تابع سليمان ايتيم 3
لو
تزوجنا لت آخذ منكى شيئا الا برضاكى التام عنى واحساسك الزائد بحبى أنا بس كنت بحاول أن إهدىء من روعك وخوفك
واننى الذى سأحمك من الناس والذئاب ومن نفسى كمان أنت ملاك من السماء
ولا يمكن أن أخدعك .. وعادت الثقة الى رغدة وذهبنا الى الباب .. باب منزل أختى فوجدناة مغلقا تماما وكانت الصدمة شديدة وبكت بكاءا حارا شديدا
وقالت اعمل إية وانا هلكت مشى طب ننام قدام الباب لغاية الصبح
.. فقلت لها طب أنا أخبط واسيب لكى الباب مفتوحا وانتى
تطلعى على فوق .. فوق السطوح هناك حجرة دون بناء سقف سألحقك بعد دقيقة واحدة قالت : اخاف وحدى والليل موحش قلت ها أنا لن أستكمل دقيقة يعنى عندما
تطلعى فوق السطح سوف تسمعى وقع أقدامى خلفك الأهم الا تخافى فأنا معكى
وربنا يستر قالت ماتقول لهم الحقيقة وربنا يعمر بيتهم يبيتونا للصبح
.. قلت لها قبل الصبح
يكون اختى إطلقت ودة رجل صعيدى ما بيفهمش فى الحاجات دى وكمان أختى مثل أمى تماما متزمتة على الآخر وحمبلية زيادة عن اللزوم
فولة وانقسمت نصين من أمى ولا يمكن أن تتهاون بل ستقوم بطردنا فورا .. مع الفضيحة الكبيرة قالت ماشى … طرقت الباب بشدة ولم يفتح الباب
الا بعد ان مضى حوالى نصف ساعة وأنا أطرق الباب بشدة ….. ..وفتحت أختى الباب وانتظرتها أن تدخل .فإذا بها تبعدنى كى تغلق الباب تماما خلفها وتعجبت من هذا فهم دائما يتركون الباب مفتوحا لأن
البيت بة السكان الذين يدخلون ويخرجون حتى منتصف الليل .. ودخلت ورائها وانا قلق والدموع تقفز من
عينى وشعرت بالذل والأهانة والعجز .. ولم تدخل أختى لتنام بل قالت لي
أحضر إليك عشاء قلت لها : أنا شبعان على الآخر رغم ان بطنى خاوية .. قالت طب أعمل ليك لقمة بعسل قلت لها انا واللة شبعان أدخلى نامى أنت يا اختى قالت :
انام الزاى لازم ندردش سوى وأمك عاملة إية والزى صحتها وانت جاى فى وقت
متأخر من الليل أحكى لى بالتفاصيل وانا اسمعك قلت لها بإختصار…
قالت ما ينفعش حقوم أعمل لك كوباية شاى تعدل دماغك عشان تحكى لى
كويس وافهم قلت ها مافيش حاجة وكلما إتجهت ناحية الباب تجرى خلفى ممسكة بملابسى قائلة أكيد فى حاجة لازم
تفهمنى قلت لها سامع صراخ بنت .. قالت إحنا مالنا مابنفتحش لحد بالليل
.. خطر فتح الباب بالليل ورجعت
وتكرر ذلك مرات حتى سمعت صرخة مدوية فلم أتحملها وفتحت
الباب بقوة .. فصرخت قائلة الحق يامحمد ماعرفش سليمان جرى لة وتشبثت بملابسى حتى قطع كم القميص بعد ان عافرت أكثر من عشر دقائق للتخلص من
الكم وسرت أصرخ فى الشارع انتى فين يا رغدة
.. إختفى الصوت تماما
.. وظللت هائما على
وجهى أبحث عنها حتى الآن فلم أجد لها أثر .. ربما سمعها الجيران أو أحد المارة ليلا فتقدم وجاء لكى ينقذها وربما داهمها كلب وأفترسها لقد
تغيبت عنها أكثر من ساعة ونصف وهى قدرتها لا يمكن أن تتحمل أكثر من نصف دقيقة .. فى هذة الظلمات الحالكة من الليل فهى كانت
بجوارى وفى حمايتى وترتتعش وترتعد من الخوف وظللت أصرخ وانادى فىالشوارع
لماذا إختفت .. قد يكون صاحب سيارة سمع صراخها وحملها معة فى سيارتة الى مكان بعيد جدا لا يمكن التوصل
الية .. وظلت تائها
شاردا أبكيها ليل نهار حتى وقتنا هذا لأن مامر بى هى قسوة بالغة وتقصير
شديد جعلنى أشعر بتفاهتى وجهلى وذلى وإستكانتى وضعفى ومن هذا اليوم كلما أتذكر
كيف كانت تتوارى خلفى وتلتصق بى خوفا من الظلام والكلاب والمجهول وكيف
آمن لك وأنت خذلتها خذلانا مبينا .. مما جعلنىأتجرع الألم والآهات وتأنيب الضمير حتى
يومنا هذا .. ومازلت أبحث عنها داخل مخليتى الى أين ذهبتى يامنية الروح وزهرة الفؤاد .. ماذا جرى لكى
وماذا حدث وهل العناية الإلهية أحاطتك .. بل اللة عليكى سامحينى فانا الضعيف أمام ضربات القدر
ولا منجى إلا اللة وحدة يرحم عبيدة وظللت أبكيها طوال العمر وأشعر
إن أختى روحية سبب ما وصلت الية من أنهيار نفسى وفقد
هدية من رائعة من السماء .. هذة هى الفتاة الحقيقية التى سببت لي
أضرارا نفسية بالغة وصرت اعانى منها طوال حياتى يهاجمنى طيفها فى صحوى وفى
منامى وكتبت رثائيات بعد أن علمتنى الشعر نوحا وصرت لا أستطع بوحا .. فما من يوم يمر إلا وانا أطلب من اللة المغفرة والسماح
.. فقد قمت بتعريض اصغر
واروع وأجمل فتاة صغيرة الى عذابات شتى لا يتحملها أعتى البشر ولا
ينوء بحملها أعتى جبال الأرض .. وظل ضميرى يؤرقنى والاحلام
المزعجة تقتحمنى والخوف من عذاب اللة وأسأل نفسى ما مصير هذة
الفتاة البائسة بعد أن تخليت عنها بجبنى وخستى وضعف شجاعتى وعدم صراحتى فى
إقتحام المجهول كانت هدية رائعة من السماء تركت خلفى النحيب والعويل والبكاء
.. وأسئلة كم إحترت فيها لماذا
حدث لي كل هذا وانا من داخلى لا أعمل الشر وليس بينى وبينة
لقاء .. هل هذا هو
عقاب لي من رب السماء .. طب ماذا جنيت وأنا أسجل كل إعترافاتى بدقة بالغو وصراحة كاملة دون لف
او التواء أجد حتى مابداخل نفسى لعلنى أقوى على البقاء
…….. ————————– بعد فترة ليست
بالقصيرة جئت مرة أخرى أبحث عن فتاتى الصغيرة رغدة كنت أكبرها
بأربع سنوات … وأخذت أبحث عنها فى شوارع شبرا الخيمة ربما قد
تبتها عائلة هناك .. وكل شعر بحالى إلا أختى روحية التى لا تعرف سر .. خروجى ليلا ولا صراخ ولم تعى ما كنت أهزى بة فى صرخاتى حتى
الآن … وفى نفس المنطقة التى أبحث فيها عرض علي ممدوح عرضا غريبا لكى تنسى حب عليك
بحب جديد فلا فائدة من البحث إنها قدارنا وعلينا الإستلام لأقدارنا فقلت لة كيف فقال : إنت شايف اللى ماشية دى قلت لة : مش شايف حاجة .. قال لي : إقترب ود ذراعى وعرفنى
على ماجدة كانت عيونها تجمع بين الوان الطيف المختلفة وبشرتها بيضاء ناعمة ووجهها مشرق حالم وإبتسامتها أكثر من رائع وحديثها
شيق .. وكانت فى
بيجام ى نفس منطقة شبرا الخيمة .. وأغددت نفسى لدروس
خصوصية قرب هذا المكان واستطعت أن الملم أشلاء نفسى المتناثرة
.. وقلت هذة إرادة
اللة وربما الخير فيما إختارة اللة .. وتبين من صوتها العذب الصافى أنها تملك حنجرة متميزة للغناء
.. فجمالها وصوتها
ساعدها أن تعمل فى الأفراح وهى تقطن فى هذة المنطقة من فترة وجيزة لأنها ذات
إيجارات سكنى مريحة .. كان والدها متوفى وهى العائل الوحيد لأسرتها المكونة من أربعة
إفراد .. وكانت
تعمل مع عازف كرديون .. تبنى موهبتها وتطلع للزواج منها .. وزادت أواصر المحبة والأشواق بيننا كنت كلما تأخرت عليها تسعى لمحادثتى او إرسال الرسائل المشوقة
الملية بعبارت الحب والوجد والهيام .. والحقيقة هى
إستطاعت أن تخرجنى من كآبتى وأستسلمت للواقع .. إلا أن الرياح تأتى بما لايشتهى السفن .. وبهد أن ضمدت جراحى وإستطعت أن أنسى
والزمن كفيل أن يقلل من آلام الذكرى والحرمان .. وطيبت جراحى
.. وأشتريت جهاز
تسجيل صغير لأسجل لها كل الأغانى التى تعرفها بصوتها الشجى البهيج .. كان صوتها رائعا ككروان يغنى فى ليلى البهيم وكنت أخلو
بنفسى لأستمع الى صوتها واسجل الرسائل بصوتها حتى
صارت ملهمتى وبدأت أسجل كلمات تنم عن الشجن أعجبت بها تماما وظلت تلحنها
بنفسها وتغنيها بصوتها العذب ومضيت فى سعادة لا قبل لي بها
.. وعلمت أمها أننى أجاهد للزواج
منها .. وإننى لو تزوجتها لن أستطع أن أصرف عليهم فهى تعطيهم فى
لأسبوع ضعف ما أتحصل علية من الدروس الخصوصية فى شهرين .. وبكت أمها
عندما إقتربنا من شهر الزواج الذى حددناة
.. أكون قد أستطعت أن الملم
مصاريف الزواج والسرير والدولاب وأدوات المطبخ .. وعلم بذلك المتعهد بتشغيلها
فى الأفراح وقال لهم : سأدخلك أنت وبنتك ماجدة السجن إذا تزوجت بغيرى ..فهى قد كتبت لي إيصال
أمانة ب600 بستمائة جنيها .. وقالت أننا سننتقل الى شقة جديدة لأن طفح
المجارى أهلك صحتنا
تعليقات
إرسال تعليق