-80- الكثبان الرملية - رواية تجهيزية للأعداد

              -80--

تسلقت الأيام  سلم الزمن  وأخذت تلقى بالآلام وبالمحن

وترتب لأحداث أخرى كانت ترتكن على  ركائز أخرى

من يدفع الثمن ..وتلك غلالات تفرضها  مجريات الأمور

فتملأ الصدر  بالحزن والشجن . ومهما تسطر  الرويات

لا تستطيع أن تواكب  قلبا قد أنكسر  وتلك  علامات  لا

يعرفها الا صاحب القلب المنتصر .. على أى  حال فقد

مضى محمود يشد الرحال عائدا  الى مدرستة الخاصة

ومجلتة الغراء  كى ينال نصيبة من المال  .. وأخذ يفكر

فى دلال  وما آل  بة الحال بعد  أن صبر  أيعود   الى

شروق ويلقى بطموحاتة  فى النهر .. أم يقاوم    هذا ..

الجمود الذى جعلة يحتضر  .. ماقيمة الحياة إن   لم

يأخذ منها العبر ..  وهل ماتم يعتبر  زواج أم  أنة لعب

على الورق .. واقتنع  انة من صنع الخيال ولا شىء

يلزمة بما أتفق .. لكن أتت  على القلوب  بوابل الألم  ولم

تدرك معنى للسقم ... وفى لحظة شرود  وانتباة  وجد

امامة ماجدة  تقرع  باب الغرفة بنهم ... وقالت بلهفة

عندما فتح لها الباب .. وباديا على وجهة الحزن ...

أتفضلى يا ماجدة .. خير .. قالت لة وحشتنى  قوى ..

وكمان فى موضوع  عايز آخذ رأيك  فية  قال: نعم

ماهو  .. قالت : انا  عايزة الأستاذ  عطية يلحن لى

هذة الأغنية  أريد  أن يسمعنى الناس .. وممكن نطبع

نسخ نوزعها .. وانا باستشيرك أنت بالذات لما لك  من

حس واحساس وتقدر  مدى النجا ح  من عدمة فى هذا

المجال  وقال : ماهى هذة الأغنية  قالت : عودة القلب

     عودى  الي  عودى    فقد..   مللت قيودى

     والصبر بي   طال    حتى  سقاة  شرودى

    كتبت أحلى   مقال    كانت حروفة شهودى

    وسمعت قلبى قال   ملك     الهوى   عودى

   وطاف بي   خيال   كانت نهايتة    صدودى

   ارجع ياحب اتقال   واتلحن    على   عودى

   وحسيت بكل جمال  على    ضفاف  خلودى

  دقت قلوب فى الحال  واتغنت كدة  بوجودى

  يادنيا  هَمّي     انشال  وانت بعطائك  جودى

   ما عادش  فية مرسال انا  ما اخطى حدودى
    -------------------------------------------
قال محمود  شىء جميل .. لكن  فية  الكتير  من

الأسهاب لكن مع ذلك الكلمات معبرة وتحتاج..

لبعض التنقيح ..  وهة مهمة لجنة  الأستماع ..


قالت :  المهم عندى  أنت  قال : لية  انا بالذات


هناك أسن منى ادراجا  وفهما .. قالت بابتسامة :


انت بس اللى تهمنى  يعنى  مش فاهم  من زمان


وانا عايزة أفهمك .. لكن زى ماقالوا أنت  بتاع


بنات .. والحقيقة انا بحب النوع دة من الرجال..

قال : وماهمك اللى انشال  هو انت عندك  هم ..

قالت : البنات اللى كانوا على قلبك  آخرهم دلال

قال : ماعدش الا شروق .. قالت : شروق مين دى

قال: ماتشغليش نفسك .. أقصد  شروق  الشمس ..

قالت  : انا أصل فهمت حاجة تانية جو  يعنى ..

قال  :  المهم انك  فهمتى  وخلاص 

وبدأت ماجد ة  تقترب من محمود وتتودد  وكلما

بعد  عنها  تقترب منة أكثر .. حتى لاحظ   الجميع

ذلك وبدأت التعليقات  تلوح فى الأفق  .. ومضت

الأيام تجرى بحلوها ومرها  .. مرة  تتسارع ومرات

تبطىء .. مرة تعلو  ومرة  تدنو  .. وتتغير  الأحوال

حتى أتى عبد النبى وفى يدة نسخة من  مجلة  أحلام

تعرف  علية وقرأ  أفكارة .. وما الدافع لإ صدار ها

فقال بصراحة خضت  تجربة مريرة وأستمرأت فيها

المرأة كتاب مغلق .. وأردت أن  أفتحة  .. وجاءتنى

الأشارة بذلك صدفة .. تكلم عبد النبى بشجاعة  ....

ووقاحة ولم يكن  هناك  شىء  يبكى علية ...  فهو

مؤمن بالعالم الخفى أو السفلى وقرأ  كتب السحر

والشعوذة وتبحر فيها ..  ثم خرج بنسختة  احلام

مليئة بالخرافات وبالجان .. وتحمل صورا   كم

هى موحشة .. ويعرض على  محمود  ان يلحقها

بمجلة شموع ..  رفض محمود  هذة  الخزعبلات

وحاول قراءة  ما بداخل عبد النبى  من تهيؤات ..

ومرت شهور وايام  .. ومازال عبد النبى  يلح

فى تبنى فكرتة عالم الجن والأشباح   ويحكى

حكايتة ..  وكان يأتى بأوزان صحيحة   من ..

الشعر ..  ليست من قريحتة  كما يقول  ولكن

من تفعيلات  تصنع لة  لكى يتحدى  بها من

يرفض عبقريتة  فكانت اللجنة تنشر   منها ..

ما يلائم القراء وكان يستعرض  قدراتة على

شرح التفغعيلات المختلفة المفردة منها مثل


البحر المتقار فعولن .. او المتارك فاعلن ..

والهزج مفاعيلن .. والجز  مستفعلن  ..  وكذا

الرمل  فاعلاتن  .. والوافر مفاعاتن .. وينتقل

الى البحر الكامل متفاعلن .. ويبدى استعدادة

لعمل ندوات يشرح فيها باقى البحور واحيانا

يدخل على البحور .. المكونة من تقعيلتين ..

البحر الطويل (  فعولن مفاعيلن) مكررة مرتين

والبسيط  ( مستفعلن  فاعلن )  ويدخل فى المقتضب

(مستفعلن فاعلاتن ) والمجتث والمضارع ثم يدخل

فى البحور ذات الثلاث تفعيلات مثل المنسرح ( ..

مستفعلن .. مفعولات.. مستفعلن )  والخفيف (  فاعلاتن

مستفعلن .. فاعلاتن ) والسريع ( مستفعلن .. مستفعلن ..

مفعولات )  ويصر على أن البحر المديد ( فاعلاتن ..

فاعلن .. فاعلاتن )  هو  الذى يتبحر فية شيطانة الأكبر

وقد  استطاع بلباقتة  أن يحول بعض العقول ا لمستنيرة

ويجذبها الى دائرتة المستديرة .. ويعقلها  تماما   فى

دوائرة  العقيمة .. ورغم أنة تخطى الحواجز المقيمة

لة على طول الحدود  الطويلة .. فكان يعرض علية

التصحيح وسلامة الأوزان .. اما  صفحات البراعم

التى تكتب شعرا  فيحررها على منوفى وغريب ..

موسى .. .. وتوالت أصداء  نجاح المجلة  فى كل

مكان .. وانتشرت حتى فى بعض الدول  العربية

وتخطت حاجز المكان والزمان وأصبحت  ينظر

لها  بأحترام تام .. ومضت الأيام  على   هذا ....


المنوال .. الكل لا يصدق  أن مجلة بتمويل ذاتى



تصل الى هذة المكانة وينتظرها القراء من   كل


مكان ... وهذا ما هدأ  من روعة  محمود وأشعرة


بالأمان وبأن المستقبل المشرق آتى  لا  محال  ..


وتحركت عوامل شتى  للأنسجام ... فماجدة  رشيقة



وجميلة  وذكية  ولا يستهان  بها بأى حال من الأحوال


فقد أعادت الية بصيص ألأمل  والأتزان .. بعد أن شعر


بالقهر وطعنات الزمان .. وحاول التحلى بالصبر  بعد


أن شاهد مجلتة  تخطو  الى الأمام ..  ومضت الأيام ..


وقد  حضرت الية انعام .. تعرض علية استكمال نشر


مذكراتها  بأسم مذكرات ( آن )  وان تكتفى  بهذ ين



الحرفين .. حتى  لا يعرفها الناس .. كانت قصة ...


حياتها مؤلمة  لم تشعر يوما  بأمان ولم تذق دوما


طعم الحنان .. وكان بكاؤها  على ضياع  دلال ..



صديقتها الحميمة والأقرب الى قلبها فى     هذا


المكان .. مرت ستة أشهر بالتمام  والكمال ...


وظهرت دلال فى أحسن حال ...  لقد  اضاء 


مصباح غرفتها.. فحمل الجميع كل أستغراب


أيكون لصا تسلل الى  حجرتها فى هذا المساء

جرى الجميع متجها نو غرفة دلال .. وطرقوا

بيد واحدة  الباب .. فتحت دلال وهى ترتدى ..

الحجاب .. وصعق الجميع لحضورها   بعد ..

طول غياب ..  وفر ح  ألأحباب بها   الكل ..

يحب دلال .. وذادوا من التودد  والترحاب

لكن كان قلبها معلقا بمحمود بعد أن  عرفت

انة ترك عبير بسببها  وكانت هذة  الأسباب

كفيلة بعودة المياة الى مجاريها  وهكذا ذاب

الجليد المتراكم  حوليها  وتحدثت فى عتاب

كيف تجرأ أن تقتحم  ماجدة قلبك .. فقلبك ..

ككتاب مفتوح  .. وتودد ماجدة  وهى  تعلم

انى أحبك يزيد ألم الجرو ح .. انت قلبك ..

كأشجار اللبلاب تهتز  كلما أتت اليها ...

نسائم  أوحتى رياح ..فقال لها : لا شىء

من هذا يغير  مايكنة القلب   للأحباب ..

ومرت الأيام .. وتحدد .. يوم  الفرح ..

الأسبوع الأول من الشهر ..

كثر الأستعدادات وتهيأ  المكان لقيام الزوجين

فى العيش فية وكان الأقتراح  أستكمال دهان

وتشطيب منزل دلال الذى تهدم وقد  تم بناؤة

ولكن لم يشطب بعد .. ولكن محمود    كان ..

يصر على اسنئجار شقة  بمئة جنيها فى الشهر

فقالت دلال لة : ماتحصل علية من أجر وما

يمكن أن أعمل لأساعدك  لن يفى بالتزمات

الحياة .. فتصليح بيتنا  سيوفر مئة   جنيها ..

شهريا .. نستطيع ان نعيش  بة  مرتاحيين ..

فجأة  دخلت  ماجدة  وهى تكشر  عن  انيابها

قائلة :  كنت قد أشتريت لك  هدية بمناسبة ..

الزواج .. وانا فى طريقى قابلتنى  واحدة ..

تقول انها شروق أمرأتك ..وفى اثناء حديثها

دخلت شروق بجرأة وقالت بحدة : فرحك ..

الخيس الجاى .. الزاى وانا مراتك دا أنا ..

لا يمكن أسيبك تجوز .. دة يبقى   نهاية ..

عمرك .. انت فاكرنى هفية ولا أية .....

دا أنا أهلى جزاريين .. طب وللى فى

بطنى أودية فين .. فقال بحدة:  هو أنا

قربت منك .. رغم محاولاتك كنت بعيد

ومشيتك من الأودة ( الغرفة ) يعنى ما

حصلش حاجة .. نظرت الية    دلال ..

وقالت ياخاين يعنى مراتك دى  وجاى

تضحك علي .. رام عليك د .. أنا  وليّة

وحرام يضحك عليها .. واندفعت خارجة

من الغرفة  .. كان أحمد ومحجوب يسترق

السمع فقال أحمد مازحا: جت  جون .. وقهقة

مما أشعر محمود ان هناك من يراقبة عن كثب

ولكنة كان ينادى ويصرخ .. أنت مش فاهمة ..

حاجة قالت ماجدة : صحيح ماحدش فاهم حاجة

والأغرب أنك بتتجوز فى السر .. ودة شىء ..

مش كويس .. وكمان حرام تلعب بقلوب الناس.




تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة