- 114- الكثبان الرملية
-114=
دخل أحمد صائحا أثناء محاولة إبتسام الخروج
من غرفة محمود وقال : ما درتوش محجوب اعتقل
لسة شدينة من ساعة ومركبينة عربية البوكس ....
قال محمود : الزاى دة يحصل دة حتى محجوب ما
بيتكلمش أبدا فى السياسة الزاى يعنى يحصل دة
قال خليل : ما أنت عارف محجوب دماغة ناشفة
وكام مرة قلنا لة ماتطولش دقنك لكن ما بيسمعش
الكلام .. عايزين نشوف حل ربنا يستر ........
قال محمود : أنا ح أتصرف بسرعة لازم نطلعة
قال أحمد : خليك بعيد ياحسن أنت بالذات العين عليك
كل الكلمات المناهضة لنظام الحكم وذم الحكام لتشبسهم
بالسلطة و تقاعسهم عن مساندة الشعب الفلسطينى بل
حصارهم ايضا .. جعلك فى دائرة الشبهات فى أنك
الممول الأول لكل الكلمات والمقالات واعطائها للغير
مع أنها تكتب بأسماء غير معروفة لدى أجهزة الأمن
وصدقنى هم عارفين الحقيقة أبعد أنت بالذات .......
قال خليل : المعتقل مجهول العنوان لايمكن معرفة
مكانة .. وانا عارف انهم وخدينة عشان دقنة ..
لأن كلنا هنا تحت المراقبة ولما حايشطونا يبقى
كلنا مع بعض . . مافيش خيار وفاقوس ...........
نظر الى محمود المتعلقة عينة على تلك الكلمات
( حتى أنتِ ياتوتة ..ياحلمى البعيد .. وآخر ما
دونتة فى النوتة .. كيف أنظر الى الأرض وانتِ
درة .. وياقوتة .. ياحلمى الفريد .. ورواية سطرتها
كحتوتة ... كم كانت تنساب منكِ الكلمات ومن شفاة
بلون الفراولة والتوتة .. كتبت عن الحياة ويداى ..
ممدودة .. وكيف أطلب الآن النجاة بعد أن وجدت
امامى كل الطرق مسدودة .. كتبت عن الوجود ...
والعدم .. كتبت عن السرور والألم .. وعن مشاعر
كانت فى قلبى موجودة .. أم ان الحياة هى رواية
مغلوطة .. وكل ما أراة الوانا كلها سودة وعندما
تنحنى الجباة .. ونشكر اللة .. نشعر بالرضا وبشىء
غامض لا نراة أو بحلقة تبدو مفقودة ... مابين كل
المتناقضات الأبيض والأسود .. الوجود والعدم ..
الجمال والقبح .. السرور والحزن .. الأبعاد الثلاثية
للكون المترامى اللانهائى .. نظرية النسبية والشعاع
الطافى على الكرة الأرضية .. وقوة .. الجاذبية ...
وحلم الأنسانية .. ورحلة الخلود الأبدية .. والدوائر
اللا نهائية على المنحنيات الكونية .. والثقب الأسود
والممر المستقيم بين الجنة والنار .. والقدرة القادرة
الألهية فى أن يبسط اللة كل الكون بيمينة ... وضعف
الأنسان الشديد .. امام فيرس ضئيل وبسيط قد يهدد
كل البشرية .. وقول اللة سبحانة وتعالى مخاطب ..
البشر مامعناة إان أردتم ان تنفذوا من أقطار السماوات
فأنفذوا لكن لن تنفذوا إلا بسلطان وكان الجدال قائما
هل السلطان سلطان العلم أو سلطان الدين .. هل العلم
هو التكنولوجيا فى إرتياد الفضاء .. أم ماجاء فى ..
الأحاديث القدسية إن أطعتنى ياعبدى تكن عبدا ربانيا
بما معناة أن يكن سمعة وبصرة وان يقل للشىء كن
فيكون . . وهناك كم من الأسئلة تدور هل هناك
مخلوقات أخرى فى هذا الكون الرهيب اللانهائى
أما أ ن كل المجرات بأعدادها الهائلة وشموسها
التى لا تحصى تخضع للأرض كمركزا لها ..
وعندما تقوم الساعة .. ننتشر من القبور كالجراد
يدور .. ليلتحق كل منا بعد أن تستقر الأمور ..
فى المجرة التى إما من نار أو نور .. كل
طبق اعمالة وإن المساحات الشاسعة التى ..
يخصها اللة لعبادة الصالحين تتوازى مع كل
هذا الحجم الهائل اللانهائى والتى تكون
نسبة الأرض كنسبة الذرة ألى جبل هائل
مرتفع وكبير ) أن معركة الأنسان مع ..
التفكير تقنعة بالكثير .. وتجعلة يتحمل
كل هذا الشقاء لبنى الأنسان والجهد الكبير
وعندما أستغرق محمود فى تأملاتة دخل
حسين وبصوتة الجهور قائلا : موضوع
الست ذكية وبنتها محاسن لماذا لم تنشرها
فى العدد السابق قال محمود : انا نشرتها
فى العدد اللى قبل دة .. قال أحمد : مش
قصة الست اللى باعت مصوغاتها الدهبية
وعفش بيتها عشان تدخل بنتها الجامعة
والأ سبوع اللى فات .. راحت السوق ..
عشان تبيع هدومها .. فضلت حتى نهاية
السوق مابعتش قطعة واحدة عشان الملابس
قديمة ومقطعة .. قعدت تصرخ وتقول :
بنتى ياناس عندها امتحان فى الكلية ..
وما فيش ولا قرش .. تروح بية للكلية
مافيش ولا قرش للمواصلات ولا حتى
جنية أجيب ليها سندوتش فول ) صح
كدة موضوعها نزل وأحنا أعطناها
اللى فية نصيب عشان تمتحن وربنا
ينجحها .. قال حسين الحمد للة دة انا
أنقذتها على آخر لحظة كانت حاترمى
نفسها تحت عجلات العربية ..........
نزل الجميع الى الشارع ثم دلفوا الى
المقهى الذى تعودوا الجلوس فية ..
وكأنهم فى شبة تجمهر .. جلسوا على
الكراسى يفكرون فى موضوع محجوب
وكيف آل حالة بعد الحادثة التى ألمت
بة والتى تركت أثرا مؤلما ألم بة
ثم هاهو الآن يعتقل وهو مصاب إصابة
خطيرة .. انها كارثة بكل المقاييس ..
وفى غمرة أستغراقهم فى التفكير .. مر
عليهم عم بيومى .. ذلك الرجل البائس
الفقير .. فنادى علية أحمد وقال لة :
ياعم بيومى تعال .. نظر الية بيومى
وتقدم منهم ثم جلس مكتئبا قال لة خليل :
ما لك ياعم ياعم بيومى حزين لية دع
الملك للمالك هي طليقتك مارجعتش ليك تانى
قال بيومى : مش عليزة يابنى عملت المستحيل
قال أحمد : انت غلطان عشان تجيب ليها محلل
فى حد يجيب لمراتة محلل ...
بيومى : الشرع يابنى عايز كدة أعمل أية اصل
دى كانت تالت طلقة ..
خليل : وكان لازم من الطلقة التالتة دى
بيومى : أمر اللة .. ربنا عايز كدة أصل
هي نرفزتنى أنا مرتبى ستة قروش وهى عايزة
عشرة أعمل اية منكدة علي عشتى الفقر السبب
مهو لو .. فية مرتبات عدلة بيدوها للموظفين ما
كانش بيتى أتخرب .. منهم للة الظلمة عشرين
سنة موظف بعزق فى الأرض .. من غير ما
شرط ولا شرط .. وهو انا عايش فى الدنيا
بالطول والعرض .. انا كل اللى تعبنى اولادى
وبناتى اللى عايشين مع رجل غريب زى الشحط
لو سنهم القانونى أكتمل كنت أخدتهم بالقانون ..
محمود : مادام أتجوزت غيرك يبقى القانون فى صفك
ممكن تاخد ولادك منها .. يحسن يبقوا زى شهيرة ..
بيومى: صغار أسيبهم الزاى وأروح الشغل ..
خليل : هو صحيح انك خدت أجازة وفضلت عمل
الشحاتة على اساس انة فية مكسب عن مرتب الوظيفة
بيومى : شافنى المدير المصلحة والتحقيقات راحت
وجت ونسبوا الي الخروج عن المقتضى الوظيفى
انا كنت عايز أحقق دخل يرضيها بس يظهر ان
اللى أتجوزتة صحتة حلوة وكسيب وفضلتة علي .
محمود : يمكن هو اللى مش عايز يطلقها متظلمهاش
بيومى : كلكم عارفين الحكاية هو انتوا منادينلى
عشان تتمهزأوا بي .. ما العصمة فى ايديها وهى
اللى طلبت كدة قالت يحسن ما يطلقنيش لازم تكون
العصمة فى إيدى .. وعشان عبيط .. أهطل زى
ما بتقول .. لكن جتة .. وبنيان قوى .. فحل يعنى
ودة السر فى تمسكها بية .. ما أنا لو كانت هى رجعتلى ..
كنت أستمرت فى الشحاتة وسويت وضعى .. كويس
لكن عنيها زايغة .. ياريت توضحوا .. دة فى المجلة
ما أنتم بتتكلموا فى كل المواضيع .. وخلتونى كدة
أخاف على بنتى لما قريت قصة الطفلة شهيرة
هى واخواتها من الفقر عايشين فى غرفة ..
واحدة مع الأب والأم .. وبيشوفوا كل شىء
بالليل .. الطفلة ماحصلتش تسع سنين وتعلمت
قلة الأدب وبتقلد كل حاجة ومش سايبة الناس
فى حالهم .. طايحة فى خلق اللة مالهاش كاسر
أهلها عارفة وياويلة اللى ينصحهم يودوة فى
داهية .. أكفنا شرهم .. دول ناس أشرار ...
محمود : الفقر بيعمل أكتر من كدة .. بنات
الشوارع .. البنت بتخلف وهى عندها تلتاشر
سنة .. والدولة عارفة كدة كويس أمتى ننطف
ويرتفع مستوى المعيشة والكل يخرج من براثن
الفقر .. اللى ودانا فى داهية .. مصر مش عارف
حاتروح على فين .. نشرنا ميت مرة السلبيات دى
ماحدش بيتحرك ولا بيتكلم .. همهم جمع الملايين
وبعدين يبقى مليارات والشعب بيشحت ضايع
ومتفكك وكتر البلطجية والنصابين والأرهاب
تعبنا من الكلام ما فيش عدالة اجتماعية مافيش
تذويب بين الطبقات .. أجور شهرية تبلغ الملايين
وأخرى ملاليم .. ووسائل الأعلام بتبرز كل دة
عشان استفزار الشعب الفقير اللى مش لاقى حتى
رغيف عيش بظلطة .. ما علش ياعم بيومى
بكرة تتعدل ولعلمك موضوعك وموضوع ذكية
وحتى شهيرة كل دة اتنشر للتوعية أكثر من مرة
طب أرجع لتلاتة شهور فاتوا نشر الموضوع دة
وقلنا ياأهل الخير أتبرعوا من المليارات أو من
الملايين واحد فى المية 1% نعمل قرية نلم
فيها أولاد الشوارع ونعمل مساكن شعبية مش
الأغنياء فى قصور ترمح فيها الخيل والفقراء
فى غرف زى القبور .. مايطيق ريحتها النمور
حرام الصمت .. ثروات مصر بتتنهب للغير ..
واللى يتكلم يعتقل فورا بدون أن يعرف لة
عنوان ..والا قصة محمد وموس الحلاقة ..
من كوارث الزمان اللى نقولة ونعيدة الف
مرة كمان .. عشان يتحرك مسؤل ويحس
بألم الشعب وعشتة فى ذل وهوان .......
( فى هذة اللحظة أنطلقت رصاصة مصوبة
الى صدر محمود لكنها أخطأت واصابت عم بيومى)
التف القاضى والدانى ..وتجمع الناس فى ثوانى
فقد كان مشهد الدماء مثير ومؤلم .. وبسرعة
فائقة هرب الجانى .. فقد تعاقد الأمن مع بلطجى
ومجرم قاتل وانانى فى تصفية جسد محمود
لأن أعتقالة سيسبب وجع ألرأس للحكومة وكلام
تانى هم فى غنى عنة .. فمحمود شهرتة يعرفها
القاصى والدانى .. أمسك محمود بيدة الجرح
الذى ينزف من صدر بيومى .. وجس بيدة الأخرى
النبض .. فما زالت انفاسة متلاحقة .. ونظراتة ..
شاردة يسبح فى ملكوت اللة الشاسعة وعينية
تائهة .. أحضر خليل سيارة أجرة كانت بالمصادفة
تنزل راكبا .. وبسرعة فائقة .. كان بيومى فى
غرفة العناية المركزة .. ويقوم الأطباء بأخراج
الرصاصة التى أستقرت فى عمودة الفقرى ..
أدرك محمود أنة هو المقصود ..فحن جنونة
أن يصاب بريئا بدلة .. وكان حزنة عميقا
وظل يصاحبة حتى أستقرت حالتة وكانت المفاجأة
أحضار طليقتة مع أطفالة الصغار .. اما بيومى
عندما شاهد أطفالة سرت الدماء فى جسدة وكأنها
قد أبت قبل ذلك . ان شحنات الأمل تعطى قوة دفع
هائلة وان ميكانيكية الحياة فى تحركاتها تحتاج
الى وقود ذاتى .. وهى قوة كامنة غير منظورة
وكم بحث عنها الأنسان فى القوة الخارجة التى
تأتى لشخص ضعيف فجأة فيتغلب على ذئب
يريد أفتراس صغيرة .. وقد رأينا الأم التى دافعت
بشراسة عن طفلها وقتلت السلعوة .. فها هو عم
بيومى يأخذ شهيقا وزفيرا وتعود الية الحياة مرة
أخرى .. فما سر الحياة والموت والأنتقال لعالم
آخر..وهكذا أعشوشبت حديقة الحياة مرة أخرى
بعد أن جف زرع ألأمل وتحولت أرض الواقع
الى صحراء جرداء لا زرع ولا ماء ..وهكذا
أمتلأت أرض الحياة بالزرع الأخضر والنخيل
وسرى الماء رقراقا بعد أن توقف عن المسير
وبدأت الحياة تدب فى الجسد النحيل .. فمد بيومى
يدة يلمس أنامل طليقتة بالقد ر الضئيل وسرت
رعشة فى يدة تسير .. ونظر اليها يريد التقبيل
فنظرت الية قائلة : عيب يابيومى انا على ذمة رجل
تانى انت ناسى والا اية ؟! ... نظر اليها فى ..
عتاب طويل .. وقال لها ياأم محمد حا ترجعى لي
تانى .. وكان الموقف المثير .. جعل محمود يهمس
لها قائلا: اعطية الأمل ولو قليل .. انت فى ايديك
العصمة .. ودة ابو عيالك .. خلى قلبك كبير ....
قالت لة : لما تقوم بس بالسلامة .. والتفتت الى
محمود قائلة : دة رجل فقير .. والعيال حتاجة
لفلوس كتير .. قال محمود : سنساعدك بكل ما
تحتاجية .. وانا مسؤل عن كلمتى دى وياريت
تبدأى التفكير .. الموضوع سهل مش كبير ...
انت فى أيديكى العصمة وبأيدك التغيير .....
نظرت الية وقالت : ربنا يعمل اللى فية الخير
ظل اطفالة يقبلونة وينظرون الية لكن لا يعلمون
الا القليل عن هذا التحول فى حياتهم وان ابيهم
لا يراهم الا من بعيد .. ولا يعرفون لهذا سببا فهم
يشاهدون رجلا ضخما فى ملابس ممزقة يحضر
اليهم الحلوى واللعب الكثيرة .. ثم لا يلبث وأن
تشخط فية أمهم وبصوت حاد .. أدخل الحمام
واستحم كويس والبس البجامة دى .............
ويسمعون منة كلمة حاضر نعم .. الا تلك الكلمات
المدوية .. النهاردة غلتك عشرين جنية بس لية
( كانت هناك علامات أستفهام فى حياتهم هم لا
يدركون الحقيقة ) ما سر حواء ولماذا يكتنفها
الغموض .. حتى وان بلغت الخمسين عاما مازال
يحركها ما يحرك غرائز الحيوانات البهومية ..
وتسيطر عليهن شهوة حب المال .. مع أن المال
وسيلة وليس غاية .. اذن يتحرك الأنسان على
صحن أجوف ... وعالم المجهول لهن شىء أخوف)
ويشتد الخوف ولا شىء يمكنة أن يصرف .. لذلك
الأنثى تحب ان تقتنى الذهب .. فهى كم تعرف ..
قيمتة عندما الظروف تنشف ..) نعم فقد ملأت
طليقة بيومى يديها بالحلى الذهبية .. وما جمعتة
من ذهب خلال الثلا ث سنوات كاف .. جعلها
تقطف ثمار زواجها من شحاذ لم ينظف .....
ظل محمود يحلل تركيبة الأنثى .. فالمرأة ..
كتابٌ مغلقٌ لم يفتح .. لا تعرف الا شيئا
واحدا .. أن تحصل على كل ما تستطيع ان
يقطف .. وتمنى محمود ان تعود الحياة
بينهما الى مجاريها وأخذ يفكر كيف هى ستتصرف
.. مضت الساعات مملة كئيبة ومحمود يشعر ..
بالتعاسة والخيبة .. فهو السبب فيما حدث لبيومى
وماذا سيحدث فى المستقبل من كارثة أو مصيبة
وتم نشر القصة فى العد 698 فى المجلة التى ..
يترأسها ووجدت الحادثة صدى كبير فى نفوس
الجميع .. الكل شعر بالكارثة وبكل عمل خطير
وكيف أضحت الدولة فر مأزق كبير .. كيف تتبنى
أعمال القتل والسرقة والنهب والبلطجة شىء مثير
الكل يقرأة ويستعجب عما آل الية الضمير ...
عاد محمود ليمسك بالقلم شىء مؤلم الى صدرة إقتحم
أجزاء قلبة تتناثر كالعدم .. وكأن جبالا على صدرة
من الهم تقم .. وأصبح قلبة كالأشلاء تتبعثر فى
الطرق ..انة أصبح فى دهاليز شىء ضيق أو نفق
والكل فى معترك الحياة يغترف ... واكثرهم يحاول
أن يجرى ويستبق .. لاشىء فى ميزان الحياة يتفق
ومع حرارة الشمس وزيادة العرق .. ركب مجمود
ورجع الى غرفتة .. ينظر الى السماء والأفق ....
وان عدالة السماء لن تنقطع عن البشر اذا ما صدق
وعند الصمت والسكونتتلاشى الأشياء ولا تنطبق ..
وتتوة معالم الحقيقة أو تنزلق .. فى بئر سحيق ..
أو الوقوع فى الشرك ..وتذكر كيف تقوى .....
الأسماء اذا الأنسان نطق بالحقيقة أو صدق
لكن لماذا يخفى الأنسان الحقائق .. وهمس محمود
فى نفسة قائلا : ما الفرق بين سامية ودلال أو عبير
كلهن حالة واحدة من الأسماء يجمعهن الرغبة فى
الحصول على أنفس الأشياء .. ثم همس اما أنا لا
أملك الا الرجاء كان الخيال محركى حين جاء
رسمت على قلبى مصباحا للضياء ..وكان خدك
سرير نومى حينا يأتى الشتاء .. تحركت فى ...
الصحراء والبيداء أرسم خطوطا مابين الرقة والجفاء
وجدت رغبتى العصماء .. تقودنى الى تبادل الاشياء
تحسست أناملك فى المساء ..كانت نقطة مروى ليست
خطوطا مستقيمة بل صورة رسمتها لكِ فى خيالى..
معلقة فى الهواء الفاصل بينها وبينى ذلك النبض ..
القابع فى ولاء ..هنا فى قصر الملكات العشق هناء
وصفاء ..من يلبس هذا التاج أذا شاء .. من يملك
ان يدخل تلك البيداء المقفرة والجدباء كى ..
يصنع تلك الأهواء مملكة مزروعة خضراء
تمتلك الظل اذا شاء .. من منا سافر فى عمر ..
الأبدية .. يتحمل كل الأنواء .. من يصنع مرسى
لشواطىء خيالية تزدهر فيها الأشواق من سن
قوانين كونية تشعر ان الكل أمام القانون سواء
انها نقطة مرور للأضواء .. لاتحتاج الا الى
تنقية وقلب مشتاق .. أتوقف لحظة كى أصنع
هرما يخلدنى لا جسدا يتحول لفناء .. الحياة
دوما تقلقنى وسط الأنواء ... اتوقف منتفضا من الدهشة
اتنفس برئتى هواء ..تتحرك مركبتى الفضائية الآتية من
أعلى سماء .. ماحلم الأنسانية إلا أن يبقى الكل سواء
أن يبقى الكل سواء .........................................
دخل أحمد صائحا أثناء محاولة إبتسام الخروج
من غرفة محمود وقال : ما درتوش محجوب اعتقل
لسة شدينة من ساعة ومركبينة عربية البوكس ....
قال محمود : الزاى دة يحصل دة حتى محجوب ما
بيتكلمش أبدا فى السياسة الزاى يعنى يحصل دة
قال خليل : ما أنت عارف محجوب دماغة ناشفة
وكام مرة قلنا لة ماتطولش دقنك لكن ما بيسمعش
الكلام .. عايزين نشوف حل ربنا يستر ........
قال محمود : أنا ح أتصرف بسرعة لازم نطلعة
قال أحمد : خليك بعيد ياحسن أنت بالذات العين عليك
كل الكلمات المناهضة لنظام الحكم وذم الحكام لتشبسهم
بالسلطة و تقاعسهم عن مساندة الشعب الفلسطينى بل
حصارهم ايضا .. جعلك فى دائرة الشبهات فى أنك
الممول الأول لكل الكلمات والمقالات واعطائها للغير
مع أنها تكتب بأسماء غير معروفة لدى أجهزة الأمن
وصدقنى هم عارفين الحقيقة أبعد أنت بالذات .......
قال خليل : المعتقل مجهول العنوان لايمكن معرفة
مكانة .. وانا عارف انهم وخدينة عشان دقنة ..
لأن كلنا هنا تحت المراقبة ولما حايشطونا يبقى
كلنا مع بعض . . مافيش خيار وفاقوس ...........
نظر الى محمود المتعلقة عينة على تلك الكلمات
( حتى أنتِ ياتوتة ..ياحلمى البعيد .. وآخر ما
دونتة فى النوتة .. كيف أنظر الى الأرض وانتِ
درة .. وياقوتة .. ياحلمى الفريد .. ورواية سطرتها
كحتوتة ... كم كانت تنساب منكِ الكلمات ومن شفاة
بلون الفراولة والتوتة .. كتبت عن الحياة ويداى ..
ممدودة .. وكيف أطلب الآن النجاة بعد أن وجدت
امامى كل الطرق مسدودة .. كتبت عن الوجود ...
والعدم .. كتبت عن السرور والألم .. وعن مشاعر
كانت فى قلبى موجودة .. أم ان الحياة هى رواية
مغلوطة .. وكل ما أراة الوانا كلها سودة وعندما
تنحنى الجباة .. ونشكر اللة .. نشعر بالرضا وبشىء
غامض لا نراة أو بحلقة تبدو مفقودة ... مابين كل
المتناقضات الأبيض والأسود .. الوجود والعدم ..
الجمال والقبح .. السرور والحزن .. الأبعاد الثلاثية
للكون المترامى اللانهائى .. نظرية النسبية والشعاع
الطافى على الكرة الأرضية .. وقوة .. الجاذبية ...
وحلم الأنسانية .. ورحلة الخلود الأبدية .. والدوائر
اللا نهائية على المنحنيات الكونية .. والثقب الأسود
والممر المستقيم بين الجنة والنار .. والقدرة القادرة
الألهية فى أن يبسط اللة كل الكون بيمينة ... وضعف
الأنسان الشديد .. امام فيرس ضئيل وبسيط قد يهدد
كل البشرية .. وقول اللة سبحانة وتعالى مخاطب ..
البشر مامعناة إان أردتم ان تنفذوا من أقطار السماوات
فأنفذوا لكن لن تنفذوا إلا بسلطان وكان الجدال قائما
هل السلطان سلطان العلم أو سلطان الدين .. هل العلم
هو التكنولوجيا فى إرتياد الفضاء .. أم ماجاء فى ..
الأحاديث القدسية إن أطعتنى ياعبدى تكن عبدا ربانيا
بما معناة أن يكن سمعة وبصرة وان يقل للشىء كن
فيكون . . وهناك كم من الأسئلة تدور هل هناك
مخلوقات أخرى فى هذا الكون الرهيب اللانهائى
أما أ ن كل المجرات بأعدادها الهائلة وشموسها
التى لا تحصى تخضع للأرض كمركزا لها ..
وعندما تقوم الساعة .. ننتشر من القبور كالجراد
يدور .. ليلتحق كل منا بعد أن تستقر الأمور ..
فى المجرة التى إما من نار أو نور .. كل
طبق اعمالة وإن المساحات الشاسعة التى ..
يخصها اللة لعبادة الصالحين تتوازى مع كل
هذا الحجم الهائل اللانهائى والتى تكون
نسبة الأرض كنسبة الذرة ألى جبل هائل
مرتفع وكبير ) أن معركة الأنسان مع ..
التفكير تقنعة بالكثير .. وتجعلة يتحمل
كل هذا الشقاء لبنى الأنسان والجهد الكبير
وعندما أستغرق محمود فى تأملاتة دخل
حسين وبصوتة الجهور قائلا : موضوع
الست ذكية وبنتها محاسن لماذا لم تنشرها
فى العدد السابق قال محمود : انا نشرتها
فى العدد اللى قبل دة .. قال أحمد : مش
قصة الست اللى باعت مصوغاتها الدهبية
وعفش بيتها عشان تدخل بنتها الجامعة
والأ سبوع اللى فات .. راحت السوق ..
عشان تبيع هدومها .. فضلت حتى نهاية
السوق مابعتش قطعة واحدة عشان الملابس
قديمة ومقطعة .. قعدت تصرخ وتقول :
بنتى ياناس عندها امتحان فى الكلية ..
وما فيش ولا قرش .. تروح بية للكلية
مافيش ولا قرش للمواصلات ولا حتى
جنية أجيب ليها سندوتش فول ) صح
كدة موضوعها نزل وأحنا أعطناها
اللى فية نصيب عشان تمتحن وربنا
ينجحها .. قال حسين الحمد للة دة انا
أنقذتها على آخر لحظة كانت حاترمى
نفسها تحت عجلات العربية ..........
نزل الجميع الى الشارع ثم دلفوا الى
المقهى الذى تعودوا الجلوس فية ..
وكأنهم فى شبة تجمهر .. جلسوا على
الكراسى يفكرون فى موضوع محجوب
وكيف آل حالة بعد الحادثة التى ألمت
بة والتى تركت أثرا مؤلما ألم بة
ثم هاهو الآن يعتقل وهو مصاب إصابة
خطيرة .. انها كارثة بكل المقاييس ..
وفى غمرة أستغراقهم فى التفكير .. مر
عليهم عم بيومى .. ذلك الرجل البائس
الفقير .. فنادى علية أحمد وقال لة :
ياعم بيومى تعال .. نظر الية بيومى
وتقدم منهم ثم جلس مكتئبا قال لة خليل :
ما لك ياعم ياعم بيومى حزين لية دع
الملك للمالك هي طليقتك مارجعتش ليك تانى
قال بيومى : مش عليزة يابنى عملت المستحيل
قال أحمد : انت غلطان عشان تجيب ليها محلل
فى حد يجيب لمراتة محلل ...
بيومى : الشرع يابنى عايز كدة أعمل أية اصل
دى كانت تالت طلقة ..
خليل : وكان لازم من الطلقة التالتة دى
بيومى : أمر اللة .. ربنا عايز كدة أصل
هي نرفزتنى أنا مرتبى ستة قروش وهى عايزة
عشرة أعمل اية منكدة علي عشتى الفقر السبب
مهو لو .. فية مرتبات عدلة بيدوها للموظفين ما
كانش بيتى أتخرب .. منهم للة الظلمة عشرين
سنة موظف بعزق فى الأرض .. من غير ما
شرط ولا شرط .. وهو انا عايش فى الدنيا
بالطول والعرض .. انا كل اللى تعبنى اولادى
وبناتى اللى عايشين مع رجل غريب زى الشحط
لو سنهم القانونى أكتمل كنت أخدتهم بالقانون ..
محمود : مادام أتجوزت غيرك يبقى القانون فى صفك
ممكن تاخد ولادك منها .. يحسن يبقوا زى شهيرة ..
بيومى: صغار أسيبهم الزاى وأروح الشغل ..
خليل : هو صحيح انك خدت أجازة وفضلت عمل
الشحاتة على اساس انة فية مكسب عن مرتب الوظيفة
بيومى : شافنى المدير المصلحة والتحقيقات راحت
وجت ونسبوا الي الخروج عن المقتضى الوظيفى
انا كنت عايز أحقق دخل يرضيها بس يظهر ان
اللى أتجوزتة صحتة حلوة وكسيب وفضلتة علي .
محمود : يمكن هو اللى مش عايز يطلقها متظلمهاش
بيومى : كلكم عارفين الحكاية هو انتوا منادينلى
عشان تتمهزأوا بي .. ما العصمة فى ايديها وهى
اللى طلبت كدة قالت يحسن ما يطلقنيش لازم تكون
العصمة فى إيدى .. وعشان عبيط .. أهطل زى
ما بتقول .. لكن جتة .. وبنيان قوى .. فحل يعنى
ودة السر فى تمسكها بية .. ما أنا لو كانت هى رجعتلى ..
كنت أستمرت فى الشحاتة وسويت وضعى .. كويس
لكن عنيها زايغة .. ياريت توضحوا .. دة فى المجلة
ما أنتم بتتكلموا فى كل المواضيع .. وخلتونى كدة
أخاف على بنتى لما قريت قصة الطفلة شهيرة
هى واخواتها من الفقر عايشين فى غرفة ..
واحدة مع الأب والأم .. وبيشوفوا كل شىء
بالليل .. الطفلة ماحصلتش تسع سنين وتعلمت
قلة الأدب وبتقلد كل حاجة ومش سايبة الناس
فى حالهم .. طايحة فى خلق اللة مالهاش كاسر
أهلها عارفة وياويلة اللى ينصحهم يودوة فى
داهية .. أكفنا شرهم .. دول ناس أشرار ...
محمود : الفقر بيعمل أكتر من كدة .. بنات
الشوارع .. البنت بتخلف وهى عندها تلتاشر
سنة .. والدولة عارفة كدة كويس أمتى ننطف
ويرتفع مستوى المعيشة والكل يخرج من براثن
الفقر .. اللى ودانا فى داهية .. مصر مش عارف
حاتروح على فين .. نشرنا ميت مرة السلبيات دى
ماحدش بيتحرك ولا بيتكلم .. همهم جمع الملايين
وبعدين يبقى مليارات والشعب بيشحت ضايع
ومتفكك وكتر البلطجية والنصابين والأرهاب
تعبنا من الكلام ما فيش عدالة اجتماعية مافيش
تذويب بين الطبقات .. أجور شهرية تبلغ الملايين
وأخرى ملاليم .. ووسائل الأعلام بتبرز كل دة
عشان استفزار الشعب الفقير اللى مش لاقى حتى
رغيف عيش بظلطة .. ما علش ياعم بيومى
بكرة تتعدل ولعلمك موضوعك وموضوع ذكية
وحتى شهيرة كل دة اتنشر للتوعية أكثر من مرة
طب أرجع لتلاتة شهور فاتوا نشر الموضوع دة
وقلنا ياأهل الخير أتبرعوا من المليارات أو من
الملايين واحد فى المية 1% نعمل قرية نلم
فيها أولاد الشوارع ونعمل مساكن شعبية مش
الأغنياء فى قصور ترمح فيها الخيل والفقراء
فى غرف زى القبور .. مايطيق ريحتها النمور
حرام الصمت .. ثروات مصر بتتنهب للغير ..
واللى يتكلم يعتقل فورا بدون أن يعرف لة
عنوان ..والا قصة محمد وموس الحلاقة ..
من كوارث الزمان اللى نقولة ونعيدة الف
مرة كمان .. عشان يتحرك مسؤل ويحس
بألم الشعب وعشتة فى ذل وهوان .......
( فى هذة اللحظة أنطلقت رصاصة مصوبة
الى صدر محمود لكنها أخطأت واصابت عم بيومى)
التف القاضى والدانى ..وتجمع الناس فى ثوانى
فقد كان مشهد الدماء مثير ومؤلم .. وبسرعة
فائقة هرب الجانى .. فقد تعاقد الأمن مع بلطجى
ومجرم قاتل وانانى فى تصفية جسد محمود
لأن أعتقالة سيسبب وجع ألرأس للحكومة وكلام
تانى هم فى غنى عنة .. فمحمود شهرتة يعرفها
القاصى والدانى .. أمسك محمود بيدة الجرح
الذى ينزف من صدر بيومى .. وجس بيدة الأخرى
النبض .. فما زالت انفاسة متلاحقة .. ونظراتة ..
شاردة يسبح فى ملكوت اللة الشاسعة وعينية
تائهة .. أحضر خليل سيارة أجرة كانت بالمصادفة
تنزل راكبا .. وبسرعة فائقة .. كان بيومى فى
غرفة العناية المركزة .. ويقوم الأطباء بأخراج
الرصاصة التى أستقرت فى عمودة الفقرى ..
أدرك محمود أنة هو المقصود ..فحن جنونة
أن يصاب بريئا بدلة .. وكان حزنة عميقا
وظل يصاحبة حتى أستقرت حالتة وكانت المفاجأة
أحضار طليقتة مع أطفالة الصغار .. اما بيومى
عندما شاهد أطفالة سرت الدماء فى جسدة وكأنها
قد أبت قبل ذلك . ان شحنات الأمل تعطى قوة دفع
هائلة وان ميكانيكية الحياة فى تحركاتها تحتاج
الى وقود ذاتى .. وهى قوة كامنة غير منظورة
وكم بحث عنها الأنسان فى القوة الخارجة التى
تأتى لشخص ضعيف فجأة فيتغلب على ذئب
يريد أفتراس صغيرة .. وقد رأينا الأم التى دافعت
بشراسة عن طفلها وقتلت السلعوة .. فها هو عم
بيومى يأخذ شهيقا وزفيرا وتعود الية الحياة مرة
أخرى .. فما سر الحياة والموت والأنتقال لعالم
آخر..وهكذا أعشوشبت حديقة الحياة مرة أخرى
بعد أن جف زرع ألأمل وتحولت أرض الواقع
الى صحراء جرداء لا زرع ولا ماء ..وهكذا
أمتلأت أرض الحياة بالزرع الأخضر والنخيل
وسرى الماء رقراقا بعد أن توقف عن المسير
وبدأت الحياة تدب فى الجسد النحيل .. فمد بيومى
يدة يلمس أنامل طليقتة بالقد ر الضئيل وسرت
رعشة فى يدة تسير .. ونظر اليها يريد التقبيل
فنظرت الية قائلة : عيب يابيومى انا على ذمة رجل
تانى انت ناسى والا اية ؟! ... نظر اليها فى ..
عتاب طويل .. وقال لها ياأم محمد حا ترجعى لي
تانى .. وكان الموقف المثير .. جعل محمود يهمس
لها قائلا: اعطية الأمل ولو قليل .. انت فى ايديك
العصمة .. ودة ابو عيالك .. خلى قلبك كبير ....
قالت لة : لما تقوم بس بالسلامة .. والتفتت الى
محمود قائلة : دة رجل فقير .. والعيال حتاجة
لفلوس كتير .. قال محمود : سنساعدك بكل ما
تحتاجية .. وانا مسؤل عن كلمتى دى وياريت
تبدأى التفكير .. الموضوع سهل مش كبير ...
انت فى أيديكى العصمة وبأيدك التغيير .....
نظرت الية وقالت : ربنا يعمل اللى فية الخير
ظل اطفالة يقبلونة وينظرون الية لكن لا يعلمون
الا القليل عن هذا التحول فى حياتهم وان ابيهم
لا يراهم الا من بعيد .. ولا يعرفون لهذا سببا فهم
يشاهدون رجلا ضخما فى ملابس ممزقة يحضر
اليهم الحلوى واللعب الكثيرة .. ثم لا يلبث وأن
تشخط فية أمهم وبصوت حاد .. أدخل الحمام
واستحم كويس والبس البجامة دى .............
ويسمعون منة كلمة حاضر نعم .. الا تلك الكلمات
المدوية .. النهاردة غلتك عشرين جنية بس لية
( كانت هناك علامات أستفهام فى حياتهم هم لا
يدركون الحقيقة ) ما سر حواء ولماذا يكتنفها
الغموض .. حتى وان بلغت الخمسين عاما مازال
يحركها ما يحرك غرائز الحيوانات البهومية ..
وتسيطر عليهن شهوة حب المال .. مع أن المال
وسيلة وليس غاية .. اذن يتحرك الأنسان على
صحن أجوف ... وعالم المجهول لهن شىء أخوف)
ويشتد الخوف ولا شىء يمكنة أن يصرف .. لذلك
الأنثى تحب ان تقتنى الذهب .. فهى كم تعرف ..
قيمتة عندما الظروف تنشف ..) نعم فقد ملأت
طليقة بيومى يديها بالحلى الذهبية .. وما جمعتة
من ذهب خلال الثلا ث سنوات كاف .. جعلها
تقطف ثمار زواجها من شحاذ لم ينظف .....
ظل محمود يحلل تركيبة الأنثى .. فالمرأة ..
كتابٌ مغلقٌ لم يفتح .. لا تعرف الا شيئا
واحدا .. أن تحصل على كل ما تستطيع ان
يقطف .. وتمنى محمود ان تعود الحياة
بينهما الى مجاريها وأخذ يفكر كيف هى ستتصرف
.. مضت الساعات مملة كئيبة ومحمود يشعر ..
بالتعاسة والخيبة .. فهو السبب فيما حدث لبيومى
وماذا سيحدث فى المستقبل من كارثة أو مصيبة
وتم نشر القصة فى العد 698 فى المجلة التى ..
يترأسها ووجدت الحادثة صدى كبير فى نفوس
الجميع .. الكل شعر بالكارثة وبكل عمل خطير
وكيف أضحت الدولة فر مأزق كبير .. كيف تتبنى
أعمال القتل والسرقة والنهب والبلطجة شىء مثير
الكل يقرأة ويستعجب عما آل الية الضمير ...
عاد محمود ليمسك بالقلم شىء مؤلم الى صدرة إقتحم
أجزاء قلبة تتناثر كالعدم .. وكأن جبالا على صدرة
من الهم تقم .. وأصبح قلبة كالأشلاء تتبعثر فى
الطرق ..انة أصبح فى دهاليز شىء ضيق أو نفق
والكل فى معترك الحياة يغترف ... واكثرهم يحاول
أن يجرى ويستبق .. لاشىء فى ميزان الحياة يتفق
ومع حرارة الشمس وزيادة العرق .. ركب مجمود
ورجع الى غرفتة .. ينظر الى السماء والأفق ....
وان عدالة السماء لن تنقطع عن البشر اذا ما صدق
وعند الصمت والسكونتتلاشى الأشياء ولا تنطبق ..
وتتوة معالم الحقيقة أو تنزلق .. فى بئر سحيق ..
أو الوقوع فى الشرك ..وتذكر كيف تقوى .....
الأسماء اذا الأنسان نطق بالحقيقة أو صدق
لكن لماذا يخفى الأنسان الحقائق .. وهمس محمود
فى نفسة قائلا : ما الفرق بين سامية ودلال أو عبير
كلهن حالة واحدة من الأسماء يجمعهن الرغبة فى
الحصول على أنفس الأشياء .. ثم همس اما أنا لا
أملك الا الرجاء كان الخيال محركى حين جاء
رسمت على قلبى مصباحا للضياء ..وكان خدك
سرير نومى حينا يأتى الشتاء .. تحركت فى ...
الصحراء والبيداء أرسم خطوطا مابين الرقة والجفاء
وجدت رغبتى العصماء .. تقودنى الى تبادل الاشياء
تحسست أناملك فى المساء ..كانت نقطة مروى ليست
خطوطا مستقيمة بل صورة رسمتها لكِ فى خيالى..
معلقة فى الهواء الفاصل بينها وبينى ذلك النبض ..
القابع فى ولاء ..هنا فى قصر الملكات العشق هناء
وصفاء ..من يلبس هذا التاج أذا شاء .. من يملك
ان يدخل تلك البيداء المقفرة والجدباء كى ..
يصنع تلك الأهواء مملكة مزروعة خضراء
تمتلك الظل اذا شاء .. من منا سافر فى عمر ..
الأبدية .. يتحمل كل الأنواء .. من يصنع مرسى
لشواطىء خيالية تزدهر فيها الأشواق من سن
قوانين كونية تشعر ان الكل أمام القانون سواء
انها نقطة مرور للأضواء .. لاتحتاج الا الى
تنقية وقلب مشتاق .. أتوقف لحظة كى أصنع
هرما يخلدنى لا جسدا يتحول لفناء .. الحياة
دوما تقلقنى وسط الأنواء ... اتوقف منتفضا من الدهشة
اتنفس برئتى هواء ..تتحرك مركبتى الفضائية الآتية من
أعلى سماء .. ماحلم الأنسانية إلا أن يبقى الكل سواء
أن يبقى الكل سواء .........................................
تعليقات
إرسال تعليق