-117- الكثبان الرملية

          -  117 -  الكثبان الرملية



ماذا تقول  فى  خرير  الجداول وهيمنة  النسائم   وشدو العصافير وهذا

اللحن الجميل الذى ينساب على ألأوتار  كأنة  التبر الأصيل  ..  نعم إنة

دليل  البهجة  عندما ينطلق الأحساس ليعبر  عن رسم لوحة  رائعة ...

مضاءة  فى جوف ليل ...  انها  ترنيمات اليشر  التى قد تصنع الكثير ..

من الأنطلاقات عبر الأثير ...  نعم تلك المشاعر المتأججة تحتاج الى

النفس الطويل  ..  حتى تشرق فى النقس بالأمل والحب والخير ....

( اندهش محمود  لحضور عبد النبى  مع سمية  ..  زوجتة التى نالها

القال والقيل )  .. مع أن ذلك  فى حكم المستحيل  بعد  أن طعنتة طعنة

نافذة الى صدرة  .. ليس فيها شىء من التهويل  ..  ولأنة  كعادتة يحب

أولادة  فقد  كان يرسل لها الكثير  من الأموال حتى لا تمد يدها  للغير ..

إستقبلهما  محمود  بترحاب  شديد  وقال لسمية .. هل  عادت المية الى

مجاريها من جديد  .. قاطعة عبد النبى قائلا : ماقدرش عشان  أولادى

ولن أعيد أو أزيد  فى الماضى لأنة  لن يفيد  فى شىء  مما   أريد ...

قال محمود :  وماذا تريد  ياعبد النبى  .

عبد النبى :   أريد أن  أعمل  اعلانا  مدفوع الأجر  لي  لأننى قررت

فتح  مكتب  لى لأستقبال الراغبين  فى عمل الأحجبة .. والخلفة .. الخ

محمود  :  الموضوع  دة  ممكن قوى فى الجرايد الرسمية لكن عندنا

ممنوع جدا ..

عبد النبى : والنبى أنت أهبل ... أنت فاكر انا محتاج لشهرة  دى سُمية

قالت لى  محمود  كاتب على نفسة شيك بألف جنية  للواد البلطجى ..

متولى قرارة  .. عشان كدة  ماكنتش عايز أحرجك  وادفع لك المبلغ

بطريقة مهذبة .. انت ناسى انني  شاعر .. والشاعر طبعا قلبة بينبض

نظر محمود الى سُمية وقال : كيف عرفتِ ياست سُمية من قال لك ..

قال لى  : سعد أخو البلطجى 

محمود : الموضوع مش كدة  ..  انا كنت عايز  أشترى كام تختة وكرسى

بدل اللى أتحرقوا  .. اللة يجازيها أم أمام  هى اللى سلطت  البلطجى يحرق

المدرسة  .. ولما  رفضت  أخذ المبلغ .. اعطاة  لصاحبى أحمد  وقال لة

انا عايز  وصل بالمبلغ ..  من محمود ..  بعتنا ... لة المبلغ وانتهى الموضوع

قال  عبد النبى : تعال  معانا فى عربيتى  عايزك  نكلم شوية بعيد عن هنا ..

محمود : ومالو  .. انا فاضى 

عبد النبى وهو يتحرك بسيارتة  وبجوارة  محمود همس قائلا :  فاكر كلماتى

فى مجلة أحلام   .. وكتبت بها  ..  لماذا قتلوا  أشتياقى ..  لماذا رفضوا انتمائى

ولماذا أرادوا  .. انتهائى .. كنت عصفورا أغرد .. كنت كالطير الغنائى .....

كيف حرمونى هوائى ..

محمود : ايوة قرأتها  كويس وفاكرها  جدا  .. ماحدش ينسى كتاباتك   .. ..

لكن الغريب انك أتغيرت مائة وثمانون درجة الزاى  ...

عبد النبى: صدمتى فى سُمية كبيرة  .. شوف لما  تكون  عايش مع واحدة

على الحلوة والمرة وفجأة  تقولك ...  طلقنى عشان واحد عندة  عربية ما

كل شىء  ممكن يجي  مع  الصبر  

سُمية  :   مش  انت قلت  اللى فات ننساة   .. بتعيد الكلام من تانى لية؟! 

( نزل الثلاثة  وتوجهوا  الى المطعم  .. وتناولوا وجبة  شهية ثم المشروبات)

قال عبد النبى : معلش الكلام  جاب بعضة  صحيح أنا قلت لا  داعى للكلام

فى الماضى لأنة مابيفدش .

سُمية:  امال  بتتكلم فية لية  ..

محمود : يمكن  عايز يطلع اللى جواة عشان تفتحوا صفحة  جديدة بعد أربع

سنوات تقريبا عاشهم فى مصر وهو رجع يالعربية اللى بتحلمى بيها وبيت

كبير  .. مليان بالخيرات والنعم .

عبد النبى :  رحلة شاقة ومؤلمة  لكن  كان لازم أعمل كدة .. معايا مؤهل

عال من خمستاشر سنة ومافيش تعينات الا بالرشاوى ... والرشوة ياريت

الف جنية  كانت هانت ودبرناها ..  حاولت أبيع كليتى قالوا ماتنفعش عندك

فيروس (سى) لكن كتير باعوا  ومنهم أضحك عليهم ومشتغلوش ..  شوف

السبب فى اللى وصلنا  لة  .. وصار الية حال الدولة من فساد ...  فعلا ..

قتلوا إنتمائى وكان أمامى  إما طريق السحر والشعوذة أو طريق الأرهاب

وعشان لسة بحب بلدى  ماقدرش أكون أرهابى لكن فى شباب ماقدمهمش

الا كدة  ..  حتى مراتى طلبت منى أقترض من باسم .. ولما سمعت حكاية

التليفونات الى بترن .. تماديت فى العبة وأتهيأ لي  انني بأكتب  قصة ..

محمود : فصتك أنا نشرتها فى العدد   86  تقريبا  مش فاكر بالظبط لكن

كان لك دور ماجن  مش ممكن يعملة  عاقل أبدا  مهما كان الوضع  ...

عبد النبى : انا طول النهار برة  يعتى كنت حا اعمل أية  ولو جيت  فى

مرة بدرى  ومسكت سماعة التليفون .. بسرعة يغير  صوتة  مع ان

صوتة لة  بحة مميزة  ..  اما هى وانا بتكلم  قدامها  كانت بتسكت ..

نظر محمود الى سُمية وقال :  لية  بذرت بذور الشك فى قلبة ...

سمية  : هو تحقيق والا أية .. انا كنت  عايز أقب  على وش الدنيا

محمود : بس أنت عندك زربة عيال ..ماانتيش صغيرة  .......

سُمية :  ماهو السبب ..  شجعنى على كدة ...

عبد النبى: ايوة شجعتها  على كدة  ..  عشان أعرف قرارها

واعرف اذا كانت  متفقة معاة  على تغيير  صوتة لو حد تانى

رفع سماعة التليفون ...

سُمية:  ما اتفقتش  هو  اللى بيغير صوتة من نفسة ولو كان طبيعى

ما كانش حد  شك فى حاجة ..

محمود :  بس تشجيعك  ذود الفجوة  وجعلها تتمادى .

عبد النبى : دى قالت لو مادخلتش علية وجوزتة حا أحرق نفسى ..

عشان كدة  ..  سلطت علية بلطجية طحنوة وشرفتوا وشة تماما

وخلصت منة  .. هرب وخد شقة تمليك  فى بنها .. كانت بتاعتة أصلا

لأنة عندة منحل عسل وتاجر  ..  وتصدير واستيراد  وحالة ماشى ..

محمود :  انت بتشوفية دلوقتى ..

سُمية :  من يومها ما بشوفوش  .. صدقنى ودلوقتى كبرت وفهمت

عبد النبى :  انا مصدقها  .. لأنى أقطعت عنها المية والنور تماما ...

رغم أتها لفت علية كل البلاد .. وبلاد .. لكن باسم طول عمرة جبان

وعمرة ما حيضحى بحياتة عشان واحدة ست ولعلمك أنا لما  لقيت

الفاس  وقع فى الراس .. وهى مصممة على الطلاق انا  كنت خايف

بس على الولاد .. لأتهم  هم اللى حايدفعوا التمن ..عشان كدة  قمت

باأجراء حاسم وفورى للخلاص  منة ..  وسبتها  ورمحت فى كل ..

مكان  .. اجوب النجوع وهمس القرى  وابحث عن أى بديل يمكن

يشترى  ..  ووصل بي الحال  الى ماترى؟ ! .. 

محمود: سبحان اللة  كل فصولها  كم مؤلمة  ...لكن سؤالى للست

سمية .. هل تعلقك بية ماديا فقط .. أم أعجبتِ  بة 

قالت سُمية : الحقيقة  ماديا وجنسيا  عشان هو قال لى دة فحل الزاى

حاتعاشرية .. ورسم لى حاجات يبين لى  فحولتة وقال مش حايرحمك

عبد النبى :  الشيطان ركبنى وتماديت فى تصويرة وحش مفترس لا

ينفع للمعاشرة الزوجية .. لكنها  أبدت سرورا عظيما  فتماديت  أكثر

اتحدث ليلا ونهارا  .. وخاصة عندما كنت أسمع رنة التليقون  فكم

يصيبنى الجنون ..  عندما يغير صوتة ..وأذداد  شكوكا وقلقا  حتى ..

أنى كنت البس الحذاء فردة وفردة .. وهي قدامك ان كانت تكذبنى ..

سمية :  مش الموضوع دة خلصنا منة  خلاص .. لية الشد  والمط

نظر محمود  الى عبد النبى وقال : خلاص  ارجعوا لبعض ......

وعفا اللة عما سلف ..

عبد النبى : انا متجنبها  بس  ..  فى حاجز كبير بينى وبينها يمكن

الأيام تزيلة  .. بس  مش عارف أمتى  على كل حال انا متجوز غيرها


ولما تهدأ الأمور  .وربنا يسهل  انا ماخالفتش الشرع وربنا يسامحنى

وهو أنا بقى عندى عربية  دلوقتى  ..  لكن مستخصر  تركبها  معاى

سُمية  :  على كفيك  انا ماعنتش  عايزة   حاجة الا الحج ..  مش أنت

حجيت  لبيت اللة .  عقبالى 

محمود :  ما ينفعش الحج  لساحر .. ابعد عن هذا الطريق  ..........

عبد النبى:  ربنا الهادى  .. هو لوحدة  القادر  على توبتى  ...  لكن كان

لازم أحج ..  أعمل لي أسم فى السوق  .

محمود  :  كل  دة  ما بينفعش  .. الأستقامة خير طريق للة  .. واذا أستقمتم

ما أنتقمت وأمر اللة  نافذ ,,

عبد النبى : لعلمك سُمية ماكانتش بتسيب  سجادة الصلاة  ..  عشان كدة حاتجنن

عملت كدة لية  ..  مش فاهم ... ولعلمك ما وصلتش لنقطة التماس مع  باسم ......

انا نهيت الموضوع  دة  بسرعة  وماشفتهوش بعد  كدة  .

محمود  :  الحمد للة  وربنا يوفقكم لما فية الخير واسمحولى  توصلونى مرة

تانية  لبيتى  .. أخرج  رزمة الألف جنية  ومدها لة عبد النبى فقال محمود :

ما اتعودتش  أخد فلوس من حد  ..

(  ركب الثلاثة العربة وانطلقت  للعودة  الى منزل  محمود ) وقال محمود

سنغير دفة الحديث الممل  بهذة الكلمات :

ياجمال الطير  فى سماة  طاير .. مش زى الغير دايما  حاير

من كل زهور دايما شايل     ...  وبرافوا ياحبيبى بقت هايل

ياجمال الطير فى سماة طاير مش شايل  هم  ...  لمرواحة

بغنى ويشدو    فى  رواحة   .. واخد   للحب ...    مفتاحة  

          ومن كل زهور تلقاة    شايل


والسرب يطير مع ملاحة     ..  ويغنى كتير  كدة لأفراحة


فرحان بمساة  وصباحة   ... مش زى الانسان لهمة شايل



عايش بآلامة  وجراحة   ..   لية الأنسان   دايما  ..  حاير .



تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة