-29- الكثبان الرملية

     -  29-

انبلج الصبح عن يوم مشرق وضاء

وجاء محمود  بكل ما كتب فى ذاك المساء

كانت المذكرات التى كتبت بأسماء الأدباء

تقطر الما وشقاء .. بعضها يسرد معاناتة

وآلمة  . . وكان سكان السطوح  البؤساء

يسطرون حكاياتهم بروية وانتقاء وكانت ..

هناك نقطة التقاء بينهم ومساحات فضاء

الكل عبر عنها بصراحة ونقاء  وتجمعت

أشياء وتوحدت  أشياء والكل ينظر بمنظار

الأمل والرجاء ..وهاهنا  تبدأ لملمة  الأجزاء

أنها فسحة زمن يملكها الأقوياء ... وكانت ..

اللحظة المواتية لجذب الأنتباة ماقدمتة دلال

من بؤس وعناء فقالت فى مذكراتها ما جاء:

تركت قلمى يأخذ مدادة من دمى  لأكتب عن

المى وهمى  كل هذة الذكريات ..  لقد  طردتنى

أمرأة خالى فى ذلك اليوم المشئوم وأصرت ..

على أن أقوم بحمل ملابسى كى لا أعود  مرة

أخرى  الى بيتها وتقوم هى بترتيب  مفهوم ..

ومخطط لة  اِننى هربت من البيت بمحض  ..

ارادتى ..وتخطيط معلوم ..  كنت أرقب بيت

خالى عن كثب .. وانتظر قدومة وانا أشعر

بالتعب .. وهطلت الأمطار علي  وارتدت

السحب .. وبدأ البرق والرعد يلمح بالغضب

ملابسى بللت  والبرد يعتصرنى ولم أقو  على

الهرب .. تسلقت الى السطوح محتمية فى الحطب

فوجدت ثعبانا  منى  يقترب  .. صرخت بأعلى

صوتى . تى بح وذهب .. وتقدمت منى أمرأة

خالى تريد كي باللهب .. ويا للعجب كان

الثعبان أرحم منها  وأنسحب ..  وأخرجتنى

الى الشارع أعدوا   خائفة  مذعورة  أنتحب

لم أجد مأوى يأوينى  الا هذا  الجدار الرطب

تلقفنى رجلا مسنا وسأل عن السبب ولما علم

بحالى أخذنى الى بيتة  دثرنى واعطانى

ثياب زوجتة  ذات الوجة المكتئب .. التى

صرخت  وقالت كيف تضع البنزين

بجوار اللهب .. ابنك فى كلية الهندسة

والأمتحان يقترب .. والصبية مليحة

مهما كانت تملك من خلق وأدب .. لا

أطردها فورا  وبدون سبب .. فأقسم

أن تبقى  حتى  تجد المأوى  والسكن

وقال:  حرام عليكِ ماذا قدمت فى دنياكِ


حرام حرام .. الدنيا فيها أية ياللعجب؟!


كان وائل شابا ذكيا متفوقا  .. لكن دلال


بصوتها الناعم وسحرها القائم  وجمال


طاغى ..  جعلة يتقلب بين كتبة وهو


يهمس  قائلا:  ياهذا الجمال  اذاك مسكنك


اآمنت بدلال  حين أقمت معبدك  .. كانت ..


لبناتة من جمرة  وجنتك .. كيف السبيل


الى الوصال وان   لا أحظو   بطلعتك


كانت الأيام تمر  .. مرا ولا مفر  من


طرد دلال بعد اِنشغالة بها  وتقصيرا



طال  همتة  فلم يتفوق كما قال والدة



وتنبأت أمة  فى الحال ان الصبية لها

سحرا لا يقاوم  وقد طال أبنها ..  ...

وخرجت  دلال  معصوفة القلب

محطمة الفؤاد  وليس لها  ذنب فيما

حدث  .. فلعنت نفسها  وجمالها ..

ووضعت  مسححوقا داكنا  كى

يخفى جمالها  كما شوهت معالم

جمالها بالأصباغ القاتمة بحيث

تبدو منفرة  لاينظر اليها   رجل

مهما كان .. وحشرت جسدها

بكل الخلجات والملابس التى معها

كى تخفى تناسق جسدها الرائع الممشوق

وتظهر شيئا آخر ...  كانت تلثم  الأرض

بحثا عن غذاء  تقتات منة بعد ان نفذت

النقود التى أصر الرجل الطيب ان تكون

معها .. الوقت يمر ببطء  ولاعمل ...

والبلطجية فى الشوارع لايهمهم أى

شىء فقد ساقوها وقيدوها  وكم نالت

من العذاب .. وبأصرار عنيد  قاومت

وتخطت .. ونجحت فى الحفاظ على نفسها

حتى وجدت أعلانا  كتب علية : مطلوب


عاملة لفندق  ..  وكم عانت تحت ظروف


القهر القاهر ..  كل الألم فى مسح الحمامات


وتنظيفها وغسل الصحون والأطباق والأوانى


ومسح ورش الطرق والغرف والحجرات ..


كان الفندق متواضعا لا يرقى الى نجوم ..


فى حي شعبى .. فقير  ..  يرتادة  الفقير



وكان الحمل عليها ثقيلا  فقد كانت دلال 


مكلفة بأعمال كثيرة  لايقو على عملها



الغير ..  وكانت  دائما كما يقولون  :




مليحة  تسلب العقل والخيال  وأحداث



أخرى طوال  ..  لكنها سردت بأختصار لكن

ليست كما يجب ...كان شيئا ما يطل من عينيها

الساحرتين . وشعاعا مضيئا من وجنتيها  وبعد

يوم  تعب  وجهد وعرق .. أرادت أن تستحم

وترتدى ملابسها الجيدة فقد اِطمأنت  بعض

الشىء لكن فى الحقيقة كان حمدان صاحب

البنسيون يرقبها عن كثب ويخمن أن ورائها

شيئا كبيرا  ..أتكون صحفية تبحث عن موضوع

تكتبة أم تختفى وراء جريمة اِرتكبتها  ..  وكم من

محاولات يتصنعها لمعرفة أمرها  فلم يفلح كان فى

غموضها   ماجعلة يتعقبها  ولهول ما رأى عندما

أبصرها تستحم وهى كاللؤلؤة المضاءة  فى الظلام

أقتحم عليها الباب عنوة .. ودفعة بقوة  ورغبة ..

لم تستطع أن تردة  ألا بضربة بقطعة  حديد حادة

وهكذا تقول : وسأستكمل قصتى فى الندوة القادمة

  -----------------------------------

مضت الأيام  ترسم  على الأفق كل

معان للأحلام  ..  وقد أستقبل الجميع

مراسم الأعلان  عن ميلاد  مجلة :

وكتب أحمد  عن أحاسيسة تجاة دلال

وقال:  ملائكية الوجة لا ترحلى

ملائكية الوجة لا  ترحلى

وبث غرامك عن كاهلى

فقد عهدتك تغدى فى ساحلى

وقد وجدتك فيضا ياقرتى

فذيبى مياهك  واستغفرى

فمهلا يفيض فى منهلى

ملائكية الوجة لا ترحلى

كما  كتب خليل لدلال :

ياسفينى وشراعى المبحرا

ياأنينى  ودموعى الممطرة

ياحبيبى كيف فى حبك أرى

كل نبض فى فؤادى ياترى

كيف تمضى حياتى مزهرة

ان حبى لا يقاس على المدى

من رحيق الزهر أو حلو الندى

من عبيق الورد أو ضوء السنى

كيف قلبى أسلم  باليدى ....

كل بالمحبة    اِكتسى ...

   -------------

قرأت دلال مجموعة الأشعار

التى كتبت وعلمت أن الكل

يبها يعشقها وكم كانت سعيدة

بذلك رغم الخوف الذى يكتنفها

من أن يتصارع الجميع عليها

وتكون النتيجة سوءا أن تفقد الجميع

كان عليها أن توازن مشاعرها  نحو

الجميع وتوزع ابتسامتها على  الكل

حتى تحقق التكافؤ  دون  أن  تحطم

قلب أحد  لكن كانت مشاعرها تتجة

أكثر الى محجوب بحكم ماقدمة لها

من عمل يصون كرامتها  وعزها

وأمنها ..  ولكنها كانت تتحكم  فى

مشاعرها جيدا ..وصاغت لنفسها

وضعا جديدا .. يساعدها على التألق

وقد أنضمت انعام  الى الندوة وقدمت

نبضاتها  من خلال ماكتبتة فىمذكراتها

فقرأتها على دلال  وقالت:  رحل أبى

الكريم  واضرت أمى الى التخديم فى

منزل رجل ثرى يقيم  فى عزبتة  الواسعة

عاملنى بلطف ورقة  وكانت أمى ذات جمال

أثير أستحوذ على قلب الرجل الرحيم فتزوجها

حتى تضمن لى العيش الكريم .. لكن لم يمهلها

القدر .. توفيت فى ريعان شبابها ورحلت  عنى

وصرت أقيم وحدى فى هذا البيت الكبير  ..

ينتابنى الرعب لأتساعة  وخلو  الجميع منة

وبعد أن أشتد  عودى ونمى أملودى وسرت

الأنوثة فى جسدى ..  ظل هذا الرجل يترقبنى

دون علمى .. فقد كان لى بمثل أبى  لا  اُ فكر

فى شىء من هذا القبيل .. وتعود هذا الرجل

أن يقيم معى فى البيت الكبير .. وأستمرأ ..

هذا  فلم يعد يفارقة  يقدم لى الكثير  وانا ..

أشعر بأمتنان وتقدير ولم أدرك ما تخبئة

المقادير .. كان يقوم بتغطيتى من البرد

حتى كبرت وشعرت بشىء  يشد  وثاق

صدرى ويجعلها نافرة  فكنت أغلق علي

الباب خوفا من اللائمة  وذات صيف حار

داعب الهواء قميص نومى وتطايرت ..

حناياة وظهرت ساقى واردافى  تتلألأ

كالعاج دون أن أدرى أنة يراقبنى  من

فترة ..وفى هذة المرة أقتحم علي الباب

يريد أن يراودنى فكانت صدمة  حدباء

جعلتنى أترنح بصوت عال :  أنت أبى

بحق اللة أنت كيف تجرأ على  هذة ..

الفعلة الشنعاء .. أترك أمرى  .. كل ما

تقوم بة هراء لا يجدى .. وعلمت فى الخفاء

أن تلك الخادمة اللعينة أستطاعت تشوية

صورتى .. وتذكرت قولها : أنت يابنتى

كبرتِ  .. وكم من عريس قدمتة  الي وانا

رفضتة  .. وبكل الحاح عزمت على شىء

ما .. فقد أنتفضت ذات مرة أثر اِحساسى

بشىء ما يقترب منى .. وسمعت صدى وقع

خطوات أرهبتنى وعشت بعدها فى فزع وجزع

وخوف دائم حتى وجدت هذة الصور التى مع

من أعتبرة  أبى : وهو يصرخ في قائلا : أحرام

علي وحلال علية .. وفهمت ما دستة فى الخفاء

هذة الخادمة اللعينة .. وقلت لة واللة هذا كذب وافتراء


فقال بلهجة حادة : الصورة لا تكذب وأدركت ان

لولا رعاية اللة لوضعت هذة الخادم مخدرا

فى الشاى الذى تناولتة منها بعد الحاح ولم

أكن أدرى كيف يصل بها التفكير الى الأنحدار

تركنى هذا الرجل وقال: انا أولى من الآخرين

وعليك الأختيارؤ اِ ما عطفى ورعايتى  وحبى

أو طردك من هذا النعيم  .. فقلت لة بعينين

دامعتين ليس لى مأوى ولا بيت ولا سكن

ولا أهل ولا أصدقاء .. فكيف تتركنى للدمار

قال بحدة : أنت ترفصين النعمة وعليك يوما

واحدا للأختيار..  فقلت لة والحسرة  تملأنى

أتجوزنى أذن  .. مادمت مش أبى قال وهو

يبتعد ماينفعش .. ماينفعش .. ليس أمامك..

سوى يوم واحد للأختيار والا  فمصيرك

الشارع .. قالت لة أستحلفك بأمى .. فقال

لها أمك السبب فى أن زواجنا لا يصح

هل فهمت ..قالت لة  والدموع تزرف

من عينها ..  انا أبنتك أذن فأحمينى ..

كان قد بعد تماما .. ولم تجد   حلا ..

الى مغادرة البيت والشارع والعزبة

والمدينة بل المحافظة كلها .. وتركت

لة خطابا مقتضبا تقول فية : يامن

كنت اناديك بأبى اِنى راحلة وربما

سأذهب بعيدا بغيدا ولن ترانى لكنى أريد

أن أقول لك الحقيقة كاملة فى كلمة أنا لم أقترف

ذنبا أو اِثما أنا طاهرة  كقطرات الندى فى

أنقى صبا ح .. واشكرك على ماأويتنى وأطعمتنى

جزاك اللة كل خير ونلت الثواب . والسلام

        ابنتك أو مثل ابنتك  الطاهرة  انعام..







تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة