مذكرات سليمان اليتيم ==1==



مذكرات سليمان اليتيم
           =======
         بقلم الكاتب والشاعرالمصرى
            : ابراهيم خليل
         ----------
   كان  الفقر  والعوز  والحاجة الشديدة  ضاربا جذورة  فى أعماق هذة الأسرة البائسة الفقيرة  التى لا تجد  القوت الضرورى  لكى تقيم  أوت الحياة لأولادها ..وكان  سليمان طفل  ذكى شديد الحياء لهذة الأسرة البائسة وكان
ينظر حولة فى ذهول .. فيجد العيون الدامعة الحزينة  والقلوب المثقلة بالألم والصدر  الممتلىء بالحرمان  .. وكثيرا ما  كان يمسك قلمة  ليكتب  كل  ما يحدث ويدور حولة  .. كمذكرات وحكايات مشوقة  جدا ...
وخاصة بعد أن اُصيب  والدة  بوعكة
صحية  لازمتة أكثر من شهر  ثم رحل  عن هذة الدنيا  التى لم يجنى منها  إلا الألم  والبؤس والفقر  والحرمان ومات ألأب وفى عينة دموع الألم والحسرة   ليترك عائلتة الفقيرة  فى مواجة  زمن قاسى لا يرحم  الا  من رحمة اللة .. على  عبادة  ....  أمسك
الطفل سليمان بقلمة  وجمع قصاصات
ورق يكتب عليها مذكراتة بكل ما يعى  وعية وإدراكة وقدراتة عى تفهم ما حولة  وتلك  هى بداية المذكرات
                 ( 1 )
رأيت   أمى  الرؤم  تختلى بنفسها وتندب حظها العاثر  التعس لفقد  شريك حياتها  ذلك  أبى الرجل الذى مات
فى ريعان شبابة  وترك  أمى الرائعة الجميلة   ذات العينين الزرقاوتين والوجة القمرى المضىء  وكان ينساب  حول وجهها  الشعر الأسود  الليلى الفاحم  وكأن الليل يعانق القمر الجميل قى ليلة  ظلماء حالكة وتلك  هى صورة  أمى التى لم تفارقنى لحظة واحدة وتسللت الي حجرة أمى  فوجدتها  تمسح دموعها بأناملها  الرقيقة المشعة ضوءا  لتنسكب هذة الدموع متساقطة  كأنها  قطرات اللؤلؤ  فى مسبحة  تدور  حول أناملها الجميلة  .. ونظرت الي  وقالت  مابك : يا سليمان   تدخل فجأة وبدون إستئذان  ( مش انا  فهمتك  انك لما تدخل  على  حد   تتنحنح ) .. وتلك  أول  كلمة  ترن  فى  إذنى الا أقتحم  مكانا  الا بعد  أن  أستئذن  اولا  قبل  الدخول  ..  وأمسكت يدها  وظللت أقبلها  وقلت لها  يا أمى لا تحملى  الهم   أنا أعرف لماذ ا  تتساقط  هذة الدموع .. إنشاء اللة سأكبر  وأصرف عليكى ..  وظلت أمى تتحمل عناء الصرف  علينا أنا واخوتى البنات فهى
تتلقى  الثلاث جنيهات  من أخى الأكبر  كل أول  شهر  لتصرف
بة على  أسرة كبيرة العدد  مما  كان هذا المبلغ الضئيل   لا يكفى حتى شراء الخبز الحاف  فى ذلك الزمن القاسى ..  العنيد  ................
وكانت  لي عمة  تسمى  حميدة  كانت شديدة الثراء  لأنها  كانت  تملك  جمالا  باهرا    يماثل جمال أمى فتزوجت  من رجل  ثرى  صاحب مصنع  كبير  يدر علية دخلا  كبيرا
بعد قصة غرام  لا تأتى  نظائرها الا 
 فى الأفلام   الرومانسية الجميلة ..
كانت أمى تزورها أحيانا  وللضرورة القصوى   حيث ان  الفوارق بين  الطبقات  تجعل  اللقاءات  مُرة  ومؤلمة

تعودت أمى الصمت أمام أحزانها فهى  لا تجرؤ   تماما   على أن تفصح عما بداخلها  من  ألم حزين  وما  فى نفسها  من حاجة  حتى لو ظلت  صائمة  عن الطعام  عدة أيام فهى تملك  عفة النفس والحياء  التام ..  فهى

لا تمد  .. يديها  الى أحد  مهما كانت فى أشد
 الحاجة  الى   خمسة قروش تشترى بها الطعام أو  الخبز  الضرورى وكنت أنا  الطفل المدلل والتى دوما تصحبنى  معها  الى  أى   مكان وكنت أتوق الى الذهاب الى   عمتى حميدة  لأنها تملك راديو  يبث الأغانى  الجميلة واسمع    كلمة  هنا  القاهرة  فأشعر بعظمة مصر  وإنها
فعلا أجمل  شىء عندى وخاصة  اغنية بلادى بلادى  لكى  حبى  وودادى   .. واغنية  تسلمى يامصر 
إننى الحمى   ذى يدى إن مدت الدنيا يدا ..  ورغم  أن  عمتى
بخيلة   وكم أعرف أن أمى  تذهب
لكى تقترض منها  قروشا  زهيدة
كما اعلم إنها  لن  تجرؤ  على  طلب
   قرض مبلغ ضئيل   مثل هذا   ولم  تذهب  أمى الى وهى مضطرة جدا ..
 بعد أن شعرت أن أولادها  فى حاجة الى الإفطار  والساعة تجاوزت الحادية عشر  صباحا  ولم تجد  كسرة  خبز
وظلت ساعات  ولسانها  لا ينطق بكلمة  لعمتى  .. وعمتى تعى  ذلك
لكنها تتجاهلها مع أنها تملك الآف
الجنيهات  فى ذلك  الزمن .. وتمضى الساعات  حتى آذان  الظهر وهى لا تنطق  .. وشاهدت دموعا تتساقط من عينيها  الزرقاوتين الرائعتين الجميلتين  .. فيعتصر قلبى الألم  ومازلت متماسكا رغم  الجوع الشديد
وكان  فى الدور الأسفل  (الست  تريزة  ) .. وكانت تحب أمى  كثيرا  وتنظر  اليها  وتقول لها  : يا ام محمد  أنا أحب الجمال  فيكى  .. إتفضلى وقامت  بعمل  كوب  شاى لي ولها
وقدمت   بعض الشطائر  المحببة لي
ولكنى نظرت الى أمى هل آخذها ..فنظرت أمى إلى  وقالت  : أيوة يا سليمان  خد واحدة  بس  .. خليك قنوع .. وتعلمت القناعة من أمى   وقدمت  الست تريزة  .. عشر قروش  لأمى دون  أن تتحدث أمى   وكانت أمى  عند  اول  كل شهر   تسدد  لها  القروش   رغم أن  الست  تريزة  تحاول  كثيرا  ألا  تأخذها  وتلح أمى بإصرار    عنيد   قائلة : حتى لا أموت  فجأة  ويحاسبنى اللة على  دين  لم  أفى بة   .. ومع الإصرار  الشديد  تأخذ الست تريزة النقود  وهى  تستغرب  على عفاف وعفة وشموخ هذة الأمرأة  الطيبة العنيدة رغم قسوة الظروف  ..

                     ( 2)
كان يوم  السبت  بداية  العام الدراسى الجديد   .. ونحن اليوم  الخميس ولم
يتبقى الا يوم   الجمعة  وليس عندى
حذاء  أذهب بة  الي   المدرسة ....
 وأنا أدرك  ظروف  أمى الصعبة وكيف أحملها فوق طاقتها  وكيف  لي
أن اقول لها  أننى  فى حاجة الى خذاء
أذهب بة  الى  المدرسة  كبقية  التلاميذ  أقرانى  .. وصمت  طويلا
والوقت  يمر  سريعا   وأخيرا ...

لمحت لأمى  بذلك  وهى تعلم إنى أحب التعليم  ولن أنتظر آخر الشهر
حتى  يعطيها  أخى الأكبر النقود
وفطنت أمى بما يدور فى  خلدى..

وأخذتنى أمى معها  الى  عمتى

حميدة وظللنا  للساعات   لا أمى تنطق  ولا عمتى  ستستجيب فهى

متبلدة الأحاسيس .. وبخيلة  الى

النخاع   وكالعادة لمحتها  الست  تريزة  الطيبة  وأستقبلت أمى بترحاب  شديد  وقالت لها  : أنت أصلك  طيبة قوى يا ست أم محمد
وبتتكسفى   والست  اللى فوق دى  جلدة  أنا عارفاها  لا بتعطف على قريب أو غريب  الأحسن إصرفى
النظر  عنها  ولو حتى أنتى يا أم محمد لو  طلبتى منها  فلوس بعضمة لسانك  مش  حتسأل عنك  وتقولك ماافيش  فكة
..   كما فعلتها  كتير  مع  ( باتعة ) بتاعة اللبن  .. تقوم تطلع المائة جنية  صحيحة وتقولها تعالى الأسبوع الجاى أعطيكى حق  اللبن  ورغم إنى بشوف  معاها جنيهت فكة  وبرايز ..
 ..  .. ولم تنطق  أمى بكلمة فى حقها إلا
 أنة فى خلال  خمس دقائق  بعد فنجان
الشاى مع (الصميت )  .. كانت قد أقرضتها  عشرون  قرشا .. وأخذتنى
أمى الى  القناطر السبعة  حيث يباع
الأحذية المستعملة بعد  تلميعها  وأعجبنى  حذاء  إلا أنة مرتفع نوعا
فى الثمن  فقالت  أمى للبائع أنا بجرى

على  خمس أيتام   اللة يخليك  أعطينى الحذاء بثلات  قروش  ولم يفلح  توسلات أمى  إلا أنها أخذت
الحذاء بأربعة قروش  ففرحت كثيرا
بة  .. واستطاعت أمى أن تدور  قميص أخى  ليكون مناسبا  لي  ..
وأشترت لى قلم جاف  وقالت  هذا
القلم  يكفيك  أربع شهور  على الأقل
وظللت أحافظ على هذا القلم  حتى لا ينتهى  المداد  منة كنت أقوم بحل بعض المسائل  لأصدقائى التلاميذ وكانت  هذا بداية  تفوقى وتميزى  عنهم  حتى أستطيع أن أكتب   بقلمهم  وأخذ بعض  صفحات بيضاء  كى أصمم لنفسى كراسة  أخرى  فأمى ليس  معها  شراء كراسات ثانية  لي  .. وتمضى الأيام  على هذا المنوال
وكم أعانى  من الفاقة والفقر والحرمان  ومن  محاولة أمى الشديدة   صد   هذا الكم الهائل  من الخطاب الذين  يريدون  ودها والزواج  منها  فقالت  إننى تزوجت أولادى  ولا  رجعة  فى هذا القرار ( كفايا  عليّ )

سليمان ومحمد  وأحمد .. وتمضى الأيام  تجر بعضها  بعض وتزداد  قسوة الأيام  عض  ..  وليس لنا فى
ذك إختيار او رد ...... 

                 ( 3 )
 كما أنة لا  توجد لدينا  حاجز  صد  ... يقينا  من

  هذا الهجوم  الشرس  للأيام  التى لا  ترحم   ولا هذا  الزمان الذى يرمى  بسهامة  المرتد ة  الى  صدورنا  العارية  دون  درع   يصد    هذا البؤس المتزايد  والذى  طال أعناقنا
بجد ..  فلم نجد  واقى  لحياتنا وذلك  الغلاء الذى  يشتد  فيؤرق  صدورنا
ويحتد  ..  حتى أننا    نسينا  فى الشدة

أسماؤنا ..  فكنت  آخذ  كتابى  لأستذكر  دروسى  على الطريق الزراعى  وعندما  يشتد  الجوع  عليّ
ابحث عن  شجرة  توت ..  أتسلقها  كى ألتقط  ثمار التوت  وآكلها  أو  القى  بالحجارة  على  نخلة بلح   لعلى أستطع أن اسقط   منها   حبات بلح   تشفع  فى معالجة الجوع الشديد
الذى يؤلمنى  ..  واعود   الى البيت محملا  ببعض   حبات البلح  والتوت
كى أ قدمها لأخواتى

  وفى الليل   عندما  لا أجد   الطعام

  وخاصة  ان ايام الأمتحانات  تحتاج

الى السهر لمراجعة  الدروس  فكنت انا  واختى  نلتقط  شوية  الملح لنضعة
امام  لقيمات  العيش  لنتناولها  معا فكانت  لنا  أثمن وجبة واحلى  من أكلة بط أو  وجبة  دجاج دسمة    .. وكانت  أمى  دائما  تحرص  على شراء  أوزة  صغيرة  ثم  تقوم  بتربيتها  وتزغيطها  حتى تثمن   لموعد  عيد الأضحى من  كل عام
 ومرت  الأيام  مملة بطيئة  بدون
أن يتغير  الحال  الى الأحسن ...
وكنت أحيانا أخلو الى نفسى  وأتذكر
حنان أبى  ورقة أمى  وكيف كان أبى
يحكى لى  القصص  والحكايات  وخاصة  حكايات جحا بالذات .. كان

أبى يحفظ القرآن  كلة والأحاديث النبوية  فكثيرا  ما حفظت فى صغرى  بعض السور القصيرة   ..  وبعض الأحاديث  فزاد  من  تعلقى  برب الكون  وأخذت أتأمل  هذا الملكوت  الهائل الكبير ..
السماء الشاسعة  وفكرت  فى يوم  الحساب .. وكم  كنت أسمع  من أمى أن النظرة الأولى لك  والثانية  عليك  حتى  لا يحاسبك اللة  ..  فكنت حين أقوم  بحل  المسائل  التى  كنت أجيدها  لأصدقائى التلاميذ مثلى
مما  شجع  التلميذات  أن يتقدمن كى  أشرح  لهن  الدروس  ..  فكنت لا أنظر  إلا    الى  قلمى ..  خشية  حساب  اللة   وخاصة وقد  كبرت  ونضجت  ووصلت الى الصف الثالث الأعدادى  فكن  من الجميلات جدا جدا  هدى  واصلاح  .. وإنشراح ..والكثيرات ممن  يسبحن فى هذا العالم  من الجمال الأنثوى الذى يضج
بالفتنة والروعة .. كان يكفينا  النظرة الأولى  لأرسم  صورهن فى ذاكرتى   وكنت أسبح فى دائرة من أحلام  المراهقة ..  وقد  تعودت أن أسمع  الأصدقاء  يلقبونى بالأستاذ الصغير  .. 
كان اليوم  الخميس 4/  6  اليوم الذى

حكت فية أمى  كيف  تزوجت من أبى

الفقير   رغم جمالها  الرائع  المبهر ..
ووجها القمرى  المضىء ..  كان أبى

حلوانى   وكانت أمى  من قرية كرديدة  مركز  منيا  القمح  .. وكان أبى  صاحب صنعة وشاب قوى  وفتى طويل القامة  يميل الى السمرة  شجاعا  وشخصية مميزة  .. تعلم فى الكتاب  وحفظ القرآن  وذهب الى الزقازيق وتعلم صنعة وكان بيت عائلتة  مقابل لبيت أمى ..  وكان أبيها تاجر  أقطان ثرى  متزمت  الى ابعد
الحدود  .. وكانت  والدة أمى وتدعى زينب   جميلة  بيضاء تستحم فى موج  من الشعر الأصفر الهفهاف ..
ترى  كم   يقوم  هذا الشاب (أبى ) بالتأنق والتألق والشياكة  ولبس  الجلباب الفضفاض  وينتظر طويلا بالساعات  كى  يُفتح الباب أو الشباك  كى يتيح لة أن  يختلس النظرات رويدا  رويدا ... وعلمت  جدتى
بذلك  .. وكانت أمى صغيرة جدا لم تبلغ الرابعة عشر من عمرها  .. ولكن  جدى  محمد  كان متزمتا  لأبعد الحدود .. سوف تتزوج أمى  من أبى   الخميس القادم  ..  وضج أهل  القرية  كيف تستعجل على زواج أبنتك الصغيرة  لشاب ليس فى  مستوى عائلتك ماديا فكيف يجهز بنت الأكابر ..  فقال لهم كلنا  كنا  صغار وكلنا  ولاد سبعة وعندما تزوجت  زينب (جدتى لأمى ) كانت فى نفس  عمرها  وكبرنا  معا  حتى أصبحت من أشهر تجار الأقطان فى الشرقية بأكملها ..  وتم  الفرح  رغم  قيام بعض العائلات الثرية  والشباب الكثير الذى  كان ينتظر بفروغ الصبر  أن  تصل أمى الى سن الزواج  الرسمى  كى يتقدموا لخطبتها   وحدثت  عدة مشاكل ومضايقات بعد زواج أبى من أمى
 .. قام أبى  من خلالها
لنقل  سكنة  الى  ضواحى  الزقازيق
بعيدا عن مسقط رأسة كرديدة ..

وكم   حكت لي   ان البيت كان  صغيرا  متواضعا    وسط  حقول وارض فضاء شاسعة  وان   فتح اى نافذة هو   خطر  عليها
ممن يحاولون التجوال  حول النافذة
أو الباب  لمشاهدة  طيفها فقط  ورغم
ان الباب والشباك  دائما موصدين تماما  تماما  ..ليس هناك ثقب واحد
حتى لتنسم  الهواء  من خلالة ..
 وتحكى الأيام  والناس ان بالمكان
  رجلا  يقولون عنة (إنة قتال  قتلة )

أو  بالمعنى بلطجى شرير وقاتل ويعترض  كل من  يقف فى طريقة بالقوة والعنف  واحيانا بالقتل  حتى ذاعت شهرتة بالأجرام  وكان  يخط  شنبة  كمن سيقف  علية الصقر  مما
جعل  شكلة تماما  رهيب وموحش
  و شرير  لكنة كان مزارعا  يملك حقلا  وشرا   وكثيرا  ما يقوم بأعمال البلطجة  كهواية لة .. وكانت أمى تشترى  (كرنب )  لنا  من احد الحقول  وشاهدها أبو شمار وهذا هو أسمة  ..  نظر اليها  وقال الشىء الوحيد الذى أنقذك منى هو  جمالك الملائكى  أذهبى  عفوت  عنكى .. وكانت اسنان أمى تصطك  وترتعد أطرافها حتى سا قاها لم  تعد تستطيعان حملها على الجرى .. فتركت الكرنبة وانطلقت   وهى تنظر الى شنبة البارز بحدة .. وخوف وجزع وكأن شواربة تقفز  بقفزة بارعة   كما كانت تسمع  عن شرة  الكثير......... وانتهى الأمر  بأنة  حمل  لها
الكرنبة  حتى باب  بيتها  المتهالك  ولم تفتح  الباب أبدا   مهما سمعت من
طرق  .. وقال لها بصوت  أجش انا
( حطيت  ليكى  الكرنبة  قدام الباب ) ..  ولم تفتح الباب الا  عندما ..  نادت عليها  أمراة  وقالت  لها  انت ناسية
حاجة قدام  الباب  .. حمدت  اللة انة
لم يضيع  عليها  ثمن الكرنبة  التى إشترتها  بقرشين ..

                 (  5)

  كان  نضوجى  ..  مبكرا  .. فقد  حملتنى  ساقاى  قبل  الميعاد  وكأن الزمن يرسم  خيوطة  لأكون رجلا
فجسدى قوى يدل على ذلك  طولا وعرضا  .. رغم صغر  سنى فقد  تفوقت على  أقرانى كثيرا  .. وكأن الزمن
يحملنى رسالة معينة لا  أستطيع قراءتها  فى هذا  الوقت بالذات وربما  هذا التغير  الفوثولجى نتيجة  أحداث مرت  دون  أن أتفهم  مغزاها   لكنى
أسرد  وقائعها  كانت أختى سعدية لها
 صديقات  يكبرن  عنها  بكثير  وكانت  أكبر  منى  ومع ذلك  كانت دائما  تصاحبنى فى اللعب مع صديقاتها  سهير الكرشاتى  وودة  وزهرة   .. وكثيرا  ما يطلعن  فوق
سطح البيت المتهالك الذى نعيش فية

ويحاولن  نصب  خيمتين أحدهما للإناث  والأخرى  للذكور  .. ولم يكن  هناك  ذكرا  غيرى  وكن يلعبن
لعبة  العريس والعروسة  ويقمن بزفى الى إحداهن  ويتركن الزفة ى خيمتى  وهى عبارة  عن  قماش سميك  محاط  من أربع  جوانب بما يشبة القيمة  الحقيقية .. وانا  فى السن
الصغيرة  لا أعرف ما يجرى  حولى
أرى  ان سهير  تقبلتى  بغلاسة  وكنت أنزعج  فى بادىء الأمر  ثم  يقمن  بلمس أماكن  غير متوعد أن أرى  غيرى  يلمسها  .. ومع  كل
مرة يسألونى  عملت إية ياعريس فلا
أعرف ردا  ..  وتعودت  على هذة اللعبة  التى ربما عجلت بشعورى الجارف نحو الجنس الأخر وادركت
سر هذة العلاقة الغريبة بعد أن مضت  السنوات .. واصبحت  شابا يافعا  تجرى  ورائى البنات  دون أن اربط بين  هذا الشعور  وإنجذابى نحوهن   ربما   هى سن المراهقة  بدرى  ومبكرة  عن الميعاد  ..  وتذكرت أن اللة خلق  لكل أنثى مميزات  تنفرد  بها  عن سواها  مهما  إختلفت أشكالهن  والوانهن  ..
كانت  عمتى  حميدة رغم  بخلها الشديد  كثيرا ما تحسن معاملتى
وكنت أحرص على الذهاب اليها  كل  ماشدنى الشوق الى سماع ألأغانى  فى الراديو   حيث  كان وجود  الراديو  فقط  عند الأثرياء  .. وكانت مريم  إبنة  الست تريزة
تأتى دائما  عندما  تعلم إننى متواجد عند  عمتى  حميدة  .. تميل وتهمس فى اذنى  وانا  أبتعد  قليلا  .. وتشاهد  عمتى هذا  فتقول لي  مبتسمة  البنت بتحبك يا سليمان .. لم يكن فى ذلك الزمن  فروقا فى الدين  ولا نعرف هذا  نهائيا  .. وكنت أنظر  الى عينيها القرمزتين  الرائعتين الساحرتين  فتشدنى  الرعشة والحنين  لأقوم بتقبيلها

لكن كلمات أمى مازالت ترن  فى اذنى  هذا حرام  وهذا حلال .. فكنت أتراجع  خشية من  غضب اللة  وادركت أننى كنت مسلوب الإرادة تماما   وانا   صغير  لا استطيع  ان  أمنع  شيئا ومر  أمامى شريط الذكريات  لو كانت مريم   هى سهير أو ودة  او زهرة  لتغير الحال  تماما  عما نحن فية  الآن  وشعرت بعاطفة قوية  تربطنى بمريم  .. وكانت  أمى تقول لها    ماينفعش  سليمان ليكى  ( دة بتاع بنات ) ..  كل يوم بيذاكر  لواحدة   .. أقول  لأمى  على الفور  أنا  أخذت  أستيكة ومسطرة  وكراسة  وقلم جاف   يعنى بوفر  عليكى  المصاريف  فتنظر الي بحنان قائلة انا عارفة انك عاقل بجد
وربنا يحفظك ويبعد عنك  عيون الناس الوحشين  .. وكانت مريم  تراقب تحركاتى  لتتحقق من كلام  أمى
فاجدها ورائى  فى كل  مكان  كانت  جميلة ورقيقة  حقا  .. كأجمل من ملك  وكأنها تسابق
الزمن فى النضوج  رغم أنها أصغر منى بعام كامل .. لكنها كانت تحبنى حبا  جما .. وكنت انا  مشغولا   بما   يجرى من أحداث حولنا  الفقر والبؤس والحرمان  .. وكيف ارتبط  بجميلة الجميلات  وانا  مازلت
فى الصف الثالث الأعداى  .. وكانت أم  بدر  الرشيدى تأتى الينا
اسبوعيا  ومعها  أبنتها ضحى  .. كانت مشرقة كالنهار وكانت تعجبنى بشدة    فهى تشبة أمى تماما فى روعتها وجمالها  وبياض جبينها ونضارة بشرتها وصفاء وجهها الوضاء
وكانت فى ذلك  اليوم  ترتدى بلوزة مفتوحة  من   ناحية الصدر  وكان  الضوء ينفذ من صدرها  ساطعا  فى الارجاء  كانت  رائعة جميلة مشرقة  مبتسمة دائما  حركت مشاعرى  فجعلتى  اتجاهل مريم
التى تصغرها  بعام ..
الا ان  انوثة تدفق منها
بطريقة  حركت كل مشاعرى وحواسى  حتى  أن أمها  لاحظت ذلك  وقالت  اسبوع  وتظهر  نتيجة الأعدادية  والسكة الحديد  طالبة  تعينات بالأعدادية  واللة يا سليمان  لن أبخل  عليك بأبنتى   حتى لو انا  سوف أجهزها لك  لأنك شاب مؤدب ومستقيم  واخلاق  وشكلك عاجبنى  وعاجب البنت بنتى  .. وهى دايما تقولى   تعالى  نروح لأم محمد  شوية  ياريت  تكون  راجل تمام  وتثبت لي ذلك  وتقدم  على طول فى الشغل دى  خلينا نلمكم  على بعضكم .. فنظرت اليها بإستغراب  وقلت  الزاى  واحنا سننا صغير  فقالت   المهم تكونوا  لبعض  انا بنتى
اللى جوزتها  كانت مخطوبة لأبن عمها وهى فى اللفة . ضحكت وقلت ربنا  يعمل اللى فية الخير   حضرت  امى وقالت بحدة : يا أم بدرى ماتفتحيش عيونهم   العيال لسة  صغيرين
ومن  هذا الكلام الحاد

الذى قالتة أمى بحدة  لم اعد  أرى أم بدرى وابنتها  وكنت  أمر من امام  البيت  فلا أجد   صدى ولا ظلال ولا طيف  وكان الحياء الشديد  يمنعنى  ان  أطرق البيت عليهم لأراها .. ومع طول إنتظار  ذهبت اليهم

متحججا   واقول لقد  نجحت  بمجموع  كبير  ..  قالت لى برقة مبروك  وياريت تبارك
لأختك  ضحى أهى إتخطبت

ورحت  فى عالم آخر من السرحان .......

كانت الدموع تكاد تنهمر من عينى وانا أكابد الشعور بالأسى كل شىء حولى مظلما  داكنا  أسودا  لا جمال فية  بعد أن رحلت  التى  عشقها  قلبى وأحبها وكأنى كنت أبحث عن صورة أمى  فى هذة الفتاة  الساحرة  الجميلة  ورجعت هائما  على وجهى  لأقابل مريم  بإبتسامة  غامضة مريبة  وكأنى أقول لها  سامحينى وسامحى خيانتى  لكِ .. ولكن مريم  الفتاة الفاتنة المشرقة ذات العينين القرمززتين الساحرتين   تنظر الي بغضب شديد وتقول  فعلا  انت  بتاع بنات  روح اللة يسهلك  ماعنتش  حتشوف وشى تانى  وان شفتة ابقى  ( تف علية )..  وكان  هذا الألم  الثانى فى حياتى  فأصبحت حياتى كاحلة مبعثرة  مظلمة جرداء  ليس فيها نماء  وكأن كل  شىء ينبت بالخضرة والأمل  قد  جف وذبل .. واصبحت وحيدا  بعيدا  عن   ابتسامة  تدفعنى الى مقاومة قسوة الحياة  فقد  ضاعت منى  ضحى وراحت مريم  الى حيث لا عودة  ولا حديث  ولا حوار .. وكأنى كنت أستنشق  حوارها   لأجد  رئتى تنبض بالحياة  مابين إختيار  شبيهة أمى  ومابين   الذكاء  الخارق  والاخلاص فى الحب والأناقة والجمال
وقد جف  كل شىء حولي وكأنى أبحر فى بحر متلاطم الأمواج  بدون مدافين الحب والأخلاص ..وكدت  أغرق .. لولا 

  بداية العام  الدراسى الجديد  كان  فى 13 / 9 
وفى ثانى يوم  وجدت

تجمع رهيب من الأصدقاء منهم   على جاد غريب  وايضا  نبيل أبو الفتوح  وكما انضم اليهم   إبراهيم  حدايد
ومحمد  غريب  وأخيرا
سامى البنا وحسن  المسلمى وبعد اسبوع  آخر وجدت حشدا  انضم الية  صلاح الحمراوى
وعلى الحمراوى .. وبالسؤال  عن سبب ذلك  فهمت أن  هناك فتاة رائعة  كقيثارة تعزف سيمفونية الحب إنها فتاة وتدعى ( إصلاح ) وهذا إسمها ..  وساورتنى  الفكرة  أن أمسك  كتاب العربى   و افتحة  للقراءة   على عامود المصباح الشارع  الذى يضىء ليلا  لكى اراقب مايحدث عن كثب.. وكلما أقترب لأستطلع ماحدث
واعرف الأخبار
أتأكد  أنها فتاة رائعة تختلف عن كل البشر
إنها أكيد ملاك هبط  علهم من السماء كى يجمعهم  لأستنشاق نسنات الحب وأحلام الصبى .. ولم
أستطع  رؤية (إصلاح )الا  فى اليوم العاشر تقريبا   حيث كانت عائدة  من مدرستها  كانت هى فى الصف الثالث الأعدادى وكنت انا فى  الصف الأول الثانوى  وتوالت الأحداث .......   



   الجزء الثالث
      ( 11 )
كانت الشمس  ترسل إشعتها  على مضض وكان  عمال  الرصف  يقتلعون بالبلط  كل ماهو حت الأرض  حتى  حبات الزلط  .. وكنت أرقب  غين الشمس  حين يزداد بها الهب .. وكنت  عن حرارة الجو أستعض  ببعض  نسمات الهواء التى يطايرها  حفيف الشجر .. كان الجو  حارا  وكنت  أنا فى غاية القلق ..  أفكر فيما وصلت الية  كيف أخرج  من النفق ... وإدعيت أن ليس
معى بطاقتى  الشخصية  كى يأخذ  منها المأذون
الرقم  والأسم  والعدد  ..ووسط  هذا  الجو الخانق  الممتد  عبر الأفق  .. ظهرت أمامى ليلى  بجسدها البض المضىء الناعم  تتوهج  لتزيد  من حرارة  الجو  الخانق .. كان  جسدها
المرمرى  كرخام أملس ينزلق  على مشاعر قلبى  فيزيل من على جسدى  حبات  العرق ..
وتذكرت أن الجمع بين أختين  عند  اللة حرام
وبغض  .. فقررت الهروب بكل الوسائل والطرق ..تفحص المأذون  الكرنية المدرسى الذى أحملة  على مضض .. ودون كل بياناتة
على الورق  وارتفعت الزغاريد  ووزع الشربات  إلا أن قلى بدأ  يحترق ونظر الي  الدكتور  عبد  الهادى مبتسما  وقال  هذ ا  حلالك  الآن   ونادى على أختة شربات قائلا :
خذى  زوجك  فى الحجرة  العلوية وعندما  نطق بهذة العبارة أدركت أنى تزوجت  ولا مهرب
فالمأذون قد  سبق .. وتحدثنا  عن  كل شىء فى
إمور  الزواج  وبدت  بقميصها  الأحمر  أشد  توهجا  عما  سبق  .. ولكن  سرعان مامر أمامى شريط  الذكريات  فتصبب  من جبينى العرق رغم  أن الحجرة العلوية  تنفرد  على سطح واسع  يحمل  أكوام  العشي والحطب .. تذكرت
ليلى  بجسدها الأغلى من الذهب  وبدأت أسترد
أنفاسى  يتجمد  هذا العرق  .. إقتربت منى تكشف  عن ساقيها  وكأنة الجسد  المسجى الملتهب .. ولكن كل الشعور  من التخيلات قد برد  كى  أترك  الضوء السارى من جسد  ليلى
كى أقترب  من شعلة اللهب .. كنت  فى ذلك
اليوم إدرك السبب .. لكن القدر الذى معى لا يتفق .. فقررت  الهرب  .. بعد أن أبلغتهم 
أنى  ذاهب لأحضر  حقيبة ملابسى  وابلغ
أهلى  عن مكانى  فأنا  لم أتعود  المبيت خارج
نطاق  المنزل  مهما كان السبب .. وأخذت
حقيبة ملابسى  ... قائلا  لأمى  أنا ذاهب  لأجد
عملا  .. فأعطتنى  جنيها  قد إدخرتة  وقالت
هذا كل ما أملك  وعلى بركة اللة يا سليمان ربما يفتح  اللة عليك .. أدركت   شربات  بعد تفكير
عميق  ننى لن أعود  ..  وكان من المنطق أن تحلل  ذلك  جيدا من تعاملى معها  بنفور وحرص  .. وعند  خروجى من البيت  وجدتها
أمامى  فى أبهى ثوب  ومكياج  تنتظرنى وهى تراقب خروجى من  البيت  .. فلمحتها عن كثب
وحاولت أن أترك  حقيبة ملابسى  فى حجرتى
وخشيت من أن تحضر  وبشجاعتها  المعهودة
لتقول لأمى أين زوجى ؟ .. فتسقط أمى من طولها  مغشيا عليها من فرط  وهول الصدمة
فأسرعت  اليها  قائلا  :  لماذا أتيتى  الى هنا
فقالت  ببرود   زوجى  وحشنى وحتهرب منى حتروح على فين ؟! ... ذهبت معها أتسكع فى
الطريق  ثم  دخلنا  سينما  الحرية   حتى وقت
متأخر م  الليل  ... ولم نجد  مواصلات  فى ذلك
الوقت  فقررت المغامرة أن أبيت  فى حجرتى
فدخلت بطريقتى الخاصة  وشعرت أمى بدخولى فقالت : إنت جيت يا سليمان  فقلت  لها أيوة  جيت   فقالت مش عايز حاجة أعملها  للك فقلت
لأ .. أنا  كابس علي النوم .. كانت  الكنبة  التى انام عليها  لا تسع  إلا فردا واحدا .. ونظرا لأن شربات نحيلة  فقررت الإنكماش وان تنام  خلفى
حتى  بزوخ الصباح .. وكانت  شربات  تهمس فى أذنى أعطينى  وشك  لا تعطينى ظهرك  فهمست برقة  .. ليس هذا وقتة  ..  شعرت أمى أنها  فى
حاجة  الى  ان تقوم بتغطيتى ليلا  كعادتها  مهما  كان الجو حارا  ..  وقامت  بلف الغطاء  خلف  ظهرى  بعناية فأحست بجسم  غريب  فأوقدت النور   .. وصرخت قائلة : بيت  الست الشريفة 
الطاهرة يدنس يا خراب إسود  النهاردة إصحى
ياسعاد وشوفى النصيبة  ..  وأخذت أسلك  شعر
زوجتى شربات من أنامل  أمى  ولا أستطع  البوح  بأنها زوجتى  فيحدث مالا يحمد  عقباة

وقامت أختى سعاد  بشد   شعرها بقوة  فائقة وطرحها أرضا  . وانهالت  عليها  ضربا وركلا وقمت بتسليكها بالقوة  وأخرجتها عنوة  من البيت  حتى لا تتعرض للموت ..
ولحقت بها  بسرعة  فائقة لأخفف من هول الصدمة ومن  تقاعسى  فى الدفاع  عنها أنها زوجتى  .. فكانت  حزينة لأبعد الحدود وذهبت لأروح عنها  فى بيت العائلة  كما يسمونة فى ميت بشار  ..  ويومها  قمت بالمبيت  معها
على سرير واحد ولم أمانع رغباتها المكبوتة
وصدقت إننى  إحتزت الأزمة  ولن أهرب  ثانية
وإطمئنت الي .. بعد ليلة  كلها أشواق  وقبلات
وحياة مشتركة  ..  وصبيحة اليوم  الثالث تذكرت  أن الدفعة الأولى  من التقدم لمعهد كيما  بأسوان   قد  حل دورها وكنت قد  أجرى على
الكشف الطبى .. وذهبت  الى مقر ومركز المعهد  بالقاهرة  .. ومنحونى  تذكرة السفر
وسافرت دون  حتى إخطار  لأحد  بمكانى الجديد  .. ومضيت لمدة أربع شهور  متتالية
أرقب الحياة  بحلوها ومُرها  .. وكيف لو عثروا

علي  ..ماذا سيحدث لي ربما يقطعونى إربا ..
إتجهت  الى القاهرة  ومعى  جنيها
واحدا  خشيت  من الكمسارى الأ يعطينى باقى  الجنية بعد كتابتة  الباقى  على ظهر التذكرة  ..فكانت
يعنى تقفز  وراءة يماينا وشمالا ..أرقبة  بكل خوف وجزع  ألا يأتى
فأعيش الضياع  .. فهو كل مدخراتى فى ذلك الوقت  العنيد  .. وعاد لي قلبى  من  قفزاتة العالية وأستقر  بين  ضلوعى  حينما تم إسترداد باقى المبلغ ..  ونزلت  أجوب شوارع
القاهرة وانا جائعا  فتقدمت من مطعم
متواضع واشتريت  ثلاث  سندوشات
فول وطعمية  .. ودلفت الى حديقة
صغيرة أمام مجمع ميدان  التحرير
وأخذت التهم  السندوتش الأول حتى آخرة  وبدأت  فى الثانى  فتقدمت منى
فاة  صغيرة  جملة للغاية كأنها ملاك
هبط  من السماء على مائدة طعامى كنت  تقترب من الثالثة  عشر ربيعا
وقالت بإبتسامة رائعة  ممكن تعطينى
سندوتش لم  آكل  من إمبارح ..فأوقفت تناول السندوتش الثانى  عند  سماع كلماتها الموجعة وقلت لها تصدقى انا كنت  سألقى بهذا  الطعام
فى  سلة المهملات  .. وقدمت لة  السندوشتين  .. فقالت لا واللة  كيف
واحد عشان نأكل معا ويبقى عيش وملح  .. نظرت الى  غيونها البنية اللامعة والتى تشع  سحرا   وجمالها
الطاغى المبكر  وقلت  لها   لماذا  لم
تتناولى طعامك من إمبارح   .. ياريت  نكون أصدقاء  دة عيش وملح
حكت لي  حكايتها  أنها  من الأسكندرية  توفى والدها  منذ أرع  سنوات وتزوجت أمها  ورفض زوجها  أن أعيش معهم   وكان خالى قاسيا حانقا  على أمى  .. لزواجها السريع  عقب وفاة أبى  .. وعندما
عرضت  علية جارتنا  الشيطانة أن
تجعلنى خدمة فى البيوت  قائلة  لة : إنت ناقص ماتشغلها فى البيوت   دى الشغالة بتجيب  فلوس  ياما   عجبت خالى الفكرة تماما  .. وانتقلت للعمل
مع أسرة  ثرية  تعمل فى   صناعة الزيوت  ..  وكان علي وجدى أن أغسل وأمسح وأكنس وأنظف الشقة
أحمل كاتين الزيوت بما فيها من زجاجات  زيت   ثقيلة الى  أكثر من أربعين مترا .. لم أصترح  دقيقة واحدة طوال  ثلاث سنوات  حتى فى الليل  كان إيقاظى بشدة كى أقوم أفرغ معهم  عربة الزيت القادمة من  أماكن
بعيدة ..  وكانت  القسوة والضرب المفرط والعذاب  لو   توقفت  ثانية واحدة  عن الشغل .. وكمية الغسيل
والجهد  والتعب  ... جتى فى لحظات الهجوع  لأعرفها  .. وقد  تحملت ذلك
وكنت صابرة .. حتى سمعت  فتحى وهو  عامل  فى مصنعهم يقول لعادل
إبن  صاحب البيت   عندك موزة وساكت لازم تفورها  .. فقال لة  البت لسة  صغيرة  قوى وماتعرفش الكلام الفارغ دة   قال لى يا غشيم   سبنى أنا وانا إأجهزها لك وأعلمها لك  كل شىء  .. هذ اللحظة فقط  هى الفاصل
والتى جعلتنى أهرب ليلا  .. حتى جئت  الى هنا ولايمكن  أن أرجع
لخالى لأنة  ينتفع من خدمتى وسيعيدنى  اليهم مرة أخرى  واخشى أن يغتصبنى  فتحى وعادل .. فقررت
الهروب ولأول مرة أفتح قلبى اليك   لأنك باين عليك إبن ناس وممكن أجد عندك حلا  ..  حكيت لها حكايتى بصراحة وطلبت منها  أن نساعد بعض  على إيجاد حلا مشتركا ينقذنا من قسوة الأيام ..   أخذنا نتجول  ونبحث  عن مكان يأوينا  فقد أمسى
علينا  الليل والكل  يساورة الشك أننا
لسنا  أخ وأختة  .. بل قد يكون  ذئبا
يريد أن يفترس  ضحيتة .. وكم خشيت من عيون الناس ... ولم أجد مكانا    للمبيت حتى الصباح  ثم نقوم   بالتجوال فى النهار   كما لا أستطيع العودة إلى أمى فأزيد الطين بلة .. ووصلت  قناعتنا  .. أننا  قريبا سنجد
حلا مقنعا    .. وستكون رغدة   وهذا إسمها  زوجة المستقبل لي وإن اللة أرسل لي من السماء أروع وأجمل هدية  عطاء  ..
فأبتهج قلبى  وتنفست الصعداء .. وحمدت  اللة  أن وهبنى  شبيهة مريم
الفتاة  الى أخلصت فى حبها لي .. وكانت  تملك  رغم صغر  سنها قلبا 
نابضا  مفحم بالأمل  والحياة .. لكنها
أدركت أن  لا فائدة  منى بعد أن نهرها  أهلها ورأت بعينها أننى  (بتاع بنات ).. وإن نضوجها قبل الآوان جعلها تسرع بالهرب  خوفا من غدر الزمان  رغم إنى بداخلى  نقاء وصفاء  وطيبة  لا يغلمها إلا اللة  تلك الظروف والأقدار  .. فالقدر سلب منى مريم  التاة الرائعة الجميلة الذكية
المثقفة  ليعطينى ملاكا أكثر شفافية ورجاحة عقل وإتزان  ومابين التقاء السحر  فى عينيهما  شعاعا  غامضا مشتركا  أكثر جاذبية من أنضر وأنضج النساء  .. وسرعان ما طرحت فكرة  الذهاب الى المبيت عند
أختى (روحية ).. فى شبرا  الخيمة ..
ولكن  خوفى الشديد من زوجها محمد
قد جعلنى أغير الخطة حتى  لا  أفسد 
حياة أختى  وأسبب  لها الطلاق إذا  ما  عرف أن أخيها قد أحضر  فتاة من الشارع   ليدنس بيتة الطاهر الشريف  كما يعتقد كما أن أختى   روحية أشد تزمتا   من أمى وأكثر إختجاجا منها  فى هذة المسائل  وكم
كانت مطيعة  لزوجها  تماما .. كما
أن لزوجها سطوة  وقوة  وجبروت أكثر  من (سى السيد ) .. بل لو  تمت
المقارنة بينة وبين  سى السيد فى ثلاثية  نجيب محفوظ لكان سى السيد
أشد رحمة وطيبة ..  وافقنا أننا  سندخل  من الباب ونطلع السلم حتى الدور الأخير  فهو بدون سكان وليس لة باب ولا سقف وسوف نمضى الليل بة حتى بذوغ الصبح  ثم ننصرف لنفكر  كى  نجد حلا  عاجلا  لمشكلتنا
معا بعد أن وثقت فى صراحتى فأنا لم أخفى  عليها شيئا وهى لم  تخفى عنى شيئا  ..  وقلوبنا تعانقت على الحب والأخلاص ..  مشينا أكثر من  ساعتين  على الأقدام  حتى وصلنا الى  باب البيت  كانت شوارع شبرا الخيمة  مظلمة  حالكة والكلاب  تعوى ولا تنبح  كأنها ذئاب  (ورغدة)
.. تسير معى  وكلما سمعت نباح الكلاب
خلفنا  تلتحف بجسدى وتلتصق وتشد
على يدى وتمتد أناملها الرقيقة  لتلتصق  إلتصاقا بأصابعى   وتصطك أسنانها  من شدة الخوف
كلما إقتربت الكلاب ونبحت  خلفنا
واقتربت  من أنفاسها  كى  أطبع
قبلة على  جبينها  الدافىء بالحرارة
والمشاعر الفياضة  .. وكلما أقتربت
من عذوبة شفتيها لأطبع  قبلة حانية
وامتص هذا  الرحيق ولو لثانية واحدة
فكنت تشعر بدفء أنفاسى فى ظلام الليل البهيم  وعما أقصدة  فتقول برقة
( ما أتفقناش على كدة ) .. وربنا شايفنا  ..  خلينا فى الحلال أحسن   قلت لها  :  انت  صغيرة  ولا يوجد
مأذون يمكنة  أن يعقد قراننا  قبل
ثلاث سنوات ..  فقالت لأ  .. أنا
جسمى فاير  .. وسنة واحدة حكون
آنسة  تعجبك تماما  ويمكن  ان أسنن نفسى  أو نعطى المأذون  قرشين زيادة  ونكتب كتابنا  .. وياسيدى يبقى
على كيفك  مش حقولك لأ .. وفى هذة
اللحظة إقترب  كلبا   شرسا   منا  ونبح  بشدة  خلفنا .. فا لتصقت  رغدة
بصدرى  .. واقتربت أنفاسها من أنفاسى  وطبعت قبلة على شعرها الناعم  الفاحم  الذى يعانق  القمر
ويرسم صورة الملاك الذى هبط من
السماء  الى الأرض فى صورة زى بشر  يرقب أعمال  البشر  بين البشر
فتجلت  هذة الصورة فى حذر .. وإحتضنتها برقة  ولم أختصر الوقت
حتى وجدتها  تبتعد  عنى قائلة : أنا
بدأت أخاف منك  .. فقلت لها أين الثقة  والعهد بيننا  ..  والايام  ستكشف  لكى  أننى إبن أصل  وسوف أصونك واحافظ  عليكى  حتى آخر العمر حتى  لو تزوجنا
لت آخذ منكى شيئا الا برضاكى   التام عنى  واحساسك  الزائد بحبى
أنا بس  كنت بحاول أن إهدىء من روعك  وخوفك واننى  الذى سأحمك من الناس والذئاب ومن نفسى كمان أنت ملاك من السماء ولا يمكن أن أخدعك .. وعادت الثقة الى رغدة
وذهبنا  الى  الباب  .. باب منزل
أختى فوجدناة   مغلقا  تماما  وكانت
الصدمة شديدة وبكت  بكاءا حارا
شديدا وقالت اعمل إية وانا هلكت مشى  طب  ننام قدام الباب لغاية
الصبح .. فقلت لها  طب أنا أخبط واسيب لكى الباب مفتوحا  وانتى تطلعى على فوق   .. فوق السطوح
هناك  حجرة   دون  بناء سقف  سألحقك بعد  دقيقة واحدة   قالت
: اخاف وحدى   والليل  موحش
قلت ها أنا لن أستكمل دقيقة    يعنى   عندما تطلعى فوق السطح سوف تسمعى وقع أقدامى خلفك
الأهم الا تخافى فأنا معكى وربنا يستر
قالت   ماتقول لهم الحقيقة وربنا يعمر
بيتهم يبيتونا للصبح ..  قلت لها قبل
الصبح يكون اختى إطلقت ودة رجل صعيدى  ما بيفهمش  فى الحاجات دى  وكمان أختى   مثل أمى تماما متزمتة على الآخر  وحمبلية  زيادة عن  اللزوم فولة وانقسمت نصين من أمى  ولا يمكن أن تتهاون  بل ستقوم بطردنا فورا  .. مع الفضيحة الكبيرة
قالت ماشى   ... طرقت الباب بشدة
ولم يفتح الباب الا بعد ان مضى حوالى نصف  ساعة وأنا  أطرق الباب بشدة .....  ..وفتحت أختى
الباب  وانتظرتها  أن تدخل  .فإذا بها
تبعدنى  كى  تغلق الباب  تماما خلفها
وتعجبت  من هذا فهم دائما يتركون
الباب مفتوحا لأن البيت بة السكان الذين يدخلون ويخرجون  حتى  منتصف الليل ..  ودخلت ورائها
وانا قلق والدموع تقفز من عينى
وشعرت بالذل والأهانة والعجز ..
ولم تدخل أختى لتنام   بل قالت لي
أحضر إليك عشاء قلت  لها : أنا شبعان على الآخر  رغم ان بطنى خاوية  .. قالت طب أعمل  ليك لقمة بعسل  قلت لها انا واللة شبعان أدخلى نامى أنت يا اختى  قالت : انام الزاى  لازم ندردش سوى وأمك عاملة إية والزى صحتها وانت  جاى  فى وقت متأخر
من الليل أحكى  لى بالتفاصيل وانا اسمعك   قلت لها  بإختصار... قالت ما ينفعش حقوم أعمل لك  كوباية شاى
تعدل دماغك عشان تحكى لى كويس وافهم قلت ها مافيش حاجة وكلما   إتجهت  ناحية الباب  تجرى  خلفى ممسكة بملابسى قائلة أكيد فى حاجة لازم تفهمنى   قلت لها سامع صراخ بنت  .. قالت  إحنا مالنا مابنفتحش لحد  بالليل  .. خطر فتح الباب  بالليل ورجعت وتكرر   ذلك مرات  حتى سمعت  صرخة مدوية فلم أتحملها
وفتحت الباب بقوة .. فصرخت قائلة الحق  يامحمد   ماعرفش سليمان جرى  لة وتشبثت بملابسى  حتى
قطع  كم القميص  بعد ان عافرت
أكثر من عشر دقائق للتخلص من
الكم  وسرت أصرخ  فى الشارع
انتى فين يا رغدة  .. إختفى الصوت
تماما  .. وظللت هائما على وجهى أبحث عنها  حتى الآن فلم أجد  لها
أثر  ..  ربما  سمعها الجيران أو أحد
 المارة ليلا  فتقدم وجاء  لكى
ينقذها   وربما داهمها كلب وأفترسها
لقد تغيبت عنها   أكثر من  ساعة ونصف  وهى قدرتها  لا يمكن أن تتحمل  أكثر من نصف دقيقة  ..
فى هذة الظلمات الحالكة من الليل
فهى كانت بجوارى وفى حمايتى وترتتعش وترتعد من الخوف
وظللت أصرخ وانادى  فىالشوارع
لماذا إختفت  ..  قد يكون  صاحب سيارة  سمع  صراخها  وحملها معة
فى سيارتة الى مكان بعيد  جدا  لا يمكن  التوصل الية  .. وظلت  تائها
شاردا أبكيها ليل نهار  حتى وقتنا هذا
لأن مامر بى   هى قسوة  بالغة  وتقصير شديد   جعلنى أشعر بتفاهتى
وجهلى وذلى  وإستكانتى وضعفى
ومن هذا اليوم كلما أتذكر كيف كانت تتوارى  خلفى  وتلتصق بى خوفا  من  الظلام والكلاب والمجهول  وكيف آمن لك وأنت  خذلتها  خذلانا مبينا  ..  مما جعلنىأتجرع الألم والآهات  وتأنيب الضمير  حتى يومنا هذا  .. ومازلت أبحث عنها داخل  مخليتى الى أين  ذهبتى يامنية الروح وزهرة الفؤاد .. ماذا جرى لكى وماذا حدث وهل  العناية الإلهية أحاطتك ..
 بل اللة  عليكى سامحينى فانا الضعيف أمام ضربات  القدر ولا منجى إلا اللة وحدة  يرحم عبيدة
وظللت أبكيها طوال العمر
  وأشعر إن أختى  روحية  سبب
 ما وصلت الية من أنهيار نفسى
  وفقد هدية من رائعة من السماء .. هذة
هى الفتاة الحقيقية  التى  سببت لي أضرارا    نفسية بالغة وصرت اعانى
منها طوال حياتى يهاجمنى طيفها فى صحوى وفى منامى   وكتبت رثائيات
بعد أن علمتنى   الشعر نوحا  وصرت لا أستطع بوحا  .. فما من يوم  يمر إلا وانا أطلب من اللة المغفرة  والسماح  .. فقد قمت بتعريض  اصغر واروع   وأجمل فتاة  صغيرة  الى عذابات   شتى لا يتحملها أعتى البشر    ولا ينوء بحملها أعتى جبال الأرض .. وظل ضميرى يؤرقنى والاحلام المزعجة تقتحمنى والخوف من عذاب اللة وأسأل نفسى ما مصير  هذة الفتاة البائسة بعد أن تخليت عنها  بجبنى وخستى وضعف شجاعتى وعدم صراحتى فى إقتحام المجهول   كانت هدية رائعة  من السماء  تركت  خلفى النحيب والعويل والبكاء  ..  وأسئلة كم إحترت فيها   لماذا حدث  لي  كل هذا   وانا  من داخلى لا أعمل الشر
وليس بينى وبينة لقاء  ..  هل   هذا
هو عقاب لي من رب السماء .. طب
ماذا جنيت وأنا أسجل كل  إعترافاتى بدقة بالغو وصراحة كاملة  دون لف او التواء  أجد حتى مابداخل نفسى لعلنى أقوى على البقاء ........ 
  






 


وسامحتنى أمى لي سقطت فالكل قال لها  للشباب  سقطات  فلا تبالى حتى لا تفقدى
إبنك .. ولكنى كنت خائفا من  مواجتها
فنزلت فى أجازتى  الى بيت أخى أحمد
فى القاهرة فقد  تزوج  من محامية كبيرة
ذات دخل عالى وحسب ونسب الا أنها
سمراء داكنة  حيث أن أبيها   وحدة  تميز باللون الأسود  عن باقى أخوتة   من الأم السودانية والأب  المصرى ..  فكان هجينا     الاعمام
 ذوات لون أبيض مشرق لأبيهم والأب أسودا لأمة  ..
كن أخى أحمد  رئيس شركة الكهرباء بشارع
26 يوليو ومدير حساباتها .. وابصرتها  بقامتها
الممشوقة وخطواتها الحانية فى دلال  وتموج شعرها الأصفر الهفهاف .. فأقتربت  منها رويدا لأتحقق  من وجها القمرى الوضاء  فوجدت عيونها الخضرا  .. كالبرسيم   يخرج من حقل أخضر  فينبض بالحياة والحب والسحر والجمال
وأيقنت أن   هذة  ضالتى المنشودة وإنها  تفوقت
على  كل سائر  بنات  جنسها بما حباها اللة من جمالى طاغى  وفتنة وسحر لايقاوم  بأى حال
فمشيت ورائها  حتى دخلت  بيتا  متواضعا

من ثلاث طوابق  ..  وصعدت ورائها  للدور الثانى  ووجدت نفسى أخبط  على بابها بكل
شجاعة وبرود  فقد  سلبت  لبى  ولبى وعقلى
ولم أستطع المقاومة  وقدمت نفى انا  المهندس سليمان  فى معهد التكنولجيا  بأسوان .. فرحبت أمها  ترحيبا كبيرا  نظرا  لضيق حالتهم المادية
فهم يقطنون فى هذا  البيت المتهالك جدا  فى بولاق  تلك المساكن ى الشوارع الضيقة خلف
إدارة  كهرباء  شارع  26  يوليو  تلك الحارات
والأزقة الضيقة  والشوارع التى تحوى المطابع ودار  الأخبار والمساء  .. وذلك الناس  الذين
إشيعوا أنهم  يخانقون  دبان وشهم  .. وما أشتهر
من قاوة قلبهم وغلظتهم إلا أن  هذا الكلام لم يمت  بصلة للواقع  فكلهم اناس  طييبون .. رغم إختلاف توجاهتهم ..   تعرفت على العائلة وانها تدعى  نادية  صلاح الدين  ..  والتى سرعان ما
خفق  قلبها لي  وكأنها أرواح  هائمة فى سمائها  الكل يبحث عن نصفة الآخر  .. ليرتبط بة ......
وكان والدها يعمل بائعا  فى أرقى محلات  شارع 26 يوليو    لما  لة من مظهر  راقى واناقة  زائدة  ووسامة معبرة عن أصضلة التركى الممتد  فى العروق كانت لون عيونة  كزرقة السماء الصافية وبشرتة فى بياضها وإحمرارها تقترب من  بشرة  الأنجليز  فى  عز صيف  شهر يولو ..  وتعجبت على رقى وطيبة هذة العائلة إما الأم فهى شديدة البياض يبدو عليها الطيبة الذائدة  وانها من الأرياف  يبدو فى ذلك من لهجتها فقلت فى نفسى كيف  التم الشامى على المغربى كما يقولون فى الأمثال  كان لها أخ فى ربيعة الثالث عشر  وأختها  سعدية متوسطة الجمال  ومملكة بعكس أختها نادية الرشيقة الجيلة  الرقيقة ذات القد الممشوق والجمال  الخلاب   كان  فى ربيعها  الثامن عشر  .. تمشى كملكة   تمتد الخطى فتظهرها أنها ليست  من سكان  هذا الكوكب الارضى بل قادمة من عالم آخر ..  وداومت على زيارتها محملا بالهدايا  فقد  كانت المعهد يعطى المتفوقين  راتبا  شهريا   يغطى   كل طموخاتة ومصارفة وحياتة  .. فكان هذا أملا للفوز بملكة هذا الكون .. وتمت  حفلة  الزواج  بتقيم  دبلة دهب  وانا دبلة فضة  ..  واشتروا  دهب قشرة

بخمسة جنيهات عبارة عن  غوايش  رائعة لا تقل أبدا  عن  الدهب الحقيقى .. ومضينا واثقين
الخطى .. آخذها  للتنزة   واذهب بها الى المتحف الزراعى ومتحف الأثار والأهرامات
وحدائق الحيوان ..  حيث قالت لي لم  أر   هذة
الأماكن فى حياتى رغم أنى من سكان القاهرة كان والدها من أصل تركى متشدد  وأكتفى بحصولها على الأعدادية لست أدرى لقلة أو ضيق ذات اليد أو خشية عليها من جمالها الملفت للأنظار  .. كنت قد أرسلت ورقة الطلاق من

القاهرة  الى شربات بغد أن تعرفت على مكان المأذون  ومنحتة خمس جنيهات .. وكانت الصدمة المفجعة  لأهل شربات وظلوا يبحثون عنى فى القاهرة  شهورا طويلة دون   جدوى
حتى بلغ التعب مداة  .. كان للأنتقام  لا غير
وكنت أنا أنتقم من الزواج القهرى  وكيف  تجرأوا  على أن يزوجونى  حتى بدون بطاقة شخصية فالمأذون مأذونهم  والكلمة  كلمتهم فى كفر  ميت بشار  .. وعلمت بعد طول سنين وزمن  أن شربات انجبت ممنى طفلة جميلة
تسمى زهرة   وماتت  بعد عام  من مولدها
حزنت  عليها حزنا شديدا رغم أننى  لم أراها
ولأنى فعلا واقعت زوجتى شربات ماصدقت الخبر   مهما  كان  .. ومرت الأيام وانا فى حلم أن يكتمل  زفافى  على ملكة هذا الكون .. وكأنى فى حلم ولا أعرف ماذا تخبىء الأيام لي .....

                       ( 12 )
كنت شابا  يافعا  فى عنفوان الشباب  وقوتة  ..كان الجميع يتحدث   عن قوة خارقة أعطانى اللة إياها  .. ولم احافظ عليها ...  وتأتى الرياح
بما لا تشتهى  السفن  .. كانت   نادية ترسل الي فى اسوان  رسائل شوق وحب وهيام  وكان لا يخلى  يوم  إلا  وترسل رسائلها  بمل  حب وشوق  وتحدثنى  عما  ينتظرنا  من أيام  هناء
وفرح  ..  وبعد  ذلك  إنقطعت الأخبار  ....
وعلمت أن زوجتى نادية فى مستشفى القصر العينى  ..  فتركت  كل شىء خلف ظهرى  وذهبت  الى القاهرة قادما من أسوان  وتكاد تتقطع أنفاسى  من اللهفة والخوف عليها والقلق
وعلمت  ان إبن خالتها  من  بلد    بنها  العسل
جادلها  وحاورها بشأنى وكيف  وهو الأحق بها
منى  أن تذهب لغيرة فقالت أحبة وانا  لا أحبك وتطور  العراك والمشاجرة  فأستل سكينا وطعنها طعنة نافذة  .. ولفظت أنفاسها فى المستشفى  وهى تقول لي بصوت  خافت إحبك
يا سليمان .. ولم تمضى دقائق حتى فارقت الحياة  .. وإسودت الدنيا  فى نظرى ونقلنى أحمد
أخى الى  مستشفى المنيل القريبة من مسكنة ..
ثم خرجت  لأمكث فى بيتة وقال لزوجتة  سمكيحة أريد أن أخرج أخى من هذة الحالة بأى
وسيلة ممكنة فقالت  انها فكرة رائعة فسليمان شاب  تعشقة كل الفتيات لمجرد  الجلوس معة ساعة واحدة وانا عندى إبنة  عمى جميلة وتدعى  جميلة  وأكيد  أبى  يملك زمام أمرها بعد وفاة
عمى .. ونظرت  الى أبيها قائلة : مش كدة يا أبى   قال لها  أنا موافق والبنت  أكيد حتوافق بسليمان فلا غبار علية  وحدثنى  والد زوجة أخى  إنة كان  مدرسا  وإستاذا  للزعيم  جمال عبد الناصر وهذا يكفى للثقة فى تعهداتة  ان جميلة  ستكون زوجتك ونظرا  لى جميلةوهى تشبة البرنسيسات  جمالها آخاذ وإبتسامتة مشرقة وصوتها فية  العذوبة والشجن .. كان  لى   خمسة عشر يوما الباقية  لأرحل والا فصلت من المعهد  .. وأخذت تروح عنى  فكل تجولاتنا
فى الحدائق وغيرها  وقرأنا الفتحة وقرأ أخى معنا  هو وزوجتة  .. وكانت فرحتهم  عامرة بالمهندس سليمان   الذى هو أنا  .. واستطاعت
أن تمسح واحد فى المائة من الكآبة والحزن العميق  وكانت تراسللنى   بأسم زوجى العزيو سليمان  .. وتختتم من زوجتك  المخلصة  جميلة حسين ..

                   (13 )

قبل ان تعلن  نتيجة آخر السنة  والمراحل التخرج  .. كنت أعلم أننى   سأحصل على إمتياز وإن   لي  تكليفا   خمس  سنوات

كنت  قد  أودت قصة لي   فازت بمبلغ لا بأس
بة  فقررت عدم العودة مرة أخرى  الى اسوان

لأننى  قد إعتقدت سأكون  كاتبا مرموقا كنجيب محفوظ  أو العقاد  وظل الوهم  متربعا  فى ذهنى  مدة طويلة   حتى  علمت أن هناك  متاهات  الدخول والخروج .. وان اى قصة تكتب  تحفظ   وبعد ذلك تظهر فى رواية او قصصص مشهورين بعد تغيير طفيف  وعلمت أن  حتى الفساد  قد طال ونال من  الثقافة  والعلم
والفن  وأصبح الفساد مستشرى  ولن  تقوم فائمة

إلا من يملك النقود  للنفاذ  .. والطباعة على النفقة الخاصة إما  ما  يقدم فهو طعم لآخريين يعيشون على تجميع أفكار غيرهم  وهكذا سادت
الحياة  فخربت الضمائر والذمم فأتجهت  الى كتابة الأشعار   تعبيرا  عما يدار داخل النفس..
جائنى خبر عاجل من أخى  وقع  علي وقوع
الصاعقة عند نزولة  .. فقد  تقدم  لفتاتى جميلة
رجل  من الكويت ثرى ثراءا   فاحشا  واء من طرف  عمها الأخير الذى قال  لا علم لي  بقراءة الفاتحة مع  سليمان .. كفانا فقرا   وجمود
للأفكار الرجل أعطانى  خمسون الف جنية وقد
وعدتة والفرح   تم  .. عن طريق  أم جميلة التى
لم ترانى إلا مرة واحدة  .. وحزن والد  سميحة زوجة أخى  واعلن أسفة فإن الزمن  دوار والبقاء  للأصلح  تلقيت  الصضدمة بفتور فقد تعودت  على  الصدمات .. كما أن جميلة لم تكن بنفس القدر الكافى  من الجمال الذى عرفتة فى ضحى  ونادية صلاح الدين ...  واستقر بى الأمر  .. بإغطاء دروسا خصوصية .. فعرفتنى
بنت أختى روحية   وكانت  فاطمة بنت أختى أقرب الى قلبى  فأعطيت  نورة وإنشراح ورفغت والكثير  وذاد  المال فى يدى وعرفتى  على أم سمير   لأعطاء إبنتها  سميرة   درسا خاصا فى منزلها بثمن مرتفع جدا .

      ( 14  )
كانت  سميرة  خمرية  اللون رائعة القسمات

وكانت أمها أشد روعة وتقى وإيمان  .. ظللت

أعطى إبنتها لمدة  شهر كامل ولم أر  أمها   لكن كنت أسمح  صلاتها وتسابيحها  وكلماتها  بإسم
الصليب ..  إلا ان جاء موعد دفع المستحق الشهرى لي  .. فرأيت جمالها الدافىء وسمرتها  الجاذبة للنفس وإنوثتها  المتدفقة كأنها  تفوق إبنتها  بالكثير .. الكثير ..  ولأول مرة  نتجادل فى الدين  وإن كل واحد يعتز بدينة ولكنى قلت
لها : إن تدينك يفوق الحد  .. لماذا كل هذا هل
هذا  من ميم الإيمان  .. فقالت لي بتهند  : حتى لا أغضب  اللة   لقد زوجونى  رمزى  دون موافقتى وانا لا أحبة فرائحتة كريهة  وعملة ليلا
فقلت لها ولماذا لا ترفضى  من البداية قبل ان تنجبى سمير وسميرة  ..  اعادت تنهداتها أشد ضراوة وقالت  لي :  لقد أعلن إسلامة إن  لم يتزوج  بي .. وفعلا  أعتنق الدين الألامى لمدة  شهرين  كاملين وعندما توسل الأهل لي أن أكون  كبش  الفداء والمنقذة  لشرف العائلة والدين  قمت بالتضحية  لكنى لا أطيق رائحتة او الأقتراب منى .. وقلت لها كيف جئت بالأطفال
إذن قالت  : الأغتصاب والإكراة  ..  الا تعلم ان الحمل قد يأتى من أول مرة إختصاب .. قلت لها  ممكن  وماذا أنت الآن فاعلة  قالت :  التضرع للة هو الحل الذلى يريحنى ويعود  الي بالطمأنينة  ..وأقتربت أم سمير منى أكتر فأكثر
حتى صارت طعمنى بيدها وكنت أشعر بشى يشدنى اليها   الا أنها  أعلنت أنها  سوف تسلم
كى  تأخذ حريتها بالطلاق  فقلت لها  وما بعد
الطلاق  قلت لي بإبتسامتها  : أنت ومنحتنى أول قبلة  دافئة  .. شعرت بلهيبها وحرارتها وأنفاسها تدك قلبى وتعلى دقاتة  .. وعلمت   إبنتها سميرة  
بما يدور بيننا خلسة فكانت تبعد امها وتنفرد لتسأل عن معنى الزواج والعلاقة الحميمة وكيف تستمتع الأنثى   بهذا فى الحياة الزوجية وكنت أجيبل بإقتضاب خوفا من نفورها  وقد مبلغا ضخما  تجود بة أمها المثقة الذكية  .. وقلت لها: إن مامر بي من الأحداص ما يجعلنى  لا أصدق إنى سأستقر  يوما فى حياة آمنة مع زوجة فاضلة ..  وقررت الإنسحاب بالأنتهاء  من السنة الدراسية  الا أنها كانت تسأل عنى  دائما  بنت أختى فاطمة  .. وتحدثها  ائلة : نفسى أشوف   خالك  سليمان ...................

الثالث
                   (8 )
 لم أعد  أدرى  كيف  تبخرت النقود  التى  كانت معى  بعد  أن  ساهمت أنا مع أمى لأول  مرة  فى شراء  بعض
مستلزمات  البيت وبعض ملابسى الخاصة  .. وعدت أبحث عن الدروس  الخصوصية  كانت  شربات أحمد  أبو  الحاج  فتاة جريئة  تملك أنف أفطس  وشفاة  غليظة تثير الغرائز   وعينان غائرتان  أفسدت جمال وجهها  الأبيض فأضحت لا تثير  إهتمامى  الا من خلال تقدمها بعرض مغرى  أن أقوم  بإعطائها درسى  خصوصى فى منزلها  فى قرية  ميت بشار  .. وفرحت بهذا المبلغ  المعروض  علي  فى سبيل  حصتين  فى الأسبوع أختارهما بنفسى  ..  وذهبت معها الى منزلها  الريفى المتسع الأرجاء  وعلى سطحة  أعواد الأذرة والحطب  .. كان أخيها  الدكتور  عبد الهادى أبو الحاج  مدير مستشفى  الدمرداش بالقاهرة  .. والآخر  مدير عام التعليم الخاص بالشرقية  ..  وتجولت ببصرى فى ارجاء  البيت  الواسع الكبير  .. وهالنى أن أرى  سبحة بطول ستة أمتار  معلقة  فى مسمار ضخم بسقف الحجرة الواسعة   .. وفى ركن منة تجلس إمراة  كبيرة  السن  ناصعة البياض  ووجهها ينم عن طيبة  زائدة  وهى  ممسكة بحبات السبحة  ودار بيننا  الحوار   وقالت إن هذة السبحة  عددها  الف  وثلاثة وثلاثين  حباية ..وعجبت  لأول مرة  أرى هذة السبحة الطويلة  جدا   المعلقة فى بكرة  فى سقف  الحائط  بواسطة  مسمار  حدادى  كبير  .. وكم  فرحت  لتدين الأم  الشديد  وإيمانها  الراسخ العميق
وطلبت من  تلميذتى  شربات أن تحضر  كراستها  وكتابها  لنبدأ  الدرس  حيث أننى  تناولت  أجر الدرس  مقدما  حسب الأتفاق  ولأنى سأحتاج الى مصاريف إنتقال  مرتين فى الأسبوع  الى  بيتها  كمدرس خصوصى  .. لكن بسرعة أدركت ان  البنت  تختلف  تماما  عن أمها  فهى  تستعرض إنوثتها بشكل  فج  مثير وكم  كانت تطبع قبلاتها  بقوة وإثارة
والحقيقة كنت خجولا ..فى بادىء الأمر
لكن مامرت   بة من أحداث  ومع قسوة  الأيام  وكثرة الصدمات أضعف  إيمانى  وقلل  من مقاومتى
وجعلتنى  سلبيا   فى مواجة مايغضب اللة  ..  بل  زدت   تمردا  وانقلابا  وكأنى درت حول  نفسى مائة وثمانون درجة  فى مواجهة التحديات وكيف اصبحت   محتدا على مامر بي من صدمات  وكم أعاند  قدرى  كى أعبر  عن سخطى وغضبى فى مواجهة  الحياة وكان هذا التحدى قائما  فى مواجة السحب والغيوم  وتقلبات  الحياة كل يوم  والتمرد  عليها  بكل   نوع ولون  .. فأستسلمت 
لكل القبلات  المعسولة  وتناسيت تماما  كلام أمى  الحنون  بل كنت إريد أن أفعل  عكس ماتريد  .. وتبلدت  أحساسى  كى أكون  مجمدا

  أواجة العواصف والرياح والغيوم ..

 ولأول  مرة  أرى  أجزاء من الجسد  كانت محرمة  أن أراها ...   حتى أن توازنت نفسى لم يعد تطأ .. أذنى  سماع  أسمائها  .. وشعرت أن  هذا الجزء
الحساس من جسد الأنثى  هو  سر  عمار الكون .. فتبلدت أحاسيسى  وكأن رب  السماء أراد  أن يعصمنى من  أكبر الكبائر  .. وإستطعت أن أغطى  جسدها  الناصع المهضوم  الى طبيعتة  حتى يمر اليوم  .....
وترددت  فى نفسى  أن أبتعد  عن  هذا الدرس  المشؤم  .. لكن  كيف  اواجهها  وقد  استنزفت وقمت بصرف   جزء كبيرا  من المبلغ الذى أخذتة منها أجرا للدرس الخصوصى  ..  فكم ستأتى شربات الى بيتنا  بشجاعتها
المعهودة وأن تطلبنى    برد  المبلغ
وستظهرنى وانا المدرس الصغير الوقور  بأنى  نصاب  عقور ....
ففكرت فى حيلة للمرور من الأزمة

وطلبت  من صديقى محمد غريب

أن يصاحبنى الى ها الدرس فرحب
فى سرور  ..  والحقيقة   كانت المفاجأة  أن شربات  لها أخت تدعى  ليلى    تفوقها جمالا وانوثة طاغية .
ووجها المشرق الناصع   يسوى الأمور  ..فأعجب صديقى محمد غريب  بها   وانفرد فى حجرة أخرى وكأن علية الدور  ..  وكم  شجعنى أن   أرحب  تماما  بكل مايدور  بيننا  من أمور  .. وكنت  حريصا  الا تصل  الأمور  الى وضع  لايمكن  فية  إصلاحة  .. ومرت الشهور الثلاثة  وكم تمنى  صديق محمد  أن  تمتد فترة  الدرس الخصوصى   الى دهور  ..  وذات  مرة  جاءت  فتاة  تدعى  قدرية  ومعها أختها الصغيرة
لأعطيها  درس ..  قلت لها أنا لا أعطى للمرحلة  إبتدائى  .. فنظرت الي وقالت ولو عشانى  ممكن .. كانت  قدرية  فتاة  مثيرة جدا  طاغية الأنوثة  ترتدى بلوزه  تكشف عن  ذراعين  مرمرين   من عاج  .. والحقيقة  حركت  كل مشاعرى  الجنسية  وكأنها بحق  أمرة ذات أنوثة مكتملة  بعكس   شربات  التى تحمل ذراعين نحيفين  وساقين  لا يقويان على حملها  فهى لا تثير الغرائز  وهذا السبب الحقيقى  فى عدم  ضعفى أمامها   بل عدم إستسلامى لشهواتها
وظللت متماسكا  معها حتى النهاية  إما  أختها ليلى  فكانت شديدة الورع والإيمان  فلم تفرط فى  شىء مما  جعل  صديقى  محمد يتمسك بها بعد أن أقنعها  أن القبلات  حلال  مادامت النية صادقة وكانا يتجاوبان  طويلا مع  القبلات الساخنة  حتى  أن الامر
وصل  ان يعود   منهوك القوى  من كثرة  الإجهاد  من هذة الممارسات
  غير المشروعة ...................

كان  ظنى  أن  وجودة معى  سيمنع
مضايقات شربات  لي.......... إلا
أن  ظهور أختها ليلى البارعة  الجمال  غير  مجرى الأمور فى الحال  فقد ...............
كان ينتظرنى بفروغ الصبر  كلما حاولت الا أصحبة   معى  مرة أخرى

وكم من مرة أتيت منفردا  فأجدة قد  لحقنى  .. وكانت الأم لاتدرى ماذا يحدث  لأبنتيها  فهى   منهمكة  فى التسابيح  للة  وكأنها فى عالم آخر او ربما  شديدة  الثقة فى أن   بناتها    مثلها تماما   لا يفرطن فى عرضهن
 بل كانت مطمئنة  ولا تخرج مكن خلوتها  مهما   كانت الأسباب ..

لم أطق  أستمر  معها  وقررت
البعاد  .. وكما  صحبنى حسن الصايغ  الى بيت  على العتمة
 ابصرت إبنتة قادمة كأنها الطيف السارى  النافذ الى القلوب كأن جمالها الساحر من  نوع آخر  لا يقاوم وجة مشرق باسم جميل  وعيون ذهبية فى لون الشمس المتوهجة ولأول مرة فى حياتى اصادف عيون بهذا السحر والفتنة والون المتمرد  على الطبيعة
بشعاعة النافذ الى  القلب   فدخلت قلبى بسرعة فائقة  وتميزت عن الجميع بسحرها الطاغى وجسدها البض الممشوق وصوتها الهادىء الرزين  فكانت  الحب الأعمق الذى  ظل  يلازمنى طوال حياتى بعد أن اختفت كل دوائر الطول والعرض

لكنها رسمت دوائر لا نهائية  تعبر عن جمال آخر ليس لة وجود فى هذا الكون الشاسع  وكما أجبت بها واحببتها  بعمق بادلتنى هى حبا بحب واخلاصا بإخلاص  وصممنا ان نتزوج  مهما   كانت ترمينا المقادير
وكنت  استقطع كل اوقاتى معها وكانت لا تتناول  طعما  الا  بحضوى حتى و تعيبت يومين  مما كان يؤرق  والديها  .. ودائما  يعاتبانى بشدة على التأخير    ونمى هذا الحب بين  الأهل
وكنت  أعرف  قدرى  .. وكم سترمينى المقادير  ..  فلم أكن املك نفقات شبكة وخطبة وزواج وفتح بيت
حتى أن أمها  سعدية شهابى  عرضت  علي   ان تساعدنى مبلغ  سبعين جنيها  .. وهذا كان يكفى  فى هذا الزمن لأكمال الزواج   لكنى رفضت أن أمد يدى لأمرأة   كما عودتنى أمى   رفضت بإباء وشمم .. وبعد الرفض
كنت  (مايسة) .. تلومنى وتطلب منى حتى الزواج فى قسم الشرطة  فكنت أرفض أن أعرض من أكلت معهم  عيش وملح  واعتبرت نفسى سأكون خائنا  لو حدث ذلك  والأب مصر على الشبكة والمهر كعادة الأثرياء  ..

وضاع الحلم .. فقد  أنتقلت  العائلة للعيش  فى  فيلاتهم  بالأسكندرية ولم يتركوا عنوانا  أصل  الية  وكم بحثت عنها  سنوات  طوال وصورتها لم تفارق  خيالى أبدا  وكنت أتذكر  عندما  ينام الأهل تأخذنى للغرفة العليا  .. لتنام فى احضانى  نتعانق  ونرتشف   اروع القبلات الملتهبة
وكنت  المس كل جسدها البض الرائع
فينتابنى لحظات  نشوى عارمة  دون
أن نستبدل الثياب  .. كل منا حريص للا   الا نتجاوز الخطر  .. ورحلت وتركت علامات إستفهام فى قلبى
مملوءا بالمر والأسى لهذا الفراق فأخذت ارسم صورها  واعلقها فى خيالى وارسل مئات الرسائل لكل مدارس المعلمات فى الجمهورية وخاصة الأسكندرية  فترجع الرسائل   مكتوب على  ظهرها  لم يستدل على عنوانها  وكأن أبيها  كان يحاسبنى وينتقم منى   بعد  أن  ذهب والدها  على العتمة  الى أخى أحمد وقال لة انا موافق على أن يتزوجها ولو بحدوة فرس  .. وكانت سعاد الصايغ  هى اللمر الامن للعبور عبور النفس من كل المآزق  كانت   كعروسة او دمية تضع   وتغطى بورق السلفان جميلة  كعروسة مرسومة مصنوعة بعناية


...............   
                 ( 9 )
كثرت  الأحاديث  بينى وبين قدرية
تلك الفتاة المثيرة جدا   للغرائز وتجاوبنا معا فى حدبث طويل  فقالت لي إننى  قررت الهروب من بيتى الكئيب  فزوج أمى مرارا  وتكرارا  يحاول إغتصابى  وأمى سلبية لا تغضبة  بل  تصرخ فى وجهى  إذا   لمحت  لها  بذلك
فشدتنى لنجدتها وصرت مهموما مشكلتها  كيف أنقذها  وكيف أكون  فى مرة رجلا أو بطلا او فارسا   ينقذ  بشرف فتاة تطلب نجدتة  وساورنى الأمر  قليلا   وسألت  عن هذا الرجل  فعلمت أنة  سكيرا عربيدا  لا يتمسك بالمبادىء والقيم  والأخلاق  .. وإنة  يعمل  فى تجارة الأدوية المغشوشة
فى الاسواق ويدير حلقة  ينصبها   ويقول  (  الدواء البلسم  شافى المرتزم   ومقوى القلب  والشرايين  بخمسة قروش جربوة قبل ان تنصرفوا ثم إدفعوا الفلوس .. اوكازيون  يا بلاش  الحقوا قبل الكمية ماتنتهى ) .. ويقبل السذج  على شرائة وهو سائل ذات لون   يضع  علية بعض زيوت الطعام او الخل  ..
وتأكدت  أن إنقاذ هذة الفتاة من براثن  هذا الذئب  واجب مقدس .. ولكن الى اين  ..  انا لم جد  عملا   حتى الآن  بالثانوية العامة  .. وعندما تقدمت الى  كلية الزراعة فهى أقرب مكان الى  بيتنا  لا يتعدى  خمس  دقائق سيرا على الأقدام  .. وكنت  لم اجمع  مصاريف الدراسة الجامعية  التى تبلغ  عشرة جنيهات وربع الجنية ..
فقررت  أن استكمل دراستى إنتساب لأن  مصاريفها أقل بكثير   .....

 فكرت  أن  أعرض الزواج على قدرية  .. وقلت ان  القدر عوضك  فيما فقدتة  .. وقبلت فورا   وإذداد فرحها  وعزمها  على الهروب  لكن  الى اين  وجائتنى  فكرة  الكذب  أن أكذب وكانت هذة أول   كذبة فى حياتى  فأمى قد صورت لى ان اللة لايقبل الكذاب  ولكن  لإدراكى أننى أعمل خيرا   فاللة سيقبل  توبتى بل  سيمنحنى الثواب الأكبر ..  وقررت الذهاب  الى ميت بشار   نقضى عدة ايام  بحجة  أنها أختى وجاءت  لزيارة  العائلة الطيبة  .. وكان الترحاب  شديدا  .. رغم المواجهات الصعبة  جدا  فكانت خروجا  بعد آذان الفجر  مباشرة   وكنت أنتظرها امام  بيتنا  .. وتحركت  بحقيبتها  وتبعنا  عسكرى الدرج  سائرا ورائنا  حتى   ادرك اننا   ذاهبين الى محطة السكة الحديد  فرجع الى ادراجة  وتركنا  ننتظر  تحرك اول قطار الى   منيا القمح   كى  ننزل  فى ميت بشار  لكن  كان القدر  لنا بالمرصاد  فلم  ننزل  الا فى مجطة منيا  القمح  فقررت  أن  نذهب الى إبنة  عمى  عزيزة  فأستفبلتنا بفرح وبهجة وسرور  عندما قلت لها   هذة زوجتى
قدرية   فرحبت بها  هى وزوجها ..

                  (10 )
كانت لنا حجرة   خاصة وسرير خاص  .. وكم  كانت صدمتى شديدة
عندما أدركت  أننا غير متزوجين  وننام  معا   على سرير واحد ..  كانت  قدرية تجذبنى لأعاشرها معشرة الأزواج  وأنا اقول  لها  حرام
ثم  أنك  بنت  لازم  آخذ  وشك  حتى
نقدم  وقت اللزوم  هذة  الشاشة البيضاء  لنقول للعالم  كلة  أنك أشرف  بنت ..  ولنعقد  قراننا  عند أول  أجر اتقاضاة   من عملى  ...
ورحبت بالفكرة ..  ولم أجد أى شىء يؤكد  عذريتها .. ولا حتى نقطة دم واحدة  وواجهتها  بشكوكى ووساوسى  فبكت وقالت  نعم  أنا فقدت عذريتى  ولم استطع  ان ابوح لأمى أن زوجها  يغتصبنى كل يوم  مرتين ..  وكرهت نفسى وتضحياتى انى  الفارس  المنتظر الذى ينقذ  فتاة  من جريمة إغتصاب ... وبعد محاولات  منها  أن  تمسح الحزن  عنى بإبتسامتها المعهودة الساحرة  وإنوثتها  المتدفقة  فقلت فى نفسى ( إنها  جوازة  مجانى  هو إنت لا قى تأكل دا إنت  لو  لم  تتزوجها  لن تتزوج طول العمر من أين تأتى بالشبكة والمهر ولا عمل لك ) .. ونسيت تماما أحزانى وعاهدت اللة أن أتزوجها  مهما كانت ظالمة أو مظلومة  .. إنها الأقدار  ترسم خيوطها بحكمة وهاهى الآن  تعطيك ما يناسبك   تماما  فلا أنت  تستاهل أكثر منها  .. فأنت  بلا  مركز ولا عمل ولا سلطة  ولا جاة  .. وقررت ان  امضى  بها الى بر الأمان  وليكن مايكون  .. لكن  بسرعة أكتشف زوج بنت  عمى  الحقيقة بعد ن سمع  الحوار   .. وبعد أن كانوا يقدمون  لنا  الماء  الساخن صبيحة   ثلاثة ايام  مرت  بنا   .. الا ان هذا   اليوم  قد واجهنى  بالحقيقة قلت لة كذبا إن  قسيمة الزواج  ستطلع  بعد إسبوع  فقال سأذهب لأحضارها وسأل  عن المأذون  الا اننا   قررنا الرجوع  الى  ميت بشار ..  وكان الترحاب  شديدا  للغاية  لكن كاء شربات  كان حدا .. فشاهدت  كل مايجرى بيننا من قبلات ساخنة عن طريق السلم  الذى وضعتة  لتنظر من الشراع  وبسرعة أبلغت أمها  التى إنتفضت  وامسكت بى قائلة  إن بيتنا بيت الشرف والعفة   قلت  لها إن شربات تكذب وحاولت الخروج  مسرعا  وطلبت من  قدرية أن تركب  بسرعة الأتوبيس الذاهب الى  منيا  القمح  كانت لا تملك نقودا  لذلك كنت أضع رجلى خلفها  على سلم الأتوبيس  إلا  أن  الام  العجوز جاءتها قوة  إمرأة شابة لا تتعدى  العشرين  من عمرها  وجذبتى من تلابيب قميصى  وصرخت بأعلى صوتها  فأنزلت  قدمى فى حين إنطلق  الأتوبيس  الى منيا  القمح  وكأنة إنتزع منى قلبى .. وخشيت  قدرية  النزول  خوفا أن  يؤدى ذلك  الى   ضعف موقفى فضحت بنفسها ولم أعلم مصيرها  حتى الآن ......

                 ( 11 )
  رجعت  معها الى المنزل مستسلما 

   لما د يحدث لي  ..إلا   ان  الأم  إصطحبت  معها   شربات  الى القاهرة  لتحضر  إبنها الدكتور  عبد الهادى أبو الحاج  ..       
واغلقت  البيت بمفتاح  ضخم  وقالت لإبنتها  ليلى إغلقى الباب بالزلاج  والقفل اللى عندك فى الدولاب   لحين
حضورى  من مصر ..  وظللت اعافر  مع ليلى  حتى تمزق  طرف  ثوبها فظهرت إنوثتها  المتدفقة  فى ساقين مرمريتين   كالعاج الشفاف
وتمزق  الثوب أعلى   صدرها فظهرت كرتين  زجاجيتين ترتعدان خوفا وكأنهما من لؤلؤ  ..  ولأول مرة  أجذبها الى نفسى ولأول  مرة
أرتكب   هذا الذنب الشنيع .. فقد تعرت أمامى وكأنها حورية  من عاج تثير شهوة أعتى الرجال .. وتحركت مشاعرى  فظللت المسها  برقة ولطف  حتى بدت تهدأ  وتستجيب  لي    واحست هى بلمساتى الحانية فلأول  مرة  أشعر بهذا     رغم  ان قدرية كانت معى  ثلاث ليالى  طوال
إلا اننا  لم نقترف  ذنبا   أو   قد يكون  لأنها ملك يدى وامامى الايام والسنين فلماذا  أرتكب الحرام  أو ربما  أن ليلى  تفوقها إنوثة ملايين  المرات  لست إدرى إنها بعض التفسيرات والتحليلات أسوقها الى نفسى  لأجد  مبررا   .. كى تترك  من  إستسلمت لك  ..  ولا تترك  من تقاومك .. واستسلمت  ليلى وفتحت  قلبها وحكت  لي عن السر  فى  ماقعلتة معى  وماذا لم تتركنى أرحل  لحالى دون شوشرة فقالت لأنه أعلنت لكل العائلة فى ميت بشار أنها  ستتزوج من مدرس  ثانوى  جاء لخطبتها  وعندنا  هروب العريس  أن  بالبنت شىء  معيب   لا تقرة الشرائع .. فقلت      والنتيجة  ماذا قالت : سيزوجوك  إختى شربات  ليس إلا
وستعيش معنا  هنا فى الدوار الكبير

قلت لها لكنى لأحبها ولا أشتهيها   فهل  ممكن ان أتزوجك إنتِ  قالت: ما ينفعش  هى الأخت الكبيرة والناس عرفت  فى العيلة    قلت لها ونحن الم تحبينى قالت  : أول مرة فى حياتى اشعر  بالنوى والجنس  واحمد اللة انك تركتنى  عذراء  بعد أن إستسلمت أخيرا  لك  فقلت لها ليس من عادتى الغدر وصدقينى  أول مرة أرى جسم أنثى عاريا تماما وينام فى احضانى واضمة الى صدرى ونتبادل القبلات بحب ونشوة  وبهجة ومتعة  وروعة وكأننا  نطير فى  عنان  السماء  قالت لى:  سأكون لك فى النهاية أكيد سوف تطلق أختى  ونكون قد رتبنا معا    لنتزوج دون قيود وهذا كثيرا مايحدث  لأن لو رحلت الآن  ينضع رأسنا فى الطين هل ترضى لنا بذلك  .. واعدنا  تبادل القبلات  واخذت اقبل كل جزء فى جسدها الأبيض البض المتفجر إنوثة وروعة وحياة  .............
 
  







تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة