78- الكثبان الرملية

           -78-

ياجبل الجليد الراسخ والمتراكم فوق فوهة الحياة

يا قلب المسافر    عندما يجد نفسة تائها فى  الفلاة

يا هذا  الهرم الشامخ  الموجود فوق اعناق الزمان

ياذلك الفكر  الشارد  المتسلق فى أعلى   ..  مكان

يايتها الجوهرة الساطعة   فى  أعلى    ..    سماء

يا تلك الأيام  الصعبة القاسية  فوق اعناق الرجال

تناثرت أشلاء الطبيعة بأتساع الكون وبدت   كل 

 الحديقة  تفتقر للون  وتكشفت كل الحقيقة وبدت 

  ثقلة  لكل جفون  ..   وارتمت أشعة الشمس     

على الأوراق وكل غصون ..  حتى بدى  جمال 

 الطبيعة تحدقة أحلى عيون  .... ونامت الدنيا   

 متمددة على هذا  السكون .. فالعراق محتل     

 والأسرى الفلسطينيون فى السجون والشرق   

 ألأوسط كلة يغلى فى أتون .. حتى  جنوب     

 السودان تنتظر  مصيرها المحتوم  الدنيا تفور

 حتى ايران يدركهاكل هذة الظنون إما اسرائيل

فهى تعربد فى كل هذا الكون لا تجد  رادع  ولا

 قادر  أن يجعلها تكون دولة مسالمة محمية    

 بالقانون لا معربدة  وقاتلة ومجرمة  يملكها   

 الجنون فى ناس عرايا  وقالعة وناس فى   .. 

 السجون .. وحتى لو الشمس طالعة بيصبوا  

 المنون  مدججة بالسلاح وبالقلاع وبالحصون

 تعربد بارتياح ..تصهر الموت فى  الأتون   

 لم يكتفوا بباكستان .. بل مارسوا الشر   من 

 كل نوع ولون .. وابتدى التصرف  الأحمق 

 يصيب معظم جنودهم بالجنون  فقد استملوا 

 سلاح مفرط ..  من غير  سبب  يكون  الا   

 انهم تجار  حرب  ...   ..  ... وارباب سجون

إ نكفأت الشمس على النجوم وبدأ يشعر  محمود

  بثقل الألم وقسوة الهموم  وبدى الضباب      ..

  يقتتل عند التخوم ..  وصارت مشاعرة هكذا 

  كل يوم  حتى أصابة الأحباط  من  ..  الهموم 

 غادر محمود  مدينتة  وذهب الى القاهرة  وترك

 مهمة تحرير المجلة للعيون الساهرة التى  لم   

 تستسلم لليأس ولم تقم بأى  مقامرة  .. كان قد   

 وصلة نبأ  تواجد  دلال  فى مشتشفى  القصر  

 العينى ..  بعد هروبها  الأخير  ..  ..  ولكن   

 القدر  كان يلقى بمقاديرة  فى هذة   المحن     

  فالتى تعالج  دلال  هى  نفسها  حبيبتة  الدكتورة

  عبير  ..  وكما  تحدثت  معها  عن اشياء   لم  

 تعرف لها معنى  الا عندما  حضر محمود  ... 

 تعانقا الأثنين معا  ..  ودق القلبان معا  وشعر  

 محمود  .. ان  شيئا قويا  يدب  داخلة  يبعث   

 فية الأمل .. وعرفت عبير  قصة محمود       

 ودلال  وقالت لة بابتسامة ساحرة ..  دلال      

 أحق منى بالحب والرعاية .. قال محمود       

  أننى لو أستطعت  حقا ان أحقق  لك  السعادة 

  والمستوى الائق للمعيشة ماترددت  قالت لة:

 انت يامحمود  عالم فى كل شىء وتستحق ان 

  تكون  نجما ساطعا  بين النجوم  لا فقيرا  .. 

 معدما  يحمل هموم ..  قال لهامازحا :  عندما

 أكون كذلك لن أتردد  عن القدوم .. لم  يدرك

 محمود أن دلال عادت اليها ذاكرتها  فقد   ..

  كان فقد الذاكرة وقتى ولن يدوم .. وفهمت  

 دلال من حديثهما معا  .. ان الفقر  هو السبب

 الأساسى الذى فرقهما وأنها  كسبت القضية 

 التى رفعها لها محمود .. سمعت هذا  منة   

 وهى تخفى قدرتها  على استيعاب مايقول   

  وكان الهروب الأخير لدلال .. وقد تركت 

 ورقة على سريرها تقول .. مبروك يامحمود

 كل تهانينا لك بزواج سعيد  فالدكتورة  عبير

 هى الوحيدة المناسبة لك والقادرة على  ..  

 اسعادك مرة اخرى تهنئتى لك والسلام ( د)

  أختفت دلال فى اللحظة التى أصر محمود

 على إنة غير جاهز للتقدم اليها وفى  اثناء 

الحديث قدم عليهما الدكتور هشام  وأقترب

 منهما قائلا : الأستاذ محمود ..  نفس الوصف

 تماما  قال محمود : نعم أنا  وأشكرك  على 

 ذكائك وتفرسك .. فقال الدكتور هشام :  انا 

 دكتور وأعرف .. وحالة البهجة والفرحة   

 التى وصلت اليها لم تأتيها من قبل .. قال   

محمود : التكافؤ يادكتور  مهم جدا  فى كل 

 حالات الزواج ... وانا لن أظلمها أبدا  قالت

 بحدة أترفضنى يامحمود .. وبهذة الحدة  انا

 لم أكن أتصور إننى  ثقيلة على قلبك ثم    

 أردفت قائلة : يادكتور هشام انا قبلت  ما 

 كنت تود  ان تسمعة منى الزواج تكافؤ   

 واندفعت خارجة من القاعة بغضب شديد

 حاول محمود ان يندفع ورائها  كى يقول

 لها أنا لا أقصد أن أجرحك  ولو  أملك  

 كنوز الأرض كلها لأنفقتها فى  شراء   

 لحظة سعادة واحدة قربك .. انا أخشى  

 عليك يوما أن تقولى  هذا الرجل  انانى 

 كم أحب نفسة .. ولم يوفر لي السعادة 

 اردت ان جاء الحب من الباب لا يهرب

 من النافذة .. أردت الا أكون أنانيا  حتى

 لا يصيبك الأحباط والندم .. كنت فى  

 اسوان مؤهلا لأن أسنلم وظيفتى الجديدة

 مهندسا مرتبة يزيد عن ألفجنيها   الآ ن

 كل ما أستطيع أن أجمعة فى نهاية الشهر

 لا يزيد عن مئة  جنيها  .. هل أسمع      

 كلماتك الحانية مرتبى على مرتبك      

 يمكن ان نعيش فى سعادة  وهناء  كيف

 يستقيم الظل والعود أعوج لا ياساحرتى

 لقد تعلمت من أمى المبادىء والقيم  وان

 الكرامة أثمن من كل حب قد يؤل   الى

 الأذدراء لا أريدك ان تكرهينى بعد    

 الزواج  اريد ان تكون صورتى فى    

 نظرك جميلة  ليس عليها أى غبار     

 والا تدهسنى عجلات الزمن  تحت    

 هذا القطار  الذى يتحرك دون انتظار

 من أحد ..  إننى قدمت مشروع إ ختراع

 لم أجد لة صدى مع أن مضمونة  جديد

 يوفر البحث فى الجداول عن ج الزاوية

 وظلها وحساب النتائج بدقة متناهية  ..

 واختصارات لعمليات الضرب  والقسمة

 المعقدة ومعادلات التفاضل والتكامل إنة

 انقلاب تام فى عالم الرياضيات ودينماكية

 الحركة ومعادلات الطاقة وتوفير  الجهد

 فى حل المعادلات بطريقة مبسطة توفر 

 الوقت والزمن .. وتبدى ثورة جديدة تجدد

 وتطور ونصنع عالما متقدما .. لكن هيهات

 ان أجد آذانا صاغية .. نعم خذلتك لأنى لم

 أجد مكانا لي باقيا .. الكل  لا يلتفت الى  

 تطوير بلدة الكل يلهث وراء سلبها ونهبها

 لو أملك المال الكافى لنفذ مشروعى الى 

 حيز الوجود ولكن الآن نالنى كل أحباط 

 كيف تتزوجين من رجل محبط لا يستطع

 ان ينفذ الى السطح .. اننى سأظل  فى   

 كهفى المتردى حتى نهاية  عمرى       

 لم تسمع عبير أى من صرخاتة فقد      

 أنطلقت بسيارتها وأختفت عن الأنظار 

 ورجع محمود محملا بالأوزار ..  رغم

 انها قلت لة دلال أحق منى .. فلم يجب

 ولم يرد لها اعتبار .. كانت تريد   ان 

 تسمع ولو كلمة قبل أن يصيبها الأنهيار

 كانت تحلم بالسعادة مع محمود  ومع  

 ضوء النهار  ..  وكانت تشعر نحوة  

 بحب واعجاب وانبهار  ..  لكنة    هو

 وحدة صاحب القرار ..  رجع محمود

 وهو منهار لكنة لم يجد دلال على    

 سريرها لكن قرأ  مضمون  الرسالة 

 وعلم بالفرار ..  وبدأ فى   الأنهيار  

 نعم شعر بالضياع وبالألم  ..  وتذكر

  رحلة لم يكن أبدا ينساها  أنها  العدم

 تذكر عندما  كان يبحث عن عمل    

 ولم يجد  شىء يقتات منة لمدة يومين

 وجلس فى الحديقة يرقب الزهور   

 ويمضغ زهرة ذابلة تشعرة  بأن شيئا

 ما يدخل جوفة  .. أقتربت من  حورية

عيناها عسلية ويطل من وجهها  النور

 نعم كانت بنات الحور .. وفى عمر  

 الزهور  تبلغ الرابعة عشر أو   تفور

 أقتربت منة وهى تقول : ساندوتش  

 الفول دة  فايض منى .. ياريت  ينال

 منك قبول .. مد محمود  يدة  وهو 

 فى سرور من ذكائها فقد عرف    

 على الفور  انها شعرت انة  جائع 

 وبسرعة  سألها : كيف لمحت ذلك

 الشعور  فقالت بابتسامة عذباء   لا

 يدركك الغرور .. فأنا أعرف  لغة

 الزهور .. امتدحها فى سرور وقال

 ربما تتحسن الأمور  فأنا لى مشكلة

 تركت على الفور عملى فى أسوان

 وحكى لها المستور .. فقالت لة وانا

 الآن هاربة من زوج أمى فهو  غير

 أمين يحاول أن يفعل الشىء  المشين

 هل فهمت ما أعنى وأمى لا تستطيع

 ان تقاومة عندما يثور .. قد ينهال  

 عليها ضربا وركلا  وتزداد الأمور

 سوء .. لذلك قررت الفرار  والرحيل

  فتشنا  كل مكان  حتى طوب الأرض

أو حتى مكان مهجور يأوينا من لفحات

 البرد  وتراكم الثلوج .. وانا غريبا فى

 هذة الأرض لا أجد من يقوم بايوائى 

 أو  تحمل مايدور .. وفكرت  كثيرا 

  فى الأمور .. فلي  أخت  متزوجة 

 من رجل صعيدى غلول ومتزمت  

 ولا يمكنة القبول  بأى  ضيف غريب

 عن الدور .. وأقترحت أن أدخل أنا 

 أولا .. واترك الباب مفتوحا  ثم تأتى

بعدى فتنزل الى البدروم .. كانت الكلاب

 تعوى وهى ترتعد هلعا وخوفا ..  كنت 

حقا غبيا  لم أدرك حجم ألأمور  ..   وكم

 تسببت لها من أذى مستحيل اسامح نفسى

 فقد أغلقت أختى الباب بالمفتاح وكلما    

حاولت الفرار أو الخروج تمنعنى وتصرخ

 فى وجهى ماذا حدث .. انتظر وتلح  علي

  ما السر .. لقد جئت منأخرا حتى منتصف

 الليل متنكرا .. واللآن تريد أن تتسلل خلسة

 وانا لا أستطيع أن أفصح .. ومعنى أن أفصح

 اننى فاسد .. أوطلاق أختى ومعها من الأطفال

 مايجعلها لن تسامحنى أبدا مهما كان ولا يمكن

 ان ينتظر حتى الصباح سيقول بملء فمة  أخوكى

جايب  لينا فواجر .. ويدنس بيتى  قومى قوام  ارحلى

 ماعدش ليكى مكان عندى هنا ....

 فعلا هو جامد بكل معانى الكلمة متزمت لأبعد الحدود

 لا يعرف لغة التفاهم .. وخشيت على أختى من مستقبل

 قاتم .. ومضيت ألوك فى نفسى هل هجمت عليها الكلاب

 فى ليلها الممسى ولما ذا لم تطرق الباب  .. هل خوفا   

 مما قلتة لها ومن حرصى أنة لو عرف  أنها معى   لا  

  يمكن أن يتركها سالمة  بل فى تأسى .. نعم  لقد  تركت

نهال وهى فى عمر الزهور   وتعذبت  نفسى  والآن    

  هربت دلال لتكمل الدور  وتزيد من المرارة فى نفسى 

 ظل محمود يصرخ فى هستيرية  ثم يبكى ويقول   هل 

 ضاع كل شىء  ضاعت عبير وهربت دلال ..  وأصبحت

  الأمور معقدة تمام ..  التمام ..  ولم يكن من المقدور  حل

 هذة المعادلة  .. عاد الى  عمتة جليلة يلفة الأحزان قال لها

 أريد  هند  ياعمتى  وسأقدم لك  كل ماتطلبية منى  تماما  

  قالت لة تزوج شروق أولا  كبرهان ولائك  وليفعل اللة ما

 كان  ..  قال لها أتركينى أفكر .. حتى الصباح  ..  ودغل 

 غرفة أخرى ينام فيها ..  وقد أستغرق فى نوم  عميق   لكن

 شروق أدركت وجود  محمود هنا فتسللت الية  خلسة  وهى

 تداعب شعيرات رأسة .. وشعر محمود  بوجود  شىء     

 بجوارة  ففت عينية على جسد بض  وشعر متهدل  يمتد   

 ويلتف حول عنقها بجد ..  ضمها الى صدرة  وضمتة  الى

 صدرها وقالت لة بصراحة .. عايزيين نجيب كيمو  قال  :

  وكيف ذلك بدون زواج .. فقالت بلهفة: عمتك قالت   أننى

 وافقت على الزواج ..  وقع على هذة الورقة لأضمن  حقى

 الا تتركنى للضيا ع .. وححقك أنت فى الأستمتاع  قال لها

 هذا حقك .. ان أوقع بشرط تتركينى أنام ..   كان محمود  

 سهلا وقد تغير مائة وثمانون درجة  ولم يعد يعبء  بكل  

 المبادىء والقيم الذى تعلمها من أمة .. ونسى تماما    ان  

  هناك أمتحان من السماء  على مدى قدرتة على المقاومة 

 والصمود .. شعر أن كل شىء بداخلة يموت .. أخذ  يقرأ 

 ماكتب فى السطور ..  من زواج بكامل أرادتى ورعبتى 

 وعلى سنة اللة ورسولة والمقددم والمؤخر  .. ومابة   من

 شروط .. على أن يقوم المأذون بتسجيلة رسميا فى   غضون

 ستون يوما من تاريخة  .. وخانات للشهود .. وبعد  أن وقعا

 معا على البنود .. وتركا شهادة الشهود ..  أنصرفت لحظات

 ثم جاءت بقميص النوم الفضى كانت أنوثتها تصرخ   وكذا  

نهديها تقفز وتشد آزارها بقوة لتخرج .. نظر اليها محمود وهو

 يلهث لكنة تذكر صوت أمة الذى يهمس لا تقتل لا تسرق   لا

 تزنى .. فأنتفض واقفا يصرخ ..من أتى بك ايها الملعونة  الى

 هنا فقالت بدهشة: السنا الآن أزواجا  ويحق انا أن ننجب كيمو

 فقال لها أيها اللعينة واين توقيع الشهود  هذا باطل فى العفود

 وحرام شرعا لابد من الأشهار ووجود الشهود فقالت والدموع

 تسيل من عينيها أننى أنتظرك من سنوات وشهور ..ومنيت   

 بالأمل بعد القبول .. حبكت دلوقتى شهادة الشهود .. ما أحنا  

 حانتزوج رسمى بعقود .. حرام  تتركنى من الرغبة والنشوى

 أموت أننى فى حاجة الى حضنك الدافء أننى احتاج الى  كل

 الوقود .. فجسدى يشتعل لا تتركنى أبدا للجمود  .. أننى أحبك

 كثيرا يامحمود  ممنذ أول مرة  كنت فيها علينا تفوت  ..   حرام

  تتركنى أموت .. قال لها أنزلى وأحضرى الشهود  قالت   لة  

 أهلى جزاريين يامحمود  وهم يعلموا أن عمتك تعيش وحيدة   

  بمفردها لا زوج ولا ولد فلم تنجب وتتمنى هذا اليوم الموعد 

 انها تعتبرنى ابنتها  أو من صلبها الممدود  ورحيل  زوجها  

 جعلها تتمسك بي فأنا الونيس والسكن وكم كلمتنى  عنك  حتى

 صرت أعشقك لن نمل الحديث عنك مساء صباح حتى أتيت 

 مثقل بالجراح  ووافقت بعد الحاح  ماذا تريد .. هل تريد شهودا


سأذهب على الفور يامحمود  لأرى حجتك  بالضبط  فقال ببرود

 انت أشعلت النار فى جسدى ولا يوجد عندى صمود  ونسيت  

 غضب الة وهذا الجمود  لكن أمى تصرخ الي بأعلى    صوت

 لا ترتكب المعصية يا محمود ... أمى ماتت ياشروق  ولكن   

 صوتها لم يموت  دعينى أقدم لها ما يجعلها قريرة مرتاحة البال

وهذا ما يملأ  الشعور ...   أتركينى اليوم وغدا  تسوى   الأمور

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة