيد  أبو العنين

والزجال الكبير  عم أسماعيل وهما يعيشان

عيشة  لاتتفق مع  كل هذا الفيض من الثراء

الشعرى والأدبى  .. وكما سردت فى السابق

قصة كفاح  وجهاد  الأديب والشاعر على منوفى

وكيف  يعيش ى فقر مدقع  وبؤس شديد  وما ..

آل الية الزجال غريب موسى  وركلة بالحذاء

نتيجة كتاباتة الشعرية فى جريدة القناة  واتاحة

الفرصة لتلميذة محسن أبو زيد  .. لا أنكر  انة

متميز  جدا منذ ان كان من براعم مجلة شموع

وكان يبغى نشر قطعة زجلية .. رفضها غريب

موسى فى ذلك الحين ولكنى نشرتها لة لما لمحت

فى كلماتها تفوقا على سنة فأردت تشجيع البراعم

وكان قصر الثقافة فى ذلك الحين ممنهجا  على

المصالح  .. وكان بة الشاعر الغنائى حافظ الصادق

وسعيد سلام  .. وفؤاد طلبة وايضا الزجال الكبير

مصطفى ابراهيم رحمهم اللة جميعا .. كانت لهم

صولات وجولات  وتحدثت عن الفساد الذى  ...

استشرى فى ذلك الوقت وكيف أتوا  بالشاعر

جمال حراجى كان فى ذلك الوقت ضعيفا لغويا

لايجيد قواعد النحو .. وكم أتو ا   بجموعة لا


تمت للأدب أو الشعر بشىء  ....  مجموعة لا


تعرف  ولا تسمع عن حروف الجر  ولا الفعل


من الفاعل .. وبقدرة  قادر أصبحوا شعراء 


وهم يخطئون  حتى فى الأملاء .. يومها أقسمت


الا أدخل  قصر الثقافة  نهائيا  طوال  25 عاما



حتى قطاع قصر الثقافة  كان بة فساد مالى وادارى



وأدبى  .. ولم أعترف  الا  بالأديب الكبير  نحاس



راضى  كان أدبيا رائعا  مثقفا  يجيد قواعد النحو



ويملك مفردات اللغة  لكنة ركل هو الآخر  وخرج



مذموما من جريدة  القناة  وقد كان هو النبراس ..


المشع فى هذا الوقت بالذات  واذدهرت ايامة


الندوات الأدبية المتميزة  وبصحبة   صديقة


ثناء الحمد  بدوى  .. وان كان أقل منة عطاءا


وتذكرت أيضا  أحمد أبو زيد  الذى صار بعد


ذلك زعيم الأغلبية  فى مجلس الشعب  حتى



سقط فى دورة   2005 أمام  صلاح الصايغ



وكم تحدثت عن صلاح الصايغ عندما تتلمذ


ونشر أول  مقالة لة فى جريدة  شموع الأدبية



وشرحت لماذا  تفوق صلاح  على استاذة  ..



أحمد أبو زيد .. حكيت لكم  الحكاية بالصدق


ورويت لكم كيف تخلى أحمد ابو زيد  عن


 المجلة  وكان فى ذلك الوقت رئيس مجلس

ادارتها .. بعد أن أوصلتة المجلة الا مايريد

أدار ظهرة لها بل  حاربها  .. فقد  حاول ان

يحطمها  تحطيما  الا انها ظلت قوية  حتى

آخر لحظة  أى قبل ثورة 25 أبريل  بأسبوع

عندما نشرت قصة معاناة سيد أبو العنين كما

حكيت لكم حكاية الشاب محمد فهو لم   يكن

ارهابيا  ولا ..  ولم يتصل  بأحد  ومع ذلك

خرج من المتقل  كفيفا غير مبصر .. كسيحا

لا يقدر على السير بل على كرسى  متحرك









 



تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة