-84- الكثبان الرملية

     -84-

لم تكن الأيام بقادرة أن  تمسح ماتعلق بذهن محمود

ولم تكن تستطيع  ان تمحى هذة الرواية الماجنة التى

رسمت خيوطها داخل عقلة .. فلم يكن يتصور يوما

ما ان  هذة القصة  ستستقر فى كيانة  ..  وأخذ يفكر

ويفكر .. كيف حدث هذا  لأمرأة  متدينة  تماما ..

وهل ألمرأة فعلا  مخلوقا من ضلع أعوج ..  مهما

وصل بها  من استقامة وتمسك بالدين فأنها فى لحظة

ما تضعف وتتحول ..وتترك الخط المستقيم الى الخط

المنحنى أو حتى المنكسر.. هل هناك عوامل تغير ....

المرأة الفاضلة الى أمرأة  تود أرتكاب الرذيلة ......

وهل هناك عوامل بديلة  تعيدها  الى   حياة  النقاء


والفضيلة ..  وبحث فى مخيلتة عن أمثلة  كثيرة 


فكم من ممثلات عشن حياة مثيرة ثم لجأن  الى


التحجب والتعبد والتقرب الى اللة  ..  وعندما


توافرت عوامل أخرى بديلة  القين بالحجاب


وبالقيم وبالمبادىء  ورجعن الى  حياة  اللهو


ومن تمسك بخير الأمور الوسط ..  طرحن


البروكات على رؤسهن ..  وحللن الحرام


وحرمن الحلال .. ولعبن على  كل الأوتار


من أجل مصالحهن ..  وأمتطين لباس الدين


كثوب مطاط  يحققن بة مآربهن ..  وطاف


بمحمود أسئلة كثيرة .. هل يمكن   لمحمود


أن يستنبط  حلا  لمشكلتة مع شروق .....



طبقا لطبيعة المرأة التى لم يكن  يعرفها  لولا قصة


عبد النبى الواقعية والحقيقية ورغم أنة ساعد  فى


ارتكاب المعصية  بدافع اكتشاف  اعماق المرأة 


وجاءتة  فكرة  جيدة .. فهنا  فى المجلة  فريق


التمثيل الجديد .. وكان مجدى أديب يرأسة ..


ومعة كم من الممثليين الواعديين الذين لهم


باع طويل فى قصور الثقافة  يعتمد عليهم



وبعد تفكير عميق  ومستفيض ودراسة كم


هى متأنية .. وبعد أن أستعرض لة  مجدى



أسم هلال .. ذلك الشاب الوسيم الثرى الذى


يعشق التمثيل ويقدم لة كثيرا من التمويل ..


وبعد قبولة أن يقبل فكرة البديل وان يلقى



بشباكة فى طريق شوق لعلة  يستطيع ان


ينقذ محمودا من هذا المصير ..  وأفهموة


انة بحثٌ  مثيرٌ  عن طبيعة المرأة   فى


الثبات أو التغيير .. وانة لو نجح  سيكون

البطل الكبير ..  والذى فعل الكثير   فى


سبيل إثبات (  تقلبات المرأة  وإنفلاتها ..


الخطير )  اذا ما  توافرت العوامل لها  ووجدت البديل


أقتنع  هلال بذلك ..  وأمتطى  سيارتة المرسيدس  وفى


كل  يوم يستطلع فية وجة شروق .. يلقى على مسامعها


بكلمات الغزل .. حتى ضجت من كلماتة وقالت  بحدة :


قل  لي  أنت عايز  منى أية بالظبط .. واحد زيك غنى


الزاى حايبص  لبنت عادية .. وكمان مهياش   غنية ..


مش دة قلة عقل منك .. والا أنت غاوى تسلية على  الفقرا


قال : عجبانى .. شكلك عاجبنى .. وشك فتوجينيك  يعنى


مليتى دماغى وبس  قالت بحدة: أهلى جزاريين  وحيقطعوك


أشلاء  أشلاء .. قطع .. قطع .. فهمت والا .. أية .. ما شوفش


رجليك هنا تانى ..


رجع هلال الى مجدى فى حضور  محمود وقال لة: البنت


راسها ناشفة .. حاصرتها شهر  كامل من الملاحقات  ...


دون جدوى .. والموضوع دة فشل فشلا ذريعا .. نظر


مجدى الى محمود قائلا: اية رأيك كفايا على كدة والا


اية؟   ..  تذكر  محمود ما قالة  عبد النبى وتذكر كل


كلماتة ...  عندما وجدت عند أمرأتى  سُمية   الرغبة


فى الأقتراض خمسة آلاف جنيها  من باسم   .......

وكم رنت  اجراس التليفونات .. كنت حا أستسلم تماما

بأن أمرأتى شريفة وكنت سأطرد  جميع الوساوس ..

والظنون والقى بها بعيدا  عن مركز ذهنى  لكنى قلت

لنفسى شهرا آخر  أكثف جهدى ليل نهار .. لأقنعها انة

مثلها  يتعذب بنار فى هواها .. رغم انة اكثر من حيوان

شهوانى يستخدم أقوى وأغلى عقار لممارسة  الجنس ..

باستمرار .. وانة يحبذ  زوجات على ذمة  ازواجهن ..

انها عقدتة  التى لم يجد لها دواء ا  أو عقار ..  .. ....

تذكر هذا  ومرت أحداث القصة أمامة  كالنهار ......

انتفض وقال : ليكن الأستمرار ..  فقال  لة هلال : وماذا

لوهجم  أحد أفراد عائلتها  وهو جزار .. سيمزقنى حتما

بالسكين وبالمنشار .. قال محمود : دة كلام  كنت أتمزقت

انا من زمان .. هى بتخاف من أخواتها ولا يمكن تقول ..

حاجة لهم  .. قال هلال : عليك ..؟؟.. نظر مجدى وقال : علي

أنا .. قال هلال: لأ .. انا عايز أسمعها من محمود  .. قال

محمود : على انا .. وانا بقول كدة لية .. لأننى فعلا  لو

لقيتها بنت جدعة صحيح .. را  حتجوزها  على طول ..


هو الواحد  .. عايز أية  ... الحب وماليش بخت  فية 



يبقى الواحد يجرب اللى  تحبة  .. فقال هلال : ماخلاص


ما شهر بيأكد  انها  جدعة وبتحبك  .. انت عايز  اية 


أكتر من كدة .. قال محمود : عبد النبى قال شهر  كمان


كان فاصل .. قال مجدى : عبد النبى مين  ؟!.. وايضا  نظر


هلال وقال : مين عبد النبى دة ؟ .. انا مش فاهم   حاجة ..


قال محمود : ما تشغلش بالك فى حاجة .. دة .. أسم  جة


على بالى .. أكمل يابطل مهمتك شهر آخر ..   وسنكتب


لك  بطولة مسرحية ستكون بطلها  انشاء اللة  قريبا ..


مرت الأيام بطيئة .. ولم يتلقى محمود ردا ..   واخيرا


عقد العزم .. ان يذهب الى عمتة جليلة مستسلما ومعلنا


الولاء والطاعة واكمال الزفاف على شروق  بعد عقد



القران عليها على يد مأذون لأن ماحدث سابقا  ليس لة



أى قيمة  أنة عبث أولاد ولا ينتمى للدين وللشرع .. انها


ورقة تم التوقيع  عليها فى لحظات يأس  قاتلة .. وبيد ..


مرتشعة .. وعقل لم يع .. عما هو يوقع علية .. كما انة


لم يحضر .. شهود .. ولم يراهم ولم يروة  ولم   يكن ..


هناك .. نية حقيقية للزواج .. كما لم يمارس  معها أى


نوع يحسب علية يعبر  عن رغبة فى  الزواج .. وكما قال


همّ  بها وهّمت بة  لولا انة شعر بكلمات أمة تنطلق  فى  ..


رأسة كالبارود   أو كمدفع رشاش  جعتلة  يفيق بعد  انطلاق


الرصاص .. وأخذ  يحسب مامعة من نقود  تكفى  لهدا  اليوم


المشهود .. وبدأ يرتب نفسة  ويبذ ل  من جهود  وها قد ...


انتصف الشهر الثانى وهلال لم يعود  ولم يتصل بة  ليبلغة


عن أى شىء يقود   الى الوصول الي  ان كل أمرأة  يمكن


ان تتحول  بين لحظة وضحاها  الى الشىء الممقوت .....




فى اثناء استعداداتة  لمح  سيارة  هلال .. وبعد  لحظات ..

حضر الية  وقال : السنارة غمزت  .. لكنها  صارحتنى

ان هناك شيئا  يعرقل زواجهما .. وحكيت لى  على الورقة

التى بينكما  ومابها  من شروط .. وهل هو حقا  زواج معقود

هل أنت تدفعنى الى مغامرة مع من تعتبر زوجتك بحكم ...

العقد والشهود ..  قال محمود : العقد شريعة المتعاقدين ..

واذا بطل بند من البنود .. يصبح العقد باطلا .. ولابد لة

من الأشهار والشهود .. وانا لم أرى شهود .. ولم أكن فى

حالة صفاء ذهنى كنت فى  قلق وشرود .. ولو أعرف ان

بها .. نسبة من الصحة ماجعلتك تبذل أى مجهود ...    ..  ..

استمرت العلاقة قائمة بين هلال  وشروق .. كانت تركب

معة العربة وتنتظر اليوم الموعود  للزفة  .. و قد استطاعت

ان تصل الى محمود وتطلب منة الطلاق .. فقال لها محمود :

احنا لم نتزوج أصلا حتى  أطلقك .. قالت لة : لكن أسمعنى

كلمة انتِ طالق ..  وكمان اريد النسخة التانية من  العقد ..

قال لها النسخة التانية  فى الدرج الثانى  من الكمودينو ..

اللى فى غرفة نومى اللى  حضرتِ  لي فيها .. قالت : ..

خلاص  حاأتجوز  واحد  قمر  وايدة  طايلة مش  حتة ..

شحات زيك .. فقال لها ببرود : امال بصيتى لي الزاى

قالت ببرود ايضا: من قلة الرجالة  ..  .. ..  قال لها :

لابد أن  تمزقى النسختين معا  .. وبعدين أرمى عليكى

يمين الطلاق.. قالت لة بحدة : انت حيرتنى معاك ساعات

تقول دة عقد باطل .. وساعات تقول  نمزق النسختين ..

مش فاهمة حاجة .. قال لها .. للضمان والأطمئنان ....

وفعلا تم لهما ما  أرادا  ..  وتمزقت النسختين  تماما

والقى يمين الطلاق .. رغم أنة  يدرك تماما  انة يفعل

ذلك ليس الا  لحرصة على ازالة  توقيعة من أى ورقة

تملكها .. يمكن أن تضعة بعد ذلك فى مأزق  حرج  لا

يمكن الفكاك  منة  .. وتم لة ما أراد ..  ويشاء  الرحمن

ان يحبها  هلال بجد .. ويحضر أهلة  ويتم  لهما الزواج

ويرجع الى دلال ليبلغها  انة  فعل المستحيل  ليفوز بها

الا أن شهرين تقريبا .. دون أن  يسأل عنها .. وهى تعلم

انة  متزوج من شروق .. وانها  هنئتة  فى قصيدتها ..

ولم تتلقى اى تعقيب ولا كلمة  تفيد الأنتظار ..   فقد  وجد

عندها  محجوب  الذى فاجأ محمود  بخطوبتة لها  وانهما

يعدان العدة سويا وليعلنان  المفاجأة معا  يوم  الخميس ..

القادم موعد .. الندوة .. فهنأهما محمود  وقال : الف الف

مبروك أتمنى لكما السعادة من كل  قلبى .. وقبل ان تقطر

الدموع من عينية أنصرف مسرعا ..  وعندما  توارى ..

كانت الدموع تسبقة .. غزيرة  ساخنة  تحمل  من الألم

مايفوق  طاقة البشر .. فليست شروق رديئة  لهذة الدرجة

بل كانت مقبولة شكلا .. ولم تكن بدينة للدرجة التى تنفر

بل شاهدها آخر مرة   رشيقة .. لأنها فعلا لم تأكل  ولم تنم

وكانت شاردة مسهدة على مصيرها .. لكنة أدرك فعلا  ان

كل حواء تملك مفاتيح التحول  اذا  وجد البديل  وان  حب

وعشق عشر سنوات يمكن أن يزول فى أقل من شهرين

اذا توافر المناخ والبديل ..  ويتغير الحال  من قديم  الى

جديد .. نعم أن أى أمرأة فى العالم  ممكن  ان تتحول ..

اذا وجدت العوامل المساعدة  بالكامل ..  تزوجت شروق

بمجرد  تمزيق النسختين .. وعلى الفور .. وهلال  ثرى

وكل شىء يشترى فى يوم .. اثات فروشات  تجهيزات

وكل شىء يتم فى الحال .. ما أشبة اليوم بالبارحة عندما

أتت بقميص النوم .. تصرخ انوثتها  وتنتفض  وتقوم ..

وهاهى الآن  قد  تكون ..  والحال دائما لا   يدوم  ....

حتى  دلال  ذلك الحب المكنون  الذى أستقر  فى القلب

وملأ  الوجد بالشجون ..  وكم دارت بة  الظنون .. ...

وشعر انة تائة  محروم .. لا يمكنة ان يتحرك  ويقوم

وزادت علية الهموم  ..  ويوم وراء  يوم  تشتد عزلتة


لكنة كان ينتظر  للأمل  قدوم . لكن شمسة كانت دائما

تترك للأفول .. ونجمة ظل فى هبوط  ومضت ايام وشهور

الكل تزوج عبير  ودلال وشروق .. وهند مخطوبة من ضابط

شرطة .. وكل شىء أصبح واضح المعالم والحدود .... ......

وقد أتجة محمود الى مدرستة الخاصة ليقود زمامها ..  ويزيد

من عائداتها  بكل الوسائل والجهود ..  المبنى  كان مؤجرا

ومرتبات المدرسين العامليين بها  تزيد عاما عن  عاما ...

ومع ذلك بقيت المصروفات للتلا ميذ  ثابتة .. فرفع عنها

القيود ..وكانت  المدرسة لا تحقق ربحا .. فأصبحت  بعد

التعديلات لها  صوت ..  بعد أن ظلت فترة  فى جمود ..

وعلى سمعة المدرسة ونتائجها  وماحققتة هذا العام   من

ارباح تعود علية .. استطاع ان ينتقل من السطوح  الى

شقة  صغيرة  فى بيت أم  أمام  .. رحبت بة أم  امام كثيرا

وشعر محمود ان ذلك يعود بسبب  وجود  أبنة لها  تدعى

راوية .. لم تتجاوز  الخمسة عشر  ربيعا  بها مسحة رقيقة

من الجمال .. وانها تعاملة  بهذا الحب كى تجعلة  يشعر

انة لو تزوج  ابنتها  سينال كل  هذا الحب والرعاية والأهتمام

كانت تطهو لة الطعام  وتنظف شقتة  على الدوام  وكذا

كى ملابسة بانتظام  .. وتزج بابنتها لتطارحة الغرا م  لكن

هيهات فقلبة قد مات .. ولم يعد  يشعر بأى شىء ناحية

الجنس الآخر بالذات ..ولاحظت أم أمام  .. ان محمود

لا يعبء بكل هذة الحكايات  ..  فقامت  بمفاجآت  لم ..

يكن يتوقعها  فقد  جاءت  ذات يوم  وفى منتصف الليل

تطرق باب محمود  .. ففتح لها الباب قائلا : خير يا أم

أمام .... قالت لة : آسفة  سنبيت فى شقتك الليلة  لأنني

قمت برش شقتى بالمبيدات .. ورائحتها ستخنقنا  وأمام

عند خالة .. مافيش الا انا  وراوية  بس اللى يمكنا المبيت

معاك .. قال لها : خلاص  انا أستأذن  وحا أبات عند صاحبى

قالت لا واللة  لايمكن تسيب البيت أبدا  .. قال لها  : انا ما

عنديش الا سرير واحد  وبطانية  واحدة .. وكمان عيب ..

أكون موجود .. معاكم ... قالت : ياعيب الشوم  مكسوف

منا .. دا انت راجل  .. واحنا مفروض اللى نكسف .. قال:

ما عشان أنا راجل  مش مفروض  أفضل معاكم ..   عيب

قالت ببرود :  احنا حانعقد  جمبك ندردش لغاية  الصبح ..

والا .. نرجع للشقة  نموت .. قال : اتفضلى أهى  ليلة

تفوت  ولاحدش يموت .. ابتسمت ودخلت من الباب وهى

ممسكة بيد أبنتها .. بعد ساعة تقريبا من الحديث والكلام

وجدت أم أمام  أن محمود راح فى ثبات  تام ..  وشعر ..

محمود  بشىء يحتضنة من الشمال ومن اليمين .. وها هما

قد أختارا  ان يكون محمود  بينهما .. وظلت المرأة  التى

تكبرة بعشرين عاما ترمى الشباك علية بعد أن وجدت انة

لفظ ابنتها تماما من حياتة ولم يوليها أى أهتمام .. وتحركت

أمها تطاردة بمعسول الكلام .. وعندما أرادت أن تكرر ما

فعلتة فقال محتدا: لأ  دى مرة وعدت أنا ماعرفتش أنام ..

قالت لة ببرود : ياسلام .. دا ..أنت .. كنت منسجم تمام

انا ست وفاهمة  انت كنت عامل نايم  وغلبان  .. ياعنى

ما حسيتش بحاجة خالص . . دا أنت كنت حاتريل على

نفسك .. قال لها : انا ياست باعترف اننى غلطان وأحمدى

ربنا انا خالفت  ماذكرة اللة (  ما أجتمع رجلا  وأمرأة الا

كان  الشيطان ثالثهم ) ..  فعلا صحيح : انا كنت حا أمرش

مرش ..  أدرك محمود أن هذة الأمرأة الطروب تريد أن

توقعة فى الخطأ  لا محالة .. فقرر .. ان يفعل  .. شيئا ..







  




تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة