- 79-

            -79-

تسلل محمود من مخدعة عندما أخترق أول

شعاع صبح من نافذة غرفتة  تاركا شروق

نائمة  خارجها دون غطاء فبدى ضوء الصباح يعانق

جسدها البلورى فيزيدة صراخ  .. فلم يحفل  محمود

بهذا النداء المنبعث  من جسدها الثائر .. وادرك انها

مؤامرة مرتبة  جيدا بينها وبين عمتة ..  العمارة  ..

تتنازل عليها مقابل  أن تقوم بخدمتها حتى آخر  العمر

فقد .. جربت الشغالات وما فعلوه بها  قرابة   .. عشرين

عاما .. وأدرك حجم الكارثة  حقا  لو فقدت عذريتها  على

يدية فالمأذون قادم لا محالة .. وسيكون أسيرا  لكل أهوائها

مسجونا تحت سقف رغبتها .. مقتولا طموحاتة التى  دوما

يتطلع اليها .. كما أنها بدينة  بعض الشىء لكن  لم   يلحظ

ذلك  عندما أرديت قميصها الساخن فأظهر مفاتنها .. لكنة

كان يلحظ دائما سذاجتها  .. كانت  هادئة دائما  عيناها بها

مسحة من ألأحزان لا يعرف مصدرها .. وكم وثق أهلها

المتشددين فى معاملتها أنة لا يوجد رجلا  واحدا  يدخل

شقة العمة جليلة  بعد وفاة  زوجها  وأدركوا  كل  ذلك

مرارا وتكرارا  عندما يرسلون شقيقتها الصغرى  الى

منزل العمة لنداء شروق .. كما كانت شروق تقطن فى

نفس الشارع  من المدخل الأمامى الذى يراقب القادم ..

من الشارع العمومى ولذلك  كانت بداية معرفتها بمحمود

الذى كان دوما يأتى وهو صغير .. وعندما  أدرك الحقائق

وشعر أنة من الفرع الفقير ...  وسمع  كلمات من أمة  بأن

عمتة صاحبة تجارب واختبارات .. فكانت تلقى  بعض ...

النقود .. فى اماكن يجلس فيها محمود  .. فقالت لها  يا أمانة

أولاد أخويا .. وفهمت الحكاية .. فقالت أم محمود : ولادى

وانا ربيتهم كويس .. من هذة اللحظة أدرك الفرق  الهائل

بين الفقير والغنى .. وكلاهما من طين واحد ومن نفس ..

واحدة  ..  فالأم  كم هى رائعة الجمال رشيقة القد والقوام

فهى أسطورة  سحر .. يضرب بة الأمثال .. اما  عمتة ..

لأنها لم تنجب  فقد ظلت محتفظة  بكل جمالها  واناقتها

حتى  رسمت  صورا  فاتنة  لكل من ينظر اليها  فيلقى

ترحيبا وأستحسان .. فقد  تزوجها  رجلا وسيما عظيما

بالغ الثراء كان شاباَ  فى الثلاثين من عمرة  وكانت هى

فى الرابعة عشر من عمرها تنضح بالجمال ..  جذبة

اليها  سحرها الفتان .. وكانت الصدفة رؤيتة لها  بفستان

يبدو  انة  أظهر  مفاتنها  وقوامها الممشوق  وكان وجهها

يشع ضوءا وحنان .. والخضرة الشديدة  لعينيها كم تبدو

تثبت   الألوان ولذلك  كان إصرارة على الزواج منها  بأى

حال من الأحوال ورغم أنة لم ينجب منها لكنة  كان

عاشقا لها ولهان أستطاعت أن تحتوية  واستطاع أن

يحتويها وعاشا معا فى سعادة غامرة وأمان  حتى ..

ضرب بهما المثل فى هذا الزمان ....  تذكر محمود

ايضا  حكايتة مع خادمتها السوداء  كانت فى العشرين

من عمرها  كانت ملامحها رائعة وليس أنفها افطس كسائر

السود  اللاتى يحملن هذا الجين الوراثى  .. وكانت  عيناها

سوداوتين وشديدة السواد .. مع اسنان رائعة شديدة البياض

كانت رشيقة  تماما ..  تتحدث بلهجة أهل النوبة أو أقرب

الى الحال وكان فى لهجتها روعة وجمال .. تذكر  عندما

نادت  علية عمتة وقالت يامحمود عندك السخان  ..  نزل

شوية مية  على جسمك  .. فقال لها : انت قرفانة منى يا

عمتى دا أنا على طول دايما فى المية  فقالت : لا ياعبيط

هو فية أنطف من أمكم  فى الدنيا  نطافة  وجوز عيون

الكل بيحسدها عليهم عمرها ما حتسيبك الا وانت أحسن

الأطفال .. انا بسب عايز ة  أعرفك ان عندى سخان يا


واد ياعكروت .. الثالثة عشر ربيعا  تكفى لأن  يكون


الصبى مؤهلا لأشارات البلوغ لكنه  لا يعيها   الا بعد


ذلك بكثير .. خرجت عمتة  من الشقة بعض الوقت ..


تاركة محمود  .. يستمع الى الراديو .. كانت أغنية


أم كاثوم  لسة فاكر قلبى يديلك أمان .. لسة فاكر كان


زمان ..  كان محمود لا يعى كلمات هذة الأغنية جيدا


فأستدار  وقال فى نفسة عمتى مش هنا واللة لأخذ  دش


قبل ما تيجى  والبس  هدومى بسرعة  ..  واثناء  انهماكة


وهو عاريا .. فى اللعب بأوتار الماء المنهر علية من السماء


كان السقف عاليا  وكان يتأمل كل شىء بدقة  .. ودخلت  علية


الخادمة بعد أن أفرغت حقيبة السوق .. فقد كانت تشترى ....


الخضروات .. وأرادت أن تأخذ دشا  لترطب جسدها وتنظفة


من العرق .. واللة أعلم أن كانت تدرك  وجودى  فى الحمام


من عدمة .. لقد أدركت حجم الكارثة .. فقد دخلت علي  وكم


أغلقت الباب بقوة  كانت عارية تماما واندفعت من الباب ..


كأنها الطوفان ..  صرخت أنا هنا .. قالت واية  يعنى أنت


لسة طفل .. قال لها محتدا  انا رجل  .. صدقينى  انا رجل


وعيب ست تدخل على رجل بيستحمى  .. أخرجى بسرعة

ضمتنى بقوة الى صدرها النافر والتصقت بى أكثر   حتى

أصابنى الهلع .. فقد شعرت بشء  يشتد بة عروقى .. وخرجت

مسرعا الملم هدومى وطرحتنى أرضا .. وكان فى هجومها قوة

لم أدرجها الا بعد مقاومتى لها ولبست هدومى  وانا أنظر الى

مفاتنها  .. كان كل شىء رائع مع أنها سوداء .. لكن الواقع ..

يحتم على عدم البقاء ..  خرجت من البيت لا أعرف ماذا

كان هذا القاء .. هل  هن السودوات فقط   يفعلن  مثل  ..

آكلات لحوم البشر .. أم ماذا تريد بالضبط .. كان هناك

ارتياح لا أعرف مصدرة رغم الفكاك منها بنجاح ......

حشيت أن أحكى لعمتى .. و خشيت أن أروى  روايتى

أوحتى  عنها بأفصاح ..  وظل  هذا الحلم يراودنى  أما

أنثى سوداء قاتمة أو أنثى بياضها ناصعا..  كا لأضواء 

نعم تعلمت كثيرا من الأشياء  لكن لم تكن الصورة  ..


تبدو واضحة كما أشاء ...  وتولدت عندى فكرة النقاء


... وكم من الهم أدركنى  عندما تسللت دون أن   أخبر


عمتى  كما يتبع فى العرف والعادات  كان الهروب ..


لا زما .. ربما تستغل العمة  ماحدث على أنة   ذنب


أو جريمة يستوجب تداركها بالزواج .. رغم أنة  لم



يحدث شىء  يستوجب العناء .. فلم يتم بيننا  أى لقاء


ولو  قدرتى على الصمود  ..  لتغير  مجرى  حياتى


كلة  فى تجاة    آخر   أما سعادة وأما شقاء   لكن ...


الهروب كانت مرحلة حاسمة  فى عدم استعباد القلوب


رغم ان لها سلبيات  كبرى  ..  فقد تجرح قلوب  أخرى


عاشت على أمل كذاب ..  نعم أحتقرت نفسى  فترة ..


طويلة  تطاردتنى  ليل نهار  .. وتسلب راحتى  وتجعلنى


متوتر دائما  لكنة القرار   الا أتزوج  الا بمن   يخفق لها


قلبى  وبأختيار ..  اما هذا الزواج الذى يبنى على الأجبار


ليس لة أى أعتبار ... لكنى من داخلى محتار ..فأنا وقعت


على قسيمة زواج عرفى ..  ولك كنت أقول لنفسى  اننى


كنت فى غير وعي .. فقد كنت منهار ا تمام الأنهيار  فقد


فقدت دلال  و عبير .. وايضا لا أستطيع أن أقترب من هند


والآن وبعد أن أستسلمت  بالتوقيع على هذا الغقد  يعتبر لي



أكبر إنذار  .. 



تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة