الحلقة 19 = قبل الأخيرة من مذكرات سليمان اليتيم ..



شكرا  يازمن  على كل ما أرسلتة لي  من عذابات  ومحن ........ لقد
    
وقفت عاجزا  أمام جبروتك وقسوتك يازمن  لم أتخيل أن النهاية ستكون
فاجعة  ومؤلمة .. فقدت إحساسى بأن
أكون راسخا  كالجبال .. صامدا أواجة  الطفوان .  كان إنحنائى لازما
فقد فقدت الإحساس بالسعادة مرغما
  وعشت الفقر  والحرمان  ...
وكم تمنيت أن أكون  كالعدم لا شىء
يسلبنى  لذة  النعم أو الأمان  .. واخذت أخلو
بنفسى  ما سر  السعادة  فى  الحياة
فى هذا الزمان
مادام  الشر  فى  النهاية يقضى على
الأنسان  وإن  لكل شىء نهاية كم
تتسع لها الأكوان  .. وكأن الوحوش
تلتهم  صيدها الآن .. سألنى الأصدقاء  ما سر
مسحة الحزن  التى تعتليك وتلتحم

قلت :  لم أكن  ظالما  كنت  أقول
لكل شىء  نعم ... تذكرت أم عبد
النبى  خطاب  عندما  كانت  تحضر
الى غرفتى  فى بيت  الروينى .....
وتدس نفسها  فى فراشى لتوقظنى
وتمد  ساقيها  تجاهى  وأنا  أنكمش
كى يتسع المكان لتمد  فية  قدميها
لم أكن أعلم  ماذا تريد من ذلك ..
كان  زوجها  (خطاب).. يعمل فى
مدينة العريش ويأتى  كل شهرين
أو  ثلاثة أشهر ..ليمكث  اسبوعا
ثم يعود  مرة أخرى ويأتى بعدد
من الساعات والأقمشة  لتبيعها
ولا يعطيها نقود   وكان إبنها عبد
النبى  يحكى  إنها  غير  سوية  فقد
مسها  جان ..  ويعاشرها  وإن أبى
لا يقربها  الآن .. وتعلم  عبد النبى السحر .. وكيف يحضر  الجان ..
بعد قراءة  كل كتب سحر تقع يداة
عليها ..  وعندما سألنى مابك يا سليمان  الحزن  لا يفارقك  حكيت
لة قصتى  مع صفيناز  .. وكيف
تعيش فى عالم إفتراضى غير واقعى
تهمل نفسها وأطفالها ولا تستجيب
للمشاعر التى  تجمعنا  على فراش
واحد .. فقال لي : ربما تكون قد .. مسها  جنى  سفلى ووجد  فى مسها
  مكان وسألنى لماذا  لم تفصح  لك عن  ذلك  .. أنها  تحتاج الى وجدان
أو ربما  تحتاج  منك  الى كلمات أخرى  .. إحكى لها  قصص  مثيرة
.. علمها الغيرة  ..  تحدث معها فى
الصغيرة والكبيرة  .. صادقها بكل
معانى الصداقة  التى تبدد  الحيرة
.. التقط  أى  خيط  يقودك  الى المسيرة  .. وابحث عما تحب أو تكرة
كل ليلة  ..  وإنسج لها  من  خيلك قصص  وفيرة  تحرك  مشاعرها
وأشعرها إنها  ملكة  أو  أميرة ..
ومرت الأيام  وانا على المنوال وهذة
المسيرة  .. أحكى لها قصص كألف
ليلة وليلة  وأطارحها الغرام وكأنها الأميرة  واراقب بإهتمام  ماذا  وصلنا
 من مسيرة  ... وكان بسام  شاب ثرى  يملك  محالا تجارية وعربية ..

فاخرة  مستوردة من دولة أجنبية ..
كانت سيارتة  أيضا  أنيقة  حضر بها
مرة  الينا وهو  محملا  بأكياس الفاكهة
المغرية ..  ورأى  عبد النبى خطاب
أن حضورة  لة  لفتة  قوية  ......
فقلت لة  : كيف ياعبد النبى  هذة  اللفتة القوية  فسر لي كلامك  .. قال:
ياصاحبى  هو   بيشوفك  كل يوم حاول  تقولي لية  بيجيلك على البيت
من  عير ما يكلمك فى التليفون يخبرك  بحضورة ....................
فتش عن الأشياء  المستخبية .. قلت :
مش فاهم  ..  فهمنى  شوية .. قال
راقب  تليفونك  يمكن  بيشاغل الولية
بتاعتك  ويكتر  معاها الملاغية راقبها
شوية  يمكن توصل لخيط والا   حاجة  .. وكنت انا دائما من معارضى  صديقى عبد النبى  خطاب
فى إشتغالة بالسحر .. ودائما  أشعر
أن نهايتة ستكون  بشعة  وتحققت  نبؤتى   .. فقد كان شابا  يافعا قويا ووسيما  وعذب الحديث مثقف تماما

فتأملت  حاجتى  لة الآن ربما يكون

المنقذ  لحيرتى التى إستمرت سنوات

نظرت الية

وقلت  لة : الولية بتاعتى  متدينة  ومابتسبش  فرض ولا صلاة ...
.. بتصلى الفرض بفرضة بل
أكتر شوية  ... ولا يمكن ان تلعب
الولية بديلها ..   قال : واللة إنت خايب .. الستات  ذات بحور عميقة

حتى لو السجادة  تحت الرجل  على طول .................................

لكن  أخذت كلام  صديقى عبد النبى

 بمجمل  الجد لا  الهزار  وأخذت

أفكر فى كلامة بإستمرار  ..........

وذات مرة  سمعت رنين  التليفون

الأرضى   فقمت  أرد  علية   وكان

الصوت  واضحا   (لباسم )  ذلك الشاب اليافع الثرى  إنة صوتة لا لبث

فية   لكنة  تعمد أن يغير صوتة ولهجتة  لكن نبراتة كانت تفضحة لأن لة صوت   مميز يمكن  تبيانة من  آلاف الأصوات  وبدى أنة يسأل عن شخص
آخر  وتكرر  ذلك  كثيرا   وادركت
أن  هناك  شيء  غامض يجب تفسيرة  .. فطلبت  من زوجتى الرد
ولم أسمع مادار.. بينهما وقالت  يظهر
إن النمرة غلط  .. ولم أعقب على ذلك
لكن كما  قيل لي أن  أتبع خطوات ونصائح  عبد النبى وكأنى لم أعِ شىء  ولا يشغلنى حديثها مع أجنبى  
وأن أستمر فى الخطة المرسومة أن

أشعرها أنها جميلة وملكة الملكات على الأرض وأن أداوم معها

لحظات  الحديث
  والحوار  وكأنها  ملكة جميلة
مثل كليوبترا  وقلت لها مستدرجا فى
الحوار  أظن دة  (باسم )  مستظرف
ومعجب  بملكة الجمال .. فنظرت
الي بإبتسامة  قائلة  وبإنبهار  : إنة
شاب  ثرى وسيم  وكما  تحكى  أنت
عنة الأخبار  .. وكريم
ونظرت  الي  قائلة : على فكرة  يا
سليمان  مادام  الرجل  ثرى وغنى

بهذا الشكل الملفت للأنظار

  يعنى ممكن
تستلف منة  خمستلاف جنية  ..علية
مهمش كتار   كدة والا  أية  نكمل بيهم 
المشوار .. فقلت لها : وحنعمل أية
بيهم  ما  إحنا كويسين كدة وشطار قالت بإصرار   نحن محتاجين  شقة واسعة
زى شقق  الناس الكبار .. قلت  لها :
انا أحرج وأخجل  أطلب منة فلوس  حيقول
علي أية  .. يقول إستقطاع .. ضحكت
وقالت :  ما احنا  حنردهم  ومافيش
علية إجبار  ... ادالك   ما ادلكش  ..
يبقى عملت  اللى عليك ..  حكيت لعبد النبى  مادار  بيننا من حوار  .. قال عبد النبى تبقى  السنارة غمزت  وهى
اللى حتستلف ياريس بس انت  عليك
الأنتظار ..
فى كل ليلة ونهار  يدور بنا حوار  وكم  كانت متشوقة لأن تسمع عنة  كل
الأخبار ..  وكلما لم أجد أخبار  جديدة

أنسج  من خيالى  أخبار ..  واقدمها
لها   فى قصص مشوقة تجذب الأنظار  .. عن شهامتة وفحولتة وحبة  للنساء الكثار مهما كان شكلهن
  ونوعهن   فهو  لايهمة إلا الأختيار
 يظهر  وقع عليكى الأختيار .........

( كنت بذلك أطبق كل مانصحنى بة عبد النبى لأصل الى القرار   هل  هى   خائنة  فى اى لحظة  يمكن لها
الفرار ) .. وكيف أواجة وحدى تربية
أطفالى الصغار ..

واستمريت  على هذا المنوال لأكتشف
كيف  نصل  الى قرار.............

وتعلقت  صفيناز  بشدة  الى كل هذة االأخبار  وأن  تصغى بشغف  و إهتمام بالغ  الى الجديد عن  شمشوم
الجبار .. محرك النساء  من الغثار حتى ولو ..خلف الستار .. وكما أتبعت أنا  كل نصائح الساحر  عبد النبى  خطاب بحذفيرها
وكانت نصائح من نار .. لا يقو إنسان
على إبتلاعها  حتى لو كان جبار ..
وكما  كان نهايتة أن أشتعل فى قلبى
الغيرة والنار  .. كان لازما  كما عودتها  أن أقدم  لها  الأخبار
وذات مرة  شدت الأوتار منى   بعد
إستهتار وبعد أن أصابنى الدوار ..
إنتابنى الصمت  ولم أعد أسرد
أو أنسج   من الخيال ما يدار ..
فكان اليوم  يمضى  كئيبا بإستمرار
وقلت للشيخ  عبد النبى  لقد  وقعت
فى المحظور  دوت إخطار .. وقد
يصيبينى الجنون   لأنى إتبعت كل
نصيحة قدمتها أنت  لي دون إنذار ..
فقال لي : صدقنى  سوف تستريح
وينزاح عنك الغبار  أرم  آخر ما
فى جعبتك  حتى لو إشتعلت فيك النار
قلت كيف هذا  الذى يقال لا أفهم لقد
أصابنى العثار ..  وكانت الخطة أن
أقول  لها  (بسام ) .. يريد الزواج العرفى  منكى وسيعطيكى  الشقة
الفاخرة  بإقتدار .. يكفى  أن ترسلى
الية بصوتك  رسالة حبك  والهيام
وعندما  يصل  الية ردك  تكونى قد
أحضرت  نفسك للزفاف  على العريس الجار .. فقالت بستهتار
والزاى أتأكد  أنة عايزنى بصحيح
مش هزار انا أحب أمشى فى الحلال
أنا بصلى  بإستمرار .. فقلت لها حلال  إية وحرام إية  .. إذا كان إنت
لسة على ذمتى   لم تنقطع  لسة الأوتار .. قالت بإبتسامة الفخار : ما
أنت  حطلقنى وبعد إستلام  الشقة
..حرجع ليك  تانى نعيش فى جنة مش نار .. قلت لها  الطلاق  يعنى لازم
الإنتظار   العدة  المأذون معندهوش
هزار ..
وذهبت  الى (بسام ) .. فرحب  بي
كثيرا  عن العادة  حيث كنت أحكى
لة قصص أخرى  بإقتدار .. عن أنثى
أخرى كان  قد رآها  فى أحد أفراح
الناس الكبار وكنت أدرس لأخوها
صلاخ  فتكلمت معى بهزار  وظن
أنها على صلة وثيقة بى بإستمرار
وأدعيت أن إسمها  ( صافيناز )..
رغم أن اسمها ( نانى على ) .. وطلبت منة أن يحدثها  من خلال
التسجيل  ويقول الشقة  جاهزة
ياصفيناز ومعها فلوس كتير  عشان بموت فيكى
وقدمت الرسالة بصوتة الذى  تميزة
من بين آلاف الأصوات  ووثقت
وأنقلب الساحر على الساحر فقد أرسلت  الية رسالة بصوتها المميز
تصف نفسها وجسدها البض وكم
سيلاقى من متعة أذا صدق فى
الزواج منها  وكيف  تجعلة ينسى كل الدنيا  ويتذكر فقط  صافيناز وجال صفيناز وحلاوة صافيناز واكملت
سوف نلتقى فى الشقة قريبا ومعك
عقد الشقة والفلوس  لاتنسى يا بسام 
.. حبيتك صافيناز ..
وتعجبت من قوة  الرسالة  فهى لاتجرؤ  معى  على  النطق بحرف
واحد منها  الي  وأنا زوجها .. كيف
نمى هذا الحب  دون  التقاء .. وظللت
هل يلتقون  من خلفى .. إنها رسالة
عاشقة متمرسة على العشق .....
وجاريتها بإبتسامة وداخل قلبى يقفز منة  كتل اللهب  من الغضب .....
وقلت  قربنا للنهاية  وكيف ستقابلى
عريسك ياعروسة  .. فقالت  : سوف
أشيل الشعر  وسوف أنظف كل شىء
وأعطرة  وعندما  قمصان نوم تهوس
.. تذكرت  طوال السنين لم تفكر فى
أن ترتدى قميص من هذة القمصان
بل بنفس  الثوب الذى تطهى فية كانت تنام بة .. وكم تألمت لحد الموت
وإنتابتنى رعشة قوية  هائحة وتماسكت  وقلت لة الوقت  قرب ياعروسة  .. والزاى  حتقدرى تغيبى عنهم  شهر العسل بطولة  وحتقولى لهم  إية  بعد  كدة .. او قبل كدة ..
ظلت تطأطأ  رأسها وتفكر  وقالت:
عندى فكرة  ياريت تقولى رأيك فيها
قلت ماهى  قالت ببرود : سنجتمع
بأطفالنا ونقولهم  أننى مضطرة
أزور  صاحبتى ورفيقة حياتى من
حدائق حلوان  كنا زمايل  وانا حقضى  معاها الشهر  دة  )..
كانت السخرية داخل نفسى مريرة
أنا أعلم الزيارة ساعة  ساعتين  يوم
يومين على الأكثر  .. وقلت لها :أفرض  (باسم ) .. تمسك بيكى
لجملك وكمان أنتى حتتفننى فى إمتاعة  .. يعنى واحدة جميلة حتكتع واحد ويفرط  فيها بسهولة  .. ويمكن
ما يطلقكيش خالص .. قالت : يبقى ربنا عايز كدة  قلت لها طب والاطفال قلت ليهم رب يتكفل بيهم وكمان أنت معاهم ياسليمان .. قلت لها خلاص
كلميهم .. وجلس الاطفال حولنا مشدوهين  .. ولم ينطقوا بكلمة وكأنهم
أخرسوا ولم أعرف لماذا هل إستغربوا مما تقولة أمهم أو أن هذا سيتيح لهم  فى هذا الشهر يمشوا على
كيفهم  دون قيود
وجاء يوم الأربعاء  وقمت بتنظيف
نفسها واستعدت بمل المكياج  وكل
ماتفعلى الأنثى فى نفسها فى ذلك اليوم  وهو يوم  الدخلة .. وانا انظر
اليها بإشمئزاز  بعد أن سقط القناع
وظهرت على حقيقتها إمرأة تعشق المال  وتضحى بالأولاد من أجل المال  وكأنى طعنت بسكين وتقدمت
منى يوم الخميس لتمسك يدى وتقول الساعة الخامسة : ودينى لعريسى
( كنت قبلها  حررت ورقة زواج عرفى  وهمية أستدرجها  هل ستقبل بالزواج العرفى  وتدخل على آخر
وتكون متزوجة من رجلين فى آن
واحد وكيف كانت الصلاة والدين والتقوى ).. هل كما قيل ان النساء ناقصات عقل ودين .. وحتى لو نقصن عقل ودين ليس الى هذا الحد
البشع من لأنحطاط الخلقى والدينى
مثلها مثل العاهرات .. وعندما رفضت وقلت لها لأ  الاطفال أهم
بكت  بشدة لم أرى بكاءا  حادا مريرا
وكأنما توفى لها عزيز   بل أكثر من ذلك .. هددت ستحرق نفسها  قلت لها
ممكن تحرقى نفسك  وتصبحى مثل أختك  مشوهة لا نفعك الموت ولا الحروق  )..

أعقلى  والا سأقدم  دليل الخيانة بصوتك  فهو معى فى شريط تسجيل
ومع الأيام قالت لأبنها الأكبر هل
لو جاء أبوك وقال لك أمك مشيها وخش   حتصدق .. قال وابويا حيقول كدو لية هو مجنون  أبويا عاقل وميطلعش منة العيبة  ... قالت : أنا
بقولك يعنى   قال لها : أنا بنفسى لو شفتك بعينى   بين  عشرين راجل مش حصدق نفسى ولم ترك جيدا أنى لا يمكن أن افعل ذلك حتى لا أحطم أولادى  .. وكان علي أن إذلها  واتركها  مهملة  واعيش حياتى

وانقلبت  لثالث مرة الي شخص

لا يعرف  إلا كيف ينتقم منها ..
بأن لايقترب منها .. فبعد  كل
هذا  .. كنت كلما حاولت الاقتراب
وأفشل هى  نفسها تقول : انت مش
أنت  مابتقدرش  خلاص وكانت
اذا  ماجاء  ظرف مثل هذا تقول:
بلاش  قرف  وهذة الكلمة كانت
بمثابة شهادة وفاة لها  فى قلبى
لم أكن أكرهها  ولم أكن أحبها لكن
شىء ما كان يبعدنى عنها  ورغم
فحولتى التى كانت تفخر بها إنكسرت
إرادتى ونفسيتى .. وصرت أهيم
على  وجهى وتلك الفترة  هى
فترة المغامرات  .. وكنت واثق
جيدا  أن صفيناز  قد تجمدت مشاعرها  الجنسية واصبحت
تبحث عن المال فقط .. فقرش
واحد  عندها بألف رجل  ...
فكنت لا أبخل عليها بالمال حتى تكون أمينة وحاضنة الأطفال .. إما بسام
فقد إصيب فى حادثة وإختل عقلة بعد
أن أوجدت لة شريكة حياة أصبحت
تلازمة  حتى بعد أن وقعت الحادثة
بسيارتة  ولم يعد تذكر ان هناك أمراة تدعى صافيناز .. لكن لا أعلم هل  زوجتى  نسيت تماما (بسام ) .لست
أدرى إنها لعبة الأقدار .............
  \\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\   

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة