مذكرات سليمان القنايات.==333



2---  قرية  القنايات
------------------------                   
(25) 
   
شرقية .. فقابنى  رجل يدعى أيضا نظمى القناوى .. وسألتة عن العنوان
قائلا  لة : انا   تجولت فى القنايات طولا..  وعرضا  .. فلم أستدل على
العنوان  وعرف منى إننى أبحث
عن عروسة  أعيش معها فى أى مكان هربا من قسوة الأيام  وماحل
بى من إنكسار    .. وتغيرى  من

  حالٍ  الى حال .. تلك طبيعة الإنسان
عندما يصاب بصدمة عيفة تهز  لة
الوجدان  وتتحطم فية الدعائم والأركان
وعرفت إننى من الآن سليمان اللئيم
فقد كبرت ولم أضحى يتيم .... وأخذنى  الى بيتة وعمل الواجب بكرم  زائد .. واحضرت إبنتة الطعام
ونظر الي وقال  : تنفع دى عروسة لك .. فقلت لة حلوة زى القمر  كانت
بشرتها بيضاء وتقاطيع وجهها تعطى
مسحة جمال كافية  لأن تكون  زوجة
مطيعة رائعة فهى تملك جسدا بضا
ذات إنوثة وإغراء  .. وكنت كل خميس  أقوم بالمبيت عندهم  وقالت
لى  سهام  وهذا أسمها الحقيقى . انا
نفسى أطلع من البيت  دة ..  عشان
أختى ليلى  جايبة لنا  الوجع .. والعار وعرفت
حكاية (نجاح) وهذا  اسمة هو الشاب الأسمر الذى تعدى الأربعين من عمرة  .. وفاتة القطار لكن يقيم  علاقة  غير سوية  مع  إبنة نظمى وهو يعلم بتلك الحقيقة لكن يخفى عن الناس  الأسرار وكم
لاحظت أنا إن فى نظراتة إرتياب وقلق
وخوف  من المجهول
كان ناجح  يحترف الإحتيال والنصب
بما يملك من لباقة  وبإختصار  كان
يسافر   الى مكان  غير  معلوم ويأتى
بعد  عدة أيام  أو أسابيع ملفت الأنظار أنة جاء بمبلغ ضخم  ليقيم
عن نظمى يصرف علية  وعلىى الأسرة  حتى آخر جنية   ثم يعود
للسفر والأسفار
.. ومرت الأيام
والشهور  وفى  ذات مرة  سمعت
حيف أصوات تهمس فأقتربت رويدا
واسترقيت السمع والأبصار  فسمعت

 عن  غنيمة النصب إنها مبالغ بالآلاف   جنيهات ..  ثم يعاود
الكرة ثانية ... كان يمكث فى المنزل حتى آخر  جنيها ويسافر  لا أعلم الى أين   ثم يعود  بعد   مدة  الإنتظار..
ومعة مبلغا آخر     .. وينفرد بليلى
فى غرفة  خاصة  ... ومرت الشهور
وهى تحمل المفاجآت وقررت أن أفك
طلاسم  الموضوع وأعرف ماذا  يعمل ناجح  فهو  عديلى ولا بد أن أطمئن  على مستقبلى  .. وخاصة وان أمورة مشكوكا فيها  فسألت
(حلاوتهم) وهذة إسمها  البنت الصغيرة بعد أن
أعطيتها  جنيهان
وقلت لها حديثنى عن ناجح  ماذا
يفعل فى حجرة إختك ليل  نهار
لا هو خطيبها ولا زوجها ولا
علاقة تربطة بها ولا حتى
بقراءة  الفاتحة   فنظرت الي وجعلتنى أقسم الآ أفشى الأسرارلا ونظرت الي وقالت :  هو نصاب
بينصب على الناس ومابيديش عنوانة الحقيقى ويأخذ اموالة من النصباية وفص  ملح وداب
وقلت لها  وابوكى  شغلتة أية  فأبتسمت وقالت : مالكش دعوة بأبويا
يشتغل زى مايشتغل المهم هو أبويا
وعرفت أنة حرامى يجوب الأسواق
يخدر من يخدرهم وينشل من ينشلهم ويعود ومعة الغنائم  وإنتهت  هذة
العائلة وأزلتها من ذاكرتى .. الأ أنها
 ظلت  تلازمنى وقتا آخرا .. حتى
أن  صفية وهذا إسمها  والتى من القنايات  كانت أختها
عواطف متزوجة  من هذة العائلة
وزوجها عيد يستمرأ  كل هذا بإختيار واستمرت الأحداث   تتوالى وكلها
مفاجآت ... من خرساء  تدعى رانيا
ورغم جمالها  الا أنها  كانت تعف
من هذة العائلات  التى ينبعث منها
رائحة العفونة والذكريات .........
--------------
\\\\\\\\\\\\\\\\ 

صنعت  الدموع  مجرى  فى عينى
والألم   حفرة  فى صدرى  ولم أعد

أدرى  كيف الهروب من قدرى ...
فصفيناز  .. مازالت تلهث  وتجرى
على  النقود  وجمع المال  مهما قدرت بة أمرى  ..أنها  جازفت بأن
تغامر  من أجل المال أما أننى إرتكبت  فادح الأخطاء  عندما  قمت
بما  كلفنى بة  الشيخ عبد النبى .....
عندما قال لي  بالحرف الواحد إستدرجها  إحكى  لها واسمعها وأقترب من مشاعرها  ولاحظها
فالنساء ناقصات  عقل ودين والصلاة
عندهن  تعود  لا أكثر  فى أغلب النساء .. كذلك يتحولن فجأة الى شىء آخر  لمجرد الإخطار عن وجود بديل ثرى  يحقق الإستقرار وكان  مجرد  رنة تليفون
من (باسم ) .. الشاب الثرى  توالت
الأحداث  .. وإنطلقت المآساة  وتحركت  مشاعر أخرى  فى إتجاة
آخر .. وكنت  كلها  مرتبة ترتيبا جهنميا  ..  فقد  قمت  أنا بإستدراجها
هل هى عاشقة لباسم  أم أنها  علاقة
عابرة بحثا  عن مال  حيث بدأت
قولها  لي  ممكن تقوم بقرض مبلغ منة  يعفينا  من شر العثار .....أو ربما
.. إن باسم  معجب بجمالها ورشاقتها
وبصوتها العذب الخلاب ..ذلك أنها تتميز بصوت عذب حقا ورقيق جدا
عندما تمسك سماعة التليفون  الكل لا
يدرك أنها زوجة وأم ...وليست إلا مراهقة  فى الرابعة عشر من عمرها
فى إنتظار عريس يحقق لها الإستقرار  لا أنها  أم  وزوجة وعندها أطفال كتار..........
كانت  ثلاث أرباع  المشكلة هى فى
أن أستخرج أعماق المرأة  فهى كتاب
مغلق ولا بد من معرفة أغوارها 
والأسرار فإستمعت الى نصائح الشيخ والساحر عبد النبى ولماذا كان كل البرود  الذى إنتابها فى مشاعرها  ..
ونحن فى مقتبل العمر  نملك الشباب
والحيوية والأمل  طوال مشوار الحياة   وظللت أفكر  هل السحر  كان لة أثر  فى تفريق مضاجعنا  فأنا مكتمل الرجولة والفحولة  وهى  ناضجة مكتملة الأنوثة  حقا ... ظللت أدون مذكراتى وما بها من أوجاع  وآهات  وبما  حل من خلاف وإنقسامات وماحدث
بي من نكبات  .. وقد ساعد الوقت أن
يمسح الدموع المتساقطة من صفيناز
فتجعل عيونها التى إكتسبت كل الوان
الطيف المختلفة  وصبغت فيها اللون
الأحمر وها أنا  الآن أرى عيونها تعود  الى لونها  الطبيعى  بعد أن
شرحت لها أن الجمع بين زوجين
يعرضها  للسجن على الأقل خمس
سنوات .. وقلت لها ربنا  رحمك
من السجن   فقالت طب شريط
التسجيل  قلت  لها فى مكان آمن
ربما تلعبى بديلك فقد  أبلغ  عنكى ..
وربما كان  هذا مجرد  تهديد  كى
تمحى  المذكور  باسم ..من مخيلتها
وعقلها وتنساة  تماما    وقد مرت
الشهور  ورغم ذلك تطرق المرات
 وكم تسأل  هل قابلت باسم يا سليمان
وكنت أنظر اليها بشمئزاز  ومتعجبا
 وكم قلت لهاإن باسم وقع فى حادثة
بسيارتة وفقد  ذاكرتة بإستمرار ,,
فهو  قد
فقد النصف الأهم فى عقلة وهو الذاكرة  .. واصبح  تماما فاقد الذاكرة
ولا أعلم إن كانت صافى  قد أقتنعت أم  لم
تقتنع  ولكن صمتعا  إضرار .. ومضت الأيام  هى تهتم بالمال  .. وانا أبحث عن أنثى ذات
جمال .. لأجرب مرة الإستقرار فقد تسكن فى نفسى  وربما  قد
يكون  هناك دافع الإنتقام  يدفعنى لإستكمال المشوار  لا أحد  يعلم
بكل  هذة الأحداث  سواء من الصغار أو الكبار  وها أنا  واللة أعلم لماذا
كنت أهيم على  وجهى ليل  نهار ..
ولست أدرى  فهل  كنت  مسيرا 
أم كان منى إختيار ...........
وصرت  .. أتحرك  كمن يسوقنى
أحد بالرموت كنترول .
أجرى هنا وهناك دون إستقرار..
وكنت إجهد نفسى فى إعطاء  الدوس
 والإستذكار . وكانت هناك
ثلاث فتيات  طالبات بالثانوية العامة
وجاء ترشيح الأهالى لي أنا بالذات
لإعطائهن دروسا خصوصية وكيف وقع  على الأختيار رغم تواجد مدرسين أكفاء وجاءوا  الي ليأخذن درس
عندى نتيجة  شهرتى  الواسعة  فى إنجاح  الطلبة  ذات المستوى الهابط
فى التحصيل  ..وارجعوا  ذلك  الى قدراتى  المتعددة  فى الجمع بين أكثر من  تخصص  وحتى كل تخصص
كان لة  طريقة خاصة فى الشرح ..
فالرياضة   وخاصة الديناميكا  أحضر  لها أجسام  وثقل  وحبال واسهم  واجسام  تنزلق عليها الأثقال
مما تبين إتجاة الشد وعجلة الجاذبية  للجسم الأثقل  عندما  ينزلق جسم على منحدر بزاوية  ستون درجة أو  ثلاثون أو خمسة واربعون  ...اولا
يضرب  ثقل الجسم  فى جيب الزاوية
ومن هنا   يدرك  الطالب أى الأجسام
سيبدأ بالهبوط تحت تأثر  عحلى الجاذبية الأرضية  .. وتصنع المعدلات  اللازمة للحركة .........
كانت الفتاة الأولى المتلهفة  على إعطائها  درس خصوصى هى  فيفى
أديب  وعاملنا الأهل  وكإنى فرد منهم  تماما ..  وكان لايمكن الخروج
إلا  بعد تقديم  الطعام  الفاخر   والجمبرى  الضخم  الذى لم  أر
حجمة فى حياتى .. وكيف أهرب
من الوليمة بإدعاء المغص أو المعدة
تعبانة  .. فكان حتما الإنتظار حتى
إستراحة المعدة فكان لزاما مجاملتهم
 ونشأت  علاقة غريبة بيننا  كم  نمت
وسط هذا الحب الجارف المتدفق  ..
 وكان لها أخت  رائعة  وقد تفوق عنها جمالا  وإنوثة   تدعى  (تونة )
كان لون عينيها  براقا ساحرا  ذات
إشعاع مبهر  وجاذبية لا تقاوم  ‘إلا
أن كل أنثى لها مميزات خلقها اللة لها
لتكن مستقلة عن  غيرها ذات قدرة اللة الفائقة  فى  خلقة  أن يعل الإنسان
فى أجمل صورة وان يجعل الأتثى رمزا  لعمار الكون .. كنت أميل الى فيفى بعقلى  لحلاوة وعذوبة  حديثها
وقربها الى قلبى وكان يشدنى الى  تونة  ذلك الشعور الغريب الذى يهز
أوصالى وجسدى ...  وعند نهاية العام  ..   تكلمت  فيفى والدموع تزرف من عينيها  .. وقالت : الزاى
حنشوف بعض بعد إنتهاء الأمتحانات
هذة المرة الوحيدة  فى حياتى التى أتمنى فيها الرسوب حتى تعطينى عام
آخر  نشبع من بعض قلت لها بإبتسامة : إنت فاكرة لو  رسبتى  ممكن يدخلون  هنا تانى   ماتحلميش
فقالت فجأة  :  خلاص نتجوز ... وكم
أحترت فى أمرها  هل هي تمثل أم تحبنى بجد ... وهل ممكن يوافق أهلها
على ذلك 
وفى الشهر الأخير  انت تلازمنى فى أكثر  من  مجموعة درس خصوصى
كنت مستئجر شقة فخمة  أعطى فيها
الدروس  .. وفى نهاية الحصة وينصرف الطلاب والطالبات نحضر
الفاكة لنتناول  جزء  منها واحيانا
تفضل عدم تناول شىء فأسألها: انت
خايفة أحط  ليكى مخدر ما ينفعش
فى الفاكهة  الكلام دة  ضحكت وقالت :  انا حخاف من إية لو خايفة ماكنتش
أكون  معاك دلوقتى فى شقة  مغلقة علينا إحنا الأتنين ..  وكثرت اللقاءات
فى الشقة  لم نكن  نرتشف الا  القبلات  بالرغم أنها كانت تتعرى أمامى  بصورة واضحة وفجة ..
وكان خوفى على سمعتى كمدرس الا أضعف فيحدث حمل  وأكون قد أنهيت  مستقبلى بحماقتى  ..  ورفضت  حضورها  معى وعندما عاتبتى أمها  : قلت لها أنا مستعد أخصص لها  ثلاث  ساعات إضافية
 هنا أمامكم  لكن هناك  لا يمكن أبدا
واقسمت  أن أحدثها بصراحة فهى كتومة كما تقول  غفلت لها خايف ليحدث تجاوزات بنا وخاصة بعد إنتهاء  الدرس الخصوصى ونبقى
لوحدنا .. كمان  فيفى مصممة نتجوز
يعنى مصرة على الغلط  قالت لى : ياسليمان  ما ينفعش ما انت عارف
نروح م الأهل فين  .. كل واحد  لة
دينة .. وكمان أنت متجوز  يعنى الخيبة من ناحيتين  ..
كانت فيفى  بالنسبة  لى  قلب ينبض
عشقتة لكن لم أرتمى فى هواة لأنى
أعرف مسبقا  أن الطريق مسدود 
وكانت  أمها جانيت  أكثر ذكاءا  من
الجميع فهى تلاحظ  وتسجل وتعرف
كل مايدور حولها  بدقة .. فأتفقت مع
إبنتها (تونة ) .. ان  تقوم  بطريقتها
بإنهاء  هذة العلاقة   .. فكتبت  لي رسالة   صغيرة مضمونها : أحبك يا  
سليمان حب شديد واتمنى ان  تتلاقى شفانا فى قبلة حارة إن كنت تخبنى كما الحظ من نضراتك لي وطريقة  كلامك  معى ارجو الرد السريع فى هلال خمسة دقائق واذا كنت بتحبنى
بجد وخايف على قطع الرسالة قدامى
وان كتباها  باللون الاحمر رمز الأشتياق وانا فى انتظارك حبيبى   .. حبيتك  تونة .. قرأت الرسالة ثلاث
مرات وقمت بتمزيقها أمامها فقامت بجمع القصاصات  والقتها فى الذبالة 
وكتبت لها  روحى حياتى (تونة) ..
انت مثيرة للغاية  حقا واتمنى أن اشرب الب من رحيق  شفتيكى فكأسة
سيسكرنى الى الابد   حبيبك   س

ولم اكن أدرى أن هناك  همس خفى بين  الأم وإبنتها  فيفى  وقبل أن تذهب
تونة لتلتقط الرسالة  بجوار الحوض كما كان الأتفاق  فى الرسالة .. وقالت
أمها  الحقى شوفى سليمان كاتب لأختك   يا مأمنة للرجال يا مأمنة للمية  فى الغربال ... وكانت هذة النهاية  لم ارى عيون تبكى بحرقة
طوال اسبوعا كاملا إمتنعت فية
عن الدرس الخصوصى واحتجبت فى غرفتها  ولم يفلح تهدئتها . .. أبدا
ورغم هذة الظروف العصيبة  دخلت
الامتحانات ونجحت بكجموع الحقها
بمعهد العالى للتمريض وتخرجت منة
وغم  ذلك مازلنا حتى اليوم أصدقاء
وهكذا تمضى بنا الأيام  ..إما الأخرى
فكانت سحر الحماحمى  .. والتى تذكرنى  بسحر فاقوس .. وكانت أيضا  فى الثانوية العامة  وتشابهت
القصة تماما .. فقد عشقتى بقلبها وعقلها  دون تفكير فى الزواج وكانت
أمها متزوجة من آخر  ..  كان يأتى
زوجها كل شهر  ليعطيها نقود  تتاجر
بيها وتتفتح أجر  الدرس الخصوى للثانوية العامة والذى كان يبلغ المائة جنيها صحيحة تقدمها فى ظرف  مكتوب علية للأستاذ سليمان وشكرا

..تعلقت بي تعلقا شديدا  .. كانت جمالها نادر  الوجة مشرق حالم والصوت أنثوى طاغى ..كانت روعة
فى الجمال وكانت تفوق  فيفى بمراحل  .. وتطور الأمر فى
وجودنا  معا دون أن ندرى
تتلامس الأصابع .. ثم احاول
سحبها خوفا دائما على معتى ونهايتى حتما  كمدرس إذا حدث خلل أو خطأ
سيقودنا للهاوية  ... وف لحظة غامضة  طلبت منى أن أسعادها فى فك  مشبك  ملتصق بقوة  فى ضفيرتها  .. وبدأت ترمى بثقلها  الى

الخلف .. فشعرت بشىء يغلى فى
عروقى  .. وتأكدت أنها تريد أن
تضيع مستقبلى لكنى كنت عاجز
عن ردها لكن لعناية اللة  وضع
أخر  بعد تجردها  من  ثوبها تماما
طرقت الباب أمها   .. وغضبت كثيرا
لشعرها المنكوش وضفائرها المتتطايرة  فى كل مكان  وقيامها
باللبس وارتداء  ثوبها بعد فترة  وحالتها وارتباكها الشديد .. وقامت بالصراخ  فى حهها قائلة : لماذا  اغلقت بالباب بالترباس  وماسبب تلكأك  قالت واللة ماحصل حاجة يا امى ..وعلى أثرها لم انتظر  وخرجت  مسرعا  ولم اعود نهائيا
ولم أراها حتى الآن ولا اعرف أى كلية دخلت ...
وكانت الثالثة  قدرية قدرى ذات الصوت  الشجى الرائع ةالمميز ..

ورغم  جمالها النادر الذى لايأتى
إلا  كطيف  فى خيال  إلا أن  مازال
الألم يعتصر فؤادى  ويزلزل كيانى
وذاتى  واحلامى  التى توقظنى وتأخذنى  ألا  أستسلم لليأس والأ    أعادى
الكل يقول عنى فاشل فى كل علاقاتى
وغير متزن  جواى  .. مما كان يؤرقنى .. هل أنا  السبب  فى ما وصلت الية  من ألم مزق  كل روابط
حياتى أم أنة  قدر  مقدور  مسجل قبل
أن آتى ... بمعنى أننى مهما تصرفت
فقد كتب علي  هذا الشقاء منذ  ميلادى  .. كانت قدرية قدرى وكما
يسمونها سحر ..لأنها  كانت تملك من
السحر ما يسعد ويسحر كل  البشر
وجهها أبيض بلون اللبن الحليب الصافى ووجها  المشرق بة من الجمال الكافى أن أنسى عذابات
الماضى وآلامى ..وأن أعبر جسر
آهاتى .. كانت دائمة الأبتسام رقيقة
القوام والقد  .. تنساب كأنها موج
البحر حين يشتد فتجذب الفرد الى
التمنى بجد أن تكون زوجة لة  ..
بل أنها تملك  صوت شجى عذب
كصوت الكروان عند  الفجر ..
كانت رائعة الشدو والغناء وكان
فى قربها  بقاء لحياة  رائعة تمتد
بالعمر  بكل انواع  الهناء  والسعد
والدها رئيسى فى العمل ولة قوة
بطش ويد .. وصعيدى لا يقبل
المزاح ودائما  فى تعاملاتة جد
لم يبتسم  طوال عمرة لا فى أفراح
ولا فى ود  .. كان صارما  متزمتا
واى خطأ  هو ضياع لحياتى وللفرد
.. تكلم معى ذات مرة  وكنت أحسب
أن إبنتة  مثل القرد ..  تأخذ هذة الملامح الصارمة وتشتد .. قال لي :
سمعت  عن كفائتك خاصة فى الدروس الخصوصية وأنا  عملت
كل ماعندى ورسوب إبنتى قدرية
فى الثانوية العامة آلمنى وانا لا
أحب أى فرد  يدخل بيتى فأنا
طبعى كدة  للأبد .. ولكن أعرف
إنك مدرس كويس بجد ويمكن
تخرجنى من الأزمة حيبقى جميل
منك لا ينسى وانت عارف الجميل
عندى لة رد .. وتمنيت أن تأخذنى
الدنيا الى  سابع أرض  كيف أدخل
بيت هذا الرجل الصارم  المشتد ..
ولعنت  هذة الصفة التى تمتد .. ولكن
ما باليد  حيلة  فطلبة لا يمكن أن يرد
فهو فى عنفة ليس فى شاكلتة  أحد ..
وإستسلمت لأمرى  عن مضض...
وطرقت الباب فى نفس التوقيت المحدد  لي بالساعة وبالثانية بالظبط
بل توفقت  أمام  الباب  دقيقة  حتى
أكون  ملتزما  بدقة الوقت .. وفتح لي
الباب بوجة الصارم  الجد .. وادخلنى
حجرة الصالون  وقدم الشاى بطريقتة
دون سكر  كاف  فلم أستطع أن أرفض  شربة  فكل شىء علي يُعد ..
وهالنى  عندما  نادى على إبنتة قائلا:
تعالى يا قدرية  الاستاذ سليمان حضر
لأعطائك الدرس .. سمعت صوتا
ناعما يقول لة يأبى   اسمى سحر
نادينى بسحر  عشان أرد انا  بأنسى
اسمى الحقيقى قدرية فليس بينى وبينة
ود .. نظر الي  بصرامة قائلا : البت
مصممة تغير إسمها فى السجل المدنى  شوف بنات آخر الزمن ....
وقدمت  سحر   بطلعتها المشرقة وكأن  سهما  أخترق صدرى نافذا
الى قلبى  .. هل هناك منقذا   لأمرى
أنها فاتنة من فاتنات المعابد وليست
من الآنسات  البلدى ... عينيها ساحرتان نافذتان  كجلمود  الصخرِ
وانا ملها    لم أجد  فى نعومتها
ولمعانها  وبريقها أحد  .. ومرت
بنا الأيام  وأنا أختلس النظرات
من بعدِ  .. حتى إطمئن  قدرى
من أننى أشد منة صرامة وأشد
.. وآمن  بوجودى  ليس كمدرس
لكن كفردِ  ..  ووجدت الطالبة
الرائعة الجميلة  بعد أن إطمئنت
أن أبيها ليس  فى البيت  كلة ..
أن تظهر كل  هذا  الكبت .....
وتتحدث  عما تعانية  من حزم
وشد .. وكا يطول بنا الوقت لم
أعد أقتصر  الوقت على ساعة
بعد   بل كانت تمتد  لساعات
وكنت أعلل ذلك  بقرب الأمتحانات
ولا بد من إضافة وقت .. وتعود
من فى البيت على  الأطالة والمد ..
وكانت أمها التركية   غير مكترسة
بوجودى  .. فلم تظهر  .. بل دائما
فى  المطبخ  للطعام تعد ..  واذا
بسحر  تبتسم وتقول لي : تسمع
منى  الأغنية دى .. وانطلقت
حنجرتها   مسافات   كل اللى بنا
مسافات  .. أو  حاجز  نقطعة هنا
وهناك  ... يمكن نلتقى أو نلاقى حاجات .. كان صوتها العذب  يهز
أوتار قلبى  بل  يدقة بعنف إن مكانها
يجب أن يكون فى أعلا  سلم  وقمة
المطربات فى الأذاعة مثل أم كلثوم
مثلها تماما  مثل تسمة الصعيدية ..
التى  أثبتت أن  لا يوجد  أصوات
سمعتها فى حياتى   تعلو   أصواتهن
المنغمة كأنها موسيقى حالمة وظلت
أربع أصوات مازالت  ترن أذنى
أولهما  سعاد على حسن  ثاتيهما:
نسمة  ثالثهما : سحر قدرى رابعهما
ماجدة بيجام  .. والحقيقة أن صوت ماجدة  صوت أفراح مبهج محبب للنفس إما أصوات الثلاث الأولى
.. هن أصوات الملائكة  الى أحار
فى أيهما يتفوق على الآخر .. بل
حسب حبى لسماع الأصوات منذ نعومة أظافرى وحبى لسماع الأغانى
بالهاب الى  عمتى  حميدة  رغم بخلها
الشديد الا أنها ترحب بي دائما  وكانت دائما تعزم علي  بمخلفات الطعام  عندها ورغم تلهفى الشديد جدا   الى إسكات الجوع فى بطنى إلا  
.. أننى كنت عفيف النفس لأبعد الحدود   مما كان يسعد عمتى  أننى قنوع  .. وترحب بمقدمى  حتى لأن
مريم كانت تحضر  عندما تشعر بوجودى بحجة غسيل  اوانى الطهو
..   فتعودت أذناى   الأعجاب بالأصوات  الشجية  وكانت المفاجأة
أن اسمع صوت رائع بحجم هذة المساحات  وقوة  الحنجرة .. وعذوبة
الصوت  ومنطلة من بيت متزمت لذا
فلن أعجب فى أن أصوات لها قوة النفاذ  لكنها خافتة لأنها محاصرة أما بالتقاليد والعادات التى تأبى ألا تظهرها    ..  وهناك أسباب شتى  قد
لا تظهرها  والصدفة والقدر أحيانا
يساعد  على إبرازها ... ومع ذلك
تعودت أن أحضر جهازى التسجيل
أسجل علية  قطعة  علمية او شرح درس  ليكون  سببا فى تواجدى معة
حيث فاجأنى  قدرى  ذات مرة قائلا:
أوع  صوت إبنتى  يظهر فى تسجيلك
هذا وإلا ... واشار بأصبعة بطريقة الوعيد والتهديد  .. ولم يهدأ  لة بال
إلا عندما سمع الدرس المسجل عن
آخرة  .. واحضر تسجيلة  الخاص
وقال : هذا تسجيل أفضل يمكن إستخدامة  فقلت لة : أنا بسجل الدرس
فى البيت عندى    فكيف أفعل ذلك..
فأومأ برأسة وسكت .. وتعود  على
أن أصحب تسجيلى معى كما تعود
أن يذهب لمصالحة بعد أن وثق فى
الجميع .. وكنت أسجل   هذا الصوت 
الناعم الدافىء الغذب وصرت أعشقة .. ونمت قصة حب بيننا  لكنها  بجانبى  فى حذر تام  ... وتذكرت عندما  كنت أعطى تلميذتى مايسة
كان أبيها  يضع مرآة   أمام مرآة
لتصل الية صورتنا  بكامل همساتنا
وتحركاتنا  مراقبة دقيقة   ستة أشهر كاملة  ثم   وثق  تماما إننى فوق
مستوى الشبهات فظللت  ملازم الأسرة  لا تأكل مايسة  مهما  طال
فترة غيابى عنها ولو تعدت يومين  تظل بلا طعام  .. وكم  اظهر تصرفها
أستياء الأم منها تماما غما الأب فهو لايعلم شيئا نهائيا .. وتداعت هذة الذكرى  التى أكتشفتها بعد  نجاح مايسة   وكنت أبارك نجاحها وتفوقها فى  هذة الصالة  فوجدت منظر الكراسى  والمكتب واضحا  فى عرفة 
بعيدة بعدا كبيرا عن المكتب ..  وظل
هذا الموقف  يلازمنى ...   فوجدت
سحر تريد أن تقبلنى قبلات دافئة بعد
أن تمكنت المشاعر المكبوتة أن تنفجر  فهى   تذهب المدرسة فى صحبة أبيها  والمدرسات تراقبها بتوصية من أبيها رئيس قسم ..وعند
العودة هناك من يحضرها .. وقمت
بتحليل الموقف أنها فرصة لها للأنفجار  والأعلان عن سخطها للحياة  المتزمتة وخشيت على نفسى
فقد يضيع مستقبلى أو تطيح رأسى أو كليهما  معا .. وكنت أتراجع بكل قوة
واقول لها أبيكى يراقبنا  تقول لي أبى يثق فيك ومش فى البيت أرد  عليها قائلا يثق في أخون الثقة  تنظر الي  قائلة  ياشيخ   طب بس فى عيونى
وأجدها صريحة شجاعة فى غياب والدها  ضعيفة مسالمة  فى وجودة معنا   .. فكنت إأبتسم  من داخلى
.. واردد فى نفسى لماذا أنا جبان  الى هذا الحد  .. واين   عقيدة  يفوز بالذات كل مجازفٍ ويموت بالحسرات من يقرا العواقب  ...
ولكن الجبن سيد الأخلاق وآصرت التمسك  بالفضيلة  التى لم تعد  في وذهبت بقاياها  ال حيث لا أعلم نتيحة
لتراكم الصدمات وفجيعتى فى أول
زواج لي حقسقى وبإختيارى من  صافيناز  .. أم أطفالى  .. وتراجعت
على مضض .. حيث  لامفر من الهروب  من القدر فقدرى أن تكون
إبنة رئيسى فى العمل وإحد الأباء
المتشددين فعلا ولا يقبلوا أبدا  المساومات فى الشرف .. وظللت متمسكا لا أضعف .. فكانت تمد
يدها  من تحت المنضدة أو المكتب
وكنت خجلا لكنى لا أتكلم .. وعند
إنتهاء الدرس أرادت أن تسحبنى
الى الغرفة الملتصقة  فقلت لها : لية
إنت  عايزة  حد  بشوفنا كانت تقول لا أحد  سيرانا   فهى حجرة  الطفل
الوليد والذى لم يكتمل  عمرة العام
تقريبا .. وأخذت  تشدنى بقوة  كبيرة
وكنت أقاوم   هى تريد أن تحتضنى وابادلها القبلات الداقئة  الملتهبة  وكانت بتحبنى بجنون كنت أعرف ذلك أنها تريد أن تورطنى لأكون لها
لأننا نعلم ان  زواجنا مستحيل من اللحظة الأولى فلولا أننى  معروف عند أبيها بزوج مثالى  . .. ما أدخل
فى بيتة مدرسا أعزبا  هذة هى  تقاليدهم  .. كنت أعرفها جيدا   لكن
سحر علمت كل شىء عنى وتفاصيل
حياتى ... ورغم أننى كنت أقضى معها  ثلاث ساعات متواصلة والمقرر  ساعة  واحدة   لكن كانت
نصف هذة الساعات  فى  الحكاوى
والغناء .. إما أنا فلم أستطع أن أضف
لحصيلة معلوماتها شىء   فعقلها كلة
كان موجها نحو الثورة على النفس والتقاليد  والتحدى والخروج من بؤرة
التزمت بالعصيان فكانت لا تستعيب من  الدرس  شيئا  وأنا   لم آخذ مقابل
كان المقابل لي إننى التقى بجميلة الجميلات واستنشق  عطرها الفواح جنبى واستمتع  بحديثها العب الشيق
وبجوارها الممتاز أستأنس بها وبظلها وخفة دمها ..  وشكر أبيها  إنى لا أتقاضى  شيئا  كأجر غلى الأطلاق
ووعدينى بالمكافأة  عند نجاحها ..
وقبل النتيجة  .. كم كانت وحشتى لها
بقوة  ولم أتحمل الأستمرار .. فذهبت
بأى حجة  كى أراها وإطمئنها إن اللة
سوف يساعدنا   وسفوز تنجح إنشاء اللة  ..   قام أبيها وقدم لي قلم  مميز
بة راديو  صغير لكنة شيك ولائق فرحت ولم اتردد فى أخذة فأنا  لم
أتقاضى أجرا  وتعبت   الساعة الأولى  المقررة وكنت أبذل جهدا
خارقا  وكنت أضف مادتين أساعدها
فيهما  كى تتخطى العقبة فى الأمتحان
وفعلا  تجحت فى الأربع مواد التى كنت أعطيها  لها ورسبت فى كل المواد الأخرى مما أحزن والدها ..
ولم أدخل بيتهم مرة  أخرى  ثانية وم
أراها حتى كتابة المذكرات .. وللم أعرف  أين هى   لأنى  تذكرت قول أبيها  بعد أن أعطانى هديتة القلم المميز بالراديو .. أظن عيب تحضر
بدون أن تعطينى علم بذلك .. وانسدل الستار عن قصة ايضا غناها الشفق وتحركت نحو المغيب فى الأفق ومضى معها  كل الذكريات ..        
حلت الأجازة الصيفية  بكل أعبائها 
وغبائها  ومميزاتها  وراحتها وخلوها
من الدروس الخصوصية أحيانا ....
وتراكمت  الفاجآت الباكية أيضا ..
وكان عاما  أطلت فية الأحزان والمفاجأت  غير السارة  .. كان عندى  فيها  مجوعتان ثقيلتان على
نفسى وعلى الميزان  الدرس الخصوصى  لقدرية  قدرى ....
والدرس  الآخر لبهجات  تلك  الفتاة
الريفية  لها عينان خضراوتان جميلتان  وأنف أفطس  شوة جمال
وجهها ذات البشرة البيضاء كالمرمر
وكانت هذة الفتاة  تحلم بالنجاح مثل
باقى أقرانها فقد سبت الغام الماضى
وعندما سمعت   عنى  كمدرس  لة
كل  الأمتيازات  والقدرة على فعل  شىء   قدمت أوراق إعتمادها لي ..
وتركت لنا شقة كاملة  عطاء الدروس
وزاعت الشهرة  فى أطراف قرية
أبو عطوة  .. فتجمع من كل صوب وحدب المئات  .. تم تحديدهم على
عشر مجموعات دروس خصوصية
وتظل بهجات  ثابتة  فى كل مجموعة
فكل مجموعة  لطلبة الشهادة الأعداية
وتدفقت  عشرات أخرى من كل صوب وحدب  .. ولم ادرى  ماذا أفعل .. فى هذة الأعداد  المنهمرة بقوة  نحو شهرتى فأكتفيت بالمائة
على عشر مجموعات تنتهى الساعة
واحدة ليلا بعد منتص  الليل .. وكان
إرهاقى  شديدا  وكانت كل هذة العائلات  تنتمى الى عائلة واحدة
وهى عائلة الست أم بهجات  وهى
عائلة مترابطة متماسكة   قوية
وتتسيدها الست ام بهجات والتى
كان لها أكبر  الأثر  فى هذة الأعداد
الغفيرة من التلاميذ والتلميذات ..
وجاهدت والحقيقة كانت  الست أم
بهجات أو بهيجة   تقدم كل المساعدات من شاى وأطعمة واجبات
كانت كريمة لأبعد  الحدود .. وكنت
أمنى نفسى بنجاح  بهيجة  لأن نجاحها  سيفتح  على طاقة القدر  وسوف أجنى أمولا طائلو   وسأصبح
من الأغنياء  .. وجاهدت أكثر فأكثر
وغصبنى الأهالى أن آخذ  عشر تلميذات  كإضافة  وكم كنت سعيدا
بتفضيلى  والقرية  تعج بعشرات
المدرسبن والمدرسات وأصبح لدى   117   تلميذا وتلميذة  .. وكان جهدى
خارقا  فى تثبيت المعلومات لدى  بهيجة حتى أنها  حفظت كل الكتب
حيث أننى لم أترك مادة  حتى لاترسب فيها وفى الأرياف والقرى
لا يعرفون التخصص بل يقولون
كانت عند فلان  ونجحت أو رسبت
وكم تأكدت  أنها ستتفوق نتيجةكم المعلومات  لكن العبى غبى  لا يفهم
فأذا تغير حرف قبل الآخر فقدت التركيز  فى الأجابة  فملمت علل تختلف  عن كلمة فسر  كما أن أشرح
تختلف عن كلمة بين  و رسبت بهيجة
فقد كنت تلتقط  الحرف الأول وترص
الأجابة حتى لو كانت فى غير الموضوع ونجح  115  تلميذا وتلميذة عندى وأثرهم مجاميع عالية
ولم يشفع  لي  نسبة النجاح الباهر عندى  .. فقامت الأم هائجة وهيجت
كل القرية  .. أننى كنت أعطى الكل
درسا  مفيدا  .. إما هى  فربما  يهمس
فى أذنها بالضلال والهلاك  والكلام
الذى أبعدها   عن إستيعاب  الدرس
والحقيقة   هى كانت تتلقى  الدرس
بعناية كأكثر تلميذة قدمت لها مجهودا
خارقا  لم أقدمة لتلميذة فى حياتى ولم
أهمس بنصف كلمة لها فهى تجلس بين  عشرات التلميذات والتلاميذ الذين عيونهم  ثاقبة  كما أنها غير
ملفتة للنظر  أبدا  فأنا لاأعرف الا
الجميلات فقط  واى  عيب  خلقى
لايمكن أن أتجاوزة وأكون  علاقتى معة حتى ولو بنصف كلمة إعجاب
ولكن هذا قدرى  ..أن تنتهى مهمتى كمدرس  فتح علية بباب المل بتلميذة متخلفة نجح  معها المئات .. واغلق الباب بالثبات  أو بالضبة والمفتاح وعاد  الفقر يطل برأسة من جديد
..  بعد أن أشرق عهد  جديد من الأبتسامات  وتمنيت  فى نجاحها
تقوية للذات  .. ألا أن  الرياح تأتى
بما  لاتشتهى السفن  وكم حل برسوب بهيجة النكبات وأصبحت فى ضيقة ..
تفوق كل الضيقا ت  كان حلمى أن أتجاوز  الفقر بعد أن فتحت لي الشهرة  فى أكبر  قرى الأسماعلية
وبها الكم الهائل من المدرسين والمدرسات وكان إختيارى محض الصدمة وأنهالت علي الأعداد  وصار عندى أكبر حشد من الأعداد  كنت أطردتهم  لضيق الوقت  ونفاذ الساعات  .. وها أنا الآن أجنى الحسرات  .. لماذا هذا  الحظ  العاثر أن أقبل أن أعطى  المتخلفات  لكن
الحقيقة كانت  أصل المجموعة لها  لبهيجة واحدها  ومعها أبنة عمها
ثم فى إسبوع تكاثرت الى مئات وربما لو حظى  جيد  لأصبح عندى
المئات   حتى لونجحت  هى وحدها
فقط ورسب المئات  لكان الميزان إعتدل واوجدت أمها المبررات وأستطاعت أن تعيد  كل هذة الأعداد
وانتهى الأمل بالبعاد .. والبحث عن
حة أخرى  فوجدت فى نفيشة بعض
التلاميذ والتلميذات لكن  ليس بهذا العدد  ولا حتى بواحد على المائة منة
لكن كنت اقاوم وأتحدى الحياة واحاول أن أبنى قصرا فى الرمال وهذا محال .................
---------------
\\\\\\\\\\\\\\\\\\\
 
كان العمل سعيد عبد الصمت  او كما يدعونة سعيد الفراش .. وهو عامل بمدرسة  .. يقدم لي بعض الخدمات
نتيجة  بعض الجنيهات التى أعطيها لة فى كل المناسبات ..  وقال لي : إن
أبنتة خير زوجة لي  .. وانا  أفضل لها أنت ياسليمان  رغم أنك متزوج بس دة مايمنعش زواجك تانى مادمت
مش مستريح .. وأخذنى لأبنتة  فقلت لة:
    دى صغيرة قوى ياسعيد ما تفعش
والح على إبنتة أن تقوم  ببعض المغريات وإغرائى بالذات  .. فلبست
القميص الأحمر  ..  وكانت تحاول الأنحناء  أمامى  كى تلتقط ورقة أو أى شىء يمكننى  من رؤية صدرها
النافر وتك أقبح المغريات  فقلت لة ياسعيد أنت  بتستهبل إنسى  موضوع
إبنتك  بالذات .. وجكت لة إبنتة على
إنفراد  عندما  عاتبتها على طرقتها فى الأغراء  وقلت لها الأنثى كى تكون مقبولة  لابد ان يكون عندها
حياء فقالت واللة عندى حياء  بس ابوى قال لازم تغرية  دة مدرس
وكسيب  وممكن تجهزى نفسك على حسة  وكمان   ابويا بيشرب بانجو ودايما محتاج لنفقات وفلوس وبرشام
..  وفطنت الى لعبة سعيد القذرة ..
وتحرك سعيد لأحضار عروسة غاية فى الجمال من بنات الريف  الجميلات ..    كانت أرملة بدون أولاد  .. وفرحت كثيرا  بهذة المواصفات وطبية  أبيها وأمها
ورقة الأخوات كانت لها سبع
أخوات بنات وثلاثة صبيان
لم تتجاوز أعمارعن  العاشرة
جميعهن  كانت العائلة مكونة من ثلاثة عشر فردا فى بيت ريفى واسع
جدا  ..  وكان الأستقبال رائعا  جدا
يفوق اى إستقبال  بل   قال لى  والدها
أنت فى أجازة المارس السيفية    ويتمكث  معنا ثلاثة شهور  قلت لة
على الأكثر يأرحل غدا إنشاء اللة
فأقسم بالطلاق  لن ترحل إن ضيافتنا
عشرة أيام  ..  كان   البط والأوز  والدجاج  وأفخر المأكولات .. وكنت
الاحظ  أن البيت  يبدو  هادئا  حتى
من ضجيج الأطفال حتى الخامسة مساء  لا الأب ولا ..الأم .. ولا  الأطفال  فكنت أسأل ناهد  ما
الأخبار  ابوكى   لم يستيقظ بعد ..
فقالت كان طول الليل سهران ..
وهو نائم  .. والمغرب  حيصحى
والام   قالت جانبة ماتقدرش تبعد
عن  حضنة ثانية  طب الأطفال
قالت بيلعبوا فى الشارع طول النهار
كانت رشسقة ونشيطة ومتحركة تعد الأفطار وتقوم   بشوى اللحوم  وتحضر الغذاء .. وكانت تأكلنى بيديها وكثيرا مايدور كل  الحوار
كانت مؤدبة  حتى لآخر المشوار
ولم تكن  تتجاوز الخطوط الحمراء
كانت أكثر ما يجمعنا  هو القبلات
دون نهم لكن فى إشتياق وعلمتنى أن القبلة لا تكون  بشهوة حتى يضيع معها الحب والأتفاق  بعد أن قرر
أبيها  الزواج   بعد  شهر  يالتمام
يحضر  فيها  البيت المجاور المغلق
منذ سنوات  ليكن عش الزوجية الملىء  بأفخر الأثاث والمقتنيات
كانت عندها جهاز وعفش يسد  غين الشمس   فلم يمضى عليها  عام  وقد
توفى  زوجها فى حادص   حيث كان يسرع بموتسكيل  خاص بة  .. للتنقل
فى فاقوس ..  وكم يأتى  بة الى الطويلة  التابعة لفاقوس  شرقية  وهى
قرية  سعيد عبد الصمد والذى كان والدة  رحمة اللة يملك ماكينة  طحين هناك  .. وسميت المنطقة بذلك الأسم
وكان الأتفاق مع والدها  على أن
أحضر فقط  خميس  وجمعة فأنا
لي أطفال ولا أستطيع التفريض
فيهم بأى حال من الحوال فهم الكنوز الذى خرجت بهم الى الحياة  ....
ومنيت نفسى بزوجة جميلة نشيطة
وفى نهاية الأسبوع  قررت الرحيل
فجأة  فى الصباح الساعة السابعة والحت  ناهد  أن أنتظر على الأقل
ساعة فقلت لها  ولا ثانية الأطفال
وحشونى  وخايف  انا حلمت حلم
فظيع لا بد من الرحيل للإطمئنان
عليهم فودعتنى بالعتاق والقبلات
وكتبت لي ورقة بها كلمات لا اعرف اين مصدرها وكيف حفظتها  وهى تكتب تقوا :--
ودعنى ربما كان الوداع آخر الومضات فى مصباح  عمرى ...
ربما كان كرعشات الرياح  حينما يمضى الى لجة بحرى ... ودعنى
بالعناق لا تخشى همسات الناظرين
كم أبدو  الرياح حينما أنت  تلين ..
وظلت  تكتب رسالة مطولة  فمسكت منها القلم قائلا  إنت عايزة  تعطلينى برضو  حمشى وأخذت الورقة أقرأها
حتى وصلت  الى الجسر  فوجدت
أبيها  يمسيك مزمار وأمها  تدق على دفة طبلة واخواتها يمدوت أيديهم قائلين   أدينى للة يامحسنين .. كانت المفاجأة أشد من صادمة الى النفس
وتحولت الى بيت سعيد   قبل خروجة السابعة والنصف   وكم غنفتة بشدة
على هذا  الذى حصل منة وأنة كلب ولا يسوى  قال لي :  كلنا ولاد  تسعة
طب ياريت تواتفق على الجواز منى أديها عمرى  كلة شحاتين ومالو  ما
الشحات لة نص الدنيا  .. وكم كانت
العبارت الخادشة تنالة منى وانصرفت  ولكن كلماتها حتى الآن مازالت ترن فى أذنى .................
... ودعنى ربما كان الوداع .. آخر الومضات  فى مصباح عمرى .................... ربما كان كرعشات الشراع ..........  حينما يمضى الى

لجة بحرى .................................................\\\\\\\\\\\\\\


كانت  سعاد العسيلى  هى مزيج من كل الجميلات  اللاتى صادفتهن فى حياتى تجمع مابين الشرقية والبدوية
والأوربية بما تملك من جاذبية لا تقاوم  ولا يمكن وصفها  إلا فى الخيال كانت جميلة رقيقة رائعة الجمال   تملك  من السحر ما يهز جبال  كان وجهها الحالم مددا للإلهام
وكان صوتها هو نداء القدر فى  هذة الأيام تعرفت علبها  عندما كنت أعطى للطلاب فى قرية  بيشة بعد أن
رسبت بهيجة    ملكة  ساحة ابى عطوة    .. وفقدت الإتصال بالطلاب
فامها تسيطر  على قريتها لما لها  من
حظوة  وإحترام ..  انتقلت الى قرية نفيشة  والأرياف يختبىء فى أحضانها  الجميلات  حقا  .. وعندما
علمت سعاد  العسيلى بأننى أستمد منها الحب والشاعرية والألهام بادلتنى حبا بحب  حتى صار  الحب  فى عروقها
شديد الألتحام  وكانت لى شقة تم إستئجارها   للدروس الخصوصية  فى
آخر شارع  الثلاثينى بالأسماعلية كانت سعاد العسيلى  تعرف
العنوان لأننا تكلمنا بكل  صراحة عن حب يداهمنا    ولن يتم بنا الإستقرار  إلا بالزوج  .. وكان بيننا إصرار على تكملة  المشوار كنت أخاف  عليها من نفسى ومن الصدمة  التى  تلحق بها
لو  جاءت رياح عاتية أو  غبار  كنا نختلس  القبلات بعد أن تقوم بتحضير  الطعام  لنا  وبعد خروج التلاميذ والتلميذات  ولم يبقى الا  نحن  وحدنا  نستكمل المشوار   وفى إحدى المرات
حاولت أن أحضنها   فلم تعد  القبلات
تكفى  .. فقامت  تتكأ  على الكرسى
لأنها  مصابة  بشلل  الأطفال لكن
جمالها الآخاذ  يشدنى كأنة النهار الذى  سيشرق على حياتى بإقتدار
ولكنها   كادت تسقط على الأرض
من  ضعف ساقيها  بالرغم من أن جمالها يخطف الأبصار  فينسى الناس
دائما  أنها   مصابة بشلل للأطفال لأن الحسن  لة إنبهار ..  وكنت لم أتحدث
معها مطلقا  فأن  على ذمتى زوجة أطفال .. واخاف عليها من الإنهيار
فالحب باغتنا لم نكن عندنا القوة لمواجة الأخطار فقلت فى نفسى  سوف أخبرها  عن زوجتى لكن على جرعات  لأن حبى  لها فاق كل التحديات  فأنا على إستعداد لعمل أى شىء  يرضيه  إلا التضحية بأطفالى  الصغار أما سعاد العسيلى برقتها وظروفها .. فهى فى حاجة الى رعاية كاملة ...  لا تحتاج الى يوم خميس وجمعة بل تحتاج الى مصاحبتى لها  بإستمرار  وأن اكون  معها قلبا وقالبا
أعطيها قبى كلة لتنهل من ينبوع الحب والحنان   وهذا لا أقدر علية  ومن حبى  الشديد لها ضحيت بنفسى وراحتى وسعادتى  كى لا أتعس أحب إنسانة الى قلبى  ملكتة بإقتدار كنت
أملك   موتسكيل ماركة
(يوماها)  يابانى   سريع جدا للغاية وابصرتنى سعاد فعيونها  الواسعة الساحرة كانت عسلية  فاتح   تحاكى  رقة الألوان  تشع سحرا   وجمالا وجمال وبصرها حاد  قوى فعيونها
واسعتين ساحرتين تشع جاذبية وإنبهار  .. كنت أعشق النظر اليهما
لمحتنى بأروع عيون وأنطلقت خلفى

بسيارتها وبأقوى سرعة كنت أطير
بموتسيكلى الجديد كسرعة  النهار ..
 كى لا تلحقنى  وهى مازالت تتابعنى وتزيد من السرعة نحوى   ولم أفلح رغم  تجاوزى المائة كيلوا فى شوارع المدينة وهذا إنتحار ولم أفلح  فى
الهروب إلا  بالدخول فى أزقة لاتسمح لها عجلات السيارة بالإستمرار ..وكم تساقطت دموع عينى كيف أبرر   لها هروبى   وهى لاتعلم إننى تجاهلتها أو شعرت بها
و هى تسير خلفى  ..لكنها الأقدار ولأول مرة أهرب أنا من الزواج من
فاتنة الفاتنات  وروعة الجمال  بسبب
ليس لها دخل فية   فهو شلل للأطفال
هى تسير  لكن  أحيانا تساعدها  عصاها  إذا طال المشوار .. لكن لم أراها  طوال علاقتنا  تتكأ على عصا
إلا عندما نزلت  من السيارة لتأخذ    عصاها تتكأ عليها لتسر خلفى مندفعة
بسرعة ربما  أنا  أعطى درسا فى بيتا هنا   فتأتى لعتابى وتعرف سر إبتعادى  ... وظلت ترسل لي   رسائل   وتطلبمن زملائى فى العمل
كأنوا يسألون  متى تذهب الى بيت العسيلى أم صرفت النظر عن  خطبتها كنت أبدى رقيق الأعذار
وكانت المرة لأولى  فى حياتى أن أعمل لنفسى عملية بتر   كلفتنى كل
أحزانى  فما زالت  صورتها فى ذهنى تبدو مبتسمة وتنادى علي بدموعها الساخنة قائلة لماذا بعدت عنى  يا سليمان  أنا  أحبك  بجنون
سأنتظرك طول حياتى صدقنى سأظل
فى الأنتظار  وظل طيفها  ملازمى طوال سنوات  حياتى يؤرق  مضجعى  ولم احب حبا نقيا  صافيا
مثلما أحببتها   هى ثم يلهيها نسمة
كان بدون ملوثات  أو رغبة تخرجة
عن  الوقار  كان حبا يحمل   طابعا وإطار   لم أكن أتعودة  طوال حياتى
لأن كل ماصدفتهم كان لهم أثر  فى نفسى   حركتة  الرغبة والعشق إلا
هذة الفتاة سعاد العسيلى  لها منى كل
أحترام وفخار وستظل دقاتى متلاحقة أكتب فيها الأشعار  . .. ولغفر لى اللة
كل ما إعترانى من  عثار  وعدم قدرة
على الأختيار  .. ذلك   هو  تقدير العزيز  الحكيم القهار   ...  وليمحنا اللة  الصبر والسكينة والأستقرار..................................................................

وهذا مادفعنى الي  التقدم الى شبيهتها

بعد أن  طعنتها الأقدار كانت جميلة
رائعة مثلها  لكن ظروفها كانت أسوأ
منها  .. كم  كانت الظروف ستفرقنا
كنت أبكى بدموع  تائب يريد ان يكفر
عن  ذنوبة ليس بالأستغفار  بل  بأن
يقوم فعلا  .. بالزواج  من لورا ...
تلك الفتاة الأمورة   وكادت الأقدار
تفرقنا  ...  وقلت فى نفسى هذا
قدرى لكنى سمت صوتا رقيقا
يتصل  بى يطلب  حضورى
فكم هو يحبنى ويعشقنى  ...
وكنت أحبة وأعشقة وأخذتة الى شقتى نتبادل الأحضان  فكيف أخذلة  الموت
أهون  عندى أو الإنتحار  حكيت لورا
عن ظروفى   الصعبة وإن لي  مسؤليات  كبيرة .. والزواج  يحتاج
الى مادة ..فقالت أنا  معك على الحلوة
والمُرة ...غ العيش والملح .. ولذلك
كنت أعشق هذة الأغنية :
ع الحلوة  والمُرة   مش كنا  متعاهدين .. لية نسى ........
وكنت  أدندنها بصوتى الأجش
فتنظرى لي بأستغراب  وكأنها لا
تفهم  ماتعنى لي هذة الكلمات
...................
.........................   

------------------------- 

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة