--53- الكثبان الرملية-

            -53-

الشىء الأكثر أهمية أن يجد المرء بصيص

ضوء  أو شعاع  خارج النفق .. قد  يكون

دافعا  الى بذل مزيدا من الجهد  للخروج

من النفق .. والتشبث بالأمل .. كانت عبير

هى بمثابة الأمل ا لكبير   الذى تعلق بة

كثيرا .. وعندما  حضرت الية بسيارتها

الأنيقة الفاخرة  وحضرت الندوة معة ..

وقع السحر فى نفوس الجميع .. وكم

جعلت دلال تنبهر  أكثر  بمحمود

بعد ان كان يصب  اهتمامها  الأول  فى محجوب

وصاحب العمل .. كانت تبحث ولكن فى   حياء

تام  عمن سيكون شريك حياتها  ورفيق كفاحها

فى درب الحياة .. واصبح  محمود  محاطا  ..

باِهتمامات كل الأخريات ..  ماجدة .. وعلياء

وعبير .. ودلال .. وكأنة  متوج ملكا  على

قلوب الفاتنات .. لكنة الآن  لا يشغلة الا

عبيرا .. تلك الفتاة  الحسناء  التى  استطاعت

ان تثبت  لة  اخلاص بنات  حواء وانهن ..

جديرات بالحب والأحترام .. وبعد   ان

أدرك انهن  ليس من عينات   شربات

وظل  يفكر كيف يمكن لة من تدبير ..

نفقات وتكاليف الزواج .. ورغم  عرض

عبير السخى علية بالمال .. الا انة  قال:

لا بد أن تكون البداية  منى  حتى أكون

جديرا بك ..  مهما كنت سألقى من أهوال

وصعوبات ..

كان الفجر  يطل على الأفق  بشاعة القانى

قبل ان ينبلج الصبح ويرسل بشعاعة الفضى

فى الأرجاء .. واثناء  تصفحة الرسائل التى

يود  نشرها  فى المجلة كانت هذة الرسالة  :

أختى  العزيزة الفاضلة /  علية 

     سلام اللة عليك  وبركاتة .. ادام اللة

عليك صحتك  وعلى أولادك وبناتك خيراً ..

لقد  أجهدتك  كثيرا  يا أختى  وجعلتك

تحملين هماً فوق همك ..  كنت تمديننى

بالطاقة اللازمة للأستمرار  فى مقاومة هذا

الفقر الذى ينهش فى جسدى .. وقفت ..

سنوات طوال .. حتى أصابك  الملل

والأنهيار .. كيف تساندين   أخاً  قد

ضاقت ظروفة فى كل الليل و النهار .. وكان

ردك  .. لة هو كل هذا الأعتبار   تجاهلة


  دون مناقشة أو  حوار .. لكن كان

بداخلة   يكوى ويحرق قلبة بالنار  كيف ..

أن  أرى أختى  والتى دمها  يجرى

فى دمى .. ورضعنا من لبن واحد

وثدى واحد .. وتفضلين الأنتظار

عن قدومى لك الى الدار  ..  نعم

فهمت ذلك  بنفسى من كثرة التكرار

وتحاملت على نفسك  مشقة المشوار

.. كيف أدخل عليك الدار ..  خاويا

كالقفار .. والذنب ليس ذنبى  لكل

هذا  الأحتقار ..  فالدهر  كم دوار

ولكن قسوتة  كانت علي باستمرار ..

وانا لم أحضر مادد   يدى  لكن

الشوق اليك كم كان جبار ..  انا  لم

اعلق على ما .. مضى  ولم أحتار فأنا

أحضر  على سجيتى ... ولم أختار

الشوق لكنة هو الذى  .. يشدنى باِستمرار ..

لكن هذة  المرة الأخيرة  التى

تركتِ لي  أنتِ فيها الدار .. أو ربما  كنت

 تقفين ..  خلف الستار ..ترفضين  لقائى

الحار  من هنا أقول لكِ  صدقينى

ما قدمت أنا ..  لصدقة .. ولا مال

ولا قنطار .. كنت أستودعك  قبل

الترحال .. ولو أعلم أنك أنتِ لا

تتحملين رؤيتى مرتين كل عام

وعلى سنة من المدار ماجئت

اليكِ و مهما شدنى الشوق بحصار

أختى العزيزة (  علية  ) ..

أقولها..  بصدق  لو كل كنوز الدنيا  (  دي)

عمرها  ماترد لي اِعتبار .. ولو كتبت لك

مئة صفحة أو هطلت أمطار .. لم تستطع

ان تغسل ما  ألم بي   من قسوة وعار   لقلب ..

قاسٍ   جبار .. كانت تكفى كلمة  حلوة منكِ أو بسمة

صافية هل يلعب الزمن فى القلوب .. ليملكها

باِقتدار..  هل يستطيع ان يقسو   على

القلوب ويحولها  الى دمار .. هل يسرى

فى العروق  ويحول العلاقة الحميمة الى

استهتار ..  ورحلة الحياة قصيرة بلا

اوتار  .. هل  تتذكرين وانت صغيرة

كيف كنا نلعب فى النهار .. واحلام  كثيرة

تداعبنا باستمرار ..  حتى كبرنا  وصار

حلمى  أن نداوم الأتصال ..  وبعد  وفاة

اُمى الحبيبة كانت  أرق قلب  وأطيبة  كانت السند

لى والمعينة باِستمرار   أشكو اليها همى المثار ..

وما .. نالنى من عثار .. كانت تضمد  جرحى

وتمنحنى  انتصار .. حتى فى كل الشدائد

كانت لي النهار ..و الحقيقة من خلفت أمى

أختى ألاكبر منك مباشرة  لم تسأم منى لم

تولي الأدبار  ..لم تدر وجهها عنى أو ..

تستدار .. ولم تقدم لي يوما  أى  أعذار

رغم ما تعرضت  بسببى من ألم وحصار

كانت كالجبل العاتى القابع اِصرار  كانت

كالطود  الأشم  دائما فى اِذدهار  .. اخيرا

ياأختى العزيزة (  عالية )  انا وصلت الى

مرحلة انكسار .. وكل شىء حولى تكسر

حتى ساقي التى اكمل بها المشوار ..  لم

تعد  ساقا ولا رجلا ولا قدما  ستتمكن   من

الحضور اليك  بعد هذا  الأعتذار .. فأنت

تتملكين  سيارة .. فاخرة  وقدرة واقتدار

ان  فان تودين  زيارة أخيكى المريض فهو  فى

انتظار يرحب بك فى الليل والنهار .. واعذرينى

وان كثرت منى الأعذار .. وسامحينى وانا كم

أطلب من اللة الأستغفار .. ويقينى  انني  لو

كنت ثريا أوغنيا أو أملك  عقار .. لما ترددت

فى الأنفاق  بكل  هذا على  ودى وكل .. اتصال

واخيرا  سلام اللة عليك يا أختى  الحبيبة

التى كم تحملتِ بسببى  كل العناء وكل الحوار .

                           اخيكى المخلص ( قاسم )

 اعاد محمود  قراءة الرسالة مرة  أخرى

واستطرد فى نفسة  قائلا : انها رسالة عتاب

رقيقة من أخ الى أختة  .. فهى كم تساعدة

كلما أتى اليها .. وهو يحترق دوما  لهذة

المساعدة ويشعر بعجزة الدائم فى كل مرة

عندما كانت أمة على قيد الحياة كان يشكو اليها

همومة وكأنة يشكو الى نفسة اما  الآن  فهو كم

يتألم من الداخل كثيرا دون أن يفضفض لأحد

.. أختة هذة شعرت بة لكنها تستاء لدخولة ..

عليها  خاويا دون أن يحمل شيئا  وهو لا ..

يملك شيئا .. يقدمة  اليها  الا أشواقة  التى

تظهرة أمام ولادها  بالعجز .. ماذا  يفعل

أذن ؟  هل ينتظر قدومها فى مكان آخر لرؤيتة

وفى آخر مرة  حاولت الا تودعة عند الرحيل

هل لم تعد الآن تكترث حتى برؤيتة ..  وأمسك

محمود بالقلم ليختصر الرسالة كالآتى :

اختى الكريمة (علياء)

      تحية  واعتذار  .   ... ياملكة الديار

      جئت اليك  والشوق يشدنى  كالنهار

      وانا لم أملك للشوق ان أقدم اعتذار

     فلا مال  جئت من أجلة ولا نضار

    انة الدم الذى فى عروقنا  ..  يدار

    ام انة   قد   كف  يوما  عن المسار

    كان أستقبالك الأخير لى ليس بحار

   بل حاولت  ان تبقين  خلف الستار

    لقد  مللتِ منى  وكان لك   الخيار

  سلام يامكنت لي  أحن  من  الجار

 والسلام  أخيكى  (  عبد  الستار   )
  -----------------------


   لا كنوز الدنيا ترد   لي  الأعتبار



تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة