-43

       -43-

لا شىء أشد فتكا من المرض ولا شىء

أقوى من الشىء العرض ..  ومرض

امى يثخن جراحى لكن ليس لى على

اللة أن أعترض فأنا  مؤمن بة  ولاشىء

غير الأمل  فى اللة  والخروج من هذا

النفق .. المظلم .. وكم أستبد بأمى القلق

لم تجد أى تقود لشراء  دواء .. ولا عمل

لى أجدة  غير العمل فى الأسمنت والزلط


كانت تعلم ان بات التعينات قد غلق  .. ..


وقبلى دفعات لم تجد مكانا الاعلى الورق 


وفجأة  وجدت أمى تعطى نائبا  فى مجلس


الشعب مبلغا كبيرا  كان قد اتفق معها


مقابل التعيين فى وظيفة حكومية  تبعدنى



عن طائفة المعمار  وتعمير الطرق .. انة


عمل شاق  لا يتفق مع مؤهلى  وما كابدتة


امى فى تعليمى وما صرف ومانفق ..  ...


وعلمت انها رهنت بيتنا والمأوى الباقى


لنا والذى ينشلنا من الغرق .. كانت مدة


الرهن خمس سنوات ان لم يعطى  المبلغ



التى تسلمتة امى للدائن فى خلال  هذة


المدة  سيؤل المنزل الى ملكية الدائن



وفقاً  ..  لما كتب فى الأورق  بينهما

لم تستشرنى أبدا   وكان لهذا الما  فى

نفسى  وعند عتابى الشديد لها قالت :

الدنيا ماشية كدة  واحنا مشينا  فيها

مش قادرين نعدلها  .. وانت عارف ان

الدولة بتعطى بعض الأمتيازات لنوبها

معرفش للأسترزاق   أم دناوة من بعضهم

بيستغلها  فى السلب والنهب والكسب غير

المشروع .. ونهرها قائلا: هل هذة مبادئك

ياأمى التى ربيتينى عليها  ونشأت  مش

معقول نشجع الأفاقين على السلب والنهب

قالت والموع تفيض من عينيها : ياولدى

انا مرضت ولا أمل لى فى الحياة  غير أن

اراك سعيدا وأموت ..... قال ولو ضاع

البيت ولو أخل النائب ولم يعطى لي فرصة

عمل   نترمى فى الشارع ..  قالت  : البيوت

فى الآخرة أنا واثقة انك حتمسك عمل انشاء اللة

ما النائب شغل ابن الست حمدية شهاب

فى وظيفة محترمة  .. قال : والوظيفة

المحترمة حاتوفر لينا العشر الآف اللى

أدفعت .. والبيت يساوى خمسين الف ..

الزاى قلبك طاوعك  وعملتِ كدة  لأ

ياأمى أرجعى المبلغ منة والغى اتفاق

الرهن  .. وانا فى  مخى مشروع بس

محتاج فلوس .. ومنتظر الاقى ممول لمشروعى

وكل شىء سيحل  قالت : خلاص يابنى انا

مش حارجع فى كلمتى وكمان تلاق النائب

اتصرف فى المبلغ يعنى حانضيع الفرصة

وبدون استرداد فلوسنا دى تبقى فضيحة

لة يقطع فيها رقبتنا ..  قال بغضب : خلاص

يا أمى  كل شىء وضح .. أخرتنا نترمى

فى الشارع دة هو   دة  البيت اللى آوينا

نظرت الية ببسمة حانية وقالت: انا حالمة

لك حلم حتكون وزير وحتحججنى  وستكنى

قصر وتعالجنى وواشوف ولاد  ولادك يارب

وقال : بس دة يا أمى تشجيع للناس  دى  على

السلب والنصب والسرقة  ونهب قوت الشعب

الغلبان  فقالت بابتسامة : انا فرحانة بيك يامحمود

وواثقة انك حتفضل كدة محمود الطاهر البرىء

واوصيك وصية لاتقبل أى جنية أو قرش حرام

ولا تتهاون فى عملك مع هؤلاء  خليك مع الحق

دايما ولو كلفك حياتك  .. دا النيا ياابنى ساعة

والنفس طماعة يلزمها القناعة .. ومن قدر

لهم فالقدر يكون  وهذة أهم وصية ليك لو

وفقك اللة فى عمل وربنا يوفقك وحاول

تنسى  وربنا  بيد ة مقاليد كل شىء .





تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة