-118- الكثبان الرملية

            -   118-


تنكسر الموجات الصوتية عبر  الأفق  وتتموج  على هيئة كرات

زاجية  تنطبح  على مافوق الطبقات المتأينة  حتى تنطبق  تماما

بما يتفق مع عمليات التخزين القائمة ... وهناك حقائق   علمية

ثابتة  ان المادة لا تفنى ولا تستحدث ولا تنشأ من عدم  وان كل

المكونات الداخلة  تساوى المكونات الناتجة أو  قل  الخارجة ..

يسرى على ذلك الضوء  وان قوانين الضوء بما فيها تساوى

زاوية السقوط مع الأنعكاس .. مثل قوانين الصوت تماما لكن

كل ما استطيع قولة  .. ان ملايين  من الأصوات تخزن   فى

ذاكرة  اللانهائيات الكونية  المترامية الأبعاد  مثلما  تخزن ..

انت الآن  فى ذاكرة الحاسوب الصغير الحجم جدا  جدا  جدا

ملايين الكلمات .. وبما أن قدرة اللة أكبر ولا نهائية  عن ..

قدرة الأنسان أستطيع أن أقول بكل جرأة أن مدخل البشر

الى الجنة والنار .. هو  اللسان .. ثم ما يأتى بة بعد ذلك

من أعمال يحاسب عليها  وحينئذن ترقم الذاكرات ...

هذا بصوت فلان .. وذاك بصوت فلان  وتتجلى ...

عظمة الرحمن .. الذى علمنا  الضئيل مما   عندة

حتى يحاسب الأنسان عما يكتبة  ويكون صادقا ..

تماما تمام.... هكذا  بدأ  محمود يخط  بقلمة  هذا

التبيان  ويصرخ  فى بنى الأنسان .. كفاكم عجزا

كفاكم تقصيرا وبهتان  .. كفاكم تخاذلا  ..وكتمان

ان الساكت عن الحق شيطان أخرس  ..  أخطر

من الكوارث والطوفان .. كانت أمم  تدك وتبيد

بسبب الظلم  والطغيان .. وانتم  الآن عبيد العبيد

تجترون الهوان .. اين عاد  وثامود الذى لم ..

يخلق مثلها فى البلاد ..  كم تهدمت  بسبب ..

الظلم والفساد .. دكها اللة  عليهم وكان اللة

لهم بالمرصاد ..  حملتكم الآن انقاذ محجوب

وهو قابع فى المعتقل يسومونة العذاب ماذا

فعل .. انة  انسان  وقد  كرم اللة  الأنسان ..

كثرت مقالات محمود فى المجلة  .. وبدأ

يزيد من الجرعات عندما لا يجد   صدى

لكلماتة وأستمر لمدة عاميين يناضل ...

ويفلت من أقتناصة .. وأغلقت  المجلة

أكثر من ثلاثة  أعوام أخرى كان محمود

فيها مصابا بطلق نارى  فى كتفة ....

ورغم  انة كان حريصا  الا ينام فى مكان

واحد .. طوال فترة الشحن  .. ولم يظهر

الا عندما  ظهرت جثة  محجوب ....

فقد  صعق بالكهرباء ولم يتحمل التعذيب

فأسلمت روحة للة  .. وصعدت للسماء

كان الحزن باديا على الجميع .. الكل فى

وجوم .. وتحركت الأقلام تكتب  من جديد

لا يهمها القيد أو الحديد  .. وكان منهج التصعيد

قائما .. كان هناك تارا بين الجموع الغاضبة

ورجل الأمن البغيض ..  وتراكمت على مدى

العديد من السنوات .. تستنهض المزيد  من

الثورات  .. للخلاص من هذا النظام الفاسد المميت

نعم مات كثير  من الأحرار  فى مصر وفى ربوع

الوطن العربى العريض .. تتلاقى اسلاك  البرق

تتعانق  تبحث عن ثقف .. وتموج تيارات  تعلو وتشتد

أحزاب تأتى وأحزاب ترتد  والكل سلبي  خائف  ان

ينقض .. كان التراجع  غالبا  عندما  يشتد المد  وكان

الموقف مائعا  عندما كلاب الشرطة تنبح فى جد ..

لماذا هذا التخاذل والتراجع ..  فى الرد .. الشعب

يئن ويجوع  .. وثروات مصر تنهب ليس  للكل لكن

للفرد  .. فئة قليلة تستولى على مقدرات شعب ممتد

وتتزاوج السلطة مع رجال الأعمال لتشتد .. تلك هى

مؤامرة على الشعب لينهد .. ويظل يعانى  الجوع

والفقر ويمد اليد .. بيومى  وعبد النبى والكثير الكثير

مالهم  عد  .. كم دمرت  بيوتهم من الفقر ومن القحط

والتفكك الأسرى يقوى ويشتد .. والأنحلال يبدو  واضحا

فى الأسر ساكنة الغرفة الواحدة والكثيرة العدد  والعد ..

ماذا  يحدث فى الغد  لهؤلاء الأطفال التى نظراتهم فى

الليل تمتد .. لترى ما يحدث بين الأب والأم  .. شهيرة

طفلة أنحرفت ولم تتجاوز التاسعة فى العد .. وكم قصص

كتبت عن أولاد الشوارع ترتد ..  الكل اصابة  الصمت

من يملك أن يغير شعبا  أصبح كالعبد .. من يستطع ان

يوقد شمعة لتضىء  طريقا للود ..  حتى الأقرباء  فى

طول البلاد  وفى العرض ..  لا أحد يسأل عن قريب

لة خوفا  من شىء  يكلفة   جنيها  أو  مد  ..  الكل  وصل

الى مرحلة السلبية  واللامبلاة  وأشد  . (طرق على الباب )

ودخلت انعام  وهى تتمايل  فى خطى رشيقة  تعانق النور

وتحمل باقة من الزهور ..  وتقدمت   الى محمود   قائلة:

كل شىء  بدونك أصبح جمود  ..أتمنى تقوم بالسلامة ..

انا شايفة  صحتك زى الفل

محمود: الحمد للة .. شكرا على  الورد  وذاك العود ...

انعام :  انا أحضرت عشان أسمعك  كلماتى  وأسرى عنك

محمود : ياريت انا  محتاج  حد  يطلعنى من الأكتئاب دة

( امسكت  انعام  العود  وبصوت عذب مشهودا لة  قالت:

يللى بكايا   صداة   مسموع   ..  ومخدتى   ....     مليانة   دموع


حل الضلام ومالقتش شموع ..  وسمعت الكلام اللى بات موجوع

مش حابكى على اللى راح  ..   مش حاأزرف   أى....     دموع

           مش حاأقضى ايام وسنين موجوع

ولا حاابكى على اللى راح  ..   بعد مازاد      ....      ..  الجراح

لكن حا ابكى عليك ياقلبى  ..   يللى  ما فى يوم   ...       ارتاح

وحواليك شموع  وافراح  ..  ودورت فى الدنيا انى الاقى شموع

وتحسست قلبى  الموجوع   بان غدر الزمان عليك  ... ..  واللوم

مواكب الايام    سايرة        وخدانا    جاية     ......      ورايحة

ومشيت  وسط  الزفة         استنى     ليالى    ........     الفرحة

         يللى   بكايا  صداة     ...   مسموع

        ومخدتى غرقانة      ....      دموع

   -------------------------------------------------

كان الصوت ينبعث  رائعا  عذبا  يجلجل  فى الافق  ..  وقام محمود

من مجلسة  ليمسك  بالعود قائلا  :

لا تقلقى  لا تقلقى     لا تقلقى    ان زال صمتك   فانطقى

لعب الهوى سكن    الهوى       هذا  فؤادى  ...       فثقى

من قال    عني      انني        ما خنت عهدى     فصدقى

هذا  فؤادى   ..   يلتقى         ايامى  أرجو    ..    تشفقى

ان ضاع  منى معالمى          بعد   الهروب   ..  سنلتقى

وان غبت يوما  توقعى        هذا     اللقاء   ..      ترفقى

ان الحياة  ...  تقلبا             زحف  المشيب      بمفرقى

  --------------------------------

(  طرق آخر على الباب  )

دخلت  دلال بقامتها  الممشوقة  وجمالها الساحر.. ترتدى الثوب

الحداد الأسود .. فيرسم لوحة جميلة لبدر يطل فى ليلة   ظلماء ..

ودخلت فى خطى رشيقة  وئيدة  تعبر عن ثقتها بنفسها  بحلاء

لكن حزنها كان ينبعث من عينيها الساحرتين التى تعبران عن

الكلام  ..  وجلست واثقة  دون استئذان قائلة  :  أهذا المغنى

والطرب  عندكم  هنا ..  الحقيقة انا حضرت ومعى رسالة مغلقة

من الأمانة الا أفتحها لأنها تخصك وحدك  من (مايرا )  ....

انعام : من مايرا  أسم غريب علينا 

محمود  :  تلميذتى أمها اسبانية وابوها مهندس مصرى يعمل

فى مصلحة الطرق والكبارى ..  ثرى فيما يبدو  ..  وكانت 

طالبة  متفوقة وذكية  وجميلة جدا .

دلال :  انا عارفة  كل أخبارك  يانمس ..

انعام :  محمود  بقى غلبان غلبان قوى  لا حول ولاقوة لة .

دلال :  عشان كدة أنت موجودة عندة النهاردة .

انعام :  زيارة المريض واجبة ثم ان المجلة بدونة لا تسوى 

دلال : انا عارفة كدة كويس وفاهمة .. ربنا يسترها معاة 

(  دخل  خليل  .. بعد ان طرق الباب طرقا خفيفا  ) ..

مفاجأة  كبيرة  وجود توأمين الجمال فى مصر هنا

دلال : ما تبالغش قوى  

خليل : انا حااعمل لكم الشاى   .. دلوقتى عشان القاعدة تحلى

انعام : لأ  انا أتأخرت  حا أمشى  

دلال : وانا كمان .

خليل : هو   لو جة الشياطيين أنصرفت الملايكة

دلال : ماتفهمهاش كدة بالظبط  انا جت لرسالة 
  ------------------------- 

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة